علي عليه السلام يوم القيامة وأن كل أناس مع إمامهم
حدثنا الشيخ الفقيه المفيد أبو علي الحسن ابن أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي بقراءتي عليه في جمادى الاولى سنة إحدى عشرة وخمسمائة ، بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه وعلى ذريته ، قال : حدثنا الشيخ السعيد الوالد أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي y ، قال : أخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان المعروف بابن المعلم ( رحمه الله ) ، قال : حدثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه ، قال : حدثني أبي ( رضي الله عنه ) ، قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أيوب بن نوح ، عن صفوان بن يحيى ، عن أبان بن عثمان ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) قال :
« إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش : أين خليفة الله في أرضه ؟ فيقوم داود النبي ( عليه السلام ) ، فيأتي النداء من قبل الله (1) عز وجل : لسنا إياك أردنا وإن كنت لله خليفة ، ثم ينادي ثانية : أين خليفة الله في أرضه ؟ فيقوم أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، فيأتي النداء من قبل الله عز وجل : يا معشر الخلائق ! هذا علي بن أبي طالب ، خليفة الله في أرضه وحجته على عباده ، فمن تعلق بحبله في دار الدنيا فليتعلق بحبله في هذا اليوم ، يستضيء بنوره وليتبعه إلى درجات العلى من الجنان (2) ، قال : فيقوم اناس قد تعلقوا (3) بحبله في دار الدنيا فيتبعونه إلى الجنة .
ثم يأتي النداء من قبل الله جل جلاله : ألا من إئتم بإمام في دار الدنيا فليتبعه
____________
(1) في « م » والبحار : عند الله .
(2) في البحار : الجنات .
(3) في البحار : فيقوم الناس الذين قد تعلقوا .
إلى حيث يذهب به ، فحينئذ يتبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب ، وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرؤوا منا ، كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار (1) » (2) .
أخبرنا الشيخ الأمين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن شهريار الخازن بقراءتي عليه في شوال سنة اثني عشرة وخمسمائة بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، قال : حدثني أبو يعلى حمزة بن محمد بن يعقوب الدهان بقراءتي عليه (3) بالكوفة في دكانه (4) بالسبيع (5) في شوال سنة أربع وستين وأربعمائة ، قال : أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد الجواليقي (6) ، قال : حدثنا محمد بن أحمد بن الوليد ، قال : حدثنا سعدان ، قال : حدثنا علي ، قال : حدثنا حسين بن نصر ، قال : حدثني أبي ، عن الصباح المزني ، عن أبي حمزة الثمالي ، عمن حدثه ، عن أبي رزين ، عن علي بن الحسين ( عليهما السلام ) انه قال :
« من أحبنا لله نفعه حبنا ولو كان في جبل الديلم ، ومن أحبنا لغير الله (7) فإن الله يفعل ما يشاء ، ان حبنا أهل البيت يساقط عن العباد الذنوب كما يساقط الريح الورق من الشجر » .
أخبرنا الشيخ أبو علي الحسن بن محمد الطوسي ، عن أبيه الشيخ السعيد المفيد أبي جعفر الطوسي ( رضي الله عنه ) ، قال : أخبرني الشيخ أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان ( رحمه الله ) ، قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه ( رحمه الله ) ، قال : حدثني الحسين بن محمد بن عامر (8) ، عن المعلى بن محمد البصري ، عن محمد بن جمهور العمي ، قال : حدثني أبو علي الحسن بن محبوب قال : سمعت أبا محمد الراسبي ،
____________
(1) اقتباس من الكريمة : البقرة : 166 ـ 167 .
(2) عنه البحار 8 : 10 و 40 : 3 ، أخرجه الطوسي في أماليه 1 : 61 و 96 ، والمفيد في أماليه : 285 .
(3) في « م » : قراءة عليه .
(4) المراد بالدكان هنا الدكة ـ الهامش .
(5) في « ط » : بالسبع .
