بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وعجل فرج وليك
قال تعالى : إِنَّآ أَعْطَيْنَـكَ الكَوْثَرَ(1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وانْحَرْ(2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ(3) ]
سبب نزول السورة :
ذكر في سبب نزول السّورة: أنّ «العاص بن وائل» رأى رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم)يخرج من المسجد، فالتقيا عند باب بني سهم، وتحدثا، واُناس من صناديد قريش جلوس في المسجد. فلما دخل «العاص» قيل له من الذي كنت تتحدث معه؟ قال: ذلك الأبتر. وكان قد توفي عبد اللّه بن رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم) وهومن خديجة، وكانوا يسمون من ليس له ابن أبتر. فسمته قريش عند موت ابنه أبتر. (فنزلت السّورة تبشر النّبي بالنعم الوافرة والكوثر وتصف عدوّه بالأبتر) .
ولمزيد من التوضيح نذكر أنّ النّبي كان له ولدان من اُم المؤمنين خديجة(عليها السلام)أحدهما «القاسم» والآخر «الطاهر» ويسمى أيضاً عبد اللّه. وتوفي كلاهما في مكّة. وأصبح النّبي من دون ولد. هذه المسألة وفرت للأعداء فرصة الطعن بالنّبي فسمّوه الأبتر .
فضل سورة الكوثر :
ورد في فضيلة هذه السّورة عن رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم) قال: «من قرأها سقاه اللّه من أنهار الجنّة، واُعطي من الأجر بعدد كلّ قربان قربه العباد في يوم عيد، ويقربون من أهل الكتاب والمشركين»
فاطمة (عليها السلام) والكوثر :
قلنا إنّ «الكوثر» له معنى واسع يشمل كل خير وهبه اللّه لنبيّه(صلى الله عليه وآله وسلم)، ومصاديقه كثيرة، لكن كثيراً من علماء الشيعة ذهبوا إلى أنّ «فاطمة الزهراء(عليها السلام)» من أوضح مصاديق الكوثر، لأنّ رواية سبب النزول تقول: إنّ المشركين وصموا النّبي بالأبتر، أي بالشخص المعدوم العقب، وجاءت الآية لتقول: (إنّا أعطيناك الكوثر).
ومن هنا نستنتج أن الخير الكثير أو الكوثر هو فاطمة الزهراء(عليها السلام)، لأن نسل الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) انتشر في العالم بواسطة هذه البنت الكريمة... وذرية الرسول من فاطمة لم يكونوا امتداداً جسمياً للرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) فحسب، بل كانوا امتداداً رسالياً صانوا الإسلام وضحوا من أجل المحافظة عليه وكان منهم أئمّة الدين الإثني عشر، أو الخلفاء الإثني عشر بعد النّبي كما أخبر عنهم رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم) في الأحاديث المتواترة بين السنة والشيعة، وكان منهم أيضاً الآلاف المؤلفة من كبار العلماء والفقهاء والمحدثين والمفسّرين وقادة الاُمّة.
والفخر الرازي في استعراضه لتفاسير معنى الكوثر يقول: القول الثّالث «الكوثر» أولاده. قالوا لأنّ هذه السّورة إنّما نزلت ردّاً على من عابه(عليه السلام) بعدم الأولاد فالمعنى أنّه يعطيه نسلاً يبقون على مرّ الزمان، فانظر كم قتل من أهل البيت ثمّ العالم ممتليء منهم ولم يبق من بني اُمية في الدنيا أحد يعبأ به، ثمّ أنظر كم كان فيهم من الأكابر من العلماء كالباقر والصادق والكاظم والرضا(عليهم السلام) والنفس الزكية وأمثالهم .
إعجاز السّورة :
هذه السّورة تتضمّن في الواقع ثلاثة من أنباء الغيب والحديث عن المستقبل. فهي أوّلاً تتحدث عن إعطاء الخير الكثير للنّبي (أعطيناك الكوثر) وهذا الفعل وإن جاء بصيغة الماضي، قد يعني المستقبل الحتمي الوقوع. وهذا الخير الكثير يشمل كلّ الإنتصارات والنجاحات التي أحرزتها الدعوة الإسلامية فيما بعد. وهي ما كانت متوقعة عند نزول السّورة في مكّة.
من جهة اُخرى، السّورة تخبر النّبي بأنّه سوف لا يبقى بدون عقب، بل إنّ ذريته ستنتشر في الآفاق.
ومن جهة ثالثة، تخبر السّورة بأنّ عدوّه هو الأبتر، وهذه النبوءة تحققت أيضاً، فلا أثر لعدوه اليوم، بنو اُمية وبنو العباس الذين عادوا النّبي وأبناءه كانوا ذا نسل لا يحصى عدده، ولم يبق اليوم منهم شيء يذكر.
ونســــــألكم الدعــــاء..
