المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قوت الذي لا يموت


فاطمة الكربلائية
24-05-2010, 12:18 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
:55555":
خارج النص/ قوت الذي لا يموت
بقلم :65:السيد قاسم العجرش:65:
الجمع بين التجارب والرؤى لا يمكن أن يتم إلا من خلال تخلي كل تجربة ورؤية، بحكم مقتضيات التواصل الإنساني وإكراهاته، عن بعض مما يخصصها ويفصلها عن التجارب الأخرى، لتتحول إلى صيغة لا يمكن فهمها إلا من خلال استحضار ما يوحد ويجمع، ويرد المتنافر إلى ضرب من الوحدة. حينها، وحينها فقط، نكون قد خرجنا نهائيا من دائرة التجربة المخصوصة ( المحدودة في الزمان وفي المكان )، لنلج عالم الإرث الوطني والاجتماعي المشترك الذي يبيح لنا الحديث عن الهوية والوجدان والطبيعة الخاصة بهذا الشعب. بيد أن الأمر ليس هكذا، إذ أنه وعوض أن يتم توفير الإمكانات المادية والبشرية والسياسية الحقيقية لتطوير المنظومة الوطنية ، وجدت هذه المنظومة نفسها في قبضة السياسي المستندة لأهداف سياسية لا إلى مرجعية الشعب الكلية، وهو ما قلص إلى حد العدم الفضاء المناسب لتتحرك المنظومة الأصلية في اتجاه اكتشاف مواطن ضعفها ومواطن قوتها، وتنخرط في عملية تجديد شاملة وأصيلة في اتجاه مستقبل واضح المعالم، ، مما أقصى شرائح مجتمعية مهمة وحد من تحقيق الأهداف . حيث أصبحت المنظومة متحركة ضمن مقتضيات الصراع السياسي الغامض والملتبس والمرتبك، فضلا عن هامشية وثانوية مدخلاته التي لم تسمح لتلك الشرائح المجتمعية بالتفاعل الإيجابي المنتج. وكمثال تطبيقي على هذا الخلل هو خروج منظومة الخدمات من احتضان التنفيذ المهني بشكل مؤسساتي، لتخضع لتقلبات اللحظة ومطالبها السياسية، بل في مناسبات عدة كانت ضحية مزايدات سياسية وانتخابية لتحقيق أهداف ضيقة الأفق ولا علاقة لها بأصل المشكل؛ ما يعني ضرورة العمل الجماعي لأجل تغييره تغييرا كليا بتوفير الظروف السياسية والفكرية والنفسية المؤهلة لذلك. لقد غابت معالم الخدمات في معالم السياسة، ووظفت الدولة وميزانيتها من قبل (قبضة السياسي) لخدمة مستقبله لا مستقبل الشعب، ومجالس المحافظات على الرغم من صلاحيتها الدستورية والتشريعية والتنفيذية الواسعة، تلعب لعبة (الحية والدرج) تلك اللعبة التي قلما يربح لاعبها، وإن ربح فإن ربحه يشبه قوت عمال مساطر البناء، (قوت الذي لايموت).... قوت من أجل البقاء فقط... سلام