(6) في « م » : محمد بن أحمد الجواليقي .
(7) في « ط » : لغير ذلك .
(8) في البحار : محمد بن الحسين بن محمد بن عامر .
رواه عن أبي الورد ، قال : سمعت أبا جعفر محمد بن علي الباقر ( عليهما السلام ) يقول :
« إذا كان يوم القيامة جمع الله الناس في صعيد واحد من الأولين والآخرين عراة حفاة ، فيوقفون (1) على طريق المحشر حتى يعرقوا عرقا شديدا وتشتد أنفاسهم ، فيمكثون بذلك ما شاء الله (2) ، وذلك قوله : ( لا تسمع إلا همسا ) (3) ، قال : ثم ينادي مناد من تلقاء العرش : أين النبي الامي ؟ قال : فيقول الناس : قد أسمعت فسم باسمه ، فينادي : أين نبي الرحمة محمد بن عبد الله ؟ قال : فيقوم رسول الله ، فيتقدم أمام الناس كلهم حتى ينتهي إلى حوض طوله ما بين أيلة (4) وصنعاء ، فيقف عليه ثم ينادي بصاحبكم ، فيقوم (5) أمام الناس فيقف معه ثم يؤذن للناس فيمرون . قال أبو جعفر : فبين وارد يومئذ وبين مصروف [ عنه ] (6) ، فإذا رأى رسول الله من يصرف عنه من محبينا بكى ، وقال : يا رب شيعة علي ، قال : فيبعث إليه ملكا فيقول له : يا محمد ما يبكيك ؟ فيقول : وكيف لا أبكي واناس من شيعة علي بن أبي طالب أراهم قد صرفوا تلقاء أصحاب النار ومنعوا من ورود حوضي ، قال : فيقول الله عز وجل له : يا محمد [ إني ] (7) قد وهبتهم لك وصفحت لك عن ذنوبهم وألحقتهم بك ومن كانوا يتولونه من ذريتك وجعلتهم في زمرتك وأوردتهم حوضك وقبلت شفاعتك فيهم وأكرمتهم بذلك .
ثم قال أبو جعفر : فكم من باك يومئذ وباكية ينادون : يا محمداه ، إذا رأوا ذلك فلا يبقى أحد يومئذ كان يتولانا ويحبنا [ ويتبرأ من عدونا ويبغضهم ] (8) ، إلا كان من حزبنا ومعنا وورد حوضنا » (9) .
____________
(1) في « ط » : فيقفون .
(2) في تفسير القمي : مقدار خمسين عاما .
(3) طه : 18 .
(4) أيلة ـ بالفتح ـ جبل بين مكة والمدينة قرب ينبع ، بلد بين ينبع ومصر ، وإيلة ـ بالكسر ـ قرية وعين بباخرز ، وموضعان آخران ، القاموس 3 : 332 .
(5) في القمي : فيتقدم .
(6) من القمي .
(7) من الأمالي .
(8) من القمي .
(9) رواه في تفسير القمي 1 : 423 ، عنه نور الثقلين 3 : 393 ، وفي البحار 7 : 101 ، عنه وعن أمالي الشيخ 1 : 65 .
