السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الاخلاق ليست كلمه عابره ، بل منظومه اجتماعيه و تربويه كامله ، تعكس مستوى العلاقات الانسانيه ،
و السلوكيات، و المعاملات ، و التكافل الاجتماعي بين الناس . المجتمعات تقاس بنسبة المنظومه
الاخلاقيه ، المجتمع المفكك عير المستقر .. الاسر المنحله ، تفشي الظواهر الفاسده المفسده ، و الشذوذ
و السلب و النهب و القتل و الفساد و الرشوه ، كل هذا يمثل مظهرا من مظاهر إنعدام الاسس الاخلاقيه
في المجتمع . يربط أمير الشعراء بقاء الامم ببقاء الاخلاق ، و هذه كانت نظره فلسفيه، أراد بها الشاعر
أن يحدد مكانة الامم بمدى التزامها الاخلاقي:
واطلبوا المجدَ على الأرضِ فإِن * هي ضاقتْ فاطلبوه في السماءِ
وإِنما الأممُ الأخلاقُ ما بقيَتْ * فإِن همُ ذَهَبَتْ أخلاقهُم ذَهَبوا
وإِنما الأممُ الأخلاقُ مابقيَتْ * فإِن تَوَلَّتْ مَضَوا في إِثرها قُدما
فما على المرءِ في الأخلاقِ من حَرَجٍ * إِذا رعى صلةً في اللّهِ أو رَحِمها
و ديننا الحنيف هو دين الاخلاق و المثل ، و رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم هو رسولوإِنما الأممُ الأخلاقُ ما بقيَتْ * فإِن همُ ذَهَبَتْ أخلاقهُم ذَهَبوا
وإِنما الأممُ الأخلاقُ مابقيَتْ * فإِن تَوَلَّتْ مَضَوا في إِثرها قُدما
فما على المرءِ في الأخلاقِ من حَرَجٍ * إِذا رعى صلةً في اللّهِ أو رَحِمها
الانسانيه جاء ليتمم مكارم الاخلاق قال عليه الصلاة والسلام: إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق
ووصفه الله عزوجل بوصف عظيم: وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ )القلم4
وقال عليه الصلاة والسلام :" إن أقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحسنكم أخلاقاً
وقال عليه الصلاة والسلام :" أكثر ما يدخل الناس الجنة، تقوى اللّه وحسن الخلق
الاخلاق بالنسبة لنا نحن المسلمين ليس طارئا إنه جزء من التربيه الاسلاميه ، و عادة
عربيه مكتسبه على مر الاجيال . يقول أمير الشعراء مرة اخرى :
وإذا أصيب القوم في أخلاقهم فأقم عليهم مأتما وعويلا
وإذا النساء نشأن في أمية رضع الرجال جهالة وخمولا
و مما يُنصح به المسلم مصاحبه المتدين صاحب الخلق ، قالت العرب:وإذا النساء نشأن في أمية رضع الرجال جهالة وخمولا
قل لي من تصاحب أقل لك من أنت
و قال محمد بن اسحق الواصلي:
اصحبْ خيارَ الناس أين لقيتَهم * خيرُ الصحابة من يكون ظريفا
والناسُ مثلُ دراهمٍ ميزتها * فرأيتَ فيها فضةً وزيوفا
لي صديقٌ يرى حقوقي عليه * نافلاتٍ وحَقَّه كان فَرْضا
لو قطعتُ الجبالَ طولاً إِليه * ثم من بعدِ طولها سْرتُ عرضا
لرأى ماصنعْتُ غيرَ كبيرٍ * واشتهى أن أزيدَ في الأرضِ أرضا
و قال الشاعر العظيم ابو العتاهيه في هذا الشأن :لي صديقٌ يرى حقوقي عليه * نافلاتٍ وحَقَّه كان فَرْضا
لو قطعتُ الجبالَ طولاً إِليه * ثم من بعدِ طولها سْرتُ عرضا
لرأى ماصنعْتُ غيرَ كبيرٍ * واشتهى أن أزيدَ في الأرضِ أرضا
إِلى اللّهِ فارغبْ لا إِلى ذا ولا ذاكا * فإِنكَ عبدُ اللّه واللّهُ مولاكا
وإِن شئْتَ أن تحيا سليماً من الأذى * فكن لشرارِ الناسِ ما عشْتَ تراكا
وكلٌ يدعى وصلاً بسلمىْ * وسلمى لا تَقرُّ لهمْ بذاكا
فالاخلاق زينة الانسان .. عندما يفقدها يفقد معها إنسانيته، و يكون كأي كائنوإِن شئْتَ أن تحيا سليماً من الأذى * فكن لشرارِ الناسِ ما عشْتَ تراكا
وكلٌ يدعى وصلاً بسلمىْ * وسلمى لا تَقرُّ لهمْ بذاكا
غير عاقل يتصرف بالغرائز و ردود الافعال .
و من صفات الخلوق السماحة و الوداعة و الحياء ، فالوقح السفيه لا خلاق له .
الخلوق يتجاوز عن الإساءه و الصغائر و لا يغضب إلا لله ، و الخلوق ذو حياء
في معاملاته و علاقاته ، و حتى في بيته ، و عندما يتجاوز المرء الحياء ، إنما
يقفز عن الاخلاق في المعاملات:
إذا لم تخشَ عاقبةَ الليالي * ولم تَسْتَحْيِ فاصنعْ ما تشاءُ
فلا واللّه ما في العيشِ خيرٌ * ولا الدنيا إِذا ذَهَبَ الحياءُ
يعيشُ المرءُ ما استحيا بخيرٍ * ويبقىْ العودُ ما بقيَ اللحاءُ
فلا واللّه ما في العيشِ خيرٌ * ولا الدنيا إِذا ذَهَبَ الحياءُ
يعيشُ المرءُ ما استحيا بخيرٍ * ويبقىْ العودُ ما بقيَ اللحاءُ
تعليق