أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ مِن تفاسير العَلامة الشيخ الحجاري

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • الشيخ الحجاري الرميثي
    • Mar 2009
    • 52

    أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ مِن تفاسير العَلامة الشيخ الحجاري





    وَاعلَم يا ابنَ آدَم, ما عِلمِي وَعلْمُكَ فِي سِّرِ هذا
    القـُرآن مِن عِلْـمِ اللـَّه إلاَّ ما أخَـذَ هـذا العُصفُورُ
    مِن هذا البَحرِ قَطْرَة بِمِنقارِه,,

    والحَمدُ لِلهِ الذِي عَلَّمَني حَرفاً وَكُنتُ لا أملِكُ
    قَبلَه, فَأنزَلَهُ بِقلَمِي مُبارَكاً لأتَصَدى بـهِ فِي
    تَفسِير هـذا القـُرآن,,

    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
    (فَوَجَدَا عَبْـداً مِـنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِـنْ
    عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً)(الكهف65)
    سُورَة البَقرَة الجـِزء الأوَل مِن القرآن

    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
    (أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَـرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ
    فِـي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ (19)
    يَكَادُ الْبَـرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَـاءَ لَهُمْ مَشَـوْا فِيـهِ وَإِذَا
    أَظْلَـمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْْ شَاءَ اللهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِم ْ إِنَّ اللَّهَ
    عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20)

    تَفسِير(أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ) وَكَلِمَة (أَوْ) جاءَ لِلتَخْيِّير وَمَعناهُ مَثَلٌ عُيِّنَ

    لا عَلى الاقتِصار بَلْ هُوَ مَعطُوفٌ (كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً)(البقرة:17)

    وَثَنَّـى اللـَّهُ فِي شَـأنِ المُنافِقِينَ وَالكُـفارِ بِتَمْثِيلٍ بَعـدَ تَمْثِيـلٍ لِيَكُونَ كَشْـفاً

    لِحالِهِم بَعـدَ كَشْفٍ وَقالَ (وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلا الْأَمْوَاتُ) وََقالَ اللهُ فِي

    أخْـرى (هَـلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَـلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّـورُ)

    (الرَعد:16)

    وَالصَيّبُ هُوَ كَسِيدُ المَطَرِ مِنْ مَعنى الصَّوْبِ: وَهُوَ النِزُول إذا نَزَلَ المَطَرُ

    وَانحَدرَ سَريعاً, فإنَهُ لَيْسَ الحَياءُ بِمانِعٍ لِلهِ عزَّ وَجَل مِنْ ضَربِ الأمْثالِ

    بالمَخلُوقاتِ فِي نَظَّرِ الإنسانِ كالصَيِّبِ الذِي يَنزلُ مِنَ السَماءِ كَأنكَ تقول

    اللَّهُمَ اسْقِنا غَيْثاً صَيِّباً: أي مَطَراً مُنْهَمِراً مُتَدَفقاً وأصْلُهُ الواو, لأنَهُ مَنْ

    صَابَ يَصُوبُ إذا نَزَلَ وَبِنَاؤُهُ صَيْوَِب: فأُبْدِلَّت الواو ياءٌ وأُدْغِمَتْ, وَهُـوَ

    مَثَلٌ ضَرَبهُ الله تَعالى لِلمُنافِقِينَ يَصِفُ حِيرَتَهُم وَشِدَّةِ الغَـمِ عَليهِم: وَقالَ

    (فِيهِ ظُلُمَاتٌ) بَـلْ: أشارَ اللـَّهُ عَـزَ وَجَـل إلى الصَيَّبِ فَجَعَلَهُ ظُلْمَةٌ كَظُلمَةِ

    اللَّيْلِ التِي سُمِّيَتْ دَجَنٌ مُظْلِمٌ وَهُوَ هَوْلٌ وَغَمٌ لِلنَفسِ,,

    (وَرَعْـدٌ وَبَـرْقٌ) أيْ: هُما اللَّـذانِ يَصْحُبانِ الأمْـطارَ الغَزيرَةَ التِي تَحـدِثُ

