نور القرآن سلامة للأرواح والأبدان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عاشقة النور
    • Jan 2009
    • 8942

    نور القرآن سلامة للأرواح والأبدان

    سلامة الجسد والروح:
    من أجل سلامة الجسد تجب مراعاة أمور منها استئصال الزوائد التي تكون مع الجنين في الرحم وترافقه وتنحصر فائدتها بالمدة التي يكون فيها الجنين في الرحم وبعد خروجه يصبح بقاؤها ضرراً, مثل ذلك: ( السَلى ) أي الجلد الرقيق الذي يغلف جسد الجنين والصرّة والزائدة اللحمية التي يجب استئصالها بالختان فإن عدم استئصال هذه الأجزاء يهدد سلامة الجسم.
    كذلك النفس الإنسانية أول تكوينها وتعلقها بالجسد, ترافقها بعض الصفات لبعض الحِكم, أو تعطى للإنسان بعض الصفات لاستعمالها في موارد خاصة تعود على الإنسان بالنفع أي تلك الموارد التي يحددها العقل والشرع ومثل ذلك الجهل, الحرص, البخل, الظلم, العجلة, المجادلة, وأمثال هذه, وقد أشير في القرآن الكريم إلى كل هذه الصفات التي رافقت الإنسان من الأول:
    قال تعالى: " إنه كان ظلوماً جهولاً ". الأحزاب 72.
    وقال تعالى: " ومن يوقَ شحّ نفسه فأولئك هم المفلحون ". الحشر 9.
    وقال تعالى: " خلق الإنسان من عجل ". الأنبياء 37.
    وقال تعالى: " وكان الإنسان أكثر شيء جدلاً ". الكهف 54.
    وقد وصف الإنسان في القرآن الكريم بأوصاف رذيلة مثل: كفور, جزوع, عجول, وأوضح القرآن الكريم أن الكافر أصم أعمى أخرس أسوأ من الحيوانات إلى غير ذلك من أنواع الأمراض الروحية التي ذكرت في القرآن الكريم, وتأتي طرق معالجتها في هذا الكتاب بالتفصيل.
    ويجب أن نعلم إجمالاً أن كل واحدة من هذه الصفات يجب الإقتصار في الإستفادة منها على الموارد التي أباحها العقل والشرع بالكمية المحددة من قِبلهما وفيما عدا ذلك تجب مجاهدة النفس والإمتناع عنها مثلاً صفة البخل بالنسبة للمال, من الموارد التي نهى الشرع المقدس عن صرف المال فيها يجب أن يكون الإنسان بخيلاً به بحيث لا يسمح بصرف ولو درهم واحد من ماله في الحرام وفي غير محله.
    وبالنسبة للوقت يجب أن يكون الإنسان بخيلاً في وقته بحيث لا يصرف آن واحد منه في الحرام حتى يصل إلى حيث لا يصرف آناً واحداً ولحظة واحدة من وقته هدراً.
    إذن صفة البخل موجودة في قرارة نفس الإنسان حتى لا يصرف ماله ووقته في غير مرضاة الله ويبخل بهما عن الموارد التي تسخطه سبحانه, ويسخو بهما ويصرفهما في طريق مرضاته عزّ اسمه.أعطوك الفأس لكي تحتطب ولم يعطوك الفأس لتضرب به هام الناس .
    =============================
    حفظ البدن من الأوساخ:
    من الأمور التي لا بد من رعايتها لسلامة البدن إزالة أدران الجسم وما زاد من الأظافر والشعر, توضيح ذلك أن الغذاء الذي يتناوله الإنسان يتحول القسم المفيد منه إلى جزء من البدن والزائد منه يدفعه الجسم بصورة فضلات أو عرق أو زيادة أظافر وشعر وأدران تعلق بالجسم وتغطي الجلد وتؤثر على طريق تنفس الجسد, ويجب أن يتخلص الإنسان من هذه الزوائد مرة في الأسبوع على الأقل بالدخول إلى الحمام واستئصال الزوائد المذكورة وإلا فإن سلامة جسده مهددة بالخطر.
    كذلك يجب لسلامة الجسد الحفاظ على نظافة الثوب والمسكن والهواء والغذاء من أنواع التلوثات.
    ============================
    النفس أيضاً يجب حفظها من الأوساخ:
    من أجل حفظ سلامة النفس يجب أيضاً اجتناب الأشياء التي تسبب المرض النفسي مثل مرض الغفلة والقسوة, وللحيلولة دون حدوث هذه الأمراض يجب التداوي بالأدوية التي ذكّّر بها القرآن المجيد.
    مثلاً: الأشخاص الذين يبتلون بتدبير البدن وتأمين وسائل الراحة له فيضطرون إثر ذلك للإنشغال بالأمور المادية, ويغفلون نتيجة لذلك شاؤوا أم أبوا عن ذكر الله والآخرة يعني حياتهم الأبدية, أللهم إلا " رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة ". النور 37.
