أهمية الملامسة العاطفية للطفل
قد لا ننتبه إلى أهمية الملامسة العاطفية الحانية للطفل، فكل إنسان منذ ولادته وحتى كهولته يحتاج إلى تواصل حسي عاطفي لينعم بصحة نفسية كاملة، ربما لا نصدق كيف أن التواصل الحسي عبر لمس الطفل ومداعبته وتقبيله يكون دافعاً لحب الحياة، في حين أن الطفل المحروم من هذه الملامسة الدافئة يكون أقرب إلى المرض والإحباط، ونحسب هذا الطفل حينما يكبر ويبلغ سن المراهقة أنه لا يعبأ بالعواطف، والعكس صحيح، فهو أكثر احتياجاً إلى الاحتضان الوالدي واللمس الحاني من الأم الرؤوم التي تحفز فيه الثقة والاطمئنان.
وقد لوحظ أن المراهقين المحرومين من الملامسة الوالدية يميلون إلى العنف والعدوانية، فالطفل المحروم عاطفياً يموت من جراء الوحدة، فمداعبته تعمل على إفراز هرمونات النمو لأن جهازه المناعي ينشط عندما تلمسه أمه وتقبله وسيقاوم الأمراض بضراوة وترتفع نسبة الهيموجلوبين التي تحمل الحديد في الدم بشكل هائل.
إذن فالتواصل الحسي يعد أحد الفيتامينات الأساسية لكل الثدييات كما تؤكد الدراسات، فعندما يولد الطفل قبل أن يكتمل نموه يتم وضعه داخل الحضانة لعدة أسابيع توفر له الملامسة الحانية كي يكتمل نموه ويعيش.
وأجريت التجربة على الأطفال الخدج في مشفى الولادة ولاحظوا عندما يتم التربيت على أجسادهم الرقيقة برفق داخل الحضانات سوف يزيد وزنهم أسرع من غيرهم من الأطفال الذين لا يحظون بتلك الرعاية بنسبة 75%.
ولهذا ينبغي على الأمهات الانتباه إلى هذا السلوك الذي يغذي الطفل نفسياً وعاطفياً
"عاشقة النور"
تعليق