×× مشفى الكلمات ××

[همسات الروح]

السلام عليكم
يحدث أن نصاب بوعكة صحية , لا جدوى معها من اللجوء إلى أقراص المهدئات
, ولا التداوي بتلك السوائل المرة , بل كل ما نحتاجه في تلك اللحظات , شيئاً من
سحر الكلمات , يبعث فينا حلاوة الروح , وسحر الحياة .
لذلك يسرني أن أفتتح " مشفى الكلمات " عله يكون مشفىً لأرواحكم النقية , مداوياً
لكل ما استعصى علينا علاجه .
هي وريقات صغيرة , قصصتها من مقالات متفرقة , أو روايات , قصص , قصائد أو حتى عبارات أجهل قائلها , جمعتها منذ سنوات ليست بالبعيدة ,
احتفظت بها لقرائتها كل ما احتجتها , وها أنا أشارككم بها هنــا ..

[همسات الروح]

( 1 )
لكل صوت ذبذباته, لكن لبعض الأصوات ذبذبات آسرة, فيها أمر أشبه بالجاذبية التي تشدك للمتحدث.
لا يتصل الأمر فقط بطريقة الحديث, إنما برنة الصوت, بنبرته, بموسيقاه. يحمل إليك الهاتف إياه,
أصواتاً دافئة, حنوناً, تحب أن تسمعها في أمزجتها المختلفة: ناعسة وهي تقاوم وسن النوم اللذيذ الذي
يتسلل عبر الجفون, أو ناهضة مشحونة ببقايا خدر نوم طويل أو قصير, أو في قمة الصحو والتألق
والحيوية. أصوات تشع بالذكاء والجمال والعذوبة تسافر معها وبها إلى جزر من الغمام والنخيل والندى.
أصوات فاتنة تذهب الى النوم محملاً بصدى رنينها الجميل, وتذهب إلى يومك الجديد محملاً بشحنة
وجدها الفائض.
د. حسن مدن 20 سبتمبر 2

[همسات الروح]

( 2 )
" أصابه الرعب حين أدرك أنه يكرهها إلى هذا الحد, وكان عليه أن يفهم فيما بعد أن الكراهية ماهي
إلا مجرد حب فاشل"
عبارة لا أعرف كاتبها

[همسات الروح]

( 3 )
الصداقة لا تعقد مع البشر الآخرين فقط. إنها تعقد مع الأشياء وظواهر الطبيعة, مع الأمور البسيطة
الصغيرة ومع أدق التفاصيل. يمكن لمكان يشدك إلى ذكريات أن يصبح صديقاً أليفاً, يمكن لزاوية
حميمة في البيت, أو لمقعد مكتنز بالذكريات أن يتحولا إلى صديقين طيبين. يمكن لكتاب جميل أن
يصبح هو الآخر صديقاً. تشدنا إلى الصداقة المعاني والدلالات بمقدار لا يقل عن إنشدادنا للأشخاص.
الصديق أكثر من مجرد شخص. فالأشخاص كثيرون ولكننا من بين هذه الكثرة نصطفي قلة, نصطفي
عدداً محدوداً من الأصدقاء الذين يمثلون تلك المعاني والدلالات التي تعنينا, الصديق هو الشخص الذي
نصطفيه لانه يمثل هذه الدلالات.
د. حسن مدن 28 فبراير 2001

[همسات الروح]

( 4 )
· يقال إن المدينة تصبح عالماً حين نحب أحد ساكنيها. إن هذه المدينة تصبح تعنينا في كل تفصيل من
· تفاصيلها. حتى المسافة التي تفصلنا عنها تبدو قريبة مهما كانت هي في حقيقة الأمر بعيدة. وندهش
· كيف يحدث أننا نحب هذه المدينة, نألفها, ونشعر بانها أصبحت تعنينا, وأن أماكنها ومعالمها اصبحت
· تمثل أمراً غالياً علينا, مهماً بالنسبة إلينا, ونرى في هذه الأماكن والمعالم أشياء لم نكن نلحظها قبل أن
· نقع في حب الشخص الذي يسكنها.

د. حسن مدن 2 مايو 2001

[همسات الروح]

( 5 )
· لا تكتب سيرة الحب إلا على خلفية المكان الذي نشأ فيه: مقهى اللقاء, الشارع المفضي إلى بيت المحبوب,
· بيت المحبوب نفسه.. حين ننأى عن الحبيب فإننا لا نتذكره مجرداً عن مكانه, عن داره, عن الموقع الذي
· اقترن بالذكرى. لذا فإننا نحب هذا المكان, ونشعر بوشيجة قوية تجاهه.

· حين يسافر من نحب إلى مدينة أخرى, إلى بلد آخر, يصبح هذا البلد فجأة يعنينا, فنصبح معنيين بأخباره وبالطقس
· فيه ودرجة الحرارة الجوية, ونسأل عما إذا كان مطر قد هطل هناك. ولو راقبنا سلوكنا ساعتها فسنعرف أن هذا
· البلد لم يكن يعنينا قبل ذلك, ولم يخطر في بالنا يوماً السؤال عن درجة الحرارة فيه, أو الاهتمام بالنشرة الجوية التي
· تنبئنا بما إذا كان الجو ماطراً أم غائماً أم صحواً هناك. المكان يصبح عالماً يهمنا حين يكون فيه من نحب.
د. حسن مدن 2 مايو 2001

[همسات الروح]

( 6 )
× أحياناً تشدني كلمات قرأتها, أود لو كنت معي لنقرأها معاً, كأن تصغي فأقرأها بصوتي, وكأن اصغي فتقرأها بصوتك.

