المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أبو المؤمنين


محـب الحسين
01-03-2009, 01:12 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
للاسف الشديد على اعتقادات بعض التافهين الذين يجعلون لانفسهم حجما يفتخرون به ونسو قوله تعالى0 (واذا رايتهم تعجبك اجسا مهم وان يقولوا تسمع لقولهم كانهم خشب مسندة يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم قتلهم الله انى يؤفكون).
علما انهم لايمدون للاسلام بصلة ولكنهم ينتسبون للاسلام, والا سلام عانى منهم الكثير ومازال يعاني من افكارهم واحقادهم التى طالت كل من ينتسب الى الامام علي عليه السلام.
لذلك اريد ان انقل ولو شئ قليل عن ابو المؤمنين ابو طالب رضوان الله عليه عسى ان يكون لنا هو والامام شافعا يوم الوروداليه تعالى ذكره.
من هو أبو طالب ؟

هو أبو طالب عم رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ووالد الإمام أمير المؤمنين علي - عليه السلام - وجعفر الطيار الشهيد - رضي الله عنه - وطالب وعقيل ، وأبوه هو عبد المطلب جدّ النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لأبيه ، فهو ابن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف .

واسمه (( عبد مناف ، وقيل عمران ، وقيل شيبة ، وألقابه كثيرة منها : شيخ الأبطح ، وسيد البطحاء ، ورئيس مكة ، وكنيته أبو طالب )) (3) .

وقد ولد أبو طالب في مكة قبل ولادة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بخمس وثلاثين سنة أي في سنة 535 للميلاد في حجر والده عبد المطلب . وعبد المطلب أو شيبة الحمد - كما يلقّب - معروف بعلمه وحلمه وحكمته ولقد (( كان مفزع قريش في النوائب ، وملجأها في الأمور ، فهو حكيم قريش وحليمها وحاكمها وشريفها وسيّدها .. ولقد أفصح التاريخ عن بلوغه الغاية في الحكمة وصفاء النفس ، ولذا رفض عبادة الأصنام فوحّد الله سبحانه وتعالى )) (4) ، ولمعرفة تفاصيل سيرة عبد المطلب يمكن للباحث والمتتبع أن يرجع إلى كتاب السيرة الحلبية أو كتاب بلوغ الأرب للألوسي .

فعند هذا الأب نشأ أبو طالب ، وتربّى على الفضائل والمكارم والتوحيد ، بل ورث - دون إخوته - فضل ومقام ومركز أبيه وشخصيته . ومن لطائف الدهر أن أبا طالب لم يكن ثرياً ولا غنياً بل (( وكان فقيراً ولا مال له )) ، علماً أن المال كان عصب الرياسة وشرطها الضروري ، ولكنّ أبا طالب استطاع بمواهبه وأخلاقه وفضائله أن يتجاوز هذا الشرط فيتملك الجاه ، ويستوي على النفوس والمقام الكريم .

وينقل صاحب كتاب شيخ الأبطح أبو طالب عبارات للمؤرخين مثل قولهم : (( كان أبو طالب حاكم قريش وسيّدها ومرجعها في الملمّات )) ، (( وإن السقاية كانت له )) و (( إن الرفادة كانت له بعد أبيه )) وإنه (( سنّ القسامة في الجاهلية .. وحرّم الخمر على نفسه .. )) (5) .

فأبو طلب إذاً عمّ النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ، وحاضنه وكافله قبل الإسلام ، ولقد ذكر أنه (( لما ظهرت إمارة وفاة عبد المطلب قال لأولاده : من يكفل محمداً ؟ قالوا : هو أكيس منا فقل له يختار لنفسه ، فقال عبد المطلب : يا محمد جدك على جناح السفر إلى القيامة ، أي عمومتك وعماتك تريد أن يكفلك ؟ فنظر - صلى الله عليه وآله وسلم - في وجوههم وزحف إلى عند أبي طالب ، فقال عبد المطلب : يا أبا طالب ، إني قد عرفت ديانتك وأمانتك ، فكن له كما كنت له )) .. وتضيف فاطمة بنت أسد - رضي الله عنها - صاحبة الرواية فتقول : (( فلما توفي أخذه أبو طالب ، وكنت أخدمه وكان يدعوني الأم )) (6) .


