كان في الاندلس تاجر مشهور.. وقع بيه وبين أربعة من التجار تنافس فأبغضوه وعزموا على ان يزعجوه
فخرج ذات صباح من بيته متجهاً الى متجره.
لابساً قميصاً ابيض وعمامة بيضاء لقيه اولهم فحياه ثم نظر الى عمامته وقال: ما اجمل هذه العمامة الصفراء
فقال: التاجر اعميَ بصرك! هذه عمامة بيضاء .
فقال: بل صفراء لكنها جميلة
تركه التاجر ومضى فلما مشى خطوات لقيه الآخر فحياه ثم نظر الى عمامته
وقال: ما اجملك اليوم وما احسن لباسك خاصة هذه العمامة الخضراء
فقال التاجر: يارجل العمامة بيضاء
قال بل خضراء
قال: بيضاء اذهب عني ومضى المسكين يكلم نفسه وينظر بين الفينةوالاخرى الى طرف عمامته على كتفه ليتأكد انها بيضاء
وصل الى دكانه.. وحرك القفل لفتحه فأقبل اليه الثالث: وقال: فلان ما اجمل هذا الصباح خاصة لباسك الجميل وزادت جمالك هذه العمامة الزرقاء
نظر التاجر الى عمامته ليتأكد من لونها ثم فرك عينيه
وقال يا اخي عمامتي بيضاء
قال : بل زرقاء لكنها عموما جميلة لاتحزن
ثم مضى فجعل التجر يصيح به العمامةبيضاء وينظر اليها ويقلب اطرافها
وجلس في دكانه قليلاً وهو لايكاد يصرف بصره عن طرف عمامته
دخل عليه الرابع.. وقال من اين اشتريت هذه العامة الحمراء
فصاح التاجر: عمامتي زرقاء
قال: بل حمراء
قال التاجر: بل خضراء لا بل بيضاءلازرقاء .. سوداء
ثم ضحك ثم بكى وقام يقفز!!!
وبعدها راوه في شوارع الاندلس مجنوناً يحذفه الصبيان بالحصى!!
........
فاذا كان هؤلاء بمهارات بدائية غيروا طبع رجل .. بل غيروا عقله
فما بالك بمهارات مدروسة ومنوة بنصوص الوحيين يمارسها المرء تعبداً لله تعالى بها..
فطباعنا ليست كاللبن المسكوب الذي لايمكن تداركه او جمعه بل نستطيع بأساليب معينه ان نغير طباع الناس
بل عقولهم _ربما-!
___________
القصه على ذمة ابن حزم رحمه الله
من كتاب طوق الحمامة
فخرج ذات صباح من بيته متجهاً الى متجره.
لابساً قميصاً ابيض وعمامة بيضاء لقيه اولهم فحياه ثم نظر الى عمامته وقال: ما اجمل هذه العمامة الصفراء
فقال: التاجر اعميَ بصرك! هذه عمامة بيضاء .
فقال: بل صفراء لكنها جميلة
تركه التاجر ومضى فلما مشى خطوات لقيه الآخر فحياه ثم نظر الى عمامته
وقال: ما اجملك اليوم وما احسن لباسك خاصة هذه العمامة الخضراء
فقال التاجر: يارجل العمامة بيضاء
قال بل خضراء
قال: بيضاء اذهب عني ومضى المسكين يكلم نفسه وينظر بين الفينةوالاخرى الى طرف عمامته على كتفه ليتأكد انها بيضاء
وصل الى دكانه.. وحرك القفل لفتحه فأقبل اليه الثالث: وقال: فلان ما اجمل هذا الصباح خاصة لباسك الجميل وزادت جمالك هذه العمامة الزرقاء
نظر التاجر الى عمامته ليتأكد من لونها ثم فرك عينيه
وقال يا اخي عمامتي بيضاء
قال : بل زرقاء لكنها عموما جميلة لاتحزن
ثم مضى فجعل التجر يصيح به العمامةبيضاء وينظر اليها ويقلب اطرافها
وجلس في دكانه قليلاً وهو لايكاد يصرف بصره عن طرف عمامته
دخل عليه الرابع.. وقال من اين اشتريت هذه العامة الحمراء
فصاح التاجر: عمامتي زرقاء
قال: بل حمراء
قال التاجر: بل خضراء لا بل بيضاءلازرقاء .. سوداء
ثم ضحك ثم بكى وقام يقفز!!!
وبعدها راوه في شوارع الاندلس مجنوناً يحذفه الصبيان بالحصى!!
........
فاذا كان هؤلاء بمهارات بدائية غيروا طبع رجل .. بل غيروا عقله
فما بالك بمهارات مدروسة ومنوة بنصوص الوحيين يمارسها المرء تعبداً لله تعالى بها..
فطباعنا ليست كاللبن المسكوب الذي لايمكن تداركه او جمعه بل نستطيع بأساليب معينه ان نغير طباع الناس
بل عقولهم _ربما-!
___________
القصه على ذمة ابن حزم رحمه الله
من كتاب طوق الحمامة
تعليق