أخبرنا الشيخ أبو البقاء إبراهيم بن الحسين بن إبراهيم الرقا البصري بقراءتي عليه في مشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) في المحرم سنة ست عشرة وخمسمائة ، قال : حدثنا الشيخ أبو طالب محمد بن الحسين بن عتبة في ربيع الأول سنة ثلاث وستين وأربعمائة بالبصرة في مسجد النخاسين (1) على صاحبه السلام ، قال : حدثنا الشيخ أبو الحسن محمد بن الحسن بن الحسين بن أحمد الفقيه ، قال : حدثنا حمويه أبو عبد الله ابن علي بن حمويه ، قال : أخبرنا محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني ، قال : حدثنا محمد بن علي بن مهدي الكندي ، قال : حدثنا محمد بن علي بن عمرو بن ظريف الحجري ، قال : حدثني أبي ، عن جميل بن صالح ، عن ابي خالد الكابلي ، عن الأصبغ بن نباتة قال :
« دخل الحارث الهمداني على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) في نفر من الشيعة وكنت فيهم ، فجعل الحارث يتلوذ (2) في مشيه ويخبط الأرض بمحجنه (3) وكان مريضا ، فدخل فأقبل عليه أمير المؤمنين ـ وكانت له منزلة منه ـ فقال : كيف نجدك يا حارث ؟ فقال : نال مني الدهر يا أمير المؤمنين وزادني غليلا (4) اختصام أصحابك ببابك ، قال : وفيم خصومتهم ؟ قال : في شأنك والثلاثة من قبلك ، فمن مفرط غال ومقتصد وال (5) ومن متردد مرتاب لا يدري أيقدم أم يحجم (6) ؟ قال ( عليه السلام ) : فحسبك يا أخا همدان ، ألا إن خير شيعتي النمط (7) الأوسط ، إليهم يرجع الغالي وبهم يلحق التالي ، فقال له الحارث : لو كشفت فداك أبي وامي الريب (8) عن
____________
(1) هو مسجد أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، الذي كان يصلي فيه لما فتح البصرة ، وقيل : إنه أمر ببنائه ويعرف الى الآن مسجد الإمام علي ( عليه السلام ) .
(2) في أمالي المفيد والتأويل : يتأود ، وفي البحار : يتئد .
(3) المحجن : العصا المعوج رأسها ، الخبط : الضرب الشديد .
(4) الغليل : الحقد والضغن .
(5) في « م » : قال : وفي البحار : مقتصد تال : أي معتدل في المحبة .
(6) أحجم عنه : كف أو نكص هيبة .
(7) النمط : جماعة من الناس أمرهم واحد .
(8) في أمالي المفيد والبحار : الدين ، وهو الطبع والدنس .
قلوبنا وجعلتنا في ذلك على بصيرة من أمرنا .
قال : فذاك فانه أمر ملبوس عليه (1) ، ان دين الله لا يعرف بالرجال بل بآية الحق فاعرف الحق تعرف أهله ، ياحار ! ان الحق أحسن الحديث والصادع به مجاهد ، وبالحق اخبرك فارعني (2) سمعك ثم خبر به من كان له حصافة (3) من أصحابك ، ألا أني عبد الله وأخو رسول الله وصديقه الأكبر ، صدقته وآدم بين الروح ، والجسد ، ثم إني صديقه الأول في امتكم حقا ، فنحن الأولون ونحن الآخرون ، ألا وإني خاصته ، يا حارث وصنوه (4) ووصيه ووليه وصاحب نجواه وسره ، اوتيت فهم الكتاب وفصل الخطاب وعلم القرآن ، واستودعت ألف مفتاح ، يفتح كل مفتاح ألف باب ، يفضي كل باب إلى ألف ألف عهد ، وايدت ـ أو قال : وامددت ـ بليلة القدر نفلا ، وان ذلك ليجري لي ( والمتحفظين من ذريتي ) (5) كما يجري الليل والنهار حتى يرث الله الأرض ومن عليها ، وانشدك (6) يا حارث لتعرفني ووليي وعدوي في مواطن شتى ، لتعرفني عند الممات وعند الصراط وعند الحوض وعند المقاسمة .
قال الحارث : ما المقاسمة يا مولاي قال : مقاسمة النار أقاسمها قسمة صحاحا (7) ، أقول : هذا وليي [ فاتركيه ] (8) وهذا عدوي [ فخذيه ] (9) ، ثم أخذ أمير المؤمنين بيد الحارث فقال : يا حارث أخذت بيدك كما أخذ رسول الله بيدي فقال لي ـ و [ قد ] (10) اشتكيت إليه حسدة قريش والمنافقين ـ : انه إذا كان يوم القيامة أخذت بحبل الله أو بحجزته ـ يعني عصمة من ذي العرش ـ وأخذت أنت يا علي
____________
(1) في أمالي المفيد : انك امرء ملبوس عليك .