    طبعاً هؤلاء قلة وأكثر الناس يبتلون بمرض الغفلة والقساوة من جراء مثل هذه الإنشغالات الدنيوية, هؤلاء لا علاج لمرضهم إلا الأدوية التي ذكّر بها القرآن والتي أهمها الصلوات الخمس. قال تعالى: " وأقم الصلاة لذكري ". طه 14.
    ===================================
    تعاليم القرآن علاج للأمراض:
    يجب أن يسعى الإنسان حتى لا تكون الأشياء التي يراها بعينه أو يسمعها بأذنه وهكذا سائر الأعضاء مضرة له وتحديد كون هذا الشيء أو ذاك مضراً هو من اختصاص العقل السليم والشرع المقدس.
    وبشكل عام فإن كل الأشياء التي جاء بيانها في شرع الإسلام من التعاليم التي يجب العمل بها أو تلك التي يجب الإجتناب عنها, كلها تهدف إلى تقدم النفس في الكمالات الإنسانية.
    وباختصار إن الدين الإلهي جاء لإصلاح الأنفس وسلامة القلوب وبذلك تتحقق سعادة الإنسان المادية والروحية ويصل إلى السعادة المطلقة في العالمَين.
    ====================================
    معالجة النفس ليست من اختصاص الإنسان المادي:
    أمراض الجسد يستطيع الإنسان إدراكها وفهمها بحواسه ويستطيع عن طريق السعي والتجربة فهم أدويتها التي أودعها الله سبحانه في عالم المادة.
    أما الأمراض النفسية فلأن أصل النفس هي من عالم الغيب وما وراء الطبيعة والمادة, ولأن أمراضها ليست مادية أيضاً فلا يستطيع البشر العادي فهمها أو اكتشاف أدويتها, والإحاطة التامة بالمؤسسة النفسانية المعقدة ليست في وسع البشر, ولا يستطيع الإحاطة بها إلا صانعها وهو الله العالم بالظاهر والباطن, وأما الناس فلا علم لهم بهذا أبداً.
    ولقد اختار الله سبحانه جمعاً من أفراد البشر وأطلعهم على هذه الأسرار وجعلهم أطباء روحيين لإرشاد الناس وجعل سيدهم خاتم الأنبياء محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم ومنّ على البشر ببعثته. قال تعالى: " لقد منّ الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ". آل عمران 164.
    إن المراد من التزكية طهارة القلوب من أنواع الأدران النفسية التي ستذكر في هذا الكتاب, ويعلم جيداً من هذه الآية الشريفة أن الهدف من بعثة الأنبياء إضاءة القلوب بنور العلم والتطهير من أنواع الأوساخ واكتساب الملكات الإنسانية الفاضلة كما ذكر هو صلى الله عليه وآله وسلم: " بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ".
    ================================
    القرآن يهب الحياة:
    وقد أرسل الله سبحانه مع هذا النبي العظيم كتاباً تعاليمه الطبية الروحية تهب الحياة للنفوس وتحيي القلوب.
    يقول تعالى: " يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم ". الأنفال 24.
    ويقول أيضاً: " أومن كان ميتاً فأحييناه ". الأنعام 122.
    ويقول سبحانه: " من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينّه حياة طيبة ". النحل 97.
    والخلاصة أن القلوب التي تموت بسبب الكفر والنفاق فإنها بواسطة البراهين القاطعة والأدلة الواضحة التي يتضمنها القرآن الكريم تحصل على الإيمان الذي هو الحياة الحقيقية, فالقرآن إذن شفاء للأمراض الداخلية. " وشفاء لما في الصدور ". يونس 57.
    كما يقول تعالى: " قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء ". فصلت 44.
    ويقول سبحانه: " وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ". الإسراء 82.
    ===================================
    القرآن شفاء
    لأنه يعالج أمراض أتباعه النفسية وهو رحمة لأنه يهب قلوب أتباعه الصحة والإستقامة لينصرفوا لكسب الأخلاق الفاضلة, وينعموا بمقومات الإنسانية في الحياة.
