المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإمامة : بين النّص والشورة وحُكم الرّافضة .!!!


أبو مرتضى عليّ
28-11-2008, 09:53 PM
بسم الله الرحمان الرّحيم والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء المرسلين وآله الأطهار المنتجبين ..

السلام عليكم ورحمته تعالى وبركاته ..

الإمامة : بين النّص والشورى .. وحكم الرافضة .

إنّ النصوص الواردة في حقّ إمامة الإمام عليّ – عليه السلام – من بعد رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلّم - . أيقنت بها الصحابة قبل نشأة المدرسة الشيعيّة ، وعلى رأسهم الإمام علي "ع" ، يقينا لايسمح أن يتسرّب إليه مدلول الشكّ .. ممّا دفع عليّا "ع" أن يردَّ بدهشةٍ على من دعاه إلى التعجيل بعقد البيعة لهُ بعد وفاة الحبيب المصطفى "ص" قائلا ": ومن يطلبُ هذا الأمر غيرنا ..؟:" [1] هذا إستفسار من كان موقنا بحتميّة النّص . لكن تسارع الأحداث .. وبين هَجْــرِ رسول الله "ص" ..؟ والرزيّة ، وحتى مهزلة السقيفة .؟ والسطو على بيت الزهراء – عليها السّلام - .. تلك المخازي وغيرها لم تترك لشيء من تلك النصوص موقعا يُرتجى . في حين كان الواجب الشرعيّ المقدّس يُحتّمُ عليهم التعبّد بالنّصوص الشريفة الثابتة والمتواترة عنه "ص" ، بدلا من إفراطهم في إتّباع أهوائهم وتأويلاتهم وإجتهاداتهم .. حتّى أصبح إعتقادهم في قدسيّة الرجال أعظم من قدسيّة النّص ..؟ فأدانوا التاريخ لتحطئته كثير منَ الصحابة ، وذهبوا إلى التأويل بمجرّد الأهواء والتعصّب الأعمى .. ثمّ عزفوا على وقع الإجتهاد في مقابل النّص ، فأجازوا لأوليائهم الخطأ وأثابوهم في ذلك الأجر .. بغيا من عند أنفسهم وبهتانا . ولم يبقى بين المتمسّك بالشريعة والثابت عنها إلاّ فرق الأجر ..؟ فالذي قاتل الشريعة له نصف اجر الذي قاتل دونها ..؟ [2] : قاتلهم الله كيف يحكمون ..
إلاّ أنّ الروافض كانوا يرون في الإمامة قضيّة شرعيّة ، تولّى الله بذاته القدسيّة أمرها . فنصب ومنذ بدء الخليقة لعباده أئمة يهدون سُبُلَ الرشاد والسعادة الأبدية ..": وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا ./: .. : إنّي جاعلك للنّاس إماما ..: إنّا جعلناك خليفة في الأرض ، فاحكم بين الناس بالعدل ..:" ثمّ أمرَ – تعالى شأنه – عبيده بالطاعة المطلق لمن إصفى وأجتبى ..": وما أرسلنا من رسول إلاّ ليُطاع بإذن الله .:" ..: وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ..:" هذا من حكم الله ومشيئته .. فهم أئمة ، سواء أجمع الناس على طاعتهم والتسليم لهم ، أو أجمعوا على مخالفتهم ومعاداتهم .. كما لا يغيّر واقع الأنبياء "ع" الذين أجمع أقوامهم على تكذيبهم وقتلهم أوإقصائهم ..
وحتّى نأكّد صحّة ما ندّعيه ونعتقده ، أكتفي بدليل واحد فيه الخير كلّه ، والسبيل إلى مرضاة الله تعالى .
وهو حديث الولاية الكبرى أو حديث الثقلين ..أو الغدير ، وذلك من قول الحبيب المصطفى – صلى الله عليه وآله وسلّم – ": كأنّي دُعيت فأجبت ، وإنّي تارك فيكم الثقلين ، إحداهما أكبر من الآخر : كتاب الله وعترة أهل بيتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما .. فإنهما لن يفترق حتّى يردا عليَّ الحوض .../: ثمّ قال "ص" ": إنّ الله مولاي ، وأنا وليّ كلّ مؤمن .:" ثمّ أخذ بيد عليّ "ع" فقال ": من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه ، اللهمَّ وال من والاه ، وعاد من عاداه ..:" [3]
