(الترشيد في التربية).. لا المنع


هناك (ترشيد) و(إرشاد) والترشيد هو (ترويض) لقبول الأصلح والأنفع، ولذلك الفضيلة – عند علماء الأخلاق – موقف وسيط بين رذيلتين، وفي وصفه تعالى لعباد الرّحمن (وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا) (الفرقان/ 67)، (القوام) هو حالة (الترشيد) وهي مبدأ تربوي كما هي مبدأ اقتصادي وسياسي وإداري أيضاً.
وإمّا (الإرشاد) فهو النصيحة السابقة على الفعل، المقدمة التي تسبق (الترشيد).. هي (الوقاية) و(الترشيد) العلاج.
- الزهد بنصائح الأهل.. لماذا؟
يطرح بعض الآباء والأمّهات سؤالاً مهماً:
لماذا يُعرِض أبناؤنا وبناتنا عن نصائحنا؟ لماذا يسدّون أسماعهم عن وصايانا لماذا لا يأخذون بتعاليمنا وتعليماتنا؟ هل انتهى زمن النصائح واندثر؟
من جهتهم، يقول الأبناء والبنات في الردّ على هذه المؤاخذة: آباؤنا لا يملكون إلّا النصائح المجرّدة.. لا نجد لما يقولون تطبيقاً؟ نصائحهم لا تتناسب وطبيعة العصر.. زمانهم غير زماننا..
وقد يتحدّث آخرون بلهجة مغرورة فيقولون: نحن أفهم منهم فلماذا نلجأ إليهم؟
بين (أسف) الآباء المقرون (بالألم) أحياناً.. ورفض الأبناء المشوب (بالتكبّر) أحياناً.. يمكن أن نتلمّس خيط الحقيقة.
"عاشقة النور"
تعليق