المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصيدة ابكت عشاق الحسين


عبق الياسمين
05-06-2010, 12:27 AM
الأوداجُُ تتحدَّا


الشاعر : غازي الحداد



ما بالورى بطلٌ تَحَدَّى

بحبائلِ الأوداجِ حَدَّا

حتى حَشَاهُ تجبرتْ

وأذلتِ الرمحَ الـمُسَدَّا

أفنى الفناءَ وما فنى

والسيفُ والسَيَّافُ أرْدَى

ظامٍ ترفَّعَ أن يُضَامَ

فأنْزَلَ الودجين وِرْدَا

وحبى الثناءَ معطَّرا

وتبوأتْ ذكراه خُلْدَا

بل كلما كُتبتْ دماه

تأججَ التأريخُ وَقْدَا

والْـتَـاحَ في صدرِ الكرامةِ

درُّهُ الدومويُّ عِقْدَا

وأقامَ في ذروى العلى

فَرْدَاً كما قتلوه فَرْدَا

نَشَقَ الفِخارَ كذي الفقار

فِرِنْدُهُ ما حلَّ غِمْدَا

وامتدَّ في حُقَبِ الزمانِ

فكان أطولَ منه مَدَّا

كالنورِ وَدَّعَ بالمساءِ

مضمخا شيحاً ورندَّا

كالطيرِ أبكرَ بالرحيلِ

لكي يلاقي الفجر أندى

كالشمسِ تأفلُ كي تعودَ

وتُلْبِسَ الأيامَ جِدَّا

كالكونِ لو بلغتْ يدٌ

أخْراه موسعُهُ أمدَّا

وتغربتْ مهجُ الكرام

لما رأتْ في العزِّ بُعْدَا

كالنحلِ ينأى في الجبال

ليصنعَ الرحَقَاتِ شَهْدَا

كالنخلِ حتى لو قضى

عطشا سما هاما وخدَّا

كالحُبِّ عينُكَ لا تراه

ويملاءُ الأرواحَ بَرْدَا

إما تُوَدُّ أو اسْتُقيل

الأجرُ ممن عاف وِدَّا

إذ أنت أنت ولا كمثلِكَ

في الورى أما وجدَّا

إذ أنت أنت ولا كمثلِكَ

واقف لضيمِ ضِدَّا

إذ أنت أنت ولا كمثلِكَ

قلبُهُ سهما تحدى

تظما وأنت الحاملاتُ

الوِقْرُ تستسقيكَ ثَمْدَا

وأنت خامسُ خمسةٍ

لبِسَتْ جلالَ الله بُرْدَا

جلَّ الإلهُ عن الشريكِ

وجلَّها كفؤا ونِدَّا

وأبوك مَنْ ذهلَ العقولَ

فكان معبودا وَعَبْدَا

قد كان ضيغمَ ربِّهِ

يوم استخارَ اللهُ جُنْدَا

يدُهُ يدُ اللهِ التي

مَثُلَتْ لنا كفا وزَنْدَا

وبضربةٍ كانت له

أعمالُ كلِّ الخلقِ رِفْدَا

ولا فتى كانت كتابا

مُنْزَلا نسخوه حِقْدَا

إذ ضاق بالقومِ الحسامُ

مِنَ السما لأبيكَ يُهْدَى

ذي اللبدتين أبي الشبول

وأنت منه ورثْتَ لُبْدَا

يومَ استطالَ الطعنُ كنت به

على الأكبادِ أجْدَى

في يومِ نازلةٍ تُثَغِّمُ

مِنْ نباتِ الشيبِ وِلْدَا

وَلِوَاكَ في كفِّ الذي

خَلَقَ الوفا بدءً وَعَوْدَا

حرٌّ تحررَ بالبصيرةِ

والهدى فتحرَّ رُشْدَا

والحُبُّ إنْ يكُ للحسينِ

يُبَدِّلُ الآلآمَ رَغْدَا

فالماءُ بين يديه

يُلْقيه مواساةً وَزُهْدَا

ما ظنَّ عبَّادُ السما

بظماه يقوى أنْ يَرُدَّا

حتى رأتْه فوق ما

حسِبَتْ وفاءً مُسْتَبِدَّا

لمَّا تقحَّمَت الصفوفُ

وأطبقتْ بشرا وجُرْدَا

مدَّ اليدين إلى الظبا

قربى وللزهراءِ وِدَّا

وجثى وسَبَّحَ بالعيونِ

مُعَقِّبا بالهامِ وِرْدَا

وهوى سجودا للحسينِ

