بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرج وقائم آل محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
(أني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقياً)..
لماذا استعاذت مريم بالرحمن لا بربها؟
ويرد هنا سؤال، وهو:
إن مريم
قد استعاذت بالرحمن، ولم تستعذ بربها، فلم تقل: أعوذ بربي منك، بل "قالت: (أني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقياً)..((سورة مريم الآية 18) فلماذا كان ذلك ياترى ؟!
وفي مقام الإجابة عن ذلك نقول: إن مريم
لم تكن تعلم الغيب.. وقد جاءها مخلوق، في مكان و زمان معين، وفي موقع يجعلها تخشى من حالات الاعتداء التي تنشأ من عدم التقوى، ولذا قالت: (إن كنت تقياً)
ومن الواضح: أن هذا الشعور يجعلها تعاني من حرج نفسي شديد، لاسيما فيما يرتبط بالأمور الخاصة بها، وهي المرأة الحريصة جداً على طهارتها.. وعفتها، وكرامتها، ودينها وتقواها، حتى قال قومها لها
يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغياً).
فالتمست المعاذ، وتعوذت بالرحمن، في إلماح مرغب بالتوبة عن أي وسواس شيطاني ربما يكون قد راود هذا المخلوق الغريب، حين يتذكر الله وقدرته، وبطشه، كما يتذكر رأفته ورحمته؛ لكي تستجيب روحه لنداء التقوى، فتكون مريم (ع)قد جمعت بين الترغيب بالرحمة الإلهية، والترهيب من عقاب الله الشديد، الذي يحتاج إلى الحذر، وطلب الوقاية منه. وذلك أبلغ في الردع والمنع، فقالت: (إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقياً)
كما أن ذلك يستبطن إستعطافها له تعالى لتشملها عنايته من موقع رحمانيته تعالى..
الربوبية والمحبة لا تحتم التدخل للحفظ
ولا يظنن أحد أن محبة الله عزوجل لنا تعني لزوم التدخل منه تعالى للحفظ والرعاية تلقائياً، فإن سنّة الله عز وجل قد جرت على تعريض عبده للإبتلاء، ليكون أكثر صفاءً، وليجسّد فيه الاستحقاق للرعاية، ويدفعه للسعي نحو الكمال، ويرفع درجاته من خلال ذلك.
وقد ابتليت آسية بنت مزاحم بفرعون، واختار الله مريم لهذه المهمة الصعبة والخطيرة. والأمثلة على ذلك كثيرة.
والقول المأثور: إن اشد الناس بلاءً الأنبياء، ثم الأوصياء، ثم الأمثل فالأمثل، معروف ومشهور.
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرج وقائم آل محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
(أني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقياً)..
لماذا استعاذت مريم بالرحمن لا بربها؟
ويرد هنا سؤال، وهو:
إن مريم

وفي مقام الإجابة عن ذلك نقول: إن مريم

ومن الواضح: أن هذا الشعور يجعلها تعاني من حرج نفسي شديد، لاسيما فيما يرتبط بالأمور الخاصة بها، وهي المرأة الحريصة جداً على طهارتها.. وعفتها، وكرامتها، ودينها وتقواها، حتى قال قومها لها

فالتمست المعاذ، وتعوذت بالرحمن، في إلماح مرغب بالتوبة عن أي وسواس شيطاني ربما يكون قد راود هذا المخلوق الغريب، حين يتذكر الله وقدرته، وبطشه، كما يتذكر رأفته ورحمته؛ لكي تستجيب روحه لنداء التقوى، فتكون مريم (ع)قد جمعت بين الترغيب بالرحمة الإلهية، والترهيب من عقاب الله الشديد، الذي يحتاج إلى الحذر، وطلب الوقاية منه. وذلك أبلغ في الردع والمنع، فقالت: (إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقياً)
كما أن ذلك يستبطن إستعطافها له تعالى لتشملها عنايته من موقع رحمانيته تعالى..
الربوبية والمحبة لا تحتم التدخل للحفظ
ولا يظنن أحد أن محبة الله عزوجل لنا تعني لزوم التدخل منه تعالى للحفظ والرعاية تلقائياً، فإن سنّة الله عز وجل قد جرت على تعريض عبده للإبتلاء، ليكون أكثر صفاءً، وليجسّد فيه الاستحقاق للرعاية، ويدفعه للسعي نحو الكمال، ويرفع درجاته من خلال ذلك.
وقد ابتليت آسية بنت مزاحم بفرعون، واختار الله مريم لهذه المهمة الصعبة والخطيرة. والأمثلة على ذلك كثيرة.
والقول المأثور: إن اشد الناس بلاءً الأنبياء، ثم الأوصياء، ثم الأمثل فالأمثل، معروف ومشهور.
تعليق