المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ذكرى استشهاد الإمام علي الرضا عليه السلام في 17 صفر


حسين راضي الحسين
17-01-2011, 05:31 PM
http://www.yesmeenah.com/smiles/smiles/38/1%20%28462%29.gif





اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف




http://www.binkhamis.org/cards/w/alredha/01.jpg






عظم الله لك الأجر يا رسول الله


عظم الله لك الأجر يا أمير المؤمنين


عظم الله لك الأجر يا سيدتي يا فاطمة الزهراء


عظم الله لك الأجر أبا محمد الحسن


عظم الله لك الأجر يا ابا عبدالله الحسين


عظم الله لكم الأجر ساداتي وموالي الأئمة الطاهرين


عظم الله لكم الأجر يا مراجعنا العظام


عظم الله لكم الأجر يا شيعة يا موالين


عظم الله لكم الأجر يا أعضاء المنتدى الكرام




السلام عليك يا ثامن الأئمة


وضامن الجنة


بلغنا الله في الدنيا لزيارتك وفي الآخرة شفاعتك




نسألكم الدعاء



http://www.yesmeenah.com/smiles/smiles/38/1%20%28462%29.gif

حسين راضي الحسين
17-01-2011, 05:45 PM
http://www.yesmeenah.com/smiles/smiles/38/1%20%28462%29.gif





اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف





http://www.aljamri.org/Cards/W-emam%288%29-1423.jpg



الامام علي بن موسى الرضا (ع)


• جده


الإمام جعفر الصادق (عليه السلام)


• أبوه


الإمام موسى الكاظم (عليه السلام)


• أمه


تكتم ، أو الطاهرة ، وتكنى بـ (أم البنين)


• ولادته


ولد في المدينة المنورة يوم الخميس 11 ذي القعدة سنة 148


• كنيته


أبو الحسن


• ألقابه


الرضا ، الصابر ، الوفي ، الصادق ، الفاضل


• نقش خاتمه


ما شاء الله لا قوة إلا بالله


• زوجاته


سبيكة ـ من أهل بيت مارية زوجة رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)


وأم ولده إبراهيم ـ أم حبيبة بنت المأمون العباسي


• ولده


الإمام محمد الجواد (عليه السلام)


• شعراؤه


دعبل الخزاعي ، أبو نؤاس ، إبراهيم بن العباس الصولي


• ملوك عصره


هارون الرشيد، الأمين، المأمون


• وفاته


توفي يوم الثلاثاء 17 صفر سنة 203 متأثراً بسم المأمون


• مدة إمامته


20 سنة


• عمره


55 سنة


• قبره


في خراسان ينافس السماء علواً وازدهاراً، على أعتابه يتكدس الذهب


ويزدحم المسلمون من شرق الأرض وغربها لزيارته


والصلاة عنده، والتطواف حول ضريحه الأقدس




السلام عليك يا أبا الحسن يا موسى بن جعفر


يا حجّة الله على خلقه، يا سيّدنا ومولانا


إنّا توجّهنا واستشفعنا وتوسّلنا بك إلى الله


وقدّمناك بين يدي حاجاتنا


يا وجيهاً عند الله اشفع لنا عند الله





نسألكم الدعاء



http://www.yesmeenah.com/smiles/smiles/38/1%20%28462%29.gif

حسين راضي الحسين
17-01-2011, 06:17 PM
http://www.yesmeenah.com/smiles/smiles/38/1%20%28462%29.gif




اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف





http://www.aljamri.org/Cards/w-emam%288%29-1424.jpg




السلام عليك ياعلي بن موسى الرضا


ايها الراضي بالقدر والقضا

السلام عليك وعلى ابنائك الطاهرين

السلام عليك وعلى آبائك الطيبين

السلام عليك ايها الغريب

السلام عليك ياغريبا في حياتك وبعد مماتك

السلام عليك يابعيد المدى

السلام عليك يا مغيث الشيعة والزوار في يوم الجزاء



الإمام أبو الحسن علي ين موسى الرضا


ابن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين ابن علي بن أبي طالب عليهم‏السلام ثامن أئمة أهل البيت الطاهرين عليهم‏السلام


مولده و وفاته و مدة عمره و مدفنه


ولد بالمدينة يوم الجمعة أو يوم الخميس 11 ذي الحجة أو ذي القعدة أو ربيع الأول سنة 153 أو 148 للهجرة سنة وفاة جده الصادق عليه‏السلام‏أو بعدها بخمس سنين

و توفي يوم الجمعة أو الإثنين آخر صفر أو 17 أو 21 من شهر رمضان أو 18 جمادى الأولى‏أو 23 من ذي القعدة أو آخره سنة203 أو 206 أو 202 قال الصدوق في العيون : الصحيح أنه توفي في شهر رمضان لتسع بقين منه يوم الجمعة سنة 203 و كانت وفاته بطوس من أرض خراسان في قرية يقال لها سناآباد من رستاق نوقان من نوقان على دعوة

و عمره«48» أو«47» أو«50» أو«51» أو «57 سنة و 49 يوما أو 79 يوما أو بزيادة 9 أشهر عليها أو 6 أشهر و 10 أيام« على حسب الاختلاف في تأريخ المولد و الوفاة و ما يقال في عمره الشريف أنه«55» أو«52» أو «49 سنة« لا يكاد ينطبق على شي‏ء من الأقوال و الروايات و الظاهر أن منشأ بعضه التسامح بعد السنة الناقصة سنة كاملة.و من الغريب ما ذكره الصدوق في العيون من أن ولادته في 11 ربيع الأول سنة 153 و وفاته لتسع بقين من رمضان سنة203 و عمره «49 سنة و 6 أشهر« مع أنه على هذا يكون عمره «50 سنة و 6 أشهر و 10 أيام« و منشأه عدم التدقيق في الحساب و قد وقع نظيره من الشيخ المفيد في غير المقام كما نبهنا عليه في حواشي المجالس السنية

أقام منها مع أبيه «24 سنة و أشهرا« كما في مطالب السؤول و «25 سنة إلا شهرين« في قول ابن الخشاب و المطابق لما مر أن يكون عمره يوم وفاة أبيه «35 سنة« أو «29 سنة و شهرين« و بعد أبيه 25 سنة كما في مطالب السؤول و المطابق لما تقدم أن يكون بقاؤه بعده 20 سنة كما في الإرشاد أو بنقيصة شهرين أو ثلاثة أو 20 سنة و 4 أشهر أو 22 سنة إلا شهرا و هي مدة إمامته و خلافته و هي بقية ملك الرشيد عشر سنين و خمسة و عشرين يوما ثم خلع الأمين و أجلس عمه إبراهيم بن المهدي أربعة و عشرين يوما ثم أخرج محمد ثانية و بويع له و بقي سنة و سبعة أشهر و قتله طاهر بن الحسين ثم ملك المأمون عبد الله بن هارون بعده عشرين سنة و استشهد عليه‏السلام بعد مضي خمس سنين أو ثمان سنين من ملك المأمون

أمه

في مطالب السؤول : أمه أم ولد تسمى الخيزران المرسية و قيل شقراء النوبية و اسمها أروى و شقراء لقب لها

قال الطبرسي في إعلام الورى : أمه أم ولد يقال لها أم البنين و اسمها نجمة و يقال سكن النوبية و يقال تكتم ، قال الحاكم أبو علي قال الصولي و الدليل على أن اسمها تكتم قول الشاعر يمدح الرضا عليه‏السلام :

ألا أن خير الناس نفسا و والدا و رهطا و أجدادا علي المعظم‏أتتنا به للعلم و الحلم ثامنا إماما يؤدي حجة الله تكتم

قال أبو بكر : و قد نسب قوم هذا الشعر إلى عم أبي إبراهيم بن العباس و لم أروه و ما لم يقع لي رواية و سماعا فإني لا أحققه و لا أبطله، قال و تكتم من أسماء نساء العرب قد جاءت في الأشعار كثيرا منها في قول الشاعر:

طاف الخيالان فزادا سقما خيال تكنى و خيال تكتما

)اه(

و صحح الفيروزآبادي تكنى و تكتم على بناء المجهول و قال كل منهما اسم لامرأة

كنيته

أبو الحسن و يقال أبو الحسن الثاني .و روى أبو الفرج في مقاتل الطالبيين ما يدل على أنه يكنى بأبي بكر فروى بسنده عن عيسى بن مهران عن أبي الصلت الهروي قال: سألني المأمون يوما عن مسألة فقلت قال فيها أبو بكر كذا و كذا فقال من أبو بكر أبو بكرنا أو أبو بكر العامة قلت بل أبو بكرنا فقال عيسى لأبي الصلت من أبو بكركم فقال علي بن موسى الرضا كان يكنى به

لقبه

في مطالب السؤول : ألقابه الرضا و الصابر و الرضي و الوفي و أشهرها الرضا ، و مثله في الفصول المهمة مع إبدال الرضي و الوفي بالزكي و الولي ، و في مناقب ابن شهرآشوب قال أحمد البزنطي إنما سمي الرضا لأنه كان رضا لله تعالى في سمائه و رضا لرسوله و الأئمة عليه‏السلام بعده في أرضه و قيل لأنه رضي به المخالف و المؤالف و قيل لأنه رضي به المأمون .


نقش خاتمه

في الفصول المهمة : حسبي الله ، و في الكافي بسنده عن الرضا عليه‏السلام : نقش خاتمي ما شاء الله لا قوة إلا بالله ، و في العيون : نقش خاتمه وليي الله.

شاعره

دعبل الخزاعي و أبو نواس و إبراهيم بن العباس الصولي


أولاده

قال كمال الدين محمد بن طلحة في مطالب السؤول : أما أولاده فكانوا ستة: خمسة ذكور و بنت واحدة و أسماء أولاده: محمد القانع ، الحسن ، جعفر ، إبراهيم ، الحسن ، عائشة )اه( و نحوه ذكر عبد العزيز بن الأخضر الجنابذي في معالم العترة الطاهرة و ابن الخشاب في مواليد أهل البيت و أبو نعيم في الحلية . و في تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي : أولاده محمد الإمام أبو جعفر الثاني و جعفر و أبو محمد الحسن و إبراهيم و ابنة واحدة

و قال المفيد في الإرشاد :

مضى الرضا عليه‏السلام و لم يترك ولدا نعلمه إلا ابنه الإمام بعده أبا جعفر محمد بن علي عليه‏السلام و قال ابن شهرآشوب في المناقب : أولاده محمد الإمام فقط. و قال الطبرسي في إعلام الورى : كان للرضا من الولد ابنه أبو جعفر محمد بن علي الجواد لا غير ، و عن العدد القوية : كان له ولدان محمد و موسى لم يترك غيرهما ، و عن قرب الإسناد أن البزنطي قال للرضا عليه‏السلام إني أسألك منذ سنين عن الخليفة بعدك و أنت تقول ابني و لم يكن لك يومئذ ولد ]و[ اليوم قد وهب الله لك ولدين فأيهما هو؟ و نقل المجلسي في البحار في باب حسن الخلق عن عيون أخبار الرضا عليه‏السلام حديثا عن فاطمة بنت الرضا عن أبيها الخ


صفته في خلقه و حليته


في الفصول المهمة : صفته معتدل القامة




يا وجيهاً عند الله اشفع لنا عند الله





نسألكم الدعاء

حسين راضي الحسين
17-01-2011, 06:25 PM
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف




http://www.aljamri.org/Cards/w-emam%288%29-1425.jpg





صفته في أخلاقه و أطواره


في إعلام الورى : في ذكر طرف من خصائصه و مناقبه و أخلاقه الكريمة قال إبراهيم بن العباس )يعني الصولي ( : ما رأيت الرضا عليه‏السلام سئل عن شي‏ء إلا علمه و لا رأيت أعلم منه بما كان في الزمان إلى وقته و عصره و كان المأمون يمتحنه بالسؤال عن كل شي‏ء فيجيب عنه و كان حوابه ]جوابه[ كله و تمثله انتزاعات من القرآن المجيد و كان يختمه في كل ثلاث و كان يقول لو أني أردت أن أختمه في أقرب من ثلاث لختمت و لكنني ما مررت بآية قط إلا فكرت فيها و في أي شي‏ء أنزلت )و عنه( قال: ما رأيت و لا سمعت بأحد أفضل من أبي الحسن الرضا و شهدت منه ما لم أشاهد من أحد و ما رأيته جفا أحدا بكلام قط و لا رأيته قطع على أحد كلامه حتى يفرغ منه و ما رد أحدا عن حاجة قدر عليها و لا مد رجليه بين يدي جليس له قط و لا اتكى بين يدي جليس له قط و لا رأيته يشتم أحدا من مواليه و مماليكه و لا رأيته تفل قط و لا رأيته يقهقه في ضحكه بل كان ضحكه التبسم و كان إذا خلا و نصبت الموائد أجلس على مائدته مماليكه و مواليه حتى البواب و السائس و كان قليل النوم بالليل كثير الصوم لا يفوته صيام ثلاثة أيام في الشهر و يقول أن ذلك يعدل صيام الدهر و كان كثير المعروف و الصدقة في السر و أكثر ذلك منه لا يكون إلا في الليالي المظلمة فمن زعم أنه رأى مثله في فضله فلا تصدقوه

قال: و عن محمد بن أبي عياد : كان جلوس الرضا عليه‏السلام على حصير في الصيف و على مسح في الشتاء و لبسه الغليظ من الثياب حتى إذا برز للناس تزين لهم ، و قال الصدوق في العيون : كان عليه‏السلام خفيف الأكل قليل الطعام )اه( و في خلاصة تذهيب الكمال عن سنن ابن ماجة : كان سيد بني هاشم و كان المأمون يعظمه و يجله و عهد له بالخلافة و أخذ له العهد )اه( و قال الحاكم في تأريخ نيسابور كان يفتي في مسجد رسول الله صلى‏الله‏عليه‏وآله و هو ابن»نيف و عشرين سنة« )اه( و في تهذيب التهذيب : كان الرضا من أهل العلم و الفضل مع شرف النسب

و روى الصدوق في عيون أخبار الرضا بسنده عن رجاء بن أبي الضحاك و كان بعثه المأمون لأشخاص الرضا عليه‏السلام قال: و الله ما رأيت رجلا كان أتقى لله منه و لا أكثر ذكراً له في جميع أوقاته منه و لا أشد خوفا لله عزل و جل )إلى أن قال( : و كان لا ينزل بلدا إلا قصده الناس يستفتونه في معالم دينهم فيجيبهم و يحدثهم الكثير عن أبيه عن آبائه عن علي عليه‏السلام‏عن رسول الله صلى‏الله‏عليه‏وآله فلما وردت به على المأمون سألني عن حاله في طريقه فأخبرته بما شاهدت منه في ليله و نهاره و ظعنه و إقامته فقال بلى يا ابن أبي الضحاك هذا خير أهل الأرض و أعلمهم و أعبدهم»الحديث«

و في أنساب السمعاني : قال أبو حاتم بن حبان البستي يروي عن أبيه العجائب روى عنه أبو الصلت و غيره كان يهم و يخطئ قلت و الرضا كان من أهل العلم و الفضل مع شرف النسب، و الخلل في روايته من رواته فإنه ما روى عنه ثقة إلا متروك، و المشهور من رواياته الصحيفة و راويها عليه مطعون فيه

الأنساب :

و كتب بعض من كانت عنده نسخة الأنساب على هامشها كما في النسخة المطبوعة بالتصوير الشمسي ما صورته: أنظر إلى هذه الجرأة العظيمة من هذا المغرور كيف يوهم و يخطئ ابن رسول الله صلى‏الله‏عليه‏وآله و وارث علمه أحد علماء العترة النبوية و إمامهم المجمع على غزارة علمه و شرفه و ليت شعري كيف ظهر لهذا الناصبي الذي أفنى عمره في علم الرسوم لأجل الدنيا حتى نال بها قضاء بلخ و غيرها وهم علي بن موسى الرضا و خطاؤه و بينهما نحو مائة و خمسين عاما لو لا بغض القربى النبوية التي أمر الله بحبها و مودتها و أمر رسوله صلى‏الله‏عليه‏وآله بالتمسك بها قاتلهم الله أنى يؤفكون )اه( و يظهر أن بعض قارئيها ممن لم ترق في عينه ضرب بيده عليها بقصد طمسها لكنها بقيت واضحة جلية



فضائله و مناقبه


و هي كثيرة و قد تكلفت بها كتب الأخبار و التأريخ . قال اليافعي في مرآة الجنان : فيها )أي سنة 203) توفي الإمام الجليل المعظم سلالة السادة الأكارم أبو الحسن علي بن موسى الكاظم أحد الأئمة الاثني عشر ولي المناقب الذين انتسبت الإمامية إليهم و قصروا بناء مذهبهم عليهم )اه( و لا بد من ملاحظة ما مر في سيرة الصادق عليه‏السلام من اشتراك الكل في أنهم أكمل أهل زمانهم و نحن نذكر هنا طرفا من مناقبه و فضائله لتعسر استقصائها

)أحدها(

العلم مر عن إبراهيم بن العباس الصولي أنه قال: ما رأيت الرضا عليه‏السلام سئل عن شي‏ء إلا علمه و لا رأيت أعلم منه بما كان في الزمان إلى وقته و عصره و أن المأمون كان يمتحنه بالسؤال عن كل شي‏ء فيجيب عنه و أن جوابه كله كان انتزاعات من القرآن المجيد .و في إعلام الورى عن أبي الصلت عبد السلام بن صالح الهروي قال ما رأيت أعلم من علي بن موسى الرضا و لا رآه عالم إلا شهد له بمثل شهادتي و لقد جمع المأمون في مجلس له عددا من علماء الأديان و فقهاء الشريعة و المتكلمين فغلبهم عن آخرهم

حتى ما بقي منهم أحد إلا أقر له بالفضل و أقر على نفسه بالقصور و لقد سمعته يقول كنت أجلس في الروضة و العلماء بالمدينة متوافرون فإذا أعيا الواحد منهم عن مسألة أشاروا إلي بأجمعهم و بعثوا إلي المسائل فأجبت عنها قال أبو الصلت و لقد حدثني محمد بن إسحاق بن موسى بن جعفر عن أبيه أن موسى بن جعفر كان يقول لبنيه هذا أخوكم علي بن موسى عالم آل محمد فسلوه عن أديانكم و احفظوا ما يقول لكم

و في مناقب ابن شهرآشوب عن كتاب الجلاء و الشفاء قال محمد بن عيسى اليقطيني : لما اختلف الناس في أمر أبي الحسن الرضا عليه‏السلام جمعت من مسائله مما سئل عنه و أجاب فيه ثمانية عشر ألف مسألة.و روى الشيخ في كتاب الغيبة عن الحميري عن اليقطيني مثله إلا أنه قال خمسة عشر ألف مسألة، و في المناقب ذكر أبو جعفر القمي في عيون أخبار الرضا أن المأمون جمع علماء سائر الملل مثل الجاثليق و رأس الجالوت و رؤساء الصابئين منهم عمران الصابي و الهربذ الأكبر و أصحاب زردشت و نطاس الرومي و المتكلمين منهم سليمان المروزي ثم أحضر الرضا عليه‏السلام فسألوه فقطع الرضا واحدا بعد واحد و كان المأمون أعلم خلفاء بني العباس و هو مع ذلك كله انقاد له اضطرارا حتى جعله ولي عهده و زوج ابنته




يا وجيهاً عند الله اشفع لنا عند الله





نسألكم الدعاء

حسين راضي الحسين
17-01-2011, 06:35 PM
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف




http://www.fadak.org/new_win/69_.gif




السلام عليك ياشمس الشموس


السلام عليك ياأنيس النفوس


السلام عليك ياضامن الجنان


السلام عليك ياايها السلطان


علي بن موسى الرضا عليه السلام




)ثانيها( الحلم


و كفى في حلمه تشفعه إلى المأمون في الجلودي الذي كان ذهب إلى المدينة بأمر الرشيد ليسلب نساء آل أبي طالب و لا يدع على واحدة منهن إلا ثوبا واحدا و نقم بيعة الرضا عليه‏السلام فحبسه المأمون ثم دعا به من الحبس بعد ما قتل اثنين قبله فقال الرضا يا أمير المؤمنين هب لي هذا الشيخ فظن الجلودي أنه يعين عليه فأقسم على المأمون أن لا يقبل قوله فيه فقال و الله لا أقبل قوله فيك و أمر بضرب عنقه، و سيأتي ذلك مفصلا في خبر عزم المأمون على الخروج من مرو


)ثالثها( التواضع

مر في صفته عليه‏السلام عن إبراهيم بن العباس أنه كان إذا خلا و نصبت الموائد أجلس على مائدته مماليكه و مواليه حتى البواب و السائس.و عن ياسر الخادم : كان الرضا عليه‏السلام إذا خلا جمع حشمه كلهم عنده الصغير و الكبير فيحدثهم و يأنس بهم و يؤنسهم، و روى الكليني في الكافي بسنده عن رجل من أهل بلخ قال: كنت مع الرضا عليه‏السلام في سفره إلى خراسان فدعا يوما بمائدة له فجمع عليها مواليه من السودان و غيرهم فقال له بعض أصحابه جعلت فداك لو عزلت لهؤلاء مائدة فقال عليه‏السلام : إن الرب تبارك و تعالى واحد و الأم واحدة و الأب واحد و الجزاء بالأعمال


)رابعها( مكارم الأخلاق

مر في صفته عليه‏السلام عن إبراهيم بن العباس أنه عليه‏السلام ما جفا أحدا بكلام قط و لا قطع على أحد كلامه حتى يفرغ منه و ما رد أحدا عن حاجة قدر عليها و لا مد رجليه و لا اتكأ بين يدي جليس له قط و لا شتم أحدا من مواليه و مماليكه و لا تفل قط و لا قهقه في ضحكه بل يتبسم.و روى الكليني في الكافي بسنده أنه نزل بأبي الحسن الرضا عليه‏السلام ضيف و كان جالسا عنده يحدثه في بعض الليل فتغير السراج فمد الرجل يده ليصلحه فزبره أبو الحسن عليه‏السلام ثم بادره بنفسه فأصلحه ثم قال إنا قوم لا نستخدم أضيافنا.و بسنده عن ياسر و نادر خادمي الرضا عليه‏السلام أنهم ]أنهما[ قالا: قال لنا أبو الحسن عليه‏السلام إن قمت على رءوسكم و أنتم تأكلون فلا تقوموا حتى تفرغوا و لربما دعا بعضنا فيقال هم يأكلون فيقول دعوهم حتى يفرغوا

)خامسها( الكرم و السخاء

سيأتي عند ذكر ولايته للعهد أنه وفد عليه من الشعراء إبراهيم بن العباس الصولي فوهب له عشرة آلاف من الدراهم التي ضربت باسمه، و أجاز أبا نواس بثلاثمائة دينار لم يكن عنده غيرها و ساق إليه البغلة، و أجاز دعبلا الخزاعي بستمائة دينار و اعتذر إليه

و في المناقب عن يعقوب بن إسحاق النوبختي قال: مر رجل بأبي الحسن الرضا عليه‏السلام فقال له أعطني على قدر مروءتك قال لا يسعني ذلك فقال على قدر مروءتي قال أما هذا فنعم.ثم قال يا غلام أعطه مائتي دينار. قال و فرق عليه‏السلام بخراسان ماله كله في يوم عرفة فقال له الفضل بن سهل أن هذا لمغرم فقال بل هو المغنم لا تعدن مغرما ما ابتعت به أجرا و كرما

و روى الكليني في الكافي بسنده عن اليسع بن حمزة : كنت في مجلس أبي الحسن الرضا عليه‏السلام و قد اجتمع اليه خلق كثير يسألونه عن الحلال و الحرام إذ دخل عليه رجل طوال آدم فقال السلام عليك يا ابن رسول الله‏رجل من محبيك و محبي آبائك و أجدادك مصدري من الحج و قد افتقدت نفقتي و ما معي ما أبلغ به مرحلة فإن رأيت أن تنهضني إلى بلدي و لله علي نعمة فإذا بلغت بلدي تصدقت بالذي توليني عنك فلست موضع صدقة فقال له اجلس رحمك الله و أقبل على الناس يحدثهم حتى تفرقوا و بقي هو و سليمان الجعفري و خيثمة و أنا فقال أ تأذنون لي في الدخول فقال له سليمان قدم الله أمرك فقام فدخل الحجرة و بقي ساعة ثم خرج و رد الباب و أخرج يده من أعلى الباب و قال أين الخراساني فقال ها أنا ذا فقال خذ هذه المائتي دينار و استعن بها في مئونتك و نفقتك و تبرك بها و لا تتصدق بها عني و اخرج فلا أراك و لا تراني ثم خرج فقال سليمان جعلت فداك لقد أجزلت و رحمت فلما ذا سترت وجهك عنه فقال مخافة أن أرى ذل السؤال في وجهه لقضائي حاجته، أ ما سمعت حديث رسول الله صلى‏الله‏عليه‏وآله المستتر بالحسنة تعدل سبعين حجة و المذيع بالسيئة مخذول و المستتر بها مغفور له أ ما سمعت قول الأول


)سادسها( كثرة الصدقات

مر عن إبراهيم بن العباس أنه عليه‏السلام كان كثير المعروف و الصدقة في السر و أكثر ذلك منه لا يكون إلا في الليالي المظلمة


)سابعها( الهيبة في قلوب الناس

فسيأتي أنه لما خرج للصلاة في مرو و رآه القواد و العسكر رموا بنفوسهم عن دوابهم و نزعوا خفافهم و قطعوها بالسكاكين طلبا للسرعة لما روأه ]رأوه[ راجلا حافيا، و أنه لما هجم الجند على دار المأمون بسرخس بعد قتل الفضل بن سهل و جاءوا بنار ليحرقوا الباب و طلب منه المأمون أن يخرج إليهم فلما خرج و أشار إليهم أن يتفرقوا تفرقوا مسرعين





يا وجيهاً عند الله اشفع لنا عند الله





نسألكم الدعاء

حسين راضي الحسين
17-01-2011, 06:42 PM
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف



http://www.imamreza.net/images/gallery/01/01/002.jpg



سبب طلب المأمون الرضا عليه‏السلام إلى خراسان ليجعله ولي عهده



قيل إن السبب في ذلك أن الرشيد كان قد بايع لابنه محمد الأمين بن زبيدة و بعده لأخيه المأمون و بعدهما لأخيهما القاسم المؤتمن و جعل أمر عزله و إبقائه بيد المأمون و كتب بذلك صحيفة و أودعها في جوف الكعبة و قسم البلاد بين الأمين و المأمون فجعل شرقيها للمأمون و أمره بسكنى مرو و غربيها للأمين و أمره بسكنى بغداد فكان المأمون في حياة أبيه في مرو ثم إن الأمين بعد موت أبيه في خراسان خلع أخاه المأمون من ولاية العهد و بايع لولد له صغير فوقعت الحرب بينهما فنذر المأمون حين ضاق به الأمر إن أظفره الله بالأمين أن يجعل الخلافة في أفضل آل أبي طالب فلما قتل أخاه الأمين و استقل بالسلطنة و جرى حكمه في شرق الأرض و غربها كتب إلى الرضا عليه‏السلام يستقدمه إلى خراسان ليفي بنذره

و هذا الوجه اختاره الصدوق في عيون الأخبار -فروى بسنده عن الريان بن الصلت أن الناس أكثروا في بيعة الرضا من القواد و العامة و من لا يحب ذلك و قالوا هذا من تدبير الفضل بن سهل فأرسل إلي المأمون فقال بلغني أن الناس يقولون أن بيعة الرضا كانت من تدبير الفضل بن سهل قلت نعم قال ويحك يا ريان أ يجسر أحد أن يجي‏ء إلى خليفة قد استقامت له الرعية فيقول له ادفع الخلافة من يدك إلى غيرك أ يجوز هذا في العقل قلت لا و الله قال سأخبرك بسبب ذلك: أنه لما كتب إلي محمد أخي يأمرني بالقدوم عليه فأبيت عليه عقد لعلي بن موسى بن ماهان و أمره أن يقيدني بقيد و يجعل الجامعة في عنقي و بعثت هرثمة بن أعين إلى سجستان و كرمان فانهزم و خرج صاحب السرير

و غلب على كور خراسان من ناحيته فورد علي هذا كله في أسبوع و لم يكن لي قوة بذلك و لا مال أتقوى به و رأيت من قوادي و رجالي الفشل و الجبن فأردت أن ألحق بملك كابل فقلت في نفسي رجل كافر و يبذل محمد له الأموال فيدفعني إلى يده فلم أجد وجها أفضل من أن أتوب إلى الله من ذنوبي و أستعين به على هذه الأمور و أستجير بالله عز و جل فأمرت ببيت فكنس و صببت علي الماء و لبست ثوبين أبيضين و صليت أربع ركعات و دعوت الله و استجرت به و عاهدته عهدا وثيقا بنية صادقة

إن أفضى الله بهذا الأمر إلي و كفاني عاديته أن أضع هذا الأمر في موضعه الذي وضعه الله عز و جل فيه فلم يزل أمري يقوى حتى كان من أمر محمد ما كان و أفضى الله إلي بهذا الأمر فأحببت أن أفي بما عاهدته فلم أر أحدا أحق بهذا الأمر من أبي الحسن الرضا فوضعتها فيه فلم يقبلها إلا على ما قد علمت فهذا كان سببها )الحديث(

و يأتي في حديث أبي الفرج و المفيد أن الحسن بن سهل لما جعل يعظم على المأمون إخراج الأمر من أهله و يعرفه ما في ذلك عليه قال له المأمون إني عاهدت الله على أني إن ظفرت بالمخلوع أخرجت الخلافة إلى أفضل آل أبي طالب و ما أعلم أحدا أفضل من هذا الرجل على وجه الأرض


حديث سلسلة الذهب


في كتاب الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي قال حدث المولى السعيد إمام الدنيا عماد الدين محمد بن أبي سعيد بن عبد الكريم الوازن في محرم سنة ست و تسعين و خمسمائة أورد صاحب كتاب تأريخ نيشابور في كتابه أن علي بن موسى الرضا عليهماالسلام لما دخل إلى نيشابور في السفرة التي خص فيها بفضيلة الشهادة كان في قبة مستورة بالسقلاط على بغلة شهباء و قد شق نيسابور فعرض له الإمامان الحافظان للأحاديث النبوية و المثابران على السنة المحمدية أبو زرعة الرازي و محمد بن أسلم الطوسي و معهما خلائق لا يحصون من طلبة العلم و أهل الأحاديث و أهل الرواية و الدراية فقالا

أيها السيد الجليل ابن السادة الأئمة بحق آبائك الأطهرين و أسلافك الأكرمين إلا ما أريتنا وجهك الميمون المبارك و رويت لنا حديثا عن آبائك عن جدك محمد صلى‏الله‏عليه‏وآله نذكرك به فاستوقف البغلة و أمر غلمانه بكشف المظلة عن القبة و أقر عيون تلك الخلائق برؤية طلعته المباركة فكانت له ذؤابتان على عاتقه و الناس كلهم قيام على طبقاتهم ينظرون إليه و هم ما بين صارخ و باك و متمرغ في التراب و مقبل لحافر بغلته و علا الضجيج فصاح الأئمة و العلماء و الفقهاء

معاشر الناس أسمعوا و عوا و أنصتوا لسماع ما ينفعكم و لا تؤذونا بكثرة صراخكم و بكائكم و كان المستملي أبو زرعة و محمد بن أسلم الطوسي فقال علي بن موسى الرضا عليهماالسلام حدثني أبي موسى الكاظم عن أبيه جعفر الصادق عن أبيه محمد الباقر عن أبيه علي زين العابدين عن أبيه الحسين شهيد كربلاء عن أبيه علي بن أبي طالب أنه قال حدثني حبيبي و قرة عيني رسول الله صلى‏الله‏عليه‏وآله قال حدثني جبرائيل قال سمعت رب العزة سبحانه تعالى يقول كلمة لا إله إلا الله حصني فمن قالها دخل حصني و من دخل حصني أمن عذابي ثم أرخى الستر على القبة و سار.فعدوا أهل المحابر و الدوي الذين كانوا يكتبون فأنافوا على عشرين ألفا»و في رواية«عد من المحابر أربعة و عشرون ألفا سوى الدوي



وصول الرضا عليه‏السلام إلى مرو


قال أبو الفرج و المفيد في تتمة كلامهما السابق: فقدم بهم أي بالجماعة من آل أبي طالب الجلودي على المأمون فأنزلهم دارا و أنزل الرضا علي بن موسى عليهماالسلام دارا قال المفيد و أكرمه و عظم أمره



البيعة للرضا عليه‏السلام بولاية العهد


روى الصدوق في العيون بسنده في حديث أن الرضا عليه‏السلام لما ورد مرو عرض عليه المأمون أن يتقلد الإمرة و الخلافة فأبى الرضا عليه‏السلام ذلك و جرت في هذا مخاطبات كثيرة و بقوا في ذلك نحوا من شهرين كل ذلك يأبى عليه أبو الحسن علي بن موسى أن يقبل ما يعرض عليه

قال المفيد في تتمة كلامه السابق: ثم إن المأمون أنفذ إلى الرضا عليه‏السلام إني أريد أن أخلع نفسي من الخلافة و أقلدك إياها فما رأيك في ذلك فأنكر الرضا عليه‏السلام هذا الأمر و قال له أعيذك بالله يا أمير المؤمنين من هذا الكلام و أن يسمع به أحد فرد عليه الرسالة و قال فإذا أبيت ما عرضت عليك فلا بد من ولاية العهد من بعدي فأبى عليه الرضا عليه‏السلام إباء شديدا فاستدعاه إليه و خلا به و معه الفضل بن سهل ذو الرياستين ليس في المجلس غيرهم و قال

إني قد رأيت أن أقلدك أمر المسلمين و أفسخ ما في رقبتي و أضعه في رقبتك فقال له الرضا عليه‏السلام الله الله يا أمير المؤمنين أنه لا طاقة لي بذلك و لا قوة لي عليه قال له فإني موليك العهد من بعدي فقال له أعفني من ذلك يا أمير المؤمنين فقال له المأمون كلاما فيه كالتهديد له على الامتناع عليه و قال في كلامه أن عمر بن الخطاب جعل الشورى في ستة أحدهم جدك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب و شرط فيمن خالف منهم أن يضرب عنقه و لا بد من قبولك ما أريده منك فإنني لا أجد محيصا عنه فقال له الرضا عليه‏السلام فإني أجيبك إلى ما تريد من ولاية العهد على أنني لا آمر و لا أنهى و لا أفتي و لا أقضي و لا أولي و لا أعزل و لا أغير شيئا مما هو قائم فأجابه المأمون إلى ذلك كله





يا وجيهاً عند الله اشفع لنا عند الله





نسألكم الدعاء

حسين راضي الحسين
17-01-2011, 06:48 PM
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف



http://www.imamreza.net/images/gallery/05/01/018.jpg




صورة ما كان على ظهر العهد


بخط الإمام علي بن موسى الرضا عليه‏السلام

بسم الله الرحمن الرحيم.الحمد لله الفعال لما يشاء لا معقب لحكمه و لا راد لقضائه يعلم خائنة الأعين و ما تخفي الصدور و صلاته على نبيه محمدخاتم النبيين و آله الطيبين الطاهرين أقول و أنا علي الرضا بن موسى بن جعفر أن أمير المؤمنين عضده الله بالسداد و وفقه للرشاد عرف من حقنا ما جهله غيره فوصل أرحاما قطعت و أمن نفوسا فزعت بل أحياها و قد تلفت و أغناها إذا افتقرت مبتغيا رضى رب العالمين لا يريد جزاء من غيره و سيجزي الله الشاكرين و لا يضيع أجر المحسنين


و أنه جعل إلى عهده و الإمرة الكبرى إن بقيت بعده فمن حل عقدة أمر الله بشدها و فصم عروة أحب الله إيثاقها فقد أباح حريمه و أحل محرمه إذا كان بذلك زاريا على الإمام منتهكا حرمة الإسلام بذلك جرى السالف فصبر منه على الفلتات و لم يعترض بعدها على العزمات خوفا من شتات الدين و اضطراب حبل المسلمين و لقرب أمر الجاهلية و رصد فرصة تنتهز و بائقة تبتدر و قد جعلت الله على نفسي إذ استرعاني أمر المسلمين و قلدني خلافته العمل فيهم عامة و في بني العباس بن عبد المطلب خاصة بطاعته و طاعة رسوله صلى‏الله‏عليه ‏وآله


و أن لا أسفك دما حراما و لا أبيح فرجا و لا مالا إلا ما سفكته حدود الله و أباحته فرايضه و أن أتخير الكفاة جهدي و طاقتي و جعلت بذلك على نفسي عهدا مؤكدا يسألني الله عنه فإنه عز و جل يقول و أوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا و إن أحدثت أو غيرت أو بدلت كنت للغير مستحقا و للنكال متعرضا و أعوذ بالله من سخطه و إليه أرغب في التوفيق لطاعته و الحئول بيني و بين معصيته في عافية لي و للمسلمين

و ما أدري ما يفعل بي و لا بكم إن الحكم إلا لله يقضي بالحق و هو خير الفاصلين( لكني امتثلت أمر أمير المؤمنين و آثرت رضاه و الله يعصمني و إياه و أشهدت الله على نفسي بذلك و كفى بالله شهيدا و كتبت بخطي بحضرة أمير المؤمنين أطال الله بقاءه و الفضل بن سهل و سهل بن الفضل و يحيى بن أكثم و عبد الله بن طاهر و ثمامة بن أشرس و بشر بن المعتمر و حماد بن النعمان في شهر رمضان سنة إحدى و مائتين

صورة الدرهم الذي ضرب في عهد

الرضا عليه‏السلام بأمر المأمون

كما أورده صاحب كتاب مطلع الشمس و استشهد على ذلك جماعة من العلماء و المجتهدين و وضعوا خطوطهم و خواتيمهم و أصل الصورة بالخط الكوفي و نقشت أيضا بالخط النسخ و هذه صورة الخط النسخ.كتب على أحد الجانبين في الوسط في سبعة سطور هكذا:

الله محمد رسول الله المأمون خليفة الله مما أمر به الأمير الرضا ولي عهد المسلمين علي بن موسى ابن علي بن أبي طالب ذو الرياستين و كتب عن الجانب الآخر في الوسط في أربعة سطور هكذا:

لا إله الا الله وحده لا شريك له المشرق و كتب على أحد جانبي الدرهم بشكل دائرة هكذا: محمد رسول الله أرسله بالهدى و دين الحق ليظهره على الدين كله و لو كره المشركون

و على الجانب الآخر بشكل دائرتين داخلة و خارجة فعلى الداخلة هكذا: باسم الله ضرب هذا الدرهم بمدينة إصبهان سنة أربع و مائتين

و على الخارجة هكذا: في بضع سنين لله الأمر من قبل و من بعد و يومئذ يفرح المؤمنون.
و مما ينبغي التنبه له أن كتابة هذا الدرهم إذا صحت تؤيد أن وفاة الرضا عليه‏السلام سنة 206 و توهن ما قيل أن وفاته سنة 203 أو أقل كما مر إلا أن يكون هذا الدرهم طبع بعد وفاته عليه‏السلام‏تبركا و ليس مما طبع بأمر المأمون


خروج الرضا عليه‏السلام لصلاة العيد

بمرو و عوده قبل الصلاة

في إرشاد المفيد : روى علي بن إبراهيم عن ياسر الخادم و الريان بن الصلت جميعا قال لما حضر العيد و كان قد عقد للرضا عليه‏السلام الأمر بولاية العهد بعث المأمون إليه في الركوب إلى العيد و الصلاة بالناس و الخطبة بهم فبعث إليه الرضا عليه‏السلام قد علمت ما كان بيني و بينك من الشروط في دخول هذا الأمر فاعفني من الصلاة بالناس فقال له المأمون إنما أريد بذلك أن تطمئن قلوب الناس و يعرفوا فضلك و لم تزل الرسل تتردد بينهما في ذلك فلما ألح عليه المأمون أرسل إليه إن اعفيتني فهو أحب إلي و إن لم تعفني خرجت كما خرج رسول الله صلى‏الله‏عليه‏وآله و أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‏السلام فقال له المأمون اخرج كيف شئت و أمر القواد و الحجاب و الناس أن يبكروا إلى باب الرضا عليه‏السلام قال فقعد الناس لأبي الحسن عليه‏السلام في الطرقات و السطوح و اجتمع النساء و الصبيان ينتظرون خروجه و صار جميع القواد و الجند إلى بابه فوقفوا على دوابهم حتى طلعت الشمس فاغتسل أبو الحسن عليه‏السلام و لبس ثيابه و تعمم بعمامة بيضاء من قطن ألقى طرفا منها على صدره و طرفا بين كتفيه و مس شيئا من الطيب و أخذ بيده عكازا و قال لمواليه افعلوا مثل ما فعلت فخرجوا بين يديه و هو حاف قد شمر سراويله إلى نصف الساق و عليه ثياب مشمرة فمشى قليلا و رفع رأسه إلى السماء و كبر و كبر مواليه معه ثم مشى حتى وقف على الباب فلما رآه القواد و الجند على تلك الصورة سقطوا كلهم عن الدواب إلى الأرض و كان أحسنهم حالا من كان معه سكين فقطع بها شرابة جاجيلته و نزعها و تحفى.و كبر الرضا عليه‏السلام على الباب الأكبر و كبر الناس معه فخيل إلينا أن السماء و الحيطان تجاوبه و تزعزعت مرو بالبكاء و الضجيج لما رأوا أبا الحسن عليه‏السلام و سمعوا تكبيره و بلغ المأمون ذلك فقال له الفضل بن سهل ذو الرياستين يا أمير المؤمنين إن بلغ الرضا المصلى على هذا السبيل افتتن به الناس و خفنا كلنا على دمائنا فأنفذ إليه أن يرجع فبعث إليه المأمون قد كلفناك شططا و اتعبناك و لسنا نحب أن تلحقك مشقة فارجع و ليصل بالناس من كان يصلي بهم على رسمه، فدعا أبو الحسن عليه‏السلام بخفه فلبسه و ركب و رجع و اختلف أمر الناس في ذلك اليوم و لم ينتظم في صلاتهم




يا وجيهاً عند الله اشفع لنا عند الله





نسألكم الدعاء

حسين راضي الحسين
17-01-2011, 06:54 PM
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف



http://www.imamreza.net/images/gallery/01/01/008.jpg



تزويج الرضا عليه‏السلام بنت المأمون

روى الصدوق في العيون أن المأمون بعد ما جعل الرضا عليه‏السلام ولي عهده زوجه ابنته أم حبيب أو أم حبيبة في أول سنة 201 ، 102و في رواية أنه زوجه ابنته أم حبيبة و سمى للجواد ابنته أم الفضل و تزوج هو ببوران بنت الحسن بن سهل كل هذا في يوم واحد. و قال علي بن الحسين المسعودي في كتاب إثبات الوصية لعلي بن أبي طالب عليه‏السلام : زوجه المأمون ابنته و قيل أخته المكناة أم أبيها قال و الرواية الصحيحة أخته أم حبيبة و سأله أن يخطب لنفسه فلما اجتمع الناس للأملاك خطب خطبة قال في آخرها و التي تذكر أم حبيبة أخت أمير المؤمنين عبد الله المأمون صلة للرحم و إمشاج الشبيكة و قد بذلت لها من الصداق خمسمائة درهم تزوجني يا أمير المؤمنين فقال المأمون نعم قد زوجتك فقال قد قبلت و رضيت


خروج المأمون و الرضا عليه‏السلام من مرو


روى المفيد في الإرشاد بسنده عن ياسر الخادم قال: لما عزم المأمون على الخروج من خراسان إلى بغداد خرج و خرج معه الفضل بن سهل ذو الرياستين و خرجنا مع أبي الحسن الرضا عليه‏السلام

سبب وفاته و كيفيتها

روى الصدوق في العيون بسنده عن ياسر الخادم : قال لما كان بيننا و بين طوس سبعة منازل اعتل أبو الحسن عليه‏السلام فدخلنا طوس و قد اشتدت به العلة فبقينا بطوس أياما فكان المأمون يأتيه في كل يوم مرتين »الحديث«

أقول

و يظهر من عدة أخبار أن علته كانت الحمى، قال المجلسي في البحار : أعلم أن أصحابنا و غيرهم اختلفوا في أن الرضا عليه‏السلام هل مات حتف أنفه او مضى شهيدا بالسم و هل سمه المأمون أو غيره و الأشهر بيننا أنه مضى شهيدا بسم المأمون »اه«. و روى الصدوق في العيون عدة روايات في أنه سمه المأمون و كذلك روى المفيد في الإرشاد

و في خلاصة تذهيب الكمال في أسماء الرجال عن سنن ابن ماجة القزويني كلاهما من علماء أهل السنة أنه مات مسموما بطوس . و في مقاتل الطالبيين : كان المأمون عقد له على العهد من بعده و دس له فيما ذكر بعد ذلك سما فمات منه


»آه«


و في تهذيب التهذيب للحافظ ابن حجر عن الحاكم في تأريخ نيسابور أنه قال استشهد علي بن موسى بسناآباد .و فيه عن أبي حاتم بن حبان أنه عليه‏السلام‏مات آخر يوم من صفر و قد سم في ماء الرمان و سقي

»آه«

و قال الطبري أنه أكل عنبا فأكثر منه فمات فجأة



سبب سم المأمون الرضا عليه‏السلام


قال المفيد في الإرشاد : كان الرضا علي بن موسى يكثر وعظ المأمون إذا خلا به و يخوفه الله و يقبح له ما يرتكب من خلافه فكان المأمون يظهر قبول ذلك منه و يبطن كراهته و استثقاله قال المفيد و أبو الفرج و دخل الرضا عليه‏السلام يوما عليه فرآه يتوضأ للصلاة و الغلام يصب على يده الماء فقال عليه‏السلام يا أمير المؤمنين لا تشرك بعبادة ربك أحدا قال المفيد فصرف المأمون الغلام و تولى تمام وضوئه بنفسه و زاد ذلك في غيظه و وجده و كان الرضا يزري على الحسن و الفضل ابني سهل عند المأمون إذا ذكرهما و يصف له مساويهما و ينهاه عن الإصغاء إلى قولهما و عرفا ذلك منه فجعلا يحطبان عليه عند المأمون و يذكران له عنه ما يبعده منه و يخوفانه من حمل الناس عليه فلم يزالا كذلك حتى قلبا رأيه فيه و عمل على قتله و قال أبو الفرج اعتل الرضا علته التي مات فيها و كان قبل ذلك يذكر ابني سهل عند المأمون فيزري عليهما و ينهى المأمون عنهما و يذكر له مساويهما

أما الكليني فليس في كتابه رواية تدل على أنه مات مسموما كما أنه لم يذكر في أبيه موسى بن جعفر أنه مات مسموما مع اشتهار أمره بذلك بل اقتصر على أنه مات في حبس السندي بن شاهك

و في كشف الغمة : بلغني ممن آثق به أن السيد رضي الدين علي بن طاوس كان لا يوافق على أن المأمون سم الرضا و لا يعتقده و كان كثير المطالعة و التنقيب و التفتيش على مثل ذلك و الذي كان يظهر من المأمون من حنوه عليه و ميله إليه و اختياره له دون أهله و أولاده مما يؤيد ذلك و يقرره»ا

قال سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص و ظاهره أنه نقله عن أبي بكر الصولي في كتاب الأوراق : و زعم قوم أن المأمون سمه و ليس بصحيح فإنه لما مات علي توجع له المأمون و أظهر الحزن عليه و بقي أياما لا يأكل طعاما و لا يشرب شرابا و هجر اللذات»اه« و يأتي تفصيل الحال في ذلك

قال المفيد : بعد ما ذكر أن المأمون عمل على قتل الرضا عليه‏السلام فاتفق أنه أكل هو و المأمون طعاما فاعتل منه الرضا عليه‏السلام و أظهر المأمون تمارضا و قال أبو الفرج اعتل الرضا فجعل المأمون يدخل إليه فلما ثقل تعلل المأمون و أظهر أنهما أكلا عنده طعاما ضارا فمرضا»

أقول


كلام المفيد يدل على أنه كان قد سمه في ذلك الطعام فتمارض المأمون ليوهم الناس أن مرض الرضا من الطعام الضار لا من السم و لكن عبارة أبي الفرج تدل على أن الطعام لم يكن مسموما و إنما كان السم في غيره مما يأتي لكن المأمون أظهر أن المرض من أكل الطعام الضار و لعل ذلك أقرب إلى الصواب. قال أبو الفرج : و لم يزل الرضا عليلا حتى مات ، و اختلف في أمر وفاته و كيف كان سبب السم الذي سقيه، ثم قال المفيد و نحوه أبو الفرج فذكر محمد بن علي بن حمزة عن منصور بن بشير عن أخيه عبد الله بن بشير قال أمرني المأمون أن أطول أظفاري على العادة و لا أظهر لأحد ذلك ففعلت ثم استدعاني فأخرج لي شيئا يشبه التمر الهندي و قال لي اعجن هذا ليديك جميعا ففعلت ثم قام و تركني و دخل على الرضا عليه‏السلام فقال ما خبرك قال له أرجو أن أكون صالحا قال له و أنا اليوم بحمد الله صالح فهل جاءك أحد من المترفقين في هذا اليوم قال لا فغضب المأمون و صاح على غلمانه و قال للرضا فخذ ماء الرمان الساعة فإنه مما لا يستغنى عنه ثم دعاني فقال ائتنا برمان فأتيته به فقال لي أعصره بيديك ففعلت و سقاه المأمون الرضا بيديه فشربه فكان ذلك سبب وفاته و لم يلبث إلا يومين حتى مات عليه‏السلام قال محمد بن علي بن حمزة عن أبي الصلت الهروي قال دخلت على الرضا عليه‏السلام و قد خرج المأمون من عنده فقال لي يا أبا الصلت قد فعلوها أي سقوني السم و جعل يوحد الله و يمجده قال محمد بن علي و سمعت محمد بن الجهم يقول كان الرضا عليه‏السلام يعجبه العنب فأخذ له منه شي‏ء فجعل في مواضع أقماعه الإبر أياما ثم نزعت منه و جي‏ء به إليه فأكل منه و هو في علته التي ذكرناها فقتله و ذكر أن ذلك من لطيف السموم

قال المؤلف فيكون قد سمه المأمون في أثناء علته.و الذي يقتضيه ظاهر الحال أن المأمون لما رأى اختلال أمر السلطنة عليه ببيعة أهل بغداد لإبراهيم بن المهدي و كان سبب ذلك بيعته للرضا بولاية العهد و كان الناس ينسبون ذلك إلى الفضل بن سهل و كان الفضل يخفي اضطراب المملكة عن المأمون خوفا من هذه النسبة و لأغراض أخر سواء كانت النسبة صحيحة أو باطلة فخاف المأمون ذهاب الملك من يده و رأى أنه لا يكف عنه سوء رأي الناقمين فيه إلا قتل الفضل و الرضا فبعث إلى الفضل من قتله في حمام سرخس و دس السم إلى الرضا فقتله

