بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كل أمل الإنسان أن يحظى برضا الرب جلّ وعلا، لكي يحوز على بقعة في الجنة التي وعد الله بها عباده المخلصين، ليستظلوا تحت جنانها، ويسقون من مزاجها، ويتكئون على أرائكها، وتجري من تحتهم أنهارها، فالجنة دليل النهج القويم وعلامة على الرضا، ونتيجة الفلاح، فكل يسعى إليها، ليتزين بها، ويعيش عيشاً أبدياً راضياً مرضياً فيها، فكيف بك إذا عرفت أن الجنة ذاتها، التي يرومها كل الخلق تطلب زينتها وتسعى لتتشرف بشرف آخر، فيجود عليها ذو الجود سبحانه وتعالى بزينة تبتهج بها وتفخر، فتعبّر عن ذلك وتعلنه.
لقد منّ الله تعالى على الجنة بالإمام الحسين (عليه السلام) زينة عظيمة، حيث جاء في مصادر أهل السنة في تاريخ بغداد للخطيب البغدادي في الجزء الثاني في الصفحة 238:
"روى بسنده عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لما استقر أهل الجنّة في الجنّة قالت الجنّة: ياربّ أليس وعدتني أن تزيّنني بركنين من أركانك؟ قال: ألم أزيّنك بالحسن والحسين؟
قال: فماست الجنّة ميساً كما تميس العروس"[1].
وقد نقلت هذه الرواية مجموعة من مصادر أهل السنة، منها على سبيل المثال، المعجم الأوسط للطبراني في الجزء السابع، في الصفحة رقم 149.
"عن أنس بن مالك قال قال رسول الله (صلى الله عليه ـ وآله ـ وسلم): فخرت الجنة على النار فقالت: أنا خير منك فقالت النار بل أنا خير منك فقالت لها الجنة استفهاماً وممه؟
قالت: لأن فيّ الجبابرة ونمرود وفرعون فأسكتت، فأوحى الله إليها لا تخضعين، لأزينن ركنيك بالحسن والحسين فماست كما تميس العروس في خدرها"[2].
على الأخص إذا عرفنا أن هنالك روايات في مصادر أهل السنة تقول بأن الإمام الحسين (ع) هو من أول من يدخلون الجنة مع جده رسول الله (ص)،فقد روى الطبري أن الإمام علي (ع) قال: أخبرني رسول الله (ص) أن أول من يدخل الجنة أنا وفاطمة والحسن والحسين. قلت: يارسول الله! فمحبونا؟ قال: (من ورائكم). أخرجه أبو سعيد[3].
فإذا كان الإمام الحسين (ع) هو زينة الجنة وفخرها، وفي المقابل فإن الناس يقيسون أنفسهم بمقدار قربهم من الجنة واستحقاقهم لها، فنتيجة ذلك أن الإمام الحسين (ع) هو مقياس رباني لابد أن يقاس بفعله كل فعل، ولابد أن يطابق مع قوله كل قول، ولابد من أن يحتذي نهجه كل نهج.
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين
وعلى اخيك ابا الفضل العباس واختك الحوراء زينب ( عليهم السلام)
م/ السيد محمود الموسوي
[1] / تاريخ بغداد، الخطيب البغدادي، ج2، ص 238
[2] / المعجم الأوسط، الحافظ أبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، ج7، ص 149، الناشر: الحرمين للطباعة والنشر.
[3] / مختصر ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى، تاليف أبي العباس أحمد بن محمد الطبري المكي.
تعليق