بسمه تعالى..
تختصر عاشوراء بيوم واحد فيها، وحتى بظهيرة منها، وحتى بلحظة مواجهة واختيار، الفلسفة الكاملة للحياة بما فيها صراع الشر والخير، حيث ظهرت روح الشر والشيطان بقتل يزيد وجيشه كل الايمان والنبوة والامامة لابن بنت نبيهم الذي سماه جده النبي محمد (ص) سيّد شباب أهل الجنة ، وهم يقتلون سيد شباب أهل الجنة.. أليس شرا!!
ولدرجة ما كانوا شريرين ومجرمين وجاهليين من خليفتهم الى كل مشترك في دم الامام وأهل بيته وأصحابه، كان الامام الحسين (ع) وأهل بيته وصحبه يمثلون الخير الصافي ويعملون به، وهم وسط التكالب عليهم وبين صليل السيوف المتكاثرة تجاههم لا ينسون فضائل الدين وآدابه وينشرونه صافيا كصفاء قلوبهم التي رمى الحاقدون تلك القلوب ، ولكن لم ولن يتوقف نبضها..
عندما دخل عبدالله بن زياد الكوفة وعمل فيها بالقبضة الحديدية وتفرّق كل الناس عن مسلم بن عقيل، تهيأت لمسلم فرصة أن يقتل عبيد الله بن زياد بأمر دبرّ في بيت أحد الموالين، عندما يأتي عبيدالله الى ذلك البيت ويكون مسلم متخفي وما عليه الاّ أن يغدره بطعنة يرميه بها ولكان الأمر انقلب تماما، ولكن عند التنفيذ مرّ أمام مسلم وصايا النبي محمد (ص) والامام علي (ع) أن لا تحاربوا الاّ مواجها ولا تقتلوا غدرا.. امتنع عندها عن الفعل. من غير سلالة الائمة الطاهرين ينتبهون لذلك والفرصة لهم.. ومسلم من هذه السلالة.
وعندما ألهب العطش الأكباد وجف حليب الثدي، وأتى علي الأكبر الى والده من الميدان يقول العطش قد قتلني، وكيف الامام وضع شفته على شفة الأكبر فاذا هي ناشفة قاسية.. وسط هذا العطش الشديد الذي لا يمكن معه أن تقاوم الماء عندما تحصل عليه وتراه وعندما تتلمسه ، فتشرب تلقائيا دون أن تشعر، هذا يحصل معنا نحن، أما الامام العباس عليه السلام يحترق عطشا وأصبح على المشرعة والماء بين يديه وتلامس برودته شفاهه، ولكن هل شرب ؟ لا! لم يشرب! بل مرّ أمامه عطش الأطفال والنساء وصراخهم وعطش أبي عبدالله ، فأبت نفسه الشرب، وكان بامكانه أن يشرب ولا حرمة في ذلكن ولكن عندما تكون النفوس نورانية يسمو فعلها الى أبعد من المسموح والممكن لتنال التحليق في سماء الفضيلة والفضل في فعل هو للأولياء والصالحين هو لأبي الفضل.
وأن أبقى مع العباس عليه السلام، الموصوف بشجاعته القتالية وهو كبش الكتيبة وحامل اللواء، ولكن ظهرت للعباس عليه السلام شجاعة الكلمة التي تعادل حياة بأكملها ، ولأجل كلمة الرجولة تلك ترخص النفوس، وقد دفعها الامام العباس باختياره وبرضا وسعادة ، اذ ليلة العاشر أراد عمر بن سعد بخباثته أن يشقّ جيش الامام الحسين (ع) باستمالة كبش الكتيبة الامام العباس معتقدا أن القرابة من ناحية الأم مع الشمر بن ذي الجوشن تجعل الامام العباس يستمع للشمر عندما أتى يقول للامام العباس لك الأمان يا عباس أنت وأخوانك، لك الأمان يا عباس أن تترك الحسين.. هي فرصة لمن يعرف أنه سيقتل بعد ساعات، ولكن الامام العباس المؤمن الواثق العارف أين الحق يسير الى الشهادة راضيا مرضيان ولا يلتفت لطلبهم قائلا للشمر ك " أتؤمنني وابن بنت رسول الله لا أمان له لعن الله أمانك" يعني لم الحياة بعد الامام الحسين (ع) اذا يزيد خليفة فيها.