و سواء قلنا أن بيعة المأمون للرضا كانت من أول أمرها على وجه الحيلة كما مر عن المجلسي أو قلنا إنها كانت عن حسن نية لا يستبعد منه سم الرضا فإن النيات يطرأ عليها ما يغيرها من خوف ذهاب الملك الذي قتل الملوك أبناءهم و إخوانهم لأجله و السبب الذي دعا المأمون إلى قتل الفضل هو الذي دعاه إلى سم الرضا فقتله للفضل الذي لا شك فيه يرفع الاستبعاد عن سمه الرضا بعد ورود الروايات به و نقل المؤرخين له و اشتهاره حتى ذكرته الشعراء قال أبو فراس الحمداني :

باءوا بقتل الرضا من بعد بيعته و أبصروا بعض يوم رشدهم فعمواعصابة شقيت من بعد ما سعدت و معشر هلكوا من بعد ما سلموا

و قال دعبل في رثاء الرضا عليه‏السلام :

شككت فما أدري أ مسقي شربة فأبكيك أم ريب الردى فيهون‏أيا عجبا منهم يسمونك الرضا و تلقاك
منهم كلحة و غضون


و قوله شككت و إن كان ظاهره عدم العلم إلا أن قوله و تلقاك منهم كلحة و غضون كالمحقق لذلك.و غضون الجبهة ما يحدث فيها عند العبوس الطي


يا وجيهاً عند الله اشفع لنا عند الله





نسألكم الدعاء

حسين راضي الحسين
17-01-2011, 07:00 PM
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف



http://www.imamreza.net/images/gallery/01/01/005.jpg



بعض مراثي الرضا عليه‏السلام


في المناقب قال دعبل بن علي يرثيه:

يا حسرة تتردد و عبرة ليس تنفدعلى علي بن موسى بن جعفر بن محمد

و روى الشيخ في المجالس بسنده عن محمد بن يحيى بن أكثم القاضي عن أبيه قال أقدم المأمون دعبل بن علي الخزاعي و أمنه على نفسه و استنشده قصيدته الكبيرة فجحدها فقال لك الأمان عليها كما أمنتك على نفسك فقال )و هذا منتخبها(

يا أمة السوء ما جازيت أحمد في حسن البلاء على التنزيل و السورلم يبق حي من الأحياء نعلمه من ذي يمان و لا بكر و لا مضر ألا و هم شركاء في دمائهم كما تشارك أيسار على جزرقتلا و أسرا و تخويفا و منهبة فعل الغزاة بأهل الروم و الخزر أرى أمية معذورين إن قتلوا و لا أرى لبني العباس من عذرقوم قتلتم على الإسلام أولهم حتى إذا استمكنوا جازوا على الكفرإربع بطوس على قبر الزكي بها إن كنت تربع من دين على وطرقبران في طوس خير الناس كلهم و قبر شرهم هذا من العبرما ينفع الرجس من قرب الزكي و ما على الزكي بقرب الرجس من ضررهيهات كل امرئ رهن بما كسبت له يداه فخذ ما شئت أو فذر


تذهيب قبة الرضا عليه‏السلام

جاء الشاه عباس الأول ماشيا على قدميه من أصفهان إلى خراسان و أمر بتذهيبها من خالص ماله في 10 سنة 1010 و تم في 10 سنة 1016 . و روي عنه ع في قصار هذه المعاني

قال الرضا ع لا يكون المؤمن مؤمنا حتى تكون فيه ثلاث خصال سنة من ربه و سنة من نبيه ص و سنة من وليه ع فأما السنة من ربه فكتمان السر و أما السنة من نبيه ص فمداراة الناس و أما السنة من وليه ع فالصبر في البأساء و الضراء

و قال ع صاحب النعمة يجب أن يوسع على عياله
و قال ع ليست العبادة كثرة الصيام و الصلاة و إنما العبادة كثرة التفكر في أمر الله
و قال ع من أخلاق الأنبياء التنظف
و قال ع ثلاث من سنن المرسلين العطر و إحفاء الشعر و كثرة الطروقة
و قال ع لم يخنك الأمين و لكن ائتمنت الخائن
و قال ع إذا أراد الله أمرا سلب العباد عقولهم فأنفذ أمره و تمت إرادته فإذا أنفذ أمره رد إلى كل ذي عقل عقله فيقول كيف ذا و من أين ذا
و قال ع الصمت باب من أبواب الحكمة إن الصمت يكسب المحبة إنه دليل على كل خير
و قال ع ما من شي‏ء من الفضول إلا و هو يحتاج إلى الفضول من الكلام
و قال ع الأخ الأكبر بمنزلة الأب
و سئل ع عن السفلة فقال من كان له شي‏ء يلهيه عن الله

و كان ع يترب الكتاب و يقول لا بأس به و كان إذا أراد أن يكتب تذكرات حوائجه كتب بسم الله الرحمن الرحيم أذكر أن شاء الله ثم يكتب ما يريد
و قال ع إذا ذكرت الرجل و هو حاضر فكنه و إذا كان غائبا فسمه
و قال ع صديق كل امرئ عقله و عدوه جهله
و قال ع التودد إلى الناس نصف العقل
و قال ع إن الله يبغض القيل و القال و إضاعة المال و كثرة السؤال

و قال ع لا يتم عقل امرئ مسلم حتى تكون فيه عشر خصال الخير منه مأمول و الشر منه مأمون يستكثر قليل الخير من غيره و يستقل كثير الخير من نفسه لا يسأم من طلب الحوائج إليه و لا يمل من طلب العلم طول دهره الفقر في الله أحب إليه من الغنى و الذل في الله أحب إليه من العز في عدوه و الخمول أشهى إليه من الشهرة ثم قال ع العاشرة و ما العاشرة قيل له ما هي قال ع لا يرى أحدا إلا قال هو خير مني و أتقى إنما الناس رجلان رجل خير منه و أتقى و رجل شر منه و أدنى فإذا لقي الذي شر منه و أدنى قال لعل خير هذا باطن و هو خير له و خيري ظاهر و هو شر لي و إذا رأى الذي هو خير منه و أتقى تواضع له ليلحق به فإذا فعل ذلك فقد علا مجده و طاب خيره و حسن ذكره و ساد أهل زمانه

و سأله رجل عن قول الله وَ مَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ فقال ع التوكل درجات منها أن تثق به في أمرك كله فيما فعل بك فما فعل بك كنت راضيا و تعلم أنه لم يألك خيرا و نظرا و تعلم أن الحكم في ذلك له فتتوكل عليه بتفويض ذلك إليه و من ذلك الإيمان بغيوب الله التي لم يحط علمك بها فوكلت علمها إليه و إلى أمنائه عليها و وثقت به فيها و في غيرها

و سأله أحمد بن نجم عن العجب الذي يفسد العمل فقال ع العجب درجات منها أن يزين للعبد سوء عمله فيراه حسنا فيعجبه و يحسب أنه يحسن صنعا و منها أن يؤمن العبد بربه فيمن على الله و لله المنة عليه فيه

قال الفضل قلت لأبي الحسن الرضا ع يونس بن عبد الرحمن يزعم أن المعرفة إنما هي اكتساب قال ع لا ما أصاب إن الله يعطي من يشاء فمنهم من يجعله مستقرا فيه و منهم من يجعله مستودعا عنده فأما المستقر فالذي لا يسلب الله ذلك أبدا و أما المستودع فالذي يعطاه الرجل ثم يسلبه إياه

و قال صفوان بن يحيى سألت الرضا ع عن المعرفة هل للعباد فيها صنع قال ع لا قلت لهم فيها أجر قال ع نعم تطول عليهم بالمعرفة و تطول عليهم بالصواب

و قال الفضيل بن يسار سألت الرضا ع عن أفاعيل العباد مخلوقة هي أم غير مخلوقة قال ع هي و الله مخلوقة أراد خلق تقدير لا خلق تكوين ثم قال ع إن الإيمان أفضل من الإسلام بدرجة و التقوى أفضل من الإيمان بدرجة و لم يعط بنو آدم أفضل من اليقين

و سئل عن خيار العباد فقال ع الذين إذا أحسنوا استبشروا و إذا أساءوا استغفروا و إذا أعطوا شكروا و إذا ابتلوا صبروا و إذا غضبوا عفوا

و سئل ع عن حد التوكل فقال ع أن لا تخاف أحدا إلا الله
و قال ع من السنة إطعام الطعام عند التزويج
و قال ع الإيمان أربعة أركان التوكل على الله و الرضا بقضاء الله و التسليم لأمر الله و التفويض إلى الله قال العبد الصالح وَ أُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ فَوَقاهُ اللَّهُ سَيِّئاتِ ما مَكَرُوا

و قال ع صل رحمك و لو بشربة من ماء و أفضل ما توصل به الرحم كف الأذى عنها و قال في كتاب الله لا تُبْطِلُوا صَدَقاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَ الْأَذى
و قال ع إن من علامات الفقه الحلم و العلم و الصمت باب من أبواب الحكمة إن الصمت يكسب المحبة إنه دليل على كل خير

و قال ع إن الذي يطلب من فضل يكف به عياله أعظم أجرا من المجاهد في سبيل الله
و قيل له كيف أصبحت فقال ع أصبحت بأجل منقوص و عمل محفوظ و الموت في رقابنا و النار من ورائنا و لا ندري ما يفعل بنا

و قال ع خمس من لم تكن فيه فلا ترجوه لشي‏ء من الدنيا و الآخرة من لم تعرف الوثاقة في أرومته و الكرم في طباعه و الرصانة في خلقه و النبل في نفسه و المخافة لربه
و قال ع ما التقت فئتان قط إلا نصر أعظمهما عفوا
و قال ع السخي يأكل من طعام الناس ليأكلوا من طعامه و البخيل لا يأكل من طعام الناس لئلا يأكلوا من طعامه

و قال ع إنا أهل بيت نرى وعدنا علينا دينا كما صنع رسول الله ص
و قال ع يأتي على الناس زمان تكون العافية فيه عشرة أجزاء تسعة منها في اعتزال الناس و واحد في الصمت

و قال له معمر بن خلاد عجل الله فرجك فقال ع يا معمر ذاك فرجكم أنتم فأما أنا فو الله ما هو إلا مزود فيه كف سويق مختوم بخاتم
و قال ع عونك للضعيف من أفضل الصدقة
و قال ع لا يستكمل عبد حقيقة الإيمان حتى تكون فيه خصال ثلاث التفقه في الدين و حسن التقدير في المعيشة و الصبر على الرزايا
و قال ع لأبي هاشم داود بن القاسم الجعفري يا داود إن لنا عليكم حقا برسول الله ص و إن لكم علينا حقا فمن عرف حقنا وجب حقه و من لم يعرف حقنا فلا حق له

و حضر ع يوما مجلس المأمون و ذو الرئاستين حاضر فتذاكروا الليل و النهار و أيهما خلق قبل صاحبه فسأل ذو الرئاستين الرضا ع عن ذلك فقال ع له تحب أن أعطيك الجواب من كتاب الله أم حسابك فقال أريده أولا من الحساب فقال ع أ ليس تقولون إن طالع الدنيا السرطان و إن الكواكب كانت في أشرافها قال نعم قال فزحل في الميزان و المشتري في السرطان و المريخ في الجدي و الزهرة في الحوت و القمر في الثور و الشمس في وسط السماء في الحمل و هذا لا يكون إلا نهارا قال نعم قال فمن كتاب الله قال ع قوله لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَها أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَ لَا اللَّيْلُ سابِقُ النَّهارِ أي إن النهار سبقه

قال علي بن شعيب دخلت على أبي الحسن الرضا ع فقال لي يا علي من أحسن الناس معاشا قلت أنت يا سيدي أعلم به مني فقال ع يا علي من حسن معاش غيره في معاشه يا علي من أسوأ الناس معاشا قلت أنت أعلم قال من لم يعش غيره في معاشه يا علي أحسنوا جوار النعم فإنها وحشية ما نأت عن قوم فعادت إليهم يا علي إن شر الناس من منع رفده و أكل وحده و جلد عبده

و قال له ع رجل في يوم الفطر إني أفطرت اليوم على تمر و طين القبر فقال ع جمعت السنة و البركة
و قال ع لأبي هاشم الجعفري يا أبا هاشم العقل حباء من الله و الأدب كلفة فمن تكلف الأدب قدر عليه و من تكلف العقل لم يزدد بذلك إلا جهلا

و قال أحمد بن عمر و الحسين بن يزيد دخلنا على الرضا ع فقلنا إنا كنا في سعة من الرزق و غضارة من العيش فتغيرت الحال بعض التغير فادع الله أن يرد ذلك إلينا فقال ع أي شي‏ء تريدون تكونون ملوكا أ يسركم أن تكونوا مثل طاهر و هرثمة و إنكم على خلاف ما أنتم عليه فقلت لا و الله ما سرني أن لي الدنيا بما فيها ذهبا و فضة و إني على خلاف ما أنا عليه فقال ع إن الله يقول اعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُكْراً وَ قَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ أحسن الظن بالله فإن من حسن ظنه بالله كان الله عند ظنه و من رضي بالقليل من الرزق قبل منه اليسير من العمل و من رضي باليسير من الحلال خفت مئونته و نعم أهله و بصره الله داء الدنيا و دواءها و أخرجه منها سالما إلى دار السلام

و قال له ابن السكيت ما الحجة على الخلق اليوم فقال ع العقل يعرف به الصادق على الله فيصدقه و الكاذب على الله فيكذبه فقال ابن السكيت هذا و الله هو الجواب
و قال ع لا يقبل الرجل يد الرجل فإن قبلة يده كالصلاة له
و قال ع قبلة الأم على الفم و قبلة الأخت على الخد و قبلة الإمام بين عينيه
و قال ع ليس لبخيل راحة و لا لحسود لذة و لا لملول وفاء و لا لكذوب مروة




يا وجيهاً عند الله اشفع لنا عند الله





نسألكم الدعاء

حسين راضي الحسين
17-01-2011, 07:07 PM
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف



http://www.imamreza.net/images/gallery/01/01/002.jpg





وصاياه


سلك أئمة أهل البيت (عليهم السلام) جميع السبل في اصلاح المجتمع، وتوجيه الامة نحو الحق، فمضافاً إلى دروسهم التي كانوا يلقونها على تلاميذهم، وتعاليمهم التي كانوا ينشرونها على الملأ الإسلامي، كانوا يوصون بعض شيعتهم، ومن يأخذ بأقوالهم، بوصاياهم الحميدة، ويلزمونهم بالعمل بتوجيهاتهم القيمة

ولو رجع المسلمون إلى تلك التعاليم التي بينها الائمة (عليهم السلام) في وصاياهم، واحاديثهم لحققوا ما يصبون اليه من خير وسعادة

نقدم في هذا الباب بعض ما ورد من وصايا الإمام الرضا (عليه السلام)


1- من وصية له (عليه السلام)

صل رحمك ولو بشربة من ماء، وأفضل ما توصل به الرحم كف الأذى عنها

ولا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى


2- من وصية له (عليه السلام) إلى علي بن شعيب

قال علي بن شعيب: دخلت على أبي الحسن الرضا (عليه السلام) فقال لي:

يا علي من أحسن الناس معاشاً؟

قلت: يا سيدي أنت أعلم به مني

فقال: يا علي من حسن معاش غيره في معاشه

يا علي من أسوأ الناس معاشاً؟

قلت: أنت أعلم

قال: من لم يعش غيره في معاشه

يا علي أحسنوا جوار النعم فإنها وحشية، ما نأت عن قوم فعادت إليهم

يا علي إن شر الناس من منع رفده، وأكل وحده، وجلد عبده

أحسن الظن بالله فإن من حسن ظنه بالله كان الله عند ظنه، ومن رضي بالقليل من الرزق قبل منه باليسير من العمل. ومن رضي باليسير من الحلال خفت مؤونته، ونعم أهله، وبصره الله داء الدنيا ودواءها، وأخرجه منها سالماً إلى دار السلام

ليس لبخيل راحة، ولا لحسود لذة، ولا لملول وفاء،ولا لكذوب مروءة




يا وجيهاً عند الله اشفع لنا عند الله





نسألكم الدعاء

حسين راضي الحسين
17-01-2011, 07:32 PM
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف


http://www.imamreza.net/images/gallery/01/02/004.jpg (http://www.ahbabhusain.com/vb/Url.php?Amr=aHR0cDovL3d3dy5pbWFtcmV6YS5uZXQvaW1hZ2 VzL2dhbGxlcnkvMDEvMDIvMDA0LmpwZw==&t=)




أستشهاد الإمام الرضا (ع)


• قال هرثمة بن أعين: (طلبني سيّدي أبو الحسن الرضا (عليه السلام) في يوم من الأيّام فقال لي: يا هرثمة إنّي مطلعك على أمر يكون سرّاً عندك لا تظهره لأحد مدّة حياتي. فإن اظهرته حال حياتي كنت خصيماً لك عند الله فحلفت له انّي لا اتفوه بما يقوله لي مدّة حياته، فقال لي: اعلم يا هرثمة انه قد دنا رحيلي ولحوقي بجدّي وآبائي وقد بلغ الكتاب أجله، وإنّي أطعم عنباً ورماناً مفتونا فأموت ويقصد الخليفة أن يجعل قبري خلف قبر أبيه الرشيد، وان الله لا يقدره على ذلك، وإنّ الأرض تشتد عليهم فلا تعمل فيها المعاول، ولا يستطيعون حفر شيءٍ منها فتكون تعلم يا هرثمة إنّما مدفني في الجهة الفلانية من الحد الفلاني بموضع عيّنه له، فإذا أنا متّ وجهزت فاعلمه بجميع ما قلته لك ليكونوا على بصيرة من أمري وقل له إذا وضعت في نعشي

وأرادوا الصلاة عليّ فلا يصلى عليّ فإنّه يأتيكم رجل عربي ملثّم على ناقة له مسرع من جهة الصحراء عليه وعثاء السّفر، فينيخ راحلته وينزل عنها فيصليّ عليّ وصلوا معه عليّ فإذا فرغتم من الصلاة عليّ وحملتموني إلى مدفني الذي عينته لك فاحفر شيئاً يسيراً من وجه الأرض تجد قبراً مطبقاً معموراً في قعره ماء أبيض إذا كشفت عنه الطبقات نضب الماء فهذا مدفني فادفنوني فيه، والله الله يا هرثمة ان تخبر بهذا أو بشيء منه قبل موتي، قال هرثمة: فوالله ما طالت الإناة حتى أكل الرّضا عند الخليفة عنباً ورماناً مفتوناً فمات

• روى الطبرسي عنه عن الرضا (عليه السلام) في حديث طويل (أنه قال: يا هرثمة هذا أسوان رجوعي إلى الله عزّ وجل ولحوقي بجدّي وآبائي، وقد بلغ الكتاب أجله، فقد عزم هذا الطاغي على سمي في عنب وفي رمان مفروك، فأمّا العنب فإنه يغمس المسلك في السم ويجذبه بالخيط في العنب، وأما الرمان فإنه يطرح السم في كف بعض غلمانه ويفرك الرمان بيده لتلطخ حبه في ذلك السم. وانه سيدعوني في اليوم المقبل ويقرّب إليّ الرمان والعنب ويسألني اكلها ثم ينفذ الحكم ويحضر القضاء




يا وجيهاً عند الله اشفع لنا عند الله





نسألكم الدعاء

حسين راضي الحسين
17-01-2011, 07:42 PM
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف


http://www.imamreza.net/images/gallery/01/02/009.jpg (http://www.ahbabhusain.com/vb/Url.php?Amr=aHR0cDovL3d3dy5pbWFtcmV6YS5uZXQvaW1hZ2 VzL2dhbGxlcnkvMDEvMDIvMDA5LmpwZw==&t=)



فضل زيارته



روى عليّ بن الحسين بن فضّال، عن أبيه، قال: (سمعت أبا الحسن عليّ بن موسى الرضا يقول: إنّي مقتول مسموم مدفون بأرض غربة، اعلم ذلك بعهد عهده إليّ أبي عن أبيه عن آبائه، عن علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) عن رسول الله (ص)، ألا فمن زارني في غربتي كنت أنا وآبائي شفعاءه يوم القيامة، ومن كنّا شفعاءه نجا، ولو كان عليه مثل وزر الثقلين)


• وعن الإمام عليّ بن محمد بن عليّ الرضا: (من كانت له إلى الله حاجة فليزر قبر جدي الرضا بطوس، وهو على غسل وليصلّ عند رأسه ركعتين ويسأل الله تعالى حاجته في قنوته، فإّنه يستجاب له ما لم يسأله في مأثم أو قطيعة رحم، وان موضع قبره لبقعة من بقاع الجنّة لا يزورها مؤمن إلا اعتقه الله من النار وأدخله دار القرار)


• روى سليمان بن حفص المروزي، قال: (سمعت أبا الحسن موسى بن جعفر يقول: من زار قبر ولدي عليّ كان له عند الله سبعين حجّة، ثم قال: وربّ حجة لا تقبل، من زاره أبو بات عنده ليلة كان كمن زار أهل السموات وإذا كان يوم القيامة وجد معنا زوّار أئمتنا أهل البيت وأعلاهم درجة وأقربهم حياةً زوّار ولدي عليّ)

روى حمدان الديواني قال: (قال الرضا (رضي الله عنه)، من زارني على بعد داري أتيته يوم القيامة في ثلاثة مواطن حتى أخلصّه من أهوالها إذا تطايرت الكتب يميناً وشمالاً، وعند الصراط وعند الميزان


• محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن علي بن مهزيار، قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): جعلت فداك. زيارة الرضا (عليه السلام) أفضل، أم زيارة أبي عبد الله الحسين (عليه السلام)، فقال: زيارة أبي أفضل، وذلك إن أبا عبد الله (عليه السلام) يزوره كل الناس، وأبي لا يزوره إلا الخواصّ من الشيعة


• الطوسي (رحمه الله) - قال: محمد بن داود، عن الحسن بن أحمد بن إدريس، عن أبيه، عن علي بن الحسن، عن عبد الله بن موسى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: قرأت كتاب أبي الحسن الرضا (عليه السلام) بخطّه: أبلغ شيعتي أنَّ زيارتي تعدل عند الله ألف حجة، وألف عمرة متقبّلة كلها، قال: قلت لأبي جعفر: ألف حجة؟ قال: إي والله وألف ألف حجّة لمن يزوره عارفاً بحقه


• عنه (رحمه الله)، عن محمد بن أحمد بن داود، عن أبيه، عن محمد بن السندي، عن أحمد بن إدريس، عن علي بن الحسن النيسابوري، عن أبي صلاح شعيب بن عيسى، قال: حدثنا صالح بن محمد الهمداني، عن إبراهيم بن إسحاق النهاوندي، قال: قال الرضا (عليه السلام): من زارني علي بعد داري ومزاري أتيته يوم القيامة في ثلاثة مواطن حتى اخلّصه من أهوالها: إذا تطايرت الكتب يمينا وشمالاً وعند الصراط، والميزان


• عنه (رحمه الله) عن محمد بن أحمد بن داود، عن أبيه، عن محمد بن قولويه، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن داود الصرمي، عن أبي جعفر محمد بن علي (عليهما السلام) قالا: سمعته يقول: من زار أبي فله الجنة


• الصدوق (رحمه الله) قال: حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني (رضي الله عنه) قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه، عن ياسر الخادم قال: قال علي بن موسى الرضا (عليه السلام) لا تشدّ الرحال إلى شئي من القبور إلا إلى قبورنا، ألا وإني لمقتول بالسم ظلماً، ومدفون في موضع غربة، فمن شدَّ رحله إلى زيارتي، استجيب دعاؤه وغفر له ذنبه


• الطوسي (رحمه الله) عن أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني، قال: أخبرنا علي بن الحسن بن علي بن فضال، عن أبيه، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا (عليه السلام) أنه قال: إنَّ بخراسان لبقعة يأتي عليها زمان تصير مختلف الملائكة، فلا يزال فوج ينزله من السماء وفوج يصعد إلى أن ينفخ في الصور


• عنه (رحمه الله) عن أحمد بن محمد الكوفي، قال: أخبرني المنذر بن محمد، عن جعفر بن سليمان. عن عبد الله بن الفضل الهاشمي قال: كنت عند أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام). فدخل رجل من أهل طوس، فقال: يا بن رسول الله ما لمن زار قبر أبي عبد الله الحسين بن علي (عليهما السلام)؟

فقال له: يا طوسي من زار قبر أبي عبد الله الحسين بن علي (عليهما السلام) وهو يعلم أنه إمام من قبل الله عز وجل مفترض الطاعة على العباد، غفر الله له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخر، وقبل شفاعته في خمسين مذنباً، ولم يسأل الله عز وجل حاجة عند، قبره إلاّ قضا هاله. قال: فدخل موسى بن جعفر (عليهما السلام) وهو صبيّ، فأجلسه علي فخذه وأقبل يقبّل ما بين عينيه


• ثم التفت إليّ وقال: يا طوسيّ إنه الإمام والخليفة والحجة بعدي، سيخرج من صلبه رجل يكون رضا لله عز وجل في سمائه ولعباده في أرضه، يقتل في أرضكم بالسمّ ظلماً وعدواناً، ويدفن بها غريباً، ألا فمن زاره في غربته وهو يعلم أنه إمام بعد أبيه مفترض الطاعة من الله عز وجل كان كمن زار رسول الله (صلى الله عليه وآله)


• عنه (رحمه الله) بإسناده عن علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن أبي هاشم الجعفري داود بن القاسم، قال سمعت محمد بن علي بن موسى الرضا (عليهم السلام) يقول: إن بين جبلي طوس قبضة من الجنة، من دخلها كان آمناً يوم القيامة من النار

• عنه (رحمه الله) قال: روى الحسين بن زيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: يخرج رجل من ولد موسى اسمه اسم أمير المؤمنين (عليه السلام)، فيدفن في أرض طوس من خراسان، يقتل فيها بالسمّ فيدفن فيها غريباً، فمن زاره عارفاً بحقّه. أعطاه الله عز وجل أجر من أنفق من قبل الفتح وقاتل


• عنه قال: وروى البزنطي عن الرضا (عليه السلام) قال: ما زارني أحد من أوليائي عارفاً بحقّي إلا شفّعت فيه يوم القيامة


• عنه، وقال أبو جعفر محمد بن علي الرضا (عليهما السلام): إن بين جبلي طوس، قبضة قبضت من الجنة، من دخلها كان آمنا يوم القيامة من النار


• عنه، قال أبو جعفر (عليه السلام): ضمنت لمن زار قبر أبي بطوس عارفاً بحقّه الجنة على الله عز وجل


• عنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ستدفن بضعة مني بخراسان، مازارها مكروب إلاّ نفس الله عز وجل كربه، ولا مذنب إلا غفر الله له ذنوبه


• عنه (رحمه الله) قال: وروى النعمان بن سعد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: سيقتل رجل من ولدي بأرض خراسان، بالسم ظلماً، اسمه اسمي واسم أبيه اسم ابن عمران موسى (عليه السلام)، ألا فمن زاره في غربته غفر الله عز وجل ذنوبه ما تقدم منها وما تأخرّ، ولو كانت مثل عدد النجوم، وقطر الأمطار وورق الأشجار


• عنه قال: وروى حمدان الديواني عن الرضا (عليه السلام) أنه قال: من زارني على بعد داري، أتيته يوم القيامة في ثلاثة مواطن، حتى اخلصه من أهوالها، إذا تطايرت الكتب يميناً وشمالاً، وعند الصراط وعند الميزان


• عنه قال: وروى حمزة بن حمران قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): يقتل حفدتي بأرض خراسان في مدينة يقال لها: طوس، من زاره إليها عارفاً بحقّه، أخذته بيدي يوم القيامة، وأدخلته الجنة، وإن كان من أهل الكبائر، قال: قلت: جعلت فداك وما عرفان حقّه؟ قال: تعلم أنه إمام مفترض الطاعة، غريب شهيد، من زاره عارفاً بحقه، أعطاه الله عز وجل أجر سبعين شهيداً، ممّن استشهد بين يدي رسول الله (ص) على حقيقته


• عنه قال: وروى عن أبي الصلت عبد السلام بن صالح الهروي، قال: سمعت الرضا (عليه السلام) يقول: والله ما منّا إلا مقتول شهيد، فقيل له: فمن يقتلك يا ابن رسول الله؟ قال: شرّ خلق الله في زماني، يقتلني بالسم، ثم يدفنني في دار مضيعة وبلاد غربة، ألا فمن زارني غربتي كتب الله عز وجل له أجر ألف شهيد، ومائة ألف صديق، ومائة ألف حاج ومعتمر، ومائة ألف مجاهد، وحشر في زمرتنا، وجعل في الدرجات العلى من الجنة رفيقنا


• عنه، قال: قال رسول الله (ص): ستدفن بضعة مني بأرض خراسان، لا يزورها مؤمن إلاّ أوجب الله له الجنة، وحرم جسده على النار


• محمد بن المشهدي، بإسناده عن الوشاء عن الرضا علي بن موسى (عليهما السلام) قال: سمعته يقول: إنَّ لكلّ إمام عهداً في أعناق شيعته، وإنّ من تمام الوفاء بالعهد وحسن الأداء زيارة قبورهم، فمن زارهم رغبة في زيارتهم وتصديقاً بما رغبوا فيه كانت أئمتهم شفعاءهم يوم القيامة


• عنه (رحمه الله) بإسناده عن الصدوق عن أبيه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن الحسن بن علي الوشاء قال: قلت للرضا (عليه السلام) ما لمن زار قبر أحد من الأئمة؟ قال: له مثل من أتى قبر أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: قلت: وما لمن زار قبر أبي عبد الله (عليه السلام)؟ قال: الجنة والله







يا وجيهاً عند الله اشفع لنا عند الله





نسألكم الدعاء

ابو محسد
17-01-2011, 09:26 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله لكم وجزاكم خير الجزاء لهذه المعلومات الرائعة
عن ابي الحسن الرضا سلام الله عليه .. السلام عليك ياضامن الجنان
السلام عليك يا انيس النفوس ...

َذكَـــــرْتــُـــكَ سَيـــِّـدي وَالحُــــــْزنُ يَسْعَر
وَناجَيْـــــــتُ القَـــــصــيدَ وَقـَــْد تَـــعـَــَّثـــرْ

فـَـعـُــذْراً مـــــــا رَثَيْـــتُكَ يــــــابْنَ موسى
وَدَمـْـــعُ الْعـَــــْينِ فـــــي الْوَجَــنــاتِ اَثَّــر

َبكَيْتُــكَ سيَــِّـــدي فَــــانْهَـــلَّ دَمْــــــعـــي

وَحـِـيـــــــنَ ذكَــرْتُ جَـــَّـدكَ ســـاَل أَكْـــثَــرْ
فَبَــلَّلَ وَجْـنَــــتــي وَأخْـــضَلَّ شَيْـــبـــــي
لِـيـَـغْسِلَ كـُـــَّل ذَنْـــــبٍ لَـــيْـــسَ يـُـغْـــفَــرْ
قَرَأْتُ عَــــــــنْ الصَّـدوقِ وَفــي الاَمـالي
اَحـــــاديثــــــاًعَــــنْ الَريــّــــــانِ تُــــْـذ كَرْ
وَأَنْــــتَ تَـــــــقُـــــولُ لِابْنَ شَبيبْ اِبْــكي
عَـــلـى جـَـــِّدي الحــُــَسين فَسَوْفَ تـُــأجَرْ
لَــقَـــــدْ ذَبَـــــحُـــــوهُ فـــي شَـــْهرٍ حَرامٍ
بِشَــــــهْرِ محُــــَّرمٍ كـــالـْــكـَــبْـشِ يُنـْــحَــرْ
لَقَــــــــدْ بَكَـــتْ الَّسماءُ عـَـــــلَيْهِ حَـــــتَّى
غَــدا لَــــْونُ الـْــدُمـــُــوعِ عَلَـــــْيهِ اَحْمـــَـرْ
وَاِنَّ الأَرضَ قـَـــــــْدلـَـــــبِسَتْ سـَــــــواداً
بِـــقـــــانِي الْدَمـْـــــعِ خَــــــَـديِّها تَـعَـــفَّـــرْ
تـَـــــقـَــــطـَّـعَتْ الْجِبــــــالُ عَلَيْـهِ حُـــْزناً
وَمــــاءُ الْــــبَحــْــرِمَــدْمـَـعـَــــهُ تَـــفـَــجـَّــرْ
مَــــــــلائــِـــــكَــةُ الإِلــــهِ َبكَـــتْ وَنـــادَتْ
بــِــأَعْــــلى صــَـــْـوتـــهــا اللُه اَكــــْــبــَــر


عَلــــــــى اِبْنِ عَلِيْ فَلْــــتَبْـــــكي تَبـــــَشّــَرْ
فَيـــــا عَيــْـــني فـَـلا تـَـــَدعِــــي دُمــوعــاً
بِــــمــَحـْـجَـــرِكِ وَخَـــلِّي الجِــفْـــنَ يَحـْمَـرْ
إِذا جَـــــــفَّتْ دُمــُــوعـَــــكَ فـَــاسْتــَعــِـيني
بِــمـــَـجْــرى الــْـدَّمِ لَــوْ دَمْــــعٌ تَــــــعَسَّرْ
وَيـــا شِــــعـْــري مـَــعْـــي اِبـــْـكي وَبــَــكِّي
لمِـَــنْ يـــَــقْـــراكَ وَانــْـعــي ابْنَ حـَــيْــــدَرْ
وَنــادي يـــــا حُسَـــــْــين أَيـــَـا ذَبِيـــــحـــاً
بِـأَرْضِ الــطَّـــفِ عـَــطـْـــشانـاً تـَـضَــــَّورْ
وَقـُـــلْ يـــــــا رَبْ اِلْعـَـــــنْ قـــــــاتِيـــلِـيــهِ
وَلا تـَــــْـرحمَــْـــهُــمُ يـــــا رَبــِّـــي وَاثـْــــأَرْ
ِلابـــْــنِ رَسـُـــــــولـِــكَ الهـــــادي وَعَـــــذِّبْ
طـُـــــغـــــاةَ أُمَّـــــــَّيـــةٍ َولِمـــــنْ تــَـــكَـبــــَّرْ
فـَـــــعِدْني أَبـــا الجَـــــوادِ نَــــظَمْتُ شِـعْري
بِــــهــذا الــْـــيُـــومِ عَــــلَّ الَذنــــْبُ يُـــغْفَــرْ
عَظـِـــــيمُ الــــــَّذنْبِ يَغْـــــــــــفِرهُ عــَـظيمــاً
فَـــَرحـْــمَـــتُـــه الْـــــُـدنــا وَسِعــَتْ َوأكْــثَــرْ
ســــَـــلامُ اللهِ عــَـــــلَيـْــــكَ وأَنــْـــتَ حَــــيٌّ
وَعـَــظَّـــمَ اَجـْــــرُ سَــــــيِّـــــدنـــا اِبْــنِ جَعْفـَرْ
ســَـــــــلامُ عَلـــــى الحـُــــَسْينِ بِكُلِّ يـَـــْـومٍ
وَاِنَّ لِـــــكَرْبــَــــلا فــــــي الْـــقَلْـــبِ مَجْمَــــرْ
بِعــــــاشُــــــوراءِ مــَـدْمَعــُـــنا سيَــَــجْــري
وَقــــــــائِمُكـــْم بـِـإِذْنِ اللهِ يــَـــــظْـــــــــهَــــرْ
فــَـــيا مَــــْـولايْ هَــــلْ تــُــغـْـــفَرْ ذُنـــُـوبي
وَاَدْخـَــلَ جَـــــَّنةً مَــــعَــــــكُمْ وَاُحـْـــــــــشَر

اخوكم ابو محسد

أم الحلوين
17-01-2011, 09:35 PM
السلام عليك ياعلي بن موسى الرضا


ايها الراضي بالقدر والقضا

السلام عليك وعلى ابنائك الطاهرين

السلام عليك وعلى آبائك الطيبين

السلام عليك ايها الغريب

السلام عليك ياغريبا في حياتك وبعد مماتك

السلام عليك يابعيد المدى

السلام عليك يا مغيث الشيعة والزوار في يوم الجزاء

أحسنت اخوي
جزاك الله خير الجزاء
ورزقنا الله واياك زيارة ضامن الجنه في الدنيا
وشفاعته في الاخره

ابن الشاعر
18-01-2011, 12:16 AM
السلام عليكم
الاخ الفاضل
حسين راضي
بارك الله فيك
تقبل الله اعمالك
اخوك ابو مهدي

حبي حسين
18-01-2011, 01:04 AM
اجرنا الله و اياكم
وفقكم الله لكل خير



حبي حسين

الصرخة الزينبية
18-01-2011, 05:07 PM
عظم الله اجركم

حسين راضي الحسين
19-01-2011, 03:10 PM
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف



http://img22.imageshack.us/img22/8066/cuc8sxazxs8.jpg




إن حياة المعصومين الأربعة عشر كانت زاهرة بالحب والمعرفة والصبر والبصائر، إلا أن ما بلغنا من ضياء بعضهم كان أكثر من البعض الآخر، والإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) من أولئك الذين تسنّت لنا فرصة الاهتداء إلى المزيد من فضائلهم، ولأنهم عند الله نور واحد، فليس علينا إلا الاستضاءة بسيرته (عليه السلام) لمعرفة سيرة سائر المعصومين من آبائه (عليهم جميعاً سلام الله)

وأظن أن حياة الإمام الرضا (عليه السلام) كانت فاتحة مرحلة جديدة من حياة الشيعة حيث خرجت بصائرهم وأفكارهم من مرحلة الكتمان إلى الظهور والإعلان، ولم يعد الشيعة من بعد ذلك العهد طائفة معارضة في مناطق خاصة، بل أصبحوا ظاهرين في كل بلاد، ولقب (الرضا) أطلق على الإمام علي بن موسى (عليه السلام) منذ نعومة أظفاره، وكان الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) قد منحه إياه كما أعطاه كنية أبو الحسن فكان كثير الحب له

الإمام الرضا (عليه السلام) كان بمثابة قرآن ناطق، فخُلقه من القرآن، وعلمه ومكرماته من القرآن، وكان (عليه السلام) يمثل هذا النور بكل وجوده، وكان قلبه يستضيء بنور الله، وهكذا أطاع الله بكل جوانب حياته، فأحبه الله ونوّر قلبه بضياء المعرفة وألهمه من العلوم ما ألهمه، وجعله حجة بالغة على خلقه وهكذا أناب الإمام الرضا (عليه السلام) إلى ربه فوهب الله له ما شاء من الكرامة والعلم، لقد زهد في الدنيا واستصغر شأنها، ورفض مغرياتها، فرفع الله الحجاب بينه وبين الحقائق لأن حب الدنيا رأس كل خطيئة، وهو حجاب سميك بين الإنسان وبين حقائق الخلق

وأعظم الزهد زهده في الخلافة، بالطريقة التي عرضها عليه المأمون العباسي، فإن من الناس من يزهد في الدنيا طلباً لما هو أعظم من متاعها، حتى شهد له أعداؤه في شأن الخلافة. ما رأيت الملك ذليلاً مثل ذلك اليوم من خلال موقف الإمام المشرف

وكان (عليه السلام) في قمة التواضع وحسن المعاشرة مع الناس، وقد فاضت من هذه النفس الكريمة تلك الأخلاق الحسنة، وكان عظيم الحلم والعفو، وسيرته تشهد بذلك وكتب التاريخ غنيةً بذلك.

استشهاده


• قال هرثمة بن أعين: (طلبني سيّدي أبو الحسن الرضا (عليه السلام) في يوم من الأيّام فقال لي: يا هرثمة إنّي مطلعك على أمر يكون سرّاً عندك لا تظهره لأحد مدّة حياتي. فإن اظهرته حال حياتي كنت خصيماً لك عند الله فحلفت له انّي لا اتفوه بما يقوله لي مدّة حياته، فقال لي: اعلم يا هرثمة انه قد دنا رحيلي ولحوقي بجدّي وآبائي وقد بلغ الكتاب أجله، وإنّي أطعم عنباً ورماناً مفتونا فأموت ويقصد الخليفة أن يجعل قبري خلف قبر أبيه الرشيد، وان الله لا يقدره على ذلك، وإنّ الأرض تشتد عليهم فلا تعمل فيها المعاول، ولا يستطيعون حفر شيءٍ منها فتكون تعلم يا هرثمة إنّما مدفني في الجهة الفلانية من الحد الفلاني بموضع عيّنه له، فإذا أنا متّ وجهزت فاعلمه بجميع ما قلته لك ليكونوا على بصيرة من أمري وقل له إذا وضعت في نعشي، وأرادوا الصلاة عليّ فلا يصلى عليّ فإنّه يأتيكم رجل عربي ملثّم على ناقة له مسرع من جهة الصحراء عليه وعثاء السّفر، فينيخ راحلته وينزل عنها فيصليّ عليّ وصلوا معه عليّ فإذا فرغتم من الصلاة عليّ وحملتموني إلى مدفني الذي عينته لك فاحفر شيئاً يسيراً من وجه الأرض تجد قبراً مطبقاً معموراً في قعره ماء أبيض إذا كشفت عنه الطبقات نضب الماء فهذا مدفني فادفنوني فيه، والله الله يا هرثمة ان تخبر بهذا أو بشيء منه قبل موتي، قال هرثمة: فوالله ما طالت الإناة حتى أكل الرّضا عند الخليفة عنباً ورماناً مفتوناً فمات


• روى الطبرسي عنه عن الرضا (عليه السلام) في حديث طويل (أنه قال: يا هرثمة هذا أسوان رجوعي إلى الله عزّ وجل ولحوقي بجدّي وآبائي، وقد بلغ الكتاب أجله، فقد عزم هذا الطاغي على سمي في عنب وفي رمان مفروك، فأمّا العنب فإنه يغمس المسلك في السم ويجذبه بالخيط في العنب، وأما الرمان فإنه يطرح السم في كف بعض غلمانه ويفرك الرمان بيده لتلطخ حبه في ذلك السم. وانه سيدعوني في اليوم المقبل ويقرّب إليّ الرمان والعنب ويسألني اكلها ثم ينفذ الحكم ويحضر القضاء





سلام على طـه ويــــــس

سلام على آل خيرِ النبيين

سلام على روضة حل فيها

إمام يباهي به الملك والدين

السلام عليك يا ضامن الجنان و ثامن الأئمة النجباء





يا وجيهاً عند الله اشفع لنا عند الله





نسألكم الدعاء

حسين راضي الحسين
19-01-2011, 03:18 PM
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف




http://alfahaal.jeeran.com/Toos_2004.jpg





ألقاب الإمام الرضا ( عليه السلام )


لقب الإمام الرضا ( عليه السلام ) بكوكبة من الألقاب الكريمة ، وكل لقب منها يرمز إلى صفة من صفاته الكريمة ، وهذه بعضها :

الأول : ( الرضا )

اختلف المؤرخون والرواة في الشخص الذي أضفى على الإمام ( عليه السلام ) هذا اللقب الرفيع ، حتى غلب عليه ، وصار اسماً يُعرف به

وقد عَلَّلَ أحمد البزنطي السبب الذي من أجله لُقِّب بـ ( الرضا ) فقال : إنما سُمِّي ( عليه السلام ) الرضا ، لأنه كانَ رِضَى لله تَعَالى في سَمَائِه ، وَرِضَى لِرسُوله والأئمة ( عليهم السلام ) بعده في أرضه

الثاني : ( الصابر )

وإنما لُقِّب ( عليه السلام ) بذلك لأنه صَبَر على المِحَن والخُطُوب التي تَلَقَّاهَا مِن خُصُومِهِ وأعدَائِه

الثالث : ( الزكِي )

لأن الإمام ( عليه السلام ) قد كان من أزكياء البشر ، ومن نبلائهم وأشرافهم

الرابع : ( الوفي )

أما الوفاء فهو عنصر من عناصر الإمام ( عليه السلام ) ، وذاتي من ذاتياته ، فقد كان ( عليه السلام ) وَفِياً لأُمَّتِه ووطَنِه

الخامس : ( سراج الله )

فَقد كَان الإمام ( عليه السلام ) سِرَاجاً لله ، يَهدِي الضالَّ وَيرشدُ الحَائِر

السادس : ( قُرَّة عينِ المُؤمنين )

ومن ألقابه الكريمة أنه ( عليه السلام ) كان قُرَّة عينِ المؤمنين ، فَقد كَان زَيناً وفخراً لهم

السابع : ( مكيدة المُلحدين )

وإنما لُقِّب ( عليه السلام ) بذلك لأنه أبطلَ شُبَه المُلحِدين وَفَنَّد أوهامَهُم ، وذلك في مناظراته التي أُقيمت في البلد العباسي ، والتي أَثبتَ فيها أصالة القيم والمبادئ الإسلامية

الثامن : ( الصدِّيق )

فقد كان ( عليه السلام ) كـ ( يوسُفُ الصدِّيق ) الذي ملك مصر ، فقد تَزعَّم جميع أنحاء العالم الإسلامي ، وكانت لَهُ الولاية المُطلَقة عليه

التاسع : ( الفاضل )

فهو أفضل إنسانٍ وأكملُهُم في عصره ، ولهذه الظاهرة لُقِّبَ ( عليه السلام ) بـ ( الفاضل )

فهذه بعض الألقاب الكريمة التي لقب بها ، وهي تنم عن سُمُوِّ شخصيته وعظيم شأنه ( عليه السلام )





يا وجيهاً عند الله اشفع لنا عند الله





نسألكم الدعاء

حسين راضي الحسين
19-01-2011, 03:30 PM
http://www.alhsa.com/forum/imgcache/256926.imgcache




شهادة الإمام الرضا ( عليه السلام )


إنَّ التودُّدَ والاحترام الذي بَذَله المأمون للإمام الرضا ( عليه السلام ) ، وإرغامَهُ على الدخول في ولاية العهد ، لم يكن زهداً منه بالسلطة ، وإنَّما كان لإغراض سياسية ، ولو كان زاهِداً فيها لما قَتَل أخاه الأمين من أجلها

ونتيجة للصراع الدائر بين أهل البيت ( عليهم السلام ) وأنصارهم وبين بني العباس - بالإضافة إلى بروز شخصية الإمام الرضا ( عليه السلام ) وتفوُّقها على شخصية المأمون - دَفَعَ المأمون إلى التفكير بشكلٍ جِدِّي بِتَصفِية الإمام ( عليه السلام ) واغتياله ، وتمَّ له ذلك عن طريق دَسِّ السُمِ للإمام ( عليه السلام )

فمضى الإمام الرضا ( عليه السلام ) شهيداً مسموماً ، في اليوم الأخير من صفر 203 هـ ، وعلى رواية في السابع عشر من صفر

وتم دفنه ( عليه السلام ) في مدينة طوس بخراسان ، والتي كبُرت واتَّسعت بعد دفن الإمام الرضا ( عليه السلام ) فيها ، وصار اسمها ( مَشْهَد المقدَّسة ) ، وهي من أوسع المُدن في بلاد إيران

وبِبَرَكة احتضان هذه المدينة للجسد الشريف لهذا الإمام ( عليه السلام ) ، أصبَحَتْ مدينةً غنيةً بالثروات ، عامرةً بالحوزات العلميَّة ، والمدارس الدينية ، والمراكز والمؤسَّسات التحقيقيَّة والثقافية .

كلمات في الإمام الرضا ( عليه السلام )

أدلى فريق من الشخصيات بكلمات عن الإمام الرضا ( عليه السلام ) ، وهي تعرب عن إكبارهم وتعظيمهم له ، وفيما يلي بعضها :

1 – المأمون

وأعرب المأمون في كثير من المناسبات عن إعجابه بشخصية الإمام الرضا ( عليه السلام ) ، وهذه بعض كلماته

أ - قال المأمون لأسرته حينما لامته على عقده ولاية العهد للإمام الرضا ( عليه السلام ) : أمّا ما ذكرتم من استبصار المأمون في البيعة لأبي الحسن فما بايع له إلاّ مستبصراً في أمره ، عالماً بأنّه لم يبق على ظهرها - أي ظهر الأرض - أبين فضلاً ، ولا أطهر عفّة ، ولا أورع ورعاً ، ولا أزهد زهداً في الدنيا ، ولا أطلق نفساً ، ولا أرضي في الخاصّة والعامّة ، ولا أشدّ في ذات الله منه ... .

ب - قال المأمون : الإمام الرضا خير أهل الأرض ، وأعلمهم ، وأعبدهم .

