الزهد في الدنيا
نقل عن العلامة المجلسي (قدس) < فاعلم ان الذي يظهر من مجموع الايات والاخبار على ما نفهمة ان الدنيا المذمومة مركبة من مجموع امور تمنع الانسان من طاعة الله وحبة وتحصيل الاخرة , فالدنيا والاخرة ضرتان متقابلتان فكل ما يوجب رضا الله سبحانة وقربة فهو من الاخرة , وان كان بحسب الظاهر من اعمال الدنيا كالتجارات والصناعات والزراعات التي يكون المقصود منها تحصيل المعيشة للعيال لامرة تعالى بة وصرفة في وجوة البر , واعانة المحتاجين والصدقات وصون الوجه عن السؤال وامثال ذلك فان هذة كلها من اعمال الاخرة وان كان عامة الخلق يعدونها من الدنيا .والرياضات المبتدعة والاعمال الريائية وان كان مع الترهب وانواع المشقة فانها من الدنيا لانها مما يبعد من الله ولا يجب القرب الية كاعمال الكفار والمخالفين > [1]
من الواضح مما ورد ذكرة ان نفس الدنيا بما خلقها الله علية ,وما اقتضت حكمتة تعالى في استخلاف خلقة عليها وما اوكلة اليهم فيها من اقامة العبادات وجريان المعاملات فيما بينهم ليس مذموما ممقوتا وكيف ذلك وقد كانت هذة الدنيا مهبطا للوحي والتنزيل ومزارا للملائكة ومقرا للانبياء والاولياء والصالحين قال تعالى "ولنعم دار المتقين "[2] ومقاما لهم واما ما ورد في الايات الكريمة من ذم الدنيا فهو باعتبار التعلق بها دون الاخرة وتعلق القلب بها دون التوجة الى الله(سبحانة )الذي يجب ان يكون مناط التوجة للمؤمن وكمال غايتة .
وبما ان الدنيا دار اختبار وامتحان ومزرعة الاخرة كان الاعراض عنها اولى والزهد فيها اقرب الى النفس والقلب وامتطائها عاى سبيل النجاة من غضب الله عز وجل بما اراد الله وفي الله قال تعالى "قل يا عبادي الذين امنوا اتقوا ربكم للذين احسنوا في هذة الدنيا حسنة وارض الله واسعة انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب " [3] .
وكلما كان التعلق بها اشد كانت الحجب واغلفة الاثام اقوى واغلظ ولو ان القلب صدق بان الدنيا هي ادنى عوالم الملكوت الالهي للانسان وان الامه واماله وسعادتة ولذاتة زائلة منقطعة بزوال ايامة القليلة المعدودة في هذا الملكوت المادي لسعد واطمان لكل حال ولكل ما قدرة الله لة وما قدرة عليه من اقدار في باطنها لطف الهي يقربه من نفحات نور القدس والفوز الاخروي وفي ظاهرها ابتلاءات مختلفة من فقر وغنى وصحة وسقم وحرمان وشبع وفي الاحاديث الشريفة ما يدل على هذا المعنى ومنها قول الامام ابي جعفر (ع) <ان الله تعالى ليتعاهد المؤمن بالبلاء كما يتعاهد الرجل اهله بالهدية من الغيبة ويحمية من الدنيا كما يحمي الطبيب المريض> [4].
ولعل ايثار الانبياء والاولياء للفقر على الغنى والابتلاء على الراحة والمعاناة على غيرها نتيجة انهم وقفوا من خلال النور الباطني والمكاشفات الروحية على ان الحق سبحانة لاينظر بعين اللطف الى هذا العالم ولاالى زخارفة ,ولايكون للدنيا وما فيها موقع امام سا حتة المقدسة الا بمقدار ما تكون سبيلا للوصول الى غيرها (الاخرة) ,ففي الحديث ....ان جبرئيل (ع)لما نزل على النبي (ص واله) ومعه مفاتيح خزائن الارض وقال لو اخترتها لما هبط من درجاتك الاخروية شيء ابدا .ولكن النبي (ص واله)امتنع عن القبول تواضعا للحق سبحانه فاختار الفقر [5].
