بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سلوكـ الرسول (ص) مع بضعته (ع) :
للسلوكـ جهتان : سلوك عملي، وسلوك لفظي.
1-السلوك العملي:
تقول السيدة عائشة: ما رأيت من الناس أحداً أشبه كلاماً وحديثاً برسول الله (ص) من فاطمة (ع)، كانت إذا دخلت عليه رحّب بها، وقبّل يديها، وأجلسها في مجلسه، فإذا دخل عليها قامت إليه فرحّبت به وقبّلت يديه .
إنّ هذا الموقف فيه من الوصف ما يحتار الإنسان في تحليله، وليس العجب في فعل الرسول (ص) لابنته فاطمة (ع) ، بل العجب في أن تكون العلاقة الحميمة ـ كهذه العلاقة ـ ولا يفصل بيت الرسول (ص) عن بيت ابنته (ع) سوى زقاق صغير بقدر متر ونصف فقط، بل يوجد بين البيتين شباك يطل من بيت النبي (ص) على بيت ابنته (ع)، وطالما كان يطل من هذا الشباك ليسلّم على بضعته .
ونحن نعرف أنّ عادة الآباء يحنون على أبنائهم الذين يسكنون بعيدين عنهم، مع أنّ فاطمة (ع) وبهذا القرب، إلاّ أنّ هذه الشفافية من الرسول (ص) لتطغى على أحاسيسنا، بحيث ما كان رسول الله (ص) يفعل ذلك إلا مع فاطمة (ع) ..
ـ يقوم لها كلما دخلت عليه ..
ـ ويقبّلها ويجلسها في مجلسه ..
ـ وكذلك كانت تفعل هي كلما دخلت عليه ..
وهذا ما يؤكد أنّ الاندماج بينها وبينه لم يكن شكلياً فحسب، بل كان اندماجاً روحياً معمقاً.
وهنا ينبغي أن نتساءل: لماذا كل هذه العناية؟!
ونجيب: ربما كان فعله ينطوي على أمرين:
الأمر الأول: انفتاح الزهراء (ع) على قلب النبي (ص) : فقد كانت الزهراء (ع) تحمل من الفضل والمكانة في قلب والدها (ص) ما يفوق الوصف بحيث كنّاها (أم أبيها) لكي تفهم مدى إنقلاب ميزان الحب إلى أعمق صفة في الوجود وهي الأمومة.
الأمر الثاني: إنّ في فعل الرسول (ص) لثورة يريد من خلالها أن يهوي على عقول أصحاب الطوائف والعلاقات الهمجية، فقد جاء الرسول (ص) والتقاليد قائمة على حقارة المرأة، واتخادها ألعوبة في تاريخ الرجل، فبينما كانت الجاهلية تدس بناتها في التراب لوأدها، كان الرسول الأكرم (ص) يأخذ بعضدها (ع) لبناء الأمة الصالحة.
وكان هذا العمل كالسيف الصارم الذي بتر به أوهام الكفر وأحلامها الزائفة، فإنّ المساواة بين الرجل والمرأة متحققة وهي المساواة في القيمة والمنزلة والمسؤولية، يقول تعالى: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ﴾. وكذلك الجزاء بينهما واحد يقـول تعـالى: ﴿فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى﴾
2 ـ السلوك اللفظي:
لقد تحدث رسول الله (ص) كثيراً عن فضل ابنته (ع) ومن هذه الكلمات:
"خير نساء العالمين أربع ..." ، وذكر فيهن فاطمة (ع)."إنّ الله ليغضب لغضب فاطمة".
"فاطمة بضعة مني من آذاها فقد آذاني".
"فاطمة قلبي وروحي التي بين جنبي".
"فاطمة سيدة نساء العالمين".
"فاطمة سيدة نساء أهل الجنة".
"فاطمة سيدة نساء المؤمنين".
