أين الإنسان؟ ..
خدعوني ..
كم خدعوني باسم الإنسان..!؟
ففتحت عليهم باب القرآن
لعلـّي أبعث تجربة الأديان
فامتص وجودي الغيلان
وجرت – في نفس مجاريها – الأكوان
كأني لم أكُ في الحسبان
وبقيتُ..
بقيتُ بلا عنوان ..
* * *
زرعوني بالإيمان
فنشرت صلاة الإيمان
ونهضتُ من الأكفان
أحرّك ذبذبة الإحسان
ونثرتُ عليهم أهداف الفرقان
وإذا بي في محرقة البهتان
جثمانـًا ، خلف جدار الوهمِ ..
بلا عنوان.
* * *
حرقوني بالأحزان
لمـّا فسـّـرتُ – بنور صفائي – أضغان القرصان
لمـّا ترجمت – بآلامي – أهواء الثعبان
وجعلتُ خريطة وجه الربـّان
وثيقة أمنٍ .. وأمان..
عسى أن أخلع قلبي..
أو أبتلع الطوفان
لكنـّي .. لستُ وعاءَ الأوثان
فأنا .. تاريخٌ أحرفه: بصمات الدم .. أو بصقات البركان ..
وسأعصر كابوس الطغيان
ولا أُبقي ما كان على ما كان
وسأبقى جنديـًا في جبهات الإيمان
ضد العدوان ..
بلا عنوان.
* * *
في نفسي .. كرّست الإنسان
لعلّ المثل الأعلى يخلع – من هذا البشر الآليِّ – ولاء الأوثان
لعلـّي أنزع قفـّاز الدم من كفّ السجـّان
لعلـّي أقدر أن أسرق نفسي من طاغوت الشعبِ .. وأحيا – وحدي – تجربة الإنسان
فإذا بي أُغمس في الصحراء ..
وراء العنقاء ..
ومزرعة الغيلان
وغربتُ عن الناس..
غربتُ عن الأوطان
فالناسُ ..خلاءٌ ..وخلاء
والأوطان محارق للأحياء
ما أكفر هذا الإنسان؟
لا .. لا .. لا .. للإنسان
* * *
أين الإنسان..
وما هو شكل الإنسان؟ ..
وما هو لون الإنسان؟..
وماذا تعني الإنسانية ُ في مجتمع الذؤبان؟ ..
ما دام الكون حديقة حيوان
والناس يريدون سواهم غزلان
ماذا تعني تضحية العظماء
لمن هم دون الحقراء؟ ..
ما دام التاريخ ..
– وليس التاريخ سوى أرشيف الإجرام –
يصوّر أجساد الشهداء رصيفـًا يعبره الحكـّام.
* * *
ماذا يعني قوس المحكمة العليا .. وشعار الميزان؟؟ ..
ما دام السلطان يساوي الميزان
وليس الميزان يساوي السلطان
ما دام الحربات – بأيدي الجلادين – سيوفٌ .. وسياط ..
ما دام القانون يفصّل كالمطـّاط
وتجري قنوات الريح بدون بساط.
* * *
ماذا تعني آيات القرآن تـُـرتـّـل للأموات
وتطبع فوق الأكفان؟ ..
ماذا تعني المـُـثـُـل الشمطاء تفصـّـل أردية ً للخطباء الرُهبان ؟ ..
ما دام الله يفسـّـر بالطاقة
والخوفُ أساس الأديان
ما دامت دنيا الإسلام تـُـحـجـّم في كرش معاوية بن أبي سفيان
ما دامت شعرتـُه رمحـًا ترفع جلد القرآن
لتضرب فحوى القرآن
ما دام لعثمان قميص يمتصُ شرايين الإسلام
ولا يعرف: مَن هو عثمان ؟!.
ما دام القرآن يفسـّر بالرأي ..
وتـُـروى السنـّة ُ عن كعب الأحبار
ما دام السيفُ ..
