قال الله تعالى (ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم الا قليلاً)
لقد عرف أن الروح من الأمور الغيبية , وهومن عالم الملكوت ان كانت الروح انسانية
ومن الأفلاك ان كانت حيوانية , والروح ليس من الأمورالحسية التي يشار اليها بالحواس الظاهرة , بل هو أمر غيبي , ومن شأن الأمور الغيبية أنها لا تدرك بالعيان ولا تشاهده العينان ,
وانما يدرك با الاثار , كما أن الله خالق الأرواح وصانعها, لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأ بصار وهو اللطيف الخبير , فلا تعرف الله تعالى في اي حال من الأ حوال أو جهة من الجهات , وانما
يعرف من اثاره التي هي خلقه, كما في الحديث القدسي (خلقت الخلق لكي أعرف) وليس هناك
مقرنة أو وجه مشا بهة بين الله تعالى والروح لأن الخالق غير المخلوق, والروح أثر من اثار
الله ولبس من ذات الله وانما من تقريب المثال أن الروح ليس من ا لأمور الحسية كي تدرك بالحواس, بل هو من الأ شياء الغيبية التي أثارهاتدل عليها .
وان للروح تعريفا ورسوماً عند الحكماء والفلا سفة ,ولكنا نختصر على أثبتها وأصحها.
فنبين على نحو الاختصار , أن الأرواح ثلاثة:
الأولى:الروح النباتية المعبر عنها با الروح الطبيعية
والثانية :الروح الحيوانية المعبر عنها بالروح الفلكية
والثالثة :الروح الا نسانية المعبر عنها بالروح الملوكوتية
فنرى في الانسان هذه الامور الثلاثة وهي النمو والذبول موجود في بدنة وأعضائه وشعره وأظفاره وغير ذلك كما في النبات.
وفية أيضاً التقلب والحركة بالارادة والحواس الظاهرة والرضا والغضب كما في الحيوان
وفيه ايضاً درك الكليات والأمور الغائبة عن الحواس فيحصل عنده العلم , فجسم الا نسان مركب الروح النباتية , ودخولها عند تعلق النطفة في رحم الأم والروح النباتية مركب الروح الحيو انية التي دخولها يكون بعد الشهر الرابع حينما يبدأ الجنين بالتقلب والحركة, والروح الحيوانية مركب الروح الانسانية, والتي يكون دخولها عند الوضع, ولهذا لا يسمى الانسان انساناً الا عند الولادة وخروجه من بطن أمه حياًوقد عبر عنها مو لا نا أمير المؤ منين علي عليه السلام
بالقوة الا هوتية حينما قال في الروح الانسانية قوة لا هوتية بدأ ايجادها عند الولادة الدنيوية.
وهذه الروح الا نسانية متعلقة بالبدن تعلق تدبير واشراق لا تعلق امتزاج كا متواج الروح الحيوانية والروح النباتية , ولهذا نراها تخرج عن البدن بالجسم المثالي في المنام
فاءذا نام الانسان تخرج روحه الانسا نية او العقلية بجسم مثالي ,أي الروح تنتزع من البدن جسما شفافاً لطيفاً مثالياً لبدنه , فتطير الى ما تريد , لأن الروح لاتستقر بلا مركب فمركبه هو هذا الجسم المنتزع من هذا البدن , فتمضي الى أي مكان تشاء أو اي بلد تريد فتكشف عن الأمور المستقبلية
والأمور الماضية, واذا استيقظ يرى في اليقظة عين ما يرى في الحلم أو تأويل ما رأى فيه
بشرط أ ن لا تكون الرؤيا متولدة من أبخرة المعدة , بل كانت من الرؤيا الصادقة, ولدى الاستيقاظ
تأتي الروح الانسانية مع الجسم المثالي بواسطة الريح المتصل اليه فتنطبق على بدنه فيستيغظ.
