أعلم أيها العبد إن الناس أنواع إما منهمك في الدنيا مكب على غرورها محب لشهواتها ،، وإما تائب مبتدي ،، أو عارف منته ..
أما المنهمك فلا يذكر الموت وإن ذكره فيذكر ليتأسف على دنياه ويشتغل بمذمته ويفر منه أولئك الذين قال الله فيهم (( قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ )) وهذا يزيده ذكر الموت من الله بعدًا إلا أن يستفيد بذكر الموت التجافي عن الدنيا ويتنغص عليه ويتكدر عليه صفو لذته ..
وأما التائب فإنه يكثر الموت لينبعث به من قلبه الخوف والخشية فيفي بتمام التوبة ،، قيل لزين العابدين عليه السلام : (( ما خير ما يموت عليه العبد ؟ قال : أن يكون قد فرغ من أبنيته و دوره و قصوره قيل : و كيف ذلك ؟ قال : أن يكون من ذنوبه تائباً و على الخيرات مقيماً يرد على الله حبيبا ً كريماً )) ،، وربما يكره الموت خيفة من أن يختطفه قبل تمام التوبة وقبل إصلاح الزاد وهو معذور في كراهة الموت ولا يدخل هذا تحت قوله عليه السلام : (( من كره لقاء الله كره الله لقاءه )) ،، لأن هذا ليس يكره الموت و لقاء الله و إنما يخاف فوت لقائه لقصوره وتقصيره وهو كالذي يتأخر عن لقاء الحبيب مشتغلاً بالاستعداد للقائه على وجه يرضاه فلا يعد كارهاً للقاء وعلامة هذا أن يكون دائم الاستعداد له لا شغل له سواه وإلا ألحق بالمنهمك في الدنيا ..
وأما العارف فإنه يذكر الموت دائمًا لأنه موعد حبيبه والمحب لا ينسى قط موعد لقاء الحبيب ،، وهذا في غالب الأمر يستبطي مجيء الموت ويحب مجيئه ليتخلص من دار العاصين وينتقل إلى جوار رب العالمين وأعلى رتبة منهما من يفوض أمره إلى الله فصار لا يختار لنفسه موتاً و لا حياتاً بل يكون أحب الأشياء إليه أحبها إلى مولاه فهذا قد انتهى بفرط الحب والولاء إلى درجة التسليم والرضاء ..
"عاشقة النور"
أما المنهمك فلا يذكر الموت وإن ذكره فيذكر ليتأسف على دنياه ويشتغل بمذمته ويفر منه أولئك الذين قال الله فيهم (( قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ )) وهذا يزيده ذكر الموت من الله بعدًا إلا أن يستفيد بذكر الموت التجافي عن الدنيا ويتنغص عليه ويتكدر عليه صفو لذته ..
وأما التائب فإنه يكثر الموت لينبعث به من قلبه الخوف والخشية فيفي بتمام التوبة ،، قيل لزين العابدين عليه السلام : (( ما خير ما يموت عليه العبد ؟ قال : أن يكون قد فرغ من أبنيته و دوره و قصوره قيل : و كيف ذلك ؟ قال : أن يكون من ذنوبه تائباً و على الخيرات مقيماً يرد على الله حبيبا ً كريماً )) ،، وربما يكره الموت خيفة من أن يختطفه قبل تمام التوبة وقبل إصلاح الزاد وهو معذور في كراهة الموت ولا يدخل هذا تحت قوله عليه السلام : (( من كره لقاء الله كره الله لقاءه )) ،، لأن هذا ليس يكره الموت و لقاء الله و إنما يخاف فوت لقائه لقصوره وتقصيره وهو كالذي يتأخر عن لقاء الحبيب مشتغلاً بالاستعداد للقائه على وجه يرضاه فلا يعد كارهاً للقاء وعلامة هذا أن يكون دائم الاستعداد له لا شغل له سواه وإلا ألحق بالمنهمك في الدنيا ..
وأما العارف فإنه يذكر الموت دائمًا لأنه موعد حبيبه والمحب لا ينسى قط موعد لقاء الحبيب ،، وهذا في غالب الأمر يستبطي مجيء الموت ويحب مجيئه ليتخلص من دار العاصين وينتقل إلى جوار رب العالمين وأعلى رتبة منهما من يفوض أمره إلى الله فصار لا يختار لنفسه موتاً و لا حياتاً بل يكون أحب الأشياء إليه أحبها إلى مولاه فهذا قد انتهى بفرط الحب والولاء إلى درجة التسليم والرضاء ..
"عاشقة النور"
تعليق