بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و آل محمد
السلام عليكم ورحمه الله و بركاته
عن الإمام العسكري عليه السلام:
"أوصيكم بتقوى اللَّه والورع في دينكم والاجتهاد... وطول السجود"
اللهم صل على محمد و آل محمد
السلام عليكم ورحمه الله و بركاته
عن الإمام العسكري عليه السلام:
"أوصيكم بتقوى اللَّه والورع في دينكم والاجتهاد... وطول السجود"
أ- مع الوصية
السجود بالغ الأهمية في الحياة العبادية للبشر وله مداليل قد يغفل عنها الإنسان بالرغم من ممارسته لهذا الخضوع التام للخالق المسجود له، وهو بحاجة إلى نظرة عميقة الابعاد تكشف عن حقيقته وتفسيره، وللإطالة بالسجود آفاق روحية لها سماتها وآثارها في النفس والعبادة والجنة.
وما وصية مولانا العسكري عليه السلام وأئمة أهل البيت عليهم السلام بطول السجود إلا لما فيه من فضل وكرامة ومكانة في الانقياد الصادق والكامل للمعبود تعالى وهو بحد ذاته منتهى العبادة كما يقول الصادق عليه السلام: "السجود منتهى العبادة من بني آدم"2 وعن الرضا عليه السلام: "أقرب ما يكون العبد من اللَّه عزَّ وجلَّ وهو ساجد وذلك قوله تبارك وتعالى: واسجد واقترب"
وفي بعض الأخبار أن المؤمن إذا أراد الدعاء فليسجد لأن الدعاء حالة السجود أفضل من الدعاء حالة القيام أو الركوع أو القعود وأقرب للإجابة جاء عن أبي عبد اللَّه الصادق عليه السلام لما سأله سعيد بن يسار أدعو وأنا راكع أو ساجد؟ فقال:"نعم ادع وأنت ساجد فإن أقرب ما يكون العبد إلى اللَّه وهو ساجد، ادع اللَّه عزَّ وجلَّ لدنياك وآخرتك"
ب- حقيقة السجود
إن للسجود حقيقة مجهولة لدى الكثيرين وقد يتفق أن لا يأتي بها الإنسان لمرة واحدة في عمره مكتفياً بظاهر أفعال السجود وحركاته من وضع الجبهة على الأرض ورفع الرأس والاستراحة بين السجدتين دون أن يدرك أن لكل حركة من هذه الحركات معنى عميقاً يرتبط بأصل وجوده ونشوره وبعثه وغير ذلك ودون أن يعيش هذه المعاني والحقائق أثناء السجود مع ما تتركه من آثار روحية وتساهم فيه من توطيد الصلة باللَّه تعالى والتقرب إليه.
فما هي حقيقة السجود يا ترى؟
سوف نحمل هذا التساؤل إلى باب مدينة العلم المحمدي صلى الله عليه وآله وسلم إلى مولانا أمير المؤمنين عليه السلام ليكون جوابه التالي:حيث قال عليه السلام لما سئل عن معنى السجود:"معناه منها خلقتني يعني من التراب، ورفع رأسك من السجود معناه منها أخرجتني والسجدة الثانية وإليها تعيدني، ورفع رأسك من السجدة الثانية ومنها تخرجني تارة أخرى، ومعنى قوله سبحان ربي الأعلى، فسبحان أنفة للَّه وربي خالقي، والأعلى أي علا وارتفع في سماواته، حتى صار العباد كلهم دونه، وقهرهم بعزته ومن عنده التدبير وإليه تعرج المعارج"
ويحدثنا مولانا الصادق عليه السلام عمن يحسن التقرّب في السجود ويأتي بحقيقته مراعياً آدابه مستحضراً أبعاده غير غافل عما أعدّه اللَّه تعالى للساجدين، ملتفتاً إلى المعاني التي تقدمت في حديث مولى المتقين عليه السلام قائلاً:"ما خسر واللَّه من أتى بحقيقة السجود ولو كان في العمر مرة واحدة، وما أفلح من خلا بربّه في مثل ذلك الحال شبيهاً بمخادع لنفسه، غافل لاهٍ عما أعدّ اللَّه للساجدين، من البشر العالجل وراحة الآجل، ولا بعد