2 - إبراهيم بن العباس

كان إبراهيم بن العباس ممّن رافق الإمام ( عليه السلام ) ، وقد تحدث عن معالي أخلاقه ، وكان مما قاله فيه : وكان كثير المعروف والصدقة في السرِّ ، وأكثر ذلك يكون منه في الليالي المظلمة ، فمن زعم أنّه رأى مثله فلا تصدّقه

3 - عارف تامر

قال عارف تامر : يعتبر الإمام الرضا من الأئمّة الذين لعبوا دوراً كبيراً على مسرح الأحداث الإسلامية في عصره

وكثير من أمثال هذه الكلمات التي عبّرت عمّا تميّز به الإمام من الصفات الرفيعة التي لم يتّصف بها أحد سوى آبائه ، الذين رفعوا علم الهداية في الأرض




يا وجيهاً عند الله اشفع لنا عند الله





نسألكم الدعاء

حسين راضي الحسين
19-01-2011, 03:38 PM
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف



http://www.wlidk.com/upfiles/GZj11817.jpg



من أخلاق الإمام الرضا ( عليه السلام )


كن سمحاً

انّ بني إسرائيل شدّدوا فشدّد الله عليهم، قال لهم موسى (عليه السّلام) إذبحوا بقرة

قالوا: ما لونها؟

فلم يزالوا شدّدوا حتّى ذبحوا بقرة بملء جلدها ذهباً


الوفاء بالوعد

أتدري لم سمّي إسماعيل صادق الوعد؟
قال: قلت: ﻻ أدري
قال: وعد رجلاً فجلس له حولاً ينتظره


من خلق الأنبياء

أوحى الله عزّ وجلّ إلى نبيّ من أنبيائه: إذا أصبحت فأوّل شيء يستقبلك فكله، والثاني فاكتمه، والثالث فاقبله، والرابع فلا تؤيسه، والخامس فاهرب منه

قال: فلمّا أصبح مضى فاستقبله جبل أسود عظيم فوقف وقال: أمرني ربّي عزّ وجلّ أن آكل هذا، وبقي متحيّراً ثمّ رجع إلى نفسه فقال: إنّ ربّي جلّ جلاله ﻻ يأمرني إلاّ بما اطيق، فمشى إليه لياكله، فكلّما دنا منه صغر حتّى إنتهى إليه فوجده لقمة فأكلها فوجدها أطيب شيء أكله

ثمّ مضى فوجد طستاً من ذهب فقال: أمرني ربّي أن أكتم هذا، فحفر له حفرة وجعله فيه، وألقى عليه التراب، ثمّ مضى فالتفت فإذا الطست قد ظهر فقال: قد فعلت ما أمرني ربّي عزّ وجلّ فمضى

فإذا هو بطير وخلفه بازي فطاف الطير حوله فقال: أمرني ربّي عزّ وجلّ أن أقبل هذا، ففتح كمّه فدخل الطير فيه

فقال له البازي: أخذت صيدي وأنا خلفه منذ أيّام

فقال: انّ ربي عزّ وجلّ أمرني أن ﻻ اؤيس هذا، فقطع من فخذه قطعة فألقاها إليه ثمّ مضى، فلمّا مضى إذا هو بلحم ميتة منتن مدوّد فقال: أمرني ربّي عزّ وجلّ أن أهرب من هذا، فهرب منه ورجع
فرأى في المنام كأنّه قد قيل له: انّك قد فعلت ما امرت به، فهل تدري ماذا كان؟
قال: ﻻ

قيل له: أمّا الجبل فهو الغضب، انّ العبد إذا غضب لم ير نفسه، وجهل قدره من عظم الغضب، فإذا حفظ نفسه وعرف قدره وسكّن غضبه كانت عاقبته كاللقمة الطيّبة الّتي أكلتها

وأمّا الطست فهو العمل الصالح إذا كتمه العبدو أخفاه أبى الله عزّ وجلّ إلاّ أن يظهره ليزيّنه به مع ما يدّخر له من ثواب الآخرة

وأما الطير: فهو الرجل الذي يأتيك فاقبله وأقبل نصيحته
وأمّا البازي: فهو الرجل الّذي يأتيك في حاجة فلا تؤيسه
وأمّا اللحم المنتن فهي الغيبة فاهرب منها


المؤمن والسنن الثلاث

ﻻ يكون المؤمن مؤمناً حتّى يكون فيه ثلاث خصال: سنّة من ربّه وسنّة من نبيّه وسنّة من وليّه

فأمّا السنّة من ربّه فكتمان سرّه

قال الله جلّ جلاله: (عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحداً، إلاّ من ارتضى من رسول)
وأمّا السنّة من نبيّه فمداراة الناس، فإنّ الله عزّ وجلّ أمر نبيّه بمداراة الناس، فقال

(خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين)

وأمّا السنّة من وليّه فالصبر في البأساء والضرّاء، يقول عزّ وجلّ

والصابرين في البأساء والضرّاء وحين البأس اولئك الّذين صدقوا واولئك هم المتّقون

إتّهم نفسك

إنّ رجلاً في بني اسرائيل عبد الله أربعين سنة، ثمّ قرّب قرباناً فلم يقبل منه، فقال في نفسه: وما اوتيت إلاّ منك، وما الذنب إلاّ لك

قال: فأوحى الله تبارك وتعالى إليه

ذمّك لنفسك أفضل من عبادتك أربعين سنة


بل هو المغنم

فرّق أبو الحسن الرضا (عليه السّلام) بخراسان ماله كلّه في يوم عرفة، فقال له الفضل بن سهل: إنّ هذا لمغرم، فقال
بل هو المغنم، ﻻ تعدّنّ مغرماً ما ابتغيت به أجراً وكرما


لماذا التكبّر؟

عن رجل من أهل بلخ قال: كنت مع الرضا (عليه السّلام) في سفره إلى خراسان فدعا يوماً بمائدة له فجمع عليها مواليه من السودان وغيرهم. فقلت: جعلت فداك لو عزلت لهؤلاء مائدة
فقال
مه! إنّ الربّ تبارك وتعالى واحد والامّ واحدة والأب واحد والجزاء بالأعمال

لماذا التستّر؟

عن اليسع بن حمزة قال: كنت في مجلس أبي الحسن الرضا (عليه السّلام) احدّثه وقد اجتمع إليه خلق كثير يسألونه عن الحلال والحرام، إذ دخل عليه رجل طوال آدم فقال: السلام عليك يابن رسول الله، رجل من محبّيك ومحبّي آبائك وأجدادك (عليهم السلام)، مصدري من الحجّ وقد افتقدت نفقتي وما معي ما أبلغ مرحلة، فإن رأيت أن تنهضني إلى بلدي والله عليّ نعمة فإذا بلغت بلدي تصدّقت بالذي تولّيني عنك، فلست موضع صدقة. فقال له

اجلس رحمك الله، وأقبل على الناس يحدّثهم حتى تفرّقوا، وبقى هو وسليمان الجعفري وخيثمة وأنا

فقال: أتأذنون لي في الدخول؟
فقال له سليمان: قدّم الله أمرك، فقام فدخل الحجرة وبقى ساعة ثمّ خرج وردّ الباب وأخرج يده من أعلى الباب وقال: أين الخراساني؟
فقال: ها أنا ذا
فقال: خذ هذه المأتي دينار واستعن بها في مؤنتك ونفقتك وتبرّك بها ولا تصدّق بها عنّي، واخرج فلا أراك ولا تراني
ثمّ خرج فقال له سليمان: جعلت فداك لقد أجزلت ورحمت فلماذا سترت وجهك عنه؟
فقال: مخافة أن أرى ذلّ السؤال في وجهه لقضائي حاجته، أما سمعت حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله): (المستتر بالحسنة، يعدل سبعين حجّة، والمذيع بالسيئة مخذول والمستتر بها مغفور له)
أما سمعت قول الأول
مـــــتى آتــه يوماً لأطلب حاجة رجعت إلى أهلي ووجهي بمائه


مع الضيوف

عن عبيد بن أبي عبد الله البغدادي عمّن أخبره قال: نزل بأبي الحسن الرضا (عليه السّلام) ضيف وكان جالساً عنده يحدثه في بعض الليل فتغيّر السراج، فمدّ الرجل يده ليصلحه، فبادره أبو الحسن (عليه السّلام) بنفسه فأصلحه ثمّ قال له
إنّا قوم ﻻ نستخدم أضيافنا

مع نعم الله

عن ياسر الخادم قال: أكل الغلمان يوماً فاكهة ولم يستقصوا أكلها ورموا بها، فقال لهم أبو الحسن (عليه السّلام)

سبحان الله إن كنتم استغنيتم فإنّ اناساً لم يستغنوا، أطعموه من يحتاج إليه




يا وجيهاً عند الله اشفع لنا عند الله





نسألكم الدعاء

حسين راضي الحسين
19-01-2011, 03:45 PM
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف



http://www.imamreza.net/images/gallery/01/01/005.jpg


من أخلاق الإمام الرضا ( عليه السلام )



مع الخدم


إن قمت على رؤوسكم وأنتم تأكلون، فلا تقوموا حتى تفرغوا
ولربّما دعا بعضنا فيقال له: هم يأكلون، فيقول: دعهم حتّى يفرغوا

حمد النعمة

روي عن دعبل بن عليّ أنّه دخل على الرضا (عليه السّلام) فأمر له بشيء فأخذه ولم يحمد الله فقال له

لم لم تحمد الله؟ قال

ثمّ دخلت بعده على أبي جعفر (عليه السّلام) فأمر لي بشيء فقلت

الحمد لله. فقال تأدّبت

ما أحسن الصبر؟

ما أحسن الصبر وانتظار الفرج أما سمعت قول الله تعالى

(وارتقبوا أنّي معكم رقيب)

وقوله عزّ وجلّ

(فانتظروا انّي معكم من المنتظرين)

فعليكم بالصبر فانّه انّما يجيئ الفرج على اليأس فقد كان الذين من قبلكم أصبر منكم

تعلموا من الديك

في الديك الأبيض خمس خصال من خصال الأنبياء (عليهم السلام): معرفته بأوقات الصلاة والغيرة والسخاء والشجاعة وكثرة الطروقة

المستتر بالحسنة

المستتر بالحسنة تعدل سبعين حسنة، والمذيع بالسيئة مخذول والمستتر بالسيئة مغفور له.

شهرة العبادة

من شهر نفسه بالعبادة فاتهموه على دينه فإن الله عزّ وجلّ يكره شهرة العبادة وشهرة اللباس


ثم قال ان الله تعالى انما فرض على الناس في اليوم والليلة سبع عشرة ركعة من أتى بها لم يسأله الله عزّ وجلّ عما سواها، وانما أضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) اليها مثيلها

ليتم بالنوافل ما يقع فيها من النقصان، وان الله عزّ وجلّ ﻻ يعذب على كثرة الصلاة والصوم ولكنه يعذب على خلاف السنة

صفات الزهد

سئل الرضا (عليه السّلام) عن صفة الزاهد فقال

متبلّغ بدون قوته مستعدّ ليوم موته، متبرّم بحياته

احسن ظنك

احسن الظن بالله فإن الله عزّ وجلّ يقول: انا عند ظن عبدي المؤمن بي، ان خيرا فخيراً وان شرّاً فشرّاً

اشكر المنعم

من لم يشكر المنعم من المخلوقين لم يشكر الله عزّ وجلّ

هكذا تشكر النعمة

اتقوا الله وعليكم بالتواضع والشكر والحمد، انه كان في بني اسرائيل رجل فاتاه في منامه من قال له: انّ لك نصف عمرك سعة، ايّ النصفين شئت
فقال: انّ لي شريكاً فلما اصبح الرجل قال لزوجته: قد اتاني في هذه الليلة رجل فأخبرني انّ نصف عمري لغي سعة فاختر أيّ النصفين شئت؟
فقالت له زوجته: اختر النصف الأول
فقال: لك ذاك
فأقبلت عليه الدنيا فكان كلما كانت نعمة قالت زوجته: جارك فلان محتاج فصله، وتقول

قرابتك فلان فتعطيه، وكانوا كذلك كلما جاءتهم نعمة اعطوا وتصدقّوا وشكروا، فلما كان ليلة من الليالي اتاه الرجل فقال: يا هذا انّ النصف قد انقضى فما رأيك؟
قال: لي شريك فلما أصبح الصبح قال لزوجته اتاني الرجل فأعلمني انّ النصف قد انقضى
فقالت له زوجته: قد انعم الله علينا فشكرنا، والله اولى بالوفاء
قال: فإن لك تمام عمرك

حدّ التوكّل

عن الحسن بن الجهم قال: سألت الرضا (عليه السّلام) فقلت له: جعلت فداك ما حدّ التوكل؟ فقال لي
ان ﻻ تخاف مع الله احداً
قال: قلت: فما حد التواضع؟
قال: ان تعطي الناس من نفسك ما تحب أن يعطوك مثله

كن سخيّاً

السخيّ قريب من الله، قريب من الجنة، قريب من الناس بعيد من النار، والبخيل [بعيد من الله] بعيد من الجنة، بعيد من الناس قريب من النار

قال: وسمعته يقول

السخاء شجرة في الجنة أغصانها في الدنيا من تعلق بغصن من أغصانها دخل الجنة

الذنوب وآثارها الطبيعية

كلما أحدث العباد من الذنوب ما لم يكونوا يعلمون، أحدث الله لهم من البلاء مالم يكونوا يعرفون

الواجب تجاه الخالق

الصغائر من الذنوب طرق إلى الكبائر، ومن لم يخف الله في القليل لم يخفه في الكثير، ولو لم يخوّف الله الناس بجنة ونار لكان الواجب ان يطيعوه ولا يعصوه، لتفضله عليهم، واحسانه اليهم وما بدأهم به من انعامه الذي ما استحقوه

اعملوا لغير الرياء

ويحك يابن عرفة اعملوا لغير رياء ولا سمعة، فانه من عمل لغير الله وكله الله إلى ما عمل، ويحك ما عمل احد عملاً إلاّ ردّاه الله به ان خيراً فخير، وان شرّاً فشرّ

ثلاثة مقرونة بثلاثة

ان الله عزّ وجلّ امر بثلاثة مقرون بها ثلاثة اخرى: أمر بالصلاة والزكاة، فمن صلّى ولم يزك لم يقبل منه صلاته، وامر بالشكر له وللو الدين فمن لم يشكر والديه لم يشكر الله، وامر باتقاء الله صلة الرحم، فمن لم يصل رحمه لم يتق الله عزّ وجلّ





يا وجيهاً عند الله اشفع لنا عند الله





نسألكم الدعاء

الصرخة الزينبية
19-01-2011, 03:59 PM
اللَهٌمَ صَل ِعَلى مُحَمْدٍ وَآل ِ مُحَمْدٍ الْطَيّبْينَ الْطَاهِرّيْنَ

حسين راضي الحسين
19-01-2011, 06:55 PM
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف



http://www.imamreza.net/images/gallery/05/01/018.jpg




أدعية الإمام الرضا ( عليه السلام )


للإمام الرضا ( عليه السلام ) أنواع من الأدعية والابتهالات تدلّ على مدى اتّصاله بالله ، ومدى تعلّقه به ، وانقطاعه إليه ، وإليك بعض نماذجها

1ـ دعاؤه ( عليه السلام ) في قنوت الوتر

قال رجاء بن أبي الضحّاك : بعثني المأمون في أشخاص علي بن موسى الرضا ( عليهما السلام ) من المدينة ... ، فو الله ما رأيت رجلاً كان اتقى لله تعالى منه ، ولا أكثر ذكراً لله في جميع أوقاته منه ، ولا أشدّ خوفاً لله عزّ وجلّ منه ... ، وكان يقنت في وتره ، ويقول

اللّهم صلّ على محمّد وآل محمّد ، اللّهم اهدنا فيمن هديت ، وعافنا فيمن عافيت ، وتولّنا فيمن تولّيت ، وبارك لنا فيما أعطيت ، وقنا شرّ ما قضيت ، فإنّك تقضي ولا يقضى عليك ، إنّه ﻻ يذلّ من واليت ، ولا يعزّ من عاديت ، تباركت ربّنا وتعاليت

2ـ دعاؤه ( عليه السلام ) في السجود

كان ( عليه السلام ) يقول في سجوده


لك الحمد إن أطعتك ، ولا حجّة لي إن عصيتك ، ولا صنع لي ولا لغيري في إحسانك ، ولا عذر لي إن أسأت ، ما أصابني من حسنة فمنك ، يا كريم اغفر لمن في مشارق الأرض ومغاربها ، من المؤمنين والمؤمنات

3ـ دعاؤه ( عليه السلام ) في يوم عرفة

قال ( عليه السلام ) يوم عرفة : ( اللّهم كما سترت عليّ ما لم أعلم فاغفر لي ما تعلم ، وكما وسعني علمك فليسعني عفوك ، وكما بدأتني بالإحسان فأتمّ نعمتك بالغفران ، وكما أكرمتني بمعرفتك فأشفعها بمغفرتك ، وكما عرفّتني وحدانيتك فأكرمني بطاعتك ، وكما عصمتني ممّا لم اكن اعتصم منه إلاّ بعصمتك ، فاغفر لي ما لو شئت عصمتني منه ، يا جواد يا كريم ، يا ذا الجلال والإكرام ) .


6ـ دعاؤه ( عليه السلام ) عند الإفطار

قال ( عليه السلام ) : ( من قال عند إفطاره : اللّهم لك صمنا بتوفيقك ، وعلى رزقك افطرنا بأمرك ، فتقبّله منّا ، واغفر لنا إنّك أنت الغفور الرحيم ، غفر الله ما ادخل على صومه من النقصان بذنوبه )

7ـ دعاؤه ( عليه السلام ) الهي بدت قدرتك

قال ( عليه السلام ) الهي بدت قدرتك ، ولم تبد هيئة لك ، فجهلوك وقدّروك ، والتقدير على غير ما به شبّهوك ، فأنا بريء يا الهي من الذين بالتشبيه طلبوك ، ليس كمثلك شيء ولن يدركوك ، ظاهر ما بهم من نعمتك ، دلّهم عليك لو عرفوك ، وفي خلقك يا الهي مندوحة إن يتناولوك ، بل شبّهوك بخلقك ، فمن ثمّ لم يعرفوك ، واتخذوا بعض آياتك ربّاً فبذلك وصفوك ، فتعاليت يا الهي وتقدّست عمّا به المشبهون نعتوك

يا سامع كل صوت ، ويا سابق كل فوت ، يا محيي العظام وهي رميم ، ومنشئها بعد الموت ، صل على محمّد وآل محمّد ، واجعل لي من كل هم فرجاً ومخرجاً ، وجميع المؤمنين إنّك على كل شيءٍ قدير

8ـ دعاؤه ( عليه السلام ) يا جبّار السماوات والأرضين

قال ( عليه السلام ) : ( استسلمت مولاي لك ، وأسلمت نفسي إليك ، وتوكّلت في كل أموري عليك ، وأنا عبدك وابن عبديك ، أخبأني اللّهم في سترك عن شرار خلقك ، واعصمني من كل أذىً وسوء بمنّك ، واكفني شر كل ذي شرٍ بقدرتك

اللّهم من كادني وأرادني فإنّي أدرا بك في نحره ، واستعين بك منه ، واستعيذ منه بحولك وقوّتك ، وشدّ عنّي أيدي الظالمين إذ كنت ناصري ، ﻻ إله إلاّ أنت يا أرحم الراحمين ، وإله العالمين

أسألك كفاية الأذى والعافية والشفاء ، والنصر على الأعداء ، والتوفيق لما تحب ربّنا وترضى ، يا اله العالمين ، يا جبّار السماوات والأرضين ، يا رب محمّد وآله الطيبين الطاهرين ، صلواتك عليهم أجمعين



يا وجيهاً عند الله اشفع لنا عند الله





نسألكم الدعاء

حسين راضي الحسين
19-01-2011, 07:03 PM
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف



http://img27.imageshack.us/img27/1264/dtb23160po5.jpg



أدعية الإمام الرضا ( عليه السلام )



دعاؤه ( عليه السلام ) عند الشدائد


قال ( عليه السلام )


اللّهم أنت ثقتي في كل كرب ، وأنت رجائي في كل شدّة ، وأنت لي في كل أمر نزل بي ثقة وعدّة ، كم من كرب يضعف عنه الفؤاد ، وتقل فيه الحيلة ، وتعيى فيه الأمور ، ويخذل فيه القريب والبعيد والصديق ، ويشمت فيه العدو ، أنزلته بك وشكوته إليك ، راغباً إليك فيه عمّن سواك ، ففرّجته وكشفته وكفيتنيه ، فأنت وليّ كل نعمة ، وصاحب كل حاجة ، ومنتهى كل رغبة

فلك الحمد كثيراً ، ولك المنّ فاضلاً ، بنعمتك تتم الصالحات ، يا معروفاً بالمعروف معروف ، ويا من هو بالمعروف موصوف ، أنلني من معروفك ، معروفاً تغنيني به عن معروف من سواك ، برحمتك يا أرحم الراحمين

دعاؤه ( عليه السلام ) لصاحب الأمر

قال ( عليه السلام ) : ( اللّهم صل على محمّد وآل محمّد ، وادفع عن وليك وخليفتك وحجّتك على خلقك ، ولسانك المعبّر عنك بإذنك ، الناطق بحكمتك ، وعينك الناظرة في بريّتك ، وشاهداً على عبادك ، الجحجاح المجاهد المجتهد ، عبدك العائذ بك

اللّهم وأعذه من شرّ ما خلقت وذرأت ، وبرأت وأنشأت وصوّرت ، واحفظه من بين يديه ومن خلفه ، وعن يمينه وعن شماله ، ومن فوقه ومن تحته ، بحفظك الذي ﻻ يضيع من حفظته به ، واحفظ فيه رسولك ووصي رسولك وآباءه أئمّتك ، ودعائم دينك ، صلواتك عليهم أجمعين

واجعله في وديعتك التي ﻻ تضيع ، وفي جوارك الذي ﻻ يخفر ، وفي منعك وعزّك الذي لا يقهر

اللّهم وآمنه بأمانك الوثيق ، الذي ﻻ يخذل من آمنته به ، واجعله في كنفك الذي ﻻ يضام من كان فيه ، وانصره بنصرك العزيز ، وأيّده بجندك الغالب ، وقوّه بقوّتك ، وأردفه بملائكتك

اللّهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، والبسه درعك الحصينة ، وحفّه بملائكتك حفّاً

اللّهم وبلّغه افضل ما بلغت القائمين بقسطك من اتباع النبيين ، اللّهم أشعب به الصدع ، وارتق به الفتق ، وأمت به الجور ، واظهر به العدل ، وزيّن بطول بقائه الأرض ، وأيّده بالنصر ، وانصره بالرعب ، وافتح له فتحاً يسيراً ، واجعل له من لدنك على عدوّك وعدوّه سلطاناً نصيراً

اللّهم اجعله القائم المنتظر ، والإمام الذي به تنتصر ، وأيدّه بنصر عزيز وفتح قريب ، وورّثه مشارق الأرض ومغاربها اللاتي باركت فيها ، واحي به سنّة نبيك صلواتك عليه وآله ، حتّى ﻻ يستخفي بشيء من الحق مخافة أحدٍ من الخلق ، وقوّ ناصره ، واخذل خاذله ، ودمدم على من نصب له ، ودمّر على من غشّه

اللّهم واقتل به جبابرة الكفر ، وعمده ودعائمه ، والقوام به ، واقصم به رؤوس الضلالة ، وشارعة البدعة ، ومميتة السنّة ، ومقوّية الباطل ، واذلل به الجبّارين ، وأبر به الكافرين والمنافقين وجميع الملحدين ، حيث كانوا وأين كانوا من مشارق الأرض ومغاربها ، وبرّها وبحرها ، وسهلها وجبلها حتّى ﻻ تدع منهم ديّاراً ، ولا تبقي لهم آثاراً

اللّهم وطهّر منهم بلادك ، واشف منهم عبادك ، واعزّ به المؤمنين ، وأحي به سنن المرسلين ، ودارس حكم النبيين ، وجدّد به ما محي من دينك ، وبدّل من حكمك ، حتّى تعيد دينك به ، وعلى يديه غصّاً جديداً صحيحاً محضاً ﻻ عوج فيه ولا بدعة معه ، حتّى تنير بعدله ظلم الجور ، وتطفئ به نيران الكفر ، وتظهر به معاقد الحق ، ومجهول العدل ، وتوضّح به مشكلات الحكم

اللّهم وإنّه عبدك الذي استخلصته لنفسك ، واصطفيته من خلقك ، واصطفيته على عبادك ، وائتمنته على غيبك ، وعصمته من الذنوب ، وبرّأته من العيوب ، وطهّرته من الرجس ، وصرفته عن الدنس ، وسلمته من الريب

اللّهم فإنا نشهد له يوم القيامة ويوم حلول الطامّة أنّه لم يذنب ولم يأت حوباً ، ولم يرتكب لك معصية ، ولم يضيّع لك طاعة ، ولم يهتك لك حرمة ، ولم يبدّل لك فريضة ، ولم يغيّر لك شريعة ، وإنّه الإمام التقي الهادي المهدي الطاهر التقي الوفي الرضي الزكي

اللّهم فصل عليه وعلى آبائه ، وأعطه في نفسه وولده وأهله وذرّيته وأمّته وجميع رعيته ما تقر به عينه ، وتسرّ به نفسه ، وتجمع له ملك المملكات كلّها قريبها وبعيدها ، وعزيزها وذليلها ، حتّى يجري حكمه على كل حكمٍ ، ويغلب بحقّه على كل باطل

اللّهم واسلك بنا على يديه منهاج الهدى ، والمحجّة العظمى ، والطريقة الوسطى التي يرجع إليها الغالي ، ويلحق بها التالي

اللّهم وقوّنا على طاعته ، وثبتنا على مشايعته ، وامنن علينا بمتابعته ، واجعلنا في حزبه القوّامين بأمره الصابرين معه ، الطالبين رضاك بمناصحته ، حتّى تحشرنا يوم القيامة في أنصاره وأعوانه ، ومقوّية سلطانه

اللّهم صل على محمّد وآل محمّد ، واجعل ذلك كلّه منا لك خالصاً من كل شك وشبهة ، ورياء وسمعة ، حتّى ﻻ نعتمد به غيرك ، ولا نطلب به إلاّ وجهك ، وحتّى تحلّنا محلّه ، وتجعلنا في الجنّة معه ، ولا تبتلنا في أمره بالسامة والكسل ، والفترة والفشل ، واجعلنا ممّن تنتصر به لدينك ، وتعزّ به نصر وليّك ، ولا تستبدل بنا غيرنا ، فإنّ استبدالك بنا غيرنا عليك يسير ، وهو علينا كبير ، إنّك على كل شيء قدير

اللّهم وصل على ولاة عهوده ، وبلّغهم آمالهم ، وزد في آجالهم ، وانصرهم وتمّم لهم ما أسندت إليهم من أمر دينك ، واجعلنا لهم أعواناً ، وعلى دينك أنصاراً ، وصل على آبائه الطاهرين الأئمّة الراشدين

اللّهم فإنّهم معادن كلماتك ، وخزّان علمك ، وولاة أمرك ، وخالصتك من عبادك ، وخيرتك من خلقك ، وأوليائك وسلائل أوليائك ، وصفوتك وأولاد أصفيائك ، صلواتك ورحمتك وبركاتك عليهم أجمعين

اللّهم وشركاؤه في أمره ، ومعاونوه على طاعتك ، الذين جعلتهم حصنه وسلاحه ومفزعه ، وانسه الذين سلوا عن الأهل والأولاد ، وتجافوا الوطن ، وعطّلوا الوثير من المهاد ، قد رفضوا تجاراتهم ، واضرّوا بمعايشهم ، وفقدوا في أنديتهم بغير غيبة عن مصرهم ، وحالفوا البعيد ممّن عاضدهم على أمرهم ، وخالفوا القريب ممّن ضدّ عن وجهتهم ، وائتلفوا بعد التدابر والتقاطع في دهرهم ، وقطعوا الأسباب المتصلة بعاجل حطام من الدنيا

فاجعلهم اللّهم في حرزك ، وفي ظل كنفك ، وردّ عنهم بأس من قصد إليهم بالعداوة من خلقك ، واجزل لهم من دعوتك من كفايتك ومعونتك لهم ، وتأييدك ونصرك إيّاهم ما تعينهم به على طاعتك ، وازهق بحقّهم باطل من أراد إطفاء نورك ، وصل على محمّد وآله ، واملأ بهم كل أفق من الآفاق ، وقطر من الأقطار ، قسطاً وعدلاً ورحمة وفضلاً ، واشكر لهم على حسب كرمك وجودك ، وما مننت به على القائمين بالقسط من عبادك ، واذخر لهم من ثوابك ما ترفع لهم به الدرجات ، إنّك تفعل ما تشاء ، وتحكم ما تريد آمين رب العالمين





يا وجيهاً عند الله اشفع لنا عند الله





نسألكم الدعاء

حسين راضي الحسين
19-01-2011, 07:12 PM
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف



http://www.imamreza.net/images/gallery/01/01/005.jpg



يـا بـقـعـةً مات بـها سيّدٌ

ما مِثْلُه فـي الناس مـن سيّدِ

مات النـوى من بعده والندى

وشـمّر الموتُ به يـقـتـدي

لازال غـيـثُ الله يـا قبـرَه

عليك مـنه رائـحـاً مغتـدي

كـان لـنا غـيـثاً به نرتوي

وكـان كـالنجم بـه نهتـدي

إنّ عليّـاً ابن مـوسى الرضا

قد حـلّ والسـؤددُ في مَلحدِ

يـا عـيـنُ فـابكي بدم بعده

على انقراض المجد والسُّؤددِ


قال شاعر اهل البيت دعبل الخزاعي رحمة الله عليه

اربعون سنة احمل خشبتي على ضهري ولم اجد من يصلبني عليها لكثرة ما كان ينشد الاشعار لآل الرسول عليهم افضل الصلاة والسلام مدحاً ورثاءً وكان يتوقع غدر العباسيين به

بعد ان نفي الامام علي بن موسى الرضا الى مدينة طوس في الشمال الشرقي من ايران وحاول العباسيون بشتى السبل ابعاد الامام عن مسرح الحياة وعزله عن شيعته ومحبيه لكن هيهات هيهات وهذا دعبل تخطى الاف الكيلومترات

حتى وصل اليه وانشده تلك القصيده الرائعه ويقال ان الامام عندما سمعها اجهش بالبكاء وعندما وصل دعبل الى وقبر ببغداد.. وانتقل الى فأما الممضات اوقفه الامام وقال له اضف اليها وقبر بطوس فقال دعبل لايوجد عندنا قبر بطوس يا مولاي قال عليه السلام سيكون يا دعبل سيكون وكان يقصد نفسه



فأجريت دمع العين بالعبراتِ

ذكرتُ محل الرَّبع من عرفاتِ

رسوم ديارٍ اقفرت وعراتِ

وفـلُّ عُرى صبري وهاجت صبابتي

ومنزل وحى مقفر العرصــات

مدارس آياتٍ خلت من تلاوةٍ

وبالرُّكـن والتعريف والجمرات

لآل رسول الله بالخيف من منىٍ

وحمزة والسجــاد ذي الثفنات

ديارُ علي والحسين وجعفرٍ

نجيّ رسول الله في الخلواتِ

ديارٌ لعبد الله والفضل تلوه

من الله بالتسليم والرّحمات

منازل جبريل الامين يزورها

سبيل رشادٍ واضح الطّرقاتِ

منازل وحي الله معدن علمه

ولم تعف بالايام والسنواتِ

ديارُ عفاها جور كل منابذٍ

متى عهدها بالصوم والصلواتِ

قفا نسأل الدار التي خفّ اهلها

افانين في الاطراف منقبضات

واين الالى شطت بهم غربة النوى

وهم خير قاداتٍ وخيرُ حماةِ

هم اهل ميراث النبي اذا اعتزوا

لقد شرفوا بالفضل والبركــات

مطاعيم في الاعسار في كلّ مشهدٍ

وتؤمن منهم زلةُ العثرات

ائمة عدلٍ يقتدى بفعالهم

ومضطعنٌ ذو احنة وترابِ

وما الناس الا غاصبٍ ومكذّبٍ

واخرى بفخٍ نالها صلواتي

قبور بكوفان واخرى بطيبةٍ

زكىُ آوى بغــداد في الحفرات

وآخر من بعد النبي مباركٌ

وقبر ببا خمرى عدى العرمات

وقبر بارض الجوزجان محـلّه

تضمنها الرحمن في العرصات

وقبر ببغداد ٍ لنفس زكيةٍ

تردد بين الصدر والحجــبات

وقبر بطوس يالها من مصيبةٍ

مبالغها مني بكنه صفاتِ

فاما الممضات التي لست بالغا

يـفرّج فيها الهـم والكربات

الى الله حتى يبعث الله قآئماً

معرّسهم فيها بشط فرات

نفوسُ لدى النهرين من بطن كربلا

وقد مات عطشاناً بشط فرات

افاطمُ لو خلت الحسين مجدلاً

واجريتي دمع العين على الوجنات

للطمتي الخد عنده فاطمٍ

معرّسهم بالجزع من نخلات

اخاف بان ازدارهم ويشوقني

لهم عقدة مغشيّة الحجرات

تقسمهم ريب المنون فماترى

مدى الدهر انضاءً من الازمات

خلا ان منهم بالمدينة عصبة

من الضبع والعقبان والرخمات

قليلة زوارٍ خلا انّ زوروا

لهم من نواحي الارض مختلفات

لها كل حين نومة بمضاجعٍ

مغاوير نحارّون في السنواتِ

وقد كان منهم بالحجاز وارضها


قيل لي أنت أوحد الناس طرا في فنون من المقال البديه
لك من جوهر الكلام نظام يثمر الدر في يدي مجتنبيه
فلماذا تركت مدح ابن موسى والخصال التي تجمعن فيه
قلت لا أهتدي لمدح إمام كان جبريل خادما لأبيـه

السلام عليك يا شمس الشموس ، أيها المدفون في أرض طوس
السلام عليك ايها الامام الغريب السلام عليك ايها الامام الشهيد السلام عليك ايها الامام المعصوم السلام عليك ايها الامام المظلوم السلام عليك ايها الامام المغموم السلام عليك ايها الامام الهادي و الولي المرشد ابرء الى الله تعالى من اعدائك و اتقّرب الى الله تعالى بمولاتك السلام عليك وعلى أختك فاطمة المعصومة و السلام عليك و رحمة الله و بركاته



يا وجيهاً عند الله اشفع لنا عند الله





نسألكم الدعاء

حسين راضي الحسين
19-01-2011, 07:20 PM
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف



من حكمه (عليه السلام)


1- خيار العباد هم الذين إذا أحسنوا استبشروا

وإذا أساؤوا استغفروا، وإذا أعطوا شكرو

وإذا ابتلوا صبروا، وإذا غضبوا عفوا


2- عونك للضعيف أفضل من الصدقة


3- خَمْسُ مَنْ لَمْ تَكُنْ فيه فلا ترجوه بشئ من الدنيا والآخرة:


- من لم تعرف الوثاقة في أرومته

- والكرم في طباعه

- والرصانة في خلقه

- والنبل في نفسه

- والمخافة لربه

4- صل رحمك ولو بشربة من ماء


وفاة الإمام الرضا عليه السلام

توفى الإمام الرضا (عليه السلام) في قرية يقال لها سنا آباد مسموماً بسم دسه له المأمون في شراب الرمان وقيل في العنب قدمه إليه. ودفن في دار حميد بن قحطبة في المكان الذي فيه الرشيد إلى جانبه مما يلي القبلة كما جاء في عيون أخبار الرضا للصدوق رحمه الله

ويدعي الرواة أن المأمون لم يظهر موته في حينه وتركه يوماً وليلة ثم وجه إلى محمد بن جعفر بن محمد وجماعة من آل أبي طالب وأخبرهم بوفاته. ثم كشف لهم عنه ليعلموا أنه مات ولا أثر فيه لضربة سيف ولا طعنة رمح

في فضيلة بقعة الرضا صلوات الله عليه

إنّ من جملة الأخبار الدالّة على فضيلة تلك الأرض المقدّسة والبقعة المباركة ما رواه الشيخ الطوسيّ رحمه الله في باب الزيارات من كتابه تهذيب الأحكام أنّ الرضا عليه السّلام قال: إنّ في أرض خراسان بقعةً من الأرض يأتي عليها زمان تكون مهبطاً للملائكة، ففي كلّ وقت ينزل إليها فوج إلى يومِ نَفْخ الصور، فقيل له عليه السّلام: وأيُّ بقعة هذه ؟ فقال: هي أرض طوس، وهي ـ واللهِ ـ روضة من رياض الجنة

ورُوي أيضاً عن الصادق عليه السّلام: أربعة بقاع من الأرض ضجّت إلى الله ـ تعالى ـ في أيام طوفان نوحٍ، من استيلاء الماء عليها، فرحمها الله ـ تعالى ـ وأنجاها من الغرق، وهي: البيت المعمور، فرفعها الله إلى السماء، والغريّ، وكربلاء، وطوس

قال الفيض الكاشاني في الوافي: ولمّا ضجّت تلك البقاع كان ضجيجها إلى الله من جهة عدم وجود مَن يعبد الله على وجهها، فجعلها الله مدفنَ أوليائه، فأوّل مدفنُ بُنيت في تلك الأرض المقدّسة سناباد، بناها إسكندر ذو القَرنَين صاحب السدّ، وكانت دائرة إلى زمان بناء طوس

يا أبا الحسن يا علي بن موسى الرضا

يابن رسول الله يا حجة الله على خلقه يا سيدنا ومولانا إنا توجهنا واستشفعنا وتوسلنا بك إلى الله وقدمناك بين يدي حاجاتنا يا وجيهًا عند الله إشفع لنا عند الله

اللهم بحق هذا الإمام المظلوم فك كل أسير اللهم فرج عن كل مكروب اللهم أشف كل مريض اللهم أصلح كل فاسد من أمور المسلمين اللهم اقض حوائجنا وحوائج المؤمنين وارزقنا زيارتهم في الدنيا وشفاعتهم في الآخرة


يا وجيهاً عند الله اشفع لنا عند الله



نسألكم الدعاء

حسين راضي الحسين
19-01-2011, 07:27 PM
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف



http://img21.imageshack.us/img21/7930/28478472kt3gj9.gif



قال الصاحب الجليل إسماعيل بن عباد رضي الله عنه


في إهداء السلام إلى الرضا عليه أفضل الصلوات و السلام



يا سائرا زائرا إلى طوس

مشهد طهر و أرض تقديس

‏أبلغ سلامي الرضا و حط

على أكرم رمس لخير مرموس

‏و الله و الله حلفة صدرت

من مخلص في الولاء مغموس

‏إني لو كنت مالكا إربي

كان بطوس الفناء تعريس

‏و كنت أمضي العزيم مرتحلا

منتسفا فيه قوة العيس

‏لمشهد بالذكاء ملتحف و

بالسناء و الثناء مأنوس

‏يا سيدي و ابن سادتي ضحكت

وجوه دهري بعقب تعبيس

‏لما رأيت النواصب انتكست

راياتها في زمان تنكيس



يا وجيهاً عند الله اشفع لنا عند الله



نسألكم الدعاء

حسين راضي الحسين
19-01-2011, 07:31 PM
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف



http://www.imamreza.net/images/gallery/05/01/018.jpg


رثاء الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام


قال الشاعر :


من الدنا نحبه بالهم والحزن

نفسي فداء غريب الطوس حين قضى


لا يرعوي خالق الأكوان ذي المنن

سقاه مأمون سماً حاقداً اثماً


يزيده كل يوم كارث المحن

أذاقه المر أصنافاً مصنفة


ما جاءه من سهام الطعن في الزمن

ولاه، مكراً، لكيما ان يخفف من


من بغي مأمون، في سرّ وفي علن

كان الإمام حزيناً صابراً أسفاً


شلت يداه، بما قد كاد من فتن

وكاد فيه صلاة العيد، من بطر


أن يخجل الحق، من مكر وفي شطن

واسأل به مجلس الأديان حين رأى


كي يسخر القوم، ظلماً، من أبي الحسن

ومأدب الساحر الملعون هيئه


والطهر في لوعه من فادح المحن

ولم يزل كائداً خبثاً وملعنة


أو ماء رمان أو مزق من اللبن

حتى سقاه نجيع السم في عنب


لديه من نادب يبكي ومؤتمن

فقطع السم أحشاء الإمام ولا


مستشهداً، سم، في بعد من الوطن

مات الرضا بخراسان لهيب حشا



يا وجيهاً عند الله اشفع لنا عند الله



نسألكم الدعاء

حسين راضي الحسين
19-01-2011, 07:37 PM
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف


http://a.shia4up.net/view/9526/Untitled-3.gif



حوار هادئ في إمامة أهل البيت عليهم السّلام


عن الحسن بن الجهم، قال: حضرتُ مجلس المأمون يوماً وعنده عليّ بن موسى الرضا عليه السّلام وقد اجتمع الفقهاء وأهل الكلام من الفرق المختلفة فسأله بعضهم فقال له: يا ابن رسول الله! بأيّ شيء تصحّ الإمامة لمدّعيها؟

قال: بالنّص والدّليل، قال له: فدلالة الإمام فيما هي؟ قال: في العلم واستجابة الدعوة، قال: فما وجه إخباركم بما يكون؟ قال: ذلك بعهد معهود إلينا من رسول الله صلى الله عليه وآله، قال: فما وجه إخباركم بما في قلوب الناس؟

قال عليه السلام له: أمَا بلغك قول الرّسول صلّى الله عليه وآله: اتّقوا فراسة المؤمن، فإنّه ينظر بنور الله؟ قال: بلى. قال: وما من مؤمنٍ إلاّ وله فراسة ينظر بنور الله على قدر ايمانه، ومبلغ استبصاره وعلمه، وقد جمع الله الأئمّة منّا ما فرّقه في جميع المؤمنين، وقال عزّوجلّ في محكم كتابه:


(إنّ فِي ذلِكَ لآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ) (الحجر 75)

فأوّل المتوسّمين رسول الله صلّى الله عليه وآله، ثمّ أميرالمؤمنين عليه السّلام من بعده، ثمّ الحسن والحسين والأئمّة من ولد الحسين عليهم السّلام إلى يوم القيامة

قال: فنظر إليه المأمون فقال له: يا أباالحسن! زدنا ممّا جعل الله لكم أهل البيت، فقال الرّضا عليه السّلام: إنّ الله عزّوجلّ قد أيّدنا بروح منه مقدّسة مطهّرة، ليست بملك لم تكن مع أحدٍ ممّن مضى إلاّ مع رسول الله صلّى الله عليه وآله، وهي مع الأئمّة منّا تسدّدهم وتوفّقهم، وهو عمود من نور بيننا وبين الله عزّوجلّ

قال له المأمون: يا أباالحسن! بلغني أنّ قوماً يغلُون فيكم ويتجاوزون فيكم الحدّ ؟
فقال الرّضا عليه السّلام: حدّثني أبي موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ عن أبيه عليّ، بن أبي طالب عليهم السّلام قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: " لا ترفعوني فوق حقّي، فإنّ الله تبارك وتعالى اتّخذني عبداً قبل أن يتّخذني نبيّاً "

قال الله تبارك وتعالى:

( ما كانَ لِبَشَرٍ أنْ يُؤْتِيَهُ اللهُ الْكِتابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولُ لِلنّاسِ كُونُوا عِباداً لِي مِنْ دُونِ اللهِ وَلكِنْ كُونُوا رَبّانِيّينَ بِما كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتابَ وَبِما كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ * وَلا يَأْمُرُكُمْ أنْ تَتّخِذُوا الْمَلائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أرْباباً، أَيَاْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إذْ أنْتُمْ مُسْلِمُونَ )؟! (آل عمران79-80)

قال عليه السلام: يهلك فيّ اثنان ولا ذنب لي: محبٌّ مفْرطٌ، ومبغضٌ مفرّط.ٌ وأنا أبرأ إلى الله تبارك وتعالى ممّن يغلو فينا ويرفعنا فوق حدّنا كبراءة عيسى بن مريم عليه السّلام من النّصارى

قال الله تعالى:

(وَإذْ قالَ اللهُ يا عِيسَى بْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنّاسِ اِتَّخِذُونِي وَأُمِّي إلهَيْنِ مِنْ دُونِ اللهِ؟! قالَ سُبْحانَكَ ما يَكُونُ لِي أنْ أقُولَ ما لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ ما فِي نَفْسِي وَلا أعْلَمُ ما فِي نَفْسِكَ إنَّكَ أنْتَ عَلاّمُ الْغُيُوبِ * ما قُلْتُ لَهُمْ إلاّ ما أَمَرْتَنِي بِهِ أنِ اعْبُدُوااللهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً ما دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأنْتَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) (المائدة116-117)

وقال عزّوجلّ:

( لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أنْ يَكُونَ عَبْداً للهِ وَلاَ الْمَلائِكَةُ الْمُقَرّبُونَ )(النساء 172)

فمن ادّعى للأنبياء ربوبيّة وادّعى الأئمّة ربوبيّة أونبوّة أولغير الأئمّة إمامة فنحن منه براء في الدّنيا والاخرة

فقال المأمون: يا أبا الحسن! فما تقول في الرّجعة ؟ فقال الرّضا عليه السّلام: إنّها لَحقّ قد كانت في الأُمم السّالفة ونطق به القرآن، وقد قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: يكون في هذه الأمّة كلّ ما كان في الأُمم السّالفة حذو النعل بالنعل، والقذّة بالقذّة

قال عليه السّلام إذا خرج المهديّ من ولدي نزل عيسى بن مريم عليه السّلام فصلّى خلفه

وقال عليه السّلام: إنّ الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً، فطوبى للغرباء! قيل: يا رسول الله! ثمّ يكون ماذا؟ قال: ثمّ يرجع الحقّ إلى أهله

فقال المأمون: يا أباالحسن! فما تقول في القائلين بالتناسخ؟

فقال الرّضا عليه السّلام: من قال بالتناسخ فهو كافر بالله العظيم. مكذِّب بالجنّة والنّار. قال المأمون: ما تقول في المسوخ؟

قال الرّضا عليه السّلام: أولئك قوم غضب الله عليهم، فمسخهم، فعاشوا ثلاثة أيّام ثمّ ماتوا ولم يتناسلوا، فما يوجد في الدّنيا من القردة والخنازير وغير ذلك ممّا وقع عليهم اسم المسوخيّة فهو مثل ما لا يحلّ أكلها والانتفاع بها

قال المأمون: لا أبقاني الله بعدك يا أباالحسن، فو الله ما يوجد العلم الصّحيح إلاّ عند أهل هذا البيت! وإليك انتهت علوم آبائك، فجزاك الله عن الاسلام وأهله خيراً

قال الحسن بن الجهم: فلمّا قام الرّضا عليه السّلام تبعته فانصرف إلى منزله، فدخلت عليه وقلت له: يا ابن رسول الله! الحمد لله الّذي وهب لك من جميل رأي أميرالمؤمنين ما حمله على ما أرى من إكرامه لك وقبوله لقولك

فقال عليه السّلام: يا ابن الجهم! لا يغرّنّك ما ألفيته عليه من إكرامي والاستماع منّي، فإنّه سيقتلني بالسّمّ وهو ظالم إليّ، إنّي أعرف ذلك بعهد معهود إليّ من آبائي عن رسول الله صلّى الله عليه وآله، فاكتم هذا ما دمتُ حيّاً

قال الحسن بن الجهم: فما حدّثت أحداً بهذا الحديث إلى أن مضى عليه السّلام بطوس مقتولاً بالسّمّ ، ودفن في دار حميد بن قحطبة الطّائيّ في القبّة الّتي فيها قبر هارون الرّشيد إلى جانبه.


المصدر : عيون أخبار الرضا عليه السلام

يــا أرض طوس سقاكِ الله رحمته

ماذا حويت من الخيراتِ ياطوس

طابت بقاعك في الدنيا وطاب بها

شخص ثوى بسناباد مرموس

شخص عزيز على الإسلام مصرعه

في رحمة الله مغمور ومغموس

ياقبره انت قبــــــــــر قد تضمنه

حلم وعلم وتطهير وتقديس

فخراً فأنك مغبـــــوط بجثته

وبالملائكة الأبرار محروس




يا وجيهاً عند الله اشفع لنا عند الله



نسألكم الدعاء

حسين راضي الحسين
19-01-2011, 07:43 PM
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف



http://www.ahbabhusain.com/vb/images/statusicon/wol_error.gif هذه الصورة مصغره ... نقره على هذا الشريط لعرض الصوره بالمقاس الحقيقي ... المقاس الحقيقي 528x359 والحجم 48 كيلوبايت .http://www.aljamri.org/Cards/w-emam%288%29-1425.jpg



لماذا سمي الإمام الرضا بالرضا !!

