بكاء على مولاي الحسين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عاشق تراب كربلاء
    • Feb 2009
    • 238

    بكاء على مولاي الحسين

    ان الذين اوصونا بتخليد عزاء الحسين (ع) انمااوصونا بذلك لان هدف قيامه كان هدفا مقدسا ، لان الحسين بن علي اسس مدرسة وارادوالهذه المدرسة ان تخلد الى الابد . انك لن تجد نموذجا عمليا خالدا شبيها بنموذجالمدرسة الحسينيه . واذا ما وجدت نموذجا شبيها بالحسين (ع) عندها يحق لك ان تتسأللماذا نحن نجدد له العزاء والذكرى كل عام ؟ واذا وجدت فعلا من يناظره في الذي حصلله في واقعه كربلاء ان كان في درجه الابتلاء والمصيبه التي حصلت له ، او في فكرهالتوحيدي وفي مظهر ايمانه ومظهر معرفته بالله ، او في ايمانه الكامل بعالم الاخرة، او في رضاه وتسليمه ، في صبره واستقامته ، في رجولته وثباته وعزه نفسه وكرامتهوفي طمأنينه النفس التي لديه ، في فكره المتحرر والطالب للحريه ، في شوقه وتوقهلخدمه الناس ، اذا ما وجدت فعلا نظيرا له في هذه الدنيا لحق اذا ان تسأل : لماذانحن نخلد الحسين (ع) ؟ نحن اذ نحيي اسم الحسين وثورته انما نقوم بذلك من اجل انتنعكس علينا بعض الظلال من روح الحسين بن علي (ع) .

    ونحن اذ نسكب دمعنا عليه انما نسكبه حتىتنسجم روحنا مع روحه وتتعالى روحنا قليلا لتلتحم مع الروح الحسينيه . ولو ان ذرهمن همته أو من غيرته أو من حريته أو من ايمانه

    أوتقواه

    أو توحيده تُشع علينا فتسيل مجاري الدمع من مآقينا فان ذلك الدمع سيكون لاشك ذا قيمه بالغه للغايه . ولو قالوا لك ان قيمه ذلك بحجم جناح ذبابه فان ذلكينبغي ان يكون عندك بقيمه الدنيا كلها . ولكن هذا الدمع يختلف عن ذلك الدمع الذيينسكب لسقوط الحسين (ع) هباء ، انه الدمع الذي يذرف على الحسين لعظمته وشخصيتهالرفيعه ، نعم الدمع

    الذي يسيل منك علىاساس الانسجام والتلاحم مع الحسين (ع) واتباع نهجه وسيرته ، فهذا هو الدمع الذي لونزل بحجم جناح بعوضه منك فانه يساوى الدنيا كلها .


    ان الاشياء التي يتحدث عنها البشر ويتمنونتطبيقها ولكنهم يعجزون عن ترجمتها الى العمل تراها متبلوره في وجود الحسين (ع) .

    كيف يمكن لروح الانسان ان تكون غير قابلهللكسر وصامده الى هذا الحد ؟ سبحان الله ! الى اين يصل الانسان .

    كم يجب ان تكون روح الانسان غير قابلهللهزيمه والانكسار حتى ترى جسمها يتقطع قطعه قطعه وتتفتت ابدان شبابها

    وأبنائها امامها ذره ذره ويعطش بدنها عطشاشديدا لدرجه انها عندما تنظر الى السماء تفقد الرؤيا تماما ولا ترى امامها سوىاشباح ، وعندما تنظر حولها ترى اهلها وقد اصبحوا اسرى بيد العدو وانها فقدت كل شئتملكه ما عدا شئ واحد لم تفقده : انها الروح ، الروح التي لن تنهزم ابدا .


    ليس هناك اي واقعه في التاريخ تعكس فضائلالانسانيه كواقعه كربلاء حتى نذكرها بدلا عن هذه الواقعه ، لذلك لابد لنا من احياءهذه الواقعه وتخلدها . في تلك الواقعه استطاع جمع يبلغ تعداده اثنين وسبعين نفرامن هزيمه جمع كثير بلغ تعداده حوالي الثلاثين الفا بقوه الروح والمعنويه العاليه .فكيف هزموهم ؟

    لقد هزمزهم قبل كل شئ بروحهم العاليه فبالرغممن كونهم كانوا اقليه ينتظرهم الموت الحتمي لكن احدا منهم لم يتحول الى معسكرالعدو في حين ان العديد من معسكر الاكثريه قد التحق بهم وعلى رأسهم قائد القواتالحر بن يزيد الرياحي مع ثلاثين نفرا من جماعته . وهذا دليل ظاهر على ان الاقليهقد ربحت المعركه روحيا في حين ان الطرف الاخر قد خسرها معنريا .