عن اللَّه أبداً من أحسن تقرّبه في السجود، ولا قرب إليه أبداً من أساء أدبه، وضيّع حرمته، ويتعلق قلبه بسواه، فاسجد سجود متواضع للَّه ذليل علم أنه خلق من تراب يطأه الخلق، وأنه اتخذك من نطفة يستقذرها كل أحد وكوِّن ولم يكن وقد جعل اللَّه معنى السجود سبب التقرب إليه بالقلب والسرّ والروح، فمن قرب منه بعد من غيره، ألا ترى في الظاهر أنه لا يستوي حال السجود إلا بالتواري عن جميع الأشياء والاحتجاب عن كل ما تراه العيون كذلك أراد اللَّه تعالى الأمر الباطن"
ج- السجود الجسماني والسجود النفساني
قد يبدو لأول وهلة أن العنوان صعب المنال ويرمز إلى أمور لا تسعها هذه الصفحات إلا أن الأمر أيسر من ذلك فالمراد من السجود الجسماني هو السجود الذي نأتي به في صلواتنا بالكيفية المعهودة أو في غير الصلاة كما هو معروف من وضع الجبين على الأرض واستقبال الأرض بالراحتين وغير ذلك، مع كون القلب خاشعاً للمسجود له تعالى، والنية خالصة لوجهه وإلا لم يكن سجوداً عبادياً بل وضعية معينة كسائر وضعيات البدن أثناء ممارسة الرياضة، وجاء تعريف هذا القسم من السجود على لسان أمير المؤمنين عليه السلام حيث قال:"السجود الجسماني هو وضع عتائق الوجوه على التراب، واستقبال الأرض بالراحتين والكفين وأطراف القدمين مع خشوع القلب وإخلاص النية"7 و المراد من السجود النفساني أن يكون قلب الإنسان فارغاً من حطام الدنيا والتعلق بها بحيث إذا سيطرت عليه خضع للرغبة من جمعها ونيلها مع كونها لا شيء والواجب أن يتعلق قلبه باللَّه تعالى ويخضع ويسجد له، فيبذل قصارى جهده للباقيات الصالحات من العبادات التي تقرّ به إلى ربه سبحانه، ويخلع رداء التكبر والتفاخر والتكاثر ويتحلى بشمائل الأخلاق كما أراد له الإسلام العزيز حينئذٍ يقال نفسه ساجدة لخالقها وخاضعة لبارئها عزَّ وجلَّ وقد بيّن ذلك أمير المؤمنين عليه السلام موضحاً معنى السجود النفساني في قوله: "والسجود النفساني فراغ القلب من الفانيات والاقبال بكنه الهمة على الباقيات وخلع الكبر والحميّة، وقطع العلائق الدنيوية، والتحلي بالخلائق النبوية"
د- إطالة السجود وآثارها
كما في الحديث:"عليك بطول السجود فإن ذلك من سنن الأوّابين"
والآثار عديدة نذكر منها:
1- ضمان الجنة :في الحديث "إن قوماً أتوا رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم فقالوا: يا رسول اللَّه صل الله عليه وآله وسلم اضمن لنا على ربك الجنة فقال: على أن تعينوني بطول السجود"
2- الحشر مع رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم:عنه صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا أردت أن يحشرك اللَّه معي فأطل السجود بين يدي اللَّه الواحد القهّار"
هـ- السجود على تربة الحسين عليه السلام:
لتربة سيد الشهداء صلوات اللَّه عليه خاصية منشؤها الانتساب إليه بكل ما تحمل هذه النسبة من مضامين راقية عجزت الملائكة عن احصائها والإحاطة بها جراء ما جسّده صاحب هذه التربة المقدسة وليس العجب أن تحمل الأثر الكبير الذي يحدثنا عنه مولانا الصادق عليه السلام قائلاً: "السجود على تربة الحسين عليه السلام يخرق الحجب السبع"بل العجب أن لا تكون كذلك صلوات اللَّه على صاحبها وسلامه إلى أبد الآبدين.