(2) في « ط » : فاعرني ، أقول : أرعيته سمعي : أي استمعت مقالته .
(3) حصف حصافه : إذا كان جيد الرأي محكم العقل .
(4) الصنو : الأخ الشقيق .
(5) ليس في « م » ، وفي الأمالي : لمن استحفظ من ذريتي .
(6) في الأمالي : ابشرك .
(7) في الأمالي : صحيحة .
(8 و 9 و 10) من الأمالي والبحار .
بحجزتي ، وأخذت ذريتك بحجزتك ، وأخذت شيعتكم بحجزتكم ، فماذا يصنع الله عز وجل بنبيه وماذا يصنع نبيه بوصيه ، خذها إليك يا حارث قصيرة من طويلة ، أنت مع من أحببت ولك ما اكتسبت قالها ثلاثا فقال الحارث : وقام يجر رداءه جذلا ، لا ابالي وربي بعد هذا متى لقيت الموت أو لقيني .
قال جميل بن صالح : فأنشدني أبو هاشم السيد ابن محمد (1) في كلمة له :
قول علـــي لحـــارث عجــب * كــم ثم اعجوبــة له حملا (2)
ياحار همــدان من يمت يرنـي * من مؤمــن أو منافــق قبــلا
يعـرفنــي طرفــه وأعرفــه * بعينــه (3) واسمــه وما عملا
وأنت عنـد الصـراط تعـرفنــي * فلا تخـــف عثــرة ولا زلــلا
اسقيك من بـارد علــى ظمـأ * تخالــه (4) في الحـلاوة العسلا
أقول للنار حيــن توقــف للـ * ـعرض على حرها : دعي الرجلا
دعيــه لا تقربيــه ان لـــه * حبــلا بحـبــل الوصـي مـتصلا
هذا لنــا شيعــة وشيعتـنـا * أعطانـي الله فيهم الأمــلا » (5)
يتبعـــ......
حدثنا الشيخ الفقيه المفيد أبو علي الحسن ابن أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي بقراءتي عليه في جمادى الاولى سنة إحدى عشرة وخمسمائة ، بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه وعلى ذريته ، قال : حدثنا الشيخ السعيد الوالد أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي y ، قال : أخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان المعروف بابن المعلم ( رحمه الله ) ، قال : حدثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه ، قال : حدثني أبي ( رضي الله عنه ) ، قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أيوب بن نوح ، عن صفوان بن يحيى ، عن أبان بن عثمان ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) قال :
« إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش : أين خليفة الله في أرضه ؟ فيقوم داود النبي ( عليه السلام ) ، فيأتي النداء من قبل الله (1) عز وجل : لسنا إياك أردنا وإن كنت لله خليفة ، ثم ينادي ثانية : أين خليفة الله في أرضه ؟ فيقوم أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، فيأتي النداء من قبل الله عز وجل : يا معشر الخلائق ! هذا علي بن أبي طالب ، خليفة الله في أرضه وحجته على عباده ، فمن تعلق بحبله في دار الدنيا فليتعلق بحبله في هذا اليوم ، يستضيء بنوره وليتبعه إلى درجات العلى من الجنان (2) ، قال : فيقوم اناس قد تعلقوا (3) بحبله في دار الدنيا فيتبعونه إلى الجنة .
ثم يأتي النداء من قبل الله جل جلاله : ألا من إئتم بإمام في دار الدنيا فليتبعه
____________
(1) في « م » والبحار : عند الله .
(2) في البحار : الجنات .
(3) في البحار : فيقوم الناس الذين قد تعلقوا .
إلى حيث يذهب به ، فحينئذ يتبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب ، وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرؤوا منا ، كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار (1) » (2) .