ركز أعداء المذهب الإمامي الاثني عشري على مغالطة الحقائق والدس فيها من جهة ، ومن جهة أخرى التحريف في تأويل بعض ما قد يشتهر ويعرف عن الأئمة الطاهرين رضوان الله تعالى وسلامه عليهم، وكمثال وتبركا بذكرى الامام الرضا وولادته نذكر هذه القضية أو النكتة ونجملها في ثلاثة أسئلة ، ونتناول الإجابة عليها بشكل مختصر :

من الذي سمي الامام الرضا عليه السلام بالرضا ولماذا وما معنى ذلك ؟

حتى نجيب على هذه الأسئلة نقرا هذه الرواية وسنجد الإجابة الشافية:

يروى ابن بابويه (1) بسند حسن عن البزنطي قال : قلت لأبي جعفر الإمام محمد الجواد (عليه السلام ) إن قوما من مخالفيكم يزعمون أن أباك إنما سماه المأمون الرضا لما رضيه لولاية عهده ، فقال عليه السلام :

كذبوا والله وفجروا، بل الله تبارك وتعالى سماه الرضا لانه كان رضى لله عز وجل في سمائه ، ورضى لرسوله والأئمة من بعده (عليهم السلام ) في أرضه

قال : فقلت له : ألم يكن كل واحد من آبائك الماضين ( عليهم السلام) رضى لله عز وجل ولرسوله والأئمة من بعده ؟ فقال : بلى ، قلت : فلم سمي أبوك (عليه السلام ) من بينهم بالرضا ؟ قال :

لأنه رضي به المخالفون من أعدائه ، كما رضي به الموافقون من أوليائه ، ولم يكن ذلك لأحد من آبائه (عليهم السلام ) ، فلذلك سمي من بينهم بالرضا



1- الشيخ عباس القمي ، منتهى الآمال في تواريخ الآل ، الجزء الثاني ،الطبعة الثانية ، مكتبة الفقيه، الصفحة 334



يا وجيهاً عند الله اشفع لنا عند الله



نسألكم الدعاء

حسين راضي الحسين
20-01-2011, 03:44 PM
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف


http://www.wlidk.com/upfiles/GZj11817.jpg


نعزي صاحب العصر و الزمان الإمام محمد بن الحسن المنتظر "عج"

بذكرى استشهاد جده الإمام الرضا "ع"

و نرفعها إلى جدته الزهراء و الرسول الأعظم

و آل بيت النبوة سلام الله عليهم أجمعين

و إلى علماء الأمة الإسلامية جمعاء

و إليكم أخوتي و أخواتي


السلام عليك يا غريب طوس

السلام عليك يا ضامن الجنان

السلام عليك يا علي ابن موسى الرضا

اللهم إنا نسألك أن تكتبنا من زواره في الدنيا

و ممن يشفع لهم يوم لا ينفع شافع إلا هم آل بيت الرسول "ص"


عظم الله لكم الأجر جميعاً




يا وجيهاً عند الله اشفع لنا عند الله



نسألكم الدعاء

حسين راضي الحسين
20-01-2011, 03:51 PM
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف


http://img.tebyan.net/big/1386/12/44754233202641096111441510513520348134.jpg



كلام الإمام الرضا ( عليه السلام ) في فضل عترة النبي ( صلى الله عليه وآله )



قال الإمام الرضا ( عليه السلام ) :


( إنّ محمّداً ( صلى الله عليه وآله ) كان أمين الله في أرضه ، فلمّا انقبض ( صلى الله عليه وآله ) كنا أهل البيت أمناء الله في أرضه ، عندنا علم البلايا والمنايا ، وأنساب العرب ، ومولد الإسلام ، وإنّا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الإيمان ، وبحقيقة النفاق ، وإنّ شيعتنا لمكتوبون معروفون بأسمائهم وأسماء آبائهم ، أخذ الله الميثاق علينا وعليهم ، يردون موردنا ، ويدخلون مداخلنا ، ليس على ملّة إبراهيم الخليل الله غيرنا وغيرهم

إنا يوم القيامة آخذون بحجزة نبينا ، ونبينا آخذ بحجزة ربّه ، وإنّ الحجزة النور ، وشيعتنا آخذون بحجزنا ، من فارقنا هلك ، ومن تبعنا نجى ، والجاحد لولايتنا كافر ، ومتبعنا وتابع أولياءنا مؤمن ، لا يحبّنا كافر ، ولا يبغضنا مؤمن ، من مات وهو محبّناً كان حقّاً على الله أن يبعثه معنا ، نحن نور لمن تبعنا ، ونور لمن اقتد بنا ، من رغب عنّا ليس منّا ، ومن لم يكن معنا فليس من الإسلام في شيء

بنا فتح الله الدين ، وبنا يختمه ، وبنا أطعمكم عشب الأرض ، وبنا أنزل عليكم مطر السماء ، وبنا أمنكم الله من الغرق في بحركم ، ومن الخسف في برّكم ، وبنا نفعكم الله في حياتكم ، وفي قبوركم ، وفي محشركم ، وعند الصراط ، وعند الميزان ، وعند دخول الجنان

إنّ مثلنا في كتاب الله كمثل المشكاة ، والمشكاة في القنديل ، فنحن المشكاة ( فِيهَا مِصْبَاحٌ ) ، والمصباح محمّد ( صلى الله عليه وآله ) ، ( الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ) نحن الزجاجة ، ( كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ ) لا منكرة ولا دعية ، ( يَكَادُ زَيْتُهَا ) نورها ، ( يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ ) نور الفرقان ، ( عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ ) لولايتنا ( مَن يَشَاء ) ، ( وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ )

فالنور علي ( عليه السلام ) ، يهدي الله لولايتنا من أحب ، حقّاً على الله أن يبعث ولينا مشرّقاً وجهه ، نيّراً برهانه ، عظيماً عند الله حجّته ، ويجيء عدونا يوم القيامة مسودّاً وجهه ، مدحضة عند الله حجّته ، وحق على الله أن يجعل ولينا رفيق النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ، وحسن أولئك رفيقاً ، وحق على الله أن يجعل عدوّنا رفيقاً للشياطين والكافرين ، وبئس أولئك رفيقاً

ولشهيدنا فضل على الشهداء بعشر درجات ، ولشهيد شعيتنا على شهيد غيرنا سبع درجات .
فنحن النجباء ، ونحن أبناء الأوصياء ، ونحن أولى الناس بالله ، ونحن المخصوصون في كتاب الله ، ونحن أولى الناس بدين الله ، ونحن الذين شرع الله لنا دينه ، فقال الله : ( شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ) يا محمّد ، ( وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ) ، فقد علمنا وبلغنا ما علمنا واستودعنا علمهم

ونحن ورثة الأنبياء ، ونحن ذرّية أولى العلم ، ( أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ ) بآل محمّد ( صلى الله عليه وآله ) ، ( وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ) ، وكونوا على جماعتكم ، ( كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ ) من أشرك بولاية علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، ( مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ ) من ولاية علي ، ( اللَّهُ ) يا محمّد ( يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاء وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ ) من يجيبك إلى ولاية علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وقد بعثت إليك بكتاب فيه هدى فتدبّره وافهمه ، فإنّه شفاء ونور )



يا وجيهاً عند الله اشفع لنا عند الله



نسألكم الدعاء

حسين راضي الحسين
20-01-2011, 03:58 PM
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف


http://img.tebyan.net/big/1386/12/4088141972098912032409838157741535716.jpg


كلام الإمام الرضا ( عليه السلام ) في التوحيد


قال محمّد بن زيد الطبري


كنت قائماً عند علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) بخراسان ، وحوله جماعة من بني هاشم وغيرهم ، وهو يتكلّم في توحيد الله تعالى

فقال ( عليه السلام )

أوّل عبادة الله معرفته ، وأصل معرفته توحيده ، ونظام توحيده نفي التحديد عنه ، لشهادة العقول بأنّ كل محدود مخلوق ، وشهادة كل مخلوق أنّ له خالقاً ليس بمخلوق ، الممتنع من الحدث هو القديم في الأزل ، ليس الله عبد من نعت ذاته ، ولا إيّاه وحّد من اكتنهه ، ولا حقّقه من مثَّله ، ولا به صدق من نهّاه ، ولا صمد صمده من أشار إليه بشيء من الحواس ، ولا إيّاه عنى من شبّهه ، ولا له عرف من بَعَّضه ، ولا إيّاه أراد من توهّمه ، كل معروف بنفسه مصنوع ، وكل قائم في سواه معلول

بصنع الله يستدل عليه ، وبالعقول تعتقد معرفته سبحانه ، وبالفطرة تثبت حجّته ، خلق الخلق بينه وبينهم حجابُ مباينته إيّاهم ومفارقتهم له ، وابتداؤه لهم دليلهم على أن لا ابتداء له ، لعجز كل مبتدأ منهم عن ابتداء مثله ، فاسماؤه تعالى تعبير ، وأفعاله سبحانه تفهيم ، قد جهل الله سبحانه من حدّه ، وقد تعدّاه من اشتمله ، وقد أخطأه من اكتنهه

من قال : ( كيف ) فقد شبّهه ، ومن قال : ( أين ) فقد حصره ، ومن قال : ( فيم ) فقد وعاه ، ومن قال : ( علام ) فقد شبّهه ، ومن قال : ( متى ) فقد وقّته ، ومن قال : ( لِمَ ) فقد علّله ، ومن قال : ( فِيم ) فقد ضمّنه ، ومن قال : ( إلام ) فقد نهاه ، ومن قال : ( حَتّام ) فقد غيّاه ، ومن غيّاه فقد جَزّأه ، ومن جَزَّأه فقد ألحد فيه

لا يتغيّر الله تعالى بتغاير المخلوق ، ولا يتحدّد بتحديد المحدود ، واحد لا بتأويل عدد ، ظاهر لا بتأويل مباشرة ، متجلِ لا باستهلال رؤية ، باطن لا بمزايلة ، قريب لا بمداناة ، لطيف لا بتجسيم ، موجود لا عن عدم ، فاعل لا باضطرار ، مقدّر لا بفكر ، مدبّر لا بعزيمة ، شاء لا بهمّة ، مدرك لا بحاسة ، سميع لا بآلة ، بصير لا بأداة ، لا تصحبه الأوقات ، ولا تضمّه الأماكن ، ولا تأخذه السِنات ، ولا تحدّه الصفات ، ولا تقيّده الأدوات

سبق الأوقات كونُه ، والعدَم وجودُه ، والابتداءَ أزله ، وبمشابهته بين الأشياء عالم أن لا شبه له ، وبمضادّته بين الأضداد علم أن لا ضدّ له ، وبمقارنته بين الأمور عرف أن لا قرين له ، ضاد النور بالظلمة ، والظل بالحرور ، مؤلّف بين متدانياتها ، مفرّق بين متبايناتها ، بتفريقها دل على مفرقها ، وبتأليفها دل على مؤلّفها ، قال سبحانه

( وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ )

له معنى الربوبية إذ لا مربوب ، وحقيقة الإلهية إذ لا مألوه ، ومعنى العالم إذ لا معلوم ، ليس منذ خلق استحق معنى الخالق ، ولا من حيث احدث استفاد معنى المحدث ، لا تنائيه ( منذ ) ، ولا تدنيه ( قد ) ، ولا تحجبه ( لعل ) ، ولا توقّته ( متى ) ، ولا تشتمله ( حين ) ، ولا تقاربه ( مع ) ، كلّما في الخلق من أثر غير موجود به ، وكل ما أمكن فيه ممتنع من صانعه ، لا تجري عليه الحركة والسكون

وكيف يجري عليه ما هو أجراه ! أو يعود فيه ما هو أبداه ! إذاً لتفاوتت دلالته ، وامتنع من الأزل معناه ، ولمّا كان البارئ غير المبرأ ولو وجد له وراء لوجد له أمام ، ولو التمس له التمام لزمه النقصان ، كيف يستحق الأزل من لا يمتنع من الحدث !

وكيف ينشئ الأشياء من لا يمتنع من الإنشاء ! لو تعلّقت به المعاني لقامت فيه آية المصنوع ، ولتحوّل من كونه دالاً إلى كونه مدلولاً عليه ، ليس في محال القول حجّة ، ولا في المسألة عنه جواب ، لا إله إلاّ هو العلي العظيم )



يا وجيهاً عند الله اشفع لنا عند الله



نسألكم الدعاء

حسين راضي الحسين
20-01-2011, 04:06 PM
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف


http://img.tebyan.net/big/1386/12/19713031190177130164228812298482916249215.jpg


عناصر الإمام الرضا ( عليه السلام ) النفسية



عناصر الإمام الرضا ( عليه السلام ) ومكوناته النفسية كانت ملتقى للفضيلة بجميع أبعادها وصورها .
فلم تبقَ صفة شريفة يسمو بها الإنسان إلا وهي من ذاتياته ( عليه السلام ) ، ومن نزعاته

فقد وهبه الله كما وهب آباءه العظام ( عليهم السلام ) بكلِّ مَكرُمَة ، وَحَبَاه بكل شرف ، وجعله عَلَماً لأمة جَدِّه ( صلى الله عليه وآله ) ، فيهتدي به الحائر ، ويُرشَد به الضالُّ ، وتستنير به العقول

فإن أخلاق الإمام الرضا ( عليه السلام ) نفحة من أخلاق جده الرسول الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) الذي امتاز على سائر النبيِّين بهذه الظاهرة الكريمة

فقد استطاع ( صلى الله عليه وآله ) بِسُمُوِّ أخلاقه أن يطور حياة الإنسان ، وينقذه من أَوحَال الجاهلية الرعْنَاء

وقد حمل الإمام الرضا ( عليه السلام ) أخلاق جده ( صلى الله عليه وآله ) ، فكانت من أهم عناصره ( عليه السلام )

فيقول إبراهيم بن العباس عن مكارم أخلاقه ( عليه السلام ) : ما رأيت ولا سمعت بِأَحدٍ أفضل من أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، ما جفا أحداً قَطّ ، ولا قطع على أحد كلامه ، ولا رَدَّ أحداً عن حاجة ، وما مَدَّ رجليه بين جليسه ، ولا اتَّكَأَ قبله ، ولا شَتَمَ مَوَالِيه وَمَمَالِيكَه ، ولا قَهْقَهَ في ضِحكَةٍ

وكان يجلس على مائدته ومماليكه وموالِيه ، قليل النوم بالليل ، يحيي أكثر لياليه من أولها إلى آخرها ، كثير المعروف والصدقة ، وأكثر ذلك في الليالي المظلمة

ومن معالي أخلاقه أنه كما تقلد ولاية العهد التي هي أرقي منصب في الدولة الإسلامية لم يأمر أحد من مواليه وخدمه في الكثير من شؤونه ، وإنما كان يقوم بذاته في خدمة نفسه

ويقول الرواة : إنه احتاج إلى الحمام فكره أن يأمر أحدا بتهيئته له ، ومضى إلى حمام في البلد لم يكن صاحبه يظن أن ولي العهد يأتي إلى الحمام في السوق فيشغل فيه ، وإنما حمامات الملوك في قصورهم

ولما دخل الإمام عليه السلام الحمام كان فيه جندي ، فأزال الإمام عليه السلام عن موضعه ، وأمره أن يصب الماء على رأسه

ففعل الإمام عليه السلام ذلك ، ودخل الحمام رجل كان يعرف الإمام فصاح بالجندي : هَلَكْتَ ، أتستخدم ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله ؟

فَذُعِر الجندي ، ووقع على الإمام ( عليه السلام ) يقبل أقدامه ، ويقول له متضرعا : يا بن رسول الله ، هلا عصيتني إذ أمرتك ؟

فتبسَّم الإمام ( عليه السلام ) في وجهه وقال له برفق ولطف : ( إنها لَمَثُوبة وما أردت أن أعصيك فيما أُثَابُ عليه

ويقول إبراهيم بن العباس : سمعت علي بن موسى الرضا يقول : حلفتُ بالعتق ، ولا أحلف بالعتق إلا أعتقت رقبة ، وأعتقت بعدها جميع ما أملك


يا وجيهاً عند الله اشفع لنا عند الله



نسألكم الدعاء

حسين راضي الحسين
20-01-2011, 04:14 PM
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف


http://img.tebyan.net/big/1386/08/245351821181382191775611178140114667076.jpg



رسالة الإمام الرضا ( عليه السلام ) المُذهبة في الطب




لم تقتصر علوم الإمام الرضا ( عليه السلام ) على أحكام الشريعة الإسلامية الغرَّاء فقط ، وإنما شملت جميع أنواع العلوم ، والتي منها علم الطب

فقد كان ( عليه السلام ) عَلَماً من أعلامه ، ومتمرِّساً بجميع فروعه ، وقد وُضِعَت البرامج العامَّة لإصلاح بدن الإنسان ووقايته من الإصابة بالأمراض الذي هو القاعدة الأساسية للطبِّ الوقائي في هذه العصور ، والذي يُعَدّ من أعظم الوسائل في تقدم الصحة وازدهارها

وعلى أي حال فلا بُدَّ لنا من وقْفة قصيرة للحديث عمَّا يتعلق بهذه الرسالة قبل عرضها

سبب تأليفها :

تميز بلاط المأمون بأنه كان في معظم الأوقات يعقد الندوات العلمية والأدبية ، خصوصاً في عهد الإمام الرضا ( عليه السلام )

فقد تحوَّل البلاط العباسي إلى مسرح للبحوث العلمية والفلسفية ، ومن بين البحوث العلمية التي عُرِضت في تلك الندوات هو ما يضمه بَدَن الإنسان من الأجهزة والخلايا العجيبة ، وبدائع تركيب أعضائه التي تَجلَّت فيها حكمة الخالق العظيم ، وروعة قدرته

وخاض القوم فيما يصلح بدن الإنسان ويفسده ، وقد ضمت الجلسة كبار العلماء والقادة ، كان في طليعتِهم :

1 - الإمام الرضا ( عليه السلام )
2 - المأمون
3 - يُوحَنَّا بن ماسَوَيْه
4 - جِبرائِيل بن بَختَيْشُوع
5 - صالح بن بهلة الهندي

وقد خاض هؤلاء القوم في البحوث الطبية والإمام ( عليه السلام ) ساكت لم يتكلم بشيء ، فانبرى إليه المأمون قائلاً له بإكبار : ما تقول يا أبا الحسن في هذا الأمر الذي نحن فيه اليوم والذي لا بُدَّ منه ، من معرفة هذه الأشياء ، والأغذية النافع منها والضار ، وتدبير الجَسَد

وقد استجاب الإمام ( عليه السلام ) إلى طلب المأمون فزَوَّده برسالةٍ ذهبية ، وهي الآن موجودة في كتاب ( طِبِّ الإمام الرضا ) ، وهو كتاب من منشورات المطبعة الحيدرية في النجف الأشرف ، وقد طبع في سنة ( 1385 هـ ) ، والآتي نَصُّ من بعض هذه الرسالة :

فبعد البسملة والحمد والثناء قال ( عليه السلام ) : ( ... إنَّ الأجسام الإنسانية جُعِلت في مثال الملك ، فَمَلِكُ الجَسَد هو القَلب ، والعُمَّال العروق والأوصال والدماغ

وبيت المَلِك قَلبُه ، وأرضُه الجَسَد ، والأعوانُ يَدَاه ، ورِجْلاه ، وعَينَاه ، وشَفَتاه ، وَلِسَانُه ، وأُذناه

وخزانتُه معدتُه وبطنُه ، وحِجَابُهُ صَدرُه ، فاليَدان عونان يُقرِّبان ويُبَعِّدان ، ويعملان على ما يُوحي إِليهما الملك

والرِّجلان تنقلان المَلِك حيث يشاء ، والعَينَان تدلاَّن على ما يغيب عنه ، لأنَّ الملك وراء حِجابٍ لا يوصلُ إليه إلا بهما ، وهما سِراجَاهُ أيضاً ، وحصن الجسد وحرزه

والإذنان لا تدخلان على الملك إلا ما يوافقه ، لأنَّهُما لا يقدران أن يدخلا شيئاً حتى يوحي الملك إليهما ، فإذا أوحى إليهما أطرق الملك منصتاً لهما حتى يسمع منهما ، ثم يجيب بما يريد ، فيترجم عنه اللِّسان بادوات كثيرة ، منها ريح الفؤاد ، وبخار المعدة ، ومعونة الشَّفَتين ، وليس للشَّفتين قوة إلا بالإنسان ، وليس يستغني بعضها عن بعض ... )

تقريظ المأمون :

وقد قَرظها المأمون برسالة جاء فيها بعد البسملة : أما بعد : فإني نظرت في رسالة ابن عمي ، العلوي الأديب ، والفاضل الحبيب ، والمنطقي الطبيب ، في إصلاح الأجسام ، وتدبير الحمام ، وتعديل الطعام ، فرأيتها في أحسن التمام ، ووجدتها في أفضل الأنعام

ودرستها مُتَدبِّراً ، ورددتُ نظري فيها متفكِّراً ، فكلما أعدت قراءتها والنظر فيها ظهرت لي حكمتها ، ولاحت لي فائدتها ، وتَمكَّنَت من قلبي منفعتُها ، فوعيتها حفظاً ، وتدبرتها فهماً

إذ رأيتها من أنَفَس العلائق ، وأعظم الذخائر ، وأنفَع الفوائد ، فأمرت أَن تُكتَبَ بالذهبِ لِنَفَاسَتِها ، وحُسن موقعها ، وعِظَم نفعها ، وكِثرةِ بركتها

وسميتها ( المُذَهَّبَة ) وخَزنتُها في خزانة الحكمة ، ولأنها خرجت من بيوت الذين يوردون حُكم الرسول المصطفى ، وبَلاغات الأنبياء ، ودَلائلِ الأوصياء ، وآدابِ العلماء ، وشفاء للصدور والمرضى من أهل الجهل والعمى

فمن وقعت إليه هذه الرسالة من بعدنا من أبنائنا ، وأبناء دولتنا ، ورعايانا وسائر الناس على طبقاتهم فليعرف قدرها ، وليستعمل حفظها وعرضها على همته ، فإنها عائدة عليه بالنفع والسلامة من جميع الأمراض والأعراض إن شاء الله تعالى

وصلى الله على رسوله مُحمَّدٍ وأولاده الطيبين الطاهرين أجمعين ، حَسبُنا الله ونعم الوكيل والحمد لله رب العالمين



يا وجيهاً عند الله اشفع لنا عند الله



نسألكم الدعاء

حسين راضي الحسين
20-01-2011, 04:22 PM
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف


http://img.tebyan.net/big/1386/08/22915481241041510886422103114923617112372.jpg


مناظرة الإمام الرضا ( عليه السلام ) مع علي بن الجهم



عن أبي الصلت الهروي : أنّ المأمون لما جمع لعلي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) أهل المقالات من أهل الإسلام والديانات ـ من اليهود والنصارى والمجوس والصابئين ـ وسائر أهل المقالات ، فلم يقم أحد إلاّ وقد ألزمه حجّته كأنّه قد أُلقم حجراً

فقام إليه علي بن محمّد بن الجهم ، فقال له : يا بن رسول الله أتقول بعصمة الأنبياء ؟ قال : ( بلى )

قال : فما تعمل في قول الله عزّ وجل : ( وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى ) ؟ وقوله عزّ وجل : ( وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ ) ؟ وقوله في يوسف : ( وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا ) ؟ وقوله عزّ وجل في داود : ( وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ ) ؟ وقوله في نبيّه محمّد ( صلى الله عليه وآله ) : ( وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ ) ؟

فقال الإمام الرضا ( عليه السلام ) : ( ويحك يا علي ! اتق الله ولا تنسب إلى أنبياء الله الفواحش ، ولا تتأوّل كتاب الله عزّ وجل برأيك ، فإنّ الله عزّ وجل يقول : ( وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ )

وأمّا قوله عزّ وجل في آدم ( عليه السلام ) : ( وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى ) ، فإنّ الله عزّ وجلّ خلق آدم حجّة في أرضه ، وخليفة في بلاده ، لم يخلقه للجنّة ، وكانت المعصية من آدم في الجنّة لا في الأرض ، لتتمّ مقادير أمر الله عزّ وجل ، فلمّا أهبط إلى الأرض وجعل حجّة وخليفة عصم بقوله عزّ وجل : ( إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ )

وأمّا قوله عزّ وجلّ : ( وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ ) إنّما ظن أنّ الله عزّ وجل لا يضيق عليه رزقه ألا تسمع قول الله عزّ وجل : ( وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ ) أي ضيّق عليه ، ولو ظنّ أنّ الله لا يقدر عليه لكان قد كفر

وأمّا قوله عزّ وجل في يوسف : ( وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا ) فإنّها همّت بالمعصية وهمّ يوسف بقتلها إن أجبرته لعظم ما داخله ، فصرف الله عنه قتلها والفاحشة ، وهو قوله : ( لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ ـ يعني القتل ـ وَالْفَحْشَاء ) يعني الزنا

وأمّا داود فما يقول من قبلكم فيه ؟ )

فقال علي بن الجهم : يقولون إنّ داود كان في محرابه يصلّي إذ تصوّر له إبليس على صورة طير أحسن ما يكون من الطيور ، فقطع صلاته وقام ليأخذ الطير ، فخرج الطير إلى الدار ، فخرج في أثره فطار الطير إلى السطح ، فصعد في طلبه فسقط الطير في دار أوريا بن حنان ، فاطلع داود في أثر الطير فإذا بامرأة اُوريا تغتسل ، فلمّا نظر اليها هواها وكان اُوريا قد أخرجه في بعض غزواته ، فكتب إلى صاحبه أن أقدم أُوريا أمام الحرب ، فقدّم فظفر اُوريا بالمشركين فصعب ذلك على داود ، فكتب الثانية أن قدّمه أمام التابوت ، فقتل اُوريا رحمه الله ، وتزوّج داود بامرأته

قال : فضرب الرضا ( عليه السلام ) بيده على جبهته ، وقال : ( إنّا لله وإنّا إليه راجعون ! لقد نسبتم نبياً من أنبياء الله إلى التهاون بصلاته حتّى خرج في أثر الطير ، ثمّ بالفاحشة ، ثمّ بالقتل )

فقال : يا بن رسول الله ! فما كانت خطيئته ؟

فقال ( عليه السلام ) : ( ويحك إنّ داود إنّما ظن أن ما خلق الله عزّ وجلّ خلقاً هو أعلم منه ، فبعث الله عزّ وجل إليه الملكين فتسوّرا المحراب ، فقالا : ( خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُم بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاء الصِّرَاطِ إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ ) ، فعجّل داود ( عليه السلام ) على المدّعى عليه ، فقال : ( لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ ) ولم يسأل المدّعي البيّنة على ذلك ، ولم يُقبل على المدعي عليه فيقول ما يقول .
فكان هذا خطيئة حكمه ، لا ما ذهبتم إليه ، ألا تسمع قول الله عزّ وجل يقول : ( يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ )

فقلت : يا بن رسول الله فما قصّته مع اُوريا ؟

فقال الإمام الرضا ( عليه السلام ) : ( إنّ المرأة في أيّام داود إذا مات بعلها أو قتل لا تتزوّج بعده أبداً ، وأوّل من أباح الله عزّ وجل له أن يتزوّج بامرأة قتل بعلها داود ( عليه السلام ) ، فذلك الذي شقّ على اُوريا

وأمّا محمّد ( صلى الله عليه وآله ) وقول الله عزّ وجل : ( وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ ) ، فإن الله عزّ وجل عرّف نبيه ( صلى الله عليه وآله ) أسماء أزواجه في دار الدنيا ، وأسماء أزواجه في الآخرة ، وإنّهنّ أُمهات المؤمنين ، وإحدى من سمّي له زينب بنت جحش ، وهي يومئذ تحت زيد بن حارثة ، فأخفى ( صلى الله عليه وآله ) اسمها في نفسه ، ولم يبده له لكيلا يقول أحد من المنافقين أنّه قال في امرأة في بيت رجل أنّها أحد أزواجه من أُمهات المؤمنين

وخشي قول المنافقين ، قال الله عزّ وجل : ( وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ ) في نفسك ، وأنّ الله عزّ وجل ما تولّى تزويج أحد من خلقه إلاّ تزويج حواء من آدم ، وزينب من رسول الله ( صلى الله عليه وآله) ، وفاطمة من علي ( عليه السلام )

قال : فبكى علي بن الجهم وقال : يا بن رسول الله ، أنا تائب إلى الله عزّ وجل أن أنطق في أنبياء الله بعد يومي هذا إلاّ بما ذكرته



يا وجيهاً عند الله اشفع لنا عند الله



نسألكم الدعاء

حسين راضي الحسين
20-01-2011, 04:30 PM
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف


http://img.tebyan.net/big/1386/08/14519714925322816362281529203518751252.jpg


مناظرة الإمام الرضا ( عليه السلام ) مع سليمان المروزي


قدم سليمان المروزي ـ متكلّم خراسان ـ على المأمون العباسي ، فأكرمه ووصله ، ثمّ قال له : إنّ ابن عمّي علي بن موسى قدم عليَّ من الحجاز ، وهو يحبّ الكلام وأصحابه ، فلا عليك أن تصير إلينا يوم التروية لمناظرته

فقال سليمان : يا أمير المؤمنين إنّي أكره أن اسأل مثله في مجلس في جماعة من بني هاشم ، فينتقص عند القوم إذا كلّمني ، ولا يجوز الاستقصاء عليه

قال المأمون : إنّما وجهت إليك لمعرفتي بقوّتك ، وليس مرادي إلاّ أن تقطعه عن حجّة واحدة فقط

فقال سليمان : حسبك يا أمير المؤمنين ، أجمع بيني وبينه وخلّني وإيّاه وألزم ، فوجّه المأمون إلى الإمام الرضا ( عليه السلام ) ، فقال : إنّه قدم علينا رجلٌ من أهل مرو وهو واحد خراسان من أصحاب الكلام ، فإن خفَّ عليك أن تتجشّم المصير إلينا فعلت

فنهض ( عليه السلام ) للوضوء ، وقال لنا : تقدّموني وعمران الصابي معنا ، فصرنا إلى الباب ، فأخذ ياسر وخالد بيديّ فأدخلاني على المأمون ، فلمّا سلّمت قال : أين أخي أبو الحسن أبقاه الله ؟

قلت : خلّفته يلبس ثيابه وأمرنا أن نتقدّم ، ثمّ قلت : يا أمير المؤمنين إنّ عمران مولاك معي وهو بالباب

فقال : من عمران ؟ قلت : الصابي الذي أسلم على يدك
قال : فليدخل ، فدخل فرحّب به المأمون ، ثمّ قال له : يا عمران لم تمتْ حتّى صرت من بني هاشم
قال : الحمد لله الذي شرّفني بكم يا أمير المؤمنين
فقال له المأمون : يا عمران هذا سليمان المروزي متكلّم خراسان
قال عمران : يا أمير المؤمنين إنّه يزعم أنّه واحد خراسان في النظر وينكر البداء
قال : فلم لا تناظره ؟

قال عمران : ذلك إليه
فدخل الرضا ( عليه السلام ) فقال : ( في أيّ شيء كنتم ؟ )
قال عمران : يا بن رسول الله هذا سليمان المروزي
فقال سليمان : أترضى بأبي الحسن وبقوله فيه ؟
قال عمران : قد رضيت بقول أبي الحسن في البداء على أن يأتيني فيه بحجّة احتجّ بها على نظرائي من أهل النظر
قال المأمون : يا أبا الحسن ما تقول فيما تشاجرا فيه ؟

قال ( عليه السلام ) : ( وما أنكرت من البداء يا سليمان ؟ والله عزّ وجل يقول : ( أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا ) ، ويقول عزّ وجل : ( وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ) ، ويقول : ( بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ) ، ويقول عزّ وجل : ( يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاء ) ، ويقول : ( وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ ) ، ويقول عزّ وجل : ( وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ ) ، ويقول عزّ وجل : ( وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلَا يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ ) )

قال سليمان : هل رويت فيه شيئاً عن آبائك ؟

قال ( عليه السلام ) : ( نعم ، رويت عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) أنّه قال : ( إنّ لله عزّ وجل علمين ، علماً مخزوناً مكنوناً لا يعلمه إلاّ هو ، من ذلك يكون البداء ، وعلماً علّمه ملائكته ورسله ، فالعلماء من أهل بيت نبيّه يعلمونه )

قال سليمان : أحبّ أن تنزعه لي من كتاب الله عزّ وجلّ

قال ( عليه السلام ) : ( قول الله عزّ وجل لنبيه ( صلى الله عليه وآله ) : ( فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنتَ بِمَلُومٍ ) أراد هلاكهم ثمّ بدا لله ، فقال : ( وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ )

قال سليمان : زدني جعلت فداك
قال الرضا ( عليه السلام ) : ( لقد أخبرني أبي عن آبائه أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : إنّ الله عزّ وجل أوحى إلى نبي من أنبيائه : أن أخبر فلان الملك أنّي متوفّيه إلى كذا وكذا ، فأتاه ذلك النبي فأخبره ، فدعا الله الملك وهو على سريره حتّى سقط من السرير ، فقال : يا ربّ أجّلني يشبّ طفلي وأفضي أمري ، فأوحى الله عزّ وجل إلى ذلك النبي أن ائت فلان الملك فأعلمه أنّي قد أنسيت في أجله ، وزدت في عمره خمس عشرة سنة

فقال ذلك النبي : يا ربّ أنّك لتعلم أنّي لم أكذب قطّ ، فأوحى الله عزّ وجل إليه : إنّما أنت عبد مأمور ، فأبلغه ذلك والله لا يسأل عمّا يفعل ) ، ثمّ التفت إلى سليمان فقال : ( أحسبك ضاهيت اليهود في هذا الباب )

قال : أعوذ بالله من ذلك ، وما قالت اليهود ؟

قال ( عليه السلام ) : ( قالت : ( يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ ) ، يعنون أنّ الله قد فرغ من الأمر فليسيحدث شيئاً
فقال الله عزّ وجل : ( غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ ) ، ولقد سمعت قوماً سألوا أبي موسى بن جعفر ( عليه السلام ) عن البداء ، فقال : وما ينكر الناس من البداء ؟ وأن يقف الله قوماً يرجيهم لأمره )
قال سليمان : ألا تخبرني عن ( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) في أي شيء أُنزلت ؟
قال الرضا ( عليه السلام ) : ( يا سليمان ليلة القدر ، يقدّر الله عزّ وجل فيها ما يكون من السنة إلى السنة ، من حياة أو موت أو خير أو شر ، أو رزق فما قدره من تلك الليلة فهو من المحتوم )
قال سليمان الآن قد فهمت جعلت فداك فزدني

قال ( عليه السلام ) : ( يا سليمان إنّ من الأمور أُموراً موقوفة عند الله تبارك وتعالى ، يقدّم منها ما يشاء ويؤخّر ما يشاء ، يا سليمان إنّ علياً ( عليه السلام ) كان يقول : العلم علمان : فعلم علّمه الله ملائكته ورسله ، فما علّمه ملائكته ورسله فإنّه يكون ، ولا يكذّب نفسه ولا ملائكته ولا رسله
وعلم عنده مخزون لم يطّلع عليه أحداً من خلقه ، يقدّم منه ما يشاء ويؤخّر منه ما يشاء ، ويمحو ما يشاء ويثبت ما يشاء )

قال سليمان للمأمون : يا أمير المؤمنين لا أنكر بعد يومي هذا البداء ، ولا أُكذّب به إن شاء الله
فقال المأمون : يا سليمان سل أبا الحسن عما بدا لك ، وعليك بحسن الاستماع والإنصاف
قال سليمان : يا سيّدي أسألك ؟
قال الرضا ( عليه السلام ) : ( سل عمّا بدا لك )

قال : ما تقول فيمن جعل الإرادة اسماً وصفة مثل حيّ وسميع وبصير وقدير ؟
قال الرضا ( عليه السلام ) : ( إنّما قلتم حدثت الأشياء واختلف لأنّه شاء وأراد ، ولم تقولوا حدثت واختلفت لأنّه سميع وبصير ، فهذا دليل على أنّها ليست بمثل سميع ولا بصير ولا قدير )
قال سليمان : فإنّه لم يزل مريداً
قال ( عليه السلام ) : ( يا سليمان فإرادته غيره ؟ )
قال : نعم
قال ( عليه السلام ) : ( فقد أثبتّ معه شيئاً غيره لم يزل )
قال سليمان : ما أثبت ؟
قال الرضا ( عليه السلام ) : ( أهي محدثة ؟ )
قال سليمان : لا ما هي محدثة

فصاح المأمون وقال : يا سليمان مثله يعايا أو يكابر ؟ عليك بالإنصاف أما ترى من حولك من أهل النظر ، ثمّ قال : كلّمه يا أبا الحسن ، فإنّه متكلّم خراسان ، فأعاد عليه المسألة
فقال ( عليه السلام ) : ( هي محدثة ، يا سليمان فإنّ الشيء إذا لم يكن أزليّاً كان محدثاً ، وإذا لم يكن محدثاً كان أزليّاً )
قال سليمان : إرادته منه كما أن سمعه منه ، وبصره منه ، وعلمه منه
قال الرضا ( عليه السلام ) : ( فإرادته نفسه )
قال : لا
قال ( عليه السلام ) : ( فليس المريد مثل السميع والبصير )

قال سليمان : إنّما أراد نفسه كما سمع نفسه وأبصر نفسه وعلم نفسه
قال الرضا ( عليه السلام ) : ( ما معنى أراد نفسه أراد أن يكون شيئاً ، أو أراد أن يكون حيّاً أو سميعاً أو بصيراً أو قديراً ؟! )
قال : نعم
قال الرضا ( عليه السلام ) : ( أفبإرادته كان ذلك ؟! ) ثمّ قال ( عليه السلام ) : ( فليس لقولك أراد ، أن يكون حيّاً سميعاً بصيراً ، معنى إذا لم يكن ذلك بإرادته )
قال سليمان : بلى ; قد كان ذلك بإرادته
فضحك المأمون ومن حوله ، وضحك الرضا ( عليه السلام ) ، ثمّ قال لهم : ( ارفقوا بمتكلّم خراسان ، يا سليمان فقد حال عندكم عن حاله وتغيّر عنها وهذا ممّا لا يوصف الله عزّ وجل به ، فانقطع )


يا وجيهاً عند الله اشفع لنا عند الله



نسألكم الدعاء

حسين راضي الحسين
20-01-2011, 04:39 PM
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف


http://img.tebyan.net/big/1386/08/122211221222123952263968123701217171209.jpg


مناظرة الإمام الرضا ( عليه السلام ) مع أصحاب الأديان



قال الحسن بن محمّد النوفلي : لمّا قدم علي بن موسى الرضا (عليهما السلام ) إلى المأمون ، أمر الفضل بن سهل أن يجمع له أصحاب المقالات ، مثل الجاثليق ورأس الجالوت ، ورؤساء الصابئين والهربذ الأكبر ، وأصحاب زردهشت ، وقسطاس الرومي والمتكلّمين ليسمع كلامه وكلامهم ، فجمعهم الفضل بن سهل ، ثمّ أعلم المأمون باجتماعهم ، فقال : أدخلهم عليّ ، ففعل

فرحّب بهم المأمون ، ثمّ قال لهم : إنّي إنّما جمعتكم لخير ، وأحببت أن تناظروا ابن عمّي هذا المدنيّ القادم عليّ ، فإذا كان بكرة فاغدوا عليَّ ، ولا يتخلّف منكم أحد ، فقالوا : السمع والطاعة يا أمير المؤمنين ، نحن مبكّرون إن شاء الله

قال الحسن بن محمّد النوفلي : فبينا نحن في حديث لنا عند أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) إذ دخل علينا ياسر الخادم ، وكان يتولّى أمر أبي الحسن ( عليه السلام ) فقال : يا سيّدي إنّ أمير المؤمنين يقرئك السلام ، فيقول : فداك أخوك إنّه اجتمع إليّ أصحاب المقالات وأهل الأديان والمتكلّمون من جميع الملل ، فرأيك في البكور علينا إن أحببت كلامهم ، وإن كرهت كلامهم فلا تتجشّم ، وإن أحببت أن نصير إليك خفّ ذلك علينا

فقال أبو الحسن ( عليه السلام ) : ( أبلغه السلام وقل له : قد علمت ما أردت وأنا صائر إليك بكرة إن شاء الله )

قال الحسن بن محمّد النوفلي : فلمّا مضى ياسر التفت إلينا ، ثمّ قال لي : ( يا نوفليّ أنت عراقي ورقّة العراقي غير غليظ فما عندك في جمع ابن عمّك علينا أهل الشرك وأصحاب المقالات ؟ ) ، فقلت : جعلت فداك يريد الامتحان ، ويحبّ أن يعرف ما عندك ، ولقد بنى على أساس غير وثيق البنيان وبئس ـ والله ـ ما بنى

فقال لي : ( وما بناؤه في هذا الباب ؟ ) ، قلت : إنّ أصحاب البدع والكلام خلاف العلماء ، وذلك أنّ العالم لا ينكر غير المنكر ، وأصحاب المقالات والمتكلّمون وأهل الشرك أصحاب إنكار ومباهته ، وإن احتججت عليهم بأنّ الله واحد قالوا : صحّح وحدانيّته ، وإن قلت : إنّ محمّد ( صلى الله عليه وآله ) رسول الله ، قالوا : أثبت رسالته ، ثمّ يباهتون الرجل وهو يبطل عليهم بحجّته ، ويغالطونه حتّى يترك قوله ، فأحذرهم جعلت فداك

قال : فتبسّم ( عليه السلام ) ، ثمّ قال : ( يا نوفلي أتخاف أن يقطعوا عليّ حجّتي ؟ )
قلت : لا والله ما خفت عليك قطّ ، وإنّي لأرجو أن يظفرك الله لهم إن شاء الله
فقال لي : ( يا نوفلي تحبّ أن تعلم متى يندم المأمون ؟ ) قلت : نعم
قال : ( إذا سمع احتجاجي على أهل التوراة بتوراتهم ، وعلى أهل الإنجيل بإنجيلهم ، وعلى أهل الزبور بزبورهم ، وعلى الصابئين بعبرانيتهم ، وعلى الهرابذة بفارسيتهم ، وعلى أهل الروم بروميتهم ، وعلى أصحاب المقالات بلغاتهم ، فإذا قطعت كلّ صنف ، ودحضت حجّته ، وترك مقالته ، ورجع إليّ قولي ، علم المأمون أنّ الموضع الذي هو بسبيله ليس هو بمستحق له ، فعند ذلك تكون الندامة منه ، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العلي العظيم )

فلمّا أصبحنا أتانا الفضل بن سهل ، فقال له : جعلت فداك ابن عمّك ينتظرك ، وقد اجتمع القوم ، فما رأيك في إتيانه ؟

فقال الرضا ( عليه السلام ) : ( تقدمني فإنّي صائر إلى ناحيتكم إن شاء الله ) ، ثمّ توضأ ( عليه السلام ) وضوء الصلاة ، وشرب شربة سويق وسقانا منه ، ثمّ خرج وخرجنا معه حتّى دخلنا على المأمون ، فإذا المجلس غاص بأهله ، ومحمّد بن جعفر في جماعة الطالبيين والهاشميين والقوّاد حضور

فلمّا دخل الرضا ( عليه السلام ) قام المأمون ، وقام محمّد بن جعفر ، وقام جميع بني هاشم ، فما زالوا وقوفاً والرضا ( عليه السلام ) جالس مع المأمون ، حتّى أمرهم بالجلوس فجلسوا ، فلم يزل المأمون مقبلاً عليه يحدّثه ساعة ، ثمّ التفت إلى الجاثليق ، فقال : يا جاثليق هذا ابن عمّي علي بن موسى بن جعفر ، وهو من ولد فاطمة بنت نبينا ، وابن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) ، فأحب أن تكلّمه وتحاجّه وتنصفه

فقال الجاثليق : يا أمير المؤمنين كيف أُحاجُّ رجلاً يحتجّ عليّ بكتاب أنا منكره ، ونبيّ لا أؤمن به ؟
فقال له الإمام الرضا ( عليه السلام ) : ( يا نصرانيّ فإن احتججت عليك بإنجيلك أتقرّ به ؟! )
قال الجاثليق : وهل أقدر على دفع ما نطق به الإنجيل ، نعم والله أقرّ به على رغم أنفي
فقال له الرضا ( عليه السلام ) : ( سل عمّا بدا لك وافهم الجواب )
قال الجاثليق : ما تقول في نبوّة عيسى ( عليه السلام ) وكتابه ؟ هل تنكر منهما شيئاً ؟
قال الرضا ( عليه السلام ) : ( أنا مقرّ بنبوّة عيسى وكتابه وما بشّر به أُمته ، وأقرّ به الحواريون ، وكافر بنبوّة كل عيسي لم يقرَّ بنبوة محمّد ( صلى الله عليه وآله ) وبكتابه ، ولم يبشّر به أُمّته )
قال الجاثليق : أليس إنّما تقطع الأحكام بشاهدي عدل ؟ قال : ( بلى )
قال : فأقم شاهدين من غير أهل ملّتك على نبوّة محمّد ، ممّن لا تنكره النصرانية ، وسلنا مثل ذلك من غير أهل ملّتنا

قال الرضا ( عليه السلام ) : ( الآن جئت بالنصفة يا نصراني ، ألا تقبل منّي العدل المقدّم عند المسيح عيسى بن مريم ؟ )

قال الجاثليق : ومن هذا العدل ؟ سمه لي ؟ قال ( عليه السلام ) : ( ما تقول في يوحنا الديلمي ؟ )
قال : بخ بخ ذكرت أحبّ الناس إلى المسيح
قال ( عليه السلام ) : ( فأقسمت عليك هل نطق الإنجيل أنّ يوحنا قال : إنّ المسيح أخبرني بدين محمّد العربي ، وبشّرني به إنّه يكون من بعده ، فبشّرت به الحواريين فآمنوا به ؟! )
قال الجاثليق : قد ذكر ذلك يوحنا عن المسيح وبشّر بنبوّة رجل وبأهل بيته ووصيّه ، ولم يلخّص متى يكون ذلك ، ولم يسمّ لنا القوم فنعرفهم
قال الرضا ( عليه السلام ) : ( فإن جئناك بمن يقرأ الإنجيل فتلا عليك ذكر محمّد وأهل بيته وأُمّته أتؤمن به ؟ )

قال : شديداً ، قال الرضا ( عليه السلام ) لقسطاس الرومي : ( كيف حفظك للسفر الثالث من الإنجيل ) ؟
قال : ما احفظني له ، ثمّ التفت إلى رأس الجالوت فقال له : ( ألست تقرأ الإنجيل ؟! ) ، قال : بلى لعمري

قال ( عليه السلام ) : ( فخذ على السفر الثالث ، فإن كان فيه ذكر محمّد وأهل بيته وأُمته سلام الله عليهم فاشهدوا لي ، وإن لم يكن فيه ذكره فلا تشهدوا لي )

ثمّ قرأ ( عليه السلام ) السفر الثالث حتّى إذا بلغ ذكر النبي ( صلى الله عليه وآله ) وقف ، ثمّ قال : ( يا نصراني إنّي أسألك بحق المسيح وأُمّه أتعلم أنّي عالم بالإنجيل ؟ ) قال : نعم ، ثمّ تلا علينا ذكر محمّد وأهل بيته وأُمته ، ثمّ قال : ( ما تقول يا نصراني ؟ هذا قول عيسى بن مريم ، فإن كذبت ما ينطق به الإنجيل فقد كذبت عيسى وموسى ( عليهما السلام ) ، ومتى أنكرت هذا الذكر وجب عليك القتل ، لأنّك تكون قد كفرت بربّك وبنبيّك وبكتابك )

قال الجاثليق : لا أُنكر ما قد بان لي في الإنجيل وإنّي لمقرّ به
قال الرضا ( عليه السلام ) : ( اشهدوا على إقراره ) ، ثمّ قال : ( يا جاثليق ، سل عمّا بدا لك )
قال الجاثليق : اخبرني عن حواري عيسى بن مريم كم كان عدّتهم ، وعن علماء الإنجيل كم كانوا ؟
قال الرضا ( عليه السلام ) : ( على الخبير سقطت ، أمّا الحواريون فكانوا أثنى عشر رجلاً ، وكان أفضلهم وأعلمهم لوقا

وأمّا علماء النصارى فكانوا ثلاثة رجال : يوحنّا الأكبر بأج ، ويوحنّا بقرقيسيا ، ويوحنّا الديلمي بزجان ، وعنده كان ذكر النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وذكر أهل بيته وأُمّته ، وهو الذي بشّر أُمّة عيسى وبني إسرائيل به )

ثمّ قال ( عليه السلام ) : ( يا نصراني والله إنّا لنؤمن بعيسى الذي آمن بمحمّد ( صلى الله عليه وآله ) ، وما ننقم على عيساكم شيئاً إلاّ ضعفه وقلّة صيامه وصلاته )

قال الجاثليق : أفسدت والله علمك وضعّفت أمرك ، وما كنت ظننت إلاّ أنّك أعلم أهل الإسلام ، قال الرضا ( عليه السلام ) : ( وكيف ذلك ؟ )

قال الجاثليق : من قولك : إنّ عيساكم كان ضعيفاً قليل الصيام قليل الصلاة ، وما أفطر عيسى يوماً قطّ ، ولا نام بليل قطّ ، وما زال صائم الدهر ، قائم الليل

قال الرضا ( عليه السلام ) : ( فلمن كان يصوم ويصلّي ؟ ) ، قال : فخرس الجاثليق وانقطع

ثمّ أنّ الإمام الرضا ( عليه السلام ) بدأ يسأل النصراني مسائل ، ولم يكن للنصراني جواباً ، فيجيبه الإمام الرضا ( عليه السلام ) ، إلى أن قال الجاثليق : أمّا هذا فلم أعلمه وقد علمته الآن ، وقد بان لي من فضل علمك بالإنجيل ، وسمعت أشياء ممّا علمته ، شهد قلبي أنّها حقّ ، فاستزدت كثيراً من الفهم .
وهكذا أخذ الإمام الرضا ( عليه السلام ) يسأل من رأس الجالوت والهربذ الأكبر وغيرهما ، ولم يكن عندهم جواباً مقنعاً



يا وجيهاً عند الله اشفع لنا عند الله



نسألكم الدعاء

حسين راضي الحسين
20-01-2011, 04:49 PM
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف


http://img.tebyan.net/big/1386/08/10214180134208146187115219119521301717133169.jpg


مناظرة الإمام الرضا ( عليه السلام ) مع أرباب المذاهب الإسلامية


لمّا حضر الإمام علي الرضا ( عليه السلام ) مجلس المأمون ، وقد اجتمع فيه جماعة علماء أهل العراق وخراسان .
فقال المأمون : أخبروني عن معنى هذه الآية : ( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ) ؟
فقالت العلماء : أراد الله الأُمّة كلّها
فقال المأمون : ما تقول يا أبا الحسن ؟
فقال الرضا ( عليه السلام ) : ( لا أقول كما قالوا ، ولكن أقول : أراد الله تبارك وتعالى بذلك العترة الطاهرة ( عليهم السلام ) )
فقال المأمون : وكيف عنى العترةَ دون الأُمّة ؟
فقال الرضا ( عليه السلام ) : ( لو أراد الأُمّة لكانت بأجمعها في الجنّة ; لقول الله : ( فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ) ، ثمّ جعلهم في الجنّة ، فقال عزَّ وجلَّ : ( جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا ) ، فصارت الوراثة للعترة الطاهرة لا لغيرهم )

ثمّ قال الرضا ( عليه السلام ) : ( هم الذين وصفهم الله في كتابه ، فقال : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) ، وهم الذين قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إنّي مخلّفٌ فيكم الثَقَلين كتابَ الله وعترتي ـ أهلَ بيتي ـ لن يفترقا حتّى يردا عليَّ الحوض ، انظروا كيف تَخلُفوني فيهما ، يا أيّها الناس لا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم )

قالت العلماء : أخبرنا يا أبا الحسن عن العترة هم الآل أو غيرُ الآل ؟
فقال الرضا ( عليه السلام ) : ( هم الآل )
فقالت العلماء : فهذا رسول الله يؤثَر عنه أنّه قال : ( أُمّتي آلي ) ، وهؤلاء أصحابه يقولون بالخبر المستفيض الذي لا يمكن دفعه : آل محمّد أُمّته
فقال الرضا ( عليه السلام ) : ( أخبروني هل تحرم الصدقة على آل محمّد ؟ ) ، قالوا : نعم
قال ( عليه السلام ) : ( فتحرم على الأُمّة ؟ ) قالوا : لا
قال ( عليه السلام ) : ( هذا فرقٌ بين الآل وبين الأُمة ، ويحكم ! أين يذهب بكم ؟! أصرفتم عن الذكر صفحاً أم أنتم قومٌ مسرفون ؟! أمّا علمتم إنّما وقعت الرواية في الظاهر على المصطفين المهتدين دون سائرهم ؟! )
قالوا : من أين قلت يا أبا الحسن ؟

قال ( عليه السلام ) : ( من قول الله : ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُم مُّهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ ) ، فصارت وراثة النبوَّة والكتاب في المهتدين دون الفاسقين ، أمّا علمتم أنَّ نوحاً سأل ربّه ، ( فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابُنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ ) ، وذلك أنَّ الله وعده أن ينجيه وأهلَه ، فقال له ربُّه تبارك وتعالى : ( إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ )

فقال المأمون : فهل فضَّل الله العترة على سائر الناس ؟
فقال الرضا ( عليه السلام ) : ( إنَّ الله العزيز الجبّار فضّل العترة على سائر الناس في محكم كتابه )
قال المأمون : أين ذلك من كتاب الله ؟
فقال الرضا ( عليه السلام ) : ( في قوله تعالى : ( إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ ) ، وقال الله في موضع آخر : ( أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَآ آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا )
ثمّ ردَّ المخاطبة في أثر هذا إلى سائر المؤمنين فقال : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ ) ، يعني الذين أورثهم الكتاب والحكمة وحُسِدوا عليهما بقوله : ( أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَآ آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا ) ، يعني الطاعة للمصطفين الطاهرين ، والمُلْكُ هاهنا الطاعة لهم )
قالت العلماء : هل فسَّر الله تعالى الاصطفاء في الكتاب ؟

فقال الرضا ( عليه السلام ) : ( فسَّر الاصطفاء في الظاهر سوى الباطن في اثني عشر موضعاً ، فأوّل ذلك قول الله : ( وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ) ـ ورهطك المخلصين ـ هكذا في قراءة أُبيّ بن كعب ، وهي ثابتةٌ في مصحف عبد الله بن مسعود ، فلمّا أمر عثمان زيدَ ابن ثابت أن يجمع القرآن خَنَسَ هذه الآية ، وهذه منزلةٌ رفيعة وفضلٌ عظيم ، وشرف عال حين عنى الله عزَّ وجلَّ بذلك الآل ، فهذه واحدة
والآية الثانية في الاصطفاء قول الله : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) ، وهذا الفضل الذي لا يجحده معاند لأنَّه فضلٌ بيِّن

والآية الثالثة حين ميَّز الله الطاهرين من خلقه أمر نبيَّه في آية الابتهال ، فقال : ( فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ) ، فأبرز النبي ( صلى الله عليه وآله ) عليّاً والحسنَ والحسينَ وفاطمةَ ( عليهم السلام ) فقَرَن أنفسهم بنفسه
فهل تدرون ما معنى قوله : ( وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ) ؟
قالت العلماء : عنى به نفسَه
قال أبو الحسن ( عليه السلام ) : ( غلطتم ، إنّما عنى به عليّاً ( عليه السلام ) ، وممّا يدلُّ على ذلك قولُ النبي ( صلى الله عليه وآله ) حين قال : ( لينتهينَّ بنو وليعةَ ، أو لأبعثنَّ إليهم رجلاً كنفسي ، يعني عليّاً ( عليه السلام )
فهذه خصوصيَّة لا يتقدَّمها أحدٌ ، وفضل لا يختلف فيه بشر ، وشرف لا يسبقه إليه خلقٌ ; إذ جعل نفسَ عليٍّ ( عليه السلام ) كنفسه فهذه الثالثة
وأمّا الرابعة : فإخراجه الناسَ من مسجده ما خلا العترةَ حين تكلّم الناسُ في ذلك ، وتكلم العباسُ ، فقال : يا رسول الله تركت عليّاً وأخرجتنا ؟ فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ما أنا تركته وأخرجتكم ، ولكنَّ الله تركه وأخرجكم ، وفي هذا بيان قوله لعلي ( عليه السلام ) : أنت منّي بمنزلة هارون من موسى )
قالت العلماء : فأين هذا من القرآن ؟