المصدر: الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وعجل فرج وليك
قال تعالى : إِنَّآ أَعْطَيْنَـكَ الكَوْثَرَ(1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وانْحَرْ(2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ(3) ]
سبب نزول السورة :
ذكر في سبب نزول السّورة: أنّ «العاص بن وائل» رأى رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم)يخرج من المسجد، فالتقيا عند باب بني سهم، وتحدثا، واُناس من صناديد قريش جلوس في المسجد. فلما دخل «العاص» قيل له من الذي كنت تتحدث معه؟ قال: ذلك الأبتر. وكان قد توفي عبد اللّه بن رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم) وهومن خديجة، وكانوا يسمون من ليس له ابن أبتر. فسمته قريش عند موت ابنه أبتر. (فنزلت السّورة تبشر النّبي بالنعم الوافرة والكوثر وتصف عدوّه بالأبتر) .
ولمزيد من التوضيح نذكر أنّ النّبي كان له ولدان من اُم المؤمنين خديجة(عليها السلام)أحدهما «القاسم» والآخر «الطاهر» ويسمى أيضاً عبد اللّه. وتوفي كلاهما في مكّة. وأصبح النّبي من دون ولد. هذه المسألة وفرت للأعداء فرصة الطعن بالنّبي فسمّوه الأبتر .
فضل سورة الكوثر :
ورد في فضيلة هذه السّورة عن رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم) قال: «من قرأها سقاه اللّه من أنهار الجنّة، واُعطي من الأجر بعدد كلّ قربان قربه العباد في يوم عيد، ويقربون من أهل الكتاب والمشركين»
فاطمة (عليها السلام) والكوثر :
قلنا إنّ «الكوثر» له معنى واسع يشمل كل خير وهبه اللّه لنبيّه(صلى الله عليه وآله وسلم)، ومصاديقه كثيرة، لكن كثيراً من علماء الشيعة ذهبوا إلى أنّ «فاطمة الزهراء(عليها السلام)» من أوضح مصاديق الكوثر، لأنّ رواية سبب النزول تقول: إنّ المشركين وصموا النّبي بالأبتر، أي بالشخص المعدوم العقب، وجاءت الآية لتقول: (إنّا أعطيناك الكوثر).
ومن هنا نستنتج أن الخير الكثير أو الكوثر هو فاطمة الزهراء(عليها السلام)، لأن نسل الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) انتشر في العالم بواسطة هذه البنت الكريمة... وذرية الرسول من فاطمة لم يكونوا امتداداً جسمياً للرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) فحسب، بل كانوا امتداداً رسالياً صانوا الإسلام وضحوا من أجل المحافظة عليه وكان منهم أئمّة الدين الإثني عشر، أو الخلفاء الإثني عشر بعد النّبي كما أخبر عنهم رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم) في الأحاديث المتواترة بين السنة والشيعة، وكان منهم أيضاً الآلاف المؤلفة من كبار العلماء والفقهاء والمحدثين والمفسّرين وقادة الاُمّة.
والفخر الرازي في استعراضه لتفاسير معنى الكوثر يقول: القول الثّالث «الكوثر» أولاده. قالوا لأنّ هذه السّورة إنّما نزلت ردّاً على من عابه(عليه السلام) بعدم الأولاد فالمعنى أنّه يعطيه نسلاً يبقون على مرّ الزمان، فانظر كم قتل من أهل البيت ثمّ العالم ممتليء منهم ولم يبق من بني اُمية في الدنيا أحد يعبأ به، ثمّ أنظر كم كان فيهم من الأكابر من العلماء كالباقر والصادق والكاظم والرضا(عليهم السلام) والنفس الزكية وأمثالهم .
إعجاز السّورة :
هذه السّورة تتضمّن في الواقع ثلاثة من أنباء الغيب والحديث عن المستقبل. فهي أوّلاً تتحدث عن إعطاء الخير الكثير للنّبي (أعطيناك الكوثر) وهذا الفعل وإن جاء بصيغة الماضي، قد يعني المستقبل الحتمي الوقوع. وهذا الخير الكثير يشمل كلّ الإنتصارات والنجاحات التي أحرزتها الدعوة الإسلامية فيما بعد. وهي ما كانت متوقعة عند نزول السّورة في مكّة.
من جهة اُخرى، السّورة تخبر النّبي بأنّه سوف لا يبقى بدون عقب، بل إنّ ذريته ستنتشر في الآفاق.
ومن جهة ثالثة، تخبر السّورة بأنّ عدوّه هو الأبتر، وهذه النبوءة تحققت أيضاً، فلا أثر لعدوه اليوم، بنو اُمية وبنو العباس الذين عادوا النّبي وأبناءه كانوا ذا نسل لا يحصى عدده، ولم يبق اليوم منهم شيء يذكر.
ونســــــألكم الدعــــاء..
المصدر: الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل
</i>
تعليق