الخوف من النار
ان النفس المؤمنة لما استيقنت الاوامر الالهيه ابتداءا والمفضية الى غيبيات واقعه من جنة ونار استلزم ذلك الايمان بما ذكر الله تعالى من الوعيد بجحيم دائم كما في قوله تعالى "يوم الجمع لا ريب فيه فريق في الجنه وفريق في السعير "[1]
لذا كان اجتناب المحرمات والابتعاد عن المحضورات نتيجة حتمية لما وصلت اليه النفس نفس المؤمن من كشف لحجب الغفله واستيقان لحجج الدعوة وان الممكن قد ادرك قصورة في النهوض بمقام العبودية الحقة التي امرة الله بها واللازمة لحقيق نعمائة الفائض على المخلوقين .
فالنفس مجبولة على الجموح والتمرد في ميادين الالزام والانصياع حتى ولو كانت في مدار اصلاحها وتهذيبها .وعلى ذلك كان لابد من ان تنقاد للامتثال بالترغيب تارة والترهيب تارة اخرى وحيثما كانت طاعة الله عز وجل كانت التقوى مفازة بها والحبل الممدود للوصول الى مساحتها ونعيم التمثل بها .
قا ل تعالى "واتقو يوما ترجعون فيه الى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون " [2] .
وقد ورد ان الخوف نوعان خوف يعتري طبقة المؤمنين المتوسطين في الايمان واعني بها الدرجة التي يصل فيها المؤمن بعد اجتياز ه مرحلة الايمان الاولى والتي يقذف الله بها في قلوب المخلوقين وهذه المرحلة أي مرحلة المتوسطين يكون باعث الخوف فيها هو الكمال النفسي الذي يصل اليه العبد فيحرص على فعل العبادات وترك المعاصي التي هي اقرب الى النفس من غيرها ومنشاه هنا الخوف مما اوردة الله من عذاب وموت وحساب قبر وحياة برزخ ومعاد وانه واقع لامحال وانة سبحانة لايعزب عن علمة ذرة في الارض ولافي السماء قال تعالى "ان الذين كفروا وماتو وهم كفار اولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس اجمعين ,فالذين فيها لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون "[3]
وبة يتحقق امر وهو النفور عن موجبات حب الدنيا والانهماك في بحر لذائذها وبالتالي الاستهانة والتحقير لمصاعبها والالامها واسقامها بالنظر الى معاناة الاخرة واسقامها .
ان الصلاح الروحي والخلقي والسلوكي ينبعث من التوجة نحو الحق ودار الكرامة –الدار الاخرة ومن اللامبالاة بالدنيا وعدم الانبهار بزخارفها.[4]
وهنا نوع الخوف الثاني وهو خوف طبقة الاولياء العارفين فقد روي انهم يخافون النار كمن راها .وهو خوف حضوري يقيني فكما انك تعلم باليقين ان مس سلك الكهرباء الذي يسري فيه التيار الكهربائي يؤدي الى الموت فتمتنع عقلا وقطعا عن مساسه .فان المعصوم (ع) لايرتكب المعصية لاستيقانه الواقعي والحقيقي بالعذاب .والخوف من جانب الطبقة المتوسطة من المؤمنين يكون دافعه الطمع في الجنة والتنعم بها كما هو غاية كل عبادات الخلق في الدنيا وهو لطف الهي اولي من خلال تعريف العباد اوجه ذلك النعيم وادوات الوصول الية وهي العبادات ولطف ثانوي اخر هو مجازاتهم بالثواب عليه .
[1] /الشورى /7
[2] /البقرة / 281
[3] /البقرة /160- 161
[4] /الاربعون حديثا /للامام الخميني
واخر دعوانا الحمد لله رب العالمين لا تنسوني من الدعاء
ان النفس المؤمنة لما استيقنت الاوامر الالهيه ابتداءا والمفضية الى غيبيات واقعه من جنة ونار استلزم ذلك الايمان بما ذكر الله تعالى من الوعيد بجحيم دائم كما في قوله تعالى "يوم الجمع لا ريب فيه فريق في الجنه وفريق في السعير "[1]
لذا كان اجتناب المحرمات والابتعاد عن المحضورات نتيجة حتمية لما وصلت اليه النفس نفس المؤمن من كشف لحجب الغفله واستيقان لحجج الدعوة وان الممكن قد ادرك قصورة في النهوض بمقام العبودية الحقة التي امرة الله بها واللازمة لحقيق نعمائة الفائض على المخلوقين .
فالنفس مجبولة على الجموح والتمرد في ميادين الالزام والانصياع حتى ولو كانت في مدار اصلاحها وتهذيبها .وعلى ذلك كان لابد من ان تنقاد للامتثال بالترغيب تارة والترهيب تارة اخرى وحيثما كانت طاعة الله عز وجل كانت التقوى مفازة بها والحبل الممدود للوصول الى مساحتها ونعيم التمثل بها .
قا ل تعالى "واتقو يوما ترجعون فيه الى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون " [2] .
وقد ورد ان الخوف نوعان خوف يعتري طبقة المؤمنين المتوسطين في الايمان واعني بها الدرجة التي يصل فيها المؤمن بعد اجتياز ه مرحلة الايمان الاولى والتي يقذف الله بها في قلوب المخلوقين وهذه المرحلة أي مرحلة المتوسطين يكون باعث الخوف فيها هو الكمال النفسي الذي يصل اليه العبد فيحرص على فعل العبادات وترك المعاصي التي هي اقرب الى النفس من غيرها ومنشاه هنا الخوف مما اوردة الله من عذاب وموت وحساب قبر وحياة برزخ ومعاد وانه واقع لامحال وانة سبحانة لايعزب عن علمة ذرة في الارض ولافي السماء قال تعالى "ان الذين كفروا وماتو وهم كفار اولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس اجمعين ,فالذين فيها لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون "[3]
وبة يتحقق امر وهو النفور عن موجبات حب الدنيا والانهماك في بحر لذائذها وبالتالي الاستهانة والتحقير لمصاعبها والالامها واسقامها بالنظر الى معاناة الاخرة واسقامها .
ان الصلاح الروحي والخلقي والسلوكي ينبعث من التوجة نحو الحق ودار الكرامة –الدار الاخرة ومن اللامبالاة بالدنيا وعدم الانبهار بزخارفها.[4]
وهنا نوع الخوف الثاني وهو خوف طبقة الاولياء العارفين فقد روي انهم يخافون النار كمن راها .وهو خوف حضوري يقيني فكما انك تعلم باليقين ان مس سلك الكهرباء الذي يسري فيه التيار الكهربائي يؤدي الى الموت فتمتنع عقلا وقطعا عن مساسه .فان المعصوم (ع) لايرتكب المعصية لاستيقانه الواقعي والحقيقي بالعذاب .والخوف من جانب الطبقة المتوسطة من المؤمنين يكون دافعه الطمع في الجنة والتنعم بها كما هو غاية كل عبادات الخلق في الدنيا وهو لطف الهي اولي من خلال تعريف العباد اوجه ذلك النعيم وادوات الوصول الية وهي العبادات ولطف ثانوي اخر هو مجازاتهم بالثواب عليه .
[1] /الشورى /7
[2] /البقرة / 281
[3] /البقرة /160- 161
[4] /الاربعون حديثا /للامام الخميني
واخر دعوانا الحمد لله رب العالمين لا تنسوني من الدعاء
تعليق