قال أبو الحسن ( عليه السلام ) : ( أوجِدُكُم في ذلك قرآناً أقرؤه عليكم ) ، قالوا : هات
قال ( عليه السلام ) : ( قول الله عزَّ وجلَّ : ( وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُواْ بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً ) ، ففي هذه الآية منزلةُ هارون من موسى ، وفيها أيضاً منزلةُ علي ( عليه السلام ) من رسول الله ( صلى الله عليه وآله )
ومع هذا دليل ظاهر في رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حين قال : إنّ هذا المسجد لا يحلُّ لجُنُب ولا لحائض إلاّ لمحمّد وآل محمّد )

فقالت العلماء : هذا الشرح وهذا البيان لا يوجد إلاّ عندكم معشرَ أهل بيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ؟
قال أبو الحسن ( عليه السلام ) : ( ومن ينكر لنا ذلك ورسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : أنا مدينة العلم وعليٌّ بابها ، فمن أراد مدينةَ العلم فليأتها من بابها ، ففيما أوضحنا وشرحنا من الفضل والشرف والتقدمة والاصطفاء والطهارة ما لا يُنكره إلاّ معاندٌ ، ولله عزَّ وجلَّ الحمدُ على ذلك ، فهذه الرابعة
وأمّا الخامسة : فقولُ الله عزَّ وجلَّ : ( وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ ) خصوصية خصَّهم الله العزيز الجبّار بها ، واصطفاهم على الأُمّة ، فلمّا نزلت هذه الآية على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : ادعوا لي فاطمة فدعوها له
فقال : يا فاطمة ، قالت : لبيّك يا رسول الله ، فقال : إنَّ فدك لم يُوجَف عليها بخيل ولا ركاب ، وهي لي خاصَّة دون المسلمين ، وقد جعلتها لك لما أمرني الله به فخُذيها لك ولولدك ، فهذه الخامسة .
وأمّا السادسة : فقول الله عزَّ وجلَّ : ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ) فهذه خصوصية للنبي ( صلى الله عليه وآله ) دون الأنبياء ، وخصوصيَّة للآل دون غيرهم ، وذلك أنَّ الله حكى عن الأنبياء في ذكر نوح ( عليه السلام ) : ( وَيَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالاً إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللّهِ وَمَآ أَنَاْ بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّهُم مُّلاَقُو رَبِّهِمْ وَلَـكِنِّيَ أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ )
وحكى عن هود ( عليه السلام ) قال : ( لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلاَ تَعْقِلُونَ )

وقال لنبيِّه ( صلى الله عليه وآله ) : ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ) ، ولم يفرض الله مودَّتهم إلاّ وقد علم أنَّهم لا يرتدّون عن الدين أبداً ، ولا يرجعون إلى ضلالة أبداً
وأُخرى أن يكون الرجل وادّاً للرجل فيكون بعضُ أهل بيته عدوَّاً له فلا يَسلَمُ قلبٌ ، فأحبَّ الله أن لا يكون في قلبِ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) على المؤمنين شيءٌ ، إذ فرض عليهم مودَّة ذي القربى ، فمن أخذ بها وأحبَّ رسولَ الله ( صلى الله عليه وآله ) وأحبَّ أهل بيته ( عليهم السلام ) لم يستطع رسولُ الله أن يبغضه ، ومن تركها ولم يأخذها وأبغض أهل بيت نبيِّه ( صلى الله عليه وآله ) فعلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أن يبغضه ; لأنّه قد ترك فريضة من فرائض الله ، وأيُّ فضيلة وأيُّ شرف يتقدّم هذا


يا وجيهاً عند الله اشفع لنا عند الله



نسألكم الدعاء

حسين راضي الحسين
20-01-2011, 04:59 PM
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف


http://img.tebyan.net/big/1386/08/10214180134208146187115219119521301717133169.jpg


تابع مناظرة الإمام الرضا ( عليه السلام ) مع أرباب المذاهب الإسلامية




ولمّا أنزل الله هذه الآية على نبيِّه ( صلى الله عليه وآله ) : ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ) ، قام رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في أصحابه ، فَحَمِد الله وأثنى عليه ، وقال : أيُّها الناس إنَّ الله قد فرض عليكم فرضاً فهل أنتم مؤدُّوه ؟ فلم يجبه أحدٌ
فقام فيهم يوماً ثانياً ، فقال مثل ذلك ، فلميجبه أحدٌ ، فقام فيهم يومَ الثالث ، فقال : أيُّها الناس إنَّ الله قد فرض عليكم فرضاً فهل أنتم مؤدُّوه ؟ فلم يجبه أحد ، فقال : أيُّها الناس إنَّه ليس ذهباً ولا فضة ، ولا مأكولاً ولا مشروباً ، قالوا : فهات إذاً ؟ فتلا عليهم هذه الآية ، فقالوا : أمَّا هذا فنعم ، فما وفى به أكثرُهم )
ثمَّ قال أبو الحسن ( عليه السلام ) : ( حدّثني أبي ، عن جدّي ، عن آبائه ، عن الحسين بن علي ( عليهما السلام ) ، قال : اجتمع المهاجرون والأنصار إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فقالوا : إنّ لك يا رسول الله مؤونةً في نفقتك ، وفيمن يأتيك من الوفود ، وهذه أموالنا مع دمائنا ، فاحكم بها بارَّاً مأجوراً ، أعطِ ما شئت وأمسك ما شئت من غير حرج
فأنزل الله عزَّ وجلَّ عليه الروح الأمين ، فقال : يا محمّد ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ) ، لا تؤذوا قرابتي من بعدي ، فخرجوا ، فقال أُناسٌ منهم : ما حمل رسول الله على ترك ما عرضنا عليه إلاّ ليحُثَّنا على قرابته من بعده إن هو إلاّ شيء افتراه في مجلسه ، وكان ذلك من قولهم عظيماً
فأنزل الله هذه الآية : ( أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَلَا تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللَّهِ شَيْئًا هُوَ أَعْلَمُ بِمَا تُفِيضُونَ فِيهِ كَفَى بِهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) ، فبعث إليهم النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقال : هل من حدث ؟ فقالوا : إي والله يا رسول الله ، لقد تكلّم بعضنا كلاماً عظيماً فكرهناه ، فتلا عليهم رسول الله فبكوا واشتدَّ بكاؤهم ، فأنزل الله تعالى : ( وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ) فهذه السادسة

وأمّا السابعة ، فيقول الله : ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) ، وقد علم المعاندون منهم أنَّه لمّا نزلت هذه الآية قيل : يا رسول الله ، قد عرفنا التسليم عليك ، فكيف الصلاة عليك ؟ فقال : تقولون : اللهم صلِّ على محمّد وآل محمّد ، كما صلَّيت على إبراهيم وآل إبراهيم ، إنَّك حميدٌ مجيد ، وهل بينكم معاشر الناس في هذا اختلافٌ ؟ )

قالوا : لا
فقال المأمون : هذا ما لا اختلاف فيه أصلاً ، وعليه الإجماع ، فهل عندك في الآل شيء أوضح من هذا القرآن ؟
قال أبو الحسن ( عليه السلام ) : ( أخبروني عن قول الله : ( يس وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ) فمن عنى بقوله : يس ؟ )
قالت العلماء : يس محمّد ليس فيه شك
قال أبو الحسن ( عليه السلام ) : ( أعطى الله محمّداً وآل محمّد من ذلك فضلاً لم يبلغ أحدٌ كنه وصفه لمن عقله ، وذلك أنَّ الله لم يسلّم على أحد إلاّ على الأنبياء ( صلوات الله عليهم ) ، فقال تبارك وتعالى : ( سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ ) ، وقال : ( سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ ) ، وقال : ( سَلَامٌ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ ) ولم يقل : سلامٌ على آل نوح ، ولم يقل : سلامٌ على آل إبراهيم ، ولا قال : سلامٌ على آل موسى وهارون ; وقال عزَّ وجلَّ : ( سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ ) يعني آل محمّد ) ، فهذه السابعة .
وأمَّا الثامنة ، فقول الله عزَّ وجلَّ : ( وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى ) فقرن سهم ذي القربى مع سهمه وسهم رسوله ( صلى الله عليه وآله) ، فهذا فصل بين الآل والأُمّة ، لأنَّ الله جعلهم في حيِّز وجعل الناس كلَّهم في حيِّز دون ذلك ، ورضي لهم ما رضي لنفسه واصطفاهم فيه ، وابتدأ بنفسه ثمّ ثنّى برسوله ، ثمّ بذي القربى في كلّ ما كان من الفيء والغنيمة وغير ذلك ممّا رضيه عزّ وجل لنفسه ورضيه لهم

فقال ـ وقوله الحقُّ ـ : ( وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى ) ، فهذا توكيد مؤكّد ، وأمرٌ دائم لهم إلى يوم القيامة في كتاب الله الناطق الذي ( لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ )

وأمّا قوله : ( وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ ) ، فإنَّ اليتيم إذا انقطع يتمُهُ خرج من المغانم ، ولم يكن له نصيبٌ ، وكذلك المسكين إذا انقطعت مسكنته لم يكن له نصيبٌ في المغنم ، ولا يحلُّ له أخذه ، وسهم ذي القربى إلى يوم القيامة ، قائم فيهم للغنيِّ والفقير ، لأنَّه لا أحد أغنى من الله ولا من رسوله ( صلى الله عليه وآله ) ، فجعل لنفسه منها سهماً ولرسوله ( صلى الله عليه وآله ) سهماً ، فما رضي لنفسه ولرسوله رضيه لهم

وكذلك الفيء ما رضيه لنفسه ولنبيَّه ( صلى الله عليه وآله ) رضيه لذي القربى ، كما جاز لهم في الغنيمة فبدأ بنفسه ، ثمَّ برسوله ( صلى الله عليه وآله ) ، ثمَّ بهم ، وقرن سهم بسهم الله وسهم رسوله ( صلى الله عليه وآله ) وكذلك في الطاعة ، قال عزَّ وجلَّ : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ ) فبدأ بنفسه ، ثمَّ برسوله ( صلى الله عليه وآله ) ، ثمّ بأهل بيته
وكذلك آية الولاية : ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ ) ، فجعل ولايتهم مع طاعة الرسول مقرونةً بطاعته ، كما جعل سهمه مع سهم الرسول مقروناً بأسهمهم في الغنيمة والفيء ، فتبارك الله ما أعظم نعمته على أهل هذا البيت

فلمّا جاءت قصةُ الصدقة نزَّه نفسه عزَّ ذكره ، ونزَّه رسوله ( صلى الله عليه وآله ) ، ونزَّه أهل بيته عنها ، فقال : ( إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ ) ، فهل تجد في شيء من ذلك أنَّه جعل لنفسه سهماً أو لرسوله ( صلى الله عليه وآله ) أو لذي القربى ، لأنّه لمّا نزَّههم عن الصدقة نزَّه نفسه ونزَّه رسولَه ونزَّه أهل بيته لا بل حرَّم عليهم ، لأنَّ الصدقة محرّمةٌ على محمّد وأهل بيته ، وهي أوساخ الناس لا تحِلُّ لهم ، لأنّهم طُهِّروا من كل دنس ورسخ ، فلمّا طهَّرهم واصطفاهم رضي لهم ما رضي لنفسه ، وكره لهم ما كره لنفسه

وأمّا التاسعة ، فنحن أهل الذكر الذين قال الله في محكم كتابه : ( فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ )

فقالت العلماء : إنّما عنى بذلك اليهود والنصارى
قال أبو الحسن ( عليه السلام ) : ( وهل يجوز ذلك ؟ إذاً يدعونا إلى دينهم ويقولون : إنّه أفضل من دين الإسلام )
فقال المأمون : فهل عندك في ذلك شرح يخالف ما قالوا يا أبا الحسن ؟
قال : ( نعم ، الذِكرُ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ونحن أهله ، وذلك بيّن في كتاب الله بقوله في سورة الطلاق : ( فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُوْلِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا رَّسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ ) ، فالذِّكر رسول الله ونحن أهله ، فهذه التاسعة
وأمّا العاشرة ، فقول الله عزَّ وجلَّ في آية التحريم : ( حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ ) ، أخبروني هل تصلح ابنتي أو ابنة ابنتي ، أو ما تناسل من صلبي لرسول الله أن يتزوّجها لو كان حيّاً ؟ )
قالوا : لا
قال ( عليه السلام ) : ( فأخبروني هل كانت ابنةُ أحدكم تصلَحُ له أن يتزوّجها ؟ )
قالوا : بلى

فقال ( عليه السلام ) : ( ففي هذا بيان أنّا من آله ، ولستم من آله ، ولو كنتم من آله لحرّمت عليه بناتكم كما حرّمت عليه بناتي ، لاِنّا من آله وأنتم من أُمّته ، فهذا فرق بين الآل والأمّة ، إذا لم تكن الآل فليست منه ، فهذه العاشرة

وأمّا الحادية عشرة ، فقوله في سورة المؤمن حكايةً عن قول رجل : ( وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ ) ، فكان ابنَ خال فرعون فنسبه إلى فرعون بنسبه ولم يضفه إليه بدينه
وكذلك خُصِّصنا نحن إذ كنا من آل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بولادتنا منه ، وعُمِّمنا الناسَ بدينه ، فهذا فرق ما بين الآل والأمّة ، فهذه الحادية عشرة
وأمّا الثانية عشرة ، فقوله : ( وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ) ، فخصّنا بهذه الخصوصية إذ أمرنا مع أمره ، ثمّ خصَّنا دون الأُمّة ، فكان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يجيء إلى باب عليٍّ وفاطمة ( عليهما السلام ) بعد نزول هذه الآية تسعة أشهر في كل يوم عند حضور كل صلاة خمس مرّات ، فيقول : ( الصلاةَ يرحمكم الله ) ، وما أكرم الله أحداً من ذراري الأنبياء بهذه الكرامة التي أكرمنا الله بها ، وخصّنا من جميع أهل بيته ، فهذا فرق ما بين الآل والأُمَّة

وصلّى الله على ذرّيته ، والحمد لله رب العالمين ، وصلّى الله على محمّد نبيه


يا وجيهاً عند الله اشفع لنا عند الله



نسألكم الدعاء

حسين راضي الحسين
20-01-2011, 06:24 PM
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف


http://img.tebyan.net/big/1386/08/193245591034114271002132555423111437699.jpg


مناظرة الإمام الرضا ( عليه السلام ) مع أبي قُرة1




عاش الإمام الرضا ( عليه السلام ) في عصر ازدهرت فيه الحضارة الإسلامية ، وكثرت الترجمة لكتب اليونانيِّين والرومانيِّين وغيرهم ، وازداد التشكيك في الأصول والعقائد من قبل الملاحِدة وأحْبار اليهود ، وبطارقة النصارى ، ومُجَسِّمة أهل الحديث

وفي تلك الأزمنة أُتيحت له ( عليه السلام ) فرصة المناظرة مع المخالفين على اختلاف مذاهبهم ، فظهرَ بُرهانه ( عليه السلام ) وعلا شأنُه ، ويقف على ذلك من اطَّلع على مناظراته واحتجاجاته مع هؤلاء

ولأجل إيقاف القارئ على نماذج من احتجاجاته نذكر ما يلي :

دخل أبو قُرَّة المحدِّث على أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) فقال : رَوينا أنَّ الله قسَّم الرؤية والكلام بَين نبيَّين ، فقسَّم لموسى ( عليه السلام ) الكلام ، ولِمُحمَّدٍ ( صلى الله عليه وآله ) الرؤية .
فقال أبو الحسن ( عليه السلام ) : ( فَمَنْ المُبَلِّغ عَنِ اللهِ إِلَى الثَّقَلَينِ الجِنَّ والإِنْس ، إنَّه : ( لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ ) ـ الأنعام : 103 ـ وَ : ( لاَ يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا ) ـ طه : 110 ـ وَ : ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ) ) الشورى : 11

فقال أبو قُرةَّ : أَلَيسَ مُحمَّد ( صلى الله عليه وآله ) قال : ( بَلَى ، يَجِيءُ رَجُلٌ إلى الخَلْقِ جَميعاً ، فَيُخْبِرُهُم أنَّهُ جَاءَ مِنْ عِندِ اللهِ ، وَأنَّهُ يَدْعُوهُم إلى اللهِ ) ؟
فقال الإمام الرضا ( عليه السلام ) : ( فَكَيفَ بِأمْرِ اللهِ ؟ فيقول : ( لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ ) ، وَ : ( لاَ يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا ) ، وَ : ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ )

ثم يقول : أنَا رأيْتُهُ بِعَينِي وأحَطْتُ بِهِ عِلْماً ، وَهو عَلَى صُورَةِ البَشَر ، أمَا تَستَحيُون ؟! مَا قَدرَتْ الزَّنَادِقَة أنْ تَرمِيهِ بِهَذا : أنْ يَكونَ آتياً عَنِ الله بِأمْرٍ ثُمَّ يَأتي بِخِلافِهِ مِنْ وَجْهٍ آخرٍ )
فقال أبو قرة : فإنه يقول : ( وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى ) النجم : 13
فقال الإمام الرضا ( عليه السلام ) : ( إنَّ بَعد هَذِه الآيَة مَا يَدُلُّ عَلى مَا رَأى ، حَيثُ قَالَ : ( مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى ) النجم : 11

يَقُولُ : مَا كَذَبَ فُؤَادُ مُحَمَّدٍ ( صَلَّى اللهُ عَليهِ وَآلِهِ ) مَا رَأَتْ عَيْنَاهُ ، ثُمَّ أخْبَرَ بِمَا رَأَى ، فقال : ( لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى ) النجم : 11
فآيَاتُ اللهِ غَيْرُ اللهِ ، وَقَالَ : ( لاَ يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا ) ، فَإِذَا رَأتْهُ الأبْصَارُ فَقَدْ أحَاطَ بِهِ العِلْمُ ، وَوَقَعَتْ المَعْرِفَةُ )
فقال أبو قُرَّة : فَتكذِّب بالرواية ؟
فقال ( عليه السلام ) : ( إِذَا كَانَتِ الرِّوايَةُ مُخَالِفَةً للقُرآنِ كَذَّبْتُهَا ، وَمَا أجْمَعَ المُسلِمُونَ عَلَيه : إِنَّهُ لا يُحَاطُ بِهِ عِلْماً ، وَلا تُدْرِكُهُ الأبْصَارُ ، وَلَيسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ )


يا وجيهاً عند الله اشفع لنا عند الله



نسألكم الدعاء

حسين راضي الحسين
20-01-2011, 06:30 PM
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف



http://img.tebyan.net/big/1386/08/1922311382342356890126166233101112169630115.jpg


مناظرة الإمام الرضا ( عليه السلام ) مع أبي قُرة2



تصدّى الإمام الرضا ( عليه السلام ) لإبطال الشُبَه التي أثيرت حول العقيدة الإسلامية
وقد قصد أبو قُرة خراسان لامتحان الإمام ( عليه السلام ) ، وطلب من صفوان بن يحيى ، وهو من خواص الإمام ( عليه السلام ) أن يستأذن منه للدخول عليه ، فأذن الإمام ( عليه السلام ) له
فلمَّا تشرَّف بالمثول أمامه سأله عن أشياء من الحلال والحرام ، والفرائض والأحكام ، فأجابه ( عليه السلام ) عنها

ثم سأله عن بعض قضايا التوحيد ، وهذه منها :
قال أبو قُرَّة : أخبرني جعلني الله فداك عن كلام الله لموسى ؟
فقال ( عليه السلام ) : ( اللهُ أعلم بأيٍّ كَلَّمَهُ ، بالسِّريانيَّة أم بِالعِبرَانِيَّة )
فأخرج أبو قُرَّة لسانه وقال : إنما أسألك عن هذا اللسان – ومعنى ذلك أنه هل كلَّمه بلسان كَلِسَان الإنسان – ؟
فقال ( عليه السلام ) : ( سبحان الله عما تقول ، ومعاذ الله أن يشبه خلقه أو يتكلم بمثل ما هم متكلِّمون ، ولكنه تبارك وتعالى ليس كمثله شيء ، ولا كمثله قائل ولا فاعل )
فقال أبو قُرَّة : كيف ذلك ؟

فقال ( عليه السلام ) : ( كَلام الخالقِ لمخلوقٍ ليس كَكَلام المخلوق لمخلوق ، ولا يلفظ بِشَقِّ فَمٍ ولسان ولكن يقول : ( كُنْ ) ، فكان بمشيئتِه ما خاطب به موسى من الأمر والنهي من غير تردّد في نَفَس )
فقال أبو قُرَّة : ما تقول في الكُتُب ؟

فقال ( عليه السلام ) : ( التَّوراةُ ، والإنجِيل ، والزَّبُور ، والفُرقَان ، وكل كتابٍ أُنزِل كان كلام الله ، أنزله للعالمين نوراً وهُدىً ، وهي كلّها مُحدَثة ، وهي غير الله حيث يقول عزَّ وجلَّ : ( أوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً ) [ طه : 113 ]

وقال عزَّ وجلَّ : ( مَا يَأْتِيهِمْ مِّنْ ذِكْرٍ مِّنْ رِّبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلاَّ استَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ ) [ الأنبياء : 2 ]
والله أحدَثَ الكتب كلها التي أنزَلَها )
فقال أبو قُرَّة : هل تُفنَى – أي : الكتب – ؟
فقال ( عليه السلام ) : ( أجمعَ المسلمون على أنَّ ما سوى الله فانٍ ، وما سوى الله فعل الله ، والتوراة والإنجيل والزَّبور والفرقان فعل الله ، ألم تسمع الناس يقولون : رب القرآن ، وأن القرآن يقول يوم القيامة : يا ربِّ هذا فلان – وهي أعرف به منه – قد أظمأتُ نهارَه وأسهرتُ ليله ، فَشَفِّعنِي فيه .
وكذلك التوراة والإنجيل والزَّبور وهي كلها مُحدَثة ، مَربُوبة ، أحدثها من ليس كمثله شيء هُدىً لقومٍ يعقلون ، فمن زعم أنَّهُنَّ لم يَزلْنَ معه فقد أظهر أن الله ليس بأول قديم ، ولا واحد ، وإن الكلام لم يزل معه ، وليس له بدو ، وليس بإِلَه )

فقال أبو قُرَّة : إنا روينا : إن الكتب كلّها تجيء يوم القيامة والناس في صعيد واحد ، قيام لِربِّ العالمين ، ينظرون حتى ترجع فيه ، لأنها منه وهي جزء منه ، فإليه تصير
فقال ( عليه السلام ) : ( هكذا قالت النصارى في المسيح إنه روحه ، جُزء منه ، ويرجع فيه ، وكذلك قالت المجوس في النار والشمس أنهما جزء منه ترجع فيه
تعالى ربُّنا أن يكون متجزياً أو مختلفاً ، وإنما يختلف ويأتلَّف المُتجزي لإن كل متجزي متوَّهم ، والكثرة والقلة مخلوقة دالَّة على خالق خلقها )

فقال أبو قُرَّة : إنا روينا : إن الله قسم الرؤية والكلام بين نبيَّين ، فقسم لموسى الكلام ولمحمد الرؤية ؟
فقال ( عليه السلام ) : ( فمن المُبلغ عن الله الثقلين : الجن والأنس ؟ ، إنه لا تدركه الابصار ، ولا يحيطون به علماً ، وليس كمثله شيء ، أليس محمد ) ؟
فقال أبو قُرَّة : بلى
وأوضح الإمام ( عليه السلام ) له الأمر ، وكشف ما التبس عليه قائلاً :
( كيف يجيء رجل إلى الخلق جميعاً فيخبرهم أنه جاء من عند الله ، وأنه يدعوهم إلى الله بأمر الله ، ويقول : إنه لا تدركه الابصار ولا يحيطون به علماً ، وليس كمثله شيء
ثم يقول : أنا رأيتُه بعيني ، واحطتُ به علماً ، وهو على صورة البشر
أما تستحيون ؟!! ما قَدِرَت الزنادقة أن ترميهِ بهذا ، أن يكون أتى عن الله بأمر ثم يأتي بخلافه من وجه آخر )

فقال أبو قُرَّة : إنه يقول : ( وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى ) [ النجم : 13 ] ، وما بعدها
فقال ( عليه السلام ) : ( إن بعد هذه الآية ما يدل على ما رأى ، حيثُ قال :
( مَا كَذَبَ الفُؤَادُ مَا رَأى ) [ النجم : 11 ]
يقول : ما كذب فؤاد محمد ما رأت عينَاه ، فقال :
( لَقَدْ رَأى مِنْ آَيَاتِ رَبِّهِ الكُبْرَى ) [ النجم : 18 ] ، فآياتُ الله غير الله
وقال : ( وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً ) [ طه : 11 ]
فإذا رأته الأبصار فقد أحاط به العلم ، ووقعت المعرفة )
فقال أبو قُرَّة : فنكذِّب بالرواية ؟
فقال ( عليه السلام ) : ( إذا كانت الرواية مُخالفة للقرآن كَذَّبتُها ، وما أجمع المسلمون عليه أنه - أي الله تعالى - لا يُحاط به علماً ، ولا تدركه الأبصار ، وليس كمثله شيء )

فقال أبو قُرَّة : ما معنى قوله تعالى :
( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى .. ) [ الإسراء : 1 ]
فقال ( عليه السلام ) : ( لقد أخبر الله تعالى أنه أسرَى به ، ثم أخبر أنَّه لِمَ أُسْرِيَ به ، فقال : ( لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا ) [ الإسراء : 1 ]
فآيات الله غير الله ، فقد أعذر ، وبَيَّن لِمَ فعل به ذلك ، وما رآه ، وقال :
( فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ ) [ الجاثية : 6 ] )
فقال أبو قُرَّة : أين الله ؟
فقال ( عليه السلام ) : ( الـ ( أيْنَ ) مَكان ، وهذه مسألة شاهدٍ عن غائب ، فالله تعالى ليس بغائب ، ولا يُقدِمُه قادم ، وهو بِكُل مكان ، موجود ، مدبِّر ، صانع ، حافظ ، ممسك السماوات والأرض )
فقال أبو قُرَّة : أليس هو فوق السماء دون ما سواها ؟
فقال ( عليه السلام ) : ( هو الله في السماوات وفي الأرض ، وهو الذي في السماء إِلَه ، وفي الأرض إله ، وهو الذي يصوِّرُكم في الأرحام كيف يشاء ، وهو معكم أينما كنتُم ، وهو الذي استوى إلى السَّماء وهي دُخَان
وهو الذي استوى إلى السماءِ فَسوَّاهُنَّ سبع سماوات ، وهو الذي استوى على العرش ، قَد كان وَلا خَلْق ، وهو كما كان إذ لا خَلْق ، لم ينتَقِل مع المُنتَقِلين )

فقال أبو قُرَّة : فَما بَالُكم إذا دعوتُم رفعتم أيديكم إلى السماء ؟
فقال ( عليه السلام ) : ( إن الله استعبدَ خلقه بِضُروب من العبادة ، ولله مَفازِعَ يفزعون إليه ومستعبد ، فاستعبَدَ عبادَه بالقول والعلم ، والعمل والتوجّه ، ونحو ذلك استعبدهم بتوجيه الصلاة إلى الكَعبة ، ووجه إليها الحَجَّ والعمرة
واستعبد خلقه عند الدعاء والطلب ، والتضرّع ببسط الأيدي ، ورفعها إلى السَّماء حال الاستكانة ، وعلامَة العبودية والتذلل له )
فقال أبو قُرَّة : من أقرب إلى الله الملائكة أو أهل الأرض ؟
فقال ( عليه السلام ) : ( إن كُنتَ تقول بالشِّبر والذراع ، فإن الأشياء كلها باب واحد هي فعله ، لا يشتغل ببعضها عن بعض ، يدبِّر أعلى الخلق من حيث يدبر أسفله ، ويدبر أوَّله من حيث يدبِّر آخره من غير عناء ، ولا كُلفة ولا مُؤْنة ، ولا مشاورة ، ولا نصب
وإِن كنتَ تقول : من أقرب إليه في الوسيلة ، فأطوَعهم لهُ ، وأنتم ترون أن أقرب ما يكون العبد إلى الله وهو ساجد

وروَيتم أن أربعة أملاك التقوا أحدهم من أعلى الخلق ، وأحدهم من أسفل الخلق ، وأحدهم من شرق الخلق ، وأحدهم من غرب الخلق ، فسأل بعضهم بعضاً فكلهم قال : مِن عندِ الله ، أرسلني بكذا وكذا .
ففي هذا دليل على أن ذلك في المنزلة دون التشبيه والتمثيل )
فقال أبو قُرَّة : أتقرّ أنَّ الله مَحْمُول ؟
فقال ( عليه السلام ) : ( كُل محمولٍ مفعول ، ومضاف إلى غيره ، محتاج ، فالمحمول اسم نقص في اللفظ ، والحامل فاعل ، وهو في اللفظ ممدوح

وكذلك قول القائل : فوق ، وتحت ، وأعلى ، وأسفل ، وقد قال الله تعالى :
( وَللهِ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ) [ الأعراف : 180 ]
ولم يقل في شيء من كُتُبه أنه محمول ، بل هو الحامل في البَرِّ والبحر ، والمُمسك للسماوات والأرض ، والمحمول ما سوى الله ، ولم نسمع أحداً آمن بالله وعظَّمَه قط قال في دعائه : يا محمول .. )
فقال أبو قُرَّة : أفنكذِّب بالرواية : إن الله إذا غضب يعرفُ غضبه الملائكة الذين يحملون العرش ، يَجدُونَ ثقله في كواهلهم ، فَيَخرّونَ سُجَّداً ، فإذا ذهب الغَضَب ، خَفَّ فرجعوا إلى مواقفهم ؟

فقال ( عليه السلام ) : ( أخبرني عن الله تبارك وتعالى منذ لَعَن إبليس إلى يومك هذا ، وإلى يوم القيامة ، فهو غضبان على إبليس وأوليائه ، أو عَنهم رَاضٍ ) ؟
فأيَّد أبو قُرَّة كلام الإمام ( عليه السلام ) قائلاً : نَعَم ، هو غضبان عليه
وانبرى ( عليه السلام ) قائلاً : ( وَيْحَك ، كَيف تَجتَرِئ أنْ تَصِفَ رَبَّك بالتغيّر من حال إلى حال ، وأنه يجري عليه ما يجري على المخلوقين ؟
سُبحانه ، لم يزل مع الزَّائلين ، ولم يتغيَّر مع المُتغيِّرين )
واستولى الذهول على أبي قُرَّة ، وحارَ في الجواب ، وانهزم من المجلس وهو غضبان ، وقَد أُترِعَت نفسُه بالغيظ والحقد على الإمام ( عليه السلام )


يا وجيهاً عند الله اشفع لنا عند الله



نسألكم الدعاء

حسين راضي الحسين
20-01-2011, 06:36 PM
http://img.tebyan.net/big/1386/08/1042655297522118200216142117855312193.jpg


علم الإمام الرضا ( عليه السلام ) )



إن الشيء البارز في شخصية الإمام الرضا ( عليه السلام ) هو إحاطته التامة بجميع أنواع العلوم والمعارف
فقد كان ( عليه السلام ) – بإجماع المؤرخين والرواة – أعلمَ أهلِ زمانه ، وأفضلَهُم ، وأدراهُم بأحكام الدين ، وعلوم الفلسفة ، والطب ، وغيرها من سائر العلوم
وقد تحدث أبو الصلت الهروي عن سعة علومه ( عليه السلام ) ، وكان مرافقاً له يقول : ما رأيت أعلم من علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) ، ما رآه عالم إلا شهد له بمثل شهادتي

وقد جمع المأمون في مجالس له عدداً من علماء الأديان ، وفقهاء الشريعة ، والمتكلمين ، فَغَلَبَهُم ( عليه السلام ) عن آخرهم ، حتى ما بقي منهم أحد إلا أقرَّ له بالفضل ، وأقرَّ له على نفسه بالقصور
إذن ، فإن الإمام الرضا ( عليه السلام ) كان أعلم أهل زمانه ، كما كان المرجع الأعلى في العالم الإسلامي ، الذي يرجع إليه العلماء والفقهاء فيما خفي عليهم من أحكام الشريعة ، والفروع الفقهية
ويقول إبراهيم بن العباس : ما رأيت الرضا ( عليه السلام ) يسأل عن شيء قَطّ إلا علم ، ولا رأيت أعلم منه بما كان في الزمان الأول إلى وقته وعصره ، وكان المأمون يمتحنه بالسؤال عن كل شيء ، فيجيب ( عليه السلام )

وقد دلت مناظراته ( عليه السلام ) في خراسان والبصرة والكوفة حيث سُئِل عن أعقد المسائل ، فأجاب ( عليه السلام ) عنها جواب العالم الخبير المتخصص
وقد أذعنت له جميع علماء الدنيا - في عصره - وأقروا له بالفضل والتفوق عليهم
وظاهرة أخرى له ( عليه السلام ) وهي إحاطته الشاملة بجميع اللغات ، ويَدلُّ على ذلك ما رواه أبو إسماعيل السندي قال :
سمعت بالهند أن لله في العرب حجة ، فخرجت في طلبه ، فَدُلِّلْتُ على الرضا ( عليه السلام )
فقصدته وأنا لا أحسن العربية ، فَسَلَّمتُ عليه بالسندية ، فَردَّ عليَّ بِلُغَتِي ، فجعلت أُكلِّمه بالسندية وهو يردُّ عليّ بها
وقلت له : إني سمعت أن لله حجة في العرب فخرجت في طلبه ، فقال ( عليه السلام ) : ( أنا هو ) .
ثم قال ( عليه السلام ) لي : ( سَلْ عما أردته )
فسألته عن مسائل فأجابني عنها بِلُغَتِي ، وقد أكد هذه الظاهرة الكثيرون ممن اتصلوا بالإمام ( عليه السلام )

يقول أبو الصلت الهروي : كان الرضا ( عليه السلام ) يكلم الناس بلغاتهم ، فقلت له : في ذلك فقال : ( يا أبا الصلت أنا حجة الله على خلقه ، وما إن الله ليتخذ حجة على قوم وهو لا يعرف لغاتهم ، أَوَ مَا بلغَكَ قول أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : أوتِينَا فَصلَ الخطاب ، وهل هو إلا معرفته اللغات )
وقد أخبر الإمام الرضا ( عليه السلام ) عن كثير من الملاحم والأحداث قبل وقوعها ، وتحققت بعد ذلك على الوجه الأكمل الذي أخبر ( عليه السلام ) به

وهذا يؤكد - بصورة واضحة - أصالة ما تذهب إليه الشيعة من أن الله تعالى قد منح أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) المزيد من الفضل والعلم ، كما منح رُسله ( صلوات الله عليهم أجمعين ) ، ومن بين ما أخبر ( عليه السلام ) به ما يلي :

أولاً :

روى الحسن بن بشار قال : قال الرضا ( عليه السلام ) : ( إن عبد الله - يعني المأمون - يقتل محمداً - يعني الأمين - )
فقلت له : عبد الله بن هارون يقتل محمد بن هارون
قال ( عليه السلام ) : ( نعم ، عبد الله الذي بخراسان يقتل محمد بن زبيدة الذي هو ببغداد )
وكان يتمثل بهذا البيت :
وإن الضغن بعد الضغن يفشو عليك ويخرج الداء الدَّفينا
ولم تمضِ الأيام حتى قتل المأمون أخاه الأمين

ثانياً :

ومن بين الأحداث التي أخبر ( عليه السلام ) عنها : أنه لما خرج محمد بن الإمام الصادق ( عليه السلام ) بِمَكَّة ودعا الناس إلى نفسه ، وخلع بيعة المأمون ، قصده الإمام الرضا ( عليه السلام )
فقال له : يا عَم ، لا تُكَذِّب أباك ، ولا أخاك - يعني الإمام الكاظم ( عليه السلام ) - فان هذا الأمر لا يتم
ثم خرج ولم يلبث محمد إلا قليلاً حتى لاحقته جيوش المأمون بقيادة الجلودي ، فانهزم محمد ومن معه ، ثم طلب الأمان ، فآمنه الجلودي
ثم صعد المنبر وَخَلَع نفسه وقال : إن هذا الأمر للمأمون وليس لي فيه حق

ثالثاً :

روى الحسين نجل الإمام الكاظم ( عليه السلام ) قال : كُنَّا حول أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ونحن شبان من بني هاشم ، إذ مَرَّ علينا جعفر بن عمر العلوي وهو رَثُّ الهيئة ، فنظر بعضنا إلى بعض وضحكنا من هيئته
فقال الرضا ( عليه السلام ) : ( لَتَرَوُنَّهُ عن قريبٍ كثير المال ، كثير التبَع )
فما مضى إلا شهر ونحوه حتى وَلِيَ المدينة ، وَحَسُنَتْ حَالُه

رابعاً :

روى محول السجستاني قال : لما جاء البريد بأشخاص الإمام الرضا ( عليه السلام ) إلى خراسان ، كنت أنا بالمدينة
فدخل المسجد ليودع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فودعهُ مِراراً ، فكان يعلو صوته ( عليه السلام ) بالبكاء والنحيب
فتقدمت إليه وسلمت عليه ، فَردَّ السلام ، وهَنَّأتُه فقال : ذَرْنِي ، فإني أخرج من جوار جدي فأموت في غربة ، وأُدفن في جنب هارون
قال : فخرجت متبعاً طريقه ، حتى وافى خراسان فأقام فيها وقتاً ثم دفن بجنب هارون



يا وجيهاً عند الله اشفع لنا عند الله



نسألكم الدعاء

حسين راضي الحسين
20-01-2011, 06:41 PM
http://img.tebyan.net/big/1386/08/1220584160199111418013023793369197128242.jpg


سلوك الإمام الرضا ( ع )



كان سلوك الإمام الرضا ( عليه السلام ) نموذجاً رائعا لسلوك آبائه ( عليهم السلام ) الذين عُرِفوا بِنُكرَان الذات ، والتَجَرُّدِ عن كل نَزعَة لا تَمُتُّ إلى الحق والواقع بصلة
فقد تميز سلوك الإمام ( عليه السلام ) بالصلابة للحق ومناهضة الباطل
فإنه ( عليه السلام ) كان يأمر المأمون العباسي بتقوى الله تعالى ، وينعى عليه تصرفاته التي لا تتفق مع واقع الدين

وقد ضاق المأمون منه ذرعاً ، فقدم على اقتراف أفظع جريمة وهي اغتيال الإمام ( عليه السلام )
وكانت سلوك الإمام ( عليه السلام ) مع أهل بيته وإخوانه مثالاً آخر للصرامة في الحق ، فمن شَذَّ منهم في تصرفاته عن أحكام الله تعالى جَافَاهُ وابتعد عنه ، وقد حَلفَ أن لا يُكلِّم أخاه زيداً حتى يلقى الله تعالى ، وذلك حينما اقترف أخوه ما خالف شريعة الله

أما سلوك الإمام ( عليه السلام ) مع أبنائه ، فقد تميَّز بأروع ألوان التربية الإسلامية ، خصوصاً مع ولده الإمام الجواد ( عليه السلام )


فكان ( عليه السلام ) لا يَذكُرُه باسمه ، وإنما كان يُكَنِّيه ، فيقول : كتب إليَّ أبو جعفر ، أو : كنتُ كتبتُ إلى أبي جعفر ، وكلُّ ذلك لِتَنمية روح العزَّة والكرامة في نفسه


يا وجيهاً عند الله اشفع لنا عند الله




نسألكم الدعاء

حسين راضي الحسين
20-01-2011, 06:47 PM
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف



http://img.tebyan.net/big/1386/08/9121449158185184215797418435100941081720.jpg

تكريم الإمام الرضا ( عليه السلام ) للضيوف وإحسانه للعبيد



أما إكرامه للضيف ، فكان ( عليه السلام ) يكرم الضيوف ، ويغدق عليهم بنِعَمِه وإحسانه ، وكان يبادر بنفسه لخدمتهم

وقد استضافه شخص ، وكان الإمام يحدثه في بعض الليل فتغير السراج ، فبادر الضيف لإصلاحه فوثب الإمام ( عليه السلام ) وأصلحه بنفسه ، ثم قال لضيفه : إنَّا قومٌ لا نستخدم أضيافنا

وأما عتقه للعبيد وتحريرهم من العبودية ، فقد كان من أحَبِّ الأمور إلى الإمام الرضا ( عليه السلام ) ، ويقول الرواة : أنه ( عليه السلام ) أعتق ألف مملوك

وأما الإحسان إليهم ، فقد كان الإمام ( عليه السلام ) كثير البر والإحسان إلى العبيد ، وقد روى عبد الله بن الصلت عن رجل من أهل ( بلخ ) قال : كنت مع الإمام الرضا ( عليه السلام ) في سفره إلى خُرَاسان ، فدعا يوماً بمائدة فجمع عليها مواليه – من السودان وغيرهم – فقلت : جعلت فداك ، لو عزلت لهؤلاء مائدة

فأنكر عليه ذلك وقال ( عليه السلام ) له : ( إن الربَّ تبارك وتعالى واحدٌ ، والأمُّ واحدة ، والجزاء بالأعمال )

فكانت هذه هي سيرة أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) ، فإنها كانت تهدف إلى إلغاء التمايز بالتقوى والعمل الصالح


يا وجيهاً عند الله اشفع لنا عند الله




نسألكم الدعاء

حسين راضي الحسين
20-01-2011, 06:54 PM
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف



http://img.tebyan.net/big/1386/08/9043484115620680196781413312129441848.jpg


ولادة الإمام الرضا عليه السلام



أشرقت الأرض بمولد الإمام الرضا ( عليه السلام ) ، فقد وُلد خَيرُ أهل الأرض ، وأكثرهم عائدة على الإسلام

وَسَرَتْ موجاتٌ من السرور والفرح عند آل النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وقد استقبل الإمام الكاظم ( عليه السلام ) النبأ بهذا المولود المبارك بمزيد من الابتهاج ، وسارع إلى السيدة زوجته يهنيها بوليدها قائلاً : ( هَنِيئاً لكِ يا نَجمَة ، كَرامَةٌ لَكِ مِن رَبِّكِ )

وأخذ ( عليه السلام ) وليده المبارك ، وقد لُفَّ في خرقة بيضاء ، وأجرى عليه المراسم الشرعية ، فأذَّن في أُذنِه اليمنى ، وأقام في اليسرى ، ودعا بماء الفُرَات فَحنَّكه به ، ثم رَدَّهُ إلى أمه ، وقال ( عليه السلام ) لها : ( خُذِيه ، فَإِنَّهُ بَقِيَّةَ اللهِ فِي أرضِهِ )

لقد استقبل سليل النبوة أول صورة في دنيا الوجود ، صورة أبيه إمام المتقين ، وزعيم الموحدين ( عليه السلام ) ، وأول صوت قرع سمعه هو : ( اللهُ أَكبَرُ ، لا إِلَهَ إِلاَّ الله ) ، وهذه الكلمات المُشرِقَة هي سرُّ الوجود ، وأُنشُودَةِ المُتَّقِين

وسمَّى الإمام الكاظم ( عليه السلام ) وليده المبارك باسم جده الإمام أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) تَبَرُّكاً وَتَيَمُّناً بهذا الاسم المبارك ، والذي يرمز لأَعظَم شَخصيةٍ خُلِقَت فِي دنيا الإسلام بعد النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، والتي تَحلَّت بِجميع الفضائل

وكانت ولادته ( عليه السلام ) في الحادي عشر من ذي القعدة 148 هـ ،‍ وهذا هو المشهور بين الرُواة ، وهناك أقوال أخرى في ولادته ( عليه السلام )



يا وجيهاً عند الله اشفع لنا عند الله




نسألكم الدعاء

حسين راضي الحسين
20-01-2011, 07:00 PM
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف


http://img.tebyan.net/big/1386/07/23524522116023923550254153435672253164663.jpg



صلاة الإمام الرضا ( عليه السلام ) لعيد الفطر



دعوة المأمون للصلاة

دعا المأمون العباسي ـ الحاكم الإسلامي آنذاك ـ الإمام الرضا ( عليه السلام ) إلى إقامة صلاة عيد الفطر بالناس والخطبة بهم

فأجابه الإمام الرضا عليه السلام ( قد علمت ما كان بيني وبينك من الشروط في دخول الأمر ـ وهي عدم تدخله في أي أمر من الأُمور ـ فاعفني عن الصلاة بالناس )

أصر المأمون على الإمام ( عليه السلام ) بالصلاة ، فقال ( عليه السلام ) : ( إن أعفيتني فهو أحبّ إلي ، وإن لم تعفني خرجت كما خرج رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) و أمير المؤمنين ( عليه السلام )) .
فقال المأمون : أخرج كيف شئت . وأمر القوّاد والناس أن يبكّروا إلى باب الرضا ( عليه السلام ) .
اجتماع الناس والقادة

في الصباح الباكر اجتمع الناس على باب دار الإمام ( عليه السلام ) ينتظرون خروجه للصلاة ، وجاء قادة الجيش ومعهم مجموعة من الجند ، ووقفوا على الباب ، وجلست النساء والأطفال على السطوح والطرقات ليتفرّجوا على موكب الإمام الرضا ( عليه السلام ) ، وهو خارج إلى الصلاة

خروج الإمام الرضا ( عليه السلام ) للصلاة

لمّا طلعت الشمس اغتسل الإمام ( عليه السلام ) غسل يوم العيد ، ولبس ثيابه ، وتعمّم بعمامة بيضاء من قطن ، ألقى طرفاً منها على صدره ، وطرفاً بين كتفيه ، وتطيّب ، وأمر مواليه أن يصنعوا مثل صنعه ، وأخذ بيده عكّازة ، وخرج بتلك الحالة وهو حاف ، فمشى قليلاً ورفع رأسه إلى السماء وكبّر ، وكبّر مواليه معه ، ومشى حتّى وقف على الباب ، فلما رآه القوّاد والجند في تلك الصورة ، نزلوا من على خيولهم إلى الأرض ، وكبّر ( عليه السلام ) على الباب ، وكبّر الناس معه ، وعلت أصواتهم بالتكبير ، وتذكّروا في صورة الإمام ( عليه السلام ) صورة جدّه رسول الله ( صلى الله عليه وآله )

ويصف البحتري خروج الإمام ( عليه السلام ) إلى الصلاة بهذه الكيفية بقوله

ذكروا بطلعتك النبي فهلّلوا
لمّا طلعت من الصفوف وكبّروا
حتّى انتهيت إلى المصلّى لابسا
نور الهدى يبدو عليك فيظهر
ومشيت مشية خاضع متواضع
لله لا يزهو ولا يتكبّر
ولو أنّ مشتاقاً تكلّف غير ما
في وسعه لمشى إليك المنبر

وضجّة مدينة مرو بالبكاء والعويل لمّا رأوا الإمام ( عليه السلام ) بتلك الصورة ، وسمعوا تكبيره


http://img.tebyan.net/big/1387/07/10447291051651142081112221686010424920919034.jpg

ترك الإمام الرضا ( عليه السلام ) للصلاة

بلغ المأمون ذلك فارتاع ، وفزع ، فقال له الفضل بن سهل ذو الرئاستين : يا أمير المؤمنين ، إن بلغ الرضا المصلّى على هذا السبيل افتتن به الناس ، وخفنا كلّنا على دمائنا ، فانفذ إليه أن يرجع
فبعث إليه المأمون بعض جلاوزته : قد كلّفناك شططاً وأتعبناك ، ولست أحب أن تلحقك مشقّة ، فارجع وليصل بالناس من كان يصلّي بهم على رسمه ، فدعا ( عليه السلام ) بخفّه فلبسه ، ورجع من دون أن يصلّي بالناس ، واختلف أمر الناس في ذلك اليوم ولم تنتظم صلاتهم



يا وجيهاً عند الله اشفع لنا عند الله




نسألكم الدعاء

حسين راضي الحسين
20-01-2011, 07:07 PM
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف


http://img.tebyan.net/big/1386/04/24219173185642222521345106531792212165564.jpg


خطبة الإمام الرضا ( ع ) عند الاستسقاء



عن الإمام العسكري ( عليه السلام ) عن أبيه عن جدّه : أنّ الإمام الرضا ( عليه السلام ) لمّا جعله المأمون وليّ عهده ، احتبس المطر ، فجعل بعض حاشية المأمون والمتعصّبين على الإمام الرضا ( عليه السلام ) يقولون : انظروا لمّا جاءنا علي بن موسى ، وصار ولي عهدنا ، فحبس الله عنّا المطر ، واتّصل ذلك بالمأمون ، فقال للرضا ( عليه السلام ) : قد احتبس المطر ، فلو دعوت الله عزّ وجل أن يمطر الناس

فقال الإمام الرضا ( عليه السلام ) :

( نعم )
قال : فمتى تفعل ذلك ؟ وكان ذلك يوم الجمعة
قال ( عليه السلام ) :
( يوم الإثنين )
فلمّا كان يوم الإثنين غدا إلى الصحراء ، وخرج الخلائق ينظرون ، فصعد المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال :

( اللهمّ يا ربّ ، أنت عظّمت حقّنا أهل البيت ، فتوسّلوا بنا كما أمرت ، وأملّوا فضلك ورحمتك ، وتوقّعوا إحسانك ونعمتك ، فاسقهم سقياً نافعاً عامّاً غير رائث ، ولا ضائر ، وليكن ابتداء مطرهم بعد انصرافهم من مشهدهم هذا إلى منازلهم ومقارّهم )

قال : فو الذي بعث محمّداً بالحقّ نبيّاً ، لقد نسجت الرياح في الهواء الغيوم ، وأرعدت وأبرقت ، وتحرّك الناس كأنّهم يريدون التنحي عن المطر

فقال الإمام الرضا ( عليه السلام ) :

أيّها الناس : هذه سحابة بعثها الله عزّ وجل لكم ، فاشكروا الله تعالى على تفضّله عليكم ، وقوموا إلى مقارّكم ، ويأتيكم من الخير ما يليق بكرم الله تعالى وجلاله

ونزل من المنبر ، وانصرف الناس ، فما زالت السحابة ممسكة إلى أن قربوا من منازلهم ، ثمّ جاءت بوابل المطر ، فملأ الأودية والحياض والغدران والفلوات ، فجعل الناس يقولون : هنيئاً لولد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كرامات الله عز وجل

ثمّ برز إليهم الإمام الرضا ( عليه السلام ) ، وحضرت الجماعة الكثيرة منهم ، فقال : (يا أيّها الناس : اتّقوا الله في نعم الله عليكم ، فلا تنفروها عنكم بمعاصيه ، بل استديموها بطاعته وشكره على نعمه وأياديه ، واعلموا أنّكم لا تشكرون الله عز وجل بشيء بعد الإيمان بالله ، وبعد الإعتراف بحقوق أولياء الله من آل محمد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أحبّ إليه من معاونتكم لإخوانكم المؤمنين على دنياهم ، التي هي معبر لهم إلى جنان ربّهم ، فإنّ من فعل ذلك كان من خاصّة الله تبارك وتعالى )



يا وجيهاً عند الله اشفع لنا عند الله




نسألكم الدعاء

حسين راضي الحسين
20-01-2011, 07:27 PM
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف



http://mowswoat-suhofe-alltyybeyyn.org/1alsoralhasena/marikd/mshad/3alreda.jpg




مسائل حول زيارة الإمام الرضا (ع)



المسألة


1- أريد معرفة روايات أو أحاديث تتكلم عن ثواب زيارة الإمام الرضا في شهر رجب أو غيره وهل صحيح ما ينقل أن زيارة الإمام الرضا أفضل من باقي المعصومين ؟؟


الجواب


1- وردت روايات كثيرة تفوق حد التواتر في فضل واستحباب زيارة الإمام الرضا (ع)
منها ما ورد عن أبي جعفر الثاني " الإمام الجواد (ع)" قال " من زار قبر أبي بطوس غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.."

ومنها ما رواه داود الصرمي عن أبي جعفر محمد بن علي (ع) قال سمعته يقول "من زار أبي عليه السلام فله الجنّة"

ومنها: ما ورد عن الإمام الصادق في حديث يتضمن النص على الرضا (ع) والإخبار بقتله إلى أن قال (ع) " ألا فمن زاره في غربته وهو يعلم انه امام بعد أبيه مفترض الطاعة من الله عز وجل كان كمن زار رسول الله (ص)

وأمّا تأكد استحباب زيارة الإمام الرضا (ع) في رجب فلما ورد عن الإمام الجواد (ع) حينما سأله احدهم عن أيهما أفضل زيارة الإمام الرضا أو حج بيت الله الحرام لمن حج الواجب قال (ع) "... بل يأتي خراسان فيسلم على أبي الحسن (ع) أفضل وليكن ذلك في رجب .."

وأمّا أفضليّة زيارته (ع) على زيارة كل واحد من الأئمة (ع) فقد ورد في ذلك عدة روايات .
منها: ماورد عن أبي الحسن موسى بن جعفر (ع) أن أعلا الزوار درجة وأقربهم حبوة زوار قبر ولدي على (ع)"


المسألة


2- ما أفضل عمل يقوم به الإنسان عند زيارة الإمام الرضا ؟؟

الجواب

ورد عن الإمام الهادي (ع) أنه قال: " من كانت له حاجة إلى الله عز وجل فليزر قبر جدي الإمام الرضا (ع) بطوس وهو على غسل وليصل عند رأسه ركعتين وليسال الله حاجته في قنوته فإنه يستجيب له مالم يسأل مأثماً أو قطيعة رحم، ان موضع قبره بقعة من بقاع الجنة لا يزورها مؤمن إلا أعتقه الله من النار وأدخله دار القرار"


المسألة


3- من زاره عارفاً بحقه ..ماذا يعني عارفاً بحقه؟؟

الجواب


المراد من قولهم (ع): "من زاره عارفاً بحقه" هو ما أفاده الإمام الصادق (ع) من زاره في غربته وهو يعلم أنه إمام بعد أبيه مفترض الطاعة من الله عز وجل



سماحة الشيخ محمد صنقور



يا وجيهاً عند الله اشفع لنا عند الله




نسألكم الدعاء

حسين راضي الحسين
20-01-2011, 07:33 PM
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف


http://img.tebyan.net/big/1386/08/12019616315711822371752481943793168115153186.jpg


حكم الإمام الرضا (ع)




ليس في تاريخ الأدباء والحكماء كتاريخ أهل البيت ( عليهم السلام ) ، حيث إنّهم أثروا العالم الإسلامي والإنساني بروائع آدابهم وحكمهم ، ومن عظيم قدرها وإبداعها وروعتها يكتبها الناس أحياناً بماء الذهب ثمّ يحتفظون بها

والإنسان مفطور على حبّ العلم والأدب والحكمة ، وكلّما كانت الحكم رصينة ورائعة كلّما انشدّ إليها أكثر ، ولهذا رأى الناس في روائع نهج البلاغة للإمام علي ( عليه السلام ) ما يغنيهم عن الرجوع لغيره من الحكماء ، كسقراط وبزرجمهر وهلّم جرّاً

ولا غرابة أن يكون للأئمّة من أهل البيت ( عليهم السلام ) هذه الجواهر الثمينة في الأدب ، والروائع العظيمة في الحكمة ، وهم خرّيجو مدرسة الثورة ، وربائب الرسالة والوحي

ومن هذه الأنوار العلوية والأزهار الهاشمية ، نور أضاء سناه وعلاه ، وتضوع مسكه وشذاه ، نور الإمام الرضا ( عليه السلام ) وعطره وطيبه وزهره

وإليك بعض الروائع الأدبية والحكمية من أقواله ( عليه السلام ) :

1ـ سأله رجل عن قول الله عزّ وجل : ( ومن يتوكّل على الله فهو حسبه ) ؟
فقال ( عليه السلام ) : ( التوكّل درجات منها : أن تثق به في أمرك كلّه ، فما فعل بك كنت راضياً ، وتعلم أنّه لم يأتك خيراً ونظراً ، وتعلم أنّ الحكم في ذلك له ، فتوكّل عليه بتفويض ذلك إليه ، ومن ذلك الإيمان بغيوب الله التي لم يحط علمك بها ، فوكّلت علمها إليه وإلى أمنائه عليها ، ووثقت به فيها ، وفي غيرها )

2ـ سئل عن حدّ التوكل ؟ فقال ( عليه السلام ) : ( أن لا تخاف أحداً إلاّ الله )
ومقصود الإمام ( عليه السلام ) بالتوكّل هنا ، هو التسليم لأمر الله والرضا بقضائه
3ـ سأله أحمد بن نجم عن العجب الذي يفسد العمل ؟


فقال ( عليه السلام ) : ( العجب درجات منها : أن يزين للعبد سوء عمله فيراه حسناً فيعجبه ، ويحسب أنّه يحسن صنعاً ، ومنها : أن يؤمن العبد بربّه فيمنّ على الله ، ولله المنّة فيه ... )
4ـ قال ( عليه السلام ) : ( خمس من لم تكن فيه فلا ترجوه لشيء من الدنيا والآخرة : من لم تعرف الوثاقة في أرومته ، والكرم في طباعه ، والرصانة في خلقه ، والنبل في نفسه ، والمخافة لربّه )
5ـ سئل عن السفلة ؟ فقال ( عليه السلام ) : ( من كان له شيء يلهيه من الله )

6ـ قال ( عليه السلام ) : ( إنّ الله يبغض القيل والقال ، وإضاعة المال وكثرة السؤال )
7ـ قال ( عليه السلام ) : ( التودّد إلى الناس نصف العقل ) .
8ـ قال ( عليه السلام ) : ( لا يتم عقل امرئ مسلم حتّى تكون فيه عشر خصال : الخير منه مأمول ، والشرّ منه مأمون ، يستكثر قليل الخير من غيره ، ويستقل كثير الخير من نفسه ، لا يسأم من طلب الحوائج إليه ، ولا يملّ من طلب العلم طول دهره ، الفقر في الله أحبّ إليه من الغنى ، والذلّ في الله أحبّ إليه من العزّ مع غيره ، والخمول عنده أشهى من الشهرة )

ثمّ قال ( عليه السلام ) : ( العاشرة ) ، قيل له : ما هي ؟
قال ( عليه السلام ) : ( لا يرى أحداً إلاّ قال : هو خير منّي واتقى )
9ـ قال ( عليه السلام ) : ( إنّما الناس رجلان ، رجل خير منه واتقى ، ورجل شرّ منه وأدنى ، فإذا لقي الذي هو شرّ منه وأدنى قال : لعلّ خير هذا باطن ، وهو خير له ، وخيري ظاهر ، وهو شرّ لي ، وإذا رأى الذي هو خير منه وأتقى ، تواضع له ليلحق به ، فإذا فعل ذلك فقد علا مجده ، وطاب خيره ، وحسن ذكره ، وساد أهل زمانه )
10ـ قال ( عليه السلام ) : ( الصمت باب من أبواب الحكمة ... إنّ الصمت يكسب المحبّة ، إنّه دليل على كل خير )

11ـ قال ( عليه السلام ) : ( صديق كل امرئ عقله ، وعدّوه جهله )
12ـ قال ( عليه السلام ) : ( من أخلاق الأنبياء التنظيف )
13ـ قال ( عليه السلام ) : ( صاحب النعمة يجب أن يوسّع على عياله )
14ـ قال ( عليه السلام ) : ( إذا ذكرت الرجل وهو حاضر فكنّه ، وإذا كان غائباً فسمّه )
15ـ قال ( عليه السلام ) : ( يأتي على الناس زمان العافية ، فيه عشرة أجزاء تسعة منها في اعتزال الناس ، وواحد في الصمت )

16ـ قال ( عليه السلام ) : ( من حاسب نفسه ربح ، ومن غفل عنها خسر ، ومن خاف أمن ، ومن اعتبر أبصر ، ومن أبصر فهم ، ومن فهم علم ، وصديق الجاهل في تعب ، وأفضل المال ما وقي به العرض ، وأفضل العقل معرفة الإنسان نفسه ، والمؤمن إذا غضب لم يخرجه غضبه من حق ، وإذا رضي لم يدخله رضاه في باطل ، وإذا قدر لم يأخذ أكثر من حقّه )
17ـ قال ( عليه السلام ) : ( من كثرت محاسنه مدح بها ، واستغنى عن التمدّح بذكرها )
18ـ قال ( عليه السلام ) : ( من لم يتابع رأيك في صلاحه فلا تصغ إلى رأيه ، ومن طلب الأمر من وجهه لم يزل ومن زلّ لم تخذله الحيلة )
19ـ قال ( عليه السلام ) : ( إنّ للقلوب إقبالاً وإدباراً ، ونشاطاً وفتوراً ، فإذا أقبلت تبصّرت وفهمت ، وإذا أدبرت كلّت وملّت ، فخذوها عند إقبالها ونشاطها ، واتركوها عند إدبارها وفتورها ) .
20ـ قال ( عليه السلام ) : ( صاحب السلطان بالحذر ، والصديق بالتواضع ، والعدو بالتحرّز ، والعامّة بالبِشر )

21ـ قال ( عليه السلام ) : ( الأجل آفة العمل ، والبر غنيمة الحازم ، والتفريط مصيبة ذي القدرة ، والبخل يمزّق العرض ، والحب داعي المكاره ، وأجلّ الخلائق وأكرمها اصطناع المعروف ، وإغاثة الملهوف ، وتحقيق أمل الآمل ، وتصديق رجاء الراجي ، والاستكثار من الأصدقاء في الحياة ، والباكين بعد الوفاة )
22ـ قال ( عليه السلام ) : ( أحسن الظن بالله ، فإنّ من حسن ظنّه بالله كان الله عند حسن ظنّه ، ومن رضي بالقليل من الرزق قبل منه اليسير من العمل ، ومن رضي باليسير من الحلال خفّت مؤونته ونعم أهله وبصّره الله داء الدنيا ودواءها ، وأخرجه منها سالماً إلى دار السلام )

23ـ قال ( عليه السلام ) : ( ليس لبخيل راحة ، ولا لحسود لذّة ، ولا لملول وفاء ، ولا لكذوب مروءة )
24ـ قال ( عليه السلام ) : ( إنّ الذي يطلب من فضل يكفّ به عياله أعظم من المجاهدين في سبيل الله )
25ـ سئل عن خيار العباد ؟ فقال : ( الذين إذا أحسنوا استبشروا ، وإذا أساءوا استغفروا ، وإذا أعطوا شكروا ، وإذا ابتلوا صبروا ، وإذا غضبوا غفروا )
26ـ قيل له : كيف أصبحت ؟ فقال ( عليه السلام ) : ( أصبحت بأجل منقوص ، وعمل محفوظ ، والموت في رقابنا ، والنار من ورائنا ، ولا ندري ما يُفعل بنا )
27ـ قال ( عليه السلام ) : ( لا يجمع المال إلاّ بخصال خمس : بخل شديد ، وأمل طويل ، وحرص غالب ، وقطيعة الرحم ، وإيثار الدنيا على الآخرة )
28ـ قال علي بن شعيب : دخلت على أبي الحسن الرضا ، فقال لي : ( يا علي من أحسن الناس معاشاً ؟ )

قلت : أنت يا سيدي أعلم به منّي
فقال ( عليه السلام ) : ( من حسن معاش غيره في معاشه )
ثمّ قال : ( يا علي من أسوأ الناس معاشاً ؟ )
قلت : أنت أعلم
قال ( عليه السلام ) : ( من لم يعش غيره في معاشه )
ثمّ قال ( عليه السلام ) : ( يا علي ! أحسنوا جوار النعم ن فإنّها وحشية ما نأت عن قوم فعادت إليهم ، يا علي ! إنّ شرّ الناس من منع رفده ، وأكل وحده ، وجلد عبده )
29ـ قال ( عليه السلام ) : ( عونك للضعيف أفضل من الصدقة )
30ـ قال ( عليه السلام ) : ( لا يستكمل عبد حقيقة الإيمان حتّى تكون فيه خصال ثلاث : التفقّه في الدين ، وحسن التقدير في المعيشة ، والصبر على الرزايا )

31ـ قال ( عليه السلام ) : ( كفاك ممّن يريد نصحك بالنميمة ما يجد من سوء الحساب في العاقبة )
32ـ قال ( عليه السلام ) في تعزية الحسن بن سهل : ( التهنئة بآجل الثواب خير من التعزية بعاجل المصيبة )
هذا غيض من فيض ، وقطرة من بحر هذا الإمام العظيم ، الذي ملأ الدنيا علماً وحكمة ، وفاض عليها ندىً وأدباً وكرماً
وخير زاد لنا أن نعبّ من معين هذه الحكم الصافية ، ونزوّد بها فنكثر من التجمّل بأخلاقها ليوم لا ينفع مال ولا بنون ، إلاّ من أتى الله بقلب سليم



يا وجيهاً عند الله اشفع لنا عند الله




نسألكم الدعاء

حسين راضي الحسين
21-01-2011, 01:48 AM
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف


http://img.tebyan.net/big/1385/12/14914763172372028310312017814196103184109.jpg


شهادة الإمام الرضا (ع)



إنَّ التودُّدَ والاحترام الذي بَذَله المأمون للإمام الرضا ( عليه السلام ) ، وإرغامَهُ على الدخول في ولاية العهد ، لم يكن زهداً منه بالسلطة ، وإنَّما كان لإغراض سياسية ، ولو كان زاهِداً فيها لما قَتَل أخاه الأمين من أجلها

ونتيجة للصراع الدائر بين أهل البيت ( عليهم السلام ) وأنصارهم وبين بني العباس - بالإضافة إلى بروز شخصية الإمام الرضا ( عليه السلام ) وتفوُّقها على شخصية المأمون - دَفَعَ المأمون إلى التفكير بشكلٍ جِدِّي بِتَصفِية الإمام ( عليه السلام ) واغتياله ، وتمَّ له ذلك عن طريق دَسِّ السُمِ للإمام ( عليه السلام )

فمضى الإمام الرضا ( عليه السلام ) شهيداً مسموماً ، في اليوم الأخير من صفر 203 هـ ، وعلى رواية في السابع عشر من صفر

وتم دفنه ( عليه السلام ) في مدينة طوس بخراسان ، والتي كبُرت واتَّسعت بعد دفن الإمام الرضا ( عليه السلام ) فيها ، وصار اسمها ( مَشْهَد المقدَّسة ) ، وهي من أوسع المُدن في بلاد إيران

وبِبَرَكة احتضان هذه المدينة للجسد الشريف لهذا الإمام ( عليه السلام ) ، أصبَحَتْ مدينةً غنيةً بالثروات ، عامرةً بالحوزات العلميَّة ، والمدارس الدينية ، والمراكز والمؤسَّسات التحقيقيَّة والثقافية



يا وجيهاً عند الله اشفع لنا عند الله




نسألكم الدعاء

حسين راضي الحسين
21-01-2011, 02:03 AM
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف


http://img.tebyan.net/big/1385/12/9212021511749185194571811023155225185166.jpg


حث الإمام الرضا ( عليه السلام ) أصحابه على الدعاء



قد حَثَّ الإمام الرضا ( عليه السلام ) أصحابَه على الدعاء إلى الله فقال لهم : ( عليكم بسلاح الأنبياء )
فقيل له : وما سلاح الأنبياء ؟‍‍ فقال ( عليه السلام ) :
( الدعاء )
وأوصى الإمام ( عليه السلام ) أصحابه أيضاً بإخفاء الدعاء ، وأن يدعو الإنسان ربَّه سراً لا يعلم به أحد
فقال الإمام ( عليه السلام ) : ( دَعوةُ العبد سراً دعوة واحدة تَعدلُ سبعين دعوة علانيةً )

وتحدّث الإمام ( عليه السلام ) عن الأسباب التي توجب إبطاء الإجابة في الدعاء ، فقد روى أحمد بن محمد بن أبي نصر ، قال : ( قلت لأبي الحسن – يعني الإمام الرضا ( عليه السلام ) – : جُعِلت فداك ، إني قد سألت الله حاجة منذ كذا وكذا سنة ، وقد دخل قلبي من إبطائها شيء ؟

فقال ( عليه السلام ) : ( يا أحمد ، إِيَّاك والشيطان أن يَكونَ لهُ عليك سَبيل حتى يُقنِطَكَ ، إن أبا جعفر – يعني الإمام الباقر – صَلَواتُ اللهِ عليه كان يقول : إن المؤمن يسألُ اللهَ عزَّ وجلَّ حاجته فَيؤَخر عنه تعجيلَ إِجابَتِهِ حُبّاً لِصَوتِه ، وإسماعَ نحيبِه )

ثم قال ( عليه السلام ) : ( والله ما أخَّر الله عزَّ وجلَّ عن المؤمنين ما يطلبون من هذه الدنيا خَيرٌ لهم مما عَجَّل لهم فيها ، وأي شيء الدنيا ؟ إن أبا جعفر ( عليه السلام ) كان يقول : ينبغي للمؤمن أن يكون دعاؤه في الرخاء نحواً من دعائه في الشدة ، ليس إذا أُعطِيَ فَتَر ، فلا تَملَّ الدعاء فإنه من الله عزَّ وجلَّ بمكان – أي بمنزلة – ، وعليك بالصبر وطلب الحلال وصلة الرحم ، وإياك ومُكَاشفة الناس

فَإنَّا أهلَ بيت نَصِلُ من قَطَعَنَا ، ونحسن إلى من أساء إلينا ، فَنَرى – والله – في ذلك العاقبة الحسنة ، إن صاحب النعمة في عينه ، فلا يشبع من شيء ، وإذا أُكثِرَت النعم كان المُسلِم من ذلك في خطر لِلحُقوق التي تَجُبُّ عليه ، وما يخاف من الفتنة فيها

أخبرني عنك ، لو أني قلت لك قولاً ، أكنت تَثِق به مني ؟

وسارع أحمد قائلاً : جُعلتُ فداك ، إذا لم أَثِق بقولك فبمن أثِق وأنت حجة الله على خلقه ؟
فأجابه الإمام ( عليه السلام ) : ( فكن بالله أوثق ، فإنك على موعد من الله ، أليس الله عزَّ وجلَّ يقول :


( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ) البقرة : 186

وقال :

( لا تَقْنُطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ ) الزمر : 53

وقال :

( وَاللهُ يَعِدُكُم مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً ) البقرة : 267

فَكُن بالله عزَّ وجلَّ أوثق منك بغيره ، ولا تجعلوا في أنفسكم إلا خيراً ، فإنه مغفور لكم
وكان الإمام ( عليه السلام ) يتسلح بهذا الدعاء الشريف : ( بِسم اللهِ الرَّحمَن الرَّحِيم ، يَا مَن لا شَبِيه لَه ولا مِثَال ، أنتَ الله لا إِلَه إلا أَنتَ ، ولا خالق إلا أنت ، تَفنِي المَخلُوقين وتَبقَى ، أَنتَ حَلمْتَ عَمَّن عَصَاكَ ، وَفِي المَغفِرَة رِضَاك )

كما كان ( عليه السلام ) متشبثاً بهذا الدعاء الجليل : ( اِستَسلَمتُ يَا مَولاي لَكَ وأَسلَمتُ نفسي إليك ، وَتَوكَّلتُ في كُلِّ أُمورِي عَليك ، وأنَا عبدُك وابنُ عَبدَيكَ ، فَأَخبِئْنِي اللَّهم في سِترِكَ عَن شِرَارِ خَلقِكَ ، واعصمنِي مِن كُلِّ أَذىً وَسُوءٍ بِمَنِّكَ ، وَاكفِنِي شَرَّ كُلِّ ذِي شَرٍّ بقدرتك

اللَّهُم مَن كَادَنِي أَو أرادَنِي فَإِنِّي أَدْرَأُ بِكَ في نَحرِه ، فَسُدَّ عَنِّي أبصار الظالمين إذ كنت ناصري ، لا إله إلا أنت يا أرحمَ الرَّاحمين وإلهَ العالمين

أسألُكَ كِفايَة الأَذَى والعافِيةِ والشِّفاءِ والنَّصرِ على الأعداء والتوفيق لِمَا تُحِبُّ رَبَّنَا ، وَيُرضِي يا رَبَّ العالمين ، يا جَبَّار السَّمَاوات والأَرَضين ، يا رَبَّ مُحمد وآله الطيبين الطاهرين ، صَلَواتُك عليهم أجمعين )

فإن الإمام ( عليه السلام ) قد استسلَم وأَسلَم نفسَهُ وجميعَ أمورِهِ للواحد القهار الذي بيده جميع مُجريَات الأحداث ، وقد احتجب ( عليه السلام ) بهذا الدعاء لِيَردَّ الله عنه كَيدَ المُعتَدِين ، وظُلمَ الظالمين



يا وجيهاً عند الله اشفع لنا عند الله




نسألكم الدعاء

حسين راضي الحسين
21-01-2011, 07:27 AM
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف


http://img.tebyan.net/big/1385/12/23725432456363155157722113413925123299.jpg


بيعة الإمام الرضا (ع) بولاية العهد




وجَّه الخليفة المأمون العباسي دعوته إلى الإمام علي الرضا ( عليه السلام ) ، وطلب منه المسير من المدينة المنورة إلى خراسان ( مقر الخلافة ) ، فاستجاب الإمام ( عليه السلام ) لذلك مكرهاً

وقد كان في تصوّر المأمون أنَّ المَخْرجَ من الأزمة السياسية التي أحاطت به هو مخاطبة الإمام ( عليه السلام ) ، بقبول ولاية العهد والمشاركة في إدارة شؤون الدولة ، لكي يستطيع المأمون من ضَمِّ قوى المعارضة وجمع جِنَاحَي القوَّة العلوية والعباسية بيده

دعا المأمون الإمام ( عليه السلام ) ، وعرض عليه قبول ولاية العهد ، فامتنع الإمام ( عليه السلام ) ، فقال له قولاً شبيهاً بالتهديد

ثم قال له : إنّ عُمَر جعل الشورى في سِتة ، أحدهم جدّك ، وقال من خالف فاضربوا عنقه ، ولابُدَّ مِن قبول ذلك

فأجابه الإمام ( عليه السلام ) إلى ذلك ، على أن لا يأمر ولا ينهى ، ولا يولي ولا يَعزِل ، ولا يتكلَّم بين اثنين في حُكم ، ولا يغيِّر شيئاً هو قائمٌ على أصوله

والمتأمِّل للأوضاع السياسية المضطربة آنذاك يدرك أنَّ الإمام الرضا ( عليه السلام ) كان على علم بالخطة السياسية للمأمون ، وأنه لم يكن مطمئنّاً إليها ، لذلك ثبَّتَ ( عليه السلام ) شروطه التي أشرنا إليها

وبالإضافة إلى ذلك فإن الإمام ( عليه السلام ) كان على علم بما تَؤُولُ إليه الأمور .
فقد روي أنَّه كان أحد خواص الإمام ( عليه السلام ) حاضراً مستبشراً في الاحتفال الذي أقامه المأمون بمناسبة قبول الإمام ( عليه السلام ) بولاية العهد
فنظر إليه الإمام ( عليه السلام ) وأومأَ قائلاً : ( أدنُ مِنِّي )
فلما دنا منه همس ( عليه السلام ) في أذنه قائلاً : ( لا تشْغَل قلبَك بِهَذا الأمْرِ ، ولا تَسْتَبشِرْ لَهُ ، فَإنَّهُ شَيء لا يَتمُّ )

وحينما قبل الإمام ( عليه السلام ) تلك الولاية الرمزية ، التي حَدَّدها هو بنفسه ، راح المأمون يعلن هذا النبأ في أنحاء الدولة الإسلامية ، وأبدل لبس السواد الذي هو شعار للعباسيين بلبس الثياب الخضر الذي هو شعار للعلويين ، وأعلن عن عَزمه على صرف مرتَّب سنوي بهذه المناسبة السعيدة

وعلى أثر ذلك توافَدَ الشعراء والخطباء والمتكلِّمون ، وبُذِلت الأموال والهدايا ، وكان إعلان البيعة في السادس من شهر رمضان 201 هـ ، كما ورد في إحدى الروايات



يا وجيهاً عند الله اشفع لنا عند الله




نسألكم الدعاء

حسين راضي الحسين
21-01-2011, 07:42 AM
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف


http://img.tebyan.net/big/1385/12/143155235252176251240871181036118492978.jpg


عبادة الإمام الرضا ( ع )



من أبرز خصوصيات الإمام الرضا ( عليه السلام ) انقطاعه إلى الله تعالى ، وتمسكه به
وقد ظهر ذلك في عبادته التي مثلت جانباً كبيراً من حياته الروحية التي هي نور وتقوى وورع
يقول بعض جماعته ( عليه السلام ) : ما رأيته قط إلا ذكرتُ قوله تعالى :

( كَانُوا قَلِيلاً فِي اللَّيلِ مَا يَهجَعُونَ ) الذاريات : 17

ويقول الشبراوي عن عبادته ( عليه السلام ) : إنه كان صاحب وضوء وصلاة ، وكان ( عليه السلام ) في ليله كُلِّهِ يتوضأ ويصلي ويرقد ، وهكذا إلى الصباح
وقد كان الإمام ( عليه السلام ) أتقى أهل زمانه ، وأكثرهم طاعة لله تعالى

فيروي رجاء بن أبي الضحَّاك عن عبادة الإمام ( عليه السلام ) – وكان المأمون قد بعثه إلى الإمام ( عليه السلام ) ليأتي به إلى خُراسان ، فكان معه من المدينة المنورة إلى مرو – يقول : ( والله ما رأيت رجلاً كان أتقى لله منه ( عليه السلام ) ، ولا أكثر ذِكراً له في جميع أوقاته منه ، ولا أشد خوفا لله عزَّ وجلَّ

كان ( عليه السلام ) إذا أصبح صلَّى الغداة ، فإذا سلَّم جلس في مُصَلاَّه يُسَبِّح الله ، ويحمده ، ويُكبِّره ، وَيُهَلِّله ، ويصلي على النبي وآله ( صلى الله عليه وآله ) حتى تطلع الشمس

ثم يسجد ( عليه السلام ) سجدةً يبقى فيها حتى يتعالى النهار ، ثم يقبل على الناس يحدثهم ، ويعظهم إلى قُرب الزوال ، ثم جدد وضوءه ، وعاد إلى مُصَلاَّه

فإذا زالت الشمس قام ( عليه السلام ) وصلى ست ركعات ، ثم يؤذّن ، ثم يصلي ركعتين ، ثم يقيم ويصلي الظهر ، فإذا سَلَّم سَبَّح الله وحمده ، وكبره ، وهَلَّله ما شاء الله

ثم يسجد ( عليه السلام ) سجدة الشكر ويقول فيها مائة مرة : شكراً لله ، فإذا رفع رأسه قام فصلى ست ركعات ، ثم يؤذن

ثم يصلي ( عليه السلام ) ركعتين فإذا سلم قام وصلى العصر ، فإذا سَلَّم جلس في مُصَلاَّه يسبح الله ، ويحمده ، ويكبِّره ، ويُهَلِّله ، ثم يسجد سجدة يقول فيها مائة مرة : حَمْداً لله

فإذا غابت الشمس توضأ ( عليه السلام ) وصلَّى المغرب ثلاثاً بأذان وإقامة ، فإذا سلَّم جلس في مُصلاَّه يُسبِّح الله ، ويحمده ، ويُكبِّره ، ويُهَلِّله ما شاء الله ، ثم يسجد سجدة الشكر ، ثم يرفع رأسه ولا يتكلم حتى يقوم ويصلي أربع ركعات بِتَسلِيمَتَين ، ثم يجلس بعد التسليم في التعقيب ما شاء الله حتى يُمسِي

ثم يفطر ( عليه السلام ) ، ثم يَلبث حتى يَمضي من الليل قريب من الثـلث ، ثم يقوم فيصلي العشاء والآخرة أربع ركعات ، فإذا سَلَّم جلس في مُصَلاَّه يذكر الله عزَّ وجلَّ ، ويُسبِّحه ، ويحمده ، ويُكبِّره ، ويُهَلِّله ما شاء الله ، ويسجد بعد التعقيب سجدة الشكر ثم يأوي إلى فراشه

وإذا كان الثلث الأخير من الليل قام ( عليه السلام ) من فراشه بالتسبيح ، والتحميد ، والتكبير ، والتهليل ، والاستغفار ، فَاسْتَاكَ ثم توضأ ، ثم قام إلى صلاة الليل ، ويصلي صلاة جعفر بن أبي طالب ، ويحتسب بها من صلاة الليل ، ثم يصلي الركعتين الباقيتين

ثم يقوم ( عليه السلام ) فيصلي ركعتَي الشفع ، ثم يقوم فيصلي الوَتْر ، ويقول في قنوته : ( اللَّهم صَلِّ على محمد وآل محمد ، اللَّهم اهدِنَا فيمن هديت ، وعَافِنَا فيمن عافيت )

ثم يقول ( عليه السلام ) : ( أستغفرُ الله وأسألُه التوبة ) ، سبعين مرة ، وإذا قرب الفجر قام فَصلَّى ركعتَي الفجر ، فإذا طلع الفجر أَذَّن وأقامَ وصَلَّى الغداة ركعتين ، فإذا سَلَّم جلس في التعقيب حتى تطلع الشمس ، ثم سجد سجدة الشكر حتى يتعالى النهار

فهذه هي صلاة الإمام الرضا ( عليه السلام ) المفروضة ونوافلها ، وما يقرأ فيها من سور القرآن الكريم ، والتعقيبات التي يؤديها

ومعنى ذلك أنه ( عليه السلام ) كان في أغلب أوقاته مشغولاً بعبادة الله ، فإنه ( عليه السلام ) قد سَرى حُبُّ الله في قلبه ، وتفاعل في عواطفه ومشاعره حتى صار عنصراً من عناصره ، وخصوصية من خصوصياته ( عليه السلام )



يا وجيهاً عند الله اشفع لنا عند الله




نسألكم الدعاء

حسين راضي الحسين
21-01-2011, 07:53 AM
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف


http://img.tebyan.net/big/1385/12/2057521313048591081593906927213102238218.jpg


كلمات في الإمام الرضا ( ع )




أدلى فريق من الشخصيات بكلمات عن الإمام الرضا ( عليه السلام ) ، وهي تعرب عن إكبارهم وتعظيمهم له ، وفيما يلي بعضها

1 – المأمون

وأعرب المأمون في كثير من المناسبات عن إعجابه بشخصية الإمام الرضا ( عليه السلام ) ، وهذه بعض كلماته

أ - قال المأمون لأسرته حينما لامته على عقده ولاية العهد للإمام الرضا ( عليه السلام ) : أمّا ما ذكرتم من استبصار المأمون في البيعة لأبي الحسن فما بايع له إلاّ مستبصراً في أمره ، عالماً بأنّه لم يبق على ظهرها - أي ظهر الأرض - أبين فضلاً ، ولا أطهر عفّة ، ولا أورع ورعاً ، ولا أزهد زهداً في الدنيا ، ولا أطلق نفساً ، ولا أرضي في الخاصّة والعامّة ، ولا أشدّ في ذات الله منه

ب - قال المأمون : الإمام الرضا خير أهل الأرض ، وأعلمهم ، وأعبدهم

2 - إبراهيم بن العباس

كان إبراهيم بن العباس ممّن رافق الإمام ( عليه السلام ) ، وقد تحدث عن معالي أخلاقه ، وكان مما قاله فيه : وكان كثير المعروف والصدقة في السرِّ ، وأكثر ذلك يكون منه في الليالي المظلمة ، فمن زعم أنّه رأى مثله فلا تصدّقه

3 - عارف تامر

قال عارف تامر : يعتبر الإمام الرضا من الأئمّة الذين لعبوا دوراً كبيراً على مسرح الأحداث الإسلامية في عصره

وكثير من أمثال هذه الكلمات التي عبّرت عمّا تميّز به الإمام من الصفات الرفيعة التي لم يتّصف بها أحد سوى آبائه ، الذين رفعوا علم الهداية في الأرض



يا وجيهاً عند الله اشفع لنا عند الله




نسألكم الدعاء

حسين راضي الحسين
21-01-2011, 08:04 AM
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف


http://img.tebyan.net/big/1385/12/23725432456363155157722113413925123299.jpg


نص الإمام الرضا ( ع ) على إمامة الجواد ( ع )



نص الإمام الرضا ( عليه السلام ) على إمامة ولده محمّد الجواد ( عليه السلام ) ، ونصّبه خليفة من بعده ، ومرجعاً عامّاً للمسلمين ليرجعوا إليه في شؤونهم الدينية ، وقد روى النصّ على إمامته جمهور كبير من الرواة ، كان منهم :

1- محمّد المحموري

روى محمّد المحموري عن أبيه قال : كنت واقفاً على رأس الإمام الرضا ( عليه السلام ) بطوس ، فقال له بعض أصحابه : إن حدث حدّث فإلى من ؟

وإنّما سأله عن الإمام من بعده حتّى يدين بطاعته والولاء له ، فقال ( عليه السلام ) له : ( إلى ابن أبي جعفر ... )

وكان الإمام أبو جعفر ( عليه السلام ) في مرحلة الطفولة ، فقال له : إنّي استصغر سنّه !!
فردّ عليه الإمام هذه الشبهة قائلاً : ( إنّ الله بعث عيسى بن مريم قائماً في دون السنّ ، التي يقوم فيها أبو جعفر ... )

وحفل جواب الإمام الرضا ( عليه السلام ) بالدليل الحاسم ، فإنّ الله تعالى بعث عيسى نبيّاً وآتاه العلم صبياً ، وهو دون سنّ الإمام أبي جعفر ، والنبوّة والإمامة من منبع واحد لا يناطان بالصغير والكبير ، وإنّما أمرهما بيد الله تعالى ، فهو الذي يختار لهما من أحبّ من عباده

2- صفوان بن يحيى

قال صفوان بن يحيى : قلت للرضا ( عليه السلام ) : قد كنّا نسألك قبل أن يهب الله لك أبا جعفر عن القائم بعدك ؟ فتقول : يهب الله لي غلاماً ، فقد وهبه الله لك فأقرّ عيوننا ، فإن كان كون فإلى من ؟ فأشار الإمام ( عليه السلام ) إلى أبي جعفر ، وهو قائم بين يديه ، وعمره إذ ذاك ثلاث سنين .
فقلت : هو ابن ثلاث سنين ؟! قال ( عليه السلام ) : ( وما يضرّ من ذلك ، فقد قام عيسى بالحجّة وهو ابن أقلّ من ثلاث سنين )

3- معمر بن خلاّد

روى معمر بن خلاّد النصّ من الإمام الرضا ( عليه السلام ) على إمامة ولده الجواد ، قال : سمعته يقول لأصحابه : وقد ذكر شيئاً ، ثمّ قال لهم : ( ما حاجتكم إلى ذلك ؟ هذا أبو جعفر أجلسته مجلسي ، وصيرته مكاني ... إنّا أهل بيت يتوارث أصاغرنا عن أكابرنا القذة بالقذة )

4- عبد الله بن جعفر

قال عبد الله بن جعفر : دخلت على الإمام الرضا ( عليه السلام ) أنا وصفوان بن يحيى ، وأبو جعفر قائم قد أتى له ثلاث سنين ، فقلنا : جعلنا الله فداك ، ونعوذ بالله إن حدث حدث فمن يكون بعدك ؟ قال ( عليه السلام ) : ( ابني هذا ) ، وأومأ إلى ولده الإمام الجواد ( عليه السلام ) ، فقلنا له : وهو في هذا السنّ ؟! قال ( عليه السلام ) : ( نعم إنّ الله تبارك وتعالى احتجّ بعيسى وهو ابن سنتين )

5- محمّد بن أبي عباد

قال محمّد بن أبي عباد : سمعت الإمام الرضا ( عليه السلام ) يقول : ( أبو جعفر وصيّي وخليفتي في أهلي من بعدي )

إلى غير ذلك من النصوص التي أثرت عن الإمام الرضا ( عليه السلام ) ، وهي تلعن إمامة الجواد من بعده ، وأنّه أحد خلفاء الرسول الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) على أمّته .



يا وجيهاً عند الله اشفع لنا عند الله




نسألكم الدعاء

حسين راضي الحسين
21-01-2011, 08:10 AM
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف


http://img.tebyan.net/big/1385/12/38228108111173941281192314419914468924311.jpg


حديث السلسلة الذهبية




لقد جاء في كتاب أعيان الشيعة عن كتاب الفصول المهمّة لابن الصبّاغ المالكي ، أنّه قال : حدّث السعيد إمام الدنيا وعماد الدين محمّد بن أبي سعيد بن عبد الكريم الوزان عن كتاب تاريخ نيسابور : أنّ علي بن موسى الرضا ( عليهما السلام ) لمّا دخل نيسابور في السفرة التي خصّ فيها بفضيلة الشهادة ، كان في قبّة مستورة على بغلة شهباء ، وقد شقّ نيسابور

فعرض له الإمامان الحافظان للأحاديث النبوية ، والمثابران على السنّة المحمدية ، أبو زرعة الرازي ، ومحمّد بن أسلم الطوسي ، ومعهما خلق لا يحصون من طلبة العلم والحديث والدراية ، فقالا :

أيّها السيّد الجليل ، ابن السادة الأئمّة ، بحقّ آبائك الأطهرين وأسلافك الأكرمين ، إلاّ ما أريتنا وجهك الميمون المبارك ، ورويت لنا حديثاً عن آبائك عن جدّك محمّد ( صلى الله عليه وآله ) نذكرك فيه

فاستوقف البغلة وأمر غلمانه بكشف المظلة عن القبّة ، وأقرّ عيون الخلائق برؤية طلعته المباركة ، فكان له ( عليه السلام ) ذؤابتان على عاتقه ، والناس كلّهم قيام على اختلاف طبقاتهم ينظرون إليه ، وهم ما بين صارخ وباك ، ومتمرّغ بالتراب ، ومقبّل لحافر البغلة ، فصاح العلماء والفقهاء : معاشر الناس ، اسمعوا وعوا ، وأنصتوا لسماع ما ينفعكم ، ولا تؤذونا بكثرة صراخكم وبكائكم

فقال الإمام الرضا ( عليه السلام ) : ( حدّثني أبي موسى الكاظم ، عن أبيه جعفر الصادق ، عن أبيه محمّد الباقر ، عن أبيه على زين العابدين ، عن أبيه الحسين شهيد كربلاء ، عن أبيه علي بن أبي طالب ، أنّه قال :

حدّثني حبيبي وقرّة عيني رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، عن جبرائيل أنّه قال : سمعت ربّ العزّة سبحانه يقول : ( كلمة لا إله إلاّ الله حصني ، ومن قالها دخل حصني ، ومن دخل حصني أمن عذابي ) )

ثمّ أرخى الستر على القبّة وسار ، فقدّر أهل المحابر الذين يكتبون ، فزادوا على عشرين ألفاً .
والحديث على ما يبدو من الأحاديث المتّفق عليها بين المحدّثين ، وقد ذكره بهذا الإسناد كل من وصف رحلة الإمام الرضا ( عليه السلام ) إلى خراسان ، وقال أبو نعيم الأصفهاني في حلية الأولياء ، بعد أن روى الحديث المذكور : هذا حديث ثابت مشهور بهذا الإسناد ، من رواية الطاهرين عن آبائهم الطيبين

ومضى يقول : وكان بعض سلفنا من المحدّثين إذا روى هذا الإسناد يقول : لو قرئ هذا الإسناد على مجنون لأفاق

ونقل صاحب كتاب كشف الغمّة في نهاية هذا الحديث كلاماً ، عن الأستاذ أبو القاسم القشيري رحمه الله : أنّ هذا الحديث بهذا السند بلغ بعض أمراء السامانية ، فكتبه بالذهب ، وأوصى أن يدفن معه ، فلمّا مات رُئي في المنام ، فقيل : ما فعل الله بك ؟

فقال : غفر الله لي بتلفّظي بـ ( لا إله إلاّ الله ، وتصديقي محمّداً رسول الله ) مخلصاً ، وأنّي كتبت هذا الحديث بالذهب تعظيماً واحتراماً

ويروي الشيخ الصدوق في نهاية الحديث زيادة لطيفة ، قال : فلمّا مرّت الراحلة نادانا : ( بشروطها وأنا من شروطها ) ، والمقصود بأنّه إمام من قبل الله عزّ وجل على العباد ، مفترض الطاعة عليهم



يا وجيهاً عند الله اشفع لنا عند الله




نسألكم الدعاء

حسين راضي الحسين
21-01-2011, 08:17 AM
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف


http://img.tebyan.net/big/1385/12/9623911801352002011425297106160173293213.jpg




مناظرة الإمام الرضا (ع) مع متكلمي الفرق الإسلامية



عن الحسن بن الجهم ، قال : حضرت مجلس المأمون يوماً ، وعنده علي بن موسى الرضا ( عليهما السلام ) ، وقد اجتمع الفقهاء وأهل الكلام من الفرق المختلفة ، فسأله بعضهم ، فقال له : يا بن رسول الله بأيّ شيء تصح الإمامة لمدّعيها ؟

قال ( عليه السلام ) : ( بالنص والدليل ) ، قال له : فدلالة الإمام فيما هي ؟
قال ( عليه السلام ) : ( في العلم واستجابة الدعوة ) ، قال : فما وجه إخباركم بما يكون ؟
قال ( عليه السلام ) : ( ذلك بعهد معهود إلينا من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ) ، قال : فما وجه إخباركم بما في قلوب الناس ؟
قال ( عليه السلام ) : ( أما بلغك قول الرسول ( صلى الله عليه وآله ) : اتقوا فراسة المؤمن ، فإنّه ينظر بنور الله ) ؟ قال : بلى

قال ( عليه السلام ) : ( وما من مؤمن إلاّ وله فراسة ينظر بنور الله على قدر إيمانه ، ومبلغ استبصاره وعلمه ، وقد جمع الله الأئمّة منّا ما فرّقه في جميع المؤمنين ، وقال عز وجل في محكم كتابه : ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ ) ، فأوّل المتوسمين رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ثمّ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) من بعده ، ثمّ الحسن والحسين والأئمّة من ولد الحسين ( عليهم السلام ) إلى يوم القيامة )

قال : فنظر إليه المأمون فقال له : يا أبا الحسن زدنا ممّا جعل الله لكم أهل البيت ، فقال الرضا ( عليه السلام ) : ( إنّ الله عزَّ وجل قد أيّدنا بروح منه مقدّسة مطهّرة ليست بملك لم تكن مع أحد ممّن مضى ، إلاّ مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وهي مع الأئمّة منّا تسدّدهم وتوفّقهم ، وهو عمود من نور بيننا وبين الله عز وجلَّ )

قال له المأمون : يا أبا الحسن بلغني أنَّ قوماً يغلون فيكم ، ويتجاوزون فيكم الحدّ ؟ فقال الرضا ( عليه السلام ) : ( حدَّثني أبي موسى بن جعفر ; عن أبيه ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه محمّد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي ، عن أبيه علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) قال


قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله )

لا ترفعوني فوق حقّي ، فإنَّ الله تبارك وتعالى اتّخذني عبداً قبل أن يتخذني نبيّاً )

قال الله تبارك وتعالى : ( مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُواْ عِبَادًا لِّي مِن دُونِ اللّهِ وَلَـكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ وَلاَ يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُواْ الْمَلاَئِكَةَ وَالنِّبِيِّيْنَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ ) آل عمران : 79 ـ 80

قال ( عليه السلام )

( يهلك فيَّ اثنان ولا ذنب لي ، محبّ مفرط ومبغض مفرّط ، وأنا أبرأ إلى الله تبارك وتعالى ممّن يغلو فينا ، ويرفعنا فوق حدّنا كبراءة عيسى بن مريم ( عليه السلام ) من النصارى

قال الله تعالى

( وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ) المائدة : 116 ـ 117

وقال عزَّ وجل

( لَّن يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْداً لِّلّهِ وَلاَ الْمَلآئِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ ) النساء : 172

وقال عز وجل

( مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ ) المائدة : 75

ومعناه إنّهما كانا يتغوَّطان ، فمن ادّعى للأنبياء ربوبية وادّعى للأئمّة ربوبية أو نبوّة أو لغير الأئمّة إمامة ، فنحن منه براء في الدنيا والآخرة )

فقال المأمون : يا أبا الحسن فما تقول في الرجعة ؟ فقال الرضا ( عليه السلام ) : ( إنّها لحقّ قد كانت في الأُمم السالفة ، ونطق به القرآن ، وقد قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يكون في هذه الأُمة كلّ ما كان في الأُمم السالفة حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة ) ، وقال ( عليه السلام ) : ( قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( إذا خرج المهدي من ولدي نزل عيسى بن مريم فصلّى خلفه ) )

وقال ( عليه السلام ) : ( قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( إنَّ الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً فطوبى للغرباء ) ، قيل : يا رسول الله ثمّ يكون ماذا ؟ قال : ثمّ يرجع الحق إلى أهله ) )
فقال المأمون : يا أبا الحسن فما تقول في القائلين بالتناسخ ؟
فقال الرضا ( عليه السلام ) : ( من قال بالتناسخ فهو كافر بالله العظيم ، مكذّب بالجنّة والنار )
قال المأمون : ما تقول في المسوخ ؟

قال الرضا ( عليه السلام ) : ( أولئك قوم غضب الله عليهم ، فمسخهم ، فعاشوا ثلاثة أيّام ثمّ ماتوا ولم يتناسلوا ، فما يوجد في الدنيا من القردة والخنازير وغير ذلك ممّا وقع عليهم اسم المسوخية فهو مثل ما لا يحلّ أكلها والانتفاع بها )

قال المأمون : لا أبقاني الله بعدك يا أبا الحسن ، فو الله ما يوجد العلم الصحيح إلاّ عند أهل هذا البيت ، وإليك انتهت علوم آبائك ، فجزاك الله عن الإسلام وأهله خيراً
قال الحسن بن الجهم : فلمّا قام الرضا ( عليه السلام ) تبعته فانصرف إلى منزله ، فدخلت عليه وقلت له : يا ابن رسول الله ، الحمد لله الذي وهب لك من جميل رأي أمير المؤمنين ما حمله على ما أرى من إكرامه لك وقبوله لقولك

فقال ( عليه السلام ) : ( يا بن الجهم لا يغرنَّك ما ألفيته عليه من إكرامي والاستماع منّي ، فإنه سيقتلني بالسمّ وهو ظالم إليَّ ، إنّي أعرف ذلك بعهد معهود إليَّ من آبائي عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فاكتم هذا ما دمت حياً )

قال الحسن بن الجهم : فما حدَّثت أحداً بهذا الحديث إلى أن مضى ( عليه السلام ) بطوس مقتولاً بالسمّ


يا وجيهاً عند الله اشفع لنا عند الله




نسألكم الدعاء

حسين راضي الحسين
21-01-2011, 08:25 AM
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف


http://img.tebyan.net/big/1386/12/17111158312002531721869714221596205145247172.jpg


سفر الإمام الرضا ( عليه السلام ) إلى البصرة


بعد وفاة الإمام الكاظم ( عليه السلام ) سافر الإمام الرضا ( عليه السلام ) إلى البصرة للتدليل على إمامته وإبطال شُبَهِ المنحرفين عن الحق
وقد نزل ( عليه السلام ) ضيفاً في دار الحسن بن محمد العلوي ، وقد عقد في داره مؤتمراً عاماً ضَمَّ جمعاً من المسلمين
وكان من بينهم عمرو بن هداب ، وهو من المنحرفين عن آل البيت ( عليهم السلام ) والمعادين لهم ، كما دعا فيه جاثليق النصارى ، ورأس الجالوت

فالتفت إليهم الإمام ( عليه السلام ) وقال لهم : ( إني إنما جمعتكم لتسألوني عما شئتم من آثار النبوة وعلامات الإمامة التي لا تجدونها إلا عندنا أهل البيت ، فَهَلِمُّوا أسألتكم )
فبادر عمرو بن هداب فقال له : إن محمد بن الفضل الهاشمي أخبرنا عنك أنك تعرف كل ما أنزله الله ، وأنك تعرف كل لسان ولغة
فانبرى الإمام ( عليه السلام ) ، فَصَدَّقَ مقالة محمد بن الفضل في حقه قائلاً : ( صدق محمد بن الفضل ، أنا أخبرته بذلك )

وسارع عمرو قائلاً : إنّا نختبرك قبل كل شيء بالألسن واللغات ، هذا رومي ، وهذا هندي ، وهذا فارسي ، وهذا تركي ، قد أحضرناهم
فقال ( عليه السلام ) : ( فَليتكَلَّموا بما أحبُّوا ، أُجِبْ كلَّ واحدٍ منهم بلسانه إن شاء الله )
وتقدم كل واحد منهم أمام الإمام فسأله عن مسألة فأجاب ( عليه السلام ) عنها بلغته
فَبُهِر القوم وعجبوا ، ثم التفت الإمام ( عليه السلام ) إلى عمرو فقال له : إن أنا أخبرتك أنَّك ستبتلي في هذه الأيام بدم ذي رحم لك هل كنت مصدقا لي ؟
فأجابه عمرو : لا ، فان الغيب لا يعلمه إلا الله تعالى
فَردَّ الإمام ( عليه السلام ) عليه مقالته : ( أَوَ لَيسَ الله تعالى يقول :

( عَالِمُ الغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيبِهِ أَحَداً * إِلا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ .. ) الجن : 26 – 27

فرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عند الله مُرتَضى ، ونحن ورثة ذلك الرسول الذي أَطلَعه اللهُ على ما يشاء من غيبهِ ، فعلمنا ما كان ، وما يكون إلى يوم القيامة )
ثم قال ( عليه السلام ) : ( وإنَّ الذي أخبرتك به يا بن هداب لَكَائِنٌ إلى خمسة أيام ، وإن لم يَصحُّ في هذه المُدَّة فإني .. ، وإن صَحَّ فَتَعلم أنَّك رَادٌّ عَلى الله ورسوله ( صلى الله عليه وآله ) )
وأضاف الإمام ( عليه السلام ) قائلا : ( أما إنَّك سَتُصَاب بِبَصَرِكَ ، وتصير مكفوفاً ، فلا تبصرُ سَهلاً ولا جبلاً ، وهذا كائنٌ بعد أيام )

ثم قال ( عليه السلام ) : ( ولك عندي دلالة أخرى ، أنك سَتَحلِفُ يَميناً كَاذِبَة فَتُضرَبُ بِالبَرَص ) – وأقسم محمد بن الفضل بالله بأن ما أخبر به الإمام ( عليه السلام ) قد تحقق ، وقيل لابن هداب : هل صَدَقَ الرضا ( عليه السلام ) بِمَا أَخبرَ بِهِ ؟ فقال : والله لقد علمت في الوقت الذي أخبرني ( عليه السلام ) به أنه كائن ، ولكني كنت أتجلد –

ثم التفت الإمام ( عليه السلام ) إلى الجاثليق فقال له : ( هل دل الإنجيل على نبوة محمد ( صلى الله عليه وآله ) ) ؟
وسارع الجاثليق قائلا : لو دَلَّ الإنجيل على ذلك ما جحدناه
ثم سأله الإمام ( عليه السلام ) أيضاً : ( أخبرني عن السكنة التي لكم في السِّفْرِ الثالث ) ؟
فأجاب الجاثليق : إنها اسم من أسماء الله تعالى ، لا يجوز لنا أن نظهره
ورد عليه الإمام ( عليه السلام ) قائلاً : ( فإن قَرَّ بِهِ رَبُّك أنه اسم محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، وأقرَّ عيسى ( عليه السلام ) به ، وأنه بَشَّرَ بني إسرائيل بمحمد لِتقرَّ بِهِ ، ولا تنكره ) ؟
ولم يجد الجاثليق بُدّاً من الموافقة على ذلك قائلا : إن فعلت أقررت ، فإني لا أَرُدُّ الإنجيلَ ولا أجحدُهُ
وأخذ الإمام ( عليه السلام ) يقيم عليه الحجة قائلاً : ( خذ على السِّفْرِ الثالث الذي فيه ذكر محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، وبشارة عيسى ( عليه السلام ) بمحمد ( صلى الله عليه وآله ) ) ؟
فسارع الجاثليق قائلاً : هَات مَا قُلته

فأخذ الإمام ( عليه السلام ) يتلو عليه السِّفر من الإنجيل الذي فيه ذكر الرسول محمد ( صلى الله عليه وآله )
وقال للجاثليق : ( من هذا الموصوف ) ؟ قال الجاثليق : صِفْهُ
فأخذ الإمام ( عليه السلام ) في وصفه قائلاً : ( لا أصفُهُ إلا بما وصفه الله ، وهو صَاحِب الناقة ، والعَصَا ، والكساء ، النبي الأُمِّي ، الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل ، يأمرهم بالمعروف ، وينهاهم عن المنكر

ويُحِلُّ لهم الطيبات ، وَيُحرِّمُ عليهم الخبائث ، ويضع عنهم إِصرَهُم والأغلال التي كانت عليهم ، يهدي إلى الطريق الأقصد ، والمنهاج الأعدل ، والصراط الأقوم )
ثم قال ( عليه السلام ) : ( سألتك يا جاثليق بحق عيسى ( عليه السلام ) روح الله وكلمته ، هل تجدون هذه الصفة في الإنجيل لهذا النبي ) ؟
فأطرقَ الجاثليق مَلِيّاً برأسه إلى الأرض وقد ضاقت عليه الأرض بما رَحُبَت ، فَقد سَدَّ عليه الإمام كل نافذة يسلك منها ، ولم يسعهُ أن يَجحَدَ الإنجيل

فأجاب الإمامَ ( عليه السلام ) قائلاً : نعم ، هذه الصفة من الإنجيل ، وقد ذَكَر عيسى في الإنجيل هذا النبي ، ولم يصح عند النصارى أنه صاحبكم
فانبرى الإمام ( عليه السلام ) يقيم عليه الحجة ، ويبطل أوهامه قائلاً : ( أما إذا لم تكفر بجحود الإنجيل ، وأقررت بما فيه من صفة محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، فَخُذ على السِّفْرِ الثاني
فإنه قد ذكره ( صلى الله عليه وآله ) وذكر وَصِيه وذكر ابنته فاطمة وذكر الحسن والحسين ( عليهم السلام ) )
وقد استبان للجاثليق ورأس الجالوت أن الإمام ( عليه السلام ) عالم بالتوراة والإنجيل ، وأنه واقف على جميع ما جاء فيهما

فَفَكَّرا في التخلص من حجج الإمام ( عليه السلام ) فأبديا الشك في أن الذي بَشَّر به موسى والسيد المسيح ( عليهما السلام ) هو النبي محمد ( صلى الله عليه وآله )
وطفقا قائلين : لقد بَشَّر بِهِ موسى وعيسى ( عليهما السلام ) جميعاً ، ولكن لم يتقرَّر عندنا أنه محمد هذا ، فأما كون اسمه محمد ، فلا يجوز أن نقرَّ لكم بنبوتِهِ ونحنُ شَاكُّون أنَّه مُحَمدُكُم أو غيره
فانبرى الإمام ( عليه السلام ) فَفَنَّدَ شُبْهَتَهُم قائلاً : ( اِحتَجَجْتُم بالشك ، فهل بَعثَ اللهُ قَبل أو بَعد مِن وُلدِ آدم ( عليه السلام ) إلى يومِنَا هَذا نَبِيّاً اسمه مُحمد ، أو تجدونه في شيء من الكتب التي أنزلها الله على جميع الأنبياء غير محمد ) ؟
فَأُحجِمُوا عن الجواب ، ولم يجدا شبهة يتمسكان بها ، وأَصَرَّا على العناد والجحود قائلين : لا يجوزُ لَنَا أن نُقرَّ لك بأن مُحمّداً هُوَ مُحمدكم

فإنَّا إن أقررنا لك بِمُحمد ووصيِّهِ وابنتِهِ وابنَيهَا على ما ذكرتم أَدخَلتُمُونَا في الإِسلام كُرْهاً
فانبرى الإمام ( عليه السلام ) قائلاً : ( أنت يا جاثليق آمن في ذمة الله وذمة رسوله أنه لا يبدؤك مناشيء تكرهه )
وسارع الجاثليق قائلاً : إذ قد آمنتني ، فإن هذا النبي الذي اسمه محمد ، وهذا الوصي الذي اسمه علي ، وهذه البنت التي اسمها فاطمة ، وهذان السبطان اللذان اسمهما الحسن والحسين في التوراة والإنجيل والزبور
وطفق الإمام ( عليه السلام ) قائلاً : ( هل هذا صدق وعدل ) ؟ فقال : بل صدق وعدل ، وسكت الجاثليق واعترف بالحق

ثم التفت الإمام إلى رأس الجالوت فقال له : اِسمع يا رأس الجالوت السِّفر الفلاني من زبور داود
قال رأس الجالوت : بارك الله فيك وفيمن ولدك ، هات ما عندك
وأخذ الإمام ( عليه السلام ) يتلو عليه السِّفر الأول من الزبور حتى انتهى إلى ذكر محمد وعلي وفاطمة والحسن الحسين ( عليهم السلام ) .
وجه ( عليه السلام ) السؤال الثاني قائلاً : ( سألتك يا رأس الجالوت بحق الله هذا في زبور داود ) ؟
فقال : نعم هذا بعينه في الزبور بأسمائهم
وانبرى الإمام ( عليه السلام ) قائلاً : ( بحق عُشرِ الآيات التي أنزلها الله على موسى بن عمران في التوراة ، هل تجد صفة محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين ( عليهم السلام ) في التوراة منسوبين إلى العدل والفضل ) ؟
فلم يسع رأس الجالوت إلا الإقرار والاعتراف بذلك

ثم أخذ الإمام يتلو في سفر آخر من التوراة ، وقد بهر رأس الجالوت من اطِّلاعِ الإمام ( عليه السلام ) ومن فصاحته وبلاغته ، وتفسيره ما جاء في النبي وعلي وفاطمة والحسنين ( عليهم السلام ) .
فقال رأس الجالوت : والله يا بن محمد ، لولا الرياسَة التي حَصَلَت لي على جميع اليهود لآمنت بأحمد ، واتبعت أمرك
فَوَ الله الذي أنزل التوراة على موسى ، والزبور على داود ، ما رأيت أَقْرَأَ للتوراة والإنجيل والزبور منك ، ولا رأيت أحسن تفسيرا وفصاحة لهذه الكتب منك

وقد استغرقت مناظرة الإمام معهم وقتاً كثيراً حتى صار وقت صلاة الظهر فقام ( عليه السلام ) فصلى بالناس صلاة الظهر ، وانصرف إلى شؤونه الخاصة ، وفي الغد عادَ إلى مجلسه ، وقد جاءوا بجارية رومية لامتحان الإمام ( عليه السلام )
فكلمها الإمام بلغتها ، والجاثليق حاضر ، وكان عارفاً بلغتها
فقال الإمام للجارية : أَيُّما أحب إليك مُحمد ( صلى الله عليه وآله ) أم عيسى ( عليه السلام ) ؟
فقالت الجارية : كان فيما مضى عيسى ( عليه السلام ) أَحَبُّ إليَّ ، لأني لم أكن أعرف محمداً ( صلى الله عليه وآله ) ، وبعد أن عرفت محمداً فهو أحب إلي من عيسى
والتفت لها الجاثليق فقال لها : إذا كنت دخلت في دين محمد ( صلى الله عليه وآله ) فهل تبغضين عيسى ( عليه السلام ) ؟

فأنكرت الجارية كَلامُهُ فقالت : معاذ الله بل أحب عيسى ( عليه السلام ) وأومن به ، ولكن محمداً ( صلى الله عليه وآله ) أحبُّ إليَّ

والتفت الإمام ( عليه السلام ) إلى الجاثليق فطلب منه أن يُتَرجِمَ للجماعة كلام الجارية
فَترجمَهُ لهم ، وطلب الجاثليق من الإمام أن يحاجج مسيحياً من السند له معرفة بالمسيحية ، وصاحب جدل



يا وجيهاً عند الله اشفع لنا عند الله




نسألكم الدعاء

حسين راضي الحسين
21-01-2011, 08:34 AM
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف


http://img.tebyan.net/big/1386/12/55160103158250125127203110972107310616252119.jpg


صحيفة الإمام الرضا ( عليه السلام )



إن من مؤلفات الإمام الرضا ( عليه السلام ) هذه الرسالة الغراء التي سُمِّيت بـ ( صحيفة الرضا ) ، وسمّاها فريق من الرواة بـ ( مُسنَد الإمام الرضا )
وهذه التسمية أقرب إلى وضع الكتاب ، لأنه حوى بعض ما يرويه من الأخبار عن جَدِّه النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وعن آبائه الأئمة الطاهرين ( عليهم السلام )
وقد نص جَمْهَرَة من المحققين على أن هذه الرسالة من مؤلفات الإمام ( عليه السلام )
وعلى أي حال فإن هذه الرسالة من ذخائر النبوة ، وكنوز أهل البيت ( عليهم السلام ) ، ومواريث الأئمة التي بلغت من عُلوِّ الأسناد ذروة الشرف
ونحن ننقل بعض هذه الرسالة عن نسخة طبعت في القاهرة بمطبعة المعاهد بجوار الأزهر سنة ( 1340 هـ ) ، وقد طبعها العلاَّمة عبد الواسع بن يحيى الواسمي ورتَّبها على عشرة أبواب

ونذكر هنا بعض الروايات التي جاءت عن الإمام الرضا ( عليه السلام )

الرواية الأولى : قال ( عليه السلام )

( قال رسول الله : من أنعم الله عليه بنعمَة فليَحمد الله عليها ، ومن استبطأَ الرزقَ فليستغفر الله ، ومن أحزنه أمر فليقل لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم )

الرواية الثانية : قال ( عليه السلام )

( قال رسول الله : الإيمان إقرار باللسان ، ومعرفة بالقلب ، وعمل بالأركان )

الرواية الثالثة : قال ( عليه السلام )

( قال رسول الله : يقولُ الله : مَا من مخلوق يعتصم بمخلوقٍ دوني إلا قطعتُ أسباب السماوات والأرض من دونه ، فان سألني لم أعطِه ، وإن دعاني لم أجبه . وما من مخلوق يعتصم بي من دون خلقي إلا ضمنتُ السماوات والأرض برزقه ، فإن سألني أعطيتُه ، وإن دعاني أجبتُه ، وإن استغفرني غفرتُ له )

الرواية الرابعة : قال ( عليه السلام )

( حدَّثني علي بن الحسين ( عليه السلام ) أنَّ يهوديا سأل علي ابن أبي طالب ( عليه السلام ) قال : أخبرني عمَّا ليس لله ، وعمَّا ليس عند الله ، وعما لا يعلمه الله ؟
فقال علي ( عليه السلام ) : أمَّا مالا يعلمه الله فذلك قولكم يا معشر اليهود : عُزَير ابن الله ، والله لا يعلم له ولداً
وأمَّا ما ليس عند الله فليس عند الله ظلم للعبيد
وأما ما ليس لله فليسَ لله شريك
قال اليهودي : وأنا أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمَّداً رسول الله )

الرواية الخامسة : قال ( عليه السلام )

( قال رسول الله : أفضل الأعمال عند الله إيمان لا شكَّ فيه ، وغزو لا غلول فيه ، وحَج مبرور
وأول من يدخل الجنَّة شهيد ، وعبد مملوك أحسن عبادةَ ربِّه ، ونصح لسيده ورجل عفيف متعفف ذو عيال
وأول من يدخل النار إمام مسلَّط لم يعدل ، وذو ثروة من المال لم يقضِ حقه ، وفقيرٌ فخور )

الرواية السادسة : قال ( عليه السلام )

( قال رسول الله : من حفظ على أمَّتي أربعين حديثاً ينتفعون بها بعثَهُ الله يوم القيامة فقيهاً عالماً )

الرواية السابعة : قال ( عليه السلام )

( قال رسول الله : مَن أفتَى الناس بغيرِ علم لَعَنتْهُ السَّماواتُ والأرض )

الرواية الثامنة : قال ( عليه السلام )

( قال رسول الله : التوكل والتوحيد نصفُ الدين ، واستنزِلُوا الرزقَ من عند الله بالصدقة )

الرواية التاسعة : قال ( عليه السلام )

( قال رسول الله : إن موسى بن عمران سألَ ربَّه فقال : بعيدٌ أنتَ يا رب فأناديك ، أم قريبٌ فأناجيك ؟
فأوحى الله إليه : يا مُوسَى ، أنا جَلِيس من ذَكَرني )

الرواية العاشرة : قال ( عليه السلام )

( قال رسول الله : دعاء أطفالِ أمَّتي مُستَجاب ، مَا لم يقارِفوا الذنوب )

الرواية الحادية عشر : قال ( عليه السلام )

( قال رسول الله : مَن مَرَّ على المقابر وقرأ : ( قُلْ هُوَ اللهُ ) إِحدَى عشرة مرَّة ، ثمَّ وَهبَ أجره للأموات ، أُعطِي لهُ من الأجر بِعدَد الأموات )

الرواية الثانية عشر : قال ( عليه السلام )

( قال رسول الله : الدّعاء سلاحُ المؤمن ، وعِمَاد الدين ، ونُور السَّماوات والأرض ، فَعَليكم بالدّعاء ، وأخلِصوا النية )

الرواية الثالثة عشر : قال ( عليه السلام )

( قال رسول الله : إذا أرادَ أحدكم حاجَة فَليُبَاكر في طَلبِهَا يَوم الخميس ، وليقرأ إذا خرج من منزلِه آخر آل عمران ، وآيةَ الكرسي ، و ( إِنَّا أَنزَلنَاهُ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ ) ، وأمّ الكتاب ، فإنَّ فيها قضاء حوائج الدنيا والآخرة )

الرواية الرابعة عشر : قال ( عليه السلام )

( قال رسول الله : سِتَّة من المُروءة ، ثلاثة منها في الحَضَر ، وثلاثة في السَّفَر ، أمَّا التي في الحضر : فتلاوة القرآن ، وعِمَارة المَساجد ، واتِّخاذ الإخوان في الله ، وأما التي في السفر : فبَذل الزَّاد ، وحُسن الخلق ، والمِزَاح في غير معاصي الله )

الرواية الخامسة عشر : قال ( عليه السلام )

( قال رسول الله : ( اللَّهُمَّ ارحَمْ خُلفَائي ) ثلاث مرات
قيل : يا رسول الله ، من خُلَفاؤك ؟
قال : الذين يأتون من بعدي ويَروُون أحاديثي وسُنَّتي ، ويُعَلِّمونها النَّاس من بعدي )

الرواية السادسة عشر : قال ( عليه السلام )

( قال رسول الله : إنَّ هذا العلم خَزائن الله ، ومفاتيحُه السؤال ، فاسألوا يَرحمُكُم الله ، فإنه يؤجر فيه أربعة : السَّائل والمُعلِّم ، والمُستَمِعُ ، والمُجِيب )

الرواية السابعة عشر : قال ( عليه السلام )

( قال رسول الله : مَن قرأ ( إِذَا زُلزِلَتِ الأَرْضُ ) أربع مَرَّات ، كان كَمَن قَرَأ القرآن كُله )

الرواية الثامنة عشر : قال ( عليه السلام )

( حدَّثني أبي محمد بن علي ( عليهما السلام ) قال :
خَمسة لو دخلتُم فيهنَّ ما قدرتم على مِثلهنَّ :
لا يَخافُ عَبد إلا ذَنبَّه ولا يَرجو إلا ربَّه
ولا يستحي الجاهلُ إذا سُئِل عما لم يعلم أن يقول : الله ورسوله أعلم
ولا يستحي الذي لا يعلم أن يتعلَّم
والصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد ، ولا إيمان لِمَن لا صَبر لَه )

الرواية التاسعة عشر : قال ( عليه السلام )

( حدَّثني الحسين بن علي ( عليهما السلام ) قال :
وُجِد لوحٌ تحت حائطِ مدينة من المدائن مكتوبٌ فيه :
أنا الله لا إله إلا أنا ، ومُحمَّدٌ نَبيِّي ، عجبتُ لمن أيقن بالموت كيف يفرح ؟!! ، وعجبتُ لمن أيقن بالقدر كيف يحزن ؟!! ، وعجبتُ لِمَن اختبر الدنيا كيف يطمئن إليها ؟!! ، وعجبتُ لمن أيقَنَ بالحِسَابِ كيفَ يُذنِب ؟!! )

الرواية العشرون : قال ( عليه السلام )

( قال رسول الله : أتاني مَلَك فقال : يا مُحمَّد ، إن رَبَّك يُقرئُك السَّلام ويقول لك : إن شِئتَ جَعلتُ لكَ بطحاءَ مكَّة ذَهباً
قال : فرفعَ رأسُه إلى السماء فقال : يا رَبِّ ، أشبعُ يوماً فأحمُدُك ، وأجوعُ يوماً فأسألُكَ )



يا وجيهاً عند الله اشفع لنا عند الله




نسألكم الدعاء

حسين راضي الحسين
21-01-2011, 08:41 AM
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف


http://www.imamreza.net/images/gallery/01/01/002.jpg


زهد الإمام الرضا ( عليه السلام )

من ذاتيات الإمام الرضا ( عليه السلام ) وعناصره هو الزهد في الدنيا ، والإعراض عن مباهجها وزينتها

وقد تحدَّث عن زهده محمد بن عباد قال : كان جلوس الرضا ( عليه السلام ) على حصيرة في الصيف ، وعلى مسح في الشتاء ، ولباسه الغليظ من الثياب حتى إذا برز الناس تزيأ

ويقول الرواة : إنه التقى به سفيان الثوري ، وكان الإمام ( عليه السلام ) قد لبس ثوبا من خز ، فأنكر عليه ذلك وقال له : لو لبست ثوبا أدنى من هذا ؟

فأخذ الإمام ( عليه السلام ) يده برفق ، وادخلها في كمه ، فإذا تحت ذلك الثوب مسح ، وقال ( عليه السلام ) له : يا سفيان : الخِزُّ للخلق ، والمسح للحق

فقد كان الزهد من أبرز الذاتيات في خلق الإمام الرضا ( عليه السلام ) ومن أظهر مُكوّناته النفسية

ويجمع الرواة أنه ( عليه السلام ) حينما تقلَّد ولاية العهد لم يحفل بأي مظهر من مظاهر السلطة ، ولم يُقِم لها أيَّ وزنٍ ، ولم يرغب في أي موكبٍ رسمي ، وَكَرِه ( عليه السلام ) مظاهر العَظَمة التي يقيمها الناس لملوكهم

سلوك الإمام الرضا ( عليه السلام )

كان سلوك الإمام الرضا ( عليه السلام ) نموذجاً رائعا لسلوك آبائه ( عليهم السلام ) الذين عُرِفوا بِنُكرَان الذات ، والتَجَرُّدِ عن كل نَزعَة لا تَمُتُّ إلى الحق والواقع بصلة

فقد تميز سلوك الإمام ( عليه السلام ) بالصلابة للحق ومناهضة الباطل

فإنه ( عليه السلام ) كان يأمر المأمون العباسي بتقوى الله تعالى ، وينعى عليه تصرفاته التي لا تتفق مع واقع الدين

وقد ضاق المأمون منه ذرعاً ، فقدم على اقتراف أفظع جريمة وهي اغتيال الإمام ( عليه السلام )

وكانت سلوك الإمام ( عليه السلام ) مع أهل بيته وإخوانه مثالاً آخر للصرامة في الحق ، فمن شَذَّ منهم في تصرفاته عن أحكام الله تعالى جَافَاهُ وابتعد عنه ، وقد حَلفَ أن لا يُكلِّم أخاه زيداً حتى يلقى الله تعالى ، وذلك حينما اقترف أخوه ما خالف شريعة الله

أما سلوك الإمام ( عليه السلام ) مع أبنائه ، فقد تميَّز بأروع ألوان التربية الإسلامية ، خصوصاً مع ولده الإمام الجواد ( عليه السلام )

فكان ( عليه السلام ) لا يَذكُرُه باسمه ، وإنما كان يُكَنِّيه ، فيقول : كتب إليَّ أبو جعفر ، أو : كنتُ كتبتُ إلى أبي جعفر

وكلُّ ذلك لِتَنمية روح العزَّة والكرامة في نفسه



يا وجيهاً عند الله اشفع لنا عند الله




نسألكم الدعاء

حسين راضي الحسين
21-01-2011, 08:47 AM
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف


http://www.imamreza.net/images/gallery/01/02/009.jpg


سخاء الإمام الرضا ( عليه السلام )



لم يكن شيء في الدنيا أحب إلى الإمام الرضا ( عليه السلام ) من الإحسان إلى الناس والبِر بالفقراء ، وقد ذكر المؤرخون بوادر كثيرة من جوده وإحسانه ( عليه السلام ) ، وكان منها ما يلي


أولاً

أنه ( عليه السلام ) أنفق جميع ما عنده على الفقراء حينما كان في خراسان ، وذلك في يوم عرفة
فأنكر عليه الفضل بن سهل ، وقال له : إن هذا المغرم
فأجابه الإمام ( عليه السلام ) : بل هو المغنم ، لا تحدث مغرماً ما ابتغيت به أجراً وكرماً
إنه ليس من المغرم في شيء صِلَة الفقراء والإحسان إلى الضعفاء ابتغاء مرضاة الله تعالى ، وإنما المغرم هو الإنفاق بغير وجه مشروع ، كإنفاق الملوك والوزراء الأموال الطائلة على المغنيين والعابثين

ثانياً

وفد على الإمام الرضا ( عليه السلام ) رجل فَسلَّم عليه وقال له : أنا رجل من مُحبِّيك ومحبِّي آبائك ، ومصدري من الحج ، وقد نفذت نفقتي ، وما معي ما أبلغ مرحلة ، فإن رأيت أن ترجعني إلى بلدي فإذا بلغت تصدقت بالذي تعطيني عنك

فقال ( عليه السلام ) له : اِجلس رحمك الله ، وأَقبلَ على الناس يحدثهم حتى تفرقوا
وبقي هو وسليمان الجعفري ، وحيثمة ، فاستأذن الإمام منهم ودخل الدار ثم خرج ، وَرَدَّ الباب ، وخرج من أعلى الباب ، وقال ( عليه السلام ) : أين الخراساني
فقام إليه فقال ( عليه السلام ) له : خذ هذه المائتي دينار واستعِن بها في مؤنتك ونفقتك ، ولا تتصدق بها عني

فانصرف الرجل مسروراً قد غمرته نعمة الإمام ( عليه السلام ) ، والتفت إليه سليمان فقال له : جُعلت فداك ، لقد أجزلت ورَحِمت ، فلماذا سَترتَ وجهك عنه
فَأجابهُ ( عليه السلام ) : إِنَّما صنعتُ ذلك ، مخافة أن أرى ذُلَّ السؤال في وَجهِهِ لِقضَائِي حاجتَهُ
أما سمعت حديث رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
المُستَتِرُ بالحسنة تعدل سبعين حجة ، والمُذِيعُ بالسيِّئةِ مَخذُول

أما سمعت قول الشاعر

مَتى آَتِهِ يَوماً لأَطلبَ حَاجَةً رَجِعتُ إِلَى أَهلِي وَوَجهِي بِمَائِهِ

ثالثاً

ومن سخائه ( عليه السلام ) أنه إذا أتي بصحفة طعام عَمدَ إلى أطيب ما فيها من طعام ، ووضعه في تلك الصحفة ثم يأمر بها إلى المساكين ، ويتلو هذه الآية :

( فَلا اقْتَحَمَ العَقَبَة ) [ البلد 11 ]

ثم يقول ( عليه السلام ) : علم الله عزَّ وجلَّ أن ليس كلَّ إنسانٍ يقدر على عتق رقبة فجعل له السبيل إلى الجنة

رابعاً

ومن بوادر جوده وكرمه ( عليه السلام ) أنَّ فقيراً قال له : أعطني على قدر مروءتك
فأجابه الإمام ( عليه السلام ) : لا يَسَعَني ذلك
فالتفت الفقير إلى خطأ كلامه فقال ثانياً : أعطني على قدر مروءتي
وقابله الإمام بِبَسَمات فَيَّاضة بالبشر قائلاً : إذن نعم
وأمر ( عليه السلام ) له بمائتي دينار
فإن مروءة الإمام ( عليه السلام ) لا تُعَدُّ ، فلو أَعطَاه ( عليه السلام ) جَميع ما عِندهُ فإن ذلك ليسَ عَلى قدرِ مروءتِهِ ورحمتِهِ التي هي امتداد لِمُروءة جَدِّهِ الرسول الأعظم ( صلى الله عليه وآله )

خامساً

ومن معالي كَرَمِهِ ( عليه السلام ) ما رواه أحمد بن عبيد الله عن الغفاري ، قال : كانَ لِرَجلٍ من آل أبي رافع عليَّ حق فتقاضاني وَأَلَحَّ عليَّ ، فلما رأيت ذلك صليت الصبح في مسجد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ثم توجهت نحو الإمام الرضا ( عليه السلام ) وكان في العريض
فلما قربت من بابه خَرجَ ( عليه السلام ) وعليه قميص ورداء ، فلما نظرت إليه اسْتَحْيَيْتُ منه ، ووقف ( عليه السلام ) لما رآني

فَسَلَّمتُ عليه وكان ذلك في شهر رمضان ، فقلت له : جُعلت فداك ، لِمَولاك عَلَيَّ حقٌّ ، شَهَرَنِي
فأمرني ( عليه السلام ) بالجلوس حتى يرجع ، فلم أَزَل في ذلك المكان حتى صَلَّيتُ المغرب وأنا صائم ، وقد مَضَى بعض الوقت فَهَمَمْتُ بالانصراف

فإذا الإمام ( عليه السلام ) قد طَلَع وقد أحاط به الناس ، وهو يتصدق على الفقراء والمَحُوجِين
ومضيت معه ( عليه السلام ) حتى دخل بيته ، ثم خرج فدعاني فقمت إليه ، وأمرني بالدخول إلى منزله ، فدخلت وأخذت أحدثه عن أمير المدينة ، فلما فرغت من حديثي قال ( عليه السلام ) لي : ما أظُنُّكَ أفطرت بعد
قلتُ : لا

فدعاني ( عليه السلام ) بطعام ، وأمر غُلامه أن يتناول معي الطعام ، ولما فرغت من الإفطار أمرني أن أرفع الوسادة ، وآخذ ما تحتها

فرفعتُها فإذا دنانير ، فوضعتها في كمي ، وأمر بعض غلمانه أن يبلغوني إلى منزلي ، فمضوا معي .
ولما صرت إلى منزلي دعوت السراج ونظرتُ إلى الدنانير فإذا هي ثمانية وأربعون ديناراً
وكان حق الرجل عَلَيَّ ثمانية وعشرين ديناراً ، وقد كُتِبَ على دينار منها أن حَقَّ الرجل عليك ثمانية وعشرين ديناراً ، وما بقي فهو لك

وهذه بعض بوادر كرمه ( عليه السلام ) ، وهي تُنمِ عن نفس خُلقَت للإحسان والبر والمعروف


يا وجيهاً عند الله اشفع لنا عند الله




نسألكم الدعاء

حسين راضي الحسين
21-01-2011, 09:16 AM
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف



http://www.aljamri.org/Cards/W-emam%288%29-1423.jpg



أقوال الشعراء


أبو فراس الحمدانيّ

باؤوا بقتل الرضـا مِن بَعد بيعتِه وأبصروا بعض يوم رُشدَهم وعَمُوا

عصابة شَقِيت من بعد ما سـعدت ومعشر هلكوا من بعد مـا سلموا

لابيعةً ردعتهـم عـن دمـائهـمُ ولا يـمينَ ولا قـربـى ولاذِمـمُ


ابونؤاس

قِيل لي: أنت أفصح الناس طُرّاً في فنونٍ من الـكـلام النـبـيهِ

لك من جوهر الـكـلام بـديع يُثمر الدرَّ في يدَي مُـجـتنـيهِ

فـعلامَ تركتَ مدحَ ابن مـوسى والخـصالِ التي تجمّعن فـيـهِ

قلتُ: لاأستطيـع مـدح إمـامٍ كـان جـبريل خادمـاً لأبـيـهِ


الصاحب بن عبّاد

يا زائـراً سـائـراً إلى طوسِ مشهدِ طُهر وأرض تـقـديسِ

أبلغْ سلامي الرضا وحطَّ على أكرم رمسٍ لخيـر مـرموسِ

واللهِ واللهِ حَـلـفــةً صدرت عن مخلص في الولاء مغموسِ

إنّي لو كـنت مـالكـاً إربـي كان بطوسٍ الـغـنّاء تعريسي

يابن النبيّ الذي به قـصم الـ ـلّهُ ظهورَ الجبابـر الشـوسِ

وابنَ الوصيّ الذيّ تقدّم في الـ ـفضل على البُزل الـقناعيسِ

وحائز الفضل غـير منـتقَص ولابس المـجـد غير تلبيـسِ

أنـتـم حبال اليقين أعلَـقهـا ما وصل الـعـمر حبل تنفيسِ

إنّ ابن عـبّادٍ استجار بـكـم فما يخاف الليوثَ في الخيسِ

كونوا يا سـادتـي وسـائلَـه يفسحْ له اللهُ في الفـراديـسِ

كم مدحة فيكم يـحبّــرهـا كـأنّـهـا حُـلّة الطواويـسِ


الشيخ عليّ القطيفي

قُل في الرضا ما شئتَ من مِـدَحٍ فلستَ تبلغ ما إن عشتَ أقصاها

وكيف تبلغها والدهـر متّـصـل يُنْبيك آخرُها عـن ذكْر أُولاها؟!

هذي فضائله كـالشمـس طالعة لم يَعْشُ عن ضوئها إلاّ الذي تاها

فإنّه من كرام طاهـريـن لـقـد صفّى ذواتَهمُ الباري وزكّـاهـا

وأذهبَ الرجسَ عنهم لايلمّ بـهم عيب ونقص وحاشاهم وحاشاها

وإنّهم فُلْك نوحٍ فاز راكـبـهـا وخاب تاركها والنارَ يصـلاهـا

صلّى عليهم إلهُ الخـلقِ ماتُليت في فضلهم مِدَحٌ في الذكْرِ أبداها


عليّ بن عبدالله الخوافي


يـا أرضَ طوس سقاكِ الله رحمته، ماذا حويتِ من الخيرات يا طوسُ؟!

طابـت بـقاعـكِ في الدنيا وطيّبها شخصٌ ثوى بـ سنـا آبادَ مرموسُ

شخص عزيز على الإسلام مصرعه في رحمة الله مغمور ومـغموسُ

يـا قـبرَه أنت قبر قد تضمّـنـه حـلم وعلـم وتـطهير وتقديـسُ

فـخـراً فـانّـك مغـبوط بجثّته وبالملائكة الأبـرار مـحـروسُ

في كلّ عصر لنا منكم إمام هدىً فرَبعه آهِلٌ مـنـكـم ومـأنـوسُ

أمست نـجـوم سـماء الدين آفلةً وظلّ أُسْد الشَّرى قد ضمّها الخيسُ

غـابت ثمانية منـكـم وأربـعـة تُرجى مـطـالعُها ما حنّت العِيسُ

حـتّى متى يظهر الحقُّ المنير بكم والحقّ في غيركم داجٍ ومطموسُ؟!



يا وجيهاً عند الله اشفع لنا عند الله




نسألكم الدعاء

حسين راضي الحسين
21-01-2011, 09:23 AM
http://naqa.jeeran.com/photos/1358498_l.jpg



إمامة الرضا (ع)

إستلم الإمام الرضا (ع) منصب الإمامة الفعلية في ظروف صعبة وأحداث مريرة عاش خلالها محنة والده وهو يتكبّد مرارة السجون والإرهاب في مواجهة انحراف السلطة. ويبذل نفسه الشريفة ثمناً للإصلاح والتصحيح.. كما واجه الإمام الرضا (ع) مشكلة الواقفة الذين شكّلوا خطراً على قضية الإمامة بادّعائهم توقفها عند الإمام الكاظم (ع) فانكروا إمامة الرضا (ع) فكاتبهم (ع) فلم يرتدوا، وكان السبب الحقيقي لاتخاذهم هذ الموقف هو طمعهم بالأموال الشرعية التي كانوا وكلاء عليها من قبل الإمام الكاظم (ع) ولذلك لم يلبث أن ظهرت حقيقتهم إلى العراء ورجع أكثرهم إلى الحق

مناقب الإمام (ع)

عُرف الإمام الرضا (ع) بملازمة كتاب الله فكان يختمه في ثلاثة أيام، وكان دائم التهجد والدعاء كسيرة ابائه الكرام، ورغم وفرة الأموال التي كانت تحت يده فقد جسّد في حياته العامة والخاصة المثال الأعلى والنموذج الفريد في الزهد والتواضع والإخلاص كما كان يشارك الضعفاء والمساكين طعامهم ويقيم لهم الموائد ويعطف على الفقراء. وبالإضافة إلى ذلك كان الإمام (ع) مفزعاً يأوي إليه العلماء وملجأ يقصده رواد العلم والمعرفة وحصناً يردّ عن الدين شبهات الزنادقة وأضاليل الغلاة كما كانت له مناظرات ومحاورات مع علماء الفقه والكلام تركت أثراً طيباً في تدعيم الدين وتثبيت قواعد الشريعة وأصول التوحيد

الإمام (ع) وهارون الرشيد

كان هارون الرشيد قد وصل إلى حد الإعياء ولم يفلح في احتواء الإمام الكاظم (ع). لذلك قرّر تصفيته جسدياً، هذا الإرهاب العباسي لم يمنع إمامنا الرضا (ع) من متابعة نهج والده الإصلاحي في مقاومة الفساد والظلم ونشر الإسلام وبث الوعي، ولذلك تخوّف عليه أصحابه من بطش هارون الرشيد، فأجابهم الإمام بأن رسول الله (ص) قال: "إن أخذ أبو الجهل من رأسي شعرة فاشهدوا أني لست بنبي وأنا أقول لكم: إن أخذ هارون من رأسي شعرة فاشهدوا أني لست بإمام" ومات الرشيد دون أن يجرؤ على مسّ شعرة من رأس الإمام (ع)


الأوضاع السياسية في عصر الامام (ع)

عاصر الامام علي بن موسى الرضا (ع) هارون الرشيد عشر سنوات ثم ابنه الأمين ثم المأمون وقد اتسمت تلك الفترة بالقسوة والظلم والإرهاب وممارسة أشر أنواع التنكيل والتعذيب بحق أبناء البيت العلوي (ع)، ولكن ذلك لم يمنع من خروج الثورات العلوية المتلاحقة ضد الحكم العباسي الظالم

ففي عصر المأمون وحده قام خمسة أو ستة من العلويين بثورات مضادة للحكم العباسي. وكان العباسيون لا يرحمون في سبيل المحافظة على كرسي الخلافة حتى ولو كان الثائر الخارج عليهم عبَّاسياً ومن أتباعهم وأنصارهم. ولذا نراهم قد نكّلوا بأبي مسلم الخراساني وقاموا بتصفية البرامكة رغم الخدمات الكبيرة التي قدّمها هؤلاء لهم

ولاية العهد

دعت الثورات العلوية المتتالية المأمون الذي قتل أخاه الأمين في حرب دامية من أجل كرسي الخلافة أن يأمر بإحضار الإمام الرضا (ع) من المدينة إلى (مرو) بصحبة جماعة من العلويين، ليعرض عليه الخلافة في مجلس حاشد وبعد أن يرفض الإمام (ع) هذا العرض، يطلب منه أن يقبل على الأقل بولاية العهد، مصراً على ذلك إلى درجة التهديد بالقتل. فماذا كان حافزه من وراء هذا العرض؟

يذكر العلماء أن الأسباب السياسية التالية كانت وراء اتخاذه مثل هذا الموقف:

1- كسب ولاء أهل خراسان الذين كانت لهم ميول شديدة باتجاه التشيّع وموالاة أهل البيت(ع)

2- محاولة إرضاء العلويين وتهدئتهم وسحب مبررات الثورة والتمرّد من أيديهم ولذلك قام المأمون بإصدار عفو عام عن جميع العلويين

3- تجريد الإمام من سلاحه بإعطائه منصباً في النظام الحاكم وتشويه سمعته بذلك لاسقاطه من قلوب الموالين له

4- استخدام الإمام كورقة ضغط بوجه العباسيين الذين وقفوا مع الأمين في حربه ضد المأمون

5- الحصول على اعتراف ضمني من الإمام بشرعية تصرفات المأمون. ومن وراءه إعتراف العلويين بشرعية السلطة العباسية

6- عزل الإمام عن قواعده الموالية والمتزايدة. ووضعه تحت المراقبة الدقيقة.. والأمن من خطره


ردّ فعل الإمام (ع) على ولاية العهد


واجه الإمام (ع) العرض المشوب بالتهديد بالامتناع والرفض، ولكن إصرار المأمون على ذلك وصل إلى درجة التهديد بالقتل، فاقتضت المصلحة أن يوافق الإمام (ع) بالعرض ولكن بشرط: أن لا يُولِّي أحداً ولا يعزل أحداً ولا ينقض رسماً ويكون في الأمر من بعيد مشيراً

ومن خلال هذا الشرط الصريح الذي اشترطه لقبول ولاية العهد أي عدم المشاركة في الحكم، كان سلوك الإمام المثالي يمثل ضربة لكل خطط المأمون ومؤامراته حيث لم يتأثر بزخارف الحكم وبهارجه بل كان يتصرف بطريقة مخالفة لتصرفات أصحاب الحكم والسلطان، وفي ذلك إدانة واضحة للمأمون وأتباعه. وبذلك استطاع الإمام أن يجعل من ولاية العهد ولاية صورية وشكلية كما استطاع بما أوتي من حكمة من إفراغ المشروع العباسي من مضمونه والحيلولة دون إسباغ الشرعية على خلافة المأمون عن طريق عدم المشاركة في الحكم، وأن لا يتحوّل إلى شاهد زور لتجاوزات الحكم

ولم تفلح محاولات المأمون في النيل من مكانة الإمام (ع) فأخذ يجمع له العلماء من أقاصي البلاد ويأمرهم بتهيئة أصعب المسائل وأشكلها ليقطع حجّة الإمام ويشوه سمعته بذلك. وفي هذا المجال يقول أبو الصلت أحد العلماء انذاك: "فلما لم يظهر منه أي الإمام(ع) للناس إلاّ ما ازداد به فضلاً عندهم ومحلاً في نفوسهم جلب عليه المتكلمين من البلدان طمعاً في أن يقطعه واحد منهم فيسقط محله عند العلماء فكان لا يكلمه خصم من اليهود والنصارى والمجوس والصابئين والبراهمة والملحدين والدهرية ولا خصم من فرق المسلمين المخالفين له إلاّ قطعه وألزمه الحجة



يا وجيهاً عند الله اشفع لنا عند الله




نسألكم الدعاء

حسين راضي الحسين
21-01-2011, 09:31 AM
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف



http://www8.0zz0.com/2009/02/12/18/853728199.jpg



من كرامات الامام علي بن موسى الرضا (ع)

يعقوب موسى مقدَّم، 13 سنة ـ من أردبيل

من كتاب: خواطر الزيارة، ص 91

نشر: مؤسسة التنمية الفكرية للأطفال واليافعين


الطبيب العجيب

أنا ابنة فلاّح، اُساعد أبي دائماً في أعمال المزرعة صيفاً وشتاءً. وبسبب كثرة مباشرتي للرطوبة في الزراعة أُصيبت رِجلاي ـ قبل حوالي 8 سنوات ـ بالشلل من الركبة إلى القدم.. وصرت فتاة مُقعَدة مطروحة في زاوية من البيت

حاول أبي وأمّي كل ما يمكن لمعالجتي. لم يَبقَ طبيب إلاّ وذهبنا إليه.. حتّى قطعنا الأمل. حزن أبي وأمي كثيراً وهما يشاهدان زهرتهما تذبل دون أن يقدرا على فعل شيء، وعاشا في أذى وعذاب

في أحد الأيّام.. رحنا من القرية إلى زيارة الإمام الرضا عليه السّلام في مشهد. كان الوقت تقريباً عصر يوم الجمعة لمّا وصلنا إلى الحرم. وفي الصحن المزدحم بالناس.. حاولت بمشقة أن أصل إلى صنبور الماء. توضأت.. وذهبت إلى داخل الحرم

وبعد أن عَيَّنت لي أمي مكاناً أجلس فيه.. وقفَتْ تصلّي صلاة الزيارة، ثمّ أخذتْ تدعو وتبكي بقلب منكسر. كانت تبكي من كلّ قلبها، وتطلب من الإمام الرضا الشفاء لجميع المرضى.. حتّى إنّي بكيت لبكائها. كان أبي إلى جانبي، وكانت هي تبكي وتبكي حتّى الساعة الثامنة ليلاً

أمّا أنا .. فبعد الصلاة دعوتُ لأمي من كلّ قلبي كما علّمتني هي. وأقسمتُ على الإمام بابنه الجواد ألاّ يردّ أمّي خائبة

بكيتُ عند قبر الإمام الرضا.. حتّى تعبتُ من البكاء، وأخذني النوم وقلبي كلّه حسرة وهمّ. بعد قليل عطشتُ في الحلم وطلبت ماء، لكن لا أحد هناك يأتيني بماء. نظرت هنا وهناك فيما حولي فلم أجد مَن أقول له ليأتي بماء. وبكيت في الحلم. وعندما أخذت أبكي.. فجأة جاء رجل جميل الطول والوجه، وقف عند رأسي وقال:

ـ لماذا تبكين يا ابنتي ؟

ذهلت لرؤية جماله النوراني وعظَمته البهيّة. إنّه الإمام الرضا عليه السّلام. ثمّ قلت:
ـ أريد ماء.. لكن لا أحد يأتيني بماء. ورِجلاي مشلولتان لا أستطيع أن أذهب لأشرب
أعطاني الإمام ماءً، ثمّ قال:

ـ رِجلاك سالمتان يا ابنتي، تستطيعين أن تتحرّكي
وفي لحظة.. غاب عن نظري، فتألمت كثيراً لأنّه ذهب. ومن شدّة ألمي استيقظتُ من نومي. كانت أمي عند رأسي تذرف دموع الشوق. قالت لي:
ـ في النوم كنتِ يا ابنتي مُشرقة الوجه إلى حدّ أنّي خِفت.. وكان يفوح منك عطر ماء الورد

لا أدري بأيّ لسان حكيتُ لأمّي ما رأيت. ونظرتُ إلى رِجليّ.. فإذا هما سالمتان.. لا أثر للشلل. أمي صرخَتْ من الفرح، وأخذت تشكر الإمام الرضا. اجتمعت حولنا النساء يقبّلْنني ويأخذن من ملابسي للتبرّك بها. ولشدّة زحام النساء حولي.. حملتني عدد منهنّ، وأخذنني إلى غرفة من غرف الصحن. ثمّ جئن لي بملابس وقبّلنني أنا وأمّي وقدّمن لنا التهاني

بكت أمّي من الفرح، وأمسكتْ بيدي وأنا واقفة على قدمين كأنهما لم تعرفا الشلل قبل ذلك. ورحت أقدّم شكري للإمام الرضا الذي فتح باب الأمل والسعادة لنا نحن مُحبّيه البائسين

ثماني سنوات مرّت على ذلك، وما لي طبيب دائماً غير إمامي الرضا. كلّما تكون عندي مشكلة أحكيها لإمامي الذي ليس لي لحلّ المشكلات أحد غيره



يا وجيهاً عند الله اشفع لنا عند الله




نسألكم الدعاء

حسين راضي الحسين
21-01-2011, 09:39 AM
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف




http://www.aljamri.org/Cards/w-emam%288%29-1424.jpg





من كرامات الامام علي بن موسى الرضا (ع)




علي رضا العارفي ـ 12 سنة، طهران

من كتاب: خواطر الصلاة ص 6

نشر مؤسسة التنمية الفكرية للأطفال واليافعين


حدثت معجزة


أريد أن أحكي لكم أفضل وأروع ذكرى لي في مشهد المقدسة
كان عمري 8 سنوات لمّا كنت في أحد الأيّام ألعب في الطريق مع ابنة الجيران. وما أدري كيف حدث أن صدمتني سيارة حمل. أبي وأمي نَقَلاني بسرعة إلى المستشفى. وعندما رجعتُ إلى الوعي وفتحت عيني لم أقدر أن أرى شيئاً! نعم، فقدت بصري بسبب ضربة السيارة. ولمّا ذكر الدكتور هذا لأمي اغتمّت كثيراً، وتوسّلت بالدكتور أن يفعل أي شيء من أجل عينيّ. لكن الدكتور قال:

ـ لا يمكن عمل شيء.. إلاّ إذا حدثت معجزة

ولهذا بعد خمسة أشهر ـ حينما تحسّنت حالتي العامّة قليلاً ـ ألحَّتْ أمي على أبي أن نذهب إلى مشهد المقدسة لزيارة الإمام الرضا عليه السّلام؛ لأنّ أبي ما كان يقدر أن يأخذ إجازة طويلة من مكان عمله. وعلى أي حال.. وبعد الترجّي حصل أبي على إجازة لمدة أسبوع، وذهبنا إلى مشهد

عندما وصلنا إلى مشهد.. استأجر أبي لنا غرفة. وضعنا فيها أغراضنا، ثم توجّهنا أنا وأبي وأمي كلّنا إلى حرم الإمام. كانت أمي قد ضمّتني إلى جانبها وهي تُدخلني إلى الداخل


أنا ما كنت أرى، لكن أحسستُ أن الحرم كان كثير الازدحام؛ لأنّ أمّي ما أوصلتْني قرب ضريح الإمام الرضا عليه السّلام إلاّ بمشقّة وعناء. وهناك أخذتْ تبكي وتبكي، وبكيتُ أنا أيضاً. أمي كانت تخاطب الإمام بهمس وتقول باكية:

ـ أيّها الإمام الثامن، أريد منك شفاء ابنتي

طيلة سبعة أيّام كانت أمي تُمسك بي وتدخلني إلى الحرم صباحاً وليلاً، متوسّلة بالإمام عليه السّلام لشفائي. ولمّا تمّ الأسبوع جاء وقت العَودة. لكن أمي ـ حتّى آخر اللحظات الباقية على رجوعنا من مشهد ـ كانت تبكي وتتضرّع

ورجعنا من الزيارة إلى منزلنا... ورجع كلّ شيء كما كان قبل السفر: تبكي أمي عند الصلاة، وعندما تشتغل في المنزل، وفي كلّ مكان تكون فيه.. طالبةً شفائي، حتّى ضَعُفتْ ومَرِضتْ، فنقَلَها أبي إلى المستشفى. وفي المستشفى قال الدكتور:

ـ لازم تستريح ولا تنشغل بالهم، وإلاّ فإنّها تقضي على نفسها

انقضت 3 سنوات في عذاب وألم. بعدها عزمنا على السفر إلى مشهد للمرة الثانية لزيارة الإمام الرضا عليه السّلام. واضطرّ أبي أيضاً إلى أخذ إجازة من عمله.. وبدأنا السفر

وعندما وصلنا إلى مشهد.. شعرتُ أنّ كلّ مكان هنا ممتلئ بالعطر. في البداية استأجرنا مكاناً للسكن
وقلت لأمي:
ـ ماما.. أريد أن أروح إلى الحرم الآن، فهل تأخذينني ؟
قالت أمي:
ـ طبعاً آخذك

ثمّ ذهبتُ أنا وأمي إلى مرقد الإمام الرضا عليه السّلام.. حيث زُرنا. وهناك اتّخذتُ لي مكاناً قرب الضريح الطاهر.. وبدأتُ أبكي وأطلب من الإمام الرضا أن يشفيني. قلت:

ـ أيها الإمام الرضا.. لا ينكسر قلبي مرة ثانية
بعد لحظات.. شعرتُ أنّ شخصاً يناديني ويقول:
ـ قُومي، أنتِ شُفيتِ
لا.. لم أقدر أن أُصدِّق. لكن.. نعم، أنا شُفيت. عيوني التي فقدتُها قد عادت إليّ! آه يا ربّي.. ماذا أرى ؟! عيوني تنفتح! لقد تحقّق الأمل. أردت في هذه اللحظة أن أصيح وأقول:
ـ أيها الإمام الرضا، أيها الإمام الثامن.. أشكرك، أنا شاكرة لك. أنا الآن أرى كلّ شيء: أُمّي وأبي والناس والمكان والأطفال.. كلّهم كلّهم أراهم!
ثمّ صِحتُ:
ـ ماما.. ماما.. أنا أرى، أنا شفيت!
وعلى أثر صيحتي.. أسرعَتْ أمي إليّ وقالت:
ـ ما بِك يا ماما ؟! لماذا صِحتِ ؟!

