بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
الشاعر علي ابن الرومي ( رحمه الله )
( 221 هـ ـ 283 هـ )
اسمه وكنيته ونسبه :
أبو الحسن علي بن عباس بن جريح مولى عبد الله بن عيسى بن جعفر البغدادي ، الشهير بابن الرومي .
ولادته :
وُلد ابن الرومي في اليوم الثاني من رجب 221 هـ بالعاصمة بغداد .
نشأته :
كان ابن الرومي مولى لعبد الله بن عيسى ، ولا يشكّ أنّه رومي الأصل ، فإنّه يذكره ويؤكّده في مواضع من ديوانه .
وكان أبوه صديقاً لبعض العلماء والأُدباء كمحمّد بن حبيب ، الضليع في اللغة والأنساب ، فكان ابن الرومي يختلف إليه لهذه الصداقة ، وكان محمّد بن حبيب يخصّه لما كان يرى منه من الذكاء وَحِدَّة الذهن .
وكانت أُمّه من أصل فارسي ، وهي امرأة تقية صالحة رحيمة ، كما هو واضح من رثائه لها .
ولم يبقَ لابن الرومي بعد موت أخيه أحدٌ يُعوِّل عليه من أهله ، أو من يُحسَبون في حكم أهله ، إلاّ أُناس من مواليه الهاشميين العباسيين ، كانوا يبرُّونَه حِيناً ، ويتناسونه أحياناً ، وكان لِعهد الهاشميين الطالبيين أحفظ منه لِعهد الهاشميين العباسيين .
تشيّعه :
كان القرن الثالث للهجرة ـ الذي عاش فيه ابن الرومي ـ عصراً كَثُرت فيه النِحَل والمذاهب ، وقلّ فيه من لا يرى في العقائد رأياً يفسّر به إسلامه ، ويخلّصه بين جماعة الدارسين ، وقُرَّاء العلوم الحديثة .
وقد قال المِعرِّي في رسالة الغفران : إنّ البغداديِّين يدَّعون أنّه متشيِّع ، ويستشهدون على ذلك بقصيدته الجيمية .
ثمّ عقّب على ذلك فقال : ما أراه إلاّ على مذهب غيره من الشعراء .
ولا ندري لماذا شكَّ المِعرِّي في تشيُّعه لأنّه على مذهب غيره من الشعراء ، فإنّ الشعراء إذا تشيَّعوا كانوا شيعة حقّاً كغيرهم من الناس ، وربما أفرطوا فزادوا في ذلك على غيرهم من عامَّة المُتشيِّعين .
وإنّما نعتقد أنّ المِعرِّي لم يطَّلع على شعره كلّه ، فَخفيت عنه حقيقة مذهبه ، ولولا ذلك لما كان بهذه الحقيقة من خفاء .
على أنّ القصيدة الجيمية وحدها كافية في إظهار التشيُّع الذي لا شكَّ فيه ، لأنّ الشاعر نظمها بغير داعٍ يدعوه إلى نظمها ، من طمع أو مداراة ، بل نظمها وهو يستهدف للخطر الشديد من ناحية بني طاهر ، وناحية الخلفاء .
فقد رثى بها يحيى بن عمر بن الحسين بن زيد بن علي الثائر في وجه الخلافة ، ووجه أبناء طاهر ولاة خراسان .
وقال فيها يخاطب بني العباس ، ويذكر وُلاة السوء من أبناء طاهر :
فماذا يقول الشيعي لبني العباس أقسى وأصرح في التربّص بدولتهم ، وانتظار دولة العلويين من هذا الكلام ؟ فقد أنذر بني العباس بزوال الملك ، وكاد يتمنَّى أو تمنَّى لِبَني علي يوماً يهزمون فيه أعداءهم ، ويرجعون فيه حقّهم ، ويطلبون تراثهم ، وينكلون بمن نكل بهم .
مكانته العلمية :
يُعد ابن الرومي مفخرة من مفاخر الشيعة ، وعبقري من عباقرة الأُمّة ، من شعراء الإمام الحسن العسكري ( عليه السلام ) ، كان ملمّاً بعلوم الفلسفة والعربية والدين ، وشعره الذهبي الكثير الطافح برونق البلاغة ، برع في المديح والهجاء ، والوصف والغزل ، وشخصت إليه الأبصار .
وله في مَوَدَّة ذوي القربى من آل الرسول ( عليهم السلام ) حبّ ومذهب ، ومدائحه لهم كثيرة ، ودفاعه عنهم من أظهر الحقائق الجلية .
شعراء عصره :
عاصر ابن الرومي في بيئته كثير من الشعراء ، من أشهرهم في عالم الشعر : الحُسين بن الضحَّاك ، دعبل الخزاعي ، البُحتُري ، علي بن الجهم ، ابن المعتز ، أبو عثمان الناجم .
وليس لهؤلاء ولا لغيرهم ، مِمَّن عاصروه وعرفوه ، أو لم يعرفوه ، أثر يُذكر في تكوينه غير اثنين فيما نظنُّ هما : الحسين بن الضحّاك ، ودعبل الخزاعي .
وفاته :
توفّي الشاعر ابن الرومي ( رحمه الله ) مسموماً في الثامن والعشرين من جمادى الأوّل 283 هـ .