إسلام أبي طالب وإيمانه

لقد حاول الكثيرون إثبات إسلام أبي طالب وإيمانه برسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بعدة وسائل ، وكان من بينها اختيار أقوال وأبيات من الشعر منسوبة إليه في مواقف عديدة تثبت هذا القول بالبرهان . كيف لا وإقرار العقلاء على أنفسهم حجّة ، وجرياً على سيرتهم نحاول اقتباس بعض الأقوال ثم الأبيات الشعرية مع ذكر مناسباتها لنكشف مع هؤلاء حقيقة ليست بحاجة إلى اكتشاف .


أ - فمن أقواله :


· عندما أراد النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - إعلان الدعوة وإظهار أمر الإسلام جاء إلى العباس يطلب منه النصرة والشّدة ، فنصحه بأبي طالب ، فذهبا إليه وكان ردّه : (( اخرج .. فإنك الرفيع كعباً والمنيع حزباً ، والأعلى أباً . والله لا يسلقك لسان إلاّ سلقته ألسن حداد ، واجتذبته سيوف حداد ، والله لتذلّن لك العرب البهم لحاضنها ‍! ولقد كان أبي يقرأ الكتاب جميعاً .. ولقد قال : إن من صلبي لنبيّاً ، لوددت أني أدركت ذلك الزمان ، فآمنت به ، فمن أدركه من ولدي فليؤمن به )) (7) وعند الإعلان وأمام الملأ قال للنبي - صلى الله عليه وآله وسلم - : (( قم - يا سيدي - وتكلّم بما تحب ، بلّغ رسالة ربّك ، فأنت الصادق الصدّيق )) (8) .


· في جوابه لابنه الإمام علي - عليه السلام - حين قال له : (( يا أبت آمنت بالله وبرسول الله ، وصدّقته بما جاء به ، وصلّيت معه واتبعته )) ، قال أبو طالب : (( أما أنه لا يدعوك إلاّ إلى خير ، فالزمه )) (9) .


· ولعلّ أهم مقالة تدلّ على اهتمامه بحماية النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - والإسلام بل على إسلامه وإيمانه ما ورد في وصيته حين قال : (( يا معشر قريش ! .. وإني أوصيكم بتعظيم هذه البنية ( الكعبة ) ، فإن فيها مرضاة للرب ، وقواماً للمعاش ، وثباتاً للوطأة ... صلوا أرحامكم ولا تقطعوها . فإن صلة الرحم منسأة في الأجل ، وزيادة في العدد .. واتركوا البغي والعقوق ، ففيهما هلكت القرون من قبلكم .. وعليكم بصدق الحديث ، وأداء الأمانة ، فإن فيهما محبة في الخاص ومكرمة في العام .. وإني أوصيكم بمحمد خيراً ، فإنه الأمين في قريش ، والصدّيق في العرب ، وهو الجامع لكل ما أوصيتكم به .. وقد جاءنا بأمرٍ قبله الجنان ، وأنكره اللسان مخافة الشنآن .. وأيم الله كأني أنظر إلى صعاليك العرب وأهل الأطراف والمستضعفين من الناس وقد أجابوا دعوته ، وصدّقوا كلمته ، وعظّموا آمره ، فخاض بهم غمرات الموت ، وصارت رؤساء قريش وصناديدها أذناباً ، ودورها خراباً ، وضعفاؤها أرباباً ، وإذا أعظمهم عليه أحوجهم إليه ، وأبعدهم منه أحظاهم عنده ، قد محضته العرب ودادها ، وأصغت له فؤادها ، وأعطته قيادها ... دونكم يا معشر قريش ابن أبيكم .. كونوا له ولاة ولحزبه حماة .. والله لا يسلك أحد سبيله إلا رشد ، ولا يأخذ أحد بهديه إلاّ سعد . ولو كان لنفسي مدة . وفي أجلي تأخير ، لكففت عنه الهزاهز ، ولدافعت عنه الدواهي )) (10) .


