أسرار التوفيق في الحياة‎

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عاشقة النور
    • Jan 2009
    • 8942

    أسرار التوفيق في الحياة‎

    قال الإمام الصادق (عليه السلام): أملوا أوّل صحائفكم خيراً وآخرها خيراً ، يغفر لكم ما بينهماً..



    بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين


    اللّهم صلّ على محمّد وآل محمّد وعجّل الفرج لوليّك القائم
    الإنسان في حياته إنّما هو في رحلة وسفر ، يحاول أن يكون موفّقاً في عمله ، وناجحاً في اُسرته ومجتمعه ، ولكن على المرء أن يسعى ليكون من أهل الخير حتّى تتاح له الظروف وتتهيّأ له الأسباب ويكون موفّقاً وناجحاً.


    ::: مع هذا هناك أسباب عامّة اتّفق عليه العقلاء أنّ من التزم بها ، مع حقّ المراعاة ، فإنّه يتوفّق في الحياة ، منها




    أغتنام الوقت والفرصة




    ::: جاء الإسلام ليكوّن للمسلم حياة سعيدة ، فدعاه إلى النشاط والحيوية والفرح المعقول ، ونهاه عن التضجّر والكسل والحزن المذموم ، الذي يُعدّ من وساوس الشيطان وتسويلاته ، وأمره أن يغتنم الفرص وينتهزها ، كما يغتنم خمساً قبل خمس ، كما ورد في الحديث النبويّ الشريف لأبي ذرّ الغفاري ، فقال (صلى الله عليه وآله) :


    « يا أبا ذرّ ، اغتنم خمساً قبل خمس : اغتنم شبابك قبل هرمك ، وفراغك قبل شغلك ، وصحّتك قبل سقمك ، وغناك قبل فقرك ، وحياتك قبل مماتك ».


    ::: وأمّا اغتنام الفرصة ، فقد قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام) :


    « انتهزوا فُرص الخير فإنّها تمرّ مرّ السحاب ».


    « الفرصة تمرّ مرّ السحاب ، فانتهزوا فرص الخير ».


    « الفرصة سريعة الفوت بطيئة العود ».


    « الفرصة خلسة ».


    « الفرصة غُنم ».


    « أ يّها الناس ، الآن الآن من قبل الندم ، ومن قبل أن تقول نفس : يا حسرتي على ما فرّطت في جنب الله ، وإن كنت لمن الساخرين ، أو تقول : لو أنّ الله هداني لكنت من المتّقين ، أو تقول حين ترى العذاب : لو أنّ لي كرّة فأكون من المحسنين ».


    ::: قال الإمام الحسين (عليه السلام) :


    « يا ابن آدم ، إنّك لم تزل في هدم عمرك منذ سقطت من بطن اُمّك ، فخذ ممّـا في يديك لما بين يديك ، فإنّ المؤمن يتزوّد ، والكافر يتمتّع ».


    « الأمس موعظة ، اليوم غنيمة ، وغداً لا تدري ».


    ::: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) :


    « كن على عمرك أشحّ منك على درهمك ودينارك ».


    « إنّ العمر محدود لن يتجاوز أحد ما قدّر له ، فبادروا قبل نفاد الأجل ».


    ::: وقال أمير المؤمنين علي (عليه السلام) :


    « لو اعتبرت بما أضعت من ماضي عمرك لحفظت ما بقي ».


    « إنّ المغبون من غبن عمره ، وإنّ المغبوط من أنفذ عمره في طاعة ربّه ».


    « إنّ ماضي عمرك أجل ، وآتيه أمل ، والوقت عمل ».


    « إنّ ماضي يومك منتقل ، وباقيه متمّ ، فاغتنم وقتك بالعمل ».


    « إنّ الليل والنهار يعملان فيك فاعمل فيهما ، ويأخذان منك فخذ منهما ».


    « ما أسرع الساعات في اليوم ، وأسرع الأيام في الشهر ، وأسرع الشهور في السنة ، وأسرع السنين في العمر ! ».


    « رحم الله امرءاً علم أنّ نفسه خُطاه إلى أجله ، فبادر عمله ، وقصّر أمله ».


    « إعمل لكلّ يوم بما فيه ترشد ».


    ::: فمن كان يرى حياته وعمره هكذا ، وينظر بهذه الرؤية الإلهية ، كيف لا يستغلّ دقائق عمره ، ولم يغتنم فرص حياته ؟ ! ولا يجعلها غصّة بضياعها ، فإنّ إضاعة الفرصة غصّة ، فإنّها تمرّ كما تمرّ سحاب الربيع ، فهي سريعة الزوال وإن كان يتصوّرها الناظر كثيرة وفيها المطر الغزير ، فتدبّر فما أروع هذا التمثيل في لسان الروايات الشريفة.


    ::: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) :


    « بادر الفرصة قبل أن تكون غصّة ».


    ::: قال الإمام الباقر (عليه السلام) :


    « بادر بانتهاز البغية عند إمكان الفرصة ، ولا إمكان كالأيام الخالية مع صحّة الأبدان ».


    ::: وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) :


    « والله ما يساوي ما مضى من دنياكم هذه بأهداب بُردي هذا ( الأهداب جمع هدب وهو خمل الثوب وطرّته ) ، ولما بقي منها أشبه بما مضى من الماء بالماء ، وكلّ إلى لقاء وشيك وزوال قريب ، فبادروا العمل وأنتم في مهل الأنفاس ، وجدّة الأحلاس ( الأحلاس جمع حلس : ما يوضع على ظهر الدابّة تحت السرج ) ، قبل أن تأخذوا بالكَظَم ( مخرج النفس ) فلا ينفع الندم ».


    « من فتح له باب من الخير ، فلينتهز ، فإنّه لا يدري متى يغلق عنه ».


    ::: قال الإمام الصادق (عليه السلام) :


    « ترك الفرص غصص ».


    « من انتظر بمعاجلة الفرصة مؤاجلة الاستقصاء سلبته الأيام فرصته ، لأنّ من شأن الأيام السلب ، وسبيل الزمن الفوت ».


    ::: ما أروع هذه الكلمة الحكمية التي تخبرك عن واقع الأيام والزمان ، فمن الناس ، من لم يغتنم الفرصة المتاحة له في عمل من الأعمال ، فلا يعجل في الاستفادة منها ، بل يؤجّل العمل ويؤخّر الفرصة على أمل أن يستقصي أطراف العمل كلّه ، مثلا لو اُتيحت له الفرصة بأن يتزوّج ولو ببناء عشّ ذهبيّ متواضع ، تجده لا يقدم ويدّعي أ نّه لا بدّ لي من قصر فخم وسيارة آخر موديل وعمل تجاري ناجح وأثاث منزلية رائعة حتّى يتزوّج ، فمثل هذا الشخص تسلبه الأيام تلك الفرصة ، لأنّ من شأن الأيام السلب ، وطريقة الزمن الفوت.


    ::: وقال أمير المؤمنين (عليه السلام) :


    « من أخّر الفرصة عن وقتها ، فليكن على ثقة من فوتها ».


    « إذا أمكنت الفرصة فانتهزها ، فإنّ إضاعة الفرصة غصّة ».


    « أشدّ الغصص فوت الفرص ».


    « أفضل الرأي ما لم يفت الفرص ، ولم يوجب الغصص ».


    « من ناهز الفرصة أمن الغصّة ».


    « الصبر على المضض يؤدّي إلى إصابة الفرصة ».


    « الاُمور مرهونة بأوقاتها ».


    « من الخُرق ـ أي الحماقة ـ المعاجلة قبل الإمكان ، والإناءة بعد الفرصة ».


    ::: نتيجة الأحاديث الشريفة : أنّ العاقل من يستغلّ الفرص ويبادر إليها ، وذلك بعد التمكّن ، فلا يعجل قبل الإمكان ، فإنّه من مصاديق العجلة من الشيطان ، بل عليه أن ينتظر ، وبمجرّد أن تتاح له الفرصة فلا يتأنّى ، كلاعب كرّة القدم فإنّه يتحيّن وينتظر الفرصة ، حتّى يهجم على مرمى الحارس ، ويسجّل هدفاً ، ومثل هذا يعدّ لاعباً ناجحاً وموفّقاً.


    ::: فالمسلم يبادر إلى الفرصة ، ويعمل ولا يقضي حياته بالبطالة والفراغ.


    ::: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) :


    « إنّ الله يُبغض الصحيح الفارغ لا في شغل الدنيا ولا في شغل الآخرة ».


    ::: وقال الإمام الكاظم (عليه السلام) :


    « إنّ الله ليبغض العبد النوّام ـ أي الذي ينام كثيراً ـ إنّ الله ليبغض العبد الفارغ ».


    ::: وقال أمير المؤمنين (عليه السلام) :


    « إن يكن الشغل مجهدة ، فاتّصال الفراغ مفسدة ».


    ::: وفي أدعية الأئمّة الأطهار (عليهم السلام) ورد عن الإمام زين العابدين (عليه السلام) :


    « واشغل قلوبنا بذكرك عن كلّ ذكر ، وألسنتنا بشكرك عن كلّ شكر ، وجوارحنا بطاعتك من كلّ طاعة ، فإن قدّرت لنا فراغاً من شغل ، فاجعله فراغ سلامة لا تدركنا فيه تبعة ولا تحلقنا فيه سأمة ، حتّى ينصرف عنّا كتاب السيئات بصحيفة خالية من ذكرِ سيّئاتنا ، ويتولّى كتّاب الحسنات عنّا مسرورين ».


    ::: وقال في دعاء مكارم الأخلاق :


    « اللهمّ صلّ على محمد وآله ، واكفني ما يشغلني الاهتمام به ، واستعملني بما تسألني غداً عنه ، واستفرغ أيّامي فيما خلقتني له ».


    « وارزقني صحّة في عبادة ، وفراغاً في زهادة ».


    « وأذقني طعم الفراغ لما تحبّ بسعة من سعتك ، والاجتهاد فيما يزلف لديك وعندك ، وأتحفني بتحفة من تحفاتك ، واجعل تجارتي رابحة ، وكرّتي غير خاسرة ، وأخفني مقامك ، وشوّقني لقاءك ».


    ::: ونتيجة الأحاديث الشريفة : إنّ الفراغ للمؤمن مذموم ، إلاّ إذا كان في طاعة الله من التفكّر والتأمّل والتدبّر في خلق الله ، فإنّ المؤمن يحتاج إلى مثل هذه الساعة في حياته ، كما قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام) :


    « ما أحقّ الإنسان أن تكون له ساعة لا يشغله عنها شاغل ».


    ::: فيخلو بنفسه وربّه لمحاسبة النفس ومناجاة الربّ عزّ وجلّ ، فتدبّر.


    ::: قال الله سبحانه وتعالى مخاطباً نبيّه الأكرم (صلى الله عليه وآله) :


    ( فَإذا فَرَغْتَ فانْصَبْ وَإلى رَبِّكَ فَارْغَبْ ).


    ::: وفـّـق الله جميع السالكين في طريق الحق وسعادة الدنيا والاخرة ، دمتم برعاية الله وحفظه


    "عاشقة النور"
يعمل...
X