– وليس الله ، وليس رسول الله ، وليس الشعبُ –
هو الشورى ..
وهو النص على خلفاء رسول الله
ما دامت أحزاب اليوم ..
تترجم حرفيًا عورة عمرو بن العاص
ما دام الفكر المتقدِّم يخدم أجهزة الرجعيين
ما دام الإنسان بقرن العشرين
كإنسان الغابة ، ما بين الآكل والمأكول
ما دامت أمم الدنيا،
تُعرض في صفقات النخـّاسين .. كقطعان
ما دام الإنسان الحرُّ .. بلا عنوان.
* * *
ما كنتُ أظنُّ الإنسان .. صدى الشيطان
ما كنتُ أظنُ الجنَّ .. ملائكة الرحمان
ما كنتُ أظن الكون .. جحيمًا خلف الألوان
والآن..
عرفتُ قراءة ما تحت العنوان
فعرفتُ الإغراءَ ، رحيق الهجران
وعرفتُ الوردَ ، يموِّن خـُـبث الشوك..
وقرفَ الديدان
وعرفتُ الليلَ ، يغطـِّي آهات المظلوم..
وعربدة السكران
وعرفتُ النجمَ ، يبرِّر ليل الحرمان
وعرفتُ الفجرَ ، يدلـِّس معركة النيران
وعرفتُ البدرَ ، حقولَ البركان
وعرفتُ الحريّات ، مواويلَ الخسران
وعرفتُ الأفكار ، شباكًا تصطاد الإنسانية من عمق الإنسان.
* * *
ما كنتُ أظنُّ ...
ولكنـِّي – منذ الآن –
سأهجر صومعة الغفران
وأعصف – كالويلاتِ – بقافلة الخذلان
وأحيا – مثل الناس – على الأضغان
وأمشي – مثل الناس – مع العنوان
ولا أُخدع باسم الإنسان
فالإنسان بلا عنوان
خدعوني ..
كم خدعوني باسم الإنسان..!؟
ففتحت عليهم باب القرآن
لعلـّي أبعث تجربة الأديان
فامتص وجودي الغيلان
وجرت – في نفس مجاريها – الأكوان
كأني لم أكُ في الحسبان
وبقيتُ..
بقيتُ بلا عنوان ..
* * *
زرعوني بالإيمان
فنشرت صلاة الإيمان
ونهضتُ من الأكفان
أحرّك ذبذبة الإحسان
ونثرتُ عليهم أهداف الفرقان
وإذا بي في محرقة البهتان
جثمانـًا ، خلف جدار الوهمِ ..
بلا عنوان.
* * *
حرقوني بالأحزان
لمـّا فسـّـرتُ – بنور صفائي – أضغان القرصان
لمـّا ترجمت – بآلامي – أهواء الثعبان
وجعلتُ خريطة وجه الربـّان
وثيقة أمنٍ .. وأمان..
عسى أن أخلع قلبي..
أو أبتلع الطوفان
لكنـّي .. لستُ وعاءَ الأوثان
فأنا .. تاريخٌ أحرفه: بصمات الدم .. أو بصقات البركان ..
وسأعصر كابوس الطغيان
ولا أُبقي ما كان على ما كان
وسأبقى جنديـًا في جبهات الإيمان
ضد العدوان ..
بلا عنوان.
* * *
في نفسي .. كرّست الإنسان
لعلّ المثل الأعلى يخلع – من هذا البشر الآليِّ – ولاء الأوثان
لعلـّي أنزع قفـّاز الدم من كفّ السجـّان
لعلـّي أقدر أن أسرق نفسي من طاغوت الشعبِ .. وأحيا – وحدي – تجربة الإنسان
فإذا بي أُغمس في الصحراء ..
وراء العنقاء ..
ومزرعة الغيلان
وغربتُ عن الناس..
