ميثم التمار
01-02-2011, 12:44 AM
عندما تنظر إلى دائرة الأبراج بقصد قراءة طالعك هذه المرة أعد النظر ودقق جيداً، لأنك ربما كنت تقرأ طالع شخص آخر لا طالعك. فبفضل ترنح محور الأرض أثناء دورانها تصبح الأبراج، مع كل ما تعنيه من علاقة بالأقدار سخفاً وهراء، أو لنقل أنها تصبح أكثر هراء وسخفاً مما قد يتوقعه المرء. فبرج كل منا إنما تم حسابه وتحديده بالرجوع إلى موقع الشمس النسبي من مجاميع نجمية معينة في يوم ميلاده. إلا ان المشكلة هنا هي ان ذلك الحساب والتحديد قد تم قبل ما يقارب 2000 سنة، وخلال هذه الفترة الطويلة تحركت أبراجنا النجمية زاحفة قليلاً في قبة سماء الليل محدثة فرقاً مقداره شهر تقريباً.
يقول جو راو، وهو كاتب عمود على موقع (سبيس دوت كوم) ومحاضر في قبة هايدن الفلكية في مدينة نيويورك: “يخبرنا علم التنجيم ان الشمس في موقع معين، بينما يؤكد علم الفلك أنها في موضع آخر مختلف.”هذا الحيد سببه الظاهرة التي يعرفها الفلكيون بـ “المبادرة”، وهي حركة ترنح دورانية رحوية يقوم بها محور الأرض بسبب قوى الجذب التي يسلطها القمر على خط استواء الكرة الأرضية. ولكن الأضواء تركزت على هذه الظاهرة مؤخراً عندما تحدث بارك ناكل، عضو مجمع القبة الفلكية في منيسوتا، إلى صحيفة ستار تربيون التي تصدر في منيابوليس موضحاً وجود فجوة بين المنظور التنجيمي والمنظور الفلكي، وبسرعة طار الخبر عبر الإنترنت. ولكن راو يقول أن هذا ليس بالخبر الحديث .. بل أنه في الواقع قديم قديم.
تحدث راو إلى مجلة لايف ساينس فقال: “أول فلكي رصد هذه الحركة وحاول حسابها هو أرستاركوس من ساموس (ساموس جزيرة يونانية تقع في الجانب الشرقي من بحر إيجه - المترجم) الذي عاش قبل الميلاد بحوالي 280 سنة.”
شدة الإهتمام الذي أثارته تلك المقابلة مع الصحيفة كان “مذهلاً” على حد تعبير ناكل، الذي يلقي محاضرات في الفلك في كلية منيابوليس التكنولوجية ثم أجرى مقابلة بناء على طلب من الصحيفة لمناقشة ظاهرة “المبادرة”، وهو يؤكد أنها ليست كشفاً جديداً بل يمتد عمره لقرون وأن الأمر ليس فيه قنبلة.
وإليك رأي الفلكيين: أن الأرض أشبه ما تكون بالدوامة التي يلعب بها الأطفال، فبينما هي تدور يرسم محورها بطرفه الأعلى شكل دائرة وهو يشير في كل لحظة باتجاه مختلف. وكلما حدث هذا الزحف في موقع الأرض تغيرت زاوية نظرنا إلى سماء الليل فنرى صورة مختلفة.
فعلى سبيل المثال، كما يقول راو، اننا اعتدنا اتخاذ بولارس كنجم شمال واعتبرنا ذلك أمراً مفروغاً لا سبيل للشك فيه، وهذا النجم في زمننا هو الأقرب إلى التمحور مع امتداد القطب الشمالي للأرض. ولكن عندما بنيت الإهرامات لم يكن بولارس هو النجم الأقرب إلى ذلك التمحور مع القطب الشمالي بل نجم آخر تابع لمجموعة داركو يدعى ثوبان. وبعد 12 ألف سنة من الآن سيكون نجم فيغا، وهو النجم الأشد سطوعاً ضمن كوكبة ليرا، نجم الشمال.بعد 26 ألف سنة ستكتمل الدورة، كما يقول راو، فكل ما في السماء دائب الحركة في جريان مستمر لا يتوقف.
