اقتلاع نساء بغداد

[فاطمة الكربلائية]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
:55555":
خارج النص/ أقتلاع نساء بغداد
بقلم / :65:سيد قاسم العجرش:65:
وقفن عزلاوات وشبه وحيدات إلا من القهر، الرفيق اللدود للعراقيين والعراقيات، وقرأن كآبتهم طيلة العقود الأربعة المنصرمة، وفيما عَدا جرأتهن التي تفتّقت بتلاتها فوق شفاههن؛ فإنه لا شيء يحمي ثكالى العراق من مرارة الفقد و قيظ العوز وهجير الإهمال... أُقتُلِع الأبناء والآباء والأزواج..والعشاق..غابوا عنوة.. و سِيقوا بعيدا إلى مصائرهم، بعد أن أعادت دَمَويَّة بقايا النظام الصدامي تشكيل أقدارهم وتحكمت قوانين همجيّتهم في قوانين بقائنا¡ نساء بغداد أقتلعن من شوارعها، إذ لا شيء يقيهن قسر الأقتلاع، ولا أحد يُنصفهن.. لا قانون ولا أخلاق ولا عرف ولا قبيلة ولا شارع ولا أبناء.. و لا حتى بغداد! فيدٌ فظّة امتدّت إلى بغداد... نهشَت و اقتلَعت كل جميل وعزيز و سويٍّ و ثمين فيها.. ثم اقتُلِعت الروح والذاكرة ولم تبق على الإنسان ومع إقتلاع النساء من بغداد فإن كل رمز نبيل في بغداد تم اقتلاعه..الجندي المجهول..والمتحف الوطني للفن الحديث وحمامات فائق حسن، شارع الرشيد، وبطات حديقة الأمة وتمثال الأم ، اقتُلِعت أشجار الكالبتوس العجوزة من بارك السعدون شارع النضال المرحة المشاكسة، التي لطالما أينعت وتفتحت وانتشر أريجها في تلك الشوارع التي لم يتبق منها سوى أرصفة تحدِّق، بلا حيلة،إلى حيث تندب ثواكلها بغداد وأبناء بغداد.. وحيدات قابعات في البيوت..لا شيء ولا أحد يُظِلّهُن بظلِّه.. محذوفات في حزنهن.. مقصيات في يتمِهِن... وبدت بغداد،التي على مرمى حجر من كل شيء ومن كل أحد.. كأنها تغض البصر وتسد السمع عن كل شيء وعن كل أحد اقتُلِعت نساء بغداد.. من بغداد.. وها هي فارغة إلا من المرارة...كذلك قدر الأمكنة والناس والأشياء في بغداد ... ترى هل تستطيع بغداد فك شفرة الإقتلاع والدم والدموع هذه.. سلام