ولم يعش رسول الله "ص" بعد ذلك البيان الخالد إلاّ نحو ثمانين يوما ، ومنذ ذلك اليوم أصبح مفترق الطرق بين المسلمين وحتّى اليوم .. رغم ما علمه الصحابة وأدركوه من النصوص الصريح في خلافة عليّ"ع" مباشرة ، وهذا كلام لا يختلف في فهمه عاميّ ولا بليغ .. وما جاؤوا بالتأويل السخيف والإرتياب والتعطيل إلاّ تقديسا لرجال كرهوا ما أمر به الله ورسوله "ص" ، ومرضاة لقريش وعمر وأذناب السقيفة .. حتّى جاء من بعدهم قوم أضاعوا الأمانة ، واستطابوا البدعة والخيانة .. فعطّلوا النصوص المحمّديّة الجليّة ، وابتغوها عوجا ، وهذا شيخ الإسلام عندهم إبن تيميّة يقول ": إنّ الحديث لم يأمر إلاّ بإتباع الكتاب ، ولم يأمر بإتّباع العترة ..؟ ولكن قال أذكركم الله في أهل بيتي ..:" [4] وهكذا نسج شيخ الضلالة على منوال مولاه عمر بن الخطاب .. حين صدّى رسول الله عن كتابة وصيّته المقدّسة بدعوة ضلالة : أنّ رسول الله يَهجر .. حسبكم كتاب الله ..؟ وهكذا كان لهذا التهافت البغيض مقلّدون من الرعاع والبسطاء وأشباء العلماء ، وإلاّ هل فيهم من مُسائل الشيخ : على الثقل الثاني ..؟ والنبيّ يقول الثقلين .. وفي موقع آخر خليفتين.؟ ومن هاذان اللذان لن يفترقا حتّى يردا على المصطفى "ص" الحوض ..؟ - .. كتاب الله وعترة رسوله "ص" : إنهما المحوران اللذان سيدور حولهما مصير السعادة والنجاة للأمّة المحمّديّة غدا بعد وفاته "ص" - .
كذاك فعلوا بالقسم الثاني من الخطبة الشريفة ، ومن قوله "ص" : من كنت مولاه فهذا علي مولاه ... حين رأوا أنّ الإقرار بدلالته على الولاية العامة يفضي إلى إدانة أوليائهم من أركان السقيفة ومن ناصرهم من الأذناب والإنتهازيين .. ذهبوا عندها إلى غايات الغي والتضليل وادعوا أنّ معنى الحديث : يا معشر المؤمنين ، إنكم تحبّونني أكثر من أنفسكم ، فمن يُحبّني يُحبُّ عليّا ، اللهمّ أحبّ من أحبّه ، وعاد من عاداه .. ؟؟ [5]
وحين رأوا أنّ جماعة من الصحابة أعلنوا الحرب ضدّ الإمام عليّ "ع" ، ولا يُمكن التستّر عليهم بعد أن فضحهم التاريخ كطلحة والزبير وعائشة .. كما أسس آخرون سياساتهم على بغضه ولعنه والتبرئ منه .. كابن هند معاوية اللعين ، وابن النابغة عمر بن العاص ، والمغيرة الزاني ، ومروان الفاسق ، وعبد الله بن الزبير الناصبي .. ذهبوا إلى حقّ هؤلاء في الإجتهاد مقابل النّص .. والتمسوا لهم الأعذار عن نكثهم وفسقهم .. بل وهبوهم على ذلك أجرا واحدا لأجل إجتهادهم ..؟ [6] وكان الأجدر بهم أن يتمسّكوا بالنصوص الشريفة ، ويٌوقّروا السنّة المقدّسة . بدلا من إفراطهم في إتباع أهل الضلالة من الأسلاف ، وأخذ أفعالهم وأقوالهم ، كأمر واقع ، ومناصرته .. دون تدبّر أو تمييز هديا بسنن الأوّلين .
وممّا يزيد في ظهور هذا النّص ، نصوص أخرى أذكرها إجمالا كي يتدبّر فيها من شاء أن يُلقي السمع وهو بصير ..:
---- قوله "ص" : إنّ عليّا منّي وأنا منه ، وهو وليّ كلّ مؤمن بعــــــــــــــــدي ..:" [7]
---- قوله "ص" في عليّ "ع" : إنّه منّي وأنا منه ، وهو وليكم بعــــــــــــــدي ..:" [8]
---- قوله "ص" لعليّ "ع" ": أنت ولييّ في كلّ مؤمن بعدــــــــــــــــــي ..[
..[9] أو أنت وليّ كلّ مؤمن بعــــــــدي ومؤمنة ..:" [10]
ولتعلم شدّةَ عداوتهم ونصبهم في حقّ أمير المؤمنين – عليه لسلام - ، تراهم يقفون أمام هذه النّصوص الجليّة ، والبراهين السنيَّة شاهرين سيوف التشكيك تارة ، وتكذيب أخرى .. فقالوا إسناد صحيح لهذه الأحاديث ، مع نكارة من متنها ..؟ لشذوذ كلمة " بعـــــــــــــدي .."؟ .. ويرموا بذلك الشذوذ شيعيّا ورد في السند ، وإن لم يكن موجودا أوجدوه .. مع العلم أن النص رقم 9 رواه أحمد في مسنده برجاله الثقات ، وليس من بينهم من يتّهم بالتشيع .. كما إتّفق على صحّته الحاكم والذهبي والألباني ..[11]
ولكن سوّلت لهم أنفسهم أمورا منكرة ، فصبرٌ جميل ، والله المستعان عمّا يقولون ويخطّون .. وهم يدّعون.
وأكتفي بهذا .. مع اليقين بصحّة هذه الأحاديث والتي لا يمكن أن تفسّر بحسب ظواهرها ، أو ما يراه النّواصب .. فيُدان عندها تّاريخهم ، وما أسسّوا منه وله ..