ولكن حتى لو كانت الأبراج ثابتة حقاً في مواقعها فما من دليل هناك على أن لها علاقة بوجود البشر أو تأثير على شؤون حياتهم اليومية. ففي عام 2006 نشرت مجلة “الشخصية وفوارق الأفراد” دراسة اعتمدت على بيانات ومعلومات مأخوذة من أكثر من 15 ألف شخص فلم تتمكن من إيجاد علاقة بين تاريخ ميلاد الفرد وشخصيته.
ولكن رغم افتقار علم التنجيم التام لأي دليل يرتكز على العلم أو الملاحظة يبقى 25 بالمئة من الأميركيين مؤمنين به، كما كشف مسح حديث قام به مركز أبحاث بيو. وإليك أدناه التواريخ الحقيقية للأبراج حسب ما يقره الفلكيون:
برج الجدي : 20 كانون الثاني – 16 شباط
برج الدلو : 16 شباط – 11 آذار
برج الحوت : 11 آذار – 18 نيسان
برج الحمل : 18 نيسان – 13 آذار
برج الثور : 13 آذار – 21 حزيران
برج الجوزاء : 21 حزيران – 20 تموز
برج السرطان : 20 تموز – 10 آب
برج الأسد : 10 آب – 16 أيلول
برج العذراء : 16 أيلول – 30 تشرين الأول
برج الميزان : 30 تشرين الأول – 23 تشرين الثاني
برج العقرب : 23 – 29 تشرين الثاني
برج أوفيوشوس : 29 تشرين الثاني – 17 كانون الأول
برج القوس : 17 كانون الأول – 20 كانون الثاني
نرى ضمن قائمة الأبراج برجاً اسمه أوفيوشوس وهو برج نبذه البابليون لأنهم كانوا يريدون مجموعة تتألف من اثني عشر برجاً لا ثلاثة عشر. وهذا مثال آخر يبين كيف كان المنجمون ينتقون أو يهملون من الملاحظات الفلكية ما يتناسب ورغباتهم، كما يقول راو.
يضيف راو: “لقد كانوا يعملون وفق قواعد وضعوها بأنفسهم، وهذا جنون.”
ولكن على الرغم من كل شيء فإن بعض الخير قد يأتي من هذه الضجة المندلعة بين علمي التنجيم والفلك، كما يقول ناكل، لأن هذا سيجعل بعض الناس يرفعون رؤوسهم إلى السماء وينظرون إلى النجوم بتأمل، وفي هذا راحة ومتعة.
خارطة أبراج رومانية كشفت عنها التنقيبات في مصر يعود تاريخها إلى القرن الأول أو الثاني الميلادي.
بقلم ستيفاني باباس/عن صحيفة كريستيان ساينس مونيتر
يقول جو راو، وهو كاتب عمود على موقع (سبيس دوت كوم) ومحاضر في قبة هايدن الفلكية في مدينة نيويورك: “يخبرنا علم التنجيم ان الشمس في موقع معين، بينما يؤكد علم الفلك أنها في موضع آخر مختلف.”هذا الحيد سببه الظاهرة التي يعرفها الفلكيون بـ “المبادرة”، وهي حركة ترنح دورانية رحوية يقوم بها محور الأرض بسبب قوى الجذب التي يسلطها القمر على خط استواء الكرة الأرضية. ولكن الأضواء تركزت على هذه الظاهرة مؤخراً عندما تحدث بارك ناكل، عضو مجمع القبة الفلكية في منيسوتا، إلى صحيفة ستار تربيون التي تصدر في منيابوليس موضحاً وجود فجوة بين المنظور التنجيمي والمنظور الفلكي، وبسرعة طار الخبر عبر الإنترنت. ولكن راو يقول أن هذا ليس بالخبر الحديث .. بل أنه في الواقع قديم قديم.
تحدث راو إلى مجلة لايف ساينس فقال: “أول فلكي رصد هذه الحركة وحاول حسابها هو أرستاركوس من ساموس (ساموس جزيرة يونانية تقع في الجانب الشرقي من بحر إيجه - المترجم) الذي عاش قبل الميلاد بحوالي 280 سنة.”
