الحذر من وسوسة وإغواء الشيطان :
إن الشيطان له تفاعل باطني لا يمكن إنكاره أبداً!.. ونحن -مع الأسف- كما إنه لم نعرف الله عزوجل حق معرفته، كذلك لم نعرف الشيطان حق المعرفة.. هنالك شيء مشترك بين قمة الطهر والوحدانية، وبين أدنى درجات الخسة والبعد عن الذات الإلهية، في أن كليهما -الجانب الربوبي والجانب الشيطاني- مشتركان في هذه النقطة: {إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ}.. كما أن الله عزوجل لا يمكن رؤيته: {قَالَ لَن تَرَانِي}؛ أيضاً الشيطان ذلك الموجود الذي لا نراه على الأقل في هذه الحياة الدنيا، لأنه في عالم البرزخ والقيامة من الممكن أن نعطى عيوناً برزخيةً ونرى الشيطان.
إن دور الشيطان دور إلقاء الأفكار.. ولا أجزم ببطلان هذه المقولة: أن هنالك اتصالا شيطانيا بينه وبين الذات الإنسانية.. بمعنى أن الشيطان منهي عن التصرف في الجوارح.. ما عهدنا في يوم من الأيام -حتى أهل الخيالات والأوهام- أنهم قالوا: بأن في يوم من الأيام كنا نمشي في الطريق، وإذا بشيطان ألقانا في مكان محرم!.. لم نسمع بهذا الأمر!.. ولو وقع جدلاً؛ فإن هذا قطعاً من موارد الإلجاء والاضطرار، والإنسان لا يحاسب على ذلك أبداً.
دور الشيطان دور الوسوسة، أي التصرف في الجوانح إلى أبعد الحدود، وهنا النقطة المخيفة!.. أي أن الشيطان ليست له قدرة على الجوارح، ولكن له القدرة على الجوانح، فرب العالمين فتح له الأبواب من دون أي مانع، وهو ما نفهمه من قوله تعالى: {الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ}.. قال: {يُوَسْوِسُ} ما قال: (وسوسة)، وكلمة يوسوس فيها نوع من أنواع التخويف، فالقضية مستمرة لا تنقطع أبداً، كما أن الدم يجري في عروق الإنسان، ولو وقف الجريان لكان ميتاً، كذلك الشيطان!.. وقال: {يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ}، ما قال: (يوسوس في صدور الفسقة، أو الفجرة، أو الذين ختم على قلوبهم)؛ ومن المعلوم أن أول إنسان وسوس الشيطان في نفسه، هو أبونا آدم: {فَوَسْوَسَ لَهُمَا}.
ولكن يلزم الانتباه والحذر إلى أنه مع أن علاقة الوسوسة أدنى سقف من حركات إبليس في حياة الإنسان، ولكن مع استمرارية الوسوسة أولاً، والتأثر بهذه الوسوسة ثانياً - مثل إنسان يوسوس له الشيطان، ويأمره القيام بالباطل، وهو بقرار منه يحرك الجوارح-؛ فإن هذه العملية إذا استمرت قد تصل إلى درجة من الدرجات، يأخذ الشيطان فيها دور الريادة والقيادة والحكومة في مملكة الوجود، وهو ما يسمى في عرف القرآن الكريم: {أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ}.. ولي الإنسان هي نفسه؛ ولكن كما في الخبر: (لا تعودوا الخبيث)، فلا ينبغي للإنسان أن يعود الخبيث.. فهذا الخبيث إن عودته في موقف، أو موقفين، أو ثلاثة؛ فإنه يصل إلى درجة يكون له السلطان والولاية عليك، وهذا ما نفهمه من قوله تعالى: {إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ}، يصبح له سلطان.. ومن المعلوم أن من أهم خصوصيات السلطان، أنه يأمر وينهى وتُمتثَل أوامره ونواهيه
"عاشقة النور"
إن الشيطان له تفاعل باطني لا يمكن إنكاره أبداً!.. ونحن -مع الأسف- كما إنه لم نعرف الله عزوجل حق معرفته، كذلك لم نعرف الشيطان حق المعرفة.. هنالك شيء مشترك بين قمة الطهر والوحدانية، وبين أدنى درجات الخسة والبعد عن الذات الإلهية، في أن كليهما -الجانب الربوبي والجانب الشيطاني- مشتركان في هذه النقطة: {إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ}.. كما أن الله عزوجل لا يمكن رؤيته: {قَالَ لَن تَرَانِي}؛ أيضاً الشيطان ذلك الموجود الذي لا نراه على الأقل في هذه الحياة الدنيا، لأنه في عالم البرزخ والقيامة من الممكن أن نعطى عيوناً برزخيةً ونرى الشيطان.
إن دور الشيطان دور إلقاء الأفكار.. ولا أجزم ببطلان هذه المقولة: أن هنالك اتصالا شيطانيا بينه وبين الذات الإنسانية.. بمعنى أن الشيطان منهي عن التصرف في الجوارح.. ما عهدنا في يوم من الأيام -حتى أهل الخيالات والأوهام- أنهم قالوا: بأن في يوم من الأيام كنا نمشي في الطريق، وإذا بشيطان ألقانا في مكان محرم!.. لم نسمع بهذا الأمر!.. ولو وقع جدلاً؛ فإن هذا قطعاً من موارد الإلجاء والاضطرار، والإنسان لا يحاسب على ذلك أبداً.
دور الشيطان دور الوسوسة، أي التصرف في الجوانح إلى أبعد الحدود، وهنا النقطة المخيفة!.. أي أن الشيطان ليست له قدرة على الجوارح، ولكن له القدرة على الجوانح، فرب العالمين فتح له الأبواب من دون أي مانع، وهو ما نفهمه من قوله تعالى: {الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ}.. قال: {يُوَسْوِسُ} ما قال: (وسوسة)، وكلمة يوسوس فيها نوع من أنواع التخويف، فالقضية مستمرة لا تنقطع أبداً، كما أن الدم يجري في عروق الإنسان، ولو وقف الجريان لكان ميتاً، كذلك الشيطان!.. وقال: {يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ}، ما قال: (يوسوس في صدور الفسقة، أو الفجرة، أو الذين ختم على قلوبهم)؛ ومن المعلوم أن أول إنسان وسوس الشيطان في نفسه، هو أبونا آدم: {فَوَسْوَسَ لَهُمَا}.
ولكن يلزم الانتباه والحذر إلى أنه مع أن علاقة الوسوسة أدنى سقف من حركات إبليس في حياة الإنسان، ولكن مع استمرارية الوسوسة أولاً، والتأثر بهذه الوسوسة ثانياً - مثل إنسان يوسوس له الشيطان، ويأمره القيام بالباطل، وهو بقرار منه يحرك الجوارح-؛ فإن هذه العملية إذا استمرت قد تصل إلى درجة من الدرجات، يأخذ الشيطان فيها دور الريادة والقيادة والحكومة في مملكة الوجود، وهو ما يسمى في عرف القرآن الكريم: {أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ}.. ولي الإنسان هي نفسه؛ ولكن كما في الخبر: (لا تعودوا الخبيث)، فلا ينبغي للإنسان أن يعود الخبيث.. فهذا الخبيث إن عودته في موقف، أو موقفين، أو ثلاثة؛ فإنه يصل إلى درجة يكون له السلطان والولاية عليك، وهذا ما نفهمه من قوله تعالى: {إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ}، يصبح له سلطان.. ومن المعلوم أن من أهم خصوصيات السلطان، أنه يأمر وينهى وتُمتثَل أوامره ونواهيه
"عاشقة النور"
تعليق