السجود بالغ الأهمية في الحياة العبادية للبشر وله مداليل قد يغفل عنها الإنسان بالرغم من ممارسته لهذا الخضوع التام للخالق المسجود له، وهو بحاجة إلى نظرة عميقة الابعاد تكشف عن حقيقته وتفسيره، وللإطالة بالسجود آفاق روحية لها سماتها وآثارها في النفس والعبادة والجنة.
وما وصية مولانا العسكري عليه السلام وأئمة أهل البيت عليهم السلام بطول السجود إلا لما فيه من فضل وكرامة ومكانة في الانقياد الصادق والكامل للمعبود تعالى وهو بحد ذاته منتهى العبادة كما يقول الصادق عليه السلام: "السجود منتهى العبادة من بني آدم"2 وعن الرضا عليه السلام: "أقرب ما يكون العبد من اللَّه عزَّ وجلَّ وهو ساجد وذلك قوله تبارك وتعالى: واسجد واقترب"
وفي بعض الأخبار أن المؤمن إذا أراد الدعاء فليسجد لأن الدعاء حالة السجود أفضل من الدعاء حالة القيام أو الركوع أو القعود وأقرب للإجابة جاء عن أبي عبد اللَّه الصادق عليه السلام لما سأله سعيد بن يسار أدعو وأنا راكع أو ساجد؟ فقال:"نعم ادع وأنت ساجد فإن أقرب ما يكون العبد إلى اللَّه وهو ساجد، ادع اللَّه عزَّ وجلَّ لدنياك وآخرتك"
ب- حقيقة السجود
إن للسجود حقيقة مجهولة لدى الكثيرين وقد يتفق أن لا يأتي بها الإنسان لمرة واحدة في عمره مكتفياً بظاهر أفعال السجود وحركاته من وضع الجبهة على الأرض ورفع الرأس والاستراحة بين السجدتين دون أن يدرك أن لكل حركة من هذه الحركات معنى عميقاً يرتبط بأصل وجوده ونشوره وبعثه وغير ذلك ودون أن يعيش هذه المعاني والحقائق أثناء السجود مع ما تتركه من آثار روحية وتساهم فيه من توطيد الصلة باللَّه تعالى والتقرب إليه.
فما هي حقيقة السجود يا ترى؟
سوف نحمل هذا التساؤل إلى باب مدينة العلم المحمدي صلى الله عليه وآله وسلم إلى مولانا أمير المؤمنين عليه السلام ليكون جوابه التالي:حيث قال عليه السلام لما سئل عن معنى السجود:"معناه منها خلقتني يعني من التراب، ورفع رأسك من السجود معناه منها أخرجتني والسجدة الثانية وإليها تعيدني، ورفع رأسك من السجدة الثانية ومنها تخرجني تارة أخرى، ومعنى قوله سبحان ربي الأعلى، فسبحان أنفة للَّه وربي خالقي، والأعلى أي علا وارتفع في سماواته، حتى صار العباد كلهم دونه، وقهرهم بعزته ومن عنده التدبير وإليه تعرج المعارج"
ويحدثنا مولانا الصادق عليه السلام عمن يحسن التقرّب في السجود ويأتي بحقيقته مراعياً آدابه مستحضراً أبعاده غير غافل عما أعدّه اللَّه تعالى للساجدين، ملتفتاً إلى المعاني التي تقدمت في حديث مولى المتقين عليه السلام قائلاً:"ما خسر واللَّه من أتى بحقيقة السجود ولو كان في العمر مرة واحدة، وما أفلح من خلا بربّه في مثل ذلك الحال شبيهاً بمخادع لنفسه، غافل لاهٍ عما أعدّ اللَّه للساجدين، من البشر العالجل وراحة الآجل، ولا بعد عن اللَّه أبداً من أحسن تقرّبه في السجود، ولا قرب إليه أبداً من أساء أدبه، وضيّع حرمته، ويتعلق قلبه بسواه، فاسجد سجود متواضع للَّه ذليل علم أنه خلق من تراب يطأه الخلق، وأنه اتخذك من نطفة يستقذرها كل أحد وكوِّن ولم يكن وقد جعل اللَّه معنى السجود سبب التقرب إليه بالقلب والسرّ والروح، فمن قرب منه بعد من غيره، ألا ترى في الظاهر أنه لا يستوي حال السجود إلا بالتواري عن جميع الأشياء والاحتجاب عن كل ما تراه العيون كذلك أراد اللَّه تعالى الأمر الباطن"
