اليوم كنز
اليوم هو الكنز الثمين، اليوم هو سلــَّم يصعد به المؤمن إلى درجات الكمال، اليوم قد يحسن المرءُ فيه إحسانا يخلده في الجنة وقد يسيءُ فيه إساءة تكبه على وجهه في النار.
كيف نستقبل اليوم وكيف نصاحبه و كيف نستثمره وكيف نودعه وكيف نفكر فيما مضى من الأيام وكيف نخطط لما سيأتي من الأيام؟
اليوم خطوة
كل يوم يمر على الإنسان فهو خطوة في رحلته الكبيرة التي تنتهي بالموت ولكن في أي اتجاه تكون هذه الخطوة ؟ إن عمر الإنسان كالجدار الذي يتكون من مجموعة من الأحجار المتراصة التي يلون بعضها باللون الأبيض كرمز للطاعة أو الأسود كرمز للمعصية وعندما يموت الإنسان يكتمل مشهد هذا الجدار فإما يكون أبيضا أو أسوداً أو ممتزجاً يغلب عليه البياض أو السواد.
يقول الإمام زين العابدين في دعاءه في التحميد لله : ( ثم ضرب له – أي للإنسان – في الحياة أجلا موقوتاً وأمداً محدوداً يتخطأ إليه بأيام عمره ويرهقه بأعوام دهره حتى إذا بلغ أقصى أثره واستوعب حساب عمره قبضه إلى ما ندبه إليه من موفور ثوابه أو محذور عقابه ليجزي الذين أساؤا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى )
اليوم صاحب وشاهد
واليوم ليس مجرد ساعات ودقائق تأتي وتذهب، وإنما هو صاحب يصاحب الإنسان وشاهد يشهد على عمله يقول الإمام زين العابدين (ع) في دعاءه عند الصباح والمساء : ( وهذا يوم حادثٌ جديدٌ وهو علينا شاهدٌ عتيدٌ إن أحسنَّا ودَّعَنا بحمد وإن أسأنا فارقنا بذم ) إذن اليوم هو صاحب وصديق جديد سينقل رسالتك إلى العالم الآخر، تفوح منها روائح الخير والطاعة أو بصمات الشر والجريمة، يقول الإمام في نفس الدعاء : ( اللهم صل على محمد وال محمد وارزقنا حسن مصاحبته واعصمنا من سوء مفارقته، بارتكاب جريره أو اقتراف صغيرة أو كبيرة، واملأ ما بين طرفيه حمدا وشكرا وأجراً وذخرا وفضلاً وإحسانا) وواضح أن الإمام حريص على أن يكون يومنا خالياً من أي نقطة سوداء ( أو اقتراف صغيره ) ليكون ذلك اليوم أبيضاً ناصع البياض يُسر به الإنسان يوم يلقاه، وكل نجاح من هذا النوع سيكون بمثابة زيادة حجرة بيضاء في جدار العمر.
اليوم .. ماذا نعمل فيه؟
أما ماذا نستطيع أن نعمل في هذا اليوم فهذه أمثلة يضربها الإمام السجاد (ع) في نفس الدعاء :
( اللهم وفقنا في يومنا هذا وليلتنا هذه وفي جميع أيامنا لاستعمال الخير وهجران الشر وشكر النعم واتباع السنن ومجانبة البدع وحياطة الإسلام وانتقاص الباطل وإذلاله ونصرة الحق وإعزازه وإرشاد الضال ومعاونة الضعيف وإدراك اللهيف )
اليوم .. بوابة التكامل
ولو رسمنا لنفسنا خطة تقتضي أن نجعل كل يومٍ جديد أفضل يوم في حياتنا كلها فسيكون يومنا أفضل من أمسنا وغدنا أفضل من يومنا فنصعد بكل يوم يمر علينا درجة ونتكامل أكثر ونسد الثغور ونعالج السلبيات ونسجل أعمالنا في سجل الخلود ونقترب من الواحد المعبود، يقول زين العابدين (ع) في نفس الدعاء : ( واجعله أيمن يوم عهدناه وأفضل صاحبٍ صحبناه وخير وقتٍ ظللنا فيه واجعلنا مِن أرضى من مرَّ عليه الليلُ والنهار من جملة خلقك، أشكرهم لما أوليت من نعمك وأقومهم عما حذرت من نهيك) وفي نفس المعنى يقول (ع) في دعاء يوم الأحد : ( واجعل غدي وما بعده أفضل من ساعتي ويومي).