    يتصور البعض نتيجة قلة العلم أن الذنوب القلبية أمور غير اختيارية, ويقولون إن الحيلولة دونها ليست في وسع البشر وبناء عليه فهي ليست مورداً للتكليف والعقاب الإلهي, وقال البعض أن هذه أمور أخلاقية, وحرمتها الشرعية غير معلومة.
    يتصور قائل هذا الكلام أن الذنوب القلبية هي تلك الخواطر النشاز التي تخطر على قلب الإنسان دونما اختيار منه, ولا يستطيع منعها, ولا شك أن هذه الخواطر لن تكون مورداً للتكليف والعقاب.
    والحال أن الذنوب القلبية هي غير الخواطر, بل هي الأمور الثابتة التي مكانها القلب ويستطيع الشخص أن لا يدعها تستقر في قلبه, أو إذا كانت مستقرة يستطيع إخراجها منه.
    مثلاً: أنت ترى شخصاً مسلماً واقفاً في دكان بيع الخمر, يخطر في قلبك أن هذا الشخص شارب خمر ويريد شراء الخمر, هذه الخاطرة قهرية وبدون إرادتك ولكن بعد خطورها تستطيع أن تفسح لها مجالاً في قلبك, وتسيء الظن بذلك الشخص وتعتبره فاسقاً فتكون قد ابتليت بذنب قلبي هو ظن السوء بالمسلم, وتستطيع أيضاً أن تعتبر – فوراً – هذه الخاطرة من الشيطان وتحمل فعل المسلم على الصحة, كأن تقول لعل له عملاً آخر, لعله يريد أن يرى أحداً هناك وأمثال ذلك, ولا تدع شيئاً يستقر في قلبك.
    أو مثلاً: ترى نعمة جديدة على شخص, فيمر بخاطرك حسداً: بم
    استحق هذا نعمة كهذه, إذا اعتبرت فوراً أن هذه الخاطرة من الشيطان وأبعدتها عنك بنور الإيمان والعلم وقلت لنفسك, هذه النعمة أعطاها له الله, رأى سبحانه المصلحة في ذلك والإعتراض على فعل الله كفر وهو سبحانه قادر أن يهبني مثلها أو أحسن منها, فلا شيء عليك هنا, وتغفر لك هذه الخاطرة, أما إذا جعلت تلك الخاطرة تستقر في قلبك واحتفظت معها في قلبك بأمنية أخذ هذه النعمة من ذلك المسكين, فهنا قد ابتليت بذنب قلبي هو الحسد.
    أو مثلاً:إذا استأت من قول شخص أو فعله تشعر بأذى, هنا تستطيع إما أن تعرض عن هذا الأذى وكأن شيئاً لم يكن أو أن تقتص بالمثل, فإذا سمحت لعداوته بالإستقرار في قلبك وتصديت للإنتقام منه بأكثر مما نالك منه فهنا تبتلى بالذنب القلبي الذي هو الحقد وبغض المسلم.
    كما ترى في كل واحدة من هذه الأمثلة فإن الأمثلة الثلاثة سوء الظن, الحسد والحقد أشياء ثابتة في القلب, وهي تقع تحت الإختيار حدوثاً وبقاءاً, أي أن الشخص يستطيع أن لا يدعها تستقر في قلبه, وبعد الحدوث يستطيع أن يتخلص منها, أما الخاطرة الإبتدائية – لأول وهلة – فحتى إذا كانت ممعنة في السوء إلى حد الكفر فلأنها ليست اختيارية فلا إثم عليها.
    ==========================
    الخوف من الوسوسة إيمان:
    جاء في أصول الكافي أنه في زمن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وسوس الشيطان لرجل فقال له: من خلقك؟ قال الله, قال الشيطان من خلق الله؟ فتألم هذا الرجل من هذه الوسوسة وهذه الخاطرة النشاز وذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال: هلكت, فقال له الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: " ذاك والله محض الإيمان ". أي أن
    هذا الخوف من الهلاك لأجل هذه الخاطرة هو دليل الإيمان.
    وبناء عليه اتضح أن الذنوب القلبية هي تلك الأمور الثابتة التي هي في اختيار الإنسان لا الخواطر القهرية
    ====================================
    لا مناص من تحصيل القلب السليم:
    معالجة الأمراض النفسية وتحصيل القلب السليم ليس بالشيء الذي يستسهله العاقل, أو يصرف النظر عنه. ولا يصح رفع اليد عنه بدليل أن تحصيله يستلزم التعب وجهاد النفس والإعراض عن بعض الملذات, بل يجب الإلتفات إلى الفوائد الكبيرة والمراتب العالية للحياة الإنسانية الطاهرة وللوصول إلى هذه الدرجات, فإن الآلام سهلة, والصعاب راحة.
