القرآن يشير الي المهدي الموعود(عجل الله فرجه)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عاشق تراب كربلاء
    • Feb 2009
    • 238

    القرآن يشير الي المهدي الموعود(عجل الله فرجه)

    القرآن يشير الي المهدي الموعود(عجل)


    يدعي كاتب الكراسة قائلا : لا يوجد في القرآن أي دلالة على امام الزمان المزعوم الا ما حرف و أول بطريقة الباطنية ... . هذا الادعاء مرفوض من عدة جهات :
    أولا : لا يلزم ذكر جميع المعارف الدينية في القرآن الكريم

    الف - لا يوجد دليل على لزوم ذكر أي موضوع بعينه في القرآن، والمقصود من قوله تعالى : (و لا رطب و لا يابس الا في كتاب مبين )
    (1)، و قوله تعالي : (ما فرطنا في الكتاب من شئ)
    (2) في صورة ما اذا كان المقصود من الكتاب هو هذا القرآن، لا الكتاب التكويني و نظام الوجود، ناهيك بكل ما يرتبط بأمر هداية الانسان - الذي هو الهدف الاصلي من انزال الكتب السماوية - موجود في القرآن الكريم . ب - لا شك و لا ترديد في أن كل القرآن كتاب هداية لا بعضه فقط، و من جملة آياته التي لها دور أساسي في هداية الناس، تلك التي تدعو الناس الي متابعة النبي (ص) و أهل العلم . في الحقيقة بعض من المعارف و
    [1] الانعام (6) : 59 .
    [2] الانعام (6) : 38 .

    التعاليم الدينية قد طرحت في القرآن الكريم بصورة غير مستقيمة، يعني تلك التي جاءت علي لسان النبي (ص) و أهل بيته (ع). كلنا نعلم أن أغلب أركان العبادات و حتى بعض ما يختص بأصول الدين لم يذكر صراحتا في القرآن الكريم، و انما جاء ذكرها و تبيانها على لسان الرسول (ص) و أهل بيته (ع). و هذا لا ينافي ما جاء في قوله تعالي : (و لا رطب و لا يابس الا في كتاب مبين )
    (1); و لانه - كما أوضحنا سالفا - لابد من اعتبار القرآن ككل ملاكا لا بعضه، و الاية : (و أنزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم )
    (2) صريحة في أن الذكر يعني القرآن لابد تبيينه و توضيحه من قبل الرسول (ص)، و من دون ذلك يبقى في الجملة مبهما مغلقا عن الافهام . و عليه فان ذكر اسم المهدي (عج) على لسان النبي (ص) كاف للاعتقاد به، و لا لزوم لذكره في القرآن .
    ثانيا : عدم ذكر الكثير من المعارف الدينية في القرآن الكريم

    عدد الائمة و صفاتهم، و أيضا كثير من أركان و شرائط العبادات، من جملة ذلك عدد ركعات الصلاة اليومية و كيفية أدائها، و كثير من العلوم و أحكام الدين، لم تذكر أو توضح في القرآن، بل ترك أمر تبيانها و توضيحها في عهدة النبي (ص). موضوع الامامة و ولاية الامر بعد الرسول (ص) على الرغم من ثبوته
    [1] الانعام (6) : 59 .
    [2] النحل (16) : 44 .


    بالادلة العقلية فان القرآن الكريم و بنحو عام قرن طاعة أولى الامر بطاعة الله و رسوله (ص) : (أطيعوا الله و أطيعوا الرسول و اولي الامر منكم )
    (1)، و لاشك أن المقصود من أولي الامر في هذه الاية هم الائمة المعصومون (ع); و ذلك : الف - حمل الامر المطلق من قبل الله تعالى في هذه الاية بالاطاعة لغير المعصوم غير صحيح ; فغير المعصوم معرض للذنب و الخطاء، و قبيح على الله الحكيم أن يأمر بالطاعة المطلقة لشخص في معرض الانحراف و الخطاء. من هنا فسر البعض من أهل العلم و التفسير من السنة أن المراد من أولى الامر في الاية الشريفة هم الائمة المعصومون (ع)، كما جاء في "شواهد التنزيل"(4) و "تفسير البحر المحيط"(3) و "ينابيع المودة"(2) و "فرائد السمطين"(5). ب - الروايات المعتبرة المنقولة عن العترة تدل على أن المراد من "أولي الامر" في الاية "الائمة المعصومون"(ع).
    ثالثا : تطبيق الايات القرآنية علي المهدي (عج)


    كما في كتب أهل السنة واختلاف ذلك عن التحريف و التأو

    أما القسم الثاني من ادعاء الكاتب أنه : "لا يوجد في القرآن أي دلالة على امام الزمان المزعوم الا ما حرف و أول بطريقة الباطنية".
    [1] النساء (4) : 59 .
    [2] شواهد التنزيل، ج 1، ص 190 .
    [3] البحر المحيط، ج 3، ص 278 .
    [4] ينابيع المودة، ج 1، ص 351 .
    [5] فرائد السمطين، ج 1، ص 314، ح 250 .