    ثم ان ما قام به عمر بن سعد في كربلاء كاندليلا واضحا على انكساره النفسي وهزيمته الروحيه

    اما جنود عمر بن سعد فانهم تمنعوا عن النزال والمواجهه وجها لوجه مع جندالحسين بالرغم من قبولهم المبدئي الذي اعقبه تراجعهم المخزي .فحسب تقاليد المبارزهوالنزال الفردي تمكن جند الامام بالحاق الهزيمه المعنويه بجند عمر بن سعد مما دفععمر لايقاف المبارزه بعد الهزائم المتكرره التي لحقت بجنده .


    نزل الحسين الى ميدان القتال المباشر بعد ظهريوم العاشر من محرم ، اقد حاولوا معه منذ الصباح حتى العصر وبعدما قتلوا اصحابهواعوانه وانصاره فردا فردا وهو الذي كان يحمل لجسادهم بنفسه وهو الذي كان يواسياهل بيته ، لقد ظنوا ان بقدورهم بعد كل هذا ان يهزمزه ، لكنه رغم كل المعاناهوحرقه القلب والنفس كان اخر من نزل الى الميدان ولم يُمهل

    احدا منهم .


    ثلاثون الفا من الرجال نزلوا الى مبارزتهوجها لوجه وهو وحيد غريب مع تلك المصائب وذلك التعب والعذاب والجهد المتواصل الىجانب الجوع والعطش ورغم كل ذلك فقد كانوا ينهزمون امامه ويتراجعون ، ليس فقط امامسيفه بل وفي مقابل منطقه ايضا .

    ان ابا عبد الله قد خطب في يوم عاشوراء مراتعديده قبل بدء المعركه ، ان خطبه بحد ذاتها تدعو الى العجب حقا ! ان اهل الخطابهيعرفون جيدا انه ليس سهلا على المرء ان تجود قريحته بتلك الخطب الجياشه الرفيعه فيالظروف العاديه ، لابد لروح الانسان ان تتعرض الى هزه عاليه لاسيما اذا كانتالخطبه من النوع الرثائي ، ولابد لقلب الانسان ان يتحرق ويتفطر كبده حزنا حتىيتمكن من القاء مرثيه بذلك المستوى الرفيع .

    ها هو ابو عبد الله يناديهم : " تبا لكمايتها الجماعه وترحا حين استصرختمونا والهين ، فأصرخناكم موجفين " انها حقانموذج من خطب علي (ع) . لقد اخافت خطب الحسين (ع) قائد قوات العدو عمر بن سعد بحيثانه عليه السلام عندما بدأ خطبته الثالثه كان العدو كان قد وصل الى اخر درجات الانحطاطوالانهزام النفسي الامر الذي دفع عمر بن سعد ان يطلب من جنده الاستعانه بالتصفيرللثشويش على الخطبه الحسينيه حتى لا يسمعها العسكر ويتأثروا بها . أليست هذه علامهواضحه من علامات الهزيمه ؟ أليست هي في الوقت عينه علامه انتصار للحسين (ع) ؟

    ان الانسان المؤمن والموحد والمرتبط باللهسبحانه وتعالى والمؤمن باليوم الاخر يستطيع هزيمه عشرين الفا وثلاثين الفا منالجند والعسكر من الناحيه الروحيه .أليس هذا درسا بليغا لنا ؟واين يمكننا العثورعلى مثل هذا النموذج ؟اين هو ذلك الانسان القادر ان ينطق بجمله واحده من جمل الحسين(ع) ؟ او ان يتفوه بكلمه واحده من كلمات زينب (ع) وهي على ابواب الكوفه ؟

    لهذه الاسباب ، وحتى نفهم وندرك هذه المعاني، طلب منا نُحي عزاء الحسين ، حتى نُدرك عظمة الحسين ونبكي عليه من زاوية المعرفةوالادراك لمعاني نهضة الحسين . ان معرفة الحسين ترفع من درجتنا عند الله وترفعناالى مستوى الانسانية وتجعلنا احرارا ومن اهل الحق والحقيقه واهل العداله وتجعلنانصبح مسلمين واقعيين وحقيقين ، ان مدرسة الحسين مدرسة صناعة الانسان وليست مدرسةارتكاب الذنوب

    ، وان الحسين متراس العملالصالح لا متراس الذنوب والرذيله .
  • عاشقة ام الحسنين
    كبار الشخصيات

    • Oct 2010
    • 16012

    #2
    اللهم صل على محمد وآل محمد
    مشكور على الموضوع الرائع
    بارك الله فيك

    تعليق

    • محـب الحسين

      • Nov 2008
      • 46763

      #3
      أحسنت اخي العزيز
      جزاك الله خيرا

      تعليق

      • عشقي محمد واله
        • Sep 2009
        • 5605

        #4
        بسم الله الرحمن الرحيم

        اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم الشريف

        سلام الله على المولى الشهيد

        اللهم العن اعداء محمد وال محمد

        بوركت اخي الموالى على الموضوع

        وفقك المولى لكل خير ان شاء الله

        تعليق

        يعمل...
        X