{إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ }المائدة55
إن تصدق الامام علي (:as:) بالخاتم موضع اتفاق الشيعة وأهل السنة , وسنروي لك
رواية صحيحة من طرق أهل السنة تحكي واقعة التصدق :
روى الحاكم الحسكاني بسند صحيح عن ابن عباس : ان رسول الله (ص) صلى يوماً
بأصحابه صلاة الظهر وانصرف هو وأصحابه ، فلم يبق في المسجد غير علي قائماً
يصلي بين الظهر والعصر ، إذ دخل المسجد فقير من فقراء المسلمين ، فلم ير في
المسجد أحداً خلا علياً ، فأقبل نحوه فقال : يا ولي الله بالذي تصلي له أن
تتصدق عليّ بما أمكنك ، وله خاتم عقيق يماني أحمر كان يلبسه في الصلاة في
يمينه . فمد يده فوضعها على ظهره وأشار إلى السائل بنزعه . فنزعه ودعا له
ومضى ، وهبط جبرئيل ، فقال النبي (ص) لعلي : فقد باهى الله بك ملائكته اليوم
, اقرأ : (( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ )) شواهد التنزيل
للحاكم الحسكاني النيسابوري 1/212 في سبب نزو ل آية (( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ
اللّهُ ... ))
ولذا فإن آية الولاية من الآيات الصريحة والواضحة الدلالة على إمامة من آتى
الزكاة في حال الركوع ، وقد ذكرت روايات كثيرة من الفريقين أن سبب نزول الآية
هو تصدق الامام أمير المؤمنين (ع) بخاتمه على الفقير في حال الركوع أثناء
صلاته .
إذن فهي دالة على إمامة أمير المؤمنين (ع) , ولكن هذا ما يغيظ نفوس ضعيفة
الايمان تحمل في طياتها حالة البغض والحقد لعليّ وآله عليه وعليهم السلام ,
فأخذوا يبثون الشبهة تلو الشبهة حول هذه الآية وامثالها . ومن تلك الشبه هي
هذه الشبهة ..من فصل ايتاء الزكاة من حال الركوع .
ولعلّ أول من قال بها أو ممن قالها من القدماء هو ابو علي الجبائي , كما
ذكرها عنه تلميذه في كتاب المغني 20/ق1/137 .
وقد أجاب علماؤنا عن هذه الشبهة , ومنهم الشريف المرتضى ( قدس سره ) في كتابه
الشافي في الامامة 2/236 بقوله :
( ليس يجوز حمل الآية على ما تأولها شيخك ابو علي من جعله ايتاء الزكاة
منفصلاً من حال الركوع ، ولابد على مقتضى اللسان واللغة من أن يكون الركوع
حالاً لايتاء الزكاة ، والذي يدل على ذلك أن المفهوم من قول أحدنا الكريم
المستحق للمدح الذي يجود بماله وهو ضاحك , وفلان يغشى إخوانه وهو راكب معنى
الحال دون غيرها , حتى أن قوله هذا يجري مجرى قوله : أنه يجود بماله في حال
ضحكه ويغشى اخوانه في حال ركوبه , ويدل أيضا عليه أنّا متى حملنا قوله تعالى
:
(( يؤتون الزكاة وهم راكعون )) على خلاف الحال , وجعلنا المراد بها أنهم
يؤتون الزكاة ومن وصفهم أنهم راكعون من غير تعلق لأحد الأمرين بالآخر ، كنا
حاملين الكلام على معنى التكرار , لأنه قد أفاد تعالى بوصفه لهم بأنهم يقيمون
الصلاة وصفهم بأنهم راكعون ، لأن الصلاة مشتملة على الركوع وغيره ، واذا
تأولناها على الوجه الذي اخترناه استفدنا بها معنى زائداً وزيادة الفائدة
بكلام الحكيم أولى ) .
قال تعالى : (( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ
آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ
رَاكِعُونَ )) المائدة : 55 .
حيث ذهب المفسرون والعلماء من الفريقين إلى أنها نزلت في حق علي ( عليه
السلام ) حينما تصدق بخاتمه في أثناء الصلاة .
وإليكم بعض مصادرها عند الفريقين :
عند الشيعة:
1. بحار الأنوار 35 / باب 4 .
2. إثبات الهداة 3 / باب 10 .
وعند أهل السنة والجماعة :
1. شواهد التنزيل للحسكاني الحنفي 1/161 ح 216 .
2. تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي، ترجمة
بن أبي طالب2/409 ح 908
3. تفسير الطبري: 6 .
4. أنساب الأشراف للبلاذري 2/150 ح 151 ، ط بيروت .
5. الصواعق المحرقة لابن حجر .
ودلالة الآية الكريمة على ولاية علي بن أبي طالب
واضحة بعد أن
قرنها الله تعالى بولايته وولاية الرسول، ومعلوم أن ولايتهما عامة فالرسول
أولى بالمؤمنين من أنفسهم فكذلك ولاية علي (ع) بحكم المقارنة .
أوّلاً : إنّ الأدلّة على إمامة أمير المؤمنين "
" كثيرة عقلاً
ونقلاً تكاد لا تحصى ، وقد ألّفت كتب مستقلّة في هذا المجال . ولكنّ الأمر
الذي ينبغي الإشارة إليه هو أنّ الإمام "
" لم يكن ملزماً ـ لا
عقلاً ولا شرعاً ـ بالاحتجاج والمناشدة بكافّة هذه الأدلّة ، بل بالمقدار
الذي يلقي الحجّة على الناس ، وهذا هو الذي حدث بعد ما علمنا من احتجاجه
"
" بحديث الغدير ـ الذي هو أدلّ ما في المقام ـ وعدم رضوخ القوم
لهذا الحق الصريح ، وبعده .. هل يبقى مجال لاحتمال تأثير أمثال آية الولاية
في نفوسهم ؟!
ثانياً : لنفرض أنّ الاحتجاج بهذه الآية لم تصل إلينا .. فهل هذا دليل على
عدم صدوره منه "