    فهو ادعاء بلا دليل اذ تطبيق الحقائق العامة في القرآن على بعض المصاديق ليس من مقولة التحريف و لا التأويل الباطل . و بخصوص المهدي فان الكثير من كبار المفسرين السنة ذكروا آيات تنطبق على المهدي (عج) الموعود، من جملة هذه الايات :
    1 - قوله تعالي : (الذين يؤمنون بالغيب و يقيمون الصلاة ...) (1). ذكر النيشابوري في غرائب القرآن
    (2) : قال بعض الشيعة : المراد بالغيب المهدي المنتظر الذي وعد الله تعالى به في القرآن و الخبر، أما القرآن : (وعد الله الذين امنوا منكم و عملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض )
    (3)، و الفخر الرازي في تفسيره
    (4). و أما الخبر : "لو لم يبق من الدنيا الا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج رجل من أمتي ، يواطئ اسمه اسمي و كنيته كنيتي ، يملا الارض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما"
    (5). سكت النيشابوري على قول الشيعة و لم يعقب، و أشكل الرازي عليهم قائلا : "ان تخصيص المطلق من غير الدليل باطل". و بناء علي هذا فانه لا اشكال في اطلاق عموم "الغيب" على المهدي (عج) بنظر هذين العالمين الكبيرين .
    [1] البقرة (2) : 3 .
    [2] غرائب القرآن، ج 1، ص 115 .
    [3] التفسير الكبير، ج 2، ص 39 .
    [4] النور (24) : 55 .
    [5] المعجم الكبير، ج 10، ص 135
    .

    أما صاحب كتاب "ينابيع المودة" فانه يقطع بنزول هذه الاية بحق المهدي (عج) بقوله : "هذه الاية نزلت في القائم المهدي"(1).
    2 - عن ابن أبي الحديد في ذيل كلام لاميرالمؤمنين في "نهج البلاغة" يقول فيه (ع) : "لتعطفن الدنيا علينا بعد شماسها، عطف الضروس على ولدها"(2). والاية التي ذكرت بعده : (و نريد أن نمن علي الذين استضعفوا في الارض و نجعلهم أئمة و نجعلهم الوارثين ) (3). قال : "و أصحابنا يقولون انه وعد بامام يملك الارض و يستولي على الممالك"(4).
    3 - الالوسي في تفسيره لهذه الاية : (أن الارض يرثها عبادي الصالحون ) (5) يقول : المراد من الارض أرض الدنيا، حيث سيسلط الله فيها المؤمنين، و لن يكون ذلك قبل ظهور المهدي و نزول عيسي (ع)(6).
    4 - و جاء في "الصواعق المحرقة" في ذيل هذه الاية : (و انه لعلم للساعة ) (7) : قال مقاتل بن سليمان و من تبعه من المفسرين : ان هذه الاية نزلت في المهدي (8).
    [1] ينابيع المودة، ج 3، ص 245 .
    [2] نهج البلاغة، كلمات القصار، 209.
    [3] الانبياء (21) : 105 .
    [4] شرح نهج البلاغة، ج 19، ص 29 .
    [5] الانبياء (21) : 105 .
    [6] تفسير روح المعاني ، ج 17، ص 95 .
    [7] الزخرف (43) : 61 .
    [8] الصواعق المحرقة، ص 162 .