أما الموت فتقطع الروح علا قتها كلياً من الجسد , فتخرج وتخرج الحيوانية والنباتية , فلا نمو ولا حركة , بخلاف النوم فالروح الحيواتية على حا لها والبدن في النمووالذبول
والله اعلم
منقول
لقد عرف أن الروح من الأمور الغيبية , وهومن عالم الملكوت ان كانت الروح انسانية
ومن الأفلاك ان كانت حيوانية , والروح ليس من الأمورالحسية التي يشار اليها بالحواس الظاهرة , بل هو أمر غيبي , ومن شأن الأمور الغيبية أنها لا تدرك بالعيان ولا تشاهده العينان ,
وانما يدرك با الاثار , كما أن الله خالق الأرواح وصانعها, لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأ بصار وهو اللطيف الخبير , فلا تعرف الله تعالى في اي حال من الأ حوال أو جهة من الجهات , وانما
يعرف من اثاره التي هي خلقه, كما في الحديث القدسي (خلقت الخلق لكي أعرف) وليس هناك
مقرنة أو وجه مشا بهة بين الله تعالى والروح لأن الخالق غير المخلوق, والروح أثر من اثار
الله ولبس من ذات الله وانما من تقريب المثال أن الروح ليس من ا لأمور الحسية كي تدرك بالحواس, بل هو من الأ شياء الغيبية التي أثارهاتدل عليها .
وان للروح تعريفا ورسوماً عند الحكماء والفلا سفة ,ولكنا نختصر على أثبتها وأصحها.
فنبين على نحو الاختصار , أن الأرواح ثلاثة:
الأولى:الروح النباتية المعبر عنها با الروح الطبيعية
والثانية :الروح الحيوانية المعبر عنها بالروح الفلكية
والثالثة :الروح الا نسانية المعبر عنها بالروح الملوكوتية
فنرى في الانسان هذه الامور الثلاثة وهي النمو والذبول موجود في بدنة وأعضائه وشعره وأظفاره وغير ذلك كما في النبات.
وفية أيضاً التقلب والحركة بالارادة والحواس الظاهرة والرضا والغضب كما في الحيوان
وفيه ايضاً درك الكليات والأمور الغائبة عن الحواس فيحصل عنده العلم , فجسم الا نسان مركب الروح النباتية , ودخولها عند تعلق النطفة في رحم الأم والروح النباتية مركب الروح الحيو انية التي دخولها يكون بعد الشهر الرابع حينما يبدأ الجنين بالتقلب والحركة, والروح الحيوانية مركب الروح الانسانية, والتي يكون دخولها عند الوضع, ولهذا لا يسمى الانسان انساناً الا عند الولادة وخروجه من بطن أمه حياًوقد عبر عنها مو لا نا أمير المؤ منين علي عليه السلام
بالقوة الا هوتية حينما قال في الروح الانسانية قوة لا هوتية بدأ ايجادها عند الولادة الدنيوية.
وهذه الروح الا نسانية متعلقة بالبدن تعلق تدبير واشراق لا تعلق امتزاج كا متواج الروح الحيوانية والروح النباتية , ولهذا نراها تخرج عن البدن بالجسم المثالي في المنام
فاءذا نام الانسان تخرج روحه الانسا نية او العقلية بجسم مثالي ,أي الروح تنتزع من البدن جسما شفافاً لطيفاً مثالياً لبدنه , فتطير الى ما تريد , لأن الروح لاتستقر بلا مركب فمركبه هو هذا الجسم المنتزع من هذا البدن , فتمضي الى أي مكان تشاء أو اي بلد تريد فتكشف عن الأمور المستقبلية
والأمور الماضية, واذا استيقظ يرى في اليقظة عين ما يرى في الحلم أو تأويل ما رأى فيه
بشرط أ ن لا تكون الرؤيا متولدة من أبخرة المعدة , بل كانت من الرؤيا الصادقة, ولدى الاستيقاظ
تأتي الروح الانسانية مع الجسم المثالي بواسطة الريح المتصل اليه فتنطبق على بدنه فيستيغظ.
أما الموت فتقطع الروح علا قتها كلياً من الجسد , فتخرج وتخرج الحيوانية والنباتية , فلا نمو ولا حركة , بخلاف النوم فالروح الحيواتية على حا لها والبدن في النمووالذبول
والله اعلم
منقول