اليوم .. بين العمل والفراغ
ويقضي الإنسان اليوم إما في العمل وإما في الفراغ ولكل منهما منافذ ينفذ منها الشيطان إلى قلب الإنسان، فالعمل كثيراً ما يكون مكتسباً من الحرام أو يشوبه منه شائبه وأما الفراغ فهو الفخ الذي ينصبه الشيطان للإنسان فيقع فيه ضحايا الزنا والمخدرات والسرقة وغيرها، يقول الإمام السجاد في دعاءه بخواتم الخير : ( فإن قدرت لنا فراغاً من شغلٍ فاجعله فراغ سلامة لا تدركنا فيه تبعة ولا تلحقنا فيه سأمة حتى ينصرف عنا كتاب السيئات بصحيفةٍ خاليةٍِ من ذكر سيئاتنا وينصرف عنا كتـَّاب الحسنات مسرورين بما كتبوا من حسناتنا)
الملامح العامة ليوم المؤمن
وملامح اليوم الذي ينبغي علينا أن نعيشه يرسمها الإمام السجاد في دعاء يوم الإثنين : ( اللهم اجعل أول يومي هذا صلاحاً وأوسطه فلاحاً وآخره نجاحا، وأعوذ بك من يومٍ أوله فزع وأوسطه جزع وآخره وجع ) واذا استطعنا أن نجعل كل يوم من أيامنا كما خطط لنا الإمام فإن حياتنا ستكون كما يقول الإمام السجاد ( ع ) في دعاء يوم الثلاثاء : ( اللهم اجعل الحياة زيادة ً لي في كل خير والوفاة راحة ً لي من كل شر)
اليوم فرصة إضافية
وينبغي علينا أن ننظر إلى كل يوم من أيامنا على انه فرصة إضافية كان من الممكن أن نفقدها في أي لحظة يقول زين العابدين (ع) في دعاء يوم الأربعاء : ( لك الحمد أن بعثتني من مرقدي ولو شئتَ جعلته سرمداً حمداً دائماً لا ينقطع أبداً ولا يحصي له الخلائق عددا) .
زيادة الأيام زيادة الخير
وفي دعاء يوم الخميس يسأل الإمام السجادُ ربه أن يزيد أيامه في الخيروالطاعة : ( اللهم فكما أبقيتني له فأبقني لأمثاله وصل على النبي محمد وآله ) ولكن هذه البقاء مربوط بعدم الوقوع في المعاصي والآثام ( ولا تفجعني فيه وفي غيره من الليالي والأيام بارتكاب المحارم واكتساب المآثم وارزقني خيره وخير ما فيه وخير ما بعده واصرف عني شره وشر ما فيه وشر ما بعده)
وفي الختام نذكر حديثا عن أمير المؤمنين علي (ع) : ( من أمضى يومه في غير حق قضاه، أو فرض ٍ أداه، أو مجدٍ بناه، أو حمدٍ حصلهُ، أوخيرٍ أسسه أو علمٍ اقتبسه فقد عقّ يومه).
"عاشقة النور"
اليوم هو الكنز الثمين، اليوم هو سلــَّم يصعد به المؤمن إلى درجات الكمال، اليوم قد يحسن المرءُ فيه إحسانا يخلده في الجنة وقد يسيءُ فيه إساءة تكبه على وجهه في النار.
كيف نستقبل اليوم وكيف نصاحبه و كيف نستثمره وكيف نودعه وكيف نفكر فيما مضى من الأيام وكيف نخطط لما سيأتي من الأيام؟
اليوم خطوة
كل يوم يمر على الإنسان فهو خطوة في رحلته الكبيرة التي تنتهي بالموت ولكن في أي اتجاه تكون هذه الخطوة ؟ إن عمر الإنسان كالجدار الذي يتكون من مجموعة من الأحجار المتراصة التي يلون بعضها باللون الأبيض كرمز للطاعة أو الأسود كرمز للمعصية وعندما يموت الإنسان يكتمل مشهد هذا الجدار فإما يكون أبيضا أو أسوداً أو ممتزجاً يغلب عليه البياض أو السواد.
يقول الإمام زين العابدين في دعاءه في التحميد لله : ( ثم ضرب له – أي للإنسان – في الحياة أجلا موقوتاً وأمداً محدوداً يتخطأ إليه بأيام عمره ويرهقه بأعوام دهره حتى إذا بلغ أقصى أثره واستوعب حساب عمره قبضه إلى ما ندبه إليه من موفور ثوابه أو محذور عقابه ليجزي الذين أساؤا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى )
اليوم صاحب وشاهد
واليوم ليس مجرد ساعات ودقائق تأتي وتذهب، وإنما هو صاحب يصاحب الإنسان وشاهد يشهد على عمله يقول الإمام زين العابدين (ع) في دعاءه عند الصباح والمساء : ( وهذا يوم حادثٌ جديدٌ وهو علينا شاهدٌ عتيدٌ إن أحسنَّا ودَّعَنا بحمد وإن أسأنا فارقنا بذم ) إذن اليوم هو صاحب وصديق جديد سينقل رسالتك إلى العالم الآخر، تفوح منها روائح الخير والطاعة أو بصمات الشر والجريمة، يقول الإمام في نفس الدعاء : ( اللهم صل على محمد وال محمد وارزقنا حسن مصاحبته واعصمنا من سوء مفارقته، بارتكاب جريره أو اقتراف صغيرة أو كبيرة، واملأ ما بين طرفيه حمدا وشكرا وأجراً وذخرا وفضلاً وإحسانا) وواضح أن الإمام حريص على أن يكون يومنا خالياً من أي نقطة سوداء ( أو اقتراف صغيره ) ليكون ذلك اليوم أبيضاً ناصع البياض يُسر به الإنسان يوم يلقاه، وكل نجاح من هذا النوع سيكون بمثابة زيادة حجرة بيضاء في جدار العمر.
اليوم .. ماذا نعمل فيه؟
أما ماذا نستطيع أن نعمل في هذا اليوم فهذه أمثلة يضربها الإمام السجاد (ع) في نفس الدعاء :
( اللهم وفقنا في يومنا هذا وليلتنا هذه وفي جميع أيامنا لاستعمال الخير وهجران الشر وشكر النعم واتباع السنن ومجانبة البدع وحياطة الإسلام وانتقاص الباطل وإذلاله ونصرة الحق وإعزازه وإرشاد الضال ومعاونة الضعيف وإدراك اللهيف )
اليوم .. بوابة التكامل
ولو رسمنا لنفسنا خطة تقتضي أن نجعل كل يومٍ جديد أفضل يوم في حياتنا كلها فسيكون يومنا أفضل من أمسنا وغدنا أفضل من يومنا فنصعد بكل يوم يمر علينا درجة ونتكامل أكثر ونسد الثغور ونعالج السلبيات ونسجل أعمالنا في سجل الخلود ونقترب من الواحد المعبود، يقول زين العابدين (ع) في نفس الدعاء : ( واجعله أيمن يوم عهدناه وأفضل صاحبٍ صحبناه وخير وقتٍ ظللنا فيه واجعلنا مِن أرضى من مرَّ عليه الليلُ والنهار من جملة خلقك، أشكرهم لما أوليت من نعمك وأقومهم عما حذرت من نهيك) وفي نفس المعنى يقول (ع) في دعاء يوم الأحد : ( واجعل غدي وما بعده أفضل من ساعتي ويومي).
اليوم .. بين العمل والفراغ
ويقضي الإنسان اليوم إما في العمل وإما في الفراغ ولكل منهما منافذ ينفذ منها الشيطان إلى قلب الإنسان، فالعمل كثيراً ما يكون مكتسباً من الحرام أو يشوبه منه شائبه وأما الفراغ فهو الفخ الذي ينصبه الشيطان للإنسان فيقع فيه ضحايا الزنا والمخدرات والسرقة وغيرها، يقول الإمام السجاد في دعاءه بخواتم الخير : ( فإن قدرت لنا فراغاً من شغلٍ فاجعله فراغ سلامة لا تدركنا فيه تبعة ولا تلحقنا فيه سأمة حتى ينصرف عنا كتاب السيئات بصحيفةٍ خاليةٍِ من ذكر سيئاتنا وينصرف عنا كتـَّاب الحسنات مسرورين بما كتبوا من حسناتنا)
الملامح العامة ليوم المؤمن
وملامح اليوم الذي ينبغي علينا أن نعيشه يرسمها الإمام السجاد في دعاء يوم الإثنين : ( اللهم اجعل أول يومي هذا صلاحاً وأوسطه فلاحاً وآخره نجاحا، وأعوذ بك من يومٍ أوله فزع وأوسطه جزع وآخره وجع ) واذا استطعنا أن نجعل كل يوم من أيامنا كما خطط لنا الإمام فإن حياتنا ستكون كما يقول الإمام السجاد ( ع ) في دعاء يوم الثلاثاء : ( اللهم اجعل الحياة زيادة ً لي في كل خير والوفاة راحة ً لي من كل شر)
اليوم فرصة إضافية
وينبغي علينا أن ننظر إلى كل يوم من أيامنا على انه فرصة إضافية كان من الممكن أن نفقدها في أي لحظة يقول زين العابدين (ع) في دعاء يوم الأربعاء : ( لك الحمد أن بعثتني من مرقدي ولو شئتَ جعلته سرمداً حمداً دائماً لا ينقطع أبداً ولا يحصي له الخلائق عددا) .
زيادة الأيام زيادة الخير
وفي دعاء يوم الخميس يسأل الإمام السجادُ ربه أن يزيد أيامه في الخيروالطاعة : ( اللهم فكما أبقيتني له فأبقني لأمثاله وصل على النبي محمد وآله ) ولكن هذه البقاء مربوط بعدم الوقوع في المعاصي والآثام ( ولا تفجعني فيه وفي غيره من الليالي والأيام بارتكاب المحارم واكتساب المآثم وارزقني خيره وخير ما فيه وخير ما بعده واصرف عني شره وشر ما فيه وشر ما بعده)
وفي الختام نذكر حديثا عن أمير المؤمنين علي (ع) : ( من أمضى يومه في غير حق قضاه، أو فرض ٍ أداه، أو مجدٍ بناه، أو حمدٍ حصلهُ، أوخيرٍ أسسه أو علمٍ اقتبسه فقد عقّ يومه).
"عاشقة النور"
تعليق