فهل أصرح من هذا إقراراً بالتوحيد والنبوّة ؟ خصوصاً في قوله : (( لا يسلك سبيله أحد إلاّ رشد ، ولا يأخذ أحد بهديه إلاّ سعد )) ، وإن كان هو لم يظهر كل ذلك علناً في حياته فقد ذكر في هذه الوصية ان أمر النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قد (( قبله الجنان وأنكره اللسان مخافة الشنآن )) ؟! .


ب - ومن شعره :


· فمن ذلك قوله عن ولديه :

إن عليــــــــاً وجعفــــــــــــــــــــــــــــراً ثقتــــــــــــي



عنــــــــــد ملمّ الــــــــــزمــــــان والنـــــــــــــــوب


لا تخــــــــــــــــذلا وانصــــــــرا ابن عمكمـــــــــــــا



أخي لأمـــــــي - من بينـــــــــــــهم - وأبــــــــــي


والله لا أخـــــــــــــــــــــــذل النبـــــــــــــــــــــــي ولا



يخـــــــــــــــذلـــــــه مـن بنــــيّ ذو حســــب (11)





وهنا لا بدّ من الالتفات إلى أن أبا طالب قد ذكر علياَ وجعفراً فقط من بين أبنائه ، والسّر أنهما وحدهما كانا قد أسلما من بين أولاده حتى ذلك الحين . كما نرى أنه اعتراف منه صريح وإقرار بالنبوّة (( لا أخذل النبي )) .


· وقله يهتف لأخيه الحمزة - رضي الله عنه - :

فصبـــــــــــــراً أبا يعلى على ديـــــــــــــــن أحمــــد



وكـــــــــن مظهــــــــــراً للديــــــن وفّقت صابــــراً


وحــــــــــط مـــــــن أتى بالحــــــــق مــــن عند ربّه



بصــــــــــــدق وعـــــــــزم ولا تكن حمز كافـــــراً


فقـــــــــد ســــــــــرّني إذ قـــــــلت إنك مؤمــــــــــن



فكــــــــــن لرســــــــــــول الله فـــــــي الله ناصـراً


ونــــاد قريشـــــــــــــــــاً بالذي قــــــــــــــد أتيتــــــه



جهــــــــاراً ، وقل ما كان أحمـــــــد ساحراً (12)





وهنا اعتراف آخر أصرح بإسلامه ويظهر ذلك جلياً في قوله : (( على دين أحمد وكن مظهراً للدين ...)) ، ونهيه لحمزة : (( ولا تكن حمز كافراً )) وسروره بإسلام حمزة وإيمانه ، ثم في قوله : (( لرسول الله )) اعتراف آخر وإقرار بالرسول والرسالة وكذلك نفي السحر عنه .


· وعندما اشتدّ الصراع مع قريش ، وثبت النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - على موقفه ، ورفض أبو طالب تسليم النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لقريش ، قال أبو طالب : (( اذهب - يا ابن أخي - فقل ما أحببت ، فوالله لا أسلمك لشيء أبداً ، ثم أنشد يقول :

والله لـــــــــن يصلــــــــــــــــوا إليــــــك بجمعـــــهم



حتــــــــى أوسّـــــــــــد فـــــــي التــــــــراب دفينــا


فاصـــــــــــدع بأمــــــرك ما عليــــــك غضاضـــــة



وابشــــــــــــــر بـــــــذاك وقـــــــرّ منـــــك عيونــا


ودعوتنـــــــــــــي ، وعلمــــــت أنـــــــك ناصحــــي



ولقـــــــــد صــــــــدقت وكنـــــــــت ثــــــــــمّ أمينـا


ولقـــــــــد علمــــــــــت بأن ديـــــــــــــــن محمــــــد



مــــــــن خيـــــــــر أديان البريـــــــــــة دينا (13)





وفي البيت الأخير أجلى البراهين على إقراره بدين محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - .


· وليس أصرح من كل ذاك إلاّ ما بعثه من أبيات إلى ملك الحبشة النجاشي وهو يدعوه إلى الإسلام ، ويشكره على حسن ضيافته لابنه جعفر الطيار وسائر المهاجرين حيث يقول :

أتعلــــــــــــم مـــلك الحبـــــــــــــش أن محمـــــــــداً



نبـــــــــي كموســـــى والمسيـــــح ابـــــــــن مريم


أتــــــــى بالهــــــــــدى مثـــــــل الــــــــذي أتيا بـــه



فكــــــل بأمـــــــــــــر الله يهــــــــــدي ويعصـــــــم


وإنـكـــــــم تتلونـــــــــــــــــــه فـــــــــــــي كتابكـــــم



بصــــــــــــــــدق حــــــديثٍ لا حديـــــث الترجّــــــم


فلا تجعلــــــــــــــوا لله نــــــــــــــــــداً وأسلمـــــــوا



فإنّ طريــــــــــــق الحــــــــــــــــــــــق ليس بمظلم


وإنـــــــــك ما تأتيــــــــــــــك منا عصــــابـــــــــــــة



لقصــــــــــــــــدك إلاّ أرجعــــــــــوا بالتكرّم (14)





فمما سبق وغيره كثير يعرف صدق ولاء أبي طالب - رضي الله عنه - لرسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ومحبته له ونصرته إياه حتى في أحلك الظروف وأخطر المواقف . يقول الشيخ المفيد - رضي الله عنه - في هذا الصدد : (( وذلك ظاهر معروف لا يدفعه إلاّ جاهل ، ولا يجحده إلاّ بهّات معاند ، وفي معناه يقول أبو طالب - رضي الله عنه - في اللامية السائرة المعروفة :

لعمــــــــري لقــــــــــــــد كلّفت وجــــــــــداً بأحمــــد



وأحببتــــــــــه حــــــبّ الحبيــــــــب المواصــــــل


وجـــــــــــدت بنفسي دونـــــــــــــــــــه وحميتــــــــه



ودارأت عنـــــــــــــــــــه بالــــــذرى والكلاكـــــل


فما زال فـــــــــــــي الدنيـــــــــــــــا جمالاً لأهـــــلها



وشينــــــــــا لمـــــــــن عادى وزيـــــــن المحافل


حليـــــــماً رشيـــــــــداً حازماً غيــــــــــــــــر طائش



يوالــــــي إله الخلــــــــــــــق ليــــــــــــس بماحل


فأيــــــــــــــــّده ربّ العبــــــــــــــــــــــاد بنصــــــــرةٍ



وأظهــــــــــــــــر دينــــــــاَ حقّـــــــه غير باطل ))





ويعلّق الشيخ المفيد بقوله : (( ومن تأمل هذا المدح عرف منه صدق ولاء صاحبه لرسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ، واعترافه بنبوته ، وإقراره بحقه فيما أتى به ، إذ لا فرق بين أن يقول : محمد نبي صادق وما دعا إليه حق صحيح واجب ، وبين قوله : فأيــــــــــــــــّده ربّ العبــــــــــــــــــــــاد بنصــــــــرةٍ



وأظهــــــــــــــــر دينــــــــاَ حقّـــــــه غير باطـــــل





وفي هذا البيت إقرار - أيضاً - بالتوحيد صريح ، واعتراف لرسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بالنبوة صحيح ، وفي الذي قبله مثل ذلك ... )) (15) .