وكفُّهُ سَبقَتْهُ سَجْدَا

فأتاه مفترشا دماه

وملتظى الكثبانِ مَهْدَا

وَجَدَ اللواءَ بصدرِهِ

والكفُّ قد أعياه وِجْدَا

ورمى بقاياه عليه

فَهَبَّ مضطربا وَرَدَّا

ينوي العِنَاقَ إلى أخيه

بلا يدينِ فَمَدَّ زَنْدَّا

فتقاطرتْ زُمَرُ الملائكِ

مِنْ ظلالِ العرشِ وَفْدَا

لِتُعَطِّرَ الملكوتَ مما

أزهرتْ كفاهُ وَرْدَا

وتُظِلَّ أعظمَ فاديٍ

من فوقه أغلى مُفَدَّى

وتكونَ للساقي لدى الساقي

بما شَهِدَتْهُ شُهْدَا

هذا أبو الفضلِ الوفيِّ

وأحفظُ الأبطالِ عَهْدَا

هذا الذي قُطِعَتْ يداه

وضمَّ بالزندينِ بَنْدَّا

هذا الذي شَرِبَ الظما

وحشاهُ مِنْ شفتيهِ أصْدَى

هذا الذي مَلَكَ الفراتَ

وعن نداءِ الجوفِ صدَّا

هذا الذي حَفَرَ العيونَ

إلى رضيعِ السبطِ وِرْدَا

وأمانةٌ مِنْ رأسهِ

المفضوخِ للأيتامِ أدَّى

هذا الذي فقدتْ به

الحوراءُ ملتجأً وَسَدَّا

وتصارختْ أهلُ الخيامِ

اليومَ عزَّ حِمَاً وذَوْدَا

هذا الذي منه الحسينُ

مشى بلا جَلَدٍ مُهَدَّا

ومن الجنائزِ للرواكزِ

بين مِرْوَاحٍ وَمَغْدَى

نَضَّوا الجلودَ من الهجيرِ

وأُلْبِسوا الإدماءَ جِلْدَا

ناداهم والروحُ قد

بلغتْ ولمْ يتلقى رَدَّا

أَبُنَيَّ ما أهملتَ لي

طِرْفا ولا سِرْجا مُشَدَّا

أَبُنَيَّ ما عودتني

بصوائِحِ الدعواتِ صَدَّا

يا مَنْ سناهُ لو تغيبُ

الشمسُ أشرقَ كي يَسُدَّا

واصطادَ مِنْ وادي الجمالِ

غزالةَ العلياءِ صيدَا

أَبُنَيَّ ما فَرَسَتْ لك

الرائونَ بالأبراج سُعْدَا

فرأتْكَ منجدلا على

البوغاءِ ضافِ الجَرْحِ قَدَّا

وَتَبَصَّرَتْ فإذا النبيُّ

بجسمِكَ المُلقى تمدَّا

وهويتَ في جسدٍ تجلى

فيه أهلُ البُرْدِ فَرْدَا

يا واقدَ الشجرِ المباركِ

في سطورِ النورِ وَقْدَا

أنت الضياءُ لناظري

فبلا ضياءٍ كيف أُهْدَى

ما مِثْلُ فَقْدِكَ بالورى

إذ ليس مثلُ البدرِ فَقْدَا

آهٍ على الدنيا العفا

والعيشُ لا أرجوه نَكْدَا

مَنْ لي بفتيةِ كربلا

صرعى وقد شُهِّرْنَ عَدَّا

كمليحِ وجهٍ لائحٍ

أستافُ مِنْ خديهِ وَرْدَا

جسَّامُ والجسمُ الذي

أبلى مناصرةً ونَجْدَا

ما كان الإ المجتبى

وَسْمَاً وقائمةً وقِدَّا

متقربا في سَمْتِهِ

كتَقَرُّبِ المصقولِ غِمْدَا

فلكَ الهناءُ بما هنا

وبما وهبْتَ العزَّ وِلْدَا

أعطى فما أعطى القليلَ

وما ببذلِ النفسِ أكْدَى

فمذ بلغْتُ به الخيامَ

تفجرتْ كمدا ووجْدَا

مَتَلَفِّعَا كَفَنا كما

يتلفعُ العريسُ بُرْدَا

فَجَعَ النساءَ خضابُهُ

وَطِلاهُ في كفي تَهَدَّى

لا تُنْزِلوه نداءُ رملى

فالثرى يُصْليه وَقْدَا

والطعنُ قد جَلَدَ القِوى

فتزيدُهُ الرمضاءُ جَلْدَا

مدُّوا إليه نواظري

والقلبُ تحت الجرحِ وِسْدَا

لا تدفنوه معرِّسا

إلا معي كفنا وَلَحْدَا

