اللهم صلي على محمد وال محمد وعجل فرجهم واهلك اعداهم
يوم الغدير هو يوم من أيام الله العظيمة, وهو يوم ذكرى الولاية والبيعة لإمام المتقين الإمام علي عليه السلام.
قال السيد الجليل ابن طاووس في الإقبال :
فيما نذكره من فضل يوم الغدير من كتاب النشر والطى رواه عن الرضا عليه السلام قال: إذا كان يوم القيامة زفت أربعة أيام إلى الله كما تزف العروس إلى خدرها، قيل: ما هذه الأيام ؟
قال: يوم الأضحى ويوم الفطر ويوم الجمعة ويوم الغدير، وإن يوم الغدير بين الأضحى والفطر والجمعة كالقمر بين الكواكب، وهو اليوم الذى نجا فيه إبراهيم الخليل من النار، فصامه شكرا لله، وهو اليوم الذى أكمل الله به الدين في إقامة النبي عليه ا لسلام عليا أمير المؤمنين علما وأبان فضيلته ووصايته، فصام ذلك اليوم، وإنه ليوم الكمال ويوم مرغمة الشيطان، ويوم تقبل أعمال الشيعة ومحبى آل محمد، وهو اليوم الذى يعمد الله فيه الى ما عمله المخالفون فيجعله هباء منثورا. وهو اليوم الذى يأمر جبرئيل عليه السلام أن ينصب كرسى كرامة الله بإزاء بيت المعمور ويصعده جبرئيل عليه السلام وتجتمع إليه الملائكة من جميع السماوات ويثنون على محمد ويستغفرون لشيعة أمير المؤمنين والأئمة عليه السلام ومحبيهم من ولد آدم عليه السلام، وهو اليوم الذى يأمر الله فيه الكرام الكاتبين أن يرفعوا القلم عن محبى أهل البيت وشيعتهم ثلاثة ايام من يوم الغدير، ولا يكتبون عليهم شيئا من خطاياهم كرامة لمحمد وعلى والائمة. وهو اليوم الذى جعله الله لمحمد وآله وذوى رحمه، وهو اليوم الذى يزيد الله في مال من عبد فيه ووسع على عياله ونفسه وإخوانه ويعتقه الله من النار، وهو اليوم الذى يجعل الله فيه سعي الشيعة مشكورا وذنبهم مغفورا وعملهم مقبولا. وهو يوم تنفيس الكرب ويوم تحطيط الوزر ويوم الحباء والعطية ويوم نشر العلم ويوم البشارة والعيد الأكبر، ويوم يستجاب فيه الدعاء، ويوم الموقف العظيم، ويوم لبس الثياب ونزع السواد، ويوم الشرط المشروط ويوم نفى الهموم ويوم الصفح عن مذنبي شيعة أميرا لمؤمنين. وهو يوم السبقة، ويوم إكثار الصلاة على محمد وآل محمد، ويوم الرضا، ويوم عيد أهل بيت محمد، ويوم قبول الأعمال، ويوم طلب الزيادة ويوم استراحة المؤمنين ويوم المتاجرة، ويوم التودد، ويوم الوصول إلى رحمة الله، ويوم التزكية، ويوم ترك الكبائر والذنوب ويوم العبادة ويوم تفطير الصائمين، فمن فطر فيه صائما مؤمنا كان كمن أطعم فئاما وفئاما - الى ان عد عشرا، ثم قال: أو تدرى ما الفيام ؟
قال: لا، قال: مائة ألف.
وهو يوم التهنئة، يهنى بعضكم بعضا، فإذا لقى المؤمن أخاه يقول: الحمدلله الذى جعلنا من المتمسكين بولاية أمير المؤمنين والائمة عليهم السلام، وهو يوم التبسم في وجوه الناس من أهل الإيمان، فمن تبسم في وجه أخيه يوم الغدير نظر الله إليه يوم القيامة بالرحمة وقضى له ألف حاجة، وبنى له قصرا في الجنة من درة بيضاء، ونضر وجهه وهو يوم الزينة، فمن تزين ليوم الغدير غفر الله له كل خطيئة عملها، صغيرة أو كبيرة، وبعث الله إليه ملائكة يكتبون له الحسنات ويرفعون له الدرجات إلى قابل مثل ذلك اليوم، فان مات مات شهيدا وإن عاش عاش سعيدا، ومن أطعم مؤمنا كان كمن أطعم جميع الأنبياء والصديقين، ومن زار فيه مؤمنا أدخل الله قبره سبعين نورا ووسع في قبره ويزور قبره كل يوم سبعون ألف ملك ويبشرون بالجنة.
وفى يوم الغدير عرض الله الولاية على أهل السماوات السبع فسبق إليها أهل السماء السابعة فزين بها العرش، ثم سبق إليها أهل السماء الرابعة فزينها بالبيت المعمور، ثم سبق إليها أهل السماء الدنيا فزينها بالكواكب، ثم عرضها على الارضين فسبفت مكة فزينها بالكعبة، ثم سبقت إليها المدينة فزينها بالمصطفى محمد صلى الله عليه وآله، ثم سبقت إليها الكوفة فزينها بأمير المؤمنين عليه السلام، وعرضها على الجبال فأول جبل أقر بذلك ثلاثة جبال: جبل العتيق وجبل الفيروزج وجبل الياقوت، فصارت هذه الجبال جبالهن وأفضل الجواهر، ثم سبقت إليها جبال اخر، فصارت معادن الذهب والفضة، وما لم يقر بذلك ولم يقبل صارت لا تنبت شيئا.
وعرضت في ذلك اليوم على المياه فما قبل منها صار ملحا أجاجا، وعرضها في ذلك اليوم على النبات فما قبله صار حلوا طيبا، وما لم يقبل صار مرا، ثم عرضها في ذلك اليوم على الطير فما قبلها صار فصيحا مصوتا وما أنكرها صار أخرس مثل اللكن، ومثل المؤمنين في قبولهم ولاء امير المؤمنين في يوم غدير خم كمثل الملائكة في سجودهم لآدم، ومثل من أبى ولاية أمير المؤمنين في يوم الغدير مثل بليس، وفى هذا اليوم أنزلت هذه الاية: { اليوم أكملت لكم دينكم } وما بعث الله نبيا إلا وكان يوم بعثه مثل يوم الغدير عنده وعرف حرمته إذ نصب لأمته وصيا وخليفة من بعده في ذلك اليوم. "
متباركين أحبتي ,,
تحيتي
نور على نور
تعليق