عُودوا رِجـالا ً كي نَعودُ نساءا ً

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • اريج الجنه
    • Aug 2009
    • 11211

    عُودوا رِجـالا ً كي نَعودُ نساءا ً

    عفوا جداتنا الفاضلات...لقد ولدنا في زمان مختلف
    لم تعود المقولة صالحة تماما

    (1)
    كانت النساء في الماضي يقلن
    "ظل راجل ولا ظل حيطة"
    لأن ظل الرجل في ذلك الزمان
    كان حباً
    واحتراماً
    وواحة أمان تستظل بها المرآة
    كان الرجل في ذلك الزمان
    وطناً.. وانتماءً.. واحتواءً..

    (2)
    فماذا عسانا نقول الآن؟
    وما مساحة الظِّل المتبقية من الرجل في هذا الزمان؟
    وهل مازال الرجل ذلك الظل الذي
    يُظللنا بالرأفة والرحمة والإنسانية؟
    ذلك الظل الذي نستظل به من شمس الأيام
    ونبحث عنه عند اشتداد واشتعال جمر العمر؟

    (3)
    ماذا عسانا أن نقول الآن؟
    في زمن وجدت فيه المرآة نفسها بلا ظل تستظل به
    برغم وجود الرجل في حياتها
    فتنازلت عن رقتها وخلعت رداء الأُنوثة مجبرة
    وأتقنت دور الرجل بجدارة..
    وأصبحت مع مرور الوقت لا تعلم
    إنْ كانت أُمّاً أم أباً
    أخاً أم أُختاً
    ذكراً أم أُنثى
    رجلاً أم امرأة

    (4)
    فالمرآة أصبحت تعمل خارج البيت..
    والمرآة تعمل داخل البيت..
    والمرآة تقود السيارة..
    والمرآة تتكفَّل بمصاريف الأبناء..
    والمرآة تتكفَّل باحتياجات المنزل..
    والمرآة تدفع فواتير الهاتف..
    والمرآة تدفع للخادمة..
    والمرآة تدفع للسائق..
    والمرآة تدخل الجمعيات التعاونية..
    والمرآة تدخل سوق الخضار..
    والمرآة تدخل سوق السمك..

    (5)
    فإن كانت المرآة تقوم بكل هذه الأدوار
    فماذا تبقَّى من المرآة.. لنفسها؟
    وماذا تبقَّى من الرجل.. لامرأة؟
    لقد تحوّلنا مع مرور الوقت إلى رجال
    وأصبحت حاجتنا إلى "الحيطة" تزداد..

    (6)
    فالمرآة المتزوجة في حاجة إلى "حيطة"
    تستند عليها من عناء العمل
    وعناء الأطفال
    وعناء الرجل
    وعناء حياة زوجية حوّلتها إلى
    نصف امرأة.. ونصف رجل

    (7)
    والمرآة غير المتزوجة
    في حاجة إلى "حيطة"
    تستند عليها من عناء الوقت
    وتستمتع بظلّها
    بعد أن سرقها الوقت من كل شيء
    حتى نفسها
    فتعاستها لا تقلُّ عن تعاسة المرأة المتزوجة
    مع فارق بسيط بينهما
    أن الأُولى تمارس دور الرجل في بيت زوجها
    والثانية تمارس الدور ذاته في بيت والدها

    (8)
    والطفل الصغير في حاجة إلى "حيطة"
    يلوِّنها برسومه الطفولية
    ويكتب عليها أحلامه
    ويرسم عليها وجه فتاة أحلامه
    امرأة قوية كجدته
    صبُورة كأُمّـه
    لا مانع لديها أن تكون رجل البيت
    وتكتفي بظل.. "الحيطة"..

    (9)
    والطفلة الصغيرة في حاجة إلى "حيطة"
    تحجزها من الآن.
    فذات يوم ستكبر.
    وستزداد حاجتها لها لأن أدوارها في الحياة ستزداد.
    وإحساسها بالإرهاق سيزداد.
    فملامح رجال الجيل القادم مازالت مجهولة..
    والواقع الحالي.. لا يُبشّر بالخير
    وربما ازداد سعر "الحيطة" ذات جيل

    (10)
    لكن..
    وبرغم مرارة الواقع
    إلا أنه مازال هناك رجال يُعتمد عليهم
    وتستظل نساؤهم بظلّهم
    وهولاء وإن كانوا قلّة
    إلا أنه لا يمكننا إنكار وجودهم..

    هَمْسَة أخيـرَة



    اشتقنا إلى أُنوثتنا كثيراً..




    فعودوا.. رجالاً




    كي نعود.. نساءً



    إنتقيتها لكم .../
يعمل...
X