    قوَتَها عِندَ تََكاثفِ السُحُبِ فِي السَماءِ مِما تـُؤَدِي بحَجْبِ ضَـوْءِ الشَمْسِ

    عَنْ الأرضِ كَأنَها ظُلمَةُ اللَّيل البَهِيم عَلى أهْلِها,,

    وَقَـدْ ذكَرَ الإمامُ عَلِيّ عَليهِ السَلام البَـرقُ (هُـوَ مِخْـراقُ حَدِيـد بِيَـدِ المَلَكِ

    يَسُوق بـهِ السِحاب) يَعنِي بِكَلامِهِ هِيَّ الواقِعَةُ التِي تَصِيـبُ الكُـفارَ هَـوْلاً

    وَفَزَعاً مِنْ شِدَةِ صَوْتِ الرَعدِ الذِي يَكُونُ مَعَهُ بَرْقٌ يَصْطَحِبُهُ ناراً: فَيُقال

    عَنهُ المِخْراق الذِي بيَدِ المَلَك إسْرافِيل، أو هُوَ قِطْعَةُ نـارٍ تَخْرِجُ مِنْ فَمِهِ

    عَندَ غَضَبِهِ عَلى القوْمِ الكافِرينَ وََالمُرادُ عَـنْ مَفهُومِ كَلِمَةِ (وَرَعْدٌ) هُـوَ

    عِقابٌ يَصِّمُ آذانَ الكُفارِ وَمَعَهُ صَواعِقٌ تَحـرِقُ ما تـُصِيبَهُم مِـنْ أنفـُسِهِم

    وَأمْلاكِهِم,, وَهـذا لا يُخفِيَّ عَلى الناسِ إنها ظاهِـرةٌ مَوجُودَةٌ في مَداركِ

    الحَواسِ تَحْدِثُ في كُلِّ زمانٍ عِندَ وقُوعِ أسْبابِِها بَعدَ الكُفرِ بالإيمانِ جَعَلَ

    اللـَّهُ أسبابَها مِن المُسَّبباتِ التِي يَنتَقِمُ بِها عَلى عِبادِهِ (الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْـدَ

    إِيمَانِهِـمْ ثـُمَّ ازْدَادُوا كُفْـراً لَـنْ تـُقْبَلَ تَوْبَتُهُـمْ وَأُولَـئِكَ هُـمُ الضَّالُّونَ) (آل

    عمران:90) ومَّثـَلُ الرَعدُ مَجازٌ بحَّـقِ المُنافقِينَ لِتَرْعِـدُ فرائِصُهُم:: أي

    تَرْجُفُ وتَضْطَربُ مِـنْ الخَوفِ كَما تَقول رَعَـدَ الإسْلامُ وَبـَرَقَ حِينَ جَـاءَ

    بوَعِيدِهِ وتَهَـدُدِهِ: يُـقال, رَعَـدَ وَبَـرَقَ وأرْعَـدَ وَأبْـرق: إذا تَوَعَّـدَ وتَهَـدَّدَ

    المُنافِقُونَ (وَبَرْقٌ) يَخطِفَّ أبصارَهُم: أي يَسْلُبُها مِـن الخَطْفِ, والجُمْلَةُ

    حال المَعنى عَلى الآيـةِ مِنْ أعلاها يُحاوِّلُونَ التَخلُصُ مِـنْ الصَيِّبِ وَهُـوَ

    المَطرُ الغَزيرُ ومَعَهُ صَواعقٌ التِي مَنعَتهُم مِنْ الهَرَبِ, كَما وَصَفَهُم اللـَّه

    بِنَحوِّ قَوْلِـهِ: وَقـال (يَجْعَلـُونَ أَصَابِعَهُمْ فِـي آذَانِهِـمْ مِـنَ الصَّوَاعِقِ حَـذَرَ

    الْمَوْتِ) أي: مِـنِ شِـدَّةِ الهَلْـعُ وَالفَـزعُ وَالجَـوْعُ الـذِي أصابَهُم مِـنِ قـوَّةِ

    الصَيِّبِ وَالصَواعِقِ التي مَعـهُ, وَالصَّعقُ هُـوَ الـذِي يُغْشَى عَلى الإنسانِ