دلائل أخرى


إن إثبات إسلام أبي طالب وإيمانه - رضي الله عنه - لا يحتاج إلى كثير بيان وعناء لكثرة ما ورد تلميحاً وتصريحاً في ذلك .. ولكن ننقل بالنص أيضاً ما ذكره العالم الفاضل الشيخ المفيد المحقق في ذلك ، حيث عقّب على كلام طويل عن أبي طالب - رضي الله عنه - وابنه علي - عليه السلام - فقال :

(( ومما يؤيّد ما ذكرناه من إيمان أبي طالب - رضي الله عنه - ويزيده بياناً : أنه لما قبض - رحمه الله - أتى أمير المؤمنين - عليه السلام - رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ( فآذنه بموته فتوجّع توجعاً عظيماً ، وحزن حزناً شديداً ) ثم قال : امض يا علي فتول غسله وتكفينه وتحنيطه ، فإذا رفعته على سريره فأعلمني . ففعل ذلك أمير المؤمنين - عليه السلام - ، فلما رفعه على السرير اعترضه النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فرقّ له وقال : وصلتك رحم ، وجزيت خيراً ، فلقد ربّيت وكفلت صغيراً ، وآزرت ونصرت كبيراً ، ثم أقبل على الناس فقال - صلى الله عليه وآله وسلم - : أما والله لأشفعنّ لعمي شفاعة يتعجّب منها أهل الثقلين )) ( وردت هذه الرواية في الحجة على المذاهب ص 67 ، والدرجات الرفيعة ص 61 ) .

ثمّ يضيف الشيخ المفيد بعد نقله الرواية فيقول :

(( وفي هذا الحديث دليلان على إيمان أبي طالب - رضي الله عنه - :

أحدهما : أمر رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - علياً بغسله وتكفينه دون الحاضرين من أولاده ، إذ كان من حضر منهم سوى أمير المؤمنين - عليه السلام - إذ ذاك على الجاهلية ، لأن جعفراً - رحمه الله - كان يومئذٍ ببلاد الحبشة .. وفي حكم رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - لعلي - عليه السلام - .. - بأمره إياه بإجراء أحكام المسلمين عليه من الغسل والتطهير والتحنيط والتكفين والمواراة - شاهد صدق في إيمانه على ما بيّناه .

والدليل الآخر : دعاء النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - بالخيرات ووعد أمّته فيه بالشفاعة إلى الله ، وإتباعه بالثناء والحمد والدعاء ... ولو كان أبو طالب مات كافراً لما وسع رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - الثناء عليه بعد الموت والدعاء له بشيء من الخير .. قال تعالى : { ولا تصلّ على أحد منهم مات أبداً ولا تقم على قبره } .. وإذا كان الأمر على ما وصفناه ثبت أن أبا طالب - رضي الله عنه - مات مؤمناً ، بدلالة فعله ومقاله ، وفعل نبي الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ومقاله حسبما شرحناه )) .

ثم يقول الشيخ المفيد - رضي الله عنه - في المكان نفسه :

(( ويؤكد ذلك ما أجمع عليه أهل النقل من العامة والخاصة ، ورواه أصحاب الحديث عن رجالهم الثقاة ، من أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - سئل فقيل له : ما تقول في عمك أبي طالب يا رسول الله وترجو له ؟ فقال - صلى الله عليه وآله وسلم - : أرجو له كل خير من ربي .

فلولا أنه - رحمه الله - مات على الإيمان لما جاز من رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - رجاء الخيرات له من الله عزّ وجل مع ما قطع تعالى به في القرآن وعلى لسان نبيّه - صلى الله عليه وآله وسلم - من خلود الكفار في النار ، وحرمان الله لهم من سائر الخيرات ، وتأبيدهم في العذاب على وجه الاستحقاق والهوان )) (16) .

وهكذا يثبت أن أبا طالب - رضي الله عنه - قد أسلم وحسن إسلامه ، وإن كان يذكر أنه ظلّ يتكتم في إيمانه أمام قريش حتى يبقي على إمكانية الحوار معهم والوساطة بينهم وبين رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وإلاّ لكانت قريش استطاعت أن تحاربه علناً ، وتسحب بساط الزعامة من تحت قدميه لأنه يصبح شريكاً مع النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - في تسفيه أحلامهم والاستهزاء بآلهتهم .