لمّا قلت لها: إني شفيت، لم تصدّق. ثم أخذت تبكي من الفرح بكاء لا أستطيع وصفه. نعم، بعد 3 سنوات أشرق نور الأمل في عينيّ من جديد. وأتمنّى الشفاء لكل مريض

هذه خلاصة لأفضل ذكرياتي التي لا أنساها أبداً. بالمعجزة بدأت حياتي من جديد والآن قد مرّت على هذه الواقعة العجيبة 3 سنوات


يا وجيهاً عند الله اشفع لنا عند الله




نسألكم الدعاء

حسين راضي الحسين
21-01-2011, 09:48 AM
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف


http://www.imamreza.net/images/gallery/01/02/004.jpg




كرامات الإمام علي الرضا ( ع )


يتميّز الأئمة ( عليهم السلام ) بارتباطٍ خاصٍّ بالله تعالى وعالَم الغيب ، بسبَبِ مقامِ العصمة والإمامة ، ولَهُم - مثل الأنبياء - معاجزٌ وكرامَاتٌ تؤيِّد ارتباطهم بالله تعالى ، وكونَهم أئمّة

وللإمام الرضا ( عليه السلام ) معاجزٌ وكراماتٌ كثيرةٌ ، سجَّلَتْها كتبُ التاريخ ، ونذكر هنا بعضاً منها

الكرامة الأولى

عن علي بن ميثم عن أبيه ، قال : سمعت أبي يقول : سمعت نجمة أم الرضا ( عليه السلام ) تقول : لما حملت بابني الرضا لم أشعر بثقل الحمل ، وكنت أسمع في منامي تسبيحاً وتهليلاً وتحميداً من بطني فيهولني ، فإذا انتبهت لم أسمع ، فلمّا وضعته وقع على الأرض واضعاً يده على الأرض ، رافعاً رأسه ويحرّك بشفتيه ويتكلّم

الكرامة الثانية

عن إبراهيم بن موسى القزّاز ، قال : ألححت على الرضا ( عليه السلام ) في شيء طلبته منه ، فخرج يستقبل بعض الطالبيين ، وجاء وقت الصلاة فمال إلى قصر هناك ، فنزل تحت شجرة بقرب القصر ، وأنا معه وليس معنا ثالث ، فقال : ( أذّن ) ، فقلت : ننتظر يلحق بنا أصحابنا

فقال : ( غفر الله لك ، لا تؤخرن صلاة عن أوّل وقتها إلى آخر وقتها من غير علّة عليك أبداً بأوّل الوقت ) ، فأذّنت وصلينا ، فقلت : يا ابن رسول الله ، قد طالت المدّة في العدة التي وعدتنيها ، وأنا محتاج وأنت كثير الشغل ، لا أظفر بمسألتك كل وقت ، قال : فحكّ بسوطه الأرض حكّاً شديداً ، ثمّ ضرب بيده إلى موضع الحك ، فأخرج سبيكة ذهب

فقال : ( خذها إليك ، بارك الله لك فيها ، وانتفع بها ، واكتم ما رأيت ) ، قال : فبورك لي فيها حتّى اشتريت بخراسان ما كان قيمته سبعين ألف دينار ، فصرت أغنى الناس من أمثالي هناك

الكرامة الثالثة

قال أبو إسماعيل السندي : سمعت بالسند أنّ لله في العرب حجّة ، فخرجت منها في الطلب ، فدللت على الرضا ( عليه السلام ) فقصدته ، فدخلت عليه وأنا لا أحسن من العربية كلمة ، فسلّمت بالسندية ، فرد عليّ بلغتي ، فجعلت أكلّمه بالسندية وهو يجيبني بالسندية ، فقلت له : إنّي سمعت بالسند أنّ لله حجّة في العرب ، فخرجت في الطلب ، فقال بلغتي : ( نعم أنا هو ) ، ثمّ قال : ( فسل عمّا تريد )

فسألته عمّا أردته ، فلمّا أردت القيام من عنده ، قلت : إنّي لا أحسن من العربية شيئاً ، فادع الله أن يلهمنيها ، لأتكلم بها مع أهلها ، فمسح يده على شفتي ، فتكلّمت بالعربية من وقتي

الكرامة الرابعة

عن أبي الصلت الهروي ـ كان خادماً للإمام الرضا ( عليه السلام ) ـ قال : أصبح الرضا ( عليه السلام ) يوماً ، فقال لي : ( أدخل هذه القبّة التي فيها هارون ، فجئني بقبضة تراب من عند بابها ، وقبضة من يمنتها ، وقبضة من يسرتها ، وقبضة من صدرها ، وليكن كل تراب منها على حدته ) ، فصرت إليها فأتيته بذلك ، وجعلته بين يديه على منديل ، فضرب بيده إلى تربة الباب ، فقال : ( هذا من عند الباب ؟ ) قلت : نعم

قال : ( غداً تحفر لي في هذا الموضع ، فتخرج صخرة لا حيلة فيها ) ، ثمّ قذف به ، وأخذ تراب اليمنة ، وقال : ( هذا من يمنتها ؟ ) قلت : نعم ، قال : ( ثمّ تحفر لي في هذا الموضع ، فتظهر نبكة لا حيلة فيها ) ، ثمّ قذف به ، وأخذ تراب اليسرة ، وقال : ( ثمّ تحفر لي في هذا الموضع ، فتخرج نبكة مثل الأولى ) ، وقذف به

وأخذ تراب الصدر ، فقال : ( وهذا تراب من الصدر ، ثمّ تحفر لي في هذا الموضع ، فيستمر الحفر إلى أن يتم ، فإذا فرغ من الحفر فضع يدك على أسفل القبر ، وتكلّم بهذه الكلمات ... ، فإنّه سينبع الماء حتّى يمتلئ القبر ، فتظهر فيه سميكات صغار ، فإذا رأيتها ، ففتت لها كسرة ، فإذا أكلتها خرجت حوتة كبيرة ، فابتلعت تلك السميكات كلّها ، ثمّ تغيب ، فإذا غابت فضع يدك على الماء ، وأعد الكلمات ، فإنّ الماء ينضب كلّه ، وسل المأمون عنّي أن يحضر وقت الحفر ، فإنّه سيفعل ليشاهد هذا كلّه )

ثمّ قال ( عليه السلام ) : ( الساعة يجئ رسوله فاتبعني ، فإن قمت من عنده مكشوف الرأس فكلّمني بما تشاء ، وإن قمت من عنده مغطّى الرأس فلا تكلّمني بشيء ) ، قال : فوافاه رسول المأمون ، فلبس الرضا ( عليه السلام ) ثيابه ، وخرج وتبعته ، فلمّا دخل إلى المأمون وثب إليه ، فقبّل بين عينيه ، وأجلسه معه على مقعده ، وبين يديه طبق صغير فيه عنب ، فأخذ عنقوداً قد أكل نصفه ، ونصفه باق ، وقد كان شربه بالسم ، وقال للرضا ( عليه السلام ) : حمل إليّ هذا العنقود فاستطبته ، فأكلت منه ، وتنغصّت به أن لا تأكل منه ، فأسألك أن تأكل منه

قال : ( أو تعفيني من ذلك ؟ ) ، قال : لا والله ، فإنّك تسرنّي بما تأكل منه ، قال : فاستعفاه ثلاث مرّات ، وهو يسأله بمحمّد وعلي أن يأكل منه ، فأخذ منه ثلاث حبّات فأكلها ، وغطّى رأسه ونهض من عنده ، فتبعته ولم أكلّمه بشيء حتّى دخل منزله ، فأشار إليّ أن أغلق الباب فأغلقته ، وصار إلى مقعد له فنام عليه ، وصرت أنا في وسط الدار ، فإذا غلام عليه وفرة ظننته ابن الرضا ( عليه السلام ) ، ولم أكن قد رأيته قبل ذلك ، فقلت : يا سيدي الباب مغلق فمن أين دخلت ؟

فقال : ( لا تسأل عمّا لا تحتاج إليه ) ، وقصد إلى الرضا ( عليه السلام ) ، فلمّا بصر به الرضا ( عليه السلام ) وثب إليه ، وضمّه إلى صدره ، وجلسا جميعاً على المقعد ، ومد الرضا ( عليه السلام ) الرداء عليهما ، فتناجيا طويلاً بما لم أعلمه

ثمّ امتد الرضا ( عليه السلام ) على المقعد ، وغطّاه محمّد بالرداء ، وصار إلى وسط الدار ، فقال : ( يا أبا الصلت ) ، قلت : لبيك يا ابن رسول الله ، قال : ( أعظم الله أجرك في الرضا ، فقد مضى ) ، فبكيت قال : ( لا تبك هات المغتسل والماء لنأخذ في جهازه ) ، فقلت : يا مولاي الماء حاضر ، ولكن ليس في الدار مغتسل إلاّ أن يحضر من خارج الدار ، فقال : ( بل هو في الخزانة ) ، فدخلتها فوجدت فيها مغتسلاً لم أره قبل ذلك ، فأتيته به وبالماء

ثمّ قال : ( تعال حتّى نحمل الرضا ( عليه السلام ) ) ، فحملناه على المغتسل ، ثمّ قال : ( اغرب عنّي ) ، فغسّله هو وحده ، ثمّ قال : ( هات أكفانه والحنوط ) ، قلت : لم نعد له كفناً ، فقال : ( ذلك في الخزانة ) ، فدخلتها فرأيت في وسطها أكفاناً وحنوطاً لم أره قبل ذلك ، فأتيته به فكفّنه وحنّطه

ثمّ قال لي : ( هات التابوت من الخزانة ) ، فاستحييت منه أن أقول : ما عندنا تابوت ، فدخلت الخزانة ، فوجدت فيها تابوتاً لم أره قبل ذلك ، فأتيته به فجعله فيه ، فقال : ( تعال حتّى نصلّي عليه ) ، وصلّى بي وغربت الشمس ، وكان وقت صلاة المغرب ، فصلّى بي المغرب والعشاء ، وجلسنا نتحدّث ، فانفتح السقف ، ورفع التابوت

فقلت : يا مولاي ليطالبني المأمون به فما تكون حيلتي ؟ قال : ( لا عليك فإنّه سيعود إلى موضعه ، فما من نبي يموت في مغرب الأرض ، ولا يموت وصي من أوصيائه في مشرقها إلاّ جمع الله بينهما قبل أن يدفن ) ، فلمّا مضى من الليل نصفه أو أكثر ، إذا التابوت قد رجع من السقف حتّى استقر مكانه ، فلمّا صلّينا الفجر قال لي : ( افتح باب الدار ، فإنّ هذا الطاغية يجيئك الساعة ، فعرّفه أنّ الرضا ( عليه السلام ) قد فرغ من جهازه )

قال : فمضيت نحو الباب ، فالتفت فلم أره ، فلم يدخل من باب ، ولم يخرج من باب ، قال : وإذا المأمون قد وافى ، فلمّا رآني قال : ما فعل الرضا ؟ قلت : أعظم الله أجرك في الرضا ، فنزل وخرق ثيابه وسفى التراب على رأسه ، وبكى طويلاً ، ثمّ قال : خذوا في جهازه ، قلت : قد فرغ منه ، قال : ومن فعل به ذلك ؟ قلت : غلام وافاه لم أعرفه ، إلاّ أنّي ظننته ابن الرضا

قال : فاحفروا له في القبّة ، قلت : فإنّه يسألك أن تحضر موضع الحفرة ، قال : نعم أحضروا كرسياً فجلس عليه ، وأمر أن يحفر له عند الباب ، فخرجت الصخرة ، فأمر بالحفر في يمنة القبّة ، فخرجت النبكة ، ثمّ أمر بذلك في يسرتها ، فظهرت النبكة الأخرى ، فأمر بالحفر في الصدر ، فاستمر الحفر ، فلمّا فرغ منه وضعت يدي على أسفل القبر ، وتكلّمت بالكلمات ، فنبع الماء وظهرت السميكات ، ففتتت لها كسرة خبز فأكلتها ، ثمّ ظهرت السمكة الكبيرة فابتلعتها كلّها وغابت ، فوضعت يدي على الماء وأعدت الكلمات ، فنضب الماء كلّه ، وانتزعت الكلمات من صدري من ساعتي ، فلم أذكر منها حرفاً واحداً

فقال المأمون : يا أبا الصلت الرضا أمرك بهذا ؟ قلت : نعم ، قال : فما زال الرضا يرينا العجائب في حياته ، ثمّ أراناها بعد وفاته ، فقال للوزير : ما هذا ؟ قال : ألهمت أنّه ضرب لكم مثلاً بأنّكم تتمتّعون في الدنيا قليلاً مثل هذه السميكات ، ثمّ يخرج واحد منهم فيهلككم

فلمّا دفن ( عليه السلام ) قال لي المأمون : علّمني الكلمات ؟ قلت : والله انتزعت من قلبي فما أذكر منها حرفاً ، وبالله لقد صدّقته فلم يصدّقني ، وتوعدني بالقتل إن لم أعلمه إياها ، وأمر بي إلى الحبس ، فكان في كل يوم يدعوني إلى القتل ، أو تعليمه ذلك ، فأحلف له مرّة بعد أخرى كذلك سنة ، فضاق صدري فقمت ليلة جمعة فاغتسلت وأحييتها راكعاً وساجداً وباكياً ومتضرّعاً إلى الله في خلاصي ، فلمّا صليت الفجر إذا أبو جعفر بن الرضا ( عليه السلام ) قد دخل إليّ

وقال : ( يا أبا الصلت ضاق صدرك ؟ ) قلت : إي والله يا مولاي ، قال : ( أمّا لو فعلت قبل هذا ما فعلته الليلة ، لكان الله قد خلّصك كما يخلّصك الساعة ) ، ثمّ قال : ( قم ) ، فقلت : إلى أين ؟ والحرّاس على باب السجن ، والمشاعل بين أيديهم ؟ قال : ( قم ، فإنّهم لا يرونك ، ولا تلتقي معهم بعد يومك هذا ) ، فأخذ بيدي وأخرجني من بينهم ، وهم قعود يتحدّثون ، والمشاعل بين أيديهم فلم يرونا ، فلمّا صرنا خارج السجن

قال : ( أي البلاد تريد ؟ ) قلت : منزلي بهراة ، قال : ( أرخ رداءك على وجهك ، وأخذ بيدي ) ، فظننته حوّلني عن يمنته إلى يسرته ، ثمّ قال لي : ( اكشف وجهك )


فكشفته ، فلم أره ، فإذا أنا على باب منزلي فدخلته ، فلم ألتق مع المأمون ، ولا مع أحد من أصحابه إلى هذه الغاية

الكرامة الخامسة

روى أبو عبد الله البرقي عن الحسن بن موسى بن جعفر ، قال : خرجنا مع أبي الحسن ( عليه السلام ) إلى بعض أمواله في يوم لا سحاب فيه ، فلمّا برزنا قال : ( حملتم معكم المماطر ؟ ) قلنا : وما حاجتنا إلى المماطر ؟ وليس سحاب ، ولا نتخوّف المطر ، قال : ( لكنّي قد حملته ، وستمطرون )

قال : فما مضينا إلاّ يسيراً حتّى ارتفعت سحابة ، ومطرنا حتّى أهمتنا أنفسنا ، فما بقي منّا أحد إلاّ ابتل غيره




يا وجيهاً عند الله اشفع لنا عند الله




نسألكم الدعاء

حسين راضي الحسين
21-01-2011, 09:56 AM
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف



http://www.imamreza.net/images/gallery/01/02/009.jpg




كرامات الإمام علي الرضا ( ع )


يتميّز الأئمة ( عليهم السلام ) بارتباطٍ خاصٍّ بالله تعالى وعالَم الغيب ، بسبَبِ مقامِ العصمة والإمامة ، ولَهُم - مثل الأنبياء - معاجزٌ وكرامَاتٌ تؤيِّد ارتباطهم بالله تعالى ، وكونَهم أئمّة

وللإمام الرضا ( عليه السلام ) معاجزٌ وكراماتٌ كثيرةٌ ، سجَّلَتْها كتبُ التاريخ ، ونذكر هنا بعضاً منها




الكرامة السادسة

عن الحسن بن علي بن يحيى ، قال : زوّدتني جارية لي ثوبين ملحمين ، وسألتني أن أحرم فيهما ، فأمرت الغلام فوضعهما في العيبة ، فلمّا انتهيت إلى الوقت الذي ينبغي أن أحرم فيه دعوت بالثوبين لألبسهما ، ثمّ اختلج في صدري ، فقلت : ما أظنّه ينبغي أن أحرم فيهما ، فتركتهما ولبست غيرهما .
فلمّا صرت بمكّة ، كتبت كتاباً إلى أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، وبعثت إليه بأشياء كانت معي ، ونسيت أن أكتب إليه أسأله عن المحرم هل يلبس الملحم ؟ فلم ألبث أن جاءني الجواب بكل ما سألته عنه ، وفي أسفل الكتاب : ( لا بأس بالملحم أن يلبسه المحرم )

الكرامة السابعة

قال علي بن الحسين بن يحيى : كان لنا أخ يرى رأي الإرجاء ، يقال له : عبد الله ، وكان يطعن علينا ، فكتبت إلى أبي الحسن ( عليه السلام ) أشكو إليه ، وأسأله الدعاء ، فكتب إليّ : ( سترى حاله إلى ما تحب ، وأنّه لن يموت إلاّ على دين الله ، وسيولد له من أم ولد له فلانة غلام )

قال علي بن الحسين بن يحيى : فما مكثنا إلاّ أقل من سنة حتّى رجع إلى الحق ، فهو اليوم خير أهل بيتي ، وولد له بعد كتاب أبي الحسن من أم ولده تلك غلام

الكرامة الثامنة

قال سليمان بن جعفر الجعفري : كنت مع الرضا ( عليه السلام ) في حائط له ، وأنا أحدّثه إذ جاء عصفور فوقع بين يديه ، وأخذ يصيح ويكثر الصياح ويضطرب ، فقال لي : ( تدري ما يقول هذا العصفور ؟ ) قلت : الله ورسوله وابن رسوله أعلم

قال : ( قال إنّ حيّة تريد أن تأكل فراخي في البيت ، فقم فخذ تلك النسعة ، وادخل البيت ، واقتل الحيّة ) ، قال : فقمت وأخذت النسعة ، فدخلت البيت ، وإذا حيّة تجول في البيت ، فقتلتها

الكرامة التاسعة

قال الحسن بن علي بن فضّال : إنّ عبد الله بن المغيرة ، قال : كنت واقفياً ، وحججت على تلك الحالة ، فخلج في صدري بمكّة شيء ، فتعلّقت بالملتزم ، ثمّ قلت : اللهم قد علمت طلبتي وإرادتي ، فأرشدني إلى خير الأديان ، فوقع في نفسي أن آتي الرضا ( عليه السلام ) ، فأتيت المدينة ، فوقفت ببابه ، فقلت للغلام : قل لمولاك رجل من أهل العراق بالباب ، فسمعت نداءه وهو يقول : ( أدخل يا عبد الله بن المغيرة ) ، فدخلت ، فلمّا نظر إليّ قال : ( قد أجاب الله دعوتك ، وهداك لدينه ) ، فقلت : أشهد أنّك حجّة الله على خلقه

الكرامة العاشرة

عن بكر بن صالح ، قال : قلت للرضا ( عليه السلام ) : امرأتي أخت محمّد بن سنان ، بها حمل فادع الله أن يجعله ذكراً ، قال : ( هما اثنان ) ، قلت في نفسي : هما محمّد وعلي بعد انصرافي ، فدعاني بعد فقال : ( سم واحداً علياً والأخرى أم عمر )

فقدمت الكوفة ، وقد ولد لي غلام وجارية في بطن ، فسمّيت كما أمرني ، فقلت لأمّي : ما معنى أم عمر ؟ فقالت : إنّ أمّي كانت تدعى أم عمر

الكرامة الحادية عشرة


عن عبد الله بن سوقة ، قال : مر بنا الرضا ( عليه السلام ) ، فاختصمنا في إمامته ، فلمّا خرج خرجت أنا وتميم بن يعقوب السرّاج من أهل برقة ، ونحن مخالفون له ، نرى رأي الزيدية ، فلمّا صرنا في الصحراء ، فإذا نحن بظباء ، فأومئ أبو الحسن ( عليه السلام ) إلى خشف منها ، فإذا هو قد جاء حتّى وقف بين يديه ، فأخذ أبو الحسن يمسح رأسه ، ودفعه إلى غلامه ، فجعل الخشف يضطرب لكي يرجع إلى مرعاه ، فكلّمه الرضا بكلام لا نفهمه فسكن

ثمّ قال : ( يا عبد الله ، أو لم تؤمن ؟ ) قلت : بلى يا سيّدي ، أنت حجّة الله على خلقه ، وأنا تائب إلى الله ، ثمّ قال للظبي : ( اذهب إلى مرعاك ) ، فجاء الظبي وعيناه تدمعان ، فتمسح بأبي الحسن ( عليه السلام ) ورغى

فقال أبو الحسن ( عليه السلام ) : ( تدري ما يقول ؟ ) قلنا : الله ورسوله وابن رسوله أعلم ، قال : ( يقول دعوتني فرجوت أن تأكل من لحمي فأجبتك ، وحزنتني حين أمرتني بالذهاب )





يا وجيهاً عند الله اشفع لنا عند الله




نسألكم الدعاء

حسين راضي الحسين
21-01-2011, 10:05 AM
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف


http://alfahaal.jeeran.com/Toos_2004.jpg




النسَب الشريف


الإمام عليّ الرضا عليه السّلام ينحدر عن سلالة طاهرة تتّصل بالنبوّة والإمامة الإلهيّة وتمتّد متشعّبةً في بيوت الأوصياء والأولياء، ومَن كانوا مِن قبلُ على دين الحنيفيّة وملّةِ إبراهيم خليلِ الرحمن عليه السّلام

الأب

أبوه الإمام موسى بن جعفر الكاظم سلامُ الله عليه.. الذي لم يطق أعداؤه صبراً على مدحه:
فذاك قاتله هارون العبّاسيّ يشير إليه ويقول لابنه المأمون: هذا إمام الناس، وحجّة الله على خلْقه، وخليفته على عباده... موسى بن جعفر إمام حق. والله يا بُنيّ، إنّه لأحقّ بمقام رسول الله صلّى الله عليه وآله منّي ومن الخلق جميعاً، واللهِ لو نازعتَني هذا الأمر لأخذتُ الذي فيه عيناك، فإنّ المُلك عقيم

وقال له مرّةً أخرى: يا بُنيّ! هذا وارث علم النبيّين، هذا موسى بن جعفر، إن أردت العلم الصحيح فعند هذا

ونُقل عنه كذلك أنّه قال: هذا وارث علوم الأوّلين والآخِرين، فإن أردت علْماً حقّاً فعند هذا

ويأتي بعد ذلك المؤرّخون والرجاليّون ومدوّنو السِّيَر.. فلا يجدون في أنفسهم إلاّ إعجاباً به وإجلالاً له، ولا يملكون عن الثناء عليه أقلامهم:

• فأبوعليّ الخلاّل ـ شيخ الحنابلة ـ يقول: ما همّني أمر فقصدت قبر موسى بن جعفر فتوسّلت به، إلاّ وسهّل الله تعالى لي ما أُحبّ
• وأبو حاتم يقول فيه: ثقة صدوق، إمام من أئمّة المسلمين
• والنسّابة يحيى بن الحسن يقول فيه: يُدعى العبد الصالح، من عبادته واجتهاده
• والذهبيّ ـ رغم تعصّبه ـ يكتب: كان موسى بن جعفر من أجواد الحكماء، ومن العبّاد الأتقياء
• وابن الجوزيّ هو الآخر يكتب: كان يُدعى العبد الصالح؛ لقيامه بالليل، وكان كريماً حليماً، إذا بلغه عن رجل أنّه يؤذيه بعث إليه بمال

• وذاك ابن حجر ينصّ على أنّه وارث أبيه الصادق عليه السّلام علماً ومعرفة، وكمالاً وفضلاً، ثمّ يقول: سُمّي بـ «الكاظم» لكثرة تجاوزه وحلمه، وكان معروفاً عند أهل العراق بـ(باب قضاء الحوائج عند الله)، وكان أعبدَ أهل زمانه، وأعلمهم وأسخاهم

• وإذا جئتَ إلى كمال الدين محمّد بن طلحة الشافعيّ سمعتَه يقول في الإمام الكاظم عليه السّلام: هو الإمام الكبير القدْر، العظيم الشأن، الكثير التهجّد، الجادّ في الاجتهاد، المشهود له بالكرامات، المشهور بالعبادة، المواظب على الطاعات، يبيت الليلَ ساجداً وقائما، ويقطع النهار متصدّقاً وصائما، ولفرط حلمه وتجاوزه عن المعتدين عليه دُعي كاظما.. ويُعرف في العراق بـ ( باب الحوائج إلى الله )، لنُجح مطالب المتوسّلين إلى الله به. كراماته تَحار منها العقول، وتقضي بأنّ له عند الله تعالى قدمَ صِدق لا يزول

• أمّا ابن الصبّاغ المالكيّ فيمضي قلمه بلا تعثّر فيدوّن هذه العبارات: وأمّا مناقبه وكراماته الظاهرة، وفضائله وصفاته الباهرة، فتشهد له بأنّه افترع قبّة الشرف وعَلاها، وسما إلى أوج المزايا فبلغ عُلاها، وذُلّلت له كواهل السيادة فامتطاها، وحكم في غنائم المجد فاختار صفاياها فأصفاها

ولا تقف عند أحد من كتّاب التاريخ إلاّ ورأيته يصدع بالمدح لا يتردّد فيه، وكان منهم: الخطيب البغدادي (تاريخ بغداد 28:13)، وابن الجوزيّ (صفة الصفوة 103:2) وسبط ابن الجوزيّ (تذكرة خواصّ الأمّة 196)، وأحمد بن يوسف الدمشقيّ القرمانيّ (أخبار الدول 112)، والشبلنجيّ (نور الأبصار 218)، ومحمّد بن الصبّان (إسعاف الراغبين ـ هامش نور الأبصار 226)، وابن عنبة (عمدة الطالب 196)، والشبراويّ الشافعيّ (الإتحاف بحبّ الأشراف 54)، وخير الدين الزركليّ الذي وصفه بالقول: كان من سادات بني هاشم، ومن أعبد أهل زمانه، وأحد كبار العلماء الأجواد.(الأعلام 270:8).. وغيرهم كثير

الأجداد

وإذا أردنا أن نتعرّف على الآباء، فهُمُ: الأئمّة الطاهرون، والحجج الأوصياء المعصومون، ولاة أمر الله، وخزنة علم الله، وخلفاء رسول الله. نور الله وأركان الأرض، والعلامات والآيات، وهم الراسخون في العلم والمتوسّمون. ومن وردت الأحاديث الشريفة الوافرة من طرق المسلمين جميعاً بالنصّ على إمامتهم على لسان النبيّ الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم بأمرٍ من الله «جَلّ وعلا».. من ذلك:
• قوله صلّى الله عليه وآله: إنّ وصيّي

عليّ بن أبي طالب، وبعده سبطايَ الحسنُ و الحسين، تتلوه تسعةُ أئمّةٍ من صُلب الحسين.. إذا مضى الحسين فابنه عليّ، فإذا مضى عليّ فابنه محمّد، فإذا مضى محمّد فابنه جعفر، فإذا مضى جعفر فابنه موسى [أي الكاظم]، فإذا مضى موسى فابنه عليّ [أي الرضا]





يا وجيهاً عند الله اشفع لنا عند الله




نسألكم الدعاء

حسين راضي الحسين
21-01-2011, 10:11 AM
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف



http://www.wlidk.com/upfiles/GZj11817.jpg


سلالة العصمة


ومن هنا نعلم أنّ الإمام الرضا عليه السّلام ينتمي إلى شجرة النبوّة، وبيت الرسالة والوحي، ويتّصل بأهل بيت النبيّ صلّى الله عليه وآله بلا واسطة، وإنّما مباشرةً عن طريق آبائه الأبرار، فهو ابن موسى الكاظم، ابن جعفر الصادق، ابن محمّد الباقر، ابن عليّ السجّاد زين العابدين، ابن الإمام السبط الشهيد أبي عبدالله الحسين، ابن سيّد الأوصياء عليّ أمير المؤمنين، ابن أبي طالب، بن عبدالمطّلب.. ومن هذا الأصل فأُمُّه الصدّيقة الطاهرة فاطمة بنت سيّد الخلق محمّد بن عبدالله، عليه أفضل الصلاة والسّلام وأزكاهما وعلى آلهِ الميامين

وهذا النسب أشرفُ الأنساب وأزكاها وأسماها، إذ ينتمي الإمام عليّ بن موسى الرضا عليه السّلام إلى أشرف سلالة وأطهرها وأكثرها بركة. والحديث المشهور بـ «حديث سلسلة الذهب» (لاحظ العنوان في هذه الشبكة) قد وقف الكثير أمامَ سنده الشريف ـ وفيه أسماء الأئمّة عليهم السّلام ـ وقفةَ إجلال وتقديس؛ لأنّ رواته كلّهم أولياءُ معصومون، أزكياء مخلَصون، ينتهون بالنسب والحسَب إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله، فجاءت كلمات المحدّثين تقول: لو قُرئ هذا الإسناد على مجنون لبرئ من جنونه

وقالوا هذا حديث مشهور برواية الطاهرين، عن أبائهم الطيّبين. وكان بعض السلف من المحدّثين إذا روى هذا الإسناد قال: لو قُرئ هذا الإسناد على مجنون لأفاق. وقال آخر: لو قرأتَ هذا الإسناد على مجنون لبرئ من جِنّته. وكم كاتب كتب حديث سلسلة الذهب تعظيماً واحتراماً وإجلالاً لسنده ومتنه!
والحديث الشريف برواية الإمام الرضا عليه السّلام ينقله عن آبائه ونسبه الأقدس فيقول: سمعت أبي موسى بنَ جعفر يقول: سمعت أبي جعفرَ بن محمّد يقول: سمعت أبي محمّدَ بن عليّ يقول: سمعت أبي عليَّ بن الحسين يقول: سمعت أبي الحسين بن عليّ يقول: سمعت أبي أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب يقول: سمعت النبيّ صلّى الله عليه وآله يقول: سمعت الله عزّوجلّ يقول: لا إله إلاّ الله حصني، فمَن دخل حصني أمِنَ منْ عذابي

وهذه السلالة الطاهرة هي التي قال فيها رسول الله صلّى الله عليه وآله ـ: كما نقل ابن عباس ـ: أنا وعليّ والحسن والحسين، وتسعة من ولد الحسين.. مطهَّرون معصومون

وهي النسب للإمام عليّ بن موسى الرضا عليه السّلام من جهة الأب

الأمّ

أمّا أُمّه عليه السّلام فقد وردت لها عدّة أسماء، سابقة على اقترانها بالإمام الكاظم عليه السّلام، ولاحقة
قيل: اسمها (سَكَن النُّوبيّة) أو (سكنى). وقيل: لقبها شقراء النُّوبيّة
وقيل: اسمها (أروى)
وقيل: اسمها (سُمان)
وقيل: (الخيزران المُرْسيّة)

وقيل: (نجمة) لمّا كانت بِكْراً واشترتها (حميدة المصفّاة) أمّ الإمام الكاظم عليه السّلام، إذ ذكرت أنّها رأت في المنام رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول لها: يا حميدة، هَبي نجمةَ لابنك موسى، فإنّه سيُولَد لها خيرُ أهل الأرض. فوهبتها له، فلمّا ولدت له الرضا عليه السّلام سمّاها (الطاهرة)

وأخيراً: (تُكْتَم). قيل: هو آخر أسمائها، وعليه استقرّ اسمها حين صارت عند أبي الحسن موسى الكاظم عليه السّلام. ودليل ذلك قول الصوليّ يمدح الإمام عليّ بن موسى الرضا عليه السّلام:

ألاَ إنّ خـيـرَ النـاسِ نـفْساً ووالداً
ورهطـاً وأجـداداً علـيُّ الـمعظَّـمُ
أتـتـنا به للعلـمِ والحِلْـمِ ثـامنــاً
إماماً ـ يؤدّي حجّةَ اللهِ ـ تُكْتَمُ

وأمّا كُنيتها فـ: (أُمّ البنين)

قصّتها

روي في شأن اقتران هذه المرأة الطاهرة الصالحة قصّتان:

الأولى ـ

أنّ حميدة المصفّاة ـ وهي زوجة الإمام الصادق عليه السّلام، وأُمّ الإمام الكاظم عليه
السّلام، وكانت من أشراف العجم ـ قالت لابنها موسى عليه السّلام: يا بُنيّ! إنّ تُكْتَم جارية ما رأيتُ قطّ أفضل منها، ولست أشكّ أنّ الله تعالى سيطهّر نسلها إن كان لها نسل، وقد وهبتُها لك، فاستوصِ بها خيرا

الثانية ـ

وهي الأشهر والأوثق، يرويها هشام بن أحمد فيقول: قال لي أبو الحسن الأوّل [أي الكاظم] عليه السّلام: هل علمتَ أحداً من أهل المغرب قَدِم ؟ قلت: لا، قال: بلى، قد قدم رجل من أهل المغرب المدينة، فانطلِقْ بنا

فركب وركبت معه، حتّى انتهينا إلى الرجل، فإذا رجلٌ من أهل المغرب معه رقيق، فقلت له: إعرضْ علينا. فعرض علينا سبع جوارٍ، كلّ ذلك يقول أبو الحسن عليه السّلام: لا حاجة لي فيها. ثمّ قال:

اعرضْ علينا، فقال: ما عندي إلاّ جارية مريضة، فقال: ما عليك أن تَعرضها ؟! فأبى عليه، فانصرف.
ثمّ أرسلني من الغد فقال لي: قل له: كم كان غايتك فيها ؟ فإذا قال لك كذا وكذا، فقل له: قد أخذتُها

فأتيته فقال: ما كنت أُريد أن أُنقصها من كذا وكذا، فقلت: قد أخذتها. قال: هي لك، ولكن أخبِرْني: مَن الرجل الذي كان معك بالأمس ؟ قلت: رجل من بني هاشم، قال: من أيّ بني هاشم ؟ فقلت: ما عندي أكثر من هذا، فقال: أُخبرك أنّي لمّا اشتريتها من أقصى المغرب فلقيتْني امرأة من أهل الكتاب فقالت:

ما هذه الوصيفة معك ؟ قلت: اشتريتها لنفسي، فقالت: ما ينبغي أن تكون هذه عند مِثْلك! إنّ هذه الجارية ينبغي أن تكون عند خير أهل الأرض، فلا تلبث عنده قليلاً حتّى تلد غلاماً له لم يُولد بشرق الأرض ولا غربها مثلُه

قال هشام بن أحمد: فأتيته بها، فلم تلبث عنده إلاّ قليلاً حتّى ولدت له الرضا عليه السّلام

وكان من دلائل إمامة موسى الكاظم عليه السّلام أنّه لمّا اشترى (تُكْتَم) جمع قوماً من أصحابه ثمّ قال لهم: واللهِ ما اشتريتُ هذه الأمَة إلاّ بأمر الله ووحيه. فسُئل عن ذلك، فقال: بينا أنا نائم إذ أتاني جدّي وأبي ومعهما شِقّة حرير، فنَشَراها فإذا قميص وفيه صورة هذه الجارية، فقالا: يا موسى، ليكوننَّ من هذه الجارية خيرُ أهل الأرض بعدك

ثمّ أمرني إذا ولدتُه أن أسميّه (عليّاً)، وقالا لي: إنّ الله تعالى يُظهِر به العدل والرأفة، طوبى لمن صدّقه، وويلٌ لمَن عاداه وجحده وعانده!

خصالها

أجمع أصحاب السيرة أن (تُكْتَم) رضوان الله تعالى عليها امرأة صالحة عابدة، تتحلّى بأسمى مكارم الأخلاق، وكانت في غاية العفّة والأدب

وقد ذكرها الشيخ سليمان القندوزيّ الحنفيّ بقوله: وكانت من أفضل النساء في عقلها ودينها، وإعظامِها لمولاتها حميدة، حتّى أنّها ما جلست بين يديها منذ مَلَكتْها؛ إجلالاً لها

ولابدّ أن تكون هكذا أُمّهات الأئمّة عليهم السّلام، لأنّ الأئمّة هم أشرف الخَلْق، ينحدرون من أصلاب شامخة وأرحام مطهّرة، آباؤهم وأُمّهاتهم من الموحِّدين، لم تدنّسهمُ الجاهليّة بأنجاسها، ولم تُلبِسْهم من مُدْلَهِمّات ثيابها



يا وجيهاً عند الله اشفع لنا عند الله




نسألكم الدعاء

حسين راضي الحسين
21-01-2011, 02:20 PM
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف



أدعيته




http://www.dumistan.org/dumistan4/redah/alradda1.png



من دعاء له ( عليـه إلـسـلآم )


بسم الله الرحمن الرحيم ، سبحان الله كما ينبغي لله

والحم دلله كما ينبغي لله، ولا إله إلا الله كما ينبغي لله

والله أكبر كما ينبغي لله ، ولا حول ولا قوة إلا بالله

وصلى الله على محمد و أهل بيته

وصلى الله على جميع المرسلين والنبيين حتى يرضى الله


من دعاء له ( عليـه السـلآم ) في قنوته


الفزع ، الفزع إليك يا ذا المحاضرة

والرغبة الرغبة إليك يا من به المفاخرة

وأنت اللهم مشاهد هواجس النفوس

ومراصد حركات شيء منه موضعه بعلمه

سبحان من يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور

وليس كمثله شيء وهو السميع البصير


ومن دعاء له ( عليـه السـلآم ) في القنوت أيضاً


رب إغفر وارحم ، وتجاوز عما تعلم

إنك أنت الأعز الأجل الأكرم)


ومن دعاء له ( عليـه السـلآم ) أيضاً


يا من لا شبيه له ولا مثال له

أنت الله لا إله إلا أنت

ولا خالق إلا أنت

تغني المخلوقين وتبقى أنت

حلمت عمن عصاك وفي المغفرة رضاك


ومن دعاء له ( عليـه السـلآم ) في سجوده


لك الحمد إن أطعتك

ولا حجة لي إن عصيتك

ولا صنع لي ولا لغيري في إحسانك

ولا عذر لي إن أسأت

ما اصابني من حسنة فمنك يا كريم

إغفر لمن في مشارق الأرض

ومغاربها من المؤمنين والمؤمنات


دعاؤه (عليـه السـلآم ) في سجدة الشكر


روى سليمان بن جعفر قال

دخلنا على الإمام وهو ساجد في سجدة الشكر

فأطال سجوده ، ثم رفع رأسه

فسألوه عن إطالة سجوده فأخبرهم أنه دعا بهذا الدعاء

وحثهم عليه ، وأمرهم بكتابته ، فكتبوه وهذا نصه

اللهم إلعن اللذين بدلا دينك وغيرا نعمتك، واتهما رسولك

وخالفا ملتك وصدا عن سبيلك ، وكفرا آلاءك

وردا عليك كلامك واستهزءا برسولك

وقتلا ابن نبيك ، وحرفا كتابك

وجحدا آياتك وجلسا في مجلس لم يكن لهما بحق

وحمله الناس على أكتاف آل محمد

اللهم العنهما لعناً يتلو بعضه بعضاً

واحشرهما وأتباعهما إلى جهنم زرقا

وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي

إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون

وقال تعالى

لا تقنطوا من رحمة الله


ومن أدعيته (عليـه السـلآم ) دعاء يرد به ظلم الظالمين


بسم الله الرحمن الرحيم

يا من لا شبيه له ولا مثال

أنت الله لاإله إلا أنت

ولا خالق إلا أنت تُغني المخلوقين

وتبقى ، أنت حلمت عمن عصاك وفي المغفرة رضاك


ومن أدعيته( عليـه السـلآم ) دعاء بطلب الأمن والإيمان قال


يا من دلني على نفسه ، وذلل قلبي بتصديقه

أسألك الأمن والإيمان في الدنيا والآخرة


ومن أدعيته ( عليـه السـلآم ) دعاء يطلب فيه الإنقياد الكامل إلى الله تعالى قال


اللهم أعطني الهدى وثبتني عليه

واحشرني عليه آمناً أمن من لاخوف عليه

ولا حزن ولا جزع

إنك أهل التقوى ، وأهل المغفرة





نسألكم الدعاء

حسين راضي الحسين
21-01-2011, 02:33 PM
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف



http://www.ardebili.org/img/Event/ImamReza.jpg


اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضا الْمُرْتَضَى

الاِْمامِ التَّقِيِّ النَّقِيِّ وَحُجَّتِكَ عَلى مَنْ فَوْقَ الاَْرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الثَّرى

الصِّدّيقِ الشَّهيدِ، صَلاةً كَثيرَةً تامَّةً زاكِيَةً مُتَواصِلَةً مُتَواتِرَةً مُتَرادِفَةً

كَاَفْضَلِ ما صَلَّيْتَ عَلى اَحَد مِنْ اَوْلِيائِكَ

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ يَا بْنَ رَسُولِ اللهِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ

اَشْهَدُ اَنَّكَ الاِْمامُ الْهادي وَالْوَلِيُّ الْمُرْشِدُ

اَبْرَأُ اِلَى اللهِ مِنْ اَعْدائِكَ، وَاَتَقَرَّبُ اِلَى اللهِ

بِوِلايَتِكَ صَلَّى اللهُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ



اللهم ثبتنا على ولايتهم وارزقنا زيارته في الدنيا وشفاعته في الآخرة



نسألكم الدعاء

حسين راضي الحسين
21-01-2011, 03:08 PM
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف



http://www.alshirazi.net/monasabat/monasabat/39alshirazi.net.jpg


مكارم أخلاق الإمام الرضا عليه السلام


عن إبراهيم بن العباس الصولي قال


1- ما رأيت أبا الحسن الرضا (عليه السلام) جفا أحداً بكلمة قط

2- ولا رأيته قطع على أحد كلامه حتى يفرغ منه

3- وما رد أحداً عن حاجة يقدر عليها

4- ولا مد رجليه بين يدي جليس له قط

5- ولا اتكأ بين يدي جليس له قط

6- ولا رأيته شتم أحداً من مماليكه ومواليه قط

7- ولا رأيته تفل

8- ولا رأيته يقهقه في ضحكه قط ، بل كان ضحكه التبسم

9- وكان إذا خلا ونصب مائدته أجلس معه على مائدته مماليكه ومواليه حتى البواب والسائس

10- وكان عليه السلام قليل النوم بالليل كثير السهر ، يحيى أكثر لياليه من أولها إلى الصبح

11- وكان كثير الصيام فلا يفوته صيام ثلاثة أيام في الشهر ويقول ذلك صوم الدهر

12- وكان عليه السلام كثير المعروف والصدقة في السر ، وأكثر ذلك يكون منه في الليالي المظلمة
فمن زعم أنه رأى مثله في فضله فلا تصدق


المصدر: عيون أخبار الرضا ج2 ص197 باب 44



يا وجيهاً عند الله اشفع لنا عند الله


نسألكم الدعاء

حسين راضي الحسين
21-01-2011, 05:00 PM
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف



http://www.imamreza.net/images/monasebat/arb/ta-imamreza.jpg


من نور الإمام الرضا عليه السلام


العقل والجهل


قال الإمام الرضا (ع)


«صديق كل امرئ عقله، وعدوه جهله»


مما يبغضه الله


قال (ع)


«إن الله يبغض القيل والقال وإضاعة المال وكثرة السؤال»


كيف أصبحت


قيل له (ع) كيف أصبحت؟ فقال (ع)


«أصبحت بأجل منقوص، وعمل محفوظ، والموت في رقابنا، والنار من ورائنا، ولا ندري ما يفعل بنا»


الرضا بالقليل


قال (ع)


«من رضي من الله عز وجل بالقليل من الرزق رضي منه بالقليل من العمل»


من بكى علينا


قال (ع)


«من تذكّر مصابنا فبكى وأبكى لم تبك عينه يوم تبكي العيون، ومن جلس مجلساً يحيا فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب»


البكاء على الحسين (ع)


قال (ع)


«فعلى مثل الحسين فليبك الباكون، فإنّ البكاء عليه يحطّ الذّنوب العظام»


ثم قال (ع)

«كان أبي (ع) إذا دخل شهر المحرّم لا يرى ضاحكاً وكانت الكآبة تغلب عليه حتّى يمضي منه عشرة أيّامٍ، فإذا كان يوم العاشر كان ذلك اليوم يوم مصيبته وحزنه وبكائه، ويقول: هو اليوم الّذي قتل فيه الحسين (ع) »


زيارة قبر أبي (ع)


قال (ع)


«من زار قبر أبي ببغداد كمن زار قبر رسول اللّه (ص) وقبر أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) إلا أنّ لرسول اللّه ولأمير المؤمنين (صلوات الله عليها) فضلهما»


مما ينفي الفقر


قال (ع)


«إسراج السّراج قبل أن تغيب الشّمس ينفي الفقر»


ما بين الطلوعين


قال (ع) في قول اللّه عزّ وجلّ: فالمقسّمات أمراً


«الملائكة تقسّم أرزاق بني آدم ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشّمس، فمن ينام فيما بينهما ينام عن رزقه»

التكبيرات الخمس


عن الحسين بن النضر قال: قال الرضا (ع) : «ما العلّة في التّكبير على الميّت خمس تكبيراتٍ؟».
قال: رووا أنّها اشتقّت من خمس صلواتٍ


فقال (ع)


«هذا ظاهر الحديث، فأمّا في وجهٍ آخر فإنّ اللّه فرض على العباد خمس فرائض: الصّلاة والزّكاة والصّوم والحجّ والولاية، فجعل للميّت من كلّ فريضةٍ تكبيرةً واحدةً، فمن قبل الولاية كبّر خمساً، ومن لم يقبل الولاية كبّر أربعاً، فمن أجل ذلك تكبّرون خمساً ومن خالفكم يكبّر أربعاً»


شاب المنظر


عن أبي الصلت الهروي قال: قلت للرضا (ع)


ما علامة القائم فيكم إذا خرج؟ قال (ع)


«علامته أن يكون شيخ السن شاب المنظر، حتى أن الناظر إليه ليحسبه ابن أربعين سنة ودونها، وإن من علاماته أن لا يهرم بمرور الأيام والليالي حتى يأتيه أجله»


إقبال القلوب وإدبارها


قال (ع)


«إنّ للقلوب إقبالا وإدباراً ونشاطاً وفتوراً، فإذا أقبلت بصرت وفهمت، وإذا أدبرت كلّت وملّت، فخذوها عند إقبالها ونشاطها، واتركوها عند إدبارها وفتورها»


من آداب المعاشرة


قال (ع)


«لا تبذل لإخوانك من نفسك ما ضرّه عليك أكثر من نفعه لهم»


ثمانية من قضاء الله


قال (ع)


«ثمانية أشياء لا تكون إلا بقضاء الله وقدره: النوم واليقظة والقوة والضعف والصحة والمرض والموت والحياة»


بل قد نجا


قال (ع)


«قيل لرسول الله (ص) : يا رسول الله، هلك فلان، يعمل من الذنوب كيت و كيت، فقال رسول الله (ص) : بل قد نجا، ولا يختم الله تعالى عمله إلا بالحسنى، وسيمحو الله عنه السيئات ويبدلها له حسنات، إنه كان مرة يمر في طريق عرض له مؤمن قد انكشف عورته، وهو لا يشعر فسترها عليه، ولم يخبره بها مخافة أن يخجل، ثم إن ذلك المؤمن عرفه في مهواه فقال له: أجزل الله لك الثواب وأكرم لك المآب ولا ناقشك الحساب، فاستجاب الله له فيه، فهذا العبد لا يختم له إلا بخير بدعاء ذلك المؤمن، فاتصل قول رسول الله (ص) بهذا الرجل، فتاب وأناب، وأقبل إلى طاعة الله عز وجل، فلم يأت عليه سبعة أيام حتى أغير على سرح المدينة، فوجه رسول الله (ص) في أثرهم جماعة، ذلك الرجل أحدهم، فاستشهد فيهم»



يا وجيهاً عند الله اشفع لنا عند الله


نسألكم الدعاء

حسين راضي الحسين
21-01-2011, 05:16 PM
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف




http://www.jannatalhusain.info/2009//uploads/images/JannatAlhusain-e4af41bbae.jpg

السلام عليك يا شمس الشموس وأنيس النفوس

السلام عليك يا ثامن الأئمة وضامن الجنة

أيها الغريب المقتول المسموم المدفون بأرض طوس

يا من سلمت عليه المنارة ورأسها معكوس

السلطان أبي الحسن يا علي بن موسى الرضا المرتضى

الراضي بالقدر والقضا

السلام عليك وعلى أبنائك الكرام وأجدادك العظام

السلام عليك وعلى أخيك القاسم

وأختك فاطمة المعصومة جميعاً ورحمة الله وبركاته

وفقنا الله سيدي في الدنيا زيارتك

ولا حرمنا في الآخرة شفاعتك وصلى الله على خير

خلقه محمد وآله الطيبين الطاهرين


مأجورين بالمصاب الجلل وتعازينا لولي العصر روحي له الفداء


يا وجيهاً عند الله اشفع لنا عند الله




نسألكم الدعاء

محـب الحسين
22-01-2011, 07:46 PM
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وسَهِّلْ مَخْرَجَهُمْ والعَنْ أعْدَاءَهُم
السلام عليك يا شمس الشموس وأنيس النفوس
السلام عليك يا ثامن الأئمة وضامن الجنة
أيها الغريب المقتول المسموم المدفون بأرض طوس
يا من سلمت عليه المنارة ورأسها معكوس
السلطان أبي الحسن يا علي بن موسى الرضا المرتضى الراضي بالقدر والقضا
السلام عليك وعلى أبنائك الكرام وأجدادك العظام السلام عليك وعلى أخيك القاسم وأختك
فاطمة المعصومة جميعاً ورحمة الله وبركاته
وفقنا الله سيدي في الدنيا زيارتك، ولا حرمنا في الآخرة شفاعتك

أعظم الله لكم الأجر ساداتي وموالي ائمة الهدى ومصابيح الدجى سلام الله عليكم في وفاة الامام الثامن الامام أبي الحسن علي بن موسى الرضا سلام الله عليه
وأعظم الله لك الأجر ياسيدي ومولاي يارسول الله (صلوات الله وسلامك عليه)
وأعظم الله لك الأجر ياسيدي ومولاي ياامير المؤمنين (عليه السلام)
وأعظم الله لك الأجر ياسديتي ومولاتي فاطمة الزهراء (عليه السلام)
وأعظم الله لك الأجر ياسيدي ومولاي ياابا صالح (عليه السلام) في جدك فلعن الله امة اسست اساس الظلم والجور عليكم اهل البيت( عليه السلام)

ولعن الله امة قاتلتكم وناصبت لكم العداء والحرب وازالتكم عن المراتب التي رتبكم الله فيها ، وعظم الله لكم الأجر اخواني واخواتي المؤمنين بهذه المصيبة الجليلة .

أعادنا الله على مثل هذه الأيام تحت لواء دولة إمامٍ يملأ الأرض قسطاً وعدلا كما ملأت ظلماً وجورا ..