السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خارج النص / أسئلة لرجل يسكن في الآخرة
بقلم :65:السيد قاسم العجرش:65:
حاول أنْ يقرأ حتى ينام، لكنه ازداد يقظةً، أخذ يقلِبُ صفحات الكتاب، ثم توقف عند صفحة بعينها، وفجأة، أصبح للصفحة أبعاد، وخطفته إلى
أعماقها المحفوفة بالمغامرة، جيشٌ من الأسئلة يدب بقوة كأنه عرضٌ عسكري أقيم في ساحة رأسه، ودوامات الكتاب تبتلعه، وتغوص به إلى حيث يرى ما لا يُرى، السقوط كان طويلاً كحصة رياضياتٍ مملة، يقع على أرضٍ ناعمة يشرئب عشبُها مثل كهرمان الجسد، ينهضُ، يتحسس جسده ليطمئن، لكنه لا يجده. يمر بجواره بشرٌ فيناديهم، لكنهم يعبرون جسده..يخترقونه، ولا ينتبهون إليه...عندما تقع فوق أرض النهايات، تصبح كائناً غير مرئي، هو الآن يرى ما لا يُرى، أنا الآن إذاً في الآخرة، كذا قال في نفسه، وحمل حقيبته ومضى في طريقِه ليتأمل أحوال العابرين، يسير على سجادٍ لا يحفل بأقدام الحرير، والكل يسير نحو ضوء الهاوية. غوايته الأولى مثل هوايته الأولى، آدمُ الجديد يقف على تخومِ الغيب ويسير على أطراف ذاكرةٍ تخطيء أحياناً، عاش طوال عمره وهو يبحث عن إجابةٍ لسؤالٍ شديد البساطة: لماذا تكتبنا الضغينة في دفاترها ؟ يجيبه على سؤاله رجل رجل من زماننا الأغبر هو قاموس من مفردات وعرة، فصاحة شرسة، له فم يطلق الرصاص كما الكلاشنكوف، لا يمت بصلة للعمل السياسي ولكنه يصنف على انه سياسي، لا يمت بصلة لعمل الملائكة، ولكنه يعمل في فضاء الملائكة كمحلل سياسي مبني للمجهول، يمكن أن نحمله جزءا كبيرا من معادلة "المجاهيل" التي نعيشها كلما أوغلنا في بلد الظلام، أنه الرجل الأكثر إلماما بتكنولوجيا الكواليس. التي تدخل البلاد في دائرة الظلام.. كانما الحكام عميان والمواطنون عميان،: دعوة لمجتمع تندلع في أرجائه الظلمة، حيث السائد "انغلاق" مخيف على مستوى الوعي والفكر والرؤية ،فراح يطرز مؤامرة على قماش من نوع آخر. أليس من السخف أن توضع بلاد كاملة بحجم العراق مجدا وتاريخا ومستقبلا بين أسنان رجال بمثل هذا الوصف ؟ إنه زمن القوة أيها السادة، من يفكر بقبضته يتفضل إلى المقدمة.. أما من يفكر برأسه فهو مدسوس ومتآمر وتحركه نوايا فوقية ونوايا تحتية. ربما يجد الرجل الذي سكن في الآخرة الآن إجابةً من رجل من زماننا الأغبر... سلام
خارج النص / أسئلة لرجل يسكن في الآخرة
بقلم :65:السيد قاسم العجرش:65:
حاول أنْ يقرأ حتى ينام، لكنه ازداد يقظةً، أخذ يقلِبُ صفحات الكتاب، ثم توقف عند صفحة بعينها، وفجأة، أصبح للصفحة أبعاد، وخطفته إلى
أعماقها المحفوفة بالمغامرة، جيشٌ من الأسئلة يدب بقوة كأنه عرضٌ عسكري أقيم في ساحة رأسه، ودوامات الكتاب تبتلعه، وتغوص به إلى حيث يرى ما لا يُرى، السقوط كان طويلاً كحصة رياضياتٍ مملة، يقع على أرضٍ ناعمة يشرئب عشبُها مثل كهرمان الجسد، ينهضُ، يتحسس جسده ليطمئن، لكنه لا يجده. يمر بجواره بشرٌ فيناديهم، لكنهم يعبرون جسده..يخترقونه، ولا ينتبهون إليه...عندما تقع فوق أرض النهايات، تصبح كائناً غير مرئي، هو الآن يرى ما لا يُرى، أنا الآن إذاً في الآخرة، كذا قال في نفسه، وحمل حقيبته ومضى في طريقِه ليتأمل أحوال العابرين، يسير على سجادٍ لا يحفل بأقدام الحرير، والكل يسير نحو ضوء الهاوية. غوايته الأولى مثل هوايته الأولى، آدمُ الجديد يقف على تخومِ الغيب ويسير على أطراف ذاكرةٍ تخطيء أحياناً، عاش طوال عمره وهو يبحث عن إجابةٍ لسؤالٍ شديد البساطة: لماذا تكتبنا الضغينة في دفاترها ؟ يجيبه على سؤاله رجل رجل من زماننا الأغبر هو قاموس من مفردات وعرة، فصاحة شرسة، له فم يطلق الرصاص كما الكلاشنكوف، لا يمت بصلة للعمل السياسي ولكنه يصنف على انه سياسي، لا يمت بصلة لعمل الملائكة، ولكنه يعمل في فضاء الملائكة كمحلل سياسي مبني للمجهول، يمكن أن نحمله جزءا كبيرا من معادلة "المجاهيل" التي نعيشها كلما أوغلنا في بلد الظلام، أنه الرجل الأكثر إلماما بتكنولوجيا الكواليس. التي تدخل البلاد في دائرة الظلام.. كانما الحكام عميان والمواطنون عميان،: دعوة لمجتمع تندلع في أرجائه الظلمة، حيث السائد "انغلاق" مخيف على مستوى الوعي والفكر والرؤية ،فراح يطرز مؤامرة على قماش من نوع آخر. أليس من السخف أن توضع بلاد كاملة بحجم العراق مجدا وتاريخا ومستقبلا بين أسنان رجال بمثل هذا الوصف ؟ إنه زمن القوة أيها السادة، من يفكر بقبضته يتفضل إلى المقدمة.. أما من يفكر برأسه فهو مدسوس ومتآمر وتحركه نوايا فوقية ونوايا تحتية. ربما يجد الرجل الذي سكن في الآخرة الآن إجابةً من رجل من زماننا الأغبر... سلام
تعليق