[1] /نقلا عن كتاب الاربعين حديثا /للامام الخميني (قدس سرة )ص 119- 120
[2] /النمل /30
[3] /الزمر /10
[4] /اصول الكافي /2: 17 باب شدة ابتلاء المؤمن
[5] /الاربعون حديثا /لللامام الخميني /ص232
نقل عن العلامة المجلسي (قدس) < فاعلم ان الذي يظهر من مجموع الايات والاخبار على ما نفهمة ان الدنيا المذمومة مركبة من مجموع امور تمنع الانسان من طاعة الله وحبة وتحصيل الاخرة , فالدنيا والاخرة ضرتان متقابلتان فكل ما يوجب رضا الله سبحانة وقربة فهو من الاخرة , وان كان بحسب الظاهر من اعمال الدنيا كالتجارات والصناعات والزراعات التي يكون المقصود منها تحصيل المعيشة للعيال لامرة تعالى بة وصرفة في وجوة البر , واعانة المحتاجين والصدقات وصون الوجه عن السؤال وامثال ذلك فان هذة كلها من اعمال الاخرة وان كان عامة الخلق يعدونها من الدنيا .والرياضات المبتدعة والاعمال الريائية وان كان مع الترهب وانواع المشقة فانها من الدنيا لانها مما يبعد من الله ولا يجب القرب الية كاعمال الكفار والمخالفين > [1]
من الواضح مما ورد ذكرة ان نفس الدنيا بما خلقها الله علية ,وما اقتضت حكمتة تعالى في استخلاف خلقة عليها وما اوكلة اليهم فيها من اقامة العبادات وجريان المعاملات فيما بينهم ليس مذموما ممقوتا وكيف ذلك وقد كانت هذة الدنيا مهبطا للوحي والتنزيل ومزارا للملائكة ومقرا للانبياء والاولياء والصالحين قال تعالى "ولنعم دار المتقين "[2] ومقاما لهم واما ما ورد في الايات الكريمة من ذم الدنيا فهو باعتبار التعلق بها دون الاخرة وتعلق القلب بها دون التوجة الى الله(سبحانة )الذي يجب ان يكون مناط التوجة للمؤمن وكمال غايتة .
وبما ان الدنيا دار اختبار وامتحان ومزرعة الاخرة كان الاعراض عنها اولى والزهد فيها اقرب الى النفس والقلب وامتطائها عاى سبيل النجاة من غضب الله عز وجل بما اراد الله وفي الله قال تعالى "قل يا عبادي الذين امنوا اتقوا ربكم للذين احسنوا في هذة الدنيا حسنة وارض الله واسعة انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب " [3] .
وكلما كان التعلق بها اشد كانت الحجب واغلفة الاثام اقوى واغلظ ولو ان القلب صدق بان الدنيا هي ادنى عوالم الملكوت الالهي للانسان وان الامه واماله وسعادتة ولذاتة زائلة منقطعة بزوال ايامة القليلة المعدودة في هذا الملكوت المادي لسعد واطمان لكل حال ولكل ما قدرة الله لة وما قدرة عليه من اقدار في باطنها لطف الهي يقربه من نفحات نور القدس والفوز الاخروي وفي ظاهرها ابتلاءات مختلفة من فقر وغنى وصحة وسقم وحرمان وشبع وفي الاحاديث الشريفة ما يدل على هذا المعنى ومنها قول الامام ابي جعفر (ع) <ان الله تعالى ليتعاهد المؤمن بالبلاء كما يتعاهد الرجل اهله بالهدية من الغيبة ويحمية من الدنيا كما يحمي الطبيب المريض> [4].
ولعل ايثار الانبياء والاولياء للفقر على الغنى والابتلاء على الراحة والمعاناة على غيرها نتيجة انهم وقفوا من خلال النور الباطني والمكاشفات الروحية على ان الحق سبحانة لاينظر بعين اللطف الى هذا العالم ولاالى زخارفة ,ولايكون للدنيا وما فيها موقع امام سا حتة المقدسة الا بمقدار ما تكون سبيلا للوصول الى غيرها (الاخرة) ,ففي الحديث ....ان جبرئيل (ع)لما نزل على النبي (ص واله) ومعه مفاتيح خزائن الارض وقال لو اخترتها لما هبط من درجاتك الاخروية شيء ابدا .ولكن النبي (ص واله)امتنع عن القبول تواضعا للحق سبحانه فاختار الفقر [5].
[1] /نقلا عن كتاب الاربعين حديثا /للامام الخميني (قدس سرة )ص 119- 120
[2] /النمل /30
[3] /الزمر /10
[4] /اصول الكافي /2: 17 باب شدة ابتلاء المؤمن
[5] /الاربعون حديثا /لللامام الخميني /ص232
تعليق