    مِـنْ صَوتِ شَديـدٍ يَسْمَعُه وَربَّما ماتَ مِنـهُ الكثيـرُ مِـنَ المُنافقيـنَ, وَهُـمْ

    قسْمان بَعضَهُـم يُشَبَهُـونَ أصْحابُ الـنار فِي الـدَرَكِ الأسْفَـلِ: وَبَعضَهُـم

    يُشَبَهُونَ أصْحابُ الصَيّبِ وَالصَواعِق,,

    ثمَ استُعْملَ الصَعقُ بقدْرَتهِ جَلَّ وَعَز ما يَشاءُ فِي المَوْتِ كَثيراً, وََالصَّعْقَةُ

    المَرَّةُ الواحِدَةُ مِنهُ, ويُريدُ الله بِها فِي الحَدِيثِ أن يُقال عِندَما تَجْلَّى رَبُكَ

    لِلجَبَلِ وَقولَهُ (جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ مُوسَى صَعِقاً فَلَمَّا أَفَاقَ) يَعني ماتَ مُوسى

    وَحُييَّ, وَماتَ مَـنْ مَعَـهُ مِـنْ قومِـهِ (قَـالَ سُبْحَانَـكَ تـُبْتُ إِلـََيْكَ وَأَنَـا أَوَّلُ

    الْمُؤْمِنِينَ)(لأعراف:143)

    وَيُرادُ بهذهِ الآيات صِفَة التَهْوِّيـل وَالمَوْت، وَيكُـونُ المَعنى مَثَـلُ الكُـفارَ

    وَالمُنافِقِينَ كَمَثَـلِ قـوْمٍ نـََزَلَ بِهِم مَطَـر السَـماء تَصْطَحِبُهُ ظُلُماتٍ: كَأنَها

    سَوادُ اللَّيْل, يَتبَعُهُ رَعدٌ يَصِّم الآذان, وَبَرْقٌ يَخْطِف الأبْصار, وَصَواعِقٌ

    تَحرِق ما تُصِيب,,

    وَدَليلُ مَعنى الآيَةَ: أي مَثـَّلَ اللهُ المَوْتَ بالصَيِّبِ لِِّما فِيهِ مِنَ العَمى لِشِدَّةِ

    الظُلُماتِ ثـُمَ يَتبَعَهُ ما فِيهِ مِـنَ الوَعِيدِ وَالزَجْرِ المُخِيف وَهُوَ الرَعدُ يَتبَعَهُ

    شُهُب الصَواعِق أرادَ اللـَّهُ بِها عَـذابَ المُنافِقِيـنَ بالمَوتِ لا عَلـى سَبيـلَ

    التَّجَلِي كَأصْحابِ مُوسى, وَإنْ تَعَـدَّت الأسْـبابُ فالمَوتُ واحِـدٌ: وَالشِـدَّةُ

    أعَظَّمُ بِإغراقِهِم والصَواعِقُ تَتبَعَهُم,,

    والصَّاعِقَةُ: هِيَّ النارُ التي يُرْسُلـُها اللَّهُ تَعالى مَع الرَّعـدِ الشدِيدِ: يُـقال

    صَعِقَ الرجِلُ وَصُعِقَ وَقدْ صَعَقَتهُ الصَاعِقَةَ وَماتَ ذلِكَ دَلِيلاً لِقولِهِ تَعالى

    (حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ) إنما نُصِّبَ حَذّر المَوْت لِلذِينَ ظَنُوا

    إنَهُم لَمْ يَمُوتُوا بِهذِهِ المُخِيفاتِ التِي مَدَّت بِعذابِهِم, فَهؤلاءُ كَقوْمِ مُوسى

    عَما قالَ عَنهُم اللـَّه (وَاخْـتَارَ مُوسَى قَوْمَـهُ سَبْعِيـنَ رَجُـلاً لِمِيقَاتِنَا فَلَـمَّا

    أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ

    السُّفَهَاءُ مِنَّا)(لأعراف:155)

    وَالآيَةُ مِنْ جُمْلَةِ أحوالِ المُشَبََّهِ بِـهِ عَلى أنَ المُرادَ بالكافِرينَ المُنافِقُونَ

