سارقة من أهل الجنة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • :: بحر ::
    • Jan 2009
    • 7359

    سارقة من أهل الجنة

    [mark=#669933]سارقة من اهل الجنة[/mark]
    في مدرسة محمد صلى الله عليه وسلم قواعد كثيرة ، وأسس متينة ، ثابتة ثبوت الجبال الرواسي ، لا يزحزحها طول الزمان ، ولا تغيُر الاحوال ، ولا تبدُل الاجيال ، حدود ثبتت في كتاب ربنا جل جلاله، وفي سنة نبينا صلى الله عليه وسلم ، من تلك الحدود التي لا تتبدل ولا تتغير حد السرقة.



    قال تعالى { والسارق والسارقة فاقطعوا ايديهما } ويقول صلى الله عليه وسلم ( .. والله لو ان فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ) .
    ولكني اوجه كلماتي لك يا حفيدة فاطمة الزهراء ، فأنصحك وأحثك على السرقة !!
    لكن اطمئني .. فإن هذه السرقة لا عقاب عليها ، لا قطع ، لا سجن، لا تعزير ، لن تجدي قانونا واحدا يسمح بمعاقبتك ، بل ربما تجدين من يبارك لك صنيعك ، ويشد على يديك ويقول هنيئاً لك ، سرقت ، فنعم السرقة .. بورك فيك .
    كثير من الزوجات يعشن مع ازواجهن من واقع الألفة وطول العشرة ، لا بدافع الحب ، وكثير منهن من تشعر ان وجودها في حياة زوجها هو من باب التعود على ذلك ، وليس من باب الحب ، كثير منهن من تشعر ان حياتها مع زوجها هي من الواجب والواقع الذي فرض عليها ، فهو ابو اولادها ، ومعيلها ، وليست حياتها معه من منطلق الحب ، ومنهم من لا يشعر بزوجته ، فلا يسابق الخطى ليكون قربها ، ولا يرجو دخول البيت من كثرة المشاكل وصراخ الاطفال ، قلبه مغلق، ودخوله يتطلب مشقة وركوب الصعاب ، قلبه بعيد عنك وهو بجانبك فكره سارح وأنت تحدثينه ، يسمع لك وعيناه معلقة في سقف الغرفة ..ما العمل؟ ماذا تصنعين مع زوج قلبه مغلق تجاهك ؟ كيف تدخلين اليه ؟ كيف تستميلين قلبه وعقله لتنالي حبه ومودته ؟
    اخيّتي .. لست من ذوات التجارب ، ولكن هي الدنيا التي نتعلم منها ، وهي مدرسة محمد صلى الله عليه وسلم التي نستقي منها كل ما يفيدنا لخير حياتنا في الدنيا والآخرة ، لنبني البيت المسلم القائم على دعائم قوية ومتينة.
    ان السرقة فن .. فاللص حين يقرر السرقة ، يراقب ، يخطط ، ومن ثم يقتحم ، وسرقة القلوب يا عزيزتي فن قديم ، وقليل من تفعله.
    ان قلب زوجك الموصد تجاهك بامكانك دخوله ، لكن كيف ؟
    لا بد من المراقبة والتخطيط حتى ينجح العمل ، ولدخول القلب بالصورة الصحيحة ولضمان النجاح ، لا بد لك من استخدام مفاتيح كثيرة ، ليست من المعدن ولا من الذهب او الفضة ، هذه المفاتيح واستخدامها بحكمة ستجلب لك السعادة ان شاء الله .

    * الطمأنينة النفسية ، لقوله تعالى { ومن آياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة } ، فالرحمة قاعدة البيت السعيد ، فإن فقدت كان الشقاء فأنت جزء من زوجك

    * الابتسامة الصادقة ، التي تعبر عن عاطفة تنبع من قلبك لتؤثر في قلب زوجك ، وقد قال عليه السلام ( تبسمك في وجه أخيك صدقة ) ، فكيف اذا كان هذا التبسم للزوج ، وقد أوصت ام ابنتها قائلة ( واذا قابلت زوجك فقابليه فرحة مسرورة مستبشرة ، فان المودة جسم روحه بشاشة الوجه ) ، وقالت اخرى ( عليك ان تخلقي السرور له داخل البيت ، فبشيّ له على أية حال ، واستقبليه ، بكل ابتسامة تنبىء عن متسع الامل وتحيي الرجاء في النفس وتوقظ المحبة في اعماق القلب )

    * الصمت حين يغضب او ينفعل ، لا تقابليه بالصراخ والانفعال المماثل ، بل اصمتي للحظات حتى يهدأ ، ومن ثم بادري بالحديث الهادىء معه ، بكلمات رقيقة عذبة ، تنسيه ما كان وتذكري في ذلك ما قاله ابو الاسود الدؤلي لزوجته : اذا رأيتني غضبت فأرضيني وان رأيتك غضبت ارضيتك وإلا لم نصطحب .