    و قد أيد صاحبا "اسعاف الراغبين"(2) و "ينابيع المودة"(1) نزول هذه الاية بحق المهدي (ع).
    5 - و نقل صاحب "غاية المرام"(3) عن كتاب "البيان" في أخبار صاحب الزمان للكنجي الشافعي : ان سعيد بن جبير استدل بقوله تعالى: (ليظهره علي الدين كله ولو كره المشركون ) (4) علي اثبات حياة المهدي (ع) بقوله : و المراد به المهدي الذي هو من عترة فاطمة (س). و قال صاحب كتاب "الديباج" : "المراد من الاية : ظهور حجة الله"(5).
    6 - و جاء في كتاب "ينابيع المودة" : و في مناقب الخوارزمي عن جابر بن عبدالله الانصاري في خبر طويل جاء فيه : أن يهودي دخل علي رسول الله (ص) فسأله عن مسائل من جملتها عن أوصيائه و عددهم، فذكرهم الرسول (ص) واحدا بعد آخر حتي وصل الي الامام الحسن و ابنه المهدي ، قال : "و ابنه محمد يدعي بالمهدي ... فيغيب ثم يخرج، فاذا خرج يملا الارض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما، طوبي للصابرين في غيبته، طوبي للمتقين على محبته، أولئك الذين وصفهم الله في كتابه و قال : (هدى للمتقين ‏ الذين يؤمنون بالغيب ) (6)، و قال تعالى
    [1] اسعاف الراغبين، ص 139 .
    [2] ينابيع المودة، ج 2، ص 453 .
    [3] غاية المرام، ص 712، الباب 124، الفصل الاخير.
    [4] التوبة (9) : 33 .
    [5] الديباج علي المسلم، ج 5، ص 338 .
    [6] البقرة (2) : 2 و 3 .

    (أولئك حزب الله ألا ان حزب الله هم المفلحون ) (2)"(1).
    7 - ينقل صاحب كتاب "ينابيع المودة" عن "فرائد السمطين" : "الحسن بن خالد، عن علي بن موسي الرضا(ع) : "فاذا خرج أشرقت الارض بنور ربها... و هو الذي يناد مناد من السماء يسمعه جميع أهل الارض : ألا أن حجة الله قد ظهر... فاتبعوه ; فان الحق فيه و معه، و هو قول الله تعالى : (ان نشأ ننزل عليهم من السماء اية فظلت أعناقهم لها خاضعين ) (4)"(3).
    8 - "ينابيع المودة" أيضا في ذيل هذه الاية : (هو الذي أرسل رسوله بالهدي و دين الحق ...) (5) قال : "والله ما يجئ تأويلها حتي يخرج القائم المهدي (ع)"(6).
    9 - ينقل صاحب كتاب "مقتضب الاثر" رواية من طرق السنة، عن أميرالمؤمنين (ع)، قال : "ليلة القدر في كل سنة ينزل فيها على الوصاة بعد رسول الله ما ينزل". قيل له : و من الوصاة يا أميرالمؤمنين ؟ قال : "أنا وأحد عشر من صلبي ..."(7).
    [1] المجادلة (58) : 22 .
    [2] ينابيع المودة، ج 3، ص 283 - 285 .
    [3] الشعراء (26) : 4 .
    [4] ينابيع المودة، ج 3، ص 387 .
    [5] الفتح (48) : 28 .
    [6] ينابيع المودة، ج 3، ص 239 .
    [7] مقتضب الاثر، ص 29 .

    يستفاد من هذه الرواية أن في سورة القدر اشارة الى المهدي (ع)، خصوصا مع التوجه الى قوله تعالى: (تنزل الملائكة والروح فيها ...) (1) الظاهرة بالاستمرار و الاتصال، و قطعا تشمل زمان الغيبة . و يستفاد أيضا من هذه الرواية أن وصي رسول الله (ص) الذي محل نزول الملائكة و الروح، كذلك دائما و في كل عام . و هذه كانت نماذج من بعض كتب أهل السنة و مفسريهم الذين ذكروا في كتبهم الايات التي تنطبق على المهدي الموعود، أكثر عشرات المرات مما جاء في كتب التفاسير الشيعية عن المعصومين (ع) ; و بما أنا أثبتنا حجية أخبار العترة، فلا مجال بعد ذلك لاحد الطعن بالتمسك بالروايات المنقولة عن أئمة و أهل بيت النبي (ع)، و ان كان هدفنا في هذه الاجوبة المختصرة هو نقل الروايات من طرق السنة و حسب . هذا من جانب، و من جانب آخر نقول للذين ينكرون تطبيق الايات على المهدي : ان كبار علماء السنة قد أفردوا كتبا مستقلة تتناول بالذكر الايات القرآنية النازلة بحق الامام علي (ع
    [1] القدر (97) : 4 .
    [2] الغدير، ج 4، ص 101 .

    واخر دعوانا ان الحمدلله رب العالمين
  • محـب الحسين

    • Nov 2008
    • 46763

    #2
    جزاك الله خير الجزاء

    تعليق

    يعمل...
    X