المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شيخ الاشراق شهاب الدين السُّهْرَوَرْدي


اريج الجنه
29-07-2010, 09:48 PM
شيخ الاشراق شهاب الدين السُّهْرَوَرْدي ( ح.545 هـ - 586 هـ )



هو يحيى بن حَبَش بن أَمِيرَك ، و كنيته أبو الفتوح ، و لقبه شهاب الدين ، فيلسوف اسلامي .

سُهْرَوَرْد - و قد تسمى سَهْرَوَرْد أيضاً - بلدة كردية قريبة من زَنْجان ، في شمال غربي إيران ، و هي منطقة ميديا القديمة .

اسمه – حسبما ذكره ابن خلكان و ضبطه - هو يحيى بن حَبَش بن أَمِيرَك ، و كنيته أبو الفتوح ، و لقبه شهاب الدين ، و لُقّب بالمقتول ، و بالشهيد . و ابن خلّكان هو خير من يعرف أسماء الكرد و يضبطها ، فهو كردي ، و موطنه قريب من موطن السهروردي .

و قد ولد السهروردي حوالي منتصف القرن السادس الهجري ، و يقع تاريخ مولده بين سنتي (545 هـ / 1150 م) ، و (550 هـ / 1155 م) ، و أمضى سني حياته الأولى في بلدته سهرورد ، و هناك تلقّى ثقافته الأولى ، سواء أكانت دينية أم فلسفية أم صوفية ، و لا توجد معلومات حول تفاصيل مرحلته العلمية الأولى . ولم يكتف السهروردي بما تلقّاه من العلوم في بلدته سهرورد ، و إنما قام برحلات علمية عديدة ، مثله في ذلك مثل كثيرين من طلبة العلم في عصره ، فكان كثير الترحال من بلد إلى آخر ، و كان كلما حل ببلد يبحث عن العلماء و الحكماء فيه ، فيأخذ عنهم ، و يصاحب الصوفية ، و يأخذ نفسه بما كانوا يمارسونه من مجاهدات و رياضات روحية ، و قد قال في آخر كتابه ( المطارحات ) : " ها هو ذا قد بلغ سنّي تقريباً ثلاثين سنة ، و أكثر عمري في الأسفار و الاستخبار و التفحص عن مشارِك مطّلع على العلوم ، و لم أجد من عنده خبر عن العلوم الشريفة ، و لا من يؤمن بها ، و أكثر العجب من ذلك ".

و قد سافر السهروردي ، و هو صغير شرقاً إلى مَراغة و إصفهان ، و غرباً إلى بلاد الشام و آسيا الصغرى (تركيا حالياً) ، و من أساتذته الأوائل في مراغة مجد الدين الجيلي أستاذ فخر الدين الرازي ، و في إصفهان التقى بتلامذة الفيلسوف الشهير ابن سينا ، و اطمأن إلى صحبتهم ، و أولع بهم ، فكانوا أصدقاءه .

و اتصل السهروردي بالشيخ فخر الدين المارديني ، و كانت بينهما صحبة ، و يبدو أثر ذلك في مذهبه المَشّائي ، و سافر إلى ديار بكر أيضاً ، و كان يفضل الإقامة فيها ، و اتصل بأمير خربوط عماد الدين قَرَه أرسلان ، و أهدى إليه كتابه ( الألواح العمادية ) ، و يرى المستشرق ماسينيون أنه أسس مذهبه الإشراقي في بلاط هذا الأمير ، و استقر به المقام أخيراً في مدينة حلب ، و هناك كانت خاتمته المأساوية .