هذه الكلمات ـ وغيرها كثير ـ تفصح عن وصف الزهراء (ع) على لسان الرسول الأكرم (ص) ، وأنها سيدة الفضائل كلها في الدنيا والآخرة، بل هي صورة رائعة عن روح النبي (ص) وفكره وخطه ورسالته.
فما هو سبب إصرار الرسول (ص) في أن يمدح بضعته (ع) قبالة الناس، وعلى أن يعرف المسلمون هذه المحبة المبالغة منه للزهراء (ع)؟!
ولماذا هذا الاهتمام الصريح لرضا الزهراء (ع) أو سخطها؟!
ولماذا كل هذا التركيز في تكرار عملية الإيذاء؟!
إنّ خمسة وسبعين يوماً ـ والتي عاشتها الزهراء (ع) بعد وفاة أبيها ـ كفيلة بالجواب، ففي هذه الأيام الوجيزة:
ـ مات رسول الله (ص) .
ـ وتنازعت قريش على خلافة المسلمين والرسول (ص) بعد لم يقبر.
ـ وانتزع الحزب المعارض فدكاً من تحت يدي فاطمة (ع) .
ـ وحاول الحزب المعارض أن يحرق بيت علي (ع) وفاطمة (ع) .
-وخطبت فاطمة (ع) القوم بخطبتها المشهورة في مسجد النبوي.
ـ وأعلنت (ع) ظلامتها على الملأ بين الأنصار والمهاجرين.
ـ وطافت (ع) بيوتهم لتقارعهم الحجة وتعرّفهم أحقّية زوجها (ع) بالخلافة.
لقد صدمت هذه الأحداث المتلاحقة قلب الزهراء (ع) الواهن، وهي بعد في ربيعها الثامن عشر، بحيث خار معها قواها الجسدي وختمت حياتها معها، فكان خاتمة حياتها منتهى الدعوة المحمدية، وما هذه الأيام المعدودات التي عاشتها إلا لكي تنهي دعوة أبيها بصوت مدوي يرفض الظلم والاستبداد.
1-السلوك العملي:
تقول السيدة عائشة: ما رأيت من الناس أحداً أشبه كلاماً وحديثاً برسول الله (ص) من فاطمة (ع)، كانت إذا دخلت عليه رحّب بها، وقبّل يديها، وأجلسها في مجلسه، فإذا دخل عليها قامت إليه فرحّبت به وقبّلت يديه .
إنّ هذا الموقف فيه من الوصف ما يحتار الإنسان في تحليله، وليس العجب في فعل الرسول (ص) لابنته فاطمة (ع) ، بل العجب في أن تكون العلاقة الحميمة ـ كهذه العلاقة ـ ولا يفصل بيت الرسول (ص) عن بيت ابنته (ع) سوى زقاق صغير بقدر متر ونصف فقط، بل يوجد بين البيتين شباك يطل من بيت النبي (ص) على بيت ابنته (ع)، وطالما كان يطل من هذا الشباك ليسلّم على بضعته .
ونحن نعرف أنّ عادة الآباء يحنون على أبنائهم الذين يسكنون بعيدين عنهم، مع أنّ فاطمة (ع) وبهذا القرب، إلاّ أنّ هذه الشفافية من الرسول (ص) لتطغى على أحاسيسنا، بحيث ما كان رسول الله (ص) يفعل ذلك إلا مع فاطمة (ع) ..
ـ يقوم لها كلما دخلت عليه ..
ـ ويقبّلها ويجلسها في مجلسه ..
ـ وكذلك كانت تفعل هي كلما دخلت عليه ..
وهذا ما يؤكد أنّ الاندماج بينها وبينه لم يكن شكلياً فحسب، بل كان اندماجاً روحياً معمقاً.
وهنا ينبغي أن نتساءل: لماذا كل هذه العناية؟!