غربتُ عن الأوطان
فالناسُ ..خلاءٌ ..وخلاء
والأوطان محارق للأحياء
ما أكفر هذا الإنسان؟
لا .. لا .. لا .. للإنسان
* * *
أين الإنسان..
وما هو شكل الإنسان؟ ..
وما هو لون الإنسان؟..
وماذا تعني الإنسانية ُ في مجتمع الذؤبان؟ ..
ما دام الكون حديقة حيوان
والناس يريدون سواهم غزلان
ماذا تعني تضحية العظماء
لمن هم دون الحقراء؟ ..
ما دام التاريخ ..
– وليس التاريخ سوى أرشيف الإجرام –
يصوّر أجساد الشهداء رصيفـًا يعبره الحكـّام.
* * *
ماذا يعني قوس المحكمة العليا .. وشعار الميزان؟؟ ..
ما دام السلطان يساوي الميزان
وليس الميزان يساوي السلطان
ما دام الحربات – بأيدي الجلادين – سيوفٌ .. وسياط ..
ما دام القانون يفصّل كالمطـّاط
وتجري قنوات الريح بدون بساط.
* * *
ماذا تعني آيات القرآن تـُـرتـّـل للأموات
وتطبع فوق الأكفان؟ ..
ماذا تعني المـُـثـُـل الشمطاء تفصـّـل أردية ً للخطباء الرُهبان ؟ ..
ما دام الله يفسـّـر بالطاقة
والخوفُ أساس الأديان
ما دامت دنيا الإسلام تـُـحـجـّم في كرش معاوية بن أبي سفيان
ما دامت شعرتـُه رمحـًا ترفع جلد القرآن
لتضرب فحوى القرآن
ما دام لعثمان قميص يمتصُ شرايين الإسلام
ولا يعرف: مَن هو عثمان ؟!.
ما دام القرآن يفسـّر بالرأي ..
وتـُـروى السنـّة ُ عن كعب الأحبار
ما دام السيفُ ..
– وليس الله ، وليس رسول الله ، وليس الشعبُ –
هو الشورى ..
وهو النص على خلفاء رسول الله
ما دامت أحزاب اليوم ..
تترجم حرفيًا عورة عمرو بن العاص
ما دام الفكر المتقدِّم يخدم أجهزة الرجعيين
ما دام الإنسان بقرن العشرين
كإنسان الغابة ، ما بين الآكل والمأكول
ما دامت أمم الدنيا،
تُعرض في صفقات النخـّاسين .. كقطعان
ما دام الإنسان الحرُّ .. بلا عنوان.
* * *
ما كنتُ أظنُّ الإنسان .. صدى الشيطان
ما كنتُ أظنُ الجنَّ .. ملائكة الرحمان
ما كنتُ أظن الكون .. جحيمًا خلف الألوان
والآن..
عرفتُ قراءة ما تحت العنوان
فعرفتُ الإغراءَ ، رحيق الهجران
وعرفتُ الوردَ ، يموِّن خـُـبث الشوك..
وقرفَ الديدان
وعرفتُ الليلَ ، يغطـِّي آهات المظلوم..
وعربدة السكران
وعرفتُ النجمَ ، يبرِّر ليل الحرمان
وعرفتُ الفجرَ ، يدلـِّس معركة النيران
وعرفتُ البدرَ ، حقولَ البركان
وعرفتُ الحريّات ، مواويلَ الخسران
وعرفتُ الأفكار ، شباكًا تصطاد الإنسانية من عمق الإنسان.
* * *
ما كنتُ أظنُّ ...
ولكنـِّي – منذ الآن –
سأهجر صومعة الغفران
وأعصف – كالويلاتِ – بقافلة الخذلان
وأحيا – مثل الناس – على الأضغان
وأمشي – مثل الناس – مع العنوان
ولا أُخدع باسم الإنسان
فالإنسان بلا عنوان
قصيدة للسيد حسن الشيرازي – من ديوان السيد حسن الشيرازي
تعليق