المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حدود اهداف الحسين علية السلام


خادم الباقرع
14-11-2008, 11:50 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين
حدود أهداف الحسين (ع)

حينما نريد أن نتحدث عن أهداف الحسين عليه السلام في ثورته، فإنما نتحدث ، كما أسلفنا في حدود فهمنا ومدى ادراكنا، وهوالبعيد عن فهم الواقعيات والمحجوب اساساً عن الوصول إلى تلك المستويات . فنحن نتحدث عن أقصى ما ندركه من أمر منطقي ومعقول. كإطروحة مقبولة ومحتملة في هذا الصدد وليس كشيء قطعي وناجز، ونحن نعلم أن ما خفي علينا من الحق أكثر مما أتضح لنا بكثير . وخاصة ونحن نعرف – كما سبق أيضاً- بأن أقوال المعصومين وأفعالهم مطابقة للحكمة الألهية ومساوقة للعلم الألهي، لما لهم من التأييد والتسديد منه جلّ جلاله . ومن المعلوم ان الحكمة والعلم الالهّيين غير محدودين ونحن محدودون ( ولا يمكن للمحدود ان يدرك اللا محدود).

ولو تنزلنا عن ذلك جدلاً، أمكننا القول بأن الواحد من المعصومين عليه السلام هو أفضل من أفضل واحد من البشر رأيناه أو سمعنا عنه، في جميع المستويات وعلى أي صعيد . والفرد مهما أوتى من قوة تفكير وحدة ذكاء فهو أدنى منهم بمراتب عظيمة. ومن المعلوم أن الأدنى لا يمكن ان يدرك جميع ما لدى الأعلى، ولا يمكن أن يفهم مستواه الا اذا كان مساوياً له.

خذ اليك مثلاً : أن الطفل الدارس في المدارس الإبتدائية أو من هو على شاكلته هل يصح ان نتصور أن يفهم الرياضيات المعمّقة والفلسفة المحققة أو علوم الفيزياء أو الكيمياء المفصلة. وهكذا مستوى أي واحد منا تجاه أي واحد من المعصومين عليهم السلام. اذن فالتعرف على كل حقيقتهم وأهدافهم إن لم يكن محالاً، فهو بمنزلة المحال.



ولكن في حدود ما نفهم، فإننا حين نريد أن نطرح بعض الأفكار عن أهداف الإمام الحسين عليه السلام في ثورته، فتلك الأفكار لا بد أن تكون حاوية على عدد من الشروط لا بد منها. و لا يمكن أن تكون أفكارنا جزافية أو مطلقة.


الشرط الأول : أن يكون الشيء الذي نتصوره هدفاً للامام الحسين عليه السلام أمراً مرضياً لله عزوجل لا تشوبه شائبه عصيان أو أن يكون مرجوحاً في الشريعة المقدسة. بما في ذلك حب الدنيا وطلب المال والجاه والسيطرة المنفصلة عن الأمر الألهي والتكليف الشرعي.

الشرط الثاني : ان يكون الهدف الذي نتصوره مناسباً مع حال الحسين عليه السلام وشأنه . لا أن يكون هدفاً موقتاً أو متدنياً أو ضئلاً. فإن ذلك مما لا يصح له وجود هذه التضحية الكبيرة التي أقامها الحسين عليه السلام وعاناها . فإنها عندئذ لا تكون معقولة ولا عقلانية، وانما لابد أن يكون الهدف معمقاً وواسعاً وأكيداً وشديداً، بحيث يسع كل هذه التضحيات.

الشرط الثالث : أن يكون أمراً متحققاً، أما في الحال أو في الأستقبال. و لا يجوز أن نطرح له هدفاً فاشلاً وغير متحقق أو غير قابل للتحقق . فإنه خلاف الحكمة الالهية . و لايمكن أن ننسب ما هو فاشل وعاطل إلى الحكمة اللا متناهية.

مثال ذلك: أن الإمام الحسين عليه السلام لو كان قد استهدف النصر العسكري العاجل أوازالة حكم بني أمية أو ممارسة الحكم في المجتمع فعلاً. فهذا ونحوه من الأهداف القطعية الفشل . لأنها لم تحدث ولم يكن من الممكن أن تحدث . إذن فهو ليس بأمر مستهدف ، وان تخيله بعض من المفكرين أوعدد منهم، الا أنه لا شك في بطلانه ، لأن هدفه عليه السلام راجع إلى أهداف.



الحكمة الألهية، ومثل هذه الأهداف لا يمكن أن تكون فاشلة، لأن الله تعالى كما هوحكيم هو قادر، فهو يستطيع أن ينفّذ ما في حكمته بكل تقدير.فلو استهدف الله سبحانه هدفاً لحصل. وحيث أنه لم يحصل فهو اذن غير مستهدف.

الشرط الرابع: أنه يمكن أن يقال : ان من شروط فهم أهدافه عليه السلام، ان يكون مذكوراً في كلامه. لأننا انما نعلم بالأمور من أصحابها وأهل الحل والعقد فيها. وقديماً قال الشاعر : وأهل البيت أرى بالذي فيه. وليس لنا أن نضيف من عندنا شيئاً. وانما نسمع منه سلام الله عليه مثل قوله: (( انما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي رسول الله (ص) آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر))(100) . بعد أن وصف المجتمع بضعف الدين وقلة الإلتزام بالتعاليم : (( ولم يبق من الدين الا صبابة كصبابة الاناء وخسة عيس كالمرعى الوبيل. الأ ترون ان الحق لا يعمل به وأن الباطل لا يتناهى عنه))(101).