وبهذا - كما بغيره من الدلائل - يبطل ادّعاء تكفير أبي طالب - رضي الله عنه - كما دأب عليه البعض دون حجة وبرهان .




--------------------------------------------------------------------------------

(1) شيخ الأبطح أو أبو طالب / السيد محمد علي شرف الدين / دار الأرقم - صور / مقدمة العلاّمة الشيخ محمد مهدي شمس الدين .

(2) إيمان أبي طالب والشذرات الذهبية / لبيب بيضون / مقدمة المحقق الشيخ محمد حسن آل ياسين لرسالة الشيخ المفيد (ره) .

(3) شيخ الأبطح / م . س / ص 17 .

(4) م . ن . ص 19 .

(5) م . ن . ص 22 .

(6) فاطمة بنت أسد / الد . الشيخ محمد هادي الأميني / نشر مؤسسة البلاغ - بيروت / ط‍ 1 / 1990/ ص 18 / نقلاً عن عدة مصادر ومراجع .

(7) أبو طالب مؤمن قريش / عبد الله الخنيزي/ دار التعارف للمطبوعات - بيروت /ط 4 - 1978/ص 145 / نقلا عن عدة مصادر مهمة .

(8) م . ن . ص 148 .

(9) م . ن . ص 153 نقلاً عن عدة مصادر كالطبري والإصابة والسيرة الهشامية والنبوية والحلبية وغيرها كثير ...

(10) م . ن . ص 210 - 211 نقلاً عن السيرة النبوية والحلبية وثمرات الأوراق ، وأضيفت في كتاب شيخ الأبطح ص 39 جملة (( غير أني أشهد بشهادته ، وأعظّم مقالته )) ، وذكرها ( أي الجملة ) مع كامل الوصية صاحب أعيان الشيعة السيد محسن الأمين (رض) في موسوعته . وكذلك صاحب الغدير وغيره .

(11) و (12) م . ن . نقلاً عن عدة مصادر مهمة .

(13) القول وألأبيات نقلها الخنيزي في الكتاب نفسه عن عدة مصادر وأسانيد خصوصاً مصادر أهل السنة ص 161 .

(14) م .ن . ص 183 عن عدة مصادر ومراجع .

(15) رسالة في إيمان أبي طالب / الشيخ المفيد / راجع في ذلك إيمان أبي طالب .../ لبيب بيضون / م . س / ص 5 . وقد نقل القصيدة عن عدة مراجع ومصادر مهمة .

(17) م . ن . ص 13 .

:: بحر ::
01-03-2009, 04:45 PM
جزاكَ اللهُ خيرًا

عاشقة الابتسامه
01-03-2009, 06:53 PM
سلام عليه ابي طالب والله انه مظلوم
من قبل التكفريين
حماك الله

محـب الحسين
01-03-2009, 07:02 PM
شكرا لمروركم الكريم

ابوجعفرالديواني
01-03-2009, 11:30 PM
بارك الله بك اخي
على هذا التوضيح لحقيقه
لاطالما غيبوها عداء الدين

محـب الحسين
02-03-2009, 01:14 AM
شكرا لمروركم الكريم

أم الحلوين
02-03-2009, 11:09 AM
جزاك الله خير الجزاء اخي محب الحسين

محـب الحسين
02-03-2009, 12:11 PM
شكرا لمروركِ العطر

علويه حسينيه
07-11-2009, 06:00 AM
http://www.mezan.net/forum/g11/34.gif


http://www.mezan.net/forum/g11/35.gif

http://www.mezan.net/forum/g11/43%20%282%29.gif

إشـــتياق الإنـــتظار
07-11-2009, 01:10 PM
http://abeermahmoud07.jeeran.com/713-smoke-AbeerMahmoud.gif

محـب الحسين
09-11-2009, 10:25 PM
شكري واعتزازي لمروركم الكريم