حسن مدن

[همسات الروح]

(7 )
× حين تغيبين لا ينقصني شيء واحد فحسب كما كنت أحسب.. بل إن كل شيء في الحياة يصبح ناقصاً. لا طعم للأشياء
ولا لون ولا رائحة.. كل مافي الجوار خواء.
د. حسن مدن 23 مايو 2001

[همسات الروح]

(8)
في خضم الانتظار يردد في جوفه الخالي: (حياة تسر الصديق، أو موت يغيظ العدو) نظر للساعة
وهي تجر الوقت بعقاربها وتقول: لقد اقترب الفجر هيا انهض الجميع في سبات عميق
الفرصة بين يديك لتغسل نفسك وقلبك من درن الذنوب والغربة.

[همسات الروح]

( 10 )
× ليس أجمل من تلك المشاعر التي تنتابنا حين تصلنا رسالة يهمنا أمر من أرسلها..
يمكن للرسالة أن تكون مباغتة جميلة, مفاجأة. يباغتنا بها شخص رائع. أن تتصفح رزمة رسائل أمامك
فتجد بينها مثل هذه الرسالة المباغتة, أو تفتح بريدك الالكتروني فتجد عنواناً أو اسماً لم يخطر في بالك
أنه سيكتب لك. وستجول سريعاً بعينيك بين سطور الرسالة, وسترتوي بدفقة المشاعر التي تتضمنها
تلك الرسالة.
ويمكن للرسالة الأولى أن تأتي بعد حرقة انتظار.
لا مباغتة هنا. انك تنتظر هذه الرسالة منذ زمن, تترقبها, تتحرق لأن تصل, لذا فإن مجرد وصولها,
حتى قبل أن تفتحها وتقرأ ما الذي عليه تنطوي جدير بأن يطفئ حريق الانتظارو أن يروي ظمأ الترقب.
د. حسن مدن 6 يونيو 2001

[همسات الروح]

( 11)
( من اليوم فصاعداً سأحيى دون حب/ متحررة من الهاتف والأحداث/ لن أتألم ولن أشتاق/
سأصبح ريحاً مغلولة وجدولاً متجمداً/ لن أكون صفراء الوجه بعد ليلة بلا نوم/ لن يشتعل
وجهي/ لن أغور في باطن الأرض من الغم/ ولن أطير إلى السماء/ لن أكون سيئة/ لن أكون
إيماءة/ أو أبدو مثل أفق لا نهائي/ لن يغمرني الظلام/ ولن ينفتح لي الفضاء بكامله/ لن أنتظر
في المساء مسحوقة/ ولن يطلع علي الفجر/ لن أتيبس من كلمة/ ولن أحترق فوق الجمر/ لن
ابكي على كتفٍ قاسٍ/ ولن اضحك من القلب/ لن أموت من نظرة/ لكن في الحقيقة, لن أكون
حينها على قيد الحياة )

[همسات الروح]

( 12 )
ألم يكن من الممكن أن تأتي على دفعات ..
مجيئك هكذا دفعة واحدة يضيعني ..!!

[همسات الروح]

(13)
إن قلب المراة لا يتغير مع الزمن ولا يتحول مع الفصول ..
قلب المراة ينازع طويلا ولكنه لا يموت..
قلب المرأة يشابه البرية التي يتخذها الانسان ساحة لحروبه ومذابحه
فهو يقتلع أشجارها ويحرق أعشابها ويلطخ صخورها بالدماء
ويغرس تربتها بالعظام والجماجم
ولكنها تبقى هادئة ساكنه مطمئنة ويظل فيها الربيع ربيعا
والخريف خريفا الى نهاية الدهور..

[همسات الروح]

( 14 )
جهاز التليفون الذي كان يحمل صوت من نحب, أو يحمل صوتنا إليهم. حين يكون من نحب
في الجوار, في المدينة أو في البلد الذي فيه نعيش, فإن كل جرس تليفوني يدق يحفز في دواخلنا
تلك المناطق الرهيفة في النفس التي تشدنا إلى من نحبه الذي نتوقع أو نأمل أن يكون هو على
الخط الآخر من الهاتف. حتى نبضات القلب تزداد سرعة, حتى القلب نفسه يصاب برعشة
مختلفة حين نوقن أن من نحب هو المتحدث.. حين يغيب من نحب يصبح جهاز التليفون محايداً,
أسلاكه باردة لا حياة فيها ولا روح, حتى دقاته حين ترن لا تحمل الجرس نفسه ولا المعنى نفسه.
إن أيدينا لا تمتد إلى سماعته بنفس اللهفة وبنفس الحرقة وبنفس شحنة الفرح التي تنتابنا حين يكون
من نحب هو من يتصل, هو من يهاتف.
د. حسن مدن 11 يوليو 2001

[همسات الروح]

( 15 )
أينتهي الحب عندما نبدأ بالضحك من الأشياء التي بكينا بسببها يوماً؟
أحلام مستغانمي .. فوضى الحواس