فالغرض من هذا العرض، هو أن الهدف إن كان مذكوراً في كلامه سلام الله عليه أخذنا به، وان لم يكن قد ذكره أعرضنا عنه . ولم نعتبره هدفاً حقيقياً له.

الا أن هذا الشرط غير صحيح . لعدة أجوبة يمكن أن تورد ضده:

الجواب الأول : ضعف الروايات الناقلة لكلامه سلام الله عليه، اذن فلم يردنا عن طريق صحيح بيان أهدافه سلام الله عليه. فلو اشترطنا ذلك لم يكن لنا طريق إلى معرفة الأهداف اطلاقاً.

الجواب الثاني : أن هنا كقانوناً عرفياً وشرعياً ، متبعاً في التفاهم بين جميع الناس، وان لم يكن يلتفت إليه الكثيرون بصراحة. وهو قانون : ((كلّم الناس
________________
(100) مقتل الخوارزمي ج1ص188 – مناقب بن شهر آشوب ج3ص241 نجف
(101) اللهوف لابن طاووس ص 34 – تاريخ الطبري ج3 ص225.



على قدر عقولهم)(102) والحسين عليه السلام. لا شك ان المجتمع في ذلك الحين لم يكن يطيق فهم واستيعاب اهدافه الحقيقية من حركته، لأنه كان حديث عهد بالدين وبشريعة سيد المرسلين، ولم يكن المجتمع يومئذ تربى بالمقدار المطلوب، وانما كان فهمه للدين بسيطاً وتطبيقه للتعاليم قليلاً، ما عدا نفر يسير من الناس. وبالتالي لم تكن هذه الألف وحوالي النصف من السنين قد مّرت وأثرت في تربية المجتمع وتكامل فهمه العقلي والنفسي تكاملاً معتداً به . وكلما مرت السنين أكثر كان هذا التكامل اكثر لا محالة.

فإذا لم يكن بيان أهدافه ممكنا عندئذ، فخير له أن يطويها في نفسه وان يكتمها عن غيره، وانما يقول للآخرين بمقدار ما هو ممكن فقط، مما لا يكون هو الهدف الحقيقي لحركته عليه السلام. و لا أقل من احتمال ذلك . الأمر الذي يسقط به هذا الشرط الرابع.

الجواب الثالث : على هذا الشرط: ان هناك بعض الأعمال يعتبر التصريح بأهدافها افساداً لها ، وتكون عنذئذ عقيمة وغير منتجة، وهذا أحد التأويلات المهمة لما ورد(( استعينوا على أموركم بالكتمان)(103).

وما ورد : (( من أن التصريح بالشيء قبل انجازه موجب لافساده))(104) .

وهذا المعنى ظاهر للعيان بالتجربة، في كثير من الأمور الشخصية والعامة اذن فمن المحتمل ان يكون تصريح الحسين عليه السلام بأهدافه قبل حركته، مفسد لها مخرب لنتائجها . ومن هنا سيكون المتعين عليه كتمان ما يريده والصمت عما
_________________
(102) أصول الكافي ج1 ص67 حديث 15
(103) اسعاف الراغبين على هامش نور الأبصار للشبلنجي ص77 – بتصرف- تحف العقول للبحراني ص 40.
(104) مرآة العقول لللمجلسي ج9 ص 186- بتصرف.



يستهدفه حفظاً للنتائج من الضياع اذ من المؤسف حقاً وجدا، وجود حركة مهمة من هذا القبيل الذي قام به سلام الله عليه وتضحية ضخمة على هذا الغرار ، ومع ذلك لا تكون منتجة ولا نافعة . اذن فمن الضروري أن تكتم أهدافه الحقيقية في سبيل صحتها وانتاجها. اذن فهذا الشرط الرابع، وهو أن نتوقع سماع الأهداف منه عليه السلام، ليس بصحيح . وهذا بخلاف، ما سوف نذكره بعون الله تعالى من الأهداف ، فإنها انما تاتي بعد انجاز حركته ووجودها والقائها . بل بعد حصول عدد معتد به من نتائجها . وانما يختص ما قلنا بالتصريح بالهدف قبل الحركة لا بعدها.

عاشقة ام الحسنين
16-07-2013, 10:38 PM
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم ياكريم
الله يعطيك العافية
على الطرح
احسنت الكلام والاختيار لموضوعك وكلامك رائع ومفيد

نور الزهراء
28-09-2013, 03:09 PM
بٌأًرًڳّ أِلٌلُهً فَيٌڳّ عِلٌى أَلِمًوُضِوًعَ أٌلّقِيُمّ ۇۈۉأٌلُمِمّيِزُ

وُفّيُ أٌنِتُظٌأًرِ جّدًيًدّڳّ أِلّأَرّوّعٌ وِأًلِمًمًيِزَ

لًڳَ مِنٌيّ أٌجَمًلٌ أِلًتَحِيُأٌتِ

وُڳِلً أِلٌتَوَفّيُقٌ لُڳِ يّأِ رٌبِ