    * التودد والتقرب اليه ، لا تغضبي ان وجدت منه تقصيرا في حقك ، فان عمله ودعوته وهمومه تكفيه ، ولا تسمحي للغيرة ان تعمي قلبك فتتخبطي في تصرفاتك ، بل توددي اليه وحاولي التقرب اليه ، وراجعي نفسك فربما انت المقصرة لا هو ، جددي زينتك ، اختاري الكلمات الرقيقة ، تحدثي معه بلطف ، فإن القوة لا تنفع .

    * الاحترام والطاعة له ، خاصة امام الآخرين ، وخاصة امام الاولاد ، فلا تخالفيه في رأي ، ولا تكذبيه في قول ، فان كان في قوله حق فشدي على يديه وشجعيه بكلمة طيبة ، والا .. فاسكتي ، ثم ناقشي القضية معه على انفراد .

    * الاعتراف بجميله ، وشكره على كل ما يقدم لك ، قال عليه السلام ( لا ينظر الله تبارك وتعالى الى امرأة لا تشكر زوجها وهي لا تستغني عنه ) ، وقال في حديث يبين فيه سبب كثرة النساء في النار ( ويكفرن العشير ) اي لا يشكرن الزوج .

    * الاعتذار عند الخطأ : فإن التعالي ينغص عليك حياتك ، والاعتذار ليس ذلا ولا عيبا ، ولا ضعفا ، فهذا صلى الله عليه وسلم يقول ( نساؤكم من اهل الجنة الودود الولود، العئود على زوجها ، التي اذا غضب جاءت حتى تضع يدها في يده وتقول لا اذوق غمضاً حتى ترضى ) .

    * حسن الطلب ، فان طلبات المرأة من زوجها تكاد لا تنتهي ، فعليك يا جوهرة البيت ان تحسني اختيار الوقت ، وتنتقي اجمل الكلمات ، على ان تكون نفسك مرتاحة واعصابك هادئة ، وانتبهي ان لا تطلبي العسير المستحيل ، ولا ترهقيه بكثرة الطلبات بحجة ( قص جناحيه ) ، فهذه امامة بنت الحارث توصي ابنتها فتقول لها ( ... الاحتراس بماله ، وملاك الامر في المال حسن التقدير ) .

    * اللباس والزينة ، سلاح المرأة الفعال ، فمهما كان جمالك بسيطا فان اللباس الحسن يظهره ، والزينة تبيّنه ، فأنت في بيتك ملكة فتزيني وتجملي حتى تتربعي على عرش قلبه ، وتذكري ان زوجك يرى في الشارع ، وفي العمل ، اشكالا متعددة من المتبرجات ، فلا تبخلي عليه بالزينة والثوب الجميل ، ولا تقولي ليس عندي وقت ، ولا تكن حجتك العمل وامور البيت والاولاد ، فاعطي لكل ذي حق حقه ، فالوصول الى قلب زوجك ضرورة لسعادة بيتك .

    * الهدية لزوجك في مناسبة او غير مناسبة ، تفتح لك قلبه على مصراعيه لتدخلي باطمئنان ، فهذا صلى الله عليه وسلم يقول ( تهادوا تحابوا) فكيف اذا كانت من الزوجة لزوجها ؟

    * مناداته بأحب الاسماء اليه ، فمن الرجال من يحب ان يناديه الناس بأبي فلان ، ومنهم من يحب ان يُنادى بالشيخ ، ولكن انت زوجته ، قرة عينه ، بماذا تناديه لتصلي مع اسمه الى قلبه ؟!
    كثيرة هي المفاتيح التي قد تجدينها لتفتحي مغاليق قلبه ، لتكوني في سويدائه ، ولكن المطلوب منك ان تفكري وتبحثي وتجدي المفتاح الملائم ، فقلب الرجل كالخزنة لها رقم سري لا يعرفه الا صاحبها .
    فمن النساء من دخلت قلب زوجها لمعاملتها الطيبة مع اهله وخاصة والدته ، ومن النساء من دخلت قلب زوجها عن طريق صنع المأكولات الشهية واطباق الحلوى المتعددة ، فلكل قلب مفتاح ، اعطيناكِ بعضها ، ان لم تنجحي بها فابحثي ولا تعدمي الحيلة ، فانه ثلاثة من سعادة ابن آدم ، المرأة الصالحة والمسكن الصالح والمركب الصالح .
    فكوني له زوجة صالحة ومحبة يكن لك كذلك ، وقد قالتها تلك المرأة حين اوصت ابنتها ( كوني له امة يكن لك عبدا ، كوني اشد ما تكونين له اعظاما يكن اشد ما يكون لك اكراما ، واشد ما تكونين له موافقة يكن اطول ما يكون لك مرافقة ، واعلمي انك لا تصلين الى ما تحبين حتى تؤثري رضاه على رضاك وهواه على هواك فيما احببت وكرهت ) ، وتذكري دائماً قول المصطفى صلى الله عليه وسلم ( لو كنت آمراً احداً ان يسجد لأحد لأمرت المرأة ان تسجد لزوجها ) ، وقوله ( ايما امرأة ماتت وزوجها عنها راضٍ دخلت الجنة ) .
    فأحبيه واجتهدي ان تسرقي قلبه ليكون عنك راضياً ولتكوني سارقة من اهل الجنة.

    منقول

يعمل...
X