بسم الله الرحمن الرحيم
نعترض نحنُ أهلُ السُنة على ما تعتقدونَهُ من إن علومَ أئمتِكُم مقتَبَسة عن النبيّ [صلى الله عليه وآله] فقط وأنها علومٌ لدُنية حسب دعواكم بما وَرَدَ في بعض الأخبار عندكم في حقِ بعضِ أئمتكم من إنهُم في حال الصغر والطفولة كانوا يذهبون إلى الكتاتيب ، ومن ذلك قِصة جابر المعروفة عندكم من إنهُ لما رأى الباقر في الَكتَّاب معَ جماعَةٍ من الأولاد المجتمعين لتعلم الكتابة أقبَلَ إليهِ وقَبَّلَ رأسَهُ وأقرأهُ السلام من النبي [صلى الله عليه وآله] بالإضافة إلى غيرِ ذلك من الرواياتِ عندكم . ما هو جوابكم على هذا الاعتراض؟ والسلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاتُهُ .
الكاتب : سماحة العلامة المحقق السيد جعفر مرتضى العاملي دامت بركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله ، والصلاة والسلام على محمد وآله . .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . .
وبعد . .
إننا لا نريد أن نورد لك الأحاديث الكثيرة المتواترة حول علومهم [صلوات الله وسلامه عليهم] ، ولكننا نقول :
إن معرفة الأئمة بالعلوم هي على حد معرفة يحيى وعيسى [صلوات الله وسلامه عليهما] . . وقد قال الله سبحانه عن يحيى [عليه السلام] : ﴿ ... وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا ﴾ .
وحينما ولدت مريم عيسى [عليه السلام] ، وأتت به قومها تحمله ، وسألوها عنه ، واتهموها ، قال الله تعالى : ﴿ فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا * قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا ﴾ .
كما أن آصف بن برخيا ، الذي كان عنده علم من الكتاب ، وأتى بعرش بلقيس من اليمن إلى بيت المقدس بواسطة ذلك العلم ، لم يتعلم ذلك العلم من الكتاتيب ، ولا من الناس العاديين الذين عاشوا في عصره ، وإلا لكان الذين علموه أيضاً قادرين على أن يأتوا بعرش بلقيس . .
وقد علم رسول الله [صلى الله عليه وآله] ، علياً [عليه السلام] ، ألف باب من العلم ، يُفتح له من كل باب ألف باب ، كما ورد في الأثر عنه [عليه السلام] .
وقد روى أهل السنة : أن عمر كان محدَّثاً ، « أي كان له ملك يأتيه فيحدثه » .
ورووا أيضاً : أن سلمان كان محدَّثاً . فلماذا لا يكون الإمام [عليه السلام] محدثاً أيضاً؟! . .
وأما رواية ذهاب الإمام [عليه السلام] ، إلى الكَتَّاب « أي المدرسة » فلماذا لا يكون داخلاً في دائرة سياسات الأئمة لإبعاد مضايقات الحكام لهم . وتعمية الأمور عليهم ، وحرمانهم من فرصة التعرف على الإمام الذي يقوم بالأمر بعد موت الإمام الحاضر .
ويؤكد هذا المعنى : أن حديث : الأئمة ، أو الخلفاء ، أو الأمراء بعدي اثنا عشر كلهم من قريش . أو يكون بعدي اثنا عشر أميراً أو خليفة كلهم من قريش إن هذا الحديث ثابت عن رسول الله [صلى الله عليه وآله] . . وقد رواه أهل السنة في صحاحهم ومسانيدهم ، وعلى رأسها صحيحي البخاري ومسلم ، وغيرهما ، ورواه أحمد بن حنبل في مسنده ، وغيره .
وقد قال رسول الله [صلى الله عليه وآله] ، ذلك في موسم الحج في منى أو في عرفات أو في كليهما على رؤوس الأشهاد . فراجع كتابنا : « الغدير والمعارضون » . .
فكان الحكام يرصدون ما يمكن أن يكون منطبق هذا الحديث ، ويتعاملون معه بسياسة ظهرت عناوينها العامة في كربلاء في يوم العاشر من المحرم . وقبل ذلك فيما فعلوه بالإمام الحسن بن علي [عليهما السلام] حين دسوا له السم على يد زوجته . .
وقد رأينا المنصور يسعى لتسديد الضربة القاصمة في من يوصي له الإمام الصادق [عليه السلام] ، فكان أن طلب من عامله أن ينظر من يوصي إليه الإمام [عليه السلام] ، فيقدمه فيضرب عنقه .
قال : فرجع الجواب إليه : إنه قد أوصى إلى خمسة أحدهم أبو جعفر المنصور ، ومحمد بن سليمان ، وعبد الله وموسى ابني جعفر وحميدة .
فقال المنصور : ليس إلى قتل هؤلاء سبيل .
ثم إن الإمام [عليه السلام] قد يضطر لأن يروي عن غيره حين يكون ذلك أدعى لقبول حديثه عن رسول الله [صلى الله عليه وآله] ، ولذلك نجدهم [عليهم السلام] يضطرون لذكر سلسلة سندهم لرسول الله [صلى الله عليه وآله] ، لأن أهل السنة ينظرون إليهم على أنهم رواة . فلا يأخذون بأقوالهم إذا لم ترو لهم عن رسول الله [صلى الله عليه وآله] .
وكان الأئمة [عليهم السلام] ، حين ترد عليهم المسائل كثيراً ما يرجعون الناس في مسائلهم الصعبة إلى أبنائهم في حال صغرهم ليظهروا مزيتهم على غيرهم ، في أن الله قد اختصهم بعلوم ليست عند غيرهم .
والحمد لله ، أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً .
نعترض نحنُ أهلُ السُنة على ما تعتقدونَهُ من إن علومَ أئمتِكُم مقتَبَسة عن النبيّ [صلى الله عليه وآله] فقط وأنها علومٌ لدُنية حسب دعواكم بما وَرَدَ في بعض الأخبار عندكم في حقِ بعضِ أئمتكم من إنهُم في حال الصغر والطفولة كانوا يذهبون إلى الكتاتيب ، ومن ذلك قِصة جابر المعروفة عندكم من إنهُ لما رأى الباقر في الَكتَّاب معَ جماعَةٍ من الأولاد المجتمعين لتعلم الكتابة أقبَلَ إليهِ وقَبَّلَ رأسَهُ وأقرأهُ السلام من النبي [صلى الله عليه وآله] بالإضافة إلى غيرِ ذلك من الرواياتِ عندكم . ما هو جوابكم على هذا الاعتراض؟ والسلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاتُهُ .
الكاتب : سماحة العلامة المحقق السيد جعفر مرتضى العاملي دامت بركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله ، والصلاة والسلام على محمد وآله . .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . .
وبعد . .
إننا لا نريد أن نورد لك الأحاديث الكثيرة المتواترة حول علومهم [صلوات الله وسلامه عليهم] ، ولكننا نقول :
إن معرفة الأئمة بالعلوم هي على حد معرفة يحيى وعيسى [صلوات الله وسلامه عليهما] . . وقد قال الله سبحانه عن يحيى [عليه السلام] : ﴿ ... وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا ﴾ .
وحينما ولدت مريم عيسى [عليه السلام] ، وأتت به قومها تحمله ، وسألوها عنه ، واتهموها ، قال الله تعالى : ﴿ فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا * قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا ﴾ .
كما أن آصف بن برخيا ، الذي كان عنده علم من الكتاب ، وأتى بعرش بلقيس من اليمن إلى بيت المقدس بواسطة ذلك العلم ، لم يتعلم ذلك العلم من الكتاتيب ، ولا من الناس العاديين الذين عاشوا في عصره ، وإلا لكان الذين علموه أيضاً قادرين على أن يأتوا بعرش بلقيس . .
وقد علم رسول الله [صلى الله عليه وآله] ، علياً [عليه السلام] ، ألف باب من العلم ، يُفتح له من كل باب ألف باب ، كما ورد في الأثر عنه [عليه السلام] .
وقد روى أهل السنة : أن عمر كان محدَّثاً ، « أي كان له ملك يأتيه فيحدثه » .
ورووا أيضاً : أن سلمان كان محدَّثاً . فلماذا لا يكون الإمام [عليه السلام] محدثاً أيضاً؟! . .
وأما رواية ذهاب الإمام [عليه السلام] ، إلى الكَتَّاب « أي المدرسة » فلماذا لا يكون داخلاً في دائرة سياسات الأئمة لإبعاد مضايقات الحكام لهم . وتعمية الأمور عليهم ، وحرمانهم من فرصة التعرف على الإمام الذي يقوم بالأمر بعد موت الإمام الحاضر .
ويؤكد هذا المعنى : أن حديث : الأئمة ، أو الخلفاء ، أو الأمراء بعدي اثنا عشر كلهم من قريش . أو يكون بعدي اثنا عشر أميراً أو خليفة كلهم من قريش إن هذا الحديث ثابت عن رسول الله [صلى الله عليه وآله] . . وقد رواه أهل السنة في صحاحهم ومسانيدهم ، وعلى رأسها صحيحي البخاري ومسلم ، وغيرهما ، ورواه أحمد بن حنبل في مسنده ، وغيره .
وقد قال رسول الله [صلى الله عليه وآله] ، ذلك في موسم الحج في منى أو في عرفات أو في كليهما على رؤوس الأشهاد . فراجع كتابنا : « الغدير والمعارضون » . .
فكان الحكام يرصدون ما يمكن أن يكون منطبق هذا الحديث ، ويتعاملون معه بسياسة ظهرت عناوينها العامة في كربلاء في يوم العاشر من المحرم . وقبل ذلك فيما فعلوه بالإمام الحسن بن علي [عليهما السلام] حين دسوا له السم على يد زوجته . .
وقد رأينا المنصور يسعى لتسديد الضربة القاصمة في من يوصي له الإمام الصادق [عليه السلام] ، فكان أن طلب من عامله أن ينظر من يوصي إليه الإمام [عليه السلام] ، فيقدمه فيضرب عنقه .
قال : فرجع الجواب إليه : إنه قد أوصى إلى خمسة أحدهم أبو جعفر المنصور ، ومحمد بن سليمان ، وعبد الله وموسى ابني جعفر وحميدة .
فقال المنصور : ليس إلى قتل هؤلاء سبيل .
ثم إن الإمام [عليه السلام] قد يضطر لأن يروي عن غيره حين يكون ذلك أدعى لقبول حديثه عن رسول الله [صلى الله عليه وآله] ، ولذلك نجدهم [عليهم السلام] يضطرون لذكر سلسلة سندهم لرسول الله [صلى الله عليه وآله] ، لأن أهل السنة ينظرون إليهم على أنهم رواة . فلا يأخذون بأقوالهم إذا لم ترو لهم عن رسول الله [صلى الله عليه وآله] .
وكان الأئمة [عليهم السلام] ، حين ترد عليهم المسائل كثيراً ما يرجعون الناس في مسائلهم الصعبة إلى أبنائهم في حال صغرهم ليظهروا مزيتهم على غيرهم ، في أن الله قد اختصهم بعلوم ليست عند غيرهم .
والحمد لله ، أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً .
تعليق