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
الشاعر علي ابن الرومي ( رحمه الله )
( 221 هـ ـ 283 هـ )
اسمه وكنيته ونسبه :
أبو الحسن علي بن عباس بن جريح مولى عبد الله بن عيسى بن جعفر البغدادي ، الشهير بابن الرومي .
ولادته :
وُلد ابن الرومي في اليوم الثاني من رجب 221 هـ بالعاصمة بغداد .
نشأته :
كان ابن الرومي مولى لعبد الله بن عيسى ، ولا يشكّ أنّه رومي الأصل ، فإنّه يذكره ويؤكّده في مواضع من ديوانه .
وكان أبوه صديقاً لبعض العلماء والأُدباء كمحمّد بن حبيب ، الضليع في اللغة والأنساب ، فكان ابن الرومي يختلف إليه لهذه الصداقة ، وكان محمّد بن حبيب يخصّه لما كان يرى منه من الذكاء وَحِدَّة الذهن .
وكانت أُمّه من أصل فارسي ، وهي امرأة تقية صالحة رحيمة ، كما هو واضح من رثائه لها .
ولم يبقَ لابن الرومي بعد موت أخيه أحدٌ يُعوِّل عليه من أهله ، أو من يُحسَبون في حكم أهله ، إلاّ أُناس من مواليه الهاشميين العباسيين ، كانوا يبرُّونَه حِيناً ، ويتناسونه أحياناً ، وكان لِعهد الهاشميين الطالبيين أحفظ منه لِعهد الهاشميين العباسيين .
تشيّعه :
كان القرن الثالث للهجرة ـ الذي عاش فيه ابن الرومي ـ عصراً كَثُرت فيه النِحَل والمذاهب ، وقلّ فيه من لا يرى في العقائد رأياً يفسّر به إسلامه ، ويخلّصه بين جماعة الدارسين ، وقُرَّاء العلوم الحديثة .
وقد قال المِعرِّي في رسالة الغفران : إنّ البغداديِّين يدَّعون أنّه متشيِّع ، ويستشهدون على ذلك بقصيدته الجيمية .
ثمّ عقّب على ذلك فقال : ما أراه إلاّ على مذهب غيره من الشعراء .
ولا ندري لماذا شكَّ المِعرِّي في تشيُّعه لأنّه على مذهب غيره من الشعراء ، فإنّ الشعراء إذا تشيَّعوا كانوا شيعة حقّاً كغيرهم من الناس ، وربما أفرطوا فزادوا في ذلك على غيرهم من عامَّة المُتشيِّعين .
وإنّما نعتقد أنّ المِعرِّي لم يطَّلع على شعره كلّه ، فَخفيت عنه حقيقة مذهبه ، ولولا ذلك لما كان بهذه الحقيقة من خفاء .
على أنّ القصيدة الجيمية وحدها كافية في إظهار التشيُّع الذي لا شكَّ فيه ، لأنّ الشاعر نظمها بغير داعٍ يدعوه إلى نظمها ، من طمع أو مداراة ، بل نظمها وهو يستهدف للخطر الشديد من ناحية بني طاهر ، وناحية الخلفاء .
فقد رثى بها يحيى بن عمر بن الحسين بن زيد بن علي الثائر في وجه الخلافة ، ووجه أبناء طاهر ولاة خراسان .
وقال فيها يخاطب بني العباس ، ويذكر وُلاة السوء من أبناء طاهر :
فماذا يقول الشيعي لبني العباس أقسى وأصرح في التربّص بدولتهم ، وانتظار دولة العلويين من هذا الكلام ؟ فقد أنذر بني العباس بزوال الملك ، وكاد يتمنَّى أو تمنَّى لِبَني علي يوماً يهزمون فيه أعداءهم ، ويرجعون فيه حقّهم ، ويطلبون تراثهم ، وينكلون بمن نكل بهم .
مكانته العلمية :
يُعد ابن الرومي مفخرة من مفاخر الشيعة ، وعبقري من عباقرة الأُمّة ، من شعراء الإمام الحسن العسكري ( عليه السلام ) ، كان ملمّاً بعلوم الفلسفة والعربية والدين ، وشعره الذهبي الكثير الطافح برونق البلاغة ، برع في المديح والهجاء ، والوصف والغزل ، وشخصت إليه الأبصار .
وله في مَوَدَّة ذوي القربى من آل الرسول ( عليهم السلام ) حبّ ومذهب ، ومدائحه لهم كثيرة ، ودفاعه عنهم من أظهر الحقائق الجلية .
شعراء عصره :
عاصر ابن الرومي في بيئته كثير من الشعراء ، من أشهرهم في عالم الشعر : الحُسين بن الضحَّاك ، دعبل الخزاعي ، البُحتُري ، علي بن الجهم ، ابن المعتز ، أبو عثمان الناجم .
وليس لهؤلاء ولا لغيرهم ، مِمَّن عاصروه وعرفوه ، أو لم يعرفوه ، أثر يُذكر في تكوينه غير اثنين فيما نظنُّ هما : الحسين بن الضحّاك ، ودعبل الخزاعي .
وفاته :
توفّي الشاعر ابن الرومي ( رحمه الله ) مسموماً في الثامن والعشرين من جمادى الأوّل 283 هـ .