أما موقف الحر بن يزيد الرياحي، موقف يسجل لكل أحرار العالم في التاريخ كله. "دعني أكون أول شهيد بين يديك " هذا الذي طلبه الحر من الامام الحسين (ع) وهو يتقدم مرتعدا، متغيرا لونه، نادما، ومطمئنا عندما اهتدى الى طريق الجنة عندما خير نفسه بين الجنة والنار وقال لا أختار عن الجنة بديلا، والجنة عند أبي عبدالله، أخذت الجنة من الحر لحظات تأمل صافية وهو يرى أصحاب الحسين يقضون الليل بين قيام وقعود وبين جيش يزيد يعربد وتتعالى صيحاته نشوة بالقتل والدماء.. ولكن نور الله في أصحاب الحسين دفعه أن يتخلى عن قيادة الجيش عند يزيد وأن تصغر الدنيا في عينهل يشرق ويضيء في خلود حريته بحديث أبنّه فيه الامام الحسين (ع) " ما أخطأت أمك اذ سمتك حرا أنت حر في الدنيا والآخرة"
لله در التفاني في أنفاسهم الأخيرة. حتى وهم ينازعون لا تأخذهم سكرات الموت عن متابعة قضيتهم الى الرمق الأخير،وهم مطمئنون ويستأنسون بالموت كما يستأنس الطفل بثدي أمه. أين تجد منهم هؤلاء النوعية المؤمنة ،التي تختلف وصيتهم عن أية وصية، بحيث ينسون أن لهم أهل وأطفال يوصون بهم ويتذكرون ما هو أهم منهم وهو الحق الذي يشغل بالهم. انظر الى حبيب بن مظاهر عندما يصل الامام الحسين (ع) الى مصرعه ومعه مسلم بن عوسجة، وحبيب عليه السلام يلفظ أنفاسه الأخيرة ، ولكن يريد أن يلفظ أن أهم همّ عنده وهو الامام الحسين (ع) ونصرته ليقول لمسلم بن عوسجة " أوصيك بهذا" ويشير الى الامام الحسين (ع).. واستشهد حبيب ولكن اصبعه المشير بها الى الامام عليه السلام بقيت منارة الطريق المشرقة أبد الدهر.
ونفس المشهد من الايثار للامام العباس عليه السلام عندما رفض أن يضع رأسه في حجر الحسين بعد ذلك الحوار العاطفي الجيّاش المؤلم الحزين.. أن يظنه من الأعداء وأتى ليقطع رأسه ثم يقول" أمهلني هنيهة الآن يأتي اليّ ابن والدي" فتجيش النفوس .. أنا ابن والديك يا عبّاس.. كسرت ظهري يا عباس.. قلّت حيلتي يا عباس.. وبالرغم من هذا الجو العاطفي المؤثر ، يرفض الامام العبّاس أن يضع رأسه في حجر الامام، ورغم جراحه وأنينه، تأخذه لوعة الحسين وحيدا في نهاية المطاف، قائلا بعد ساعة من يأخذ برأسك يا أخي، دعني أتساوى معك في القتل ولا يهم أن يبقى رأسي على التراب طالما رأسك أنت لن يجد مواسيا.. وارتقى هنا الامام العباس رقيا يصل الى شمس الاشعاع الدائم.
ولا تظنن أن الكبار من الأهل والأصحاب فقط أدركوا سلوكهم الانساني مع الامام. أبدا. هي نفس الروح التي تملكهم جميعا صغارا وكبارا. ها هو طفل للامام الحسن (ع) يفلت ويركض الى مصرع عمه وينكب عليه، يريد أن يتحسس حرارته الأخيرة ، يريد أن يلتصق به.. وهناك واحد من الأعداء يقف بالسيف فوق رأس الامام ، والطفل متشبث بالامام، وببراءة الأطفال يقول للعدو لا تقتل عمي الحسين. والمشهد بهذا الحد مؤثر. ولكن يفيض تأثيرا وأسى عندما يهوي العدو ليضرب الامام فيدافع الطفل عن عمه وتأتي الضربة في يد الطفل. مشهد كاف للمقارنة بين وجه الجبان والدنيء لأن يقتل نفسا أمام الأطفال ولا يرحم، وبين وجه الايمان في طفل من أهل البيت يريد أن يحيي الأنفس جميعا بدفاعه عن الامام الحسين (ع).
نستقي من عاشوراء كل أمثولات النقاء والطهر والتقى في الحسين وأهل بيته وصحبه عليهم السلام. واني وان حاولت انتقاء بعض المشاهد فان كل نفس من أنفاسهم يومها يحبسك عندهم ويؤجج مشاعرك تجاههم بأنهم حقيقة أهل البيت الذي أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.
السلام على أولهم وآخرهم وصغيرهم وكبيرهم سلاما ما بقيت وبقي الليل والنهار.
تختصر عاشوراء بيوم واحد فيها، وحتى بظهيرة منها، وحتى بلحظة مواجهة واختيار، الفلسفة الكاملة للحياة بما فيها صراع الشر والخير، حيث ظهرت روح الشر والشيطان بقتل يزيد وجيشه كل الايمان والنبوة والامامة لابن بنت نبيهم الذي سماه جده النبي محمد (ص) سيّد شباب أهل الجنة ، وهم يقتلون سيد شباب أهل الجنة.. أليس شرا!!
ولدرجة ما كانوا شريرين ومجرمين وجاهليين من خليفتهم الى كل مشترك في دم الامام وأهل بيته وأصحابه، كان الامام الحسين (ع) وأهل بيته وصحبه يمثلون الخير الصافي ويعملون به، وهم وسط التكالب عليهم وبين صليل السيوف المتكاثرة تجاههم لا ينسون فضائل الدين وآدابه وينشرونه صافيا كصفاء قلوبهم التي رمى الحاقدون تلك القلوب ، ولكن لم ولن يتوقف نبضها..
عندما دخل عبدالله بن زياد الكوفة وعمل فيها بالقبضة الحديدية وتفرّق كل الناس عن مسلم بن عقيل، تهيأت لمسلم فرصة أن يقتل عبيد الله بن زياد بأمر دبرّ في بيت أحد الموالين، عندما يأتي عبيدالله الى ذلك البيت ويكون مسلم متخفي وما عليه الاّ أن يغدره بطعنة يرميه بها ولكان الأمر انقلب تماما، ولكن عند التنفيذ مرّ أمام مسلم وصايا النبي محمد (ص) والامام علي (ع) أن لا تحاربوا الاّ مواجها ولا تقتلوا غدرا.. امتنع عندها عن الفعل. من غير سلالة الائمة الطاهرين ينتبهون لذلك والفرصة لهم.. ومسلم من هذه السلالة.
وعندما ألهب العطش الأكباد وجف حليب الثدي، وأتى علي الأكبر الى والده من الميدان يقول العطش قد قتلني، وكيف الامام وضع شفته على شفة الأكبر فاذا هي ناشفة قاسية.. وسط هذا العطش الشديد الذي لا يمكن معه أن تقاوم الماء عندما تحصل عليه وتراه وعندما تتلمسه ، فتشرب تلقائيا دون أن تشعر، هذا يحصل معنا نحن، أما الامام العباس عليه السلام يحترق عطشا وأصبح على المشرعة والماء بين يديه وتلامس برودته شفاهه، ولكن هل شرب ؟ لا! لم يشرب! بل مرّ أمامه عطش الأطفال والنساء وصراخهم وعطش أبي عبدالله ، فأبت نفسه الشرب، وكان بامكانه أن يشرب ولا حرمة في ذلكن ولكن عندما تكون النفوس نورانية يسمو فعلها الى أبعد من المسموح والممكن لتنال التحليق في سماء الفضيلة والفضل في فعل هو للأولياء والصالحين هو لأبي الفضل.
وأن أبقى مع العباس عليه السلام، الموصوف بشجاعته القتالية وهو كبش الكتيبة وحامل اللواء، ولكن ظهرت للعباس عليه السلام شجاعة الكلمة التي تعادل حياة بأكملها ، ولأجل كلمة الرجولة تلك ترخص النفوس، وقد دفعها الامام العباس باختياره وبرضا وسعادة ، اذ ليلة العاشر أراد عمر بن سعد بخباثته أن يشقّ جيش الامام الحسين (ع) باستمالة كبش الكتيبة الامام العباس معتقدا أن القرابة من ناحية الأم مع الشمر بن ذي الجوشن تجعل الامام العباس يستمع للشمر عندما أتى يقول للامام العباس لك الأمان يا عباس أنت وأخوانك، لك الأمان يا عباس أن تترك الحسين.. هي فرصة لمن يعرف أنه سيقتل بعد ساعات، ولكن الامام العباس المؤمن الواثق العارف أين الحق يسير الى الشهادة راضيا مرضيان ولا يلتفت لطلبهم قائلا للشمر ك " أتؤمنني وابن بنت رسول الله لا أمان له لعن الله أمانك" يعني لم الحياة بعد الامام الحسين (ع) اذا يزيد خليفة فيها.