شدة الإهتمام الذي أثارته تلك المقابلة مع الصحيفة كان “مذهلاً” على حد تعبير ناكل، الذي يلقي محاضرات في الفلك في كلية منيابوليس التكنولوجية ثم أجرى مقابلة بناء على طلب من الصحيفة لمناقشة ظاهرة “المبادرة”، وهو يؤكد أنها ليست كشفاً جديداً بل يمتد عمره لقرون وأن الأمر ليس فيه قنبلة.
وإليك رأي الفلكيين: أن الأرض أشبه ما تكون بالدوامة التي يلعب بها الأطفال، فبينما هي تدور يرسم محورها بطرفه الأعلى شكل دائرة وهو يشير في كل لحظة باتجاه مختلف. وكلما حدث هذا الزحف في موقع الأرض تغيرت زاوية نظرنا إلى سماء الليل فنرى صورة مختلفة.
فعلى سبيل المثال، كما يقول راو، اننا اعتدنا اتخاذ بولارس كنجم شمال واعتبرنا ذلك أمراً مفروغاً لا سبيل للشك فيه، وهذا النجم في زمننا هو الأقرب إلى التمحور مع امتداد القطب الشمالي للأرض. ولكن عندما بنيت الإهرامات لم يكن بولارس هو النجم الأقرب إلى ذلك التمحور مع القطب الشمالي بل نجم آخر تابع لمجموعة داركو يدعى ثوبان. وبعد 12 ألف سنة من الآن سيكون نجم فيغا، وهو النجم الأشد سطوعاً ضمن كوكبة ليرا، نجم الشمال.بعد 26 ألف سنة ستكتمل الدورة، كما يقول راو، فكل ما في السماء دائب الحركة في جريان مستمر لا يتوقف.
ولكن حتى لو كانت الأبراج ثابتة حقاً في مواقعها فما من دليل هناك على أن لها علاقة بوجود البشر أو تأثير على شؤون حياتهم اليومية. ففي عام 2006 نشرت مجلة “الشخصية وفوارق الأفراد” دراسة اعتمدت على بيانات ومعلومات مأخوذة من أكثر من 15 ألف شخص فلم تتمكن من إيجاد علاقة بين تاريخ ميلاد الفرد وشخصيته.
ولكن رغم افتقار علم التنجيم التام لأي دليل يرتكز على العلم أو الملاحظة يبقى 25 بالمئة من الأميركيين مؤمنين به، كما كشف مسح حديث قام به مركز أبحاث بيو. وإليك أدناه التواريخ الحقيقية للأبراج حسب ما يقره الفلكيون:
برج الجدي : 20 كانون الثاني – 16 شباط
برج الدلو : 16 شباط – 11 آذار
برج الحوت : 11 آذار – 18 نيسان
برج الحمل : 18 نيسان – 13 آذار
برج الثور : 13 آذار – 21 حزيران
برج الجوزاء : 21 حزيران – 20 تموز
برج السرطان : 20 تموز – 10 آب
برج الأسد : 10 آب – 16 أيلول
برج العذراء : 16 أيلول – 30 تشرين الأول
برج الميزان : 30 تشرين الأول – 23 تشرين الثاني
برج العقرب : 23 – 29 تشرين الثاني
برج أوفيوشوس : 29 تشرين الثاني – 17 كانون الأول
برج القوس : 17 كانون الأول – 20 كانون الثاني
نرى ضمن قائمة الأبراج برجاً اسمه أوفيوشوس وهو برج نبذه البابليون لأنهم كانوا يريدون مجموعة تتألف من اثني عشر برجاً لا ثلاثة عشر. وهذا مثال آخر يبين كيف كان المنجمون ينتقون أو يهملون من الملاحظات الفلكية ما يتناسب ورغباتهم، كما يقول راو.
يضيف راو: “لقد كانوا يعملون وفق قواعد وضعوها بأنفسهم، وهذا جنون.”
ولكن على الرغم من كل شيء فإن بعض الخير قد يأتي من هذه الضجة المندلعة بين علمي التنجيم والفلك، كما يقول ناكل، لأن هذا سيجعل بعض الناس يرفعون رؤوسهم إلى السماء وينظرون إلى النجوم بتأمل، وفي هذا راحة ومتعة.
خارطة أبراج رومانية كشفت عنها التنقيبات في مصر يعود تاريخها إلى القرن الأول أو الثاني الميلادي.
بقلم ستيفاني باباس/عن صحيفة كريستيان ساينس مونيتر