ونجيب: ربما كان فعله ينطوي على أمرين:
الأمر الأول: انفتاح الزهراء (ع) على قلب النبي (ص) : فقد كانت الزهراء (ع) تحمل من الفضل والمكانة في قلب والدها (ص) ما يفوق الوصف بحيث كنّاها (أم أبيها) لكي تفهم مدى إنقلاب ميزان الحب إلى أعمق صفة في الوجود وهي الأمومة.
الأمر الثاني: إنّ في فعل الرسول (ص) لثورة يريد من خلالها أن يهوي على عقول أصحاب الطوائف والعلاقات الهمجية، فقد جاء الرسول (ص) والتقاليد قائمة على حقارة المرأة، واتخادها ألعوبة في تاريخ الرجل، فبينما كانت الجاهلية تدس بناتها في التراب لوأدها، كان الرسول الأكرم (ص) يأخذ بعضدها (ع) لبناء الأمة الصالحة.
وكان هذا العمل كالسيف الصارم الذي بتر به أوهام الكفر وأحلامها الزائفة، فإنّ المساواة بين الرجل والمرأة متحققة وهي المساواة في القيمة والمنزلة والمسؤولية، يقول تعالى: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ﴾. وكذلك الجزاء بينهما واحد يقـول تعـالى: ﴿فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى﴾
2 ـ السلوك اللفظي:
لقد تحدث رسول الله (ص) كثيراً عن فضل ابنته (ع) ومن هذه الكلمات:
"خير نساء العالمين أربع ..." ، وذكر فيهن فاطمة (ع)."إنّ الله ليغضب لغضب فاطمة".
"فاطمة بضعة مني من آذاها فقد آذاني".
"فاطمة قلبي وروحي التي بين جنبي".
"فاطمة سيدة نساء العالمين".
"فاطمة سيدة نساء أهل الجنة".
"فاطمة سيدة نساء المؤمنين".
هذه الكلمات ـ وغيرها كثير ـ تفصح عن وصف الزهراء (ع) على لسان الرسول الأكرم (ص) ، وأنها سيدة الفضائل كلها في الدنيا والآخرة، بل هي صورة رائعة عن روح النبي (ص) وفكره وخطه ورسالته.
فما هو سبب إصرار الرسول (ص) في أن يمدح بضعته (ع) قبالة الناس، وعلى أن يعرف المسلمون هذه المحبة المبالغة منه للزهراء (ع)؟!
ولماذا هذا الاهتمام الصريح لرضا الزهراء (ع) أو سخطها؟!
ولماذا كل هذا التركيز في تكرار عملية الإيذاء؟!
إنّ خمسة وسبعين يوماً ـ والتي عاشتها الزهراء (ع) بعد وفاة أبيها ـ كفيلة بالجواب، ففي هذه الأيام الوجيزة:
ـ مات رسول الله (ص) .
ـ وتنازعت قريش على خلافة المسلمين والرسول (ص) بعد لم يقبر.
ـ وانتزع الحزب المعارض فدكاً من تحت يدي فاطمة (ع) .
ـ وحاول الحزب المعارض أن يحرق بيت علي (ع) وفاطمة (ع) .
-وخطبت فاطمة (ع) القوم بخطبتها المشهورة في مسجد النبوي.
ـ وأعلنت (ع) ظلامتها على الملأ بين الأنصار والمهاجرين.
ـ وطافت (ع) بيوتهم لتقارعهم الحجة وتعرّفهم أحقّية زوجها (ع) بالخلافة.
لقد صدمت هذه الأحداث المتلاحقة قلب الزهراء (ع) الواهن، وهي بعد في ربيعها الثامن عشر، بحيث خار معها قواها الجسدي وختمت حياتها معها، فكان خاتمة حياتها منتهى الدعوة المحمدية، وما هذه الأيام المعدودات التي عاشتها إلا لكي تنهي دعوة أبيها بصوت مدوي يرفض الظلم والاستبداد.
سماحة الشيخ/حسين المصطفـى ..
تعليق