    الذِينَ لا مَدفَـعَ لَهُم مِـنَ العَـذابِ وَالمَوْت, لأنَهُم كُلّـما اسْتَنارَ لَّهُم الحَـقُّ

    اتَبَعُوهُ وَقالُوا نَحنُ مَعَ المُؤمِنِينَ, وَإذا أظْلَمَ عَليْهُم فَلَم يُصِبُوا خَيْراً مِنهُ

    تَرَكُـوهُ وَلَجَئـُوا إلى أهْوائِهِم: وَأصْـلُ الكُفـرُِ تَغْطِيَـةُ الشَيء مِما جَحَـدُوا

    الرِسالَة السَماوِّيَة, وَالكافِرُ بكُتُبِ اللهِ إنَهُ يَجْحِدُ بالوِّحدانِيةِ أوْ النُبُوَةِ,,

    وَالكُفرُ نَوعان أحدُهُما الكُفرِ بأصْلِ الإيمانِ وَهُوَ ضِدُّهُ وَهُوَ الكُفرُ الأكْبَرُ

    وَالآخَر هُوَ الكُفْـرُ بفَرْعٍ مِنْ فُرُوعِ الإسْلامِ فلا يَخْرجُ صاحِبُهُ عَـنْ أصْلِ

    الإيمانِ, بَلْ يَتَرَتَب عَليهِ شرُوطِ الكَفَّارةِ اسْماً وَفْعِلاً مُفْرداً وَجَمْعاً: وَهِيََّ

    عِبارةٌ عَن الفِعْلةِ وَالخَصْلةِ الَّتي مِن أجلِها أنْ تُكَفِّرَ الخَطيئَةُ التي تَسْترُها

    وَتَمْحُوها,,

    وكُفْـرُ جحُودٍ كَكُفرِ إبلِيس إنَـهُ يَعْـرِفُ اللَّهَ بقلْبهِ وَلا يُقِـرَّ بِلِسانِهِ, وَكُفـرُ

    عَنادٍ وَهُوَ أنْ يَعْتَرفَ بقَلْبهِ وبِلِسانِهِ وَلا يَدِين بـهِ حَسَداً وبَغْياً كَكُفرِ أبي

    جَهْلٍ وأضْرَابَِهُ عَنْ الدِينِ, وكُفرُ نفَاقٍ أن يُقِرَّ بِلِساَنهِ ولا يَعْتَقدُ بقَلْبهِ,,

    والكافِرينَ قلوبَهُم قلُوبَ النِساءِ: ولكِن النِّساءُ أضْعَفُ قُلوباً مِن الرِّجالِ

    لا سِيَّما إذا كُنَّ كَوافِرَ جَمْعُ كافِرةٌ,,

    وَفِي مَعنى آخَـرٌ: قالَ اللـَّهُ عَنهُم (كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَـوْا فِيـهِ وَإِذَا أَظْلَـمَ

    عَلَيْهِمْ قَامُوا) بَلْ: كُلَّما إخْتَفى عَنهُم البَـرْقُ وَقَفـُوا عَـنْ المَشِي مُذهَليـنَ

    مُتَرَقََبينَ وَمْضَةٌ أخْرى لِتُضِيءَ دَربَهُم إلى دِيارهِم, يُقال أضاءَتُ السَماء

    أي اسْتَنارَت وَصارَت مُضِيئَةً (وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ)

    أي: جَعلَ اللـَّهُ حِكْمُهُ إسْتِثناءً عَـنْ السَمْعِ وَالبَصَـرِ عَـما جَزاهُم بالأولى

    لِتَعَرضِهِم للمُؤمِنِينَ وَصُورَة العَذاب مُمَثِلَةٌ بِصُورَةِ المَوْتِ (إِنَّ اللَّهَ عَلَى

    كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) مِنَ العقُوبَةِ وَغيرِها: وَفِي أسْمائِهِ تَعالى القادِرُ وَالمْقتَدِرُ

    وَالقَدِيـرُ: فالقادرُ اسمُ فاعِل، مَـن قَـدَرَ يَقـْدرُ, وَالقَدِيرُ: فَعِيلٌ مِنـهُ وهُـوَ