أخبرنا الشيخ الأمين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن شهريار الخازن بقراءتي عليه في شوال سنة اثني عشرة وخمسمائة بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، قال : حدثني أبو يعلى حمزة بن محمد بن يعقوب الدهان بقراءتي عليه (3) بالكوفة في دكانه (4) بالسبيع (5) في شوال سنة أربع وستين وأربعمائة ، قال : أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد الجواليقي (6) ، قال : حدثنا محمد بن أحمد بن الوليد ، قال : حدثنا سعدان ، قال : حدثنا علي ، قال : حدثنا حسين بن نصر ، قال : حدثني أبي ، عن الصباح المزني ، عن أبي حمزة الثمالي ، عمن حدثه ، عن أبي رزين ، عن علي بن الحسين ( عليهما السلام ) انه قال :
« من أحبنا لله نفعه حبنا ولو كان في جبل الديلم ، ومن أحبنا لغير الله (7) فإن الله يفعل ما يشاء ، ان حبنا أهل البيت يساقط عن العباد الذنوب كما يساقط الريح الورق من الشجر » .
أخبرنا الشيخ أبو علي الحسن بن محمد الطوسي ، عن أبيه الشيخ السعيد المفيد أبي جعفر الطوسي ( رضي الله عنه ) ، قال : أخبرني الشيخ أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان ( رحمه الله ) ، قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه ( رحمه الله ) ، قال : حدثني الحسين بن محمد بن عامر (8) ، عن المعلى بن محمد البصري ، عن محمد بن جمهور العمي ، قال : حدثني أبو علي الحسن بن محبوب قال : سمعت أبا محمد الراسبي ،
____________
(1) اقتباس من الكريمة : البقرة : 166 ـ 167 .
(2) عنه البحار 8 : 10 و 40 : 3 ، أخرجه الطوسي في أماليه 1 : 61 و 96 ، والمفيد في أماليه : 285 .
(3) في « م » : قراءة عليه .
(4) المراد بالدكان هنا الدكة ـ الهامش .
(5) في « ط » : بالسبع .
(6) في « م » : محمد بن أحمد الجواليقي .
(7) في « ط » : لغير ذلك .
(8) في البحار : محمد بن الحسين بن محمد بن عامر .
رواه عن أبي الورد ، قال : سمعت أبا جعفر محمد بن علي الباقر ( عليهما السلام ) يقول :
« إذا كان يوم القيامة جمع الله الناس في صعيد واحد من الأولين والآخرين عراة حفاة ، فيوقفون (1) على طريق المحشر حتى يعرقوا عرقا شديدا وتشتد أنفاسهم ، فيمكثون بذلك ما شاء الله (2) ، وذلك قوله : ( لا تسمع إلا همسا ) (3) ، قال : ثم ينادي مناد من تلقاء العرش : أين النبي الامي ؟ قال : فيقول الناس : قد أسمعت فسم باسمه ، فينادي : أين نبي الرحمة محمد بن عبد الله ؟ قال : فيقوم رسول الله ، فيتقدم أمام الناس كلهم حتى ينتهي إلى حوض طوله ما بين أيلة (4) وصنعاء ، فيقف عليه ثم ينادي بصاحبكم ، فيقوم (5) أمام الناس فيقف معه ثم يؤذن للناس فيمرون . قال أبو جعفر : فبين وارد يومئذ وبين مصروف [ عنه ] (6) ، فإذا رأى رسول الله من يصرف عنه من محبينا بكى ، وقال : يا رب شيعة علي ، قال : فيبعث إليه ملكا فيقول له : يا محمد ما يبكيك ؟ فيقول : وكيف لا أبكي واناس من شيعة علي بن أبي طالب أراهم قد صرفوا تلقاء أصحاب النار ومنعوا من ورود حوضي ، قال : فيقول الله عز وجل له : يا محمد [ إني ] (7) قد وهبتهم لك وصفحت لك عن ذنوبهم وألحقتهم بك ومن كانوا يتولونه من ذريتك وجعلتهم في زمرتك وأوردتهم حوضك وقبلت شفاعتك فيهم وأكرمتهم بذلك .
