المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأبناء بين طاعة الوالدين والإحسان إليهما


اريج الجنه
30-07-2010, 03:43 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلى على محمد واله محمد وعجل فرجهم الشريف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

الأبناء بين طاعة الوالدين والإحسان إليهما
العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله



حدود الطاعة
في المنظور التربوي الإسلامي، يأتي التركيز أولاً على تربية ملكة الإحسان للوالدين في ذهن الطفل ونفسيّته، ومن ثم تأتي الدعوة إلى إرضاء الوالدين أو إطاعتهما في سياق الالتزام الكلي بقيمة الإحسان بما يمثّله من عملية رسالية تربوية تمثِّل انفعال الإنسان بما يقدمه الآخر إليه من رعاية وحماية واحتضان وخدمة وتضحية وإحسان. وهذا ما عبّرت عنه الآية الكريمة: {هل جزاء الإحسان إلا الإحسان} (الرحمن:60)، فالإحسان مسألة إنسانية تفرض على كل فرد انطلاقاًً من إحساسه الإنساني، أن يستشعر إنسانية الآخر في نفسه. لذلك ينبغي لنا دائماً أن نؤكد في عقل الطفل وفي قلبه، القيمة التي يمثلها الأب والأم في حياته، باعتبار أنهما أساس وجوده، وباعتبار أنهما القيّمان على رعايته واحتضانه بكل ما يتضمن ذلك من أنهما يسهران لينام، ويجوعان ليشبع، ويتعبان ليرتاح، تضحيةً من أجله، إضافةً إلى كل مفردات الإحسان الأبوي أو الأمومي.
وهذا ما عالجه القرآن بطريقة تستثير شعور الابن الإنساني في علاقته بأبويه، حيث يقول تعالى: {...إما يبلغنَّ عندكَ الكبرَ أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفّ ولا تنهرهما ـ حتى لو آذياك ـ وقل لهما قولاً كريماً} (الإسراء:23)، ليكن ردُّ فعلك حيال ضيقك منهما إذا ما أزعجاك كردِّ فعلهما حيال تنغيصك المستمر لحياتهما في أوائل حياتك، عندما كانا يقابلان صراخك في وجههما بالقبلات... {واخفض لهما جناح الذلّ من الرحمة} (الإسراء:24).
إن هذه الفقرة توحي بأن العلاقة بالأب والأم تقع في دائرة أرفع وأسمى من العلاقات الإنسانية العادية، فهي لا تستدعي منه الثأر لكرامته في حال تعرضه للأذية النفسية، لذا على الابن أن يمارس حيال والديه الذل العملي دون أن يشعر بامتهان كرامته، تماماً كما كان الأبوان أنفسهما يذلان نفسيهما أمامه عندما كان في صغره يضربهما أو يدفعهما أو ما أشبه ذلك، هذا النمط من الذل هو ذل الرحمة {وقل ربِّ ارحمهما كما ربياني صغيراً} (الإسراء:24).
لذا على المربّي أن ينمّي في نفس الطفل حالة الإحسان إلى والديه كردِّ فعل لإحسانهما، وذلك باستحضار كلِّ تاريخ حياته معهما، وتاريخ رعايتهما له. هكذا يدخل إرضاء الوالدين بوصفه نوعاً من أنواع الإحسان، وهذه تتمثّل بأن يكبت الابن رغباته، ويستغني عن بعض حاجاته من أجل إشباع رغبات الأبوين، أو من أجل تلبية حاجاتهما، ولكن هذه الطاعة المستحبة للوالدين، وهذا الرضى المرغوب فيه، ليس أمراً مطلوباً في جميع الأحوال، بل في حدود، بحيث لا يكون فيه معصية لله، ولا يكون فيه تدمير لحياة الابن وشخصيته، ولا يكون فيه إساءة إلى الأبوين من ناحية أخرى، وأن لا يكون فيه ضغط عليه أكثر مما لا يتناسب مع مصلحته.

علويه حسينيه
31-07-2010, 04:01 AM
http://www.redcodevb.com/smiles/smiles/39/www.hh50.com-Photos-Images-Expressions-Forums-0761.gif

اريج الجنه
31-07-2010, 11:22 AM
انرتِ اختي العزيزه

دمعة فاطمة
31-07-2010, 06:57 PM
http://www.ahbabhusain.com/vb/32123بارك الله بك على هذا الموضوع المهم والجميل

اريج الجنه
01-08-2010, 09:05 AM
انرتِ غاليتي