المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ماذا ردّ ابراهيم طوقان على قصيدة احمد شوقي "قم للمعلم..."؟


:: بحر ::
11-03-2009, 08:16 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته...

كلنا نعرف الشاعر أحمد شوقي (أمير الشعراء) أو الأمير و نعرف بيته الشهير القائل
"قم للمعلم وفه التبجيل ********** كاد المعلم أن يكون رسولا"
كلام جميل، و لكن هل يتفق المعلمون مع شوقي؟
الأستاذ إبراهيم عبد الفتاح طوقان شاعر فلسطيني ولد 1905 بنابلس بفلسطين توفي عام 1941 فلسطين) [1] وهو الأخ الشقيق للشاعرة فدوى طوقان. أنشد هذه القصيدة معارضة لقصيدة أمير الشعراء أحمد شوقي قم للمعلم ووفه التبجيلا يبين فيها مدى عناء المعلمين اليوم :


شوقي يقول وما درى بمصيبتي قـم للمعلـم وفــه التبجـيـلا

اقعد فديتك هـل يكـون مبجـلاً من كان للنشء الصغار خليـلا

ويكـاد يقلقنـي الأّميـر بقولـه كاد المعلـم أن يكـون رسـولا

لو جرّب التعليم شوقـي ساعـة لقضى الحياة شقـاوة وخمـولا

حسـب المعلـم غمَّـة وكآبـة مرآى الدفاتـر بكـرة وأصيـلا

مئة على مئة إذا هـي صلِّحـت وجد العمى نحو العيون سبيـلا

ولو أنّ في التصليح نفعاً يرتجى وأبيك لـم أكُ بالعيـون بخيـلا

لكـنْ أصلّـح غلطـةً نحويـةً مثـلاً واتخـذ الكتـاب دليـلا

مستشهـداً بالغـرّ مـن آياتـه أو بالحديـث مفصـلاً تفصيـلا

وأغوص في الشعر القديم فأنتقي ما ليـس ملتبسـاً ولا مبـذولا

وأكاد أبعث سيبويه مـن البلـى وذويه من أهل القرون الأُولـى

فأرى حمـاراً بعـد ذلـك كلّـه رفَعَ المضاف إليـه والمفعـولا

لا تعجبوا إن صحتُ يوماً صيحة ووقعت ما بيـن البنـوك قتيـلا

يا من يريد الانتحـار وجدتـه إنَّ المعلـم لا يعيـش طـويـلا

وأكون منشغلا بشرحي غارقا بالدرس لا أبغي سواه بديل

مستخدما طرق الحوار وتارة أجد السؤال يفيد والتعليلا

فأسأل الطلاب عن مضمونه وأقول قد يشفي الجواب غليلا

وإذا بطفل يستطيل بصوته (يردُّ الفرات زئيره والنيلا)

أستاذ أستاذي ويرفع إصبعا ويقيم أخرى ترفض التنزيلا

وأكاد أقفز من مكاني فرحة هيا بنيَّ أجب أراك نبيلا

فيقول يا أستاذ إني محصر هب لي إلى الحمام منك سبيلا

وأكاد أصعق منه إلا أنني أجد التصبر نافعا وجميلا

وإذا بآخر في الجواب يغيظني يشكو زميلا مؤذيا وكسولا

أو يمتطي جنح الخيال محلقا فيفوق(هوميروس)أو (فيرجيلا)

أو قد يقول مباهيا ومفاخرا إني رأيتك تحمل الزنبيلا

أو قد رأيتك قائما أو قاعدا أو في الحديقة جالسا مفتولا

حتى كأني قد فعلت جريمة أو قد قتلت من الأنام قتيلا

أو صار من بين البرية واعظي ومعلمي التحريم والتحليلا

وأقول في "الفسحات" ألقى راحتي وأزيل هما جاثما وثقيلا

بكؤوس شاي أو برشفة قهوة أو بالهواء مطيبا وعليلا

وإذا ب"ناظرنا" يهرول مسرعا أستاذ صرت مناوبا مشغولا

اخرج مع الطلاب طابورا ولا تدع النظام ولا تندّ قليلا

واذكر بُعيد الفجر "بَاصَك"لا تنم فطريقك المعتاد بات طويلا

واجعل نشاط في الصحافة و الإذا عة و الريادة بينا مقبولا

وإذا كتبت محضّرا في دفتري أهداف تعليمي وجئت عجولا

ووضعت في مواهبي ومذاهبي ومعارفي منذ القرون الأولى

جاء الوكيل وقال عدل يا فتى اشطـب وسجل غيرة مقبولا

خصص ومثّل للنشاطات التي أعطيتها واجعل لديك دليلا

قد صار في التحضير عندي عقدة فأراه في الحلم الطويل طويلا

أهذي به وقت الطعام وتارة أهذي به إذ ما رأيت خليلا

وبجانبي أم العيال تعقدت إذ قد رأتني دائما مشغولا

حتى الجوار تعقدوا من هوله والحي صار بعقدة مشمولا

لا تعجبوا إن صحت يوما صيحة ووقعت ما بين الفصول قتيلا

يا من يريد الانتحار وجدته إن المــعلم لا يعيش طويل



كما هو واضح أن إبراهيم طوقان ذاق الأمرين ليعلم الأجيال... و عانى كثيراً...
فدعونا نقدم تحية صادقة لكل معلم صادق.

ابوجعفرالديواني
13-03-2009, 11:46 PM
ابيات جميله
احسنت اختي