بلُّوا حشاه معَطَّشا

واسقوه من عينيَّ وِرْدَا

مروا به حول الخيام

بزفة الأفراحِ هَوْدَا

وترفقوا عندي إذا

ما النعشُ في كبدي تعدَّى

وبحضنِ زينبَ أنزلوه

فقد تعوَّدَ فيه رَقْدَا

وادعوا سكينةَ كيْ تراهُ

فإنها ترجوه عَوْدَا

لا ترقبوا الأبطالَ لو رحلوا

عن الأهلينَ وَفْدَا

فهُمُ رجالُ الصدقِ في

القرآنِ والموفونَ عَهْدَا

لأنهم يترصدون الموتَ

بالهيجاءِ رصْدَا

حيثُ المنيةُ تَلْهَمُ

الأرواحَ ينتقلون قَصْدَا

ولذاكَ قد كشفوا الصدرورَ

إلى سِنَانِ الرمحِ عَمْدَا

ولأنَهُمْ قد أبصروا

بمصارعِ الأحرارِ مجْدَا

ولأنَهُمْ زرعوا هناك

فأوسَموا الثمراتِ حصْدَا

ولأنَهُمْ متمردون على

الخنا فأتوه مُرْدَا

ولأنَهُمْ وجدوا البقاءَ

على هوانِ النفسِ فَقْدَا

ولأنَهُمْ عقدوا مع

الزهراءِ يومَ الدارِ عَقْدَا

أنْ يثأروا لضلوعِهَا

وللطمةِ الخَدِّ المُفَدَّا

مِمَّنْ صحيفتُهُ كرقعةِ

وجهِهِ المشؤومِِ سَوْدَا

مِنْ مارجِ الشيطانِ

ممشوجٌ مُخَاتَلةً وكَيْدَا

وبناجذٍ مُشْرَى أعانَ

بلوكةِ الأكبادِ هِنْدَا

حتى أتتْ كَبِدَ البتولِ

وأوغَلَتْ ناباً مُحَدَّى

وَرَمَتْ حشاً للمجتبى

متجرِّعَاً سُمَّا لِجُعْدَا

وَهَوَتْ بمزدلفِ الهياجِ

بدورُها طعناً وقَدَّا

ورقى على صدرِ الحسينِ

بنعلِهِ الممسوخُ قِرْدَا

ورموه ميدانَ الوجيفِ

وموطأَ الرَّمَكِ المُعَدَّى

حتى تَكَسَّرَ صدرُهُ

وتفردتْ أعضاهُ فَرْدَا

والأرضُ مادتْ إذ رواسيها

بكتْ رجفا ومَيْدَا

وتلثمتْ شمسُ الضُحى

من عِثْيَرِ السوداءِ رِبْدَا

وبدتْ على الإفقِ النجومُ

بِحُمْرةِ النحرِ المُنَدَّى

ومَشَتْ أسارى ترتجي

مخْدومةُ الأملاكِ عَبْدَا

أنْ لا يَخُبَّ اليَعْمُلاتِ

ولا يَجُدَّ السَيرَ وَخْدَا

وأنْ يَكُفَّ الشَتْمَ عن

آبائِها ويكُفَّ جَلْدَا

وأنْ يَرُدا مُلائةً

سُلِبَتْ من الشرفِ المُبَدَّى

وأنْ يَحِلَّ الربْقَ مِنْ

أعناقِها ويَفُكَ قَيْدَا

وأنْ يُؤَاوي للعليلِ

فقد ذوى جَهْدا وَجُهْدَا

وأنْ يخلي الأمهاتِ

الثُكلَ يَسْتَوْدِعْنَ وِلْدَا

وأنْ يريضَ بها ترى

ضَرِجَاً بلا رأسٍ مُمَدَّا

وتشُمَّ نحْرَاً فائحا

مسْكا بما يُدْمي وَنَدَّا

وَتُخَضِّبَ الأعجالَ حتى

يورِدَ التخْضِبُ خَدَّا

وتُظِلَّهُ عن صَيْهَدٍ

أوْرى له عَظْماً وَجِلْدَا

وتُمِيلَ جَنْباً ما جفا

صَهْرا ولمْ يَتَجَافَ صَلْدَا

حتى اكتوى جثمانُهُ

بِصَياخِدٍ يَقْدَحْنَ زَنْدَا

فيا عليُّ أميةٌ أوفتْكَ

في أبْناكَ نَقْدَا

بالعَاسِلاتِ الشائِلاتِ

إلى الرؤوسِ جَزَتْكَ رَدَّا

شمسٌ على هذا وذا

قمرٌ بِخَسْفَتِهِ تَهَدَّى

ولهمْ رضيعٌ رأسُهُ

مُتَفَتِّحٌ بالرمحِ وَرْدَا

وبنحرِهِ نَفَذَ السنانُ