" ؟ مع أن المتيقّن هو عدم وصول أخبار وآثار كثيرة
من لدن الصدر الأوّل إلينا ، خصوصاً ما كان منها يصطدم مع مصالح الخلفاء ،
فانّهم أخفوا الكثير من فضائل ومناقب أهل البيت "عليهم السلام" ، فما ظهر
منها فهو غيض من فيض .
ثالثاً : ثم لنفرض مرة أخرى أنّ الإمام "
" لم يحتج بها واقعاً ..
فهل هذا يدلّ بالالتزام بعدم دلالة الآية على إمامته "
" ؟ فلننصف
، فهذا أيّ نوع من الملازمة ؟
رابعاً : هذه الشبهة هي في الأصل من الرازي في تفسيره للآية [ التفسير الكبير
للرازي 12/28 ] ومضمون قوله هو : إنّ الشيعة لم تذكر احتجاج الإمام "عليه
السلام" بهذه الآية كما ذكرت مناشدته "
" بحديث الغدير . فنقول
رداً عليه بأنّ الاحتجاج بالآية ورد في مصادر الشيعة [ الاحتجاج 1/320 ـ
امالي الطوسي 1/343 و 2/159 و 166 ـ الخصال 2/553 ـ الغدير 1/159 ـ بحار
الأنوار 8/325 وغيرها من المصادر ] وقد أشار إلى بعض الحديث جمع من مصادر أهل
السنة [ مناقب الخوارزمي : 217 ـ مناقب ابن المغازلي : 112 ـ شرح النهج لابن
أبي الحديد 6/176 ـ لسان الميزان لابن حجر 2/156 ـ تاريخ دمشق لابن عساكر "
ترجمة أمير المؤمنين " 3/87 ].
منقول
إن تصدق الامام علي (:as:) بالخاتم موضع اتفاق الشيعة وأهل السنة , وسنروي لك
رواية صحيحة من طرق أهل السنة تحكي واقعة التصدق :
روى الحاكم الحسكاني بسند صحيح عن ابن عباس : ان رسول الله (ص) صلى يوماً
بأصحابه صلاة الظهر وانصرف هو وأصحابه ، فلم يبق في المسجد غير علي قائماً
يصلي بين الظهر والعصر ، إذ دخل المسجد فقير من فقراء المسلمين ، فلم ير في
المسجد أحداً خلا علياً ، فأقبل نحوه فقال : يا ولي الله بالذي تصلي له أن
تتصدق عليّ بما أمكنك ، وله خاتم عقيق يماني أحمر كان يلبسه في الصلاة في
يمينه . فمد يده فوضعها على ظهره وأشار إلى السائل بنزعه . فنزعه ودعا له
ومضى ، وهبط جبرئيل ، فقال النبي (ص) لعلي : فقد باهى الله بك ملائكته اليوم
, اقرأ : (( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ )) شواهد التنزيل
للحاكم الحسكاني النيسابوري 1/212 في سبب نزو ل آية (( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ
اللّهُ ... ))
ولذا فإن آية الولاية من الآيات الصريحة والواضحة الدلالة على إمامة من آتى
الزكاة في حال الركوع ، وقد ذكرت روايات كثيرة من الفريقين أن سبب نزول الآية
هو تصدق الامام أمير المؤمنين (ع) بخاتمه على الفقير في حال الركوع أثناء
صلاته .
إذن فهي دالة على إمامة أمير المؤمنين (ع) , ولكن هذا ما يغيظ نفوس ضعيفة
الايمان تحمل في طياتها حالة البغض والحقد لعليّ وآله عليه وعليهم السلام ,
فأخذوا يبثون الشبهة تلو الشبهة حول هذه الآية وامثالها . ومن تلك الشبه هي
هذه الشبهة ..من فصل ايتاء الزكاة من حال الركوع .
ولعلّ أول من قال بها أو ممن قالها من القدماء هو ابو علي الجبائي , كما
ذكرها عنه تلميذه في كتاب المغني 20/ق1/137 .
وقد أجاب علماؤنا عن هذه الشبهة , ومنهم الشريف المرتضى ( قدس سره ) في كتابه
الشافي في الامامة 2/236 بقوله :
( ليس يجوز حمل الآية على ما تأولها شيخك ابو علي من جعله ايتاء الزكاة
منفصلاً من حال الركوع ، ولابد على مقتضى اللسان واللغة من أن يكون الركوع
حالاً لايتاء الزكاة ، والذي يدل على ذلك أن المفهوم من قول أحدنا الكريم
المستحق للمدح الذي يجود بماله وهو ضاحك , وفلان يغشى إخوانه وهو راكب معنى
الحال دون غيرها , حتى أن قوله هذا يجري مجرى قوله : أنه يجود بماله في حال
ضحكه ويغشى اخوانه في حال ركوبه , ويدل أيضا عليه أنّا متى حملنا قوله تعالى
:
(( يؤتون الزكاة وهم راكعون )) على خلاف الحال , وجعلنا المراد بها أنهم
يؤتون الزكاة ومن وصفهم أنهم راكعون من غير تعلق لأحد الأمرين بالآخر ، كنا
حاملين الكلام على معنى التكرار , لأنه قد أفاد تعالى بوصفه لهم بأنهم يقيمون
الصلاة وصفهم بأنهم راكعون ، لأن الصلاة مشتملة على الركوع وغيره ، واذا
تأولناها على الوجه الذي اخترناه استفدنا بها معنى زائداً وزيادة الفائدة
بكلام الحكيم أولى ) .
قال تعالى : (( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ
آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ
رَاكِعُونَ )) المائدة : 55 .
حيث ذهب المفسرون والعلماء من الفريقين إلى أنها نزلت في حق علي ( عليه
السلام ) حينما تصدق بخاتمه في أثناء الصلاة .
وإليكم بعض مصادرها عند الفريقين :
عند الشيعة:
1. بحار الأنوار 35 / باب 4 .
2. إثبات الهداة 3 / باب 10 .
وعند أهل السنة والجماعة :
1. شواهد التنزيل للحسكاني الحنفي 1/161 ح 216 .
2. تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي، ترجمة

