المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : على ضفافِ النور


اريج الجنه
10-06-2010, 06:55 PM
على ضفاف النور






أوَفي عراصِ الخلدِ نـورُكِ يسطـعُ
أم في ربى الجناتِ فضلـك يرتـعُ
أم عند لوحِ العرشِ يزهرُ مشرقـا
فالحورُ تطمـحُ و الملائـكُ تطمـع
أم ينحنـي لمـا يلـوحُ بهـاؤهـا
و لقدرها يهوي الزمانُ و يخضـعُ
و السامياتُ من الخصـالِ تَحفُّهـا
و المكرماتُ لهـا تسيـر و تتبـعُ
تبدو فيتشـح الوجـودُ ضياءَهـا
طهرا و مـن نفحاتهـا يتضـوع !
و ارتاب قرصُ الشمسِ حين بدا لها
ألقٌ علـى وجـهِ النهـار مُـوزّع
فالأرض تعرفُ و السمـاءُ عليمـة
لما غشاهـا مـن رؤاهـا مَطلـع
وملائكُ الرحمان قِدما قـد شكـوا
لله من حَلـك الظـلام و أجمعـوا
واشتدَّت الظلمـاء بالأكـوان فـي
تلـك العوالـم و الدُجـى مُتـدرِّع
وإذا بنور القدسِ قد سـدَّ الفضـا
من وجهِ فاطمةِ البتـولِ يُشعشـع
يسمو بهـا عنـد التفاخـر محتـدٌ
عال ٍ و ينسبهـا المقـامُ الأرفـعُ
خُلقت من الجنـات نطفتُهـا التـي
طهرت و في صلبِ النبوَّة تُوضـع
و خديجة الغراءُ قـد حَمِلـت بهـا
حينا تحدثهـا.. و حينـا تَسمـع!
مذ فارقتها الأخريـات و ضَامَهـا
هجرُ النسـاءِ و حالُهـا مُتوجّـع
فغدت أنيستَهـا و بهجـةَ روحِهـا
تدعو بهـا و بقدسهـا تتضـرع !
تاهت عقولُ الخلقِ عـن إدراكهـا
لتؤوبَ فـي جهـل ٍ بـه تتـذرع ُ
و تضيعُ كلُّ حقيقـةٍ عـن كنههـا
فالجهدُ في دربِ الوصـول مُضيّـع
قدسية نـوراءُ بـل هـي تحفـة ٌ
عصماءُ تُبرق بالكمـال و تسطـع
حازت مقامـاتِ العـلا و تباعـدت
في رتبة ٍ عنهـا المـدارك ترجـع
أفهل لها عنـد القيـاس نظائـرٌ !
أم هل تُرى يجدي القياس و ينفع !!
أنَّى اتجهتَ فـثَـمَّ حسـنٌ بـارقٌ
أجلى من الأقمارِ بـل هـو أروع !
فسل الخصالَ الغـرَّ عـن آثارهـا
كيف ازدهـت و بقربهـا تتجمَّـعُ
زهـدٌ و إيمـانٌ و روحٌ تعتـلـي
ورعٌ و إخـلاصٌ و قلـبٌ يخشـع
و عبادةٌ في جـوف ليـل ٍ مظلـم ٍ
تقضيهِ في ذكـر ٍو عيـن ٍ تدمـع
تشتاقهـا الآيـاتُ فـي تسبيحِهـا
و ترى الملائكَ باسمهـا تتشفَّـع!
سادت نسـاءَ العالميـن بقدرهـا
وعلى العـروش مقامُهـا يتربـع
و حظت نصيبَ الأسْدِ في تفضيلِهـا
لمـا عُـددنَ الطاهـراتُ الأربـع
فخديجة الكبـرى و بنـتُ مزاحـمٍ
و الطهر فاطمـةٌ و مريـمُ تتبـع
وهي التي فاقـت وحـازت رتبـة ً
أم المـكـارم نحـوهـا تتطـلـع
إن أشرقت سجدَ الخفـارِ لإجلهـا
و إذ بَدتْ شرفُ النجائـبِ يركـع!
يا بضعة الهـادي و سلـوةَ قلبـه
إن فارقتـهُ فـروحـه تتـنـزع !
و حليلـة الكـرار بـل هـي درّة ٌ
مـا حازهـا إلا البطيـنُ الأنـزع
وابناهما كالفرقديـن فهـل تـرى
نور الحسيـن أم الزكـي سيلمـع!
فالفضل منهم بـل لهـم و إليهـمُ
ناهيـك عــن ذريــةٍ تتـفـرع
ما أنـتِ إلا قطـبُ أنـوار العـلا
لسنا النبـوةِ و الإمامـةِ يَجمـع!
عصمت من الـزلات فهـي نقيـة ٌ
و زكية ٌ مـن كـل عيـبٍ يشنـع!
في آيـة التطهيـر أذهـب ربُّهـا
عنها الخطا بل ما يشـوبُ ويَبشـع
وجهُ الكمال و صورةُ الإيمـان بـل
سحرٌ يضـجُّ بـه البهـاءُ الأروع
لا تـدركُ الأبصـارُ منهـا غايـةً
فالقدسُ ثـوبٌ و المهابـةُ برقـع
الله أسـداهـا النـبـيَّ هـديـة ً
في ذاتها سـرُّ الجلالـة مـودع !
أسكنتُ عشقك في مرابـع خافقـي
فنما بقلبـي مـن ودادِكِ مَربـع !
وسرى به حبٌ يحاصـرُ مهجتـي
و تحيطهُ- كي لا يبـارحَ- أضلـع
زهراءُ يا برءَ النفـوس إذا بـدت
مرضى و سائغُك الـدواءُ الأنجـع
زهراءُ يا عبـقَ الجنـان و نفحـة
أطيابُها هـديُ السمـاء الأضـوع
لا زلتِ في قلـب المـدى أنشـودةً
وصدىً ترددِّهُ القلـوبُ و تسمـع!


بقلم خادم أهل البيت (ع) :

علي نوح

ابو زهراء الغزي
10-06-2010, 09:50 PM
احسنتي اختي الغاليه
وبارك الله فيك:65:

اريج الجنه
11-06-2010, 01:18 PM
انرت مشرفنا العزيز