    اعتبر الألم راحة عندما يسمو المقصد غبار القطيع يثلج صدر الذئب .
    صاحب القلب السليم ما دام في الدنيا فهو يعيش في تمام الأمن والسعادة من خالقه, وآلام عالم المادة يجبرها باللذائذ الروحانية, وعندما يغادر الدنيا يصل إلى حياة ملؤها الفرح والسرور والنعم التي لم ترها عين ولم تسمع بها أذن ولا خطرت على قلب بشر, ويصل إلى سلطنة حقيقية, بحيث أن كل شيء يريده وفي أي وقت يتحقق له. قال تعالى: " وإذا رأيت ثم رأيت نعيماً وملكاً كبيراً ". الدهر 20.
    ====================================
    ما أعجب غفلة الإنسان:
    كم هو عجيب أن الإنسان يبذل جهوداً من أجل سلامة البدن والتخلص من أمراضه ولا يدخر وسعاً في صرف ثروته واستعمال الأدوية المرّة والخضوع للجراحة وغير ذلك, ولكنه لا يتحرك من أجل سلامة القلب وشفاء أمراض نفسه التي هي أخطر بآلاف المرات, ويعرض عن أخبار الله والرسول كأنه لم يرها ولم يسمع بها, وينسجم مع الآلام التي تسببها له تلك الأمراض في الدنيا, ويرى العذاب الذي أعد له في الآخرة يحسبه بعيداً عنه أو لا يصدق به, فهل يا ترى أن كلام الله والرسول لا يوجد احتمال الضرر له بمقدار كلام طبيب ما, أي لماذا لا يقول الإنسان لعل هذه الأمراض المهلكة التي يتحدث عنها صحيحة, ويعمل قبل فوات الأوان على معالجتها, لأن دفع الضرر الكبير واجب عقلاً حتى ولو كان محتملاً.
    يقول لك الله لا تشرب الخمر, ويقول لك الطبيب أحياناً لا تأكل الحلوى فتترك الحلال حفظاً لبدنك, ولا تترك الحرام حفظاً لدينك .
    ويلاه من ساعة الموت حين يرفع ستار الغفلة ويجد المرء نفسه وذنوبه ويرى طريق الخلاص مسدوداً, عندها مهما ناح واشتكى وتندم, على ما فعل في محضر الله فلن ينفعه ذلك شيئاً.
    =====================================
    الوصفة فقط لا تصبح علاجاً:
    بعض المسلمين يكتفي فقط بقول الشهادتين والإقرار بأن القرآن كتاب سماوي وديني ويحتفظ به في بيته دون أن يقرأه بتدبر وينفذ تعاليمه السامية, في حين أنه لو كان يفعل هذا بالنسبة لمرضه الجسمي أي يأخذ الوصفة من الطبيب ويضعها في جيبه أو زاوية بيته دون أن يتناول الدواء المكتوب فيها,لكان قلبه حينئذٍ يحدثه ذهبت إلى الطبيب وأخذت الوصفة ولم أستعمل الدواء, ويقيناً أن هذا العمل المجانب للعقل كان يستتبع التأنيب من العقلاء ومن وجدانه.
    ======================================
    المرض القلبي ليس هو الكفر فقط:
    وبعض آخر من المسلمين يعملون ببعض تعاليم القرآن الكريم الأخرى بالإضافة إلى ما ذكر مثل الصلاة والصوم ويقنعون بها بدون محتوى, ويعرضون عن سائر تعاليم القرآن وبالرغم من ذلك يعتبرون أنفسهم أصحاب القلب السليم ظانين أن العذاب والعقوبة على الأمراض النفسية خاصان بالكفار, وهكذا يسيطر عليهم الغرور, ويخيّم عليهم الجهل المركَّب.
    سبب هذا التفكير الخاطيء أنهم يتصورون أن مرض القلب هو الكفر فقط, في حين أن الكفر هو واحد من الأمراض الروحية وثمة غيره أمراض أخرى القرآن الكريم مملوء بتعاليم معالجتها.
    يتضح أن مرض القلب يجتمع مع الإيمان أي من الممكن أن لا يكون الشخص كافراً ولكن يكون مبتلى بالأمراض النفسية الأخرى يكفي الإلتفات إلى هاتين الآيتين الشريفتين:
    1 - " لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة ". الأحزاب 60.
    2 – " وليقول الذين في قلوبهم مرض والكافرون ماذا أراد الله بهذا مثلاً ". المدثر 31.
    حيث نرى في هاتين الآيتين أن المسلمين الذين في قلوبهم مرض ذكروا منفصلين عن الكافرين والمنافقين.
