بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلًّ على محمدٍ و آلِ محمدٍ
السلام عليكم ورحمه الله و بركاته
اللهم صلًّ على محمدٍ و آلِ محمدٍ
السلام عليكم ورحمه الله و بركاته
التواضع شيمة العظماء
روى العياشي وغيره أنه مر الحسين بن علي (ع) بمساكين قد بسطوا كساءً لهم فألقوا عليه كسراً فقالوا: هلمّ يا ابن رسول الله.
فثنّى وركه فأكل معهم، ثم تلا: (إنه لا يحب المستكبرين).
ثم قال: «قد أجبتكم فأجيبوني».
قالوا: نعم يا ابن رسول الله وتعمى عين، فقاموا معه حتى أتوا منزله، فقال للرباب: «أخرجي ما كنت تدّخرين».
أسوة في الجود والكرم
قدم أعرابي المدينة فسأل عن أكرم الناس بها، فدلّ على الحسين (ع) ، فدخل المسجد فوجده مصلياً، فوقف بإزائه وأنشأ:
لم يخب الانمن رجالك ومن
حرك من دون بابك الحلقة
أنت جـــــواد وأنــــــت معتمد
أبوك قد كان قاتل الفسقة
لولا الذي كان مـــــن أوائلكم
كانت علينا الجحيم منطبقة
قال: فسلّم الحسين (ع) وقال: «يا قنبر هل بقي شيء من مال الحجاز؟».
قال: نعم أربعة آلاف دينار.
فقال: «هاتها قد جاء من هو أحق بها منا»، ثم نزع (ع) بُرديه ولفّ الدنانير فيهما وأخرج يده من شق الباب حياءً من الأعرابي وأنشأ:
خذها فإني إليــــك معــــتـــــذر
واعلم بأنـــــي عليك ذو شفقة
لو كان في سيرنا الغداة عصاً
أمست سمانا عــــليــك مندفقة
لكن ريب الزمان ذو غــيــــــر
والكف مني قليــلة النفــقـــــــة
قال: فأخذها الأعرابي وبكى، فقال له: «لعلك استقللت ما أعطيناك»؟.
قال: لا ولكن كيف يأكل التراب جودك.
وعن عمرو بن دينار قال: دخل الحسين (ع) على أسامة بن زيد وهو مريض وهو يقول: واغماه.
فقال له الحسين (ع) : «وما غمك يا أخي؟».
قال: ديني وهو ستون ألف درهم.
فقال الحسين (ع) : «هو عليّ».
قال: إني أخشى أن أموت.
فقال الحسين (ع) : «لن تموت حتى أقضيها عنك».
قال: فقضاها قبل موته.
هذا وقد وجدوا على ظهر الإمام الحسين (ع) يوم الطف أثراً، فسألوا الإمام زين العابدين (ع) عن ذلك؟
فقال:«هذا مما كان ينقل الجراب على ظهره إلى منازل الأرامل واليتامى والمساكين».
وقد نسب إليه فيما أنشده (ع) في الجود والكرم:
إذا جادت الدنيا عليك فجد بها
على الناس طــــرا قبـــل أن تتفلت
فلا الجود يفنيها إذا هي أقبلت
ولا البخل يبقيها إذا ما تولت.
نسألكم الدعاء
تعليق