ج- السجود الجسماني والسجود النفساني
قد يبدو لأول وهلة أن العنوان صعب المنال ويرمز إلى أمور لا تسعها هذه الصفحات إلا أن الأمر أيسر من ذلك فالمراد من السجود الجسماني هو السجود الذي نأتي به في صلواتنا بالكيفية المعهودة أو في غير الصلاة كما هو معروف من وضع الجبين على الأرض واستقبال الأرض بالراحتين وغير ذلك، مع كون القلب خاشعاً للمسجود له تعالى، والنية خالصة لوجهه وإلا لم يكن سجوداً عبادياً بل وضعية معينة كسائر وضعيات البدن أثناء ممارسة الرياضة، وجاء تعريف هذا القسم من السجود على لسان أمير المؤمنين عليه السلام حيث قال:"السجود الجسماني هو وضع عتائق الوجوه على التراب، واستقبال الأرض بالراحتين والكفين وأطراف القدمين مع خشوع القلب وإخلاص النية"7 و المراد من السجود النفساني أن يكون قلب الإنسان فارغاً من حطام الدنيا والتعلق بها بحيث إذا سيطرت عليه خضع للرغبة من جمعها ونيلها مع كونها لا شيء والواجب أن يتعلق قلبه باللَّه تعالى ويخضع ويسجد له، فيبذل قصارى جهده للباقيات الصالحات من العبادات التي تقرّ به إلى ربه سبحانه، ويخلع رداء التكبر والتفاخر والتكاثر ويتحلى بشمائل الأخلاق كما أراد له الإسلام العزيز حينئذٍ يقال نفسه ساجدة لخالقها وخاضعة لبارئها عزَّ وجلَّ وقد بيّن ذلك أمير المؤمنين عليه السلام موضحاً معنى السجود النفساني في قوله: "والسجود النفساني فراغ القلب من الفانيات والاقبال بكنه الهمة على الباقيات وخلع الكبر والحميّة، وقطع العلائق الدنيوية، والتحلي بالخلائق النبوية"
د- إطالة السجود وآثارها
كما في الحديث:"عليك بطول السجود فإن ذلك من سنن الأوّابين"
والآثار عديدة نذكر منها:
1- ضمان الجنة :في الحديث "إن قوماً أتوا رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم فقالوا: يا رسول اللَّه صل الله عليه وآله وسلم اضمن لنا على ربك الجنة فقال: على أن تعينوني بطول السجود"
2- الحشر مع رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم:عنه صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا أردت أن يحشرك اللَّه معي فأطل السجود بين يدي اللَّه الواحد القهّار"
هـ- السجود على تربة الحسين عليه السلام:
لتربة سيد الشهداء صلوات اللَّه عليه خاصية منشؤها الانتساب إليه بكل ما تحمل هذه النسبة من مضامين راقية عجزت الملائكة عن احصائها والإحاطة بها جراء ما جسّده صاحب هذه التربة المقدسة وليس العجب أن تحمل الأثر الكبير الذي يحدثنا عنه مولانا الصادق عليه السلام قائلاً: "السجود على تربة الحسين عليه السلام يخرق الحجب السبع"بل العجب أن لا تكون كذلك صلوات اللَّه على صاحبها وسلامه إلى أبد الآبدين.
نسألكم الدعاء
تعليق