أما موقف الحر بن يزيد الرياحي، موقف يسجل لكل أحرار العالم في التاريخ كله. "دعني أكون أول شهيد بين يديك " هذا الذي طلبه الحر من الامام الحسين (ع) وهو يتقدم مرتعدا، متغيرا لونه، نادما، ومطمئنا عندما اهتدى الى طريق الجنة عندما خير نفسه بين الجنة والنار وقال لا أختار عن الجنة بديلا، والجنة عند أبي عبدالله، أخذت الجنة من الحر لحظات تأمل صافية وهو يرى أصحاب الحسين يقضون الليل بين قيام وقعود وبين جيش يزيد يعربد وتتعالى صيحاته نشوة بالقتل والدماء.. ولكن نور الله في أصحاب الحسين دفعه أن يتخلى عن قيادة الجيش عند يزيد وأن تصغر الدنيا في عينهل يشرق ويضيء في خلود حريته بحديث أبنّه فيه الامام الحسين (ع) " ما أخطأت أمك اذ سمتك حرا أنت حر في الدنيا والآخرة"
لله در التفاني في أنفاسهم الأخيرة. حتى وهم ينازعون لا تأخذهم سكرات الموت عن متابعة قضيتهم الى الرمق الأخير،وهم مطمئنون ويستأنسون بالموت كما يستأنس الطفل بثدي أمه. أين تجد منهم هؤلاء النوعية المؤمنة ،التي تختلف وصيتهم عن أية وصية، بحيث ينسون أن لهم أهل وأطفال يوصون بهم ويتذكرون ما هو أهم منهم وهو الحق الذي يشغل بالهم. انظر الى حبيب بن مظاهر عندما يصل الامام الحسين (ع) الى مصرعه ومعه مسلم بن عوسجة، وحبيب عليه السلام يلفظ أنفاسه الأخيرة ، ولكن يريد أن يلفظ أن أهم همّ عنده وهو الامام الحسين (ع) ونصرته ليقول لمسلم بن عوسجة " أوصيك بهذا" ويشير الى الامام الحسين (ع).. واستشهد حبيب ولكن اصبعه المشير بها الى الامام عليه السلام بقيت منارة الطريق المشرقة أبد الدهر.
ونفس المشهد من الايثار للامام العباس عليه السلام عندما رفض أن يضع رأسه في حجر الحسين بعد ذلك الحوار العاطفي الجيّاش المؤلم الحزين.. أن يظنه من الأعداء وأتى ليقطع رأسه ثم يقول" أمهلني هنيهة الآن يأتي اليّ ابن والدي" فتجيش النفوس .. أنا ابن والديك يا عبّاس.. كسرت ظهري يا عباس.. قلّت حيلتي يا عباس.. وبالرغم من هذا الجو العاطفي المؤثر ، يرفض الامام العبّاس أن يضع رأسه في حجر الامام، ورغم جراحه وأنينه، تأخذه لوعة الحسين وحيدا في نهاية المطاف، قائلا بعد ساعة من يأخذ برأسك يا أخي، دعني أتساوى معك في القتل ولا يهم أن يبقى رأسي على التراب طالما رأسك أنت لن يجد مواسيا.. وارتقى هنا الامام العباس رقيا يصل الى شمس الاشعاع الدائم.
ولا تظنن أن الكبار من الأهل والأصحاب فقط أدركوا سلوكهم الانساني مع الامام. أبدا. هي نفس الروح التي تملكهم جميعا صغارا وكبارا. ها هو طفل للامام الحسن (ع) يفلت ويركض الى مصرع عمه وينكب عليه، يريد أن يتحسس حرارته الأخيرة ، يريد أن يلتصق به.. وهناك واحد من الأعداء يقف بالسيف فوق رأس الامام ، والطفل متشبث بالامام، وببراءة الأطفال يقول للعدو لا تقتل عمي الحسين. والمشهد بهذا الحد مؤثر. ولكن يفيض تأثيرا وأسى عندما يهوي العدو ليضرب الامام فيدافع الطفل عن عمه وتأتي الضربة في يد الطفل. مشهد كاف للمقارنة بين وجه الجبان والدنيء لأن يقتل نفسا أمام الأطفال ولا يرحم، وبين وجه الايمان في طفل من أهل البيت يريد أن يحيي الأنفس جميعا بدفاعه عن الامام الحسين (ع).
نستقي من عاشوراء كل أمثولات النقاء والطهر والتقى في الحسين وأهل بيته وصحبه عليهم السلام. واني وان حاولت انتقاء بعض المشاهد فان كل نفس من أنفاسهم يومها يحبسك عندهم ويؤجج مشاعرك تجاههم بأنهم حقيقة أهل البيت الذي أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.
السلام على أولهم وآخرهم وصغيرهم وكبيرهم سلاما ما بقيت وبقي الليل والنهار.
تعليق