    وأي مسلم يا ترى تطهّر من مرض ( التلون ) وعدم الثبات في طريق العبودية والميل للباطل واتباع هوى النفس في حين أن هذا المرض واحد
    ===================================
    من أنواع الشرك كما يقول تعالى:
    " وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون ". يوسف 106.
    وقد روي عن الإمام الباقر عليه السلام " أن المراد بالشرك في هذه الآية الشرك في الطاعة... " أي مع أنهم يعبدون الله بالوحدانية فهم يطيعون الشيطان أيضاً ويتبعون أوامره في ارتكاب الذنوب.
    وعن الصادق عليه السلام: " أن أهل هذه الآية أكثر من ثلثي الناس ".
    من هو يا ترى المتطهر من أمراض الحسد, البخل, الحقد, الكبر, الحرص وغير ذلك.
    فيجب على كل مسلم إذن أن يعرف الأمراض النفسية التي ذكرت في القرآن المجيد ويعمل بتعاليمه التي وردت مشروطة في بيانات أهل البيت عليهم السلام أو يعمل بتوضيحات علماء الإسلام المأخوذة من الإثنين القرآن والسنة قبل أن تفوت فرصة التدارك.
    ================================
    عدم الإيمان أم الجهل الحقيقي والحيرة:
    يبتلى القلب الذي يكون خالياً من نور الإيمان بأمراض يعبر عنها القرآن الكريم بالعمى والصمم والبكم, أي أن هؤلاء قلوبهم صماء عن سماع الحق, وألسنتهم بكم عن قول الحق وأعينهم عمياء عن رؤية الحق.
    ويقول تعالى أيضاً: " ومن كان في هذه أعمى " ( عين قلبه عمياء ) " فهو في الآخرة أعمى ". بني إسرائيل 72.
    ويستفاد من هذه الآية والآيات الأخرى أن الظواهر في الآخرة تكون على طبق البواطن كما ينص على ذلك القرآن الكريم بصراحة.
    إذن الشخص الذي لا يرى في الدنيا آيات الله بعين القلب ولم يصدق بالحق ولم يعقد قلبه عليه, فهو في الآخرة سوف لن يرى الله, أي لا عين له ليرى, والشخص الذي لم يسمع في الدنيا كلام الحق بأذن قلبه فسوف لن يسمع غداً النغمة المحببة للجنة وأهل الجنة.
    وأيضاً فإن مثل هذه القلوب الخالية من الإيمان وصفها الله سبحانه بالمرض , والمختومة , والمغلقة وأن عليها الرين وقد اعتبرها الله رديفة الحيوانات وشر الدواب .
    =======================
    الكافر أسوأ من الحيوان:
    لقد فضل الله الإنسان على الحيوانات بإعطائه القدرة والقابلية اللتين يستطيع بهما أن يرى الحق ويسمعه ويتقبله والشخص الذي يهدر هذه القدرة محروم من الإنسانية, ويبقى في حد البهيمية.
    في أول دعاء من الصحيفة السجادية يقول عليه السلام: " ولو كانوا كذلك
    ( أي لم يعرفوا الله ) لخرجوا من حدود الإنسانية إلى حد البهيمية فكانوا كما وصف في محكم كتابه: " إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلاً ".

    =====================================



    "عاشقة النور"
  • نور المستوحشين
    • Nov 2009
    • 5189

    #2

    تعليق

    • لبيك داعي الله
      • Oct 2010
      • 741

      #3
      سلمت الايادي على هذا النقل وحسن الاختيار

      الله يجزيك بالخير

      تقبلي مروري

      تعليق

      • عاشقة النور
        • Jan 2009
        • 8942

        #4
        مشكورين ع المرور

        لاعدمناكم
        "عاشقة النور"

        تعليق

        • زين العابدين
          • Jun 2010
          • 167

          #5
          موفقين لكل خير بحق محمد وال محمد

          تعليق

          • عاشقة النور
            • Jan 2009
            • 8942

            #6
            مشكور ع المرور

            لاعدمناك

            "عاشقة النور"

            تعليق

            • عاشقة الامام الحسن
              • Jun 2010
              • 707

              #7

              تعليق

              يعمل...
              X