بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلى على محمد وآل محمد
النداء الحبيب
﴿يا أيها الذين آمنوا....﴾
كم يرتاح الإنسان، وينتعش نفسيا، حينما يرى نفسه مؤهلا لتلقي خطاب، من جهة ذات مكانة اجتماعية، كمرجع ديني، أو ملك أو رئيس.. وإن إعزازه سيزداد سموا وعظمة، إذا كان الخطاب من قبل الله تعالى.. الذي خلق الكون والإنسان.. وهو مسير نظام الحياة.. وهو الذي بيده الخير.. وهو على كل شيء قدير..
والخطاب من قبل الله تعالى، يحمل في طياته قبسا من الهداية، في صورة تكليف.
يقول الإمام الحسن عليه السلام:" إذا سمعت الله يقول: ﴿يا أيها الذين أمنو﴾ فارع لها سمعك، فإنها لأمر تؤمر به أو لنهي تنهى عنه".
وكم يلتذ المؤمن ويرتاح، حينما يقرع سمعه نداء من خالقه، وقد شحنت حروفه، بطاقات من اللذة والسرور، ولأنه يقيم النداء، ويعرف عظمة المنادي، فحينئذ يذوب عناء القيام بالتكليف، في غمرات اللذة والارتياح، اللذين يبعثهما النداء الرقيق، وتخف وطأة التكليف.
روي عن الإمام الصادق عليه السلام: " لذة ما في النداء أزال تعب العبادة والعناء ".
وعطاء آخر يمنحه هذا النداء المليء بالعطف والحنان، وهو: تهيئة الأرضية الصالحة، في قلوب المخاطبين، للقيام بالتكليف، حيث يلفتهم إلى أنهم مؤمنون، وهذا يعني خضوعهم وانقيادهم المطلق لأوامر الله سبحانه وتعالى.
فالإتيان بهذا الخطاب لتذكيرهم بسمة نبيلة يتمتعون بها: الإيمان، فيلاقي الصدى الطيب في نفوسهم، فيقبلون ما يرسم لهم ربهم من الحكم، وإن كان يصطدم بميولهم وأهوائهم.
وبعد أن تغزو الآية القلوب برقتها وحنانها تتجه لتبيين تشريع إسلامي عظيم
أسال المولى الكريم أن يكون ننقلي موفق لدى الجميع
تحياتي وخالص دعائي أختكم
نورجهان
تعليق