يقول الفيلسوف البريطاني المشهور " برتراند راسل " في إحدى كتبه : عندما كنت شاباً كنت اعتقد بالله ، و كنت أرى افضل دليل على ذلك برهان علة العلل من أن تمام ما في العالم له علة ، و إذا تتبعنا سلسلة العلل لا بد أن ننتهي إلى العلة الأولية و هي الله ، و لكن تراجعت فيما بعد عن هذه العقيدة كليا لأنه انتبهت إلى أنه إذا كان لا بد لكل شيء علة و موجد كذلك يجب بالنسبة إلى الله ، فكيف يمكن الجواب عن هذا الإشكال ؟
لقد أخطأ " راسل " في ما قاله ـ لو صحت نسبة هذه المقولة إليه ـ في و صفه لخالق الكون و مَبدَئه ، و ذلك لعدم إحاطته بما قاله الإلهيون العلماء ، حيث أن الإلهيين لا يقولون بأنّ كلّ شئ محتاج إلى مُوجد ، حتى يقول قائل : و حيث أن الله شئ فهو إذن بحاجة إلى خالق و موجد .
بل إن ما يقوله الإلهيون هو أن كل حادث يحتاج إلى محدث ، و كل ممكن الوجود يحتاج إلى علة لتأتي به إلى حيز الوجود و تلبسه ثوب التحقق .
و أما الله عز و جل باعتباره علة العلل و من تنتهي إليه سلسلة الأسباب و المسببات فهو بدليلي : " بطلان التسلسل " و " بطلان الدور " غير حادث و لا ممكن ، و لهذا لا يندرج تحت هذه القاعدة المسلّمة ، و القضية العقلية الثابتة و القائلة بأن : " كل حادث بحاجة إلى محدِث ، و كل ممكن مرتبط بعلّة " .
و هذه الزَلَّة التي و قع فيها " راسل " قد وقع فيها كل من خلط بين التعبيرين ، و لهذا جاز إطلاق لفظ شئ على الله تعالى ، و لم يجز إطلاق لفظ الحادث عليه ، كما نلاحظ ذلك في أحاديث مبحث التوحيد ، و الأسئلة و الأجوبة الدائرة بين الناس و بين المعصومين ( عليهم السَّلام ) .
فعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي نَجْرَانَ قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ( عليه السَّلام ) عَنِ التَّوْحِيدِ ، فَقُلْتُ : أَتَوَهَّمُ شَيْئاً ؟
فَقَالَ : " نَعَمْ غَيْرَ مَعْقُولٍ و لَا مَحْدُودٍ ، فَمَا وقَعَ وهْمُكَ عَلَيْهِ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ خِلَافُهُ ، لَا يُشْبِهُهُ شَيْءٌ و لَا تُدْرِكُهُ الْأَوْهَامُ ، كَيْفَ تُدْرِكُهُ الْأَوْهَامُ و هُوَ خِلَافُ مَا يُعْقَلُ و خِلَافُ مَا يُتَصَوَّرُ فِي الْأَوْهَامِ ، إِنَّمَا يُتَوَهَّمُ شَيْءٌ غيرُ مَعْقُولٍ و لَا مَحْدُودٍ " .
و عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ سُئِلَ أَبُو جَعْفَرٍ الثَّانِي ( عليه السَّلام ) يَجُوزُ أَنْ يُقَالَ لِلَّهِ إِنَّهُ شَيْءٌ ؟
قَالَ : " نَعَمْ يُخْرِجُهُ مِنَ الْحَدَّيْنِ ، حَدِّ التَّعْطِيلِ و حَدِّ التَّشْبِيهِ " .
و على كل حال فإن لفظ " الشيء " أعمّ من واجب الوجود السرمدي و الممكن الحادث .
لقد أخطأ " راسل " في ما قاله ـ لو صحت نسبة هذه المقولة إليه ـ في و صفه لخالق الكون و مَبدَئه ، و ذلك لعدم إحاطته بما قاله الإلهيون العلماء ، حيث أن الإلهيين لا يقولون بأنّ كلّ شئ محتاج إلى مُوجد ، حتى يقول قائل : و حيث أن الله شئ فهو إذن بحاجة إلى خالق و موجد .
بل إن ما يقوله الإلهيون هو أن كل حادث يحتاج إلى محدث ، و كل ممكن الوجود يحتاج إلى علة لتأتي به إلى حيز الوجود و تلبسه ثوب التحقق .
و أما الله عز و جل باعتباره علة العلل و من تنتهي إليه سلسلة الأسباب و المسببات فهو بدليلي : " بطلان التسلسل " و " بطلان الدور " غير حادث و لا ممكن ، و لهذا لا يندرج تحت هذه القاعدة المسلّمة ، و القضية العقلية الثابتة و القائلة بأن : " كل حادث بحاجة إلى محدِث ، و كل ممكن مرتبط بعلّة " .
و هذه الزَلَّة التي و قع فيها " راسل " قد وقع فيها كل من خلط بين التعبيرين ، و لهذا جاز إطلاق لفظ شئ على الله تعالى ، و لم يجز إطلاق لفظ الحادث عليه ، كما نلاحظ ذلك في أحاديث مبحث التوحيد ، و الأسئلة و الأجوبة الدائرة بين الناس و بين المعصومين ( عليهم السَّلام ) .
فعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي نَجْرَانَ قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ( عليه السَّلام ) عَنِ التَّوْحِيدِ ، فَقُلْتُ : أَتَوَهَّمُ شَيْئاً ؟
فَقَالَ : " نَعَمْ غَيْرَ مَعْقُولٍ و لَا مَحْدُودٍ ، فَمَا وقَعَ وهْمُكَ عَلَيْهِ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ خِلَافُهُ ، لَا يُشْبِهُهُ شَيْءٌ و لَا تُدْرِكُهُ الْأَوْهَامُ ، كَيْفَ تُدْرِكُهُ الْأَوْهَامُ و هُوَ خِلَافُ مَا يُعْقَلُ و خِلَافُ مَا يُتَصَوَّرُ فِي الْأَوْهَامِ ، إِنَّمَا يُتَوَهَّمُ شَيْءٌ غيرُ مَعْقُولٍ و لَا مَحْدُودٍ " .
و عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ سُئِلَ أَبُو جَعْفَرٍ الثَّانِي ( عليه السَّلام ) يَجُوزُ أَنْ يُقَالَ لِلَّهِ إِنَّهُ شَيْءٌ ؟
قَالَ : " نَعَمْ يُخْرِجُهُ مِنَ الْحَدَّيْنِ ، حَدِّ التَّعْطِيلِ و حَدِّ التَّشْبِيهِ " .
و على كل حال فإن لفظ " الشيء " أعمّ من واجب الوجود السرمدي و الممكن الحادث .