ثم قال أبو جعفر : فكم من باك يومئذ وباكية ينادون : يا محمداه ، إذا رأوا ذلك فلا يبقى أحد يومئذ كان يتولانا ويحبنا [ ويتبرأ من عدونا ويبغضهم ] (8) ، إلا كان من حزبنا ومعنا وورد حوضنا » (9) .
____________
(1) في « ط » : فيقفون .
(2) في تفسير القمي : مقدار خمسين عاما .
(3) طه : 18 .
(4) أيلة ـ بالفتح ـ جبل بين مكة والمدينة قرب ينبع ، بلد بين ينبع ومصر ، وإيلة ـ بالكسر ـ قرية وعين بباخرز ، وموضعان آخران ، القاموس 3 : 332 .
(5) في القمي : فيتقدم .
(6) من القمي .
(7) من الأمالي .
(8) من القمي .
(9) رواه في تفسير القمي 1 : 423 ، عنه نور الثقلين 3 : 393 ، وفي البحار 7 : 101 ، عنه وعن أمالي الشيخ 1 : 65 .
أخبرنا الشيخ أبو البقاء إبراهيم بن الحسين بن إبراهيم الرقا البصري بقراءتي عليه في مشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) في المحرم سنة ست عشرة وخمسمائة ، قال : حدثنا الشيخ أبو طالب محمد بن الحسين بن عتبة في ربيع الأول سنة ثلاث وستين وأربعمائة بالبصرة في مسجد النخاسين (1) على صاحبه السلام ، قال : حدثنا الشيخ أبو الحسن محمد بن الحسن بن الحسين بن أحمد الفقيه ، قال : حدثنا حمويه أبو عبد الله ابن علي بن حمويه ، قال : أخبرنا محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني ، قال : حدثنا محمد بن علي بن مهدي الكندي ، قال : حدثنا محمد بن علي بن عمرو بن ظريف الحجري ، قال : حدثني أبي ، عن جميل بن صالح ، عن ابي خالد الكابلي ، عن الأصبغ بن نباتة قال :
« دخل الحارث الهمداني على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) في نفر من الشيعة وكنت فيهم ، فجعل الحارث يتلوذ (2) في مشيه ويخبط الأرض بمحجنه (3) وكان مريضا ، فدخل فأقبل عليه أمير المؤمنين ـ وكانت له منزلة منه ـ فقال : كيف نجدك يا حارث ؟ فقال : نال مني الدهر يا أمير المؤمنين وزادني غليلا (4) اختصام أصحابك ببابك ، قال : وفيم خصومتهم ؟ قال : في شأنك والثلاثة من قبلك ، فمن مفرط غال ومقتصد وال (5) ومن متردد مرتاب لا يدري أيقدم أم يحجم (6) ؟ قال ( عليه السلام ) : فحسبك يا أخا همدان ، ألا إن خير شيعتي النمط (7) الأوسط ، إليهم يرجع الغالي وبهم يلحق التالي ، فقال له الحارث : لو كشفت فداك أبي وامي الريب (8) عن
____________
(1) هو مسجد أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، الذي كان يصلي فيه لما فتح البصرة ، وقيل : إنه أمر ببنائه ويعرف الى الآن مسجد الإمام علي ( عليه السلام ) .
(2) في أمالي المفيد والتأويل : يتأود ، وفي البحار : يتئد .
(3) المحجن : العصا المعوج رأسها ، الخبط : الضرب الشديد .
(4) الغليل : الحقد والضغن .
(5) في « م » : قال : وفي البحار : مقتصد تال : أي معتدل في المحبة .
(6) أحجم عنه : كف أو نكص هيبة .
(7) النمط : جماعة من الناس أمرهم واحد .
(8) في أمالي المفيد والبحار : الدين ، وهو الطبع والدنس .
قلوبنا وجعلتنا في ذلك على بصيرة من أمرنا .