فكان حاملةً ومَهْدَا

كعقيقةٍ حمراءَ أزْهَى

لونُهَا الدمويُّ نَجْدَا

فلمْ تُخَلِّ ناظرا

عنها بما لَمَعَتْ مُصَدَّا

لو كان قلبُكَ جَلْمَدٌ

أو كنتَ بالصَدْعَاتِ طَوْدَا

لانهدَّا ركنُكَ يا عليُّ

وخرَّ منك الصبرُ هَدَّا

ولو تَجَلَّتْ زينبٌ

بحبالِها لَصُعِقْتَ وَجْدَا

تحدو على زَيَّافَةٍ

همَّاً ومسْغَبَةً وَسَهْدَا

وفي قصورِ المترفَينَ

عفافُكَ المقصورُ يُبْدَى

لو خِلْتَهُمْ مُتَحَشِّدينَ

بطوقةِ الأغلالِ حَشْدَا

كي لا يُكَبوا يا عليُّ

إذا وَلِيُّ الحبلِ شَدَّا

يتخافقونَ مِنْ العَيَا

خَفْقَ القطا رَفَّا وَمَدَّا

حُمْرُ العيونِ كأنما

أوصِبْنَ بالحَدَقَاتِ رَمْدَا

أشجى حنينا من حنينِ

النيبِ والورْقاءِ نَشْدَا

متواعدينَ مع البكاءِ

فما خَلَفْنَ الدمْعَ وَعْدَا

مستصرخينَ مناصبَ الهاماتِ

فوقَ الصُعْدِ صُعْدَا

مستبدلينَ قلائِدَ الأجيادِ

بعد السَّلْبِ صَفْدَا

طَوْقٌ عليها مِنْ خؤونِ

العينِ والموصوفِ وَغْدَا

وضعوا الكفوفَ على الرؤوسِ

أسىً وللتلويعِ صَدَّا

خَوْدٌ بِمِعْصَمِهَا الحديدُ

كما تَقَلَّدَ جِيدَ غَيْدَا

كانت لِرُوحِكَ سلوةُ

الدنيا وبالقلبِ السُّوَيْدَا

ضُرِبَتْ وَأَتْقَنَتِ ابتذالَ

النوحِ والتَّعْدِيدَ عَدَّا

قمْ يا عليُّ فذي بناتُكَ

تنتخيكَ أبا وجدَّا

مِنْ شيبةِ الحمدِ الوقورِ

وأحمدِ البطحاءِ حَمْدَا

بابُ الحوائجِ يا عليُّ

ومِنْ يديكَ الجودُ يُجْدَى

أيطيبُ نومُكَ بالسلامِ

وتُسْلِمُ الحوراءَ لُدَّا

أولسْتَ أعتى ضارِباً

وأخفَّها غوثاً ونَجْدَا

أولسْتَ جدَّاعَ الأنوفِ

وأقْطَعَ الأسيافِ حَدَّا

أولسْتَ خواضَ الغمارِ

وَمُضْوِها بَرْقَاً ورَعْدَا

أولسْتَ مفترسَ الأسودِ

إذا تحاشا الأُسْدُ أُسْدَا

أولسْتَ مُضْرِمَ خَبْوَةِ

الأكبادِ واليافوخِ وَقْدَا

فأين خَلَّفْتَ الذراعَ

العبْلَ والبأسَ الأشَدَّا

وتلك ذؤبانُ الغَضَا

سَلَبَتْكَ ماجدةً ومجْدَا

وَرَمَتْ بنيكَ بلا قبورٍ

مصطلينَ هجيرَ بَيْدَا

فاصْفَحْ فإنَّ اللائِمَ المألومَ

مِنْ ألمٍ تعدَّى


قصيدة جميلة ..وتنقل الى قسم (الشعر الحسيني)

ابو محسد
05-06-2010, 11:40 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
فعلا قصيدة رائعة وعصماء قرأتها وانا انحني لجزالتها ومعانيها وسبكها فكانت
وكانها من قصائد الشعراء المجيدين , كل مافيها رائع من اول بيت الى آخر بيت
شكرا وجزاك الله خير الجزاء لنقل هذه القصيدة الرائعة , حبيبة فاطمة لك اجر
وثواب كبير على هذا الجهد المميز والجهيد لنقل القصيدة وتحريكها ورغم طولها
الا انها واحدة من القصائد التي اذهلتني , بوركت وبورك شاعرها , واسال الله
ان يشفع له ابي عبد الله الحسين سلام الله عليه
الشاعر ابو محسد