{قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ ..}

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • اريج الجنه
    • Aug 2009
    • 11211

    {قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ ..}

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلِّ على محمد وآل محمد
    السلام عليكم ورحمه الله و بركاته


    تستوقفنا في هذه الآية الكريمة عبارة (كل يعمل على شاكلته ) فما المقصود بها ؟
    عندما نريد فهم موجودات هذا الكون فأول خطوة نخطوها هي دراسة العناصر التي يتشكل منها هذا الكائن سواء كان من الأحياء او الجمادات فينكشف لنا نوعية وطريقة عمله ولهذا وسائل مختلفة كالتشريح او دراسته من خلال المجهر الخ فهل العناصر التي يتكون منها الإنسان هي التي تحدد شاكلة عامله هل هذا مقصود الآية ؟
    قطعاً لا فلو كان هذا هو المعنى لتساوت أعمال البشر جميعاً إذن ما يحدد شكل أعمال البشر شيء آخر هو عقائد الإنسان وتصديقاته فعلى ضوءها تتشكل أعماله وتنرسم هيئته الباطنية وحقيقته الواقعية وهي التي تحفزه للعمل وتحدد إتجاه حياته
    فإذا كانت عقيدته صائبة ومطابقة للواقع كان طريق حياته صائباً أما إذا كانت عقيدته فاسدة باطلة أضل طريقه من هنا نفهم أهمية العقيدة التي تعني الإحكام والشدّ والربط فإعتقاد الإنسان بأي نظرية ما يعني شدّ هذه النظرية إلى الذهن وربطها به وإحكام صلتها وبالتالي إنعكاسها على واقع حياته وتشكل عمله وفقها
    ومن خلال هذا ندرك لماذا اهتم الإسلام بالعقيدة وجعلها المعيار لتقييم الأعمال فأول ما يُسأل الإنسان بعد موته ودخوله عالم الآخرة هو عقائده وبعدها يتم التدقيق في ملف أعماله
    يقول الإمام الباقر (ع) :" لا ينفع مع الشك والجحود عمل "
    يعني أن صحة العمل وترتب الأثر عليه مرهون بصحة عقيدة العامل لأن العقيدة هي التي تثير في الإنسان الدافع للعمل والدافع هو الذي يوجه العمل وكلاهما الدافع والوجهة يحددان مفهوم العمل ومعناه وقيمته
    أسألكم الدعاء
يعمل...
X