    لِلمُبالَغَةِ، والمْقتَدِرُ مُفْتَعِلٌ مَنْ اقْتَدَرَ وَهُـوَ أبْلَغ, والقَـدَرُ هُـوَ عِبارةٌ عَما

    قضاهُ اللَّهَ وَحَكَمَ بهِ مِنَ الأمُورِ: وَهُوَ مَصدرٌ قَدَرَ يَقْدُرُ قَدَراً,, أي قَدَرْتُ

    الأمْر أقْدُرُهُ وأقْدِرُهُ إذا نَظَرتَ فيهِ ودَّبَّرتَهُ,,

    (تَفسِير الشيخُ الحَجاري)

    (وَقَـد جاءَنا في تَفسِير المِيزان لِسَيد آيَة الله مَحمَد حسين الطَباطَبائي)

    تَفسير (أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ) إلخ: الصَيّب هُوَ المَطرُ الغزير، والبَرقُ

    مَعرُوف والرَعدُ هُوَ الصَوْتُ الحادِث مِنَ السِحابِ عِندَ الإبْراقِ,,

    والصاعِقةُ هِيَّ النازِلَة مِنَ البرُوق وَهذا مِثلٌ ثانٍ يُمَثِل بهِ حال المُنافِقِينَ

    في إظهارِهِم الإيمان، أنهم كالذِي أخذَهُ صَيّب السَماء وَمعَهُ ظلمَةٌ تَسْلب

    عَنهُ الأبْصار والتَمْييز،,

    فالصَيّب يُضْطرَهُ إلى الفِرار والتَخَلص، والظلمَة تَمْنعَهُ ذلِك، والمهُولات

    مِنَ الرَعدِ, والصاعِقة مُحِيطة بـهِ فلا يَجد مناصاً مِنْ أن يَستَفِيدَ بالبَرقِ

    وضَوئِهِ وهُوَ غيـرُ دائِمٍ وَلا بـاقٍ مُتَصِلٍ كُلَّما أضاءَ لـهُ مَشى وإذا أظلَـمَ

    عليهِ قامَ,,

    وهذهِ حال المُنافِق فهُوَ لا يَحبُ الإيمان وَلا يَجد بدَلاً مِن إظهارِهِ، ولعدَمِ

    المواطاةِ بينَ قلبهِ ولسانِهِ لا يَستَضِيء لهُ طريقهُ تَمام الاسْتِضاءَة,,

    فلا يَزال يُخَبط خبطاً بعدَ خبطٍ ويَعثر عَثرَة بعدَ عثرَةٍ فيَمْشِي قلِيلاً وَيقف

    قلِيلاً وَيفضَحَهُ اللـَّه بذلِكَ وَلَـوْ شاءَ اللـَّه لَذهَب بسَمعِهِ وَبصَرهِ فيُفتَضَح

    مِن أوَلِ يَومِ,, (انتهى تفسِير الطَباطبائي)


    مِـنْ شبَكَة جامِِع البـَيان في تفسِـير القـرآن
    لِلعَلامَـة المُحقِق الشـيخُ ألحجاري الرميثي
  • محـب الحسين

    • Nov 2008
    • 46763

    #2
    جزاك الله خير الجزاء

    تعليق

    • عمر سعود الملة
      • Nov 2010
      • 2

      #3
      الخطيب عمر سعود الملة من البحرين يرد على تفسير الشيخ الحجاري الرميثي




      بسم الله الرحمن الرحيم
      الحمدُ للهِ الذي جَعَلَ الْحَمْدَ مفْتَاحاً لذِكْرِهِ وَخَلَقَ
      الأشْيَاءَ نَاطِقَةً بحَمْدِه وَشُكرِهِ وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ
      عَلى نَبِيِّهِ مُحَمَّد الْمُشتَقِّ اسْمُهُ مِنْ اسْمِهِ الْمحْمُود ِ
      وَعَلى آلهِ الطَّاهِرينَ أُولِي الْجُوِدِ وَالْمَكارِمِ

