تويت
كثيرةٌ هي الآيات التي ذُكر فيها بنو إسرائيل، بحديث عنهم بصيغة الغائب أحياناً، وبخطاب لهم مصدّر بحرف النداء (يا) أحياناً أخرى.
فمن الأول قوله تعالى: {سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُم مِّنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ وَمَن يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللّهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُ فَإِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [البقرة:211]، وقوله: {وَلَقَدْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً} [المائدة:12].
ومن الثاني قوله تعالى: {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُواْ بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ} [البقرة:40]، وقوله: {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ} [البقرة:47]، وقوله تعالى: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ} [المائدة:78].
وغيرها كثير...
السؤال: لماذا قال الله تعالى: (يا بني إسرائيل)، ولم يقل: يا بني يعقوب؟
إذا عدنا إلى معنى (إسرائيل)، نجد أنه "بـمعنى عبد الله وصفوته من خـلقه، وإيـل هو الله، وإسرا: هو العبد"، وإذا استحضرنا هذا المعنى أثناء قراءتنا للآيات التي ورد فيها ذكر بني إسرائيل، نجد أن بني إسرائيل قد اشتهروا بمخالفة أوامر الله سبحانه وتعالى، وبأعمالهم السيئة، وكان حديث القرآن الكريم عنهم بذكر فظائعهم، أو بتذكيرهم بالنعم التي حباهم الله بها، وما تستوجبه من شكر له عز وجل.
فناسب هذا أن يذكّرهم الله تبارك وتعالى بانتمائهم لأبيهم يعقوب، وآثر التعبير عنه باسم (إسرائيل)، لما يحمله هذا الاسم من معنى الاصطفاء والعبودية، فهم ينتسبون إلى نبي اصطفاه الله، خاشع متعبد، وهذا توبيخ لهم لخروجهم عن طريق عبادة أبيهم الذي ينتسبون إليه، ومن ناحية أخرى فيه حضٌّ لهم لترك ما هم عليه، وإصلاح أنفسهم.
قال الألوسي:
"وأضاف سبحانه هؤلاء المخاطبين إلى هذا اللقب ـ تأكيداً لتحريكهم إلى طاعته ـ فإن في ـ إسرائيل ـ ما ليس في اسم الكريم ـ يعقوب ـ وقولك: يا ابن الصالح أطع الله تعالى، أحث للمأمور من قولك: يا ابن زيدـ مثلاً ـ أطع، لأن الطبائع تميل إلى اقتفاء أثر الآباء ـ وإن لم يكن محموداً ـ فكيف إذا كان؟ ويستعمل مثل هذا في مقام الترغيب والترهيب ـ بناء على أن الحسنة في نفسها حسنة ـ وهي من بيت النبوّة أحسن ـ والسيئة في نفسها سيئة ـ وهي من بيت النبوّة أسوأ".أ.هـ.
ويذكرني هذا بقوله تعالى في سورة الإسراء: (ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً)، ففيه إثارة لعزائمهم نحو الإيمان والعمل الصالح، وتنبيههم إلى نعمه ـ سبحانه ـ عليهم، حيث جعلهم من ذرية أولئك الصالحين الذين آمنوا بنوح عليه السلام، وحضهم بالسير على مناهجهم في الإيمان والعمل، فإن شأن الأبناء أن يقتدوا بآبائهم في التقوى والصلاح.
ومن الآيات التي ذكر فيها اسم (إسرائيل) بدل يعقوب، قوله تعالى: {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً } [مريم:58].
في هذه الآية بيان لفضل الله عز وجل على أنبيائه الذين اجتبى واصطفى، فخصّهم بالنبوة، فناسب مقام التفضيل والإنعام وتذكير الله لهم بالاصطفاء أن يذكر الاسم الدال على هذا.
كذلك قوله تعالى: {كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِـلاًّ لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُواْ بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} [آل عمران:93].
السياق سياق بيان خشية سيدنا يعقوب ـ عليه السلام ـ وتحريمه على نفسه بعض الأشياء تقرباً إلى الله، وزهداً في متاع الدنيا ، وناسب هذا أن يُذكر باسمه الدالِّ على عبوديته.