والسلام في البدء والختام ممن سيبقى على العهد مقيما
أبو مرتضى عليّ





الفهـــــــــــــــــــرس

- 1 – إبن قتيبة في الإمامة والسياسة ص 12 .
- 2 – الفصل في الملل والنحل ج 4 ص 163 والبداية والنهاية ج7 ص 290 ..
- 3 – أخرج ألإمام أحمد حديث الغدير من 19 طريقا ، وصاحب البداية والنهاية من 20 طريقا ، ورواه غيرهم بأسانيد صحاح ، كالترمذي وابن ماجة والنسائي وابن أبي شيبة والحاكم .. كما نصّ الذهبي على تواتره .. وقد ألف في ذلك مائات الكتب والموسوعات ..
- 4 -- ابن تيمية في منهاج السنّة ج 4 ص 85 ..
- 5 -- الآلوسي في تفسير روح المعاني ج 6 ص 195 وما بعدها ..
- 6 -- الفصل في في الملل والنحل ج 4 ص 164 و البداية والنهاية ج7 ص 290 ..
- 7-- مسند أحمد ج4 ص 437 و سنن الترمذي ج 5 ص / 3712 وفي خصائص النسائي ..
- 8 -- " " ج 5 ص 356 ..
9 – مسند أحمد ج 1 ص 331 ..
- 10- أحمد في مسنده " "
- 11- المستدرك ج3 ص 133 وتلخيص الذهبي في ذات الصفحة و كتاب السنّة لأبي عاصم – يتخريج الألباني - : 552 ...

خادم الباقرع
28-11-2008, 09:57 PM
بارك الله فيك اخي الكريم

تراب البقيع
29-11-2008, 12:25 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
ولعنة الابديه على اعدائهم الى يوم الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي ابو مرتضى علي احسنت جعله الله في ميزان حسناتك
ان شاء الله .
لعنة الله عبلا القوم الضالمين
موفقين للخير
اخوك تراب البقيع
http://www.al3lwih.net/up//uploads/images/al3lwih.com-55d81067e3.gif (http://www.al3lwih.net/up//uploads/images/al3lwih.com-55d81067e3.gif)
دمتم بحب الزهراء عليهاالسلام

محـب الحسين
29-11-2008, 12:55 AM
احسنت اخي الكريم
موضوع رائع

ابوجعفرالديواني
29-11-2008, 06:49 PM
بارك الله بك اخي
ووفقك لكل خير وصلاح

أبو مرتضى عليّ
30-11-2008, 05:48 PM
موفقين أحبّتي على هذا التواصل والتكريم .. مع خاص الدعاء بالموفقية .
والسلام في البدء والختام
أبو مرتضى عليّ