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      أدامَ العَليُ علينا هذا العطاء النَير
      حياكَ اللهُ شَيخنا الحجاري الرميثي
      ننتظر المزيد من هذا القلم القيّم
      دامَ عطائكُم واثابكُم اللهُ العَليُ
      حباً لفاطمةٍ وأبيِها وبعلها وَبَنيها
      موفقين للخير اخوك المُحب لدِينك
      وصفَ لنا القرآن الكريم بدقةٍ مُذهلة ما يحدث في مركز
      الغيوم الركامية والعلماء لم يكتشفوا ذلك إلا في العصر
      الحديث، وهذا يشهد على إعجاز القرآن لنتأمل مِنهُ لماذا
      قال تعالى (أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ)
      (البقرة: 19)
      فهل يوجد في الصيب ظلامٌ ورعد وبرق؟؟؟ نفهم من الآية
      وجود سحاب في السماء الدنيا يحوي في داخِلهِ ظُلماتٍ وفي
      الظُلماتِ برقٌ ورعدٌ وصواعِق كَما وصَفها الشيخُ الحجاري
      بعلمِهِ الجديد دُونَ عِلمٍ يَسبقهُ إلا ما وجدَ عُلماء الغَرب في
      أواخِر القرن العشرين أن الغلافَ الجوي يحوي على غيومٍ
      ركاميةٍ عاليةٍ يبلغ ارتفاعها أكثر من 10كيلو متر: ولَو كُنا
      في وضح النهار وفي مركزها هناك وَمضات بَرق تحدث داخل
      هذه الغيوم في مناطق اختلاف الشحنات الكهربائية, ووصفَ
      الشيخ الحجاري هذه الغيوم يكون مركزها مظلماً فيها برقٌ
      معهُ صواعِق الذي لا نراهُ على الأرض بَل يُولد الرعد أيضاً
      يَنزلُها الله على قومٍ أمنوا ثمَ كفروا عقوبَة بموتِهم لعلها أن
      تحدث في عصرنا قبلُ أيصِفها الغربيُون حِينَ قالوا بانها شحناتٌ
      كهربائِية تحدث بَين الغيوم والأرض: ولذلك وصف القرآن بدقة
      مذهلة ما يحدث داخل الغيمة ظلمات وبرق ورعد وصواعِق
      وعلماء الغرب والمُفسرون العرب لم يكتشفوا ذلك: إلا ما
      إكتشفها الشيخ الحجاري في القرن الحادي والعشرين..
      فسُبحانهُ تعالى عَما قال (عَلَّمَ الْأِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) (العلق:5)
      فهل عَلِمَ المُفسِرونَ كَما عَلِمَ الشيخُ الحجاري مِما عَلمَهُ الله
      وكتبَ عن إعجاز هذهِ الآيَة التي لَم تحدث عقوبتها إلا مرَة
      واحدة على بني إسرائيل أو أكثر واللهُ العالِم.....
      فعلى المُفسِر أن يُظهِرَ رفع إجمال الآية بنظيرتِها شيءٌ دَعا إليه
      القرآن الكريم لكن بعد الإمعان والدقةَ فيهِ, ذلكَ لنختار لكُم
      آيـة من المُتشابه وقوله تعالى قال في وصف تعذيب قوم لُوط
      (وَأَمْطرنا عَلَيْهِمْ مَطَراً فَساءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِين) (الشعراء 173)
      رُبما يتصوّر المُفسِرون أنّهم عذبوا بالمطر الغزير الذي سيَتعقب
      السيل الجارف فغُرِقوا فيه هذا مِن أضعف التفسير ولكن في آية
      أُخرى أتى سُبحانهُ تَعالى ما يرفع إبهام الآية فقال (هَلْ يَنْظُرُونَ
      إِلاّ أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللّهُ فِي ظُلَل مِنَ الْغَمامِ وَالمَلائِكَةُ وَقُضِيَ الأَمْرُ
      وَإِلَى اللّهِ تُرْجَعُ الأُمُور) (البقرة:210)
      فظاهرُ الآية إنّهم كانـُوا ينتظرُون مجيء اللّه تبارك وتعالى في
      ظلَّلِ من الغمام: ولكن الآية الأُخرى ترفع الإبهام وانّ المراد
      مجيء أمرهُ سُبحانه وتعالى يقول (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاّ أَنْ تَأْتِيَهُمُ
      الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ كَذلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَمَا
      ظَلَمَهُمُ اللّهُ وَلكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُون)(4)
      2ـ والسُؤال يَجيب نفسه لماذا تَكررت الآيات نفسها في عدةِ
      سُور وهل في هذا التَكرير وحيٌ أو أمرٌ إلهِي بلغة الكلمات تختلف
      الآراء: أو وجهات النظر عندَ الإجابةِ عن الأسئلة المتعلقة بالقرآن
      فنجد أكثر من تفسير, وأكثر من تعليل بين الآياتِ المُتشابهة كَما
      صرحَ بها العلامة الشيخ الحجاري في تَفاسيرهِ للقرآن التي لاتوجد
      لُغة أوضحُ مِن لغتهِ عندَ غيرهِ هذا لا جدالٌ فيها؟؟
      فعلى المُفسِر أن يهتمَ بالحفاظِ على سياق الآيات كَما احتفظَ بها
      الشيخ الحجاري بكُل تَفاسيره بَعدَ التَحقق والتَمعن ما طرَحَ
      عليها النقاش بأنَ تفاسِيرَهُ هيَّ الأعلى رموزا:ً فتحققنا بأنَهُ يَهتَم
      بوظائِفِ التفسير والحفاظ على سِياق الآيات الواردة في موضوع
      ونظرنا إلى الغَير فوجدنا إنهُ في تفسيرهِ لا يَهتَم بتقطيع الآية بعضُها
      عن بعض ولا يَهتم بالنظر إلى الجزء دون الكُل مِما لا يعطي للآيةِ
      حقّها في التفسير فالآيات الواردة في موضوع واحدٍ على وجهِ
      التسلسل كباقةٍ من الزهور تَكمن نظارتها وجمالها في كونها مجموعة
      واحدة وأمّا النظر إلى الآيَة دونَ النَظر إلى المُتشابهِ منها قرآنا قد
      يَسلب ذلك الجمال والنظارة منها حتى أنّ بعض الملاحدة دخل
      من ذلك الباب فعلى أن يَكُون حرّف الآية من مكانها وإلاّ يَكُون
      كَما فسّرَها الغَير بغير واقعِها وأنتم ترون الحق لمَن اليوم في تفسيرهِ
      3ـ فكانت النتائج التي حصلنا عليها تمثل حقائق إعجازية ثابتة
      لا تقبل الجدل على بلاغةِ هذا الشيخ لأرقام الآيات مِن سورها
      لاجدالَ فيها لذلك كانت هذه النتائج الرقمية ثابتة لايمكن لجاهل
      أو عالم أن ينكرها معَ إنني على يقينٍ كامل بأن المعجزة المذكورة
      لكتاب الله تعالى سوف يكون لها الأثر الأكبر في المستقبل القريب
      فنحن في هذا العصر نرى معظم العلوم الحديثة تقف على قاعدة
      متينة هي المعاجز التي لا يُؤمن بها إلا القليل بل أصبحت لغة
      المعاجز هي لغة المقارنة والقياس والبرهان فهي لغة محددة وثابتة
      ويقينيَّة عند أهل العِلم.....
      ونسأل البارئ سُبحانه وتعالى أن يجعل من هذا العِلم الناشئ
      عِلماً يُنتفع به ويكون وسيلة فعالة للدعوة إلى الله عز وجل
      وطريقاً لكل مؤمن يحبُّ اللّه ورسوله يرى من خلال عظمة هذا
      القرآن, فيزداد حبًّاً إيماناً وتسليماً لخالق السماوات السبع جلَّ
      شأنه ويزداد حباً لِنَبيّ مُحمد وأهل بيتهِ الطيبين الطاهرين في هذا
      التفسير القَيّم الذي أبداهُ العَلامة الشيخ الحجاري الرميثي..
      والحمدُ للهِ ربّ العالمين
      افتح الرباط واطلع على تفسير الشيخ
      الحجاري معَ التعليقِ الجاري عَليه

      http://www.marya-m.com/vb/showthread.php?t=40749
      الرابط الثاني
      http://gnaat.net/vb/showthread.php?t=5697

      الخَطيب الإسلامي عمر سعود المُلة من البحرين

      تعليق

      يعمل...
      X