منقول
فمن الأول قوله تعالى: {سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُم مِّنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ وَمَن يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللّهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُ فَإِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [البقرة:211]، وقوله: {وَلَقَدْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً} [المائدة:12].
ومن الثاني قوله تعالى: {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُواْ بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ} [البقرة:40]، وقوله: {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ} [البقرة:47]، وقوله تعالى: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ} [المائدة:78].
وغيرها كثير...
السؤال: لماذا قال الله تعالى: (يا بني إسرائيل)، ولم يقل: يا بني يعقوب؟
إذا عدنا إلى معنى (إسرائيل)، نجد أنه "بـمعنى عبد الله وصفوته من خـلقه، وإيـل هو الله، وإسرا: هو العبد"، وإذا استحضرنا هذا المعنى أثناء قراءتنا للآيات التي ورد فيها ذكر بني إسرائيل، نجد أن بني إسرائيل قد اشتهروا بمخالفة أوامر الله سبحانه وتعالى، وبأعمالهم السيئة، وكان حديث القرآن الكريم عنهم بذكر فظائعهم، أو بتذكيرهم بالنعم التي حباهم الله بها، وما تستوجبه من شكر له عز وجل.
فناسب هذا أن يذكّرهم الله تبارك وتعالى بانتمائهم لأبيهم يعقوب، وآثر التعبير عنه باسم (إسرائيل)، لما يحمله هذا الاسم من معنى الاصطفاء والعبودية، فهم ينتسبون إلى نبي اصطفاه الله، خاشع متعبد، وهذا توبيخ لهم لخروجهم عن طريق عبادة أبيهم الذي ينتسبون إليه، ومن ناحية أخرى فيه حضٌّ لهم لترك ما هم عليه، وإصلاح أنفسهم.
قال الألوسي:
"وأضاف سبحانه هؤلاء المخاطبين إلى هذا اللقب ـ تأكيداً لتحريكهم إلى طاعته ـ فإن في ـ إسرائيل ـ ما ليس في اسم الكريم ـ يعقوب ـ وقولك: يا ابن الصالح أطع الله تعالى، أحث للمأمور من قولك: يا ابن زيدـ مثلاً ـ أطع، لأن الطبائع تميل إلى اقتفاء أثر الآباء ـ وإن لم يكن محموداً ـ فكيف إذا كان؟ ويستعمل مثل هذا في مقام الترغيب والترهيب ـ بناء على أن الحسنة في نفسها حسنة ـ وهي من بيت النبوّة أحسن ـ والسيئة في نفسها سيئة ـ وهي من بيت النبوّة أسوأ".أ.هـ.
ويذكرني هذا بقوله تعالى في سورة الإسراء: (ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً)، ففيه إثارة لعزائمهم نحو الإيمان والعمل الصالح، وتنبيههم إلى نعمه ـ سبحانه ـ عليهم، حيث جعلهم من ذرية أولئك الصالحين الذين آمنوا بنوح عليه السلام، وحضهم بالسير على مناهجهم في الإيمان والعمل، فإن شأن الأبناء أن يقتدوا بآبائهم في التقوى والصلاح.
ومن الآيات التي ذكر فيها اسم (إسرائيل) بدل يعقوب، قوله تعالى: {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً } [مريم:58].
في هذه الآية بيان لفضل الله عز وجل على أنبيائه الذين اجتبى واصطفى، فخصّهم بالنبوة، فناسب مقام التفضيل والإنعام وتذكير الله لهم بالاصطفاء أن يذكر الاسم الدال على هذا.
كذلك قوله تعالى: {كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِـلاًّ لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُواْ بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} [آل عمران:93].
السياق سياق بيان خشية سيدنا يعقوب ـ عليه السلام ـ وتحريمه على نفسه بعض الأشياء تقرباً إلى الله، وزهداً في متاع الدنيا ، وناسب هذا أن يُذكر باسمه الدالِّ على عبوديته.
منقول
تعليق