قال : فذاك فانه أمر ملبوس عليه (1) ، ان دين الله لا يعرف بالرجال بل بآية الحق فاعرف الحق تعرف أهله ، ياحار ! ان الحق أحسن الحديث والصادع به مجاهد ، وبالحق اخبرك فارعني (2) سمعك ثم خبر به من كان له حصافة (3) من أصحابك ، ألا أني عبد الله وأخو رسول الله وصديقه الأكبر ، صدقته وآدم بين الروح ، والجسد ، ثم إني صديقه الأول في امتكم حقا ، فنحن الأولون ونحن الآخرون ، ألا وإني خاصته ، يا حارث وصنوه (4) ووصيه ووليه وصاحب نجواه وسره ، اوتيت فهم الكتاب وفصل الخطاب وعلم القرآن ، واستودعت ألف مفتاح ، يفتح كل مفتاح ألف باب ، يفضي كل باب إلى ألف ألف عهد ، وايدت ـ أو قال : وامددت ـ بليلة القدر نفلا ، وان ذلك ليجري لي ( والمتحفظين من ذريتي ) (5) كما يجري الليل والنهار حتى يرث الله الأرض ومن عليها ، وانشدك (6) يا حارث لتعرفني ووليي وعدوي في مواطن شتى ، لتعرفني عند الممات وعند الصراط وعند الحوض وعند المقاسمة .
قال الحارث : ما المقاسمة يا مولاي قال : مقاسمة النار أقاسمها قسمة صحاحا (7) ، أقول : هذا وليي [ فاتركيه ] (8) وهذا عدوي [ فخذيه ] (9) ، ثم أخذ أمير المؤمنين بيد الحارث فقال : يا حارث أخذت بيدك كما أخذ رسول الله بيدي فقال لي ـ و [ قد ] (10) اشتكيت إليه حسدة قريش والمنافقين ـ : انه إذا كان يوم القيامة أخذت بحبل الله أو بحجزته ـ يعني عصمة من ذي العرش ـ وأخذت أنت يا علي
____________
(1) في أمالي المفيد : انك امرء ملبوس عليك .
(2) في « ط » : فاعرني ، أقول : أرعيته سمعي : أي استمعت مقالته .
(3) حصف حصافه : إذا كان جيد الرأي محكم العقل .
(4) الصنو : الأخ الشقيق .
(5) ليس في « م » ، وفي الأمالي : لمن استحفظ من ذريتي .
(6) في الأمالي : ابشرك .
(7) في الأمالي : صحيحة .
(8 و 9 و 10) من الأمالي والبحار .
بحجزتي ، وأخذت ذريتك بحجزتك ، وأخذت شيعتكم بحجزتكم ، فماذا يصنع الله عز وجل بنبيه وماذا يصنع نبيه بوصيه ، خذها إليك يا حارث قصيرة من طويلة ، أنت مع من أحببت ولك ما اكتسبت قالها ثلاثا فقال الحارث : وقام يجر رداءه جذلا ، لا ابالي وربي بعد هذا متى لقيت الموت أو لقيني .
قال جميل بن صالح : فأنشدني أبو هاشم السيد ابن محمد (1) في كلمة له :
قول علـــي لحـــارث عجــب * كــم ثم اعجوبــة له حملا (2)
ياحار همــدان من يمت يرنـي * من مؤمــن أو منافــق قبــلا
يعـرفنــي طرفــه وأعرفــه * بعينــه (3) واسمــه وما عملا
وأنت عنـد الصـراط تعـرفنــي * فلا تخـــف عثــرة ولا زلــلا
اسقيك من بـارد علــى ظمـأ * تخالــه (4) في الحـلاوة العسلا
أقول للنار حيــن توقــف للـ * ـعرض على حرها : دعي الرجلا
دعيــه لا تقربيــه ان لـــه * حبــلا بحـبــل الوصـي مـتصلا
هذا لنــا شيعــة وشيعتـنـا * أعطانـي الله فيهم الأمــلا » (5)
يتبعـــ......











تعليق