3. تفسير الطبري: 6 .
4. أنساب الأشراف للبلاذري 2/150 ح 151 ، ط بيروت .
5. الصواعق المحرقة لابن حجر .
ودلالة الآية الكريمة على ولاية علي بن أبي طالب

قرنها الله تعالى بولايته وولاية الرسول، ومعلوم أن ولايتهما عامة فالرسول
أولى بالمؤمنين من أنفسهم فكذلك ولاية علي (ع) بحكم المقارنة .
أوّلاً : إنّ الأدلّة على إمامة أمير المؤمنين "

ونقلاً تكاد لا تحصى ، وقد ألّفت كتب مستقلّة في هذا المجال . ولكنّ الأمر
الذي ينبغي الإشارة إليه هو أنّ الإمام "

عقلاً ولا شرعاً ـ بالاحتجاج والمناشدة بكافّة هذه الأدلّة ، بل بالمقدار
الذي يلقي الحجّة على الناس ، وهذا هو الذي حدث بعد ما علمنا من احتجاجه
"

لهذا الحق الصريح ، وبعده .. هل يبقى مجال لاحتمال تأثير أمثال آية الولاية
في نفوسهم ؟!
ثانياً : لنفرض أنّ الاحتجاج بهذه الآية لم تصل إلينا .. فهل هذا دليل على
عدم صدوره منه "

من لدن الصدر الأوّل إلينا ، خصوصاً ما كان منها يصطدم مع مصالح الخلفاء ،
فانّهم أخفوا الكثير من فضائل ومناقب أهل البيت "عليهم السلام" ، فما ظهر
منها فهو غيض من فيض .
ثالثاً : ثم لنفرض مرة أخرى أنّ الإمام "

فهل هذا يدلّ بالالتزام بعدم دلالة الآية على إمامته "

، فهذا أيّ نوع من الملازمة ؟
رابعاً : هذه الشبهة هي في الأصل من الرازي في تفسيره للآية [ التفسير الكبير
للرازي 12/28 ] ومضمون قوله هو : إنّ الشيعة لم تذكر احتجاج الإمام "عليه
السلام" بهذه الآية كما ذكرت مناشدته "

رداً عليه بأنّ الاحتجاج بالآية ورد في مصادر الشيعة [ الاحتجاج 1/320 ـ
امالي الطوسي 1/343 و 2/159 و 166 ـ الخصال 2/553 ـ الغدير 1/159 ـ بحار
الأنوار 8/325 وغيرها من المصادر ] وقد أشار إلى بعض الحديث جمع من مصادر أهل
السنة [ مناقب الخوارزمي : 217 ـ مناقب ابن المغازلي : 112 ـ شرح النهج لابن
أبي الحديد 6/176 ـ لسان الميزان لابن حجر 2/156 ـ تاريخ دمشق لابن عساكر "
ترجمة أمير المؤمنين " 3/87 ].
منقول
تعليق