فقرُ أهلِ الدُّنيا وغنى أهل الآخرة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عاشقة النور
    • Jan 2009
    • 8942

    فقرُ أهلِ الدُّنيا وغنى أهل الآخرة

    الإنسان بحسب فطرته، يعشق الكمال، وإن كان كلُّ امرىء يرى الكمال في شيء، وذلك بحسب حاله ومقامه.
    فأهل الله سبحانه لسانُ حالهم المعبِّر عن كمالهم ".. وجَّهْتُ وجهيَ للذي فطر السماوات والأرض..." وأهل الدنيا يرون كمالهم في لذائذهم، وكلَّما ازدادت أمامَهم المشتهيات، اشتدت نارُ شوقهم إلى غيرها ممَّا ليس في متناول يدهم... ومحبّ الرئاسةِ منهم لو سيطر على قطر توجه إلى آخر، ولو سيطر على الكرة الأرضية لرغب في الكواكب الأُخرى... ومهما نال الواحدُ منهم من الكمالات النفسية أو الكنوز الدنيوية أو الجاه والسلطان، ازداد اشتياقُه شدةً، ونارُ عشقِه التهاباً، فهو محتاجٌ للدنيا وزخارِفها، وتشتد الرغبةُ إليها، ويشعر بفقره دوماً لها... ولا يقف عند حد، وهذا مضمونُ الحديثِ الشريف "مَنْ أصبح وأمسى والدنيا أكبرُ همِّه جعل الله الفقرَ بين عينيه، وشتَّتَ أمرَهُ...".
    أما أ÷ل الآخرة، فقد تلاشت حاجتُهم للدنيا والتفاتُهم لها، وزهدُهم بها، وظهر في قلوبهم الغنى عنها، فلا يهتمون بألمها وسرورها، ولا يحزنون على ما فاتهم، ولا يفرحون بما أتاهم، ولا يفتقرون فيها للناس، بل لا تبقى لهم حاجة،... فيفوزون بالغنى الذاتي والقلبي... كلُّ ذلك بعكس أهل الدنيا الذين تراهم وقد بان الفقر في باطنهم وعلى ظاهرهم، واستولى عليهم الخوفُ والحزنُ، ولم يحصلوا على ما يريدون، وتكثر تمنِّياتُهم، ويزداد جشعُهم، ويغلب عليهم الغمُّ والتحسُّر...
    ورد في ذلك عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام:
    "مَنْ كثُر اشتباكُه بالدنيا كان أشدَّ لحسرته عند فراقها" وعنه عليه السلام قال: "مَنْ تعلَّقَ قلبُه بالدنيا، تعلَّقَ قلبُهُ بثلاث خصال، همِّ لا يفنى، وأملٍ لا يُدركُ، ورجاءٍ لا يُنالُ".
    وفي إشارة إلى اطمئنان أهل الآخرة يقول أميرُ المؤمنين عليه السلام "نُزِّلتْ أنفُسُهُم في البلاء، كالتي نُزِّلتْ في الرخاء، ولولا الأجلُ الذي كتب الله عليهم، لم تستقرَّ أرواحُهم في أجسادهم طرفةَ عينٍ شوقاً إلى الثواب وخوفاً من العقاب"
    جعلنا الله وإيَّاكم منهم، إن شاء الله عز وجل.
    إذاً يا عزيزي، بعد كلِّ ما سمعته عن الدنيا وأيامها القليلة، المشوبةِ بالألم والعذاب، أُطلبْ من الله سبحانه العون لتكونَ من الفائزين في الآخرة المأنوسين في دار الكرم والكرامة {وما عند الله خير وأبقى}.


    "عاشقة النور"
  • محـب الحسين

    • Nov 2008
    • 46763

    #2
    أحسنتِ اختي الكريمه
    جزاكِ الله خيرا

    تعليق

    • التل الزينبية
      • Jun 2010
      • 751

      #3
      اللهم صل على محمد وآل محمد

      تعليق

      • ابن الشاعر
        • May 2010
        • 2421

        #4

        بارك الله فيك واثابك بثوابه
        اخوك ابن الشاعر

        </b></i>



        تعليق

        يعمل...
        X