المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : طرق بسيطة لمعالجة الغيبة


فاطمة الكربلائية
04-06-2010, 07:16 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
:55555":
طرق بسيطة لمعالجة الغيبة
لما كان الإنسان بفطرته وذاته محبا للنفع ودافعاً للضرر¡ فينبغي له أن يفكر في كل كلام يريد أن يقوله¡ أهو نافع له أو مضر به! فإذا كان الكلام نافعاً له ومن مصلحته أن يقول فليقله وإلا فليتركه لئلا يصيبه ضرر منه.
فأولاً: عند الغيبة أو الاغتياب ينبغي للإنسان أن يتدبر ويفكر في أن هذا الكلام الذي يخرج من فمه ليس فيه إلا الضرر والمفسدة والنفاق والابتلاء الدنيوي وسخط الخالق ينبغي للإنسان العاقل أن يقول لنفسه : علامَ أُقدم على مثل هذا الكلام الذي يجلب هذا الضرر الكثير والفساد الكبير.
ثانياً: لابد لمعالجة مرض ما من تشخيص أسبابه وجراثيمه للقضاء عليها فكذلك الحال بالنسبة إلى مرض الاغتياب الوبيل فلابد من القضاء على بواعثها وأسبابها.
إن هناك بواعث كثيرة تجرنا إلى الاغتياب وأهم تلك البواعث والأسباب ثلاثة: (الحسد¡ والحقد¡ والغضب) إذ تجرُنا هذه البواعث إلى الاغتياب والتهم ومع كل الأسف فإننا لا نلتفت إلى علاج هذا المرض والقضاء على جراثيمه الروحية
فهذه الجراثيم تنفذ إلى أعماق أنفسنا يوماً بعد يوم وهي تهيئ المجال لإفساد الفطرة والعذاب ¡ فإننا عندما تُصاب أبداننا بالأمراض نسرع إلى أفضل الأطباء ليعطونا (نسخة) العلاج الناجح فنعمل بما وصفوه لنا من الدواء لتشفى أجسامنا وتصحّ أبداننا لكننا عندما تتمرض نفوسنا لا نكترث بها ولا نفكر في مراجعة الطبيب وهو إمام الزمان ¡. قال الإمام الصادق (ع): ((كتب رجل لأبي ذر كتاباً يسأله عطاءً نفيساً من العلم فكتب له أبو ذر: إن العلم كثير إلا أنك إذا استطعت أن لا تسيء إلى أحد فلا تسيء إلى أحد تحبه واعمل بهذا وكفى)) .
قال الصادق (ع) : ((فقال الرجل لأبي ذر: هل رأيت أحداً يسيء إلى مَن يحبه¿ فقال أبو ذر: نعم إن نفسك أحب الناس إلى نفسك فمتى عصيت الله فقد أسأت إلى نفسك)).
إذن: إذا كنا نحب أنفسنا فعلينا أن نجتنب الاغتياب وأن نبعّد عنها بواعث الغيبة والتي تتجلى كثيراً في الحسد والحقد والغضب¡ لنأمن من العذاب الدنيوي والعذاب الأخروي.
ثالثاً: قد يكون من بواعث الغيبة موافقة الأصدقاء فمن أجل أن نسر الأصدقاء نغتاب الآخرين ونذكر عيوبهم وعند هذه الحالة ينبغي التأمل والتفكر بأن رضا الأصدقاء مقرون بغضب الله سبحانه وقد ورد في بعض الروايات: ((أن من يشتري سخط الخالق يرضى المخلوق فلا دين له!)) إذن فيجب علينا أن نتقي سخط الله (عند إرضاء المخلوق) فلا نغتاب الآخرين.
رابعاً: لنتأمل في آثار الغيبة السيئة فإن من آثارها السيئة الغياب عن حضرة الله وهو الخسران المبين ¡ ففي يوم تذهل كل مرضعة فيه عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وكل يفكر في إنقاذ نفسه دون غيره وتتقطع الوشائج والأنساب تتجلى قيمة الجد والاجتهاد وما جناه الفرد من حقائق نورانية ¡ فعلينا أن لا نذهب بهذا الجهد سدىً وأدراج الرياح فلا يبقى لنا في سوق المحشر أمام الله أي سلعة يعتد بها لنتأمل في هذه الرواية الشريفة:عن النبي (ص) أنه قال: ((هل تدرون مَن المفلس¿)) قالوا: المفلس فينا يا رسول الله¡ مَن لا درهم له ولا متاع ¡ فقال (ص): ((المفلس من أمتي مَن يأتي يوم القيامة بصلاة وزكاة وصيام ويأتي قد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته وإن فُنيت حسناته قبلَ أن يُقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم يطرح في النار)).

علويه حسينيه
06-06-2010, 02:15 AM
http://forum.net.edu.sa/forum/uploaded/3490_11232107209.gif

أم الحلوين
06-06-2010, 09:54 PM